قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع عشر

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال كاملة

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل السابع عشر

فهد راح المستشفى اللى كان فيها مالك اخد الرصاصه و راح بيها المعمل الجنائى بشكل سرّى او شخصى و مش عارف مبلّغش و خلاها بشكل رسمى عشان بيتمنى يطلع غلط و لا خايف يطلع غلط ..
راح تانى يوم يستلم النتيجه بترقّب و دكتور حسن قابله و إدهاله: مفيش تطابق بين الرصاصتين يا فهد
فهد كان بيبصله بترقّب و مش عارف هو بيتمنى ايه بس بمجرد ما الدكتور نطق عرف هو كان بيتمنى ايه بالظبط .. وشه إتغير و إتجمّد و إختنق: ازاى يعنى مفيش تطابق ؟ انت متأكد من الكلام اللى بتقوله ده ؟

دكتور حسن بتأكيد: عيب ده شغلى من اكتر من عشرين سنه .. ايوه مفيش تطابق .. دى نوع و دى نوع و مفيش حتى احتمال او مجال للشك
فهد مش عارف يفرح و لا يزعل و لا يعتذر و لا يبرر مجرد إنه مش عارف هو حاسس بإيه ف مش عارف يعمل ايه ..
إتحرك بجمود ع المديريه وهناك قابل اللوا مدحت اللى بصّله قوى و من ملامحه مش محتاج يسأل: طبعا إتأكدت إنك غلط .. مش كده ؟ قولتلك يا فهد بس مش عارف ليه مصمم تفضل غلط
فهد زعّق: انا مش غلط .. و مش معنى ان الظروف هى اللى بتحرّك الغلط يبقا هتقلبه لصح .. انا مبقتش شاكك انا متأكد
اللوا مدحت بصّله قوى: متأكد من ايه ؟ من ان اخوك حرامى ؟ مرتشى ؟ شمال كده ؟ من ايه بالظبط عشان اجاريك ف الحوار
فهد دوّر وشه لمجرد إنه معندوش حاجه يقولها ..

اللوا مدحت بهدوء: شيل الاوهام دى من دماغك طالما مش عارف تثبتها
فهد كإنه ما صدق لقى حاجه يقولها: اهو .. اديك قولت مش عارف تثبتها .. يعنى الفكره مش ف وجودها قد ما هى ف إثباتها
اللوا مدحت بنفاذ صبر: و كام مره كان عندك نفس الهاجس ؟ و كام مره مشيت وراه ؟ تقدر تقولى عملت ايه ؟ هو كل مره موجود بس انت اللى مبتعرفش تثبت ؟

أنت مقتنع ؟ و الله على كده تبقى فاشل بقا و خساره المكان اللى انت فيه
فهد إتنرفز: مش معنى إنه ذكى بزياده بحكم خبرته يبقى ده فشل منى .. انا مش فاشل
اللوا مدحت بإصرار: اما لأكتر من مره تمسك طرف خيط و تمشى وراه و الاخر يلبسّك ف حيط يبقا لو ده مش فشل يبقا إسمه ايه ؟ ماهو لو مكنش طرف خيط ممكن يوصّلك لحاجه و انت فشلت هيبقى طرف سراب و انت مشيت وراه ف الطببعى متوصلش منه لحاجه و بردوا يبقا فشل !

فهد مخنوق: الحكايه مش اكتر من وقت و بكره هفكرك
اللوا مدحت بيحاول يقفل الحوار ده بقا: خلاص يبقا من هنا لحد ما الوقت ده يخلص ممكن تنتبه لنفسك بقا .. لشغلك و لحياتك و لمسؤلياتك اللى وراك .. يا اخى المفروض إنك عريس كمان يومين و مجهزتش حاجه و كل اللى بتعمله سراب يظهرلك و يختفى و كل مره تجرى وراه
فهد بضيق: خلاص .. المهم دلوقت عايزين ايه للحفله ؟
اللوا مدحت بترقّب: اخوك .. انت مش هتروحله ؟
فهد نفخ: مش إتكلمنا قبل كده ؟

اللوا مدحت بهدوء: و انت رفضت عارف .. بس اعتقد ده قبل ما تتأكد لكن دلوقت ايه ؟
فهد قفل عقله تماما قدام اى محاوله للنقاش و سابه بضيق و خرج: سيبها على الله
مشى و اللوا مدحت فضل واقف كتير و مش عارف يعمل ايه بس حاسس ان الخطوه دى عليه و الصح ياخدها و راح لمالك ..

مالك إبتسم و حاول يدارى وجعه من الكلام او يبين إنه عارف: الف مبروك .. اخيرا اللطخ ده إتحرك .. انا قولت هيشلكوا
اللوا مدحت إبتسم: اخيرا ايه بس ؟ ده داوشنى يا اخى
مالك ضحك قوى: معلش فهد لسه مش تقيل و لا مدقدق
اللوا مدحت فهم كلامه: بكره يرسى .. الدنيا بتعلم الكل
مالك شرد قوى: فعلا بتعلم بس ربنا يكفيه شر طرقها
اللوا مدحت حاول يغير الحوار: مالك احنا لسه متفقناش و انا جيتلك عشان
مالك قاطعه حاول يهزر: لاء ليه ؟ عشان مش معاه حد ؟ هو فهد مش كفايه و لا ايه ؟

اللوا مدحت بحب: لاء ازاى .. بس ده ميغنيش عنك بردوا .. انت اخوه الكبير و ف مقام أبوه
مالك سيرة أبوه وجعته قوى و غصب عنه عيونه دمعت .. ايه كل الوجع ده ؟ ليه الماضى مصمم يتفتح كده ؟
اللوا مدحت ملامح مالك فهّمته إنه قال كلام صح ف شكل غلط بس معرفش يصلّحه لإنه كان خلاص نطقه: قصدى يعنى انت الكبير بتاعه
مالك حاول يبتسم معرفش ف مسح جفنه بطرف صوباعه و خد نَفس بالعافيه: مش مهم الاصول لو هتبوّظ فرحته .. انا مش عايز اضيّع فرحته و انا عارف إنه من زمان مفرحش و مستنى الفرحه و بالذات دى .. إتفق معاه على كل حاجه و انا معاك ف اى حاجه تطلبها .. اللى يقصّر فيه عندى .. و من غير ما يقصّر اللى انت عايزُه لبنتك اطلبه منى انا.

اللوا مدحت إبتسم و بقا ملغبط اكتر .. مالك صادق .. ملامحه و شكله و كلامه و إحساسه بيه و كل حاجه بتقول كده .. يبقى ليه فهد واخد منه الموقف ده ؟ و ياترى مين فيهم الصح و مين الغلط ؟ بس فهد معهوش دليل لحد دلوقت و ده كفايه يبرّأ مالك ع الاقل لحد ما تثبت إدانته !

مالك كان فاهم تخبّطه و اللى اكيد سببها ان فهد إتكلم معاه عنه ف غمض عينيه قوى بوجع لحد ما اللوا مدحت إنتبه و إستأذن يمشى: انا همشى بقا و انت متنساش الجمعه معادنا .. و لو مش عاجبك نغيّره عادى ( و ضحك بهزار )
مالك رفع ايده بهزار: اه عشان البأف بتاعك يجى يعمل عليا ظابط بكلبشاته
اللوا مدحت ضحك معاه: ما قولنا عيل بقا.

مالك ضحك اكتر اما تخيل وش فهد لو سمع كلمة عيل: يارب يسمعك
اللوا مدحت ضحك اكتر معاه و خرج .. مالك برغم وجعه مقدرش يمنع فرحته اللى نوّرت وشه كإن الفرحه دى بتاعته .. فهد طول عمره بيعتبره إبنه و صاحبه و أخوه و طول عمرهم كانوا ونس لبعض و بيسندوا بعض ..

اللوا مدحت سابه و مشى و بالليل إتقابل مع فهد اللى جالهم البيت و خرجوا كلهم يتعشوا برا ..
فهد طول الوقت مخنوق من مجرد إحساس ان فى حاجه غلط .. مش عارف يندمج معاهم بس بيحاول و روفيدا لاحظته و إبتسمت بهزار: بتسرح من دلوقت ؟
فهد هزّر: لا ده حتى يبقى عيب على الخطوبه .. نخليها للجواز
روفيدا خبطته بغيظ: لا يا شيخ ؟ ابقى جرّب
فهد إبتسم: المهم هنروح نجيب الشبكه الليلادى، بعدها ناقصك ايه ؟

روفيدا برقه: و لا حاجه .. انا بس محتاجه تختار معايا الفستان لإنى لدلوقت مش عارفه ارسى على حاجه و محتاره بين كتير .. و لوازمه بقى .. بعدها نروح نأكد ع القاعه و نشوف البورجرام و
فهد رفع حاجبه: متأكده ان مع الليسته دى و لاحاجه و لا مجرد ديكور ؟
ضحكت قوى و هو حط إيده على وشه بضحك: ينفع اجرى ؟
روفيدا بغيظ: نعمم ؟

فهد ضحك اكتر: هى دعوه و جات عليا انا عارف
ضحكوا و إتعشوا بعدها فهد اخدها إختارت شبكتها اللى كانت هاديه برغم جمالها .. بعدها اخدها جابلها فستان بعد لف كتير و راحوا القاعه تمموا ع الحاجه و الاخر فهد روّحها و روّح بس برغم ده كله جواه حته لسه مش عارف يتجاهلها و عارف إنها بسبب مالك بس مش قادر يحدد بسبب موقفه منه و لا غيابه من فرحته دى ف مش حاسسها ..

ف اول ما صحى قرر يروح له .. وصل المجموعه و دخل سأل عنه: مالك هنا ؟
كامل بصّله قوى و نوعا ما إتوتر و فهد لاحظه: اه هنا ف صاله التدريبات
فهد بيفكر لو يرجع: مش هينفع اقابله ؟
كامل من كلامه اتطمن إنه مش جاى ف حاجه قلق: لاء خالص بس ثوانى ابلّغه.

كامل نزل و فهد عينيه راحت على مكتب مالك و راح عليه بعد ما شافه مفتوح .. إتردد شويه يدخل بس بمجرد ما لمح سلاح مالك ع الترابيزه بصّله قوى و لمعت ف دماغه فكره ف دخل و قفل وراه .. مسك مسدسه و خرّج منه رصاصه حطها ف جيبه بعدها رجّعه مكانه ..
مالك تحت كامل نزله قاله ان فهد مستنيه و هو وقف بلهفه و طلع من غير كلام .. وصل المكتب و دخل كان فهد يدوب بيحط مسدسه ..
مالك غمض عينيه قوى بعنف بعدها إبتسم بحب: فهد
فهد إتوتر: معلش دخلت إستنيتك جوه عشان.

مالك بصّله قوى بعتاب صادق: هو انا سألتك جاى ليه ؟ ينفع اصلا اسألك سؤال زى ده ف مكانك ؟ بيتك ؟
فهد حس بصدقه ف بقا ملغبط اكتر ما جه بس بص ف عينيه مباشرة يقراهم: انا بس كنت عايز اشوفك .. بقالك فتره مش ظاهر ف جيتلك مش اكتر
مالك مظهرش منه غير الحب بجد: و انت وحشتنى يا ابن اخوك
فهد عايز يسأله و مش عايز يعرف، عنده كلام كتير عايز يقوله و معندوش حاجه يقولها،
ف لمجرد الدربكه دى بيحاول يقول اى حاجه: انت فاضى بعد بكره ؟

مالك كان عنده خلفيه من اللوا مدحت بس حب يسمعها منه: اه عندى مش فاضى
فهد غمض عينيه بإحباط: اه طيب انا ماشى
إتحرك يخرج بس مالك وقّفه بكلامه: عندى فرحى
فهد إلتفت بسرعه: فرحك ؟
مالك إبتسم و راح عليه لحد ما بقا قصاده: اه فرحى .. فرح أخويا يبقى فرحى .. و عشان كده مكنتش مستنى منه يعزمنى و لا زعلت منه عشان توقعت إن ده بردوا تفكيره .. ان محدش بيتعزم على حاجه بتاعته
فهد معرفش يمنع نفسه يفرح بكلامه و الاكتر وجوده: يعنى جاى ؟

مالك بحب حاول يقنع نفسه إنه جاى من نفسه و الاهم جاى بس عشان كده: انت بجد بتسأل ؟
فهد إبتسامته وسعت لوحدها بس معرفش يرد ف هز راسه و مالك باصصله قوى كإنه بيكلمه بعينيه او يمكن بيعاتبه ..
فهد مقدرش يستنى تانى قدامه ف إستأذن و قبل ما مالك يرد كان إتحرك: انا همشى عشان ورايا حاجات كتير و يدوب مفضلش إلا بكره
مالك مسك دراعه وقّفه: محتاجنى معاك ف حاجه ؟ قصدى اعملك حاجه ؟ محتاج حاجه ؟
فهد وشه مفهوش تعبير لمجرد إنه متلغبط: متشكر.

مشى و مالك خرج وراه لحد ما وصّله و الاتنين وصلوا للاخر و المفروض يمشوا بس واقفين و كإن الكلام هو اللى واقف على لسانهم ..
لحد ما فهد انسحب يمشى بس رمى كلامه قبل ما يتحرك: انت كنت فين اليومين اللى فاتوا يا مالك ؟
مالك إبتسم: كنت مسافر ف شغل
فهد كإنه كان بس عايز يسمعها بنفسه منه زى ما حلم قالتله ف بمجرد ما مالك جاوبه مشى من غير كلمه زياده..
مالك رجع مكتبه مسك مسدسه فتحه و إكتشف اللى فهد عمله فضحك بغيظ.

فهد خرج بخنقه اكتر من اللى راح بيها بس جواه حته مبسوطه مش عارفلها سبب ..
إفتكر الرصاصه اللى خدها .. كان رغم إنه مش حاطط قدامه إحتمال ان الرصاصه اللى صابت مالك متطابقش مع مسدسه بس كان عامل حسابه .. راح الاول ع المستشفى العسكرى جاب رصاصه من اللى صابت العساكر اللى كانت معاه ف القوه بعدها راح ع المعمل الجنائى تانى
و هناك قابل دكتور حسن: جيبتلك رصاصه تانيه و محتاج تطابقها مع دى
الدكتور مستغرب حالته بس وافق: حاضر.

إداها للدكتور و و إداله اللى اخدها من مسدس مالك من مكتبه: شوفلى دول و عايز نتيجه اكيده .. متاطبقين ؟ بس اكيد
دكتور حسن بفهم: اللى فاتت كانت اكيد و دى بردوا
فهد بصّله قوى و الدكتور اكّد: قصدى النتيجه كانت اكيده و دى بردوا هتبقى اكيده
فهد سكت شويه: يومين بردوا ؟
دكتور حسن: للأسف يومين اه بس ده هيبقا الجمعه و ده اجازه يبقا السبت بقا
فهد نفخ بضيق: إتفقنا
خرج و سابه و سابها للوقت يحسمها ..حاول يشغل نفسه بتجهيزات الفرح لحد ما جاه يومه ..

مالك راح لحلم الشركه و وقف برا بعربيته و إتصل عليها نزلتله .. حاول يتكلم ف اى حاجه بس متوتر و هى مستنياه يتكلم لوحده لإنها عارفه إنه بيتخنق من الاسئله او يمكن عشان عارفه سر توتره تحديدا لحد ما هو إتكلم لوحده: هو انا ينفع اقولك عايزك معايا إنهارده صح ؟
حلم إبتسمت قوى عشان تقريبا كانت مستنيه ده: طبعا بس ليه ؟
مالك إبتسم: خطوبة فهد إنهارده و محتاجك جنبى ممكن ؟
حلم شايفاه متوتر و عشان عارفه توتر العلاقه بينهم ف متفهّمه توتره ف حاولت تهزر: على فكره انت قولت فرح فهد يعنى مش انت ف ليه اللغبطه دى كلها اللى انت فيها ؟

مالك خد نَفس طويل قوى و بصّلها ف نظره طويله و لأول مره يحس إنه عايز يتكلم و يتكلم و يتكلم و حس إنه مش عايز يتكلم ف إكتفى بكلمه واحده: عادى
حلم تقبّلت رده: خلاص هستناك تعدّى عليا
مالك كإنه إفتكر: هعملك مشكله ؟
حلم بسرعه قبل ما يغيّر سكته معاها هى ما صدقت: لا خالص بالعكس انا هقولهم خارجه فرح تبع حد من صحابى
مالك إبتسم و إستعد يمشى: خلاص يبقا سبعه بالدقيقه هكون قبل البيت بشويه
حلم هزرت بحماس: يبقا يدوب اروح إبتدى اجهز
مالك ضحك قوى و سابها و هى إبتسمت قوى من جواها على مالكها اللى شايفاه إبتدى يتمنى نفس الحلم ..

فهد برغم إصرار روفيدا و أبوها و أمها يبقى معاهم إلا إنه صمم يلبس لوحده ف شقته و يروحلهم ع الكوافير ..
دخل ياخد حمام و جرس الباب رن و رنت معاه جواه دعوه صامته و خرج بلهفه يفتح و متفاجئش كتير او متفاجئش اصلا و مش عارف عشان كان متوقع و لا ده قلب المالك اللى إتعود عليه: ماالك
مالك إبتسم بحب و كان ف إيده حاجته و لبسه اللى دخل و حطهم على اقرب حاجه قابلته: اه اوعى تقول إنك مكنتش مستنينى
فهد جواه حتة انانيه عايزاه يفرح لوحده و حته تانيه انانيه بردوا عايزاه يستغل حب مالك و وقفته جنبه عشان فرحته تكمل بوجوده و مش عارف يحدد بالظبط: لا عادى.

مالك رفع حاجبه و بص على وشه: بأمارة دقنك اللى حلقت نصها و مستنتش ع النص التانى
فهد حط إيده على وشه و معرفش يقول حاجه و مالك حب يقلبها هزار يفك الجو ف مسك حرف دقنه و رفع حاجب و نزل التانى: و لا تكونش لسه مستوتش
فهد ضحك بصوت غصب عنه و مالك ضحك معاه و الاتنين دخلوا .. مالك صمم يحلقهاله بهزار و جهزوا و لبسوا ف حالة صمت مالهاش علاقه بالدوشه اللى جوا كل واحد فيهم ..

مالك تمم على لبسه و إكتشفوا ان البدل زى بعض ف إبتسم: كده الناس هتتلغبط و ممكن الاقى نفسى شايل الليله
فهد رمى كلام غامض: لا متقلقش كل حاجه واضحه مهما إتلغبطت بتوضح مع الوقت
مالك فهم اللى ورا كلامه بس محبش يدخل ف تفاصيل ف هزّر بنفس الغموض: طب كويس طمنتنى.

خرجوا و مالك صمم ياخده ف عربيته و فعلا راحوا الكوافير و فهد شاف روفيدا و تنّح: مضمون ده ؟
روفيدا مفهمتش: نعم ؟
فهد كتم ضحكته بهزار: يعنى اجى اخر الليل و الوش ده يروح و تقلبى على عبده موته و الله اجى اطربق الكوافير على راس صحابه
روفيدا معرفتش تتكلم من الغيظ ف ضربته ف رجله و هو ضحك جدا و خدها و خرج ف عربيته ع القاعه ..
مالك كانت الساعه قرّبت من سبعه ف اخد طريقه ل حلم و فعلا ركن قبل البيت و رن عليها كانت جاهزه ف خرجت على طول ..

مالك اول ما شافها قلبه دق بعنف .. دق قوى و إتمنى لو من حقه ياخدها يقضوا السهره و اخر اليوم على بيته او عالاقل ياخدها و تكون الليله بتاعتهم ..
حلم ركبت جنبه بهدوء و هى ملاحظه توهانه و فرحت إنها قدرت تخطفه بالشكل ده: وحشتنى على فكره
مالك كان لسه مش عارف هو فعلا شايفها و لا متهيأله لحد ما صوتها جاوبه ف إبتسم: احنا كنا مع بعض على فكره من كام ساعه بس
حلم بحب: وحشتني دى جايه من الوحشه اللى هي الوحده .. يعني الدنيا فاضية اوي من غيرك .. مالهاش علاقه بالوقت على فكره
مالك إبتسم اما افتكر كام مره وحشته و كتم ف قلبه لمجرد مالهوش الحق يشوفها او هو اللى مداش لنفسه الحق ده بس معرفش يقولها الكلام ده ازاى: اللى بتوحشه حاجه حقه و من حقه يشوفها مينفعش ابدا يتكلم ع الوحده على فكره
حلم مسكت ف اللى عجبها من كلامه: حقه ؟ يعنى عايز تقول خلاص بقيت حقى ؟

مالك قلبه دق قوى و مردش و إنشغل بالعربيه اللى دوّرها و إتحرك او هو شغل نفسه بكده و غيّروا الكلام لحد ما كملوا طريقهم للقاعه ..
وصلوا و كان فهد يدوب وصل بعربيته قدام القاعه و مالك خدها و نزل لعنده و عرّفهم ..
حلم إبتسمت: فهد مبروك
فهد إبتسم ربع إبتسامه بتحفزّ: الله يبارك فيكى عقبالك
فهد قصد يقول عقبالك مش عقبالكم كإنه بيوصّلها رساله و هى إتجاهلتها و مسكت ف دراع مالك و إبتسمت: ان شاء الله قريب جدا
فهد دوّر وشه و مالك تابع سلامهم ف صمت بس بيحلله ف دماغه ..
روفيدا إبتسمت برقه و سلّمت عليها و حلم بتلقائيه حضنتها: مبرووك يا روحى ايه الحلويات ده ؟

روفيدا إرتاحتلها قوى: الله يباركلك عقبالكم تحصلونا
حلم قلبتها هزار و ميّلت قرصتها ف ركبتها و روفيدا صرخت و الاتنين جريوا ورا بعض و شويه و إندمجت المزيكا مع جريهم ف قلبوها رقص ..
فهد متابعهم من مكانه بس وشه متضايق و مالك قرّب كام خطوه لحد ما بقى جنبه بس الاتنين بينهم حواجز و اسوار عاليه و حسوا ان يمكن روفيدا و حلم اللى مشافوش بعض من قبل اقرب لبعض منهم و ده ضايقهم جدا بس كل واحد فيهم إتضايق لسببه ..
مالك إتضايق عشان مكنش حابب ابدا يبقى العلاقه بينه و بين فهد بالبُعد ده و إذا حبايبهم قرّبوا من بعض يبقى عشانهم هما و فهد إتضايق عشان مكنش حاببهم يقرّبوا اصلا !

مالك حس بإيد بتخبط على كتفه من ورا ف إلتفت و شاف اللوا صالح ف من غير مقدمات حضنه و مش عارف عشان وحشه و مش متعودين يبعدوا كده و لا عشان التفكير اللى كان مزاحمه: كنت مستنيك على فكره
اللوا صالح سكت كتير بس لسه حاضنه: برغم كل حاجه مكنش ينفع مجيش .. كنت عارف إنك محتاج ده
مالك خد نَفس طويل شبه فحمة العياط و اللوا صالح إتكلم بصدق: يمكن تكون طريقتى غلط بس صدقنى ده من حبى فيك .. انت إبنى و كان لازم اخاف عليك و إذا كنت ببعد عن سكتك اى حاجه ممكن توقّعك ف ده لازم تعرف إنه حب و خوف عليك.

مالك ساكت تماما و اللوا صالح رفع وشه و قصد يقابل وشوشهم ببعض: لا خليل كان هيفيدنى بحاجه اما خدته من تحت إيدك ف اول الحكايه و لا القضيه هاخد منها حاجه اما خبيتها عنك ف الاخر إننا فتحناها تانى و قفّلناها .. شغلنا مفهوش عواطف بس منكرش ان خوفى عليك اللى حرّكنى، كنت خايف خليل يفضل تحت إيدك تآذى نفسك بيه و اديك شوفت إنى فعلا كان عندى حق، كانوا زى ما خلصوا منه ف القسم كانوا هيخلصوا منه و يشيّلوهالك و ده اللى كنت بحاول احميك وقتها منه بس انت اللى مفهمتش، وقت الصدمه بيتوقف العقل تماما و مبيفرقش بقا ذكى من غبى عشان كده بردوا ضغطت عليك بفهد عشان تيجى، عشان كنت عارفك ف وقت صدمه ف مش هتفكر و هتتصرف من غير عقل، غير إنى مكنتش ضامن لو هما وصلولك و انت ف حالتك دى كان هيبقى التصادم بينكم شكله ايه ! ف كان لازم اوصلك انا الاول احميك منهم و من نفسك ايا كان التمن !

مالك خرج من حضنه بالعافيه و ملقاش حاجه يقولها، حاول يدارى عينيه ف لفّها ع المكان حواليه: هو محدش من العيال جاى و لا ايه ؟ انا عزمتهم كلهم على فكره
اللوا صالح إبتسم: اعتقد لاء و يمكن كده
قطع كلامه مع إبتسامة مالك اللى راحت لبعيد ف لف شاف يونس جاى عليهم ف بصّله و ضحك لمالك غصب عنه: اهو اول حلوف جاه
مالك ضحك قوى و راح على يونس حضنه و الاتنين ساكتين بس حضنهم طوّل قوى لحد ما يونس نطق: مكنش ينفع ائذيك يا مالك ..
مالك سكت كتير و مش عارف يقول ايه بس طبطب على ضهره و حاول يخرج من الحوار ف شاور لبقية فريقهم اللى كانوا وصلوا .. حازم و عمر و حمزه و امنيه و دعاء ..

مالك راح عليهم و سلّم عليهم و هما كمان بس مقابلتهم مختلفه عن اخر مره و كإنهم عايزين يرجعوا صحاب و ماالك معترضش ..
امنيه عيونها بتنطق بلهفه قوى: ازيك يا مالك
مالك إبتسم: ازيك يا منمن عقبالك
امنيه مردتش بس عيونها قالتله ياريت و هو فهم ف عينيه لوحدها راحت على حلم اللى كانت بتبصلهم و لاحظت وقفته معاهم و كلامه و هزارهم و ضحكهم و جريهم ورا بعض .. شافته بيسلّم على دعاء ازاى و شافت امنيه بتسلّم عليه ازاى و حست بإختلاف تقريبا قدرت تفسره صح ف راحت عليهم ..
مالك مدلها إيده و هى رفعتها و حاوطت بيها كتفها و شددت كإنها بترد على امنيه: مش هتعرّفنى ؟

مالك فهمها ف كتم ضحكته بشئ من الفرحه و إبتدى يعرّفها بيهم واحد واحد لحد ما خلّصهم و المفروض هى تقدم نفسها او هو يقدمها لهم ..
هى كانت هتقول حاجه و إتراجعت و سابته هو يقدمها ليهم بطريقته اللى يمكن تفهم منها صيغتها ف تركيبته فوقفت و إستنت رده بترقّب ..
مالك كان مركز قوى ف ملامحها اللى بتتقلّب من اللهفه للترقب للترجّى لعيونها اللى بتنطق و معرفش يقول ايه و لا يقدمها ازاى ..
هما مش هيعرفوا اللى هو نفسه لسه مش عارفُه فقرر يقدمها بطريقه ديبلوماسيه و يغلف علاقتهم بطريقه شيك و غامضه: حلم .. محامية مكتبى و اللى ماسكه اى حاجه قانونى تخصنى او تخص المجموعه و صحاب من فتره و شركا ف الشغل و حاجات كتيره.

امنيه إبتسمت بطريقه ملحوظه للكل إنه مقالش حبيبته و حلم معرفتش تزعل إنه مقالش الحاجه اللى عايزاها و لا تفرح إنه قال ده كله ف كشّرت بطريقه مضحكه و الكل تقريبا فهم و ضحكوا ..
مالك شدلها الكرسى قعدت و قعد جنبها .. مجابش سيرة الحب من بين تعريفه لها بس كل تصرفاته و عينيه و كل جوارحه نطقت عنه ..
شويه و دخل حد و مالك منتبهش لحد ما يونس شاورله بعينيه ف مالك قام و حلم حاولت تركز معاهم ..
مالك بنبره طبيعيه: اهلا و سهلا
رؤوف ابو احلام ساب إيده و خده بالحضن: ازيك يا مالك.

مالك مستغربش عشان طبيعة علاقتهم كانت هاديه بس اللى إستغربه أمها إستغرب حتى وجودها و إبتسامتها ف وشه: مبروك يا مالك عقبالك
مالك إنسحب من حضنه بهدوء و حاول يبتسم: الله يباركلك
لسه هى هتتكلم بس من عينيها اللى بتتنقل بينه و بين احلام فهّمته إنها بتفتحله سكه ف قرر يقفلهالها هو بهزار: و الله مش عارف ارد بإيه على عقبالك دى .. يعنى احلام و خلاص خدت نصيبها و انتو و معندكوش غيرها يبقا عقبال الحج بقا و لا اقول عقبال الحج ؟

عبير فهمته و عرفت إنه بيردها بس مش من حقها تزعل هى قفلت السكه قبله و احلام اللى ردت: على فكره انا مخدتش نصيبى و لا حاجه .. ده كان سوء فهم
مالك مط شفايفه ببرود كإنه بيقولها مش مصدقك ده انا شوفت بعينى بس هى وضحت: سوء فهم منى انا و الحمد لله شيلته
مالك سكت كتير قدام كلامها اللى يعتبر دعوه صريحه لحد ما قطعهم حلم اللى راحت عليهم و مالك بينه و بين نفسه إعتبرها هى افضل رد صامت ..
حلم كانت متابعاهم بعينيها بس اما طوّلوا و مش عارفه تفتكر هى شافتها فين راحت عليهم و مالك فتحلها دراعه ف شبه ضمّته قوى و قصدت كلامها لهم اكتر ما له: حبيبى إتأخرت ليه ؟ الناس مستغيباك مش معقوله هتضيّع باقى الوقت ف كلام.

احلام بصتلها قوى و عينيها راحت على ضمته لها او ضمتها هى لمالك زى ما هى بتحاول تشوفها كده و حلم حاولت تفتكر هى شافتها فين لحد ما إفتكرت و من وجود أمها إفتكرت مقابلتهم يوم هروب مالك: احنا إتقابلنا قبل كده صح ؟
احلام إفتكرت بغيظ: واضح إنك مركزه معانا.

حلم فهمت إنها مش مجرد جارته زى ما مالك قالها و ان فى بينهم اكتر حتى لو كان بس قررت تتجاهل ده لحد ما مالك يقولها بنفسه كل حاجه بس قررت تلعب ع الجزئيه اللى قالهالها: لو فى حد مركز مع حد معتقدش يكون انا و معاكى انتى و إلا مالك مكنش هو اللى جالى مخصوص و مجرد شافك صدفه و مع ذلك وقّفتيه قبلى و إستنتيه بعدى لحد ما مشينا
حلم حاولت ترسم على وشها إبتسامه بارده مع الكلام مع ان قلبها حاليا مالهوش علاقه بالبرود و مالك جنبها كاتم ضحكته و نوعا ما مستمتع من إيدها اللى مع كل كلمه تكز على إيده ..

احلام متابعاهم و بتتمنى لو تعرف تمسح من على وشهم الاتنين الضحكه دى: اديكى قولتى انا قبلك و انا اللى إستنيت بعدك
حلم إبتسامتها وسعت على وشها و هى ماشيه بمالك اللى لفّت دراعه على كتفها و إتكلمت و هى بتتحرك: المهم اللى خدها معاه سكته و مشيوها سوا
احلام فضلت متابعاهم بعينيها لحد ما بِعدوا و بصّت لأمها بلوم و حسره ..
حلم خدت مالك و رجعوا لصحابه تانى و قعدوا و همست: جارتك هاا ؟
مالك بنفس همسها بيضحك: ما انتى قومتى بالواجب
حلم نكