قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع والعشرون

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال كاملة

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع والعشرون

مالك و حلم و فهد و روفيدا جوه بيجهزوا يخرجوا ع القاعه و عمها رن على مالك خرجله ..
مالك إستغرب وقفته و الطريقه اللى طلبه بيها: فى ايه ؟
عمها: عايزك ف حاجه قبل اى خطوه و يا تنفذها يا كل اللى انت شايفُه ده هيتفركش و حالا و من غير تفكير ..
مالك بصّله بذهول و عقله عمال يصورله هو ممكن يكون عايزُه ف ايه و ليه دلوقت بالذات
عمها قطع تفكيره بكلامه: اوعى تكون فاكر إنى مش عارفك و لا فاهمك من اول لحظه .. لاء انا عارف بس سايبك تجيب اخرك بمزاجى
مالك بيحاول يوصل لتفكيره بس مش عايز يسبق بالكلام: فاهم ايه و عارف ايه ؟ انا مش فاهم انت بتتكلم ف ايه بالظبط ؟ و ليه جايبنى بالشكل ده ؟ و ليه لوحدنا و مش قدام حلم ؟ انت عايز ايه بالظبط ؟

عمها بصّ ف عينيه مباشرة: انا عارف إنك لا وراك و لا قدامك و حتة الشركه اللى انت فرحان بيها و بتتنطط بيها دى لو وقعت زى شغلك هتبقى انت ف الشارع و طبعا مش هقولك بنت اخويا هتبقى ف الشارع هى كمان و يا حرام و عايز اضمنلها حقها .. عشان ده اختيارها و هى تتحمّل نتيجته.

مالك بيجيب اخر صبره بس بردوا عايز يجيب اخر الحوار: و بعدين ؟ و اما هو اختيارها و اما هى اللى هتتحمل نتيجته انت عايز ايه ؟ و احنا هنا ليه دلوقت ؟
عمها مدّله إيده بورق: عايز حاجة أخويا او بمعنى اصح حاجتى اللى بإسم اخويا
مالك للحظات مش فاهم او مش مصدق اللى فهمه: حاجه اخوك ؟

عمها عاد كلامه كإنه بيأكد عليه: اه عايز حاجة اخويا .. الشركة دى بتاعتى انا و اخويا بالتساوى و لها هى و مروان من بعدنا و كنت سايب كل حاجه من غير حساب ع اساس هى و مروان ف يوم هيبقوا واحد ف حاجتهم بردوا هتبقى واحد و مفيش داعى للحساب .. بس انت جيت و لغبطت كل ده .. بمجرد دخولك وسطهم لغبطت كل ده و لازم تتعاد الحسابات او تتحط من الاول
مالك إبتسم لمجرد إنه فهمه و عمها كمّل كلامه: انا مربتش و كبّرت و علّمت و ادينى مطالب اجوّز اهو و كل ده ببلاش
مالك عايز يسمعها مباشره منه: انت عايز ايه بالظبط ؟

عمها: دى عقود جديده للشركات بحساباتها و فوايدها و ارصدتها اللى بتشتغل عليها .. لو قدرت تخلّى حلم تتنازل عن اللى لها فيها يبقى انت كده اثبتلى حسن نيتك و هحاول اصدقك
مالك بصّله قوى بإبتسامه غريبه: قول كده بقا .. خد و هات يعنى .. انت فاهم انت بتعمل ايه حاليا ؟
عمها هز راسه ببرود: مش انت اللى هتفهمنى .. انا عارف انا بعمل ايه كويس
مالك حاول يهدّى زعيقه: لاء مش فاهم .. لإنك لو فاهم مكنتش عملت ده .. انت حاليا بتساومنى عليها .. او بشكل اصح انت بتبيعهالى و عايز التمن
عمها ببرود: و انت لو مش قد التمن يبقى نفضها
مالك بيحاول يخليه يتكلم بالمنطق او يرجعه لعقله: انت بتبيعهالى ؟ انت فاهم ده ؟ انت متخيل إنها هترضى اصلا ؟
عمها ببرود: امال انا جيتلك انت مش هى ليه ؟

مالك ضحك غصب عنه بتريقه: و انت بقا فاكر إنى ممكن اروح اقولها التخاريف دى ؟ اقولها إتنازلى عن حقوقك عشانى ؟ اقولها إبتدى معايا اول طريقنا بالتنازلات و معلش انا مش هعرف اجيبلك حقك .. معلش انا بدل اصلا ما احافظ عليكى و على حقك اخليكى تتنازلى ؟ و هى هترضى بعد ده كله ؟ هتثق فيا اما اجبرها او حتى مجرد اعرض عليها حاجه زى دى ؟

عمها بيسمعه و بيكعمش وشه بتريقه: بلاش تضخيم مسميات .. لا بيع و لا شرا .. هى بس الحقوق هترجع لصحابها و هى كفايه عليها انت .. و لا انت مش هتعرف تعملها حاجه و معتمد على حاجتها و معتمد اى وقعه من وقعاتك هتتسند على اللى لها ؟
مالك بيتكلم بنفاذ صبر: ده حتى لو وافقت عشانى هتوافق مجبوره و انا يستحيل اخليها تعمل شئ هى مجبوره عليه .. فااهم.

عمها إتكلم بلهجه شبه الامر و هو بيفتح إيد مالك و حط فيها ورقه: حاجتها تتحوّل كلها بإسم إبنى كل حاجه هتخلص .. غير كده يبقى انت اللى إختارت و مش هقولك هتبقى اختارت ايه بالظبط عشان انت اعقل من إنك تختار حاجه بشكل عشوائى .. انا جايبها من عندك بهدومك و نص الليل يعنى كانت عريانه و اعتقد اما تختار تمشى دلوقت او الليله تتفركش لأى سبب ف ده معناها هيبقى ايه للكل
مالك قاطعه بذهول: محصلش حاجه و انت عارف ده كويس
عمها ضحك و هو ماشى: ابقى لف ع الناس واحد واحد اشرحلهم.

سابه و مشى و مالك بص للورقه ف إيده و كانت عقد تنازل جاهز ع الإمضا و بس .. يعنى مجهز كل حاجه !
حط الورق ف جيبه و مش عارف يوصل لحاجه .. يقول لحلم و لا يخبى و لا يرفض نيابة عنها و لا يوافق و يعوّضها .. مجرد إنه مش عارف يفكر ف مش عارف يختار انسب حل ..
لسه بيتحرك يدخل يونس قابله رايح عليه: ايه يا عم العريس واقف كده ليه ؟
مالك وشه باين مخنوق و ساكت ..
يونس مسك إيده: مالك يا صاحبى فى ايه ؟

مالك نطق بضيق: معرفش ليه كل ما افتح سكه تتقفل قصادها الف سكه و سكه .. تعبت
يونس خده من إيده لجنب سور السلم سند عليه و ولّع له سجاره: فى ايه بس ؟ هى مش ناويه تضحكلك و لا ايه يا صاحبى ؟
مالك ضحك بحزن: مش باينلها
يونس: طب اهدى و قول هديت .. حصل ايه بالظبط ؟
مالك خد نَفس طويل و حكاله اللى حصل مع عم حلم ..

يونس كان عنده تفاصيل علاقة مالك بيها و بأهلها .. مالك مبيخبيش عنه حاجه و لا يونس كمان و هو ورا كل دفعه له...
يونس سمعه بهدوء للأخر و سابه قال كل حاجه عنده حتى فكرة إنه بيتمنى لو مسموحله يمشى دلوقت: غلط يا صاحبى .. غلط .. مش معنى إنها مش هتوافق يبقى تعمل ده غصب عنها ف مابالك بقا لو من وراها ؟
مالك إتخنق: طب اعمل ايه بس ؟ حلم لو عرفت هتعاند حتى لو كانت هتوافق بس هتعاند عشان ميتلويش دراعها .. حتى لو على حساب الليله اللى انت شايفها دى .. انت متعرفش حلم.

يونس بتفكير: ايوه بس انت لو شرحتلها تهديد عمها ممكن
مالك: ممكن ايه بس ؟ دى هتهد الدنيا ع اللى فيها .. حلم برغم كل حاجه حلوه فيها بس فيها حته هوائيه و عشوائيه و قرارتها إندفاعيه و سريعه و بتبنى حاجات كتير على قرارات لحظيه .. مبتستنجدش بعقلها ف المواقف اللى فيها تحدى سواء لنفسها او لغيرها .. صدقنى هتعاند
يونس تقريبا وصل لتفكيره: انت عايز تعمل ايه بالظبط ؟
مالك سكت و دوّر وشه ..

يونس: انا خايف عليك من خطوه زى دى .. مراتك لو عرفت ده هيعمل شرخ كبير بينكم .. انت مش عارف هى ممكن تفهمها ازاى او عقلها يقولها ايه
مالك سكت كتير: بحاول اخليه حل مؤقت لحد ما اتصرف مع زفت ده
يونس: لا زفت ده بقا تسيبهولى و انا و رحمة أبوك لا اخليه يجى تحت ضرسك و يتحايل عليك تندغه
مالك من وسط ده كله إبتسم بحب قوى و بتلقائيه فتح دراعه لفّه حوالين كتف يونس و يونس لف دراعه التانى حواليه بحب ..

مالك بحب: وحشتنى يا لطخ
يونس إبتسم: و الله يا صاحبى غصب عنى بس انت عارف اللى فيها .. انت مش صاحبى .. انت اخويا و انت عارف بس صدقنى الضغوط الفتره دى جامده بس هتعدى
مالك لسه هينطق سمع صوت من بعيد: تيرارارارارا
الاتنين إلتفتوا على صوت فهد اللى جاى عليهم: اموت و افهم اللى بينكم
يونس زقّه بغيظ: خلاص روح موت بعيد عننا و لا اقولك ليه بعيد عننا ؟ انت موت قدامنا بغيظك ع الاقل تشفى غليلى.

مالك ضحك بغيظ ليونس: ما تتلم يا بأف الواد لسه عريس ملحقش يفرح و لا يتنيل و يجيب دعوتك السبب
يونس ضحك قوى: على رأيك و يقلب فوفا بجد و الله تبقى فضيحه ع الفضائيات للداخليه
فهد بصّله بغيظ: ها ها ها طب ما تورينى نفسك
يونس رفع حاجبه و راح عليه بغلاسه: اوريك و لا تزعلش ؟
فهد وقف قصاده و عض شفايفه: ورينى.

مالك فصل بينهم و زق كل واحد بعيد و رفع إيده ببوكس ف وشهم: هيوريك ايه يا حمار منك له ؟ يلا ياد منك له و ربنا لا
فهد مثّل الخوف و رفع إيده و هو ماشى: لا و على ايه ؟ انا اصلا كنت جاى اقولك إنى واخد روفى و ماشى .. ادخل بقا لحلمك لا احسن لو إتأخرت كمان شويه هتقلبلك كابوس و تنفخ .. و لو إتآخرتوا انا ممكن اخد روفى و امشى عادى جدا و انا الصراحه متلكك
مشى و يونس و مالك بصّوا لبعض و إنفجروا ف الضحك ..
مالك ضحك: ضايع
يونس: جبان الواد ده بيجيب ورا بسرعه .. ياريتك إستنشفت معاه كده من الاول.

مالك إبتسم بحب: متعودتش ادوس عليه حتى لو عشان نفسه .. حتى لو هيجيب معاه بس بلجئ لألف سكه و سكه غير إنى ازعّله او احسسه إنى بعيد عنه او ف ضهره عشان حاجه غير اللى بينا
يونس إبتسم: انت جدع قوى يا مالك
مالك غمزله و هو داخل: المهم إسبقنى ع القاعه عشان الناس و
يونس و هو نازل: لا اسبقك ايه امال مين اللى هيزفّك ؟ ده انا عاملك زفه ملوكى يا ملّوكى
مالك ضحك بغيظ و زقّه و يونس ضحك قوى و نزل ..

دخل و حلم قابلته و هو بيحاول يوصل لحل يفك عقدة الحبل دى من غير ما يقطعه ..
حلم بغيظ: ايه يا مالك كل ده ؟ كنت فين حضرتك ؟
مالك إبتسم اول ما شافها و إستغبى نفسه للحظات إنه فكر للحظه يمشى: متزعليش حاجه بسيطه كانت محتاجه تخلص
حلم إبتسمت و تممت على نفسها و روفيدا كمان و مالك اخدهم هما و فهد و خرجوا ف عربياتهم و راحوا ع القاعه ..
دخلوا ف هيصه و الكل كان موجود و العدد كان غريب و حلم إستغربته بفرحه: مالك ايه ده كله ؟

مالك إبتسم: حبايبنا كتير او تقدرى تقولى الكل بيتلكك يفرح
حلم بفرحه: ده صحابك كلهم ف الشغل القديم و مديرك و الكل هنا
مالك إبتسم و عينيه بتنقل بين الكل و الكل بيباركله و هو شاور لعمها بعينيه و خرج و عمها حصّله: شايفك اقنعتها ؟
مالك بضيق: انا مكلمتهاش اصلا
عمها بصّله و كتم غضبه: و بعدين ؟
مالك بيحاول كمره اخيره: انت معندكش حل تانى ؟ انا عندى عرض و اعتقد إنه افضل من الهبل ده .. انا ممكن اشترى انا نصيبها و ادفعلك تمنه و يفضل بإسمها
عمها هز راسه برفض: اعتقد ده افضل بالنسبالك مش بالنسبالى .. و بعدين انت عايزها طول الوقت قدام إبنى تقهره ؟

مالك حاول يحسبها من الناحيه دى ف سكت شويه: طب محتاج اعرف الاول هى حلم علاقتها ايه بالظبط بالشغل عندكم ؟
عمها إبتسم لمجرد خطواته اللى بتدل إنه هينفذ: و لا حاجه .. اصلا عندنا محامى تانى و انا بخلصلهم الحاجات المهمه .. مروان بس اللى متمسك بوجودها و هى مهمشه بتخلص الحاجات اللى تناسب وقتها
مالك حاول يفكر: انا مش عايزها تعرف دلوقت
عمها: يبقى براحتك بس خطوه قصد خطوه
مالك: هخليها تتنازلك بس مش دلوقت.

عمها ضحك: بلاش تستخدم نفسك كظابط عليا .. انا مش عيل
مالك نفخ بزهق: خلاص هتمضى بس مش هتعرف بحاجه .. سيبنى اجبهالها تدريجى و تبقى بمزاجها
عمها إبتسم ببرود: عرفت بقا ليه جيتلك انت مش هى ؟
مالك بضيق من اللى هيعمله: و العقود هتفضل معايا لحد ما انا اللى اعرّفها و لو حصل و عرفت من برا هيبقى منك و ساعتها انسى .. انا بنفسى اللى هقفلك حتى لو هى وافقت
عمها بصّله قوى بغضب: انت بتساومنى ؟

مالك بحده: اعتقد إنك انت اللى بتعمل ده مش انا .. هنكتب الكتاب و هى تمضى ع التنازل مع القسيمه و اللى بعد كده انا كفيل بيه لحد ما انا اللى اعرّفها بنفسى .. غير كده لاء ..
عمها فكر شويه: موافق
مالك مشى خطوتين و بصّله: و زى ما قولتلك .. سيبها عليا انا هخليها بمزاجها ترميلك كل حاجه ف وشك
عمها مط شفايفه ببرود: انت حر

مالك دخل و راح جنب حلم ملاحظ فرحتها و هى بصتله: انا مبسوطه جدا يا ميكى
مالك إبتسم بتوتر و عينيه عايزه تقولها حاجه: مش هتندمى ؟ مش هيجى يوم تحسى إنك إستعجلتى مثلا ؟
حلم إبتسامتها وسعت و لهجتها قلبت بجديه: انا من اول يوم شوفتك حقى .. تقدر تقول كده إعتبرتك حق مكتسب و اما إتمسكت بيك كنت بتمسك بحقى .. انا متعودتش اتنازل عن حقى مهما حصل و مهما كان المقابل حتى لو على روحى ..
مالك برغم كلامها معرفش يبتسم او إبتسم ربع إبتسامه و إستغبى نفسه بعد جملتها دى إنه يكلمها ف حاجه زى طلب عمها و إتراجع و قرر يسيبها للوقت ..
شويه و المأذون وصل و إبتدى ف إجراءاته ..

مالك صمم يكتبوا الاول كتاب فهد و فهد فاجئه: مالك ممكن طلب ؟
مالك إبتسم بقلق لدرجة معرفش يرد و فهد إبتسم: عايزك تحط إيدك ف إيد حمايا عنى .. عايزك وكيلى
مالك إبتسم بفرحه و عيونه لمعت بدموع و صوت قلبه رن بهمس جواه بس: يااه يا فهد اخيراا .. إتأخرت
فهد لاحظ شروده و لسه هيتكلم مالك إنتبه: انت فاكرنى هسيبك و لا ايه ؟
فهد إبتسم و سؤاله طلع لوحده من غير تزويق و لا تفكير: مالك انت كويس صح ؟

مالك فهمه بس ترجم سؤاله على طريقته او يمكن رده كان بنفس الطريق: اه كويس جدا كمان و انهارده بالذات
فهد حاول يسكّن نفسه بإجابته بس النص التانى منها حيّره هو فهمه و لا بيتذاكى !
مالك راح مع اللوا مدحت و قعدوا قدام المأذون و حط إيده ف إيده و غمز لفهد اللى تجاهل تفكيره و إندمج معاهم ..
خلّصوا و كتبوا كتابهم و بعدها مالك راح على عم حلم اللى بصّله قوى و مالك فهمه ف هز راسه و الاتنين راحوا ع المأذون كتبوا الكتاب ..

مالك خد الدفتر بتاع المأذون و نسخ القسيمه ظبّط فيهم و راح لحلم مضت عليهم بمنتهى الفرحه و هو رجّعهم للمأذون و بص لعمها بضيق: مبروك
عمها فهم إنه نفّذ ف إبتسم على اول خطوه عملها و بادله إبتسامته: مبروك عليك
عمها إبتسم و مالك سبقه بالكلام اللى مسح إبتسامته: مش محتاج افكرك ان الورق هيفضل معايا لحد ما انا اللى اقولها و لو مقتنعتش يبقى كإنه لم يكن و لو الكلام راحلها منك يبقى بردوا كإنه لم يكن حتى لو رضيت.

عمها بصّله بغيظ إنه حل الوضع بسلاسه و حلم لاحظت نظراتهم و راحت عليهم ..
عمها رمى كلامه بإختصار و هو ماشى: مبروك يا حلم انتى كمان
حلم ملحقتش ترد بس بصّت لمالك اللى إبتسملها: غالبا أمك شويه و هتقوم تولّع فينا
حلم إعتبرتها دى سر نظراتهم و إبتسمتله: المهم إننا بقينا لبعض و الحمد لله .. اى حاجه تانى مش مهمه
مالك إبتسم بعشق: متآكده ؟
حلم مفهمتش سؤاله: طبعاا .. انت عندك شك ف إنك اهم عندى من الدنيا و ما عليها ؟
مالك إبتسم و دعوه صامته جواه إنه يكون ماشى صح ع الاقل معاها ..

أمها على جنب و عينيها متابعاهم بضيق و بتطق غيظ و حلم اللى راحتلها حضنتها و هى قابلت حضنها بفتور: مش هتقوليلى مبروك يا دودو ؟
أمها إبتسمت بتريقه: مبروك على ايه ؟ على ده ؟
( و شاورت بعينيها على مالك اللى مش مركز عينيه عليهم بس متابعهم )
حلم عينيها راحت عليه و إبتسمت: ماله ده ؟ كفايه إنه حبيبى
أمها إتريقت: سامعه نفسك ؟ حبيبك مش حبيبته ؟ كان عندى امل تفوقى بدرى بس انتى خلاص عملتى اللى عايزاه و انتى اللى هتتحملى النتيجه
حلم إختصرت كلامهم: و النتيجه ان شاء الله خير و هفكرك.

أمها ضحكت بصوت عالى مستفز: انتى اللى هترجعى تعيطى و ساعتها انا اللى هفكرك
حلم إتضايقت من مجرد التحدى اللى مغطى كلامها و سابتها و مشيت و أمها هزت راسها بحاجه كده شبه الأسف ..
جوزها راح جنبها: افهم بس انتى متضايقه ليه ؟ مش ده اللى كان كده كده هيحصل ؟
أمها زعّقت و بسرعه إستوعبت ف وطّت صوتها: لا مكنش اكيد هيحصل .. انا اه وافقت بس على خطوبه و سيبت الجاى للجاى و قولت هتفوق بس هى اللى إستعجلت الوقت زى اللى خايفه تفوق.

ثروت: معتقدش ده كان هيحصل .. بنتك اللى أجبرتك توافقى و لو بشكل مؤقت زى ما بتقولى كانت بردوا هتخليكى توافقى للأخر مهما طوّلوا .. ع الاقل المرادى قالت على نفسها إنه خدها غصب عنها الله اعلم كمان شويه هتقول ايه
أمها زعّقت: محصلش و ملمسهاش و انا متأكده من ده .. هى بس بتتحدانى و انا كنت هستخدم إسلوبها بس انت اللى بوظت الدنيا بموافقتك اللى إدتهاله على معاد الفرح .. معرفش انت من امتى و هى متفقين كده
ثروت زعّق بزهق: خلصنا بقا .. انتى عايزه بنتك و هى اللى تهمك و هى عايزه البيه مهما يحصل و اهى إتعمل اللى عايزينه .. خلاص بقا
مشى و سابها و هى متابعاهم بضيق و بتتمنى لو تروح تمسح الإبتسامه اللى على وشهم او تلغبطها .. هى مش مرتاحه لمالك و من هدوءه حساه مش مظبوط و ده كان كفايه عندها !

مالك و فهد و حلم و روفيدا واقفين و الكل بيباركلهم و كل واحد فيهم فرحته بتترسم قدامه ..
صحاب مالك راحوا عليه يباركوله و مالك إبتسم لعلاقتهم اللى بترجع لطبيعتها و بيهزروا مع بعض إلا امنيه اللى عينيها متعلقه على مالك و بتحاول تلجّمهم بالعافيه ميدمعوش: مبروك يا مالك
مالك إبتسم و إيد حلم كانت اسرع من إيده و مدتهالها سلمت: الله يباركلك يا امنيه عقبالك مع اللى يحبك و يقدر حبك
امنيه إبتسمتلها بإحراج و حلم حاولت تهزر تلطف الجو: يلا واحد اهو إبتدى يفك النحس و فتحلكوا الباب، اسحبوا بقا وراه
امنيه ضحكت قوى غصب عنها و الكل ضحك ..

اللوا صالح راح عليهم و مالك مد إيده و إبتسمله و هو إتجاهل إيده و حضنه: عايزك تعرف إنى اما بتكى عليك ده عشان افوّق فيك مالك اللى انا عملته مش اخنقه
مالك إبتسم بحب بس عقله شارد: سيبها على الله
اللوا صالح إنسحب من حضنه بهدوء و إبتسم: مبروك يا حبيبى مش هتعرّفنى على حلم المالك اباركلها و لا ايه ؟
مالك ردد الكلمه بإبتسامه إتحوّلت لضحكه: حلم المالك ؟ حلم المالك .. لا حلو .. تعالى
خده لحلم اللى وجوده طمّنها او بمعنى تانى طمّنها على مالك و هو إبتسملها: مبروك يا استاذه حلم
حلم ضحكت بعفويه: لا استاذه ايه ؟ انا إسمى حرم مالك باشا او مِلك المالك و بس و كده يبقى رضا.

اللوا صالح إبتسم على هزارها و بص لمالك شاف عيونه بتلمع و عرف ان دى اللى هتلملم مالك بجروحه و دوامته او هو إتمنى ده ..
بيتكلموا و مالك معاهم و بيرفع وشه لمح صفوت داخل القاعه ..
مالك إتوتر للحظات و بصّلهم بقلق حاول يداريه: ثوانى و جاى
مالك مشى و سابهم و اللوا صالح بصّلها و إتكلم بود: مالك راجل حساس و ذكى و برغم قوته هشّه قوى و فيه ضعف مخليه لسه مذبذب و برغم ضعفه فيه قوه مخلياه لسه واقف على رجله لدلوقت
إتعلمى تعرفى امتى تبقى قويه و امتى تضعفيله و ساعتها هتبقى ملكتى المالك بجد
حلم إبتسامتها وسعت و نوعا ما بتطمن ..

مالك راح على صفوت اللى سلّم عليه او تقريبا حضنه و مالك مستغرب مجيه او مكنش متوقعه: انا قولت إنك مش هتيجى
صفوت إبتسم بحب بجد: مكنش ينفع مجيش اباركلك ف يوم زى ده .. يا راجل داخل حامى ليه كده ؟ حد يعمل كده ف نفسه ؟
مالك حاول يبتسم بس جواه متضايق او خايف من اى لغبطه او سؤال عنه يلغبط الجو: يلا هى جات كده
صفوت إبتسم: مبروك عليك احسن القرارات اللى بتيجى كده خبط لزق .. بيبقى القدر اللى حادفهالك تصبيره على مر الطريق ف خدها و انت ساكت او راضى
مالك إبتسم و عينيه راحت على حلم اللى متابعاهم و بص ف عينيها مباشرة و عينيه مشيت مع عينيها يشوفها بتبص على ايه لحد ما عينيه راحت جنب صفوت و إتقابلت نظراتهم على واحده جميله جنبه مكنش واخد باله منها او شايفها اصلا ..

صفوت إبتسم و شاور ع اللى جنبه: ميرنا
مالك بتلقائيه: بنتك ؟
صفوت إستغرب سؤاله او متوقعش ان مالك لسه فاكر الاسم: تعرفها و لا ايه ؟
مالك بصّله قوى كإنه بيفكره ان هو اللى قايلُه عليها و صفوت إفتكر ف غطى ع الكلام: اه بنتى لسه راجعه من امريكا انهارده على حظك و عرفت إنى جاى فرح ف جات معايا و هنكمل سهرتنا سوا
مالك إبتسملها بهدوء: اهلا و سهلا جيتى ف وقتك بقا
ميرنا إبتسمت قوى و مكنتش متخيله مالك كده و بالشكل ده: قصدك جيت متأخره
مالك ضحك غصب عنه و أبوها بصّلها و ضحك ..

حلم كانت متابعاهم من بعيد بس اما حوار مالك إتنقل للبنت و قلب بضحك معرفتش تستنى بعيد تانى و راحت عليهم ..
مالك فهم من عينيها اللى بتطق غيظ هى جايه ليه و دعى ف سره تعدّى على خير: حبيبتى تعالى اعرّفك
حلم رفعت إيده اللى ماددها و حاوطت نفسها بيها و سندت راسها على صدره بدلع و إبتسمت لميرنا إبتسامه قصدت تبقى مصطنعه: انا حلم و لو كنتى جيتى من دقيقتين بس كنت هقولك حلم الدينارى بس حاليا خلاص حلم مالك الهجام
مالك كتم ضحكته و شدد على كتفها اللى لافه بإيده و ميرنا إبتسمت إبتسامه ضيقه: و انا ميرنا صفوت الراجحى
الاتنين إكتفوا بسلام العيون و حلم بصّت لأبوها و إنتبهت لشكله اللى مش غريب عليها و بتحاول تفتكر شافته فين قبل كده ..

مالك من إنتباهها قدر يفهم و جواه بيشتم الحظ اللى مش ساعفه ابدا و حب يلم الموقف بسرعه: صفوت باشا أبوها
حلم مركزتش مع الاسم قد ما مركزه مع شكله و مصممه تفتكر: احنا إتقابلنا قبل كده صح ؟
صفوت جاوبها بشكل مغلف: فعلا .. انا بتعامل مع شركات مالك و حراسته و تقريبا إتقابلنا عنده
حلم إفتكرت و الذكرى نوعا ما ضايقتها ف كشرت: اه إفتكرت يوم ما مالك كان متصاب ف تدريباته
مالك محبش الحوار يطول اكتر من كده ف إنسحب بيها: طيب صفوت باشا المكان مكانك عشان فهد بيبصلنا تقريبا فى حاجه
صفوت فهمه و تقبّل قفل الحوار: لا انا ماشى .. انا كنت بس حابب اباركلك و لازم امشى عشان ست ميرنا عزمانى على عشا و نسهر مع بعض
مالك إبتسم: ربنا يخليهالك.

صفوت مشى و مالك اخد حلم و مشى و هى بصتله بإستفهام: مين دى ؟
مالك نوعا ما السؤال عجبه إنه حدف تفكيرها ف سكه تانيه: مانا قولتلك صفوت ده عميل عندى و دى ميرنا بنته
حلم مش مقتنعه من شكل سلامهم و كلامهم و وقفتهم ان دى بس علاقتهم بس كلامها حادف على ميرنا: و انت تعرفها ؟
مالك إبتسم من غيرتها الواضحه: مش قوى يعنى
حلم بصتله بغيظ: لاء واضح من ضحككم و انا جايه متأخر
مالك فهم إنها سمعتهم ف ضحك قوى: طب تصدقى إنى اول مره اشوفها او بمعنى اصح اقابلها
حلم بغيظ: تقابلها ؟ يعنى شوفتها او عرفتها قبل ما تقابلها ؟

مالك ضحك بغيظ و هو بيزقها قدامه: انتى مالك بتقفشى ف الكلام كده ليه ؟ مش هتبطلى شغل المحاميين ده ؟
وصلوا لفهد اللى بص لمالك بإستفهام و مالك جاوبه بإختصار قبل ما يسأل: ده عميل بيتعامل مع المجموعه و جاى يباركلى
فهد بص ناحية صفوت اللى كان خلاص مشى: و ده شغال ف ايه ده و لا محتاج الحراسه ليه ؟ شكله كده مريب و هيلمان
مالك إتوتر شويه: عادى شركات و اراضى و عقارات و حاجات من دى
فهد معجبوش الاجابه بس ملقاش سؤال تانى و مالك شاورلهم ع الدى جى: ثوانى و راجع
طلب من بتاع الدى جى اغنيه و إشتغلت و مالك سحب حلم و طلع الاستيدج و خدها ف حضنه يرقصوا و شاور لفهد بعينيه اللى خد روفيدا و طلع جنبهم ..

روفيدا إبتسمت قوى: الفرحه حاسه إنها خطفانى يا فهد
فهد إبتسم و باس إيدها اللى ماسكها و حطها على رقبته و هى إندمجت مع حركته دى لحد ما فصلها بكلامه: ايوه مانا عارف لازم تفرحى بيا .. عريس لقطه و متعوضش
روفيدا برّقت بغيظ و هو ضحك بصوت عالى قوى لدرجة كل اللى حواليه بصولهم: ايوه ايوه عارف انا لقطه
روفيدا ضربته ف رجله بغيظ و هو رفعها و بيتنطط برجله التانيه: ده انت نقطه مش لقطه
و الاتنين ضحكوا قوى ..

عند مالك إبتسم لحلم برخامه عليها: إشمعنى إختارتى 15 / 2 يبقا يوم جوازنا ؟
حلم إبتسمت بغيظ: ده يوم عيد ميلادك على فكره
مالك كمّل رخامه عليها: اكيد عشان تكرّهينى ف اليوم اللى إتولدت فيه
حلم برّقت و رفعت إيديها من حوالين رقبته و كوّرتهم و هو دفن وشه ف رقبتها و عمل نفسه بيتدارى منها بس حضنها جامد و شدد قوى على ضمته لها ..
حلم شددت قوى على حضنه و رفعت راسه و مسكت وشه بإيديها الاتنين و إتلاقت عيونهم ف لمعة حب غريبه: حبيت تبتدى سنه جديده بيا زى ما انت هتخليها حياه جديده بيا و هتبقى احلى سنه عشان هنبتديها سوا و ربنا ما يجعلها اخر سنه و نفضل دايما نبتدى سنينا اللى فاضلالنا كلها سوا و ننهيها سوا
مالك ابتسم و سكت و هى بصّتله بغيظ: على فكره انا بقولك كلام حلو هااا ؟

مالك رفع حاجبه و إبتسم: مبعرفش على فكره
حلم بغيظ: بُص يا سيدى، حبيبك على عيبه و انت قليل الكلام كتير الصمت و غامض كده و برغم ده كله بحبك .. غريبه صح ؟
مالك ضحك قوى: ماهو انا بردوا مستغربك شويه
حلم إتكلمت و رجعت ف كلامها بغيظ: حقك ... اييه مستغربنى ؟ انا غريبه ؟ قصدك ايه ؟
مالك إبتسم: يعنى من اول ما حبتينى قبل ما تعرفينى لحد جنانك اما قولتلهم اه إنى لمستك و مهمكيش النتيجه لو جات عكسيه
حلم ضحكت: ماهو دى دلقة القلب المتدهول بعيد عنك
مالك: ماشى
حلم رفعت إيديها من حوالين رقبته و كوّرتهم بغيظ: هو ايه اللى ماشى يا جدع انت ؟

مالك إبتسم ببراءه مصطنعه: كلامك يا روحى
حلم كزّت على سنانها بغيظ: يا اخى ده لكل فعل رد فعل .. قولى بحبك .. قولى وحشتينى .. قولى و انتى يا حبيبتى ..
قرّبت منه و برّقت بضحكه: مااالك قولى كلام حلو بلسانك الحلو ده بدل ما اخليه يوحشك
مالك ابتسم من شقاوتها: ماهو انا بحبك دى كلمه عاديه يا حلم
حلم بغيظ: ماتقول انت اللى مش عادى يا حبيب قلب حلم
مالك رفع حاجبه بعينيه لفوق زى اللى بيفكر: مفيش كلام
حلم رفعت حاجبها بتحدى يخليه ينطق: بجد ؟

مالك إبتسم: اه و الله
حلم بغيظ: اتفلق انا بقا .. اتنقط صح .. اخبط دماغى ف الحيط ؟
مالك إبتسم: لاء .. بس عارفه .. انتى بالنسبالى الضحكه الحلوه ف دنيا مبتضحكليش غير بالصدفه
حلم شالت إيديها من حواليه و حطتها على صدرها بكوميديا و هو سندها اما رجعت براسها و ضهرها لورا: ااه .. اااه قلبى .. ياقلبى .. يا لطيف يا لطيف يا لطيف
مالك إبتسم قوى: حبك يا حلم حاجه كده زى العُمر مينفعش ييجى ويتعاش غير مره واحده فى العُمر .. زى الدنيا اللى مبتنتهيش بالحبايب غير بالموت .. وحتى بعد الموت بيستنوا بعض فى الجنه .. حضنك اصلا زى الجنه بلاقى فيه الراحه كأنه حته من الجنه .. ده هو الجنه نفسها بس جنه ربنا اللى خلقهالى ع الأرض
حلم عينيها دمّعت و لأول مره متعرفش ترد: مالك هو إحنا هنفضل نحب ف بعض كده لحد ما نعجز و وشنا يكرمش ؟

مالك عيونه لمعت: اكييد ده انا مستنى وشك يكرمش عشان احبك اكتر
حلم إبتسمت قوى و مالك ضمها اكتر و هى كمان و إندمجوا ف فرحتهم سوا و المزيكا شاركتهم جنان الفرحه دى او هما اللى جننوها معاهم ..
اليوم كان حلو بتفاصيله عليهم و على فهد و روفيدا و الكل مبسوط لحد ما خلص ..
فهد راح على مالك: ايه ؟
مالك رفع حاجبه: ايه ؟

فهد بغيظ: يعنى لازم تتفقوا نسافر على طول ؟ ما كنا نبات إنهارده ف اى حته انشالله الشارع و نصبح نسافر الصبح
مالك ضحك بإستفزاز على غيظه: و انت بقا هتعمل ايه اما تبات ف الشارع ؟
فهد عض شفايفه و غمزله: ملكش دعوه
مالك ضربه بخفّه على وشه: هو انت قافشها من جامعة الدول ؟ ما تتظبط يلاا دى بقت مراتك
حلم و روفيدا سلّموا ع الكل و اهاليهم و خرجولهم ..
حلم كلبشت ف مالك: يلا بقا عشان نسافر.

روفيدا بحماس: احلى حاجه اننا هنطلع بالعربيه لاء و اسكندريه كمان يعنى ريحة البحر تمسكنا من الطريق و سهرايه و تسليه و ضحك
فهد ضحك بغيظ و مالك ميّل عليه و هو بيضحك بصوت عالى: هاا معانا و لا نخلع احنا ؟
فهد زقّه بغيظ و مالك شدّه برخامه و الاتنين خطواتهم ناحية العربيه و خدوا طريقهم لهناك لحد ما وصلوا ..

مالك كان حاجز لهم شاليهات جنب بعض و فعلا كل واحد وصل مكانه ..
فهد زقّ الباب برجله قفله و سند عليه و إتكلم بصوت عالى قوى بغيظ: اشهد ان لا اله الا الله
روفيدا: و ان محمد رسول الله
فهد بصّلها و رفع حاجبه: لا إحنا مش جايين نسلم هنا يا حبيبتى .. انا بتشاهد عشان وصلنا الساحه فوقى كده
روفيدا برّقت و إتكلمت بمحايله شبه الاطفال: طب شيلنى لفوق طيب
فهد عض شفايفه: لا جو شيلنى و إتشقلبلى و احكيلى حدوته اما اهدى ده مش بتاعى .. بعدين ترجعوا تفضحونا بقا.

روفيدا ضحكت قوى بضحكه لها نغمه زى المزيكا و هو بيفك الجاكت: عايزك بقا ايه ؟ تجيبى اخرك احنا بالصلاة ع النبى مبيهمناش
هى بتبعد بضحكه مكتومه بخوف و هو بيتكلم و هو بيقرّب: تصدقى كانت فكره حلوه إننا نيجى هنا .. اهو حتى ان الله حليم ستار .. جدع الواد مالك .. حبيبى و الله
روفيدا بتبعد و ترجع لورا و هو بيقرّب و طلعوا اوضتهم بالشكل ده لحد ما فتحت باب الاوضه بضهرها و هو هنا زقّها بخفّه ع السرير اللى وراها و إبتدوا جنونهم سوا..

عند مالك بعد ما فهد سابه و دخل الشاليه بتاعه فضلوا واقفين هو و حلم قدام الباب ..
مالك قرّب منها خطوات بعشق: اخيراااا
حلم قرّبت نفس خطواته لحد ما لزقت فيه: اخيراا يا احلى حلم
مالك سند جبينه على جبينها: ده انتى اللى احلى حلم و اهو قلب لحقيقه .. حلم المالك اللى خطف قلبه و عقله و بقى هو قلبه و عقله
حلم إبتسمت: لاء انا بقيت حقيقه اهو للمالك .. واقعه و جنونه
مالك غمزلها: ماهو عشان انتى جنونى كان لازم نقضى يوم زى ده بجنون كده و ننهيه بردوا بجنون.

حلم ابتسمت و هو شالها لحد عربيته اللى كانت جنبهم .. فتح و دخّلها و لف ركب جنبها و إتحرك ..
حلم إبتسمتله بعشق و هو بصّلها بحب: مش ناويه تسألى رايحين على فين ؟
حلم بصتله و عيونها بتلمع: و انا من امتى كنت بسألك السؤال ده ف اى لحظه نكون فيها سوا ؟ مش معااك ؟ يبقا خلاص هسأل ليه ؟
مالك متكلمش بس فتح دراعه و هى راحت عليه و ضمّها جامد و باس راسها و حطها على صدره ..

وصلوا عند البحر و ركن و نزل و لفّ فتحلها نزلت
حلم تقريبا فهمت و وقفت مكانها ..
مالك لف ناحيتها: اييه وقفتى ليه ؟
حلم بصّت ع المايه و لمحت البلّوره منوّره بنور جذّاب ف بصّتله و هو بصّلها بعشق: بصراحه عايزها ليله جنان ف جنان
حلم إترمت ف حضنه و هو رفعها لفوق ف حضنه و فضل يلفّ بيها و يتحرك لقدام و هو شايلها لحد ما وصلوا للمايه
شاور لحد و ركب لانش و إتحرك بيه لحد جوه اوى وسط المايه .. وصل عند البلّوره بتاعتهم كانت مضيئه و عليها اليافطه حلم المالك بتنوّر بالوان مختلفه ..
مالك شاور لحد فتحها و دخل هو بحلم ..

دخلوا و مالك شاور لحد ركب معاهم و قفلها و الراجل راح هو بعيد يتحرك بيها و ينزل لتحت اوى بيها ..
حلم بصتله بذهول مستغربه وجود حد معاهم: اشمعنى المرادى حد معانا ؟ دى اول مره و انا مراتك
مالك ضحك: عشان مش ضامن نفسى انتبهلها .. ف لازم حد يتحرك بيها لا نتسوّح
حلم ضحكت بدلع: و مش هتنتبه لها ليه بقا ؟ اشمعنى المرادى ؟
مالك قرّب منها بمكر: هقولك
حلم بصوت رقيق: طب ما تقول.

مالك بيتكلم و هو بيقرّب اكتر لحد ما وصلها: لاء ماهو انا هقولك بس بطريقتى
حلم همست ف وشه: و ايه هى طريقتك بقا ؟
مالك بمكر: هو انا مقولتلكيش عليها ؟
حلم بتتكلم برقّه و بتحرك نَفسها قدام وشه بدلع: لاء مقولتليش
مالك كان خلاص فقد اخر سيطره له على عقله: طب تعالى بقا اقولك
شالها و دخل بيها غرفه صغيره كان مجهّزها ..
حلم ضمّته: مش هتفرّجنى ؟

مالك بمكر: ده انا هفرّجك فُرجه اصبرى بس
حلم لسه هتتكلم حدفها بدلع و قفل الباب برجله و غرق معاها ف ليلة عشق من ليالى الف ليله و ليله ..
و زى ما كانت علاقتهم مختلفه لُقاهم كمان كان مختلف ف جنونه ..

تانى يوم مالك صحى بدرى او تقريبا منامش غير تخاطيف و حلم صحيت على حركته: صباح النور
مالك ميّل باسها من راسها و باس عينيها اللى غمضت بنوم و بينهم و وشها بهدوء مميت: صباح الحلو يا عم الحلو
حلم إبتسمت: ايه اللى مصحيك بدرى كده و ايه اللى منيمكش اصلا ؟
مالك ضربها براسه ف راسها و هى لسه راقده: يعنى كنتى واخده بالك اهو إنى منمتش ؟
حلم طلعت منها احلى ضحكه بطعم النوم: لا انا ف النوم معنديش ياما ارحمينى
مالك ضحك معاها: طب فوقيلى كده احنا جايين ننام و لا ايه ؟
حلم رفعت الغطا خبّت وشها: و لا ايه ؟

مالك باس وشها من ع الغطا: ايه ؟
حلم شددت ع الغطا تانى: ايه ؟
مالك لفّ بعينيه السرير بمكر لحد ما عرف هيجيبها ازاى و هى إستغيبت صوته بترفع وشها براحه تشوفه كان شد منها المفرش من تانى ناحيه و الاتنين ف حركتهم إتشقلبوا ع الارض بضحك و إبتدوا مغامره جديده من نوع جديد ..

فهد صحى من النوم إبتسم لروفيدا اللى نايمه جنبه ببراءه طفوليه و فضل يلعب ف شعرها بعشوائيه مره يغطى بيه وشها و مره يشيله و هى بتبتسم ف عز نومها..
لحد ما موبايله رن و إبتسم اول ما شاف التليفون لإنه كان متوقع ان مالك هيكلمه او مستنيه ..
مالك قبلها كان خلّص و بيلبس و حلم بصتله بإستغراب: احنا مش هنقعد هنا تانى ؟
مالك إبتسم: عايز اتطمن على فهد الاول .. لازم اشوفه و عايز نفطر سوا .. ممكن ؟

حلم إستغبت نفسها جدا من فكره ان يبقى لهم مكان تانى و شافته اب مش اخ: اه طبعا ممكن .. ثوانى اجهز
لبسوا و كان الراجل طلع بيهم بالباخره برا ع الشط و خرجوا رجعوا الشاليه ..
فهد مكنش عارف إنهم بايتين برا ف لبس و خرجله و ساب روفيدا نايمه و مالك اول ما شافه إبتسم بمناغشه: شكلك كنت نايم اخسس
فهد ضحك بنوم: لا عيب عليك ده احنا الصياعه فينا
مالك رفع حاجبه و بص ف عينيه مباشرة بضحكه رايقه و فهد إبتسم: اطمن انت سايب وراك فهد
مالك ضحك قوى: اهى الثقه دى بتبقى اخرتها وحشه
فهد زقّه بغيظ: طب ما تطمنى انت و لا انت بتتدارى ؟

مالك برّق بضحك و شدّه عليه و فهد جرى و الاتنين بيضحكوا بصوت عالى جداا ..
حلم كانت جايه مع مالك و اول ما فهد خرجلهم دخلت هى لروفيدا و الاتنين جهزوا و خرجوا .. قضّوا يوم حلو كله تنطيط و ضحك و جرى .. تقريبا طول الوقت سوا مبيروحوش غير ع النوم ..
مالك عزمهم ع البلوره بتاعته هو و حلم و عشان فهد مجنون عجبه الجنان جدا بعكس روفيدا اللى كانت طول الوقت خايفه و كان ساعات فهد بينزل المايه من غيرها..

قعدوا اسبوعين سوا و كل مدى الحواجز بينهم بتدوب شويه شويه او هما اللى بيتجاهلوها ..
لحد ما طلبوا فهد ف الشغل و قرر ينزل و مالك قرر كمان يرجع هو التانى عشان ميتضايقش ..
حلم بغيظ: يعنى افهم بس هو طلبوه ف شغله ف لازم يرجع .. احنا هنرجع ليه دلوقت ؟
مالك رفع حاجبه: و هو انا مواريش شغل و لا ايه ؟
حلم إبتسمت بمحايله: وراك بس شغلك ف إيدك انت، يعنى ممكن تدى نفسك اجازه.

مالك ساب اللى ف إيده و مسك إيدها باسها: معلش عشان فهد ميتضايقش و هو اصلا متضايق لوحده من فكرة اجازته اللى خلصت .. مش عايزُه يحس إنه لوحده
حلم إستسلمت بغيظ قدام عينيه اللى بتحايلها: طيب مع إنى كنت متوقعه هنسافر برا لشهر العسل مش هنا
مالك كشّر بطفوله: و هنا معجبكيش ؟ هو المهم المكان و لا انا اكون معاكى ؟
حلم ضحكت: لا عجبنى و قوى كمان و انت يا سيدى اهم من المكان .. انا بس إستغربت إنك رفضت السفر برا مع ان كلنا كنا موافقين انا و فهد و روفيدا لدرجة فهد كان هياخدها و يسافروا هما بس روفيدا مرضيتش عشان نبقى سوا .. و انت حتى متناقشتش و رفضت نسافر برا مصر و بس.

مالك هرب بعينيه بعيد عن عينيها و حاول يتكلم ف اى حاجه: معلش انا مضغوط اليومين دول و وعدتك اول ما افضى هعملك اللى عايزاه
حلم بإصرار: هنسافر برا
مالك حاول يبتسم: ربنا يسهل .. المهم إجهزى يلا هنرجع الصبح طالما مصممين نرجع بالعربيه يا مجانين .. اكيد دى فكرتك
حلم ضحكت قوى: انا ؟ لا خاالص
مالك ضربها بخفه و هى جريت من قدامه تجهز للسفر الصبح او بالأصح تجهز له ..
و فعلا رجعوا كلهم القاهره تانى يوم على شققهم و إبتدت حياتهم نوعا ما تستقر ..

تانى يوم صفوت إتصل بيه عايزُه و مالك راحله ..
صفوت إبتسم و سلّم عليه بصدق: مبروك يا عم ايه هو الجواز طلع حلو ؟ و لا بياخد الرجاله كده ؟ و لا انت طلعت بتخاف و لا ايه بالظبط ؟
مالك إبتسم: لحد دلوقت فضل و نعمه مش عارف بقا عشان شهر العسل و بعده العسل هيبقى اسود و محمض و لا ايه ؟
صفوت ضحك جامد: لا ده انت قلبك ضعيف بقا
مالك رفع إيده: من خاف سِلم يا عم.

صفوت ضحك و قعدوا يتكلموا كتير لحد ما صفوت دخل ف حوار جديد: عندنا حاجه جديده يا مالك .. هتدوس و لا انت اجازه اليومين دول ؟
مالك سكت كتير و كإنه كان منفصل ع العالم تانى مش اجازه و هنا رجع على ارض الواقع ..
صفوت لاحظ شروده: لو محتاج اجازه اكتر مفيش مشكله .. هى عمليه بسيطه بس تهمنى قوى و تخص حد تبعى قوى عشان كده عايزك فيها انت و هى عموما سهله عليك بحكم خبرتك فيها و مش هتاخد منك مجهود و يمكن متاخدش منك وقت
مالك ضيّق عينيه بتركيز او قلق: دى عملية ايه دى اللى محتاجه المقدمات دى كلها ؟ و تخص مين كده ؟

صفوت سكت بترقّب: عملية ايه هقولك بكره اما تخص مين ف هعرّفك على صاحبها
مالك بصّله بترقّب: انت بتتكلم بالألغاز ليه إنهارده ؟
صفوت إبتسم بس مالك مقتنعش بإبتسامته دى ..
مالك بهدوء: هى سلاح ؟
صفوت هز راسه: لاء
مالك: هى تبع مين اصلا ؟

صفوت سكت شويه بس ملامحه قلبت جد نوعا ما: واحد تبعى و يوم و لا اتنين و هعرّفك عليه
مالك بص ف عينيه مباشرة: شريكك و لا صاحب الشغل ده كله ؟
صفوت بصّله قوى فجأه و كإنه بيسأله مثلا عرفت ازاى .. مالك إبتسم بهدوء: ماهو اصل اما تسيبه لحد ما تطمنلى و تطمن لشغلك معايا و بعدين تعرّفنى عليه و قبل ما تقدمهولى تعمله المقدمات دى اللى رسمت على وشك الحذر ده كله يبقى لازم يكون واحد من الاتنين يا شريكك و مقاسمك ف لقمتك يا هو اصلا صاحب الليله و انت اللى مقاسمه
صفوت إبتسم: انت ذكى جدا بشكل مخيف.

مالك رفع حاجبه و بصّله بطرف عينيه: انت اللى بتنسى كتير إنى قبل ما ابقى معاك كنت فين و إتعلمت ايه .. انا قولتهالك قبل كده مبحبش اتخوّن
صفوت بهدوء: هو فعلا شريكى ف شغل كتير هنا و برا .. بس انا سيبته بعيد عنك عشان ما يستولاش عليك .. تقدر تقول كده عايز احتفظ بيك لنفسى
مالك الكلام ضايقه بس مبيّنش: انت عارف إنى مش للبيع و اذا كنت إستسلمتلك ف ده بمزاجى .. عملته بمزاجى .. عملت ده عشان انا عايز اعمل ده مش انت اللى عايزنى اعمل ده
صفوت لهجته إتقلبت لمسايسه: و انا مقصدتش غير ده و اذا بعدته عنك ف يمكن عشان مثلا مزاجك ميحدفكش ف سكته و انا فعلا معنديش استعداد اخسرك
مالك من جواه مخنوق و لأول مره يحس بالعجز او يحس إنه مش عارف خطوته الجايه المفروض تبقى ايه ..

صفوت: هاا جاهز تقابله ؟
مالك بصّله كتير و صفوت وشه متردد و ده نوعا ما محرّك الفضول عند مالك: لو مش عايز براحتك و زى ما قولتلك انت مش مجبر .. و هى حاجه ممكن تعدّى بأى طريقه انا بس اللى محتاجك فيه اكبر من كده
مالك سكت كتير: ادينى لحد بكره و هكلمك
صفوت فهم إنه عايز يفكر و مالك إنسحب و مشى .. كان هيروح ع المجموعه بس حس إنه بيختنق .. دماغه زحمه .. عايز هدوء ..
رجع ع البيت و دخل بس الجو هادى و الانوار مقفّله زى ما يكون مفيش حد ..

إتصل على حلم: حبيبى انت فين ؟
حلم: انا قدامى ساعه بالكتير انت فين كده ؟
مالك معرفش يبرر: انا ف البيت .. حسيت إنى مصدع شويه و مرهق روّحت بحسبك هنا
حلم إستغربت اكتر ما قلقت: انت عارف إنى مش ف البيت .. ده انت مكلمنى من ساعتين قولت وراك مشوار مهم و هترجع ع الشركه
مالك بهدوء: نسيت معلش .. طب قدامك كتير ؟

حلم لسه هتتكلم لهجته منعتها: متأخريش انا محتاجلك
حلم إبتسمت: لا انا جايه متقلقش .. فى حاجه ؟
مالك سكت كتير: تعبان قوى يا حلم .. عايز اتكلم معاكى كتير .. كتير قوى
حلم إبتدت تقلق بجد: خلاص انا جايه
مالك إبتسم و لهجته قلبت لمناغشه: هاخد حمام الاول بما إنى كده كده جيت البيت و تقريبا قلعت هدومى .. ما تيجى
حلم ضحكت غصب عنها: يا مجنون
مالك إبتسم و هو بيقفل: هخلص و البس و انزلك.

قفل معاها و خد نَفس طويل جدا .. هو مش عارف عايزها ف ايه و لا عايز يقول ايه و لا ناوى على ايه .. هو بس كل اللى عارفُه إنه محتاجلها .. محتاج للإنسانه اللى عارفه و مش عارفه عنه كل حاجه ف نفس الوقت .. اللى معاها متطمن و خايف ..
شرد كتير و بيحاول يعمل محاوله اخيره مع عقله بس تقكيره كله بيروح ف إتجاه واحد ناحيتها هى ..
عينيه لفّت كل حاجه حواليه .. بتروح لكل حته و كل ركن ف الشقه .. بيته دافى و بطعم العيله .. اه عيله صغيره بس بكره هتكبر .. مش هيستحمل اى خساره فيه ..
عينيه بتلف المكان و كإنها بتفوّقه او بتترجم افكاره بشكل ملموس قدامه ..
إتنهد بصوت عالى و دخل ياخد حمام بس مش مركز ..

سند بكفوفه على قزاز الادراج المتعلقه قدامه و ميّل راسه سندها ع الدولاب قدامه بشرود و مش واخد باله بيضرب بإيده ع الدولاب إتفتح بسرعه و قبل ما يلحقه كل اللى فيه بيقع و من قلبهم وقع حاجه صغيره مالك بصّلها قوى بشئ من التركيز و التوهان و مش فاهم دى هنا ليه ! او بمعنى اصح مش عايز يفهم !
مد إيده بترقّب مسكها و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة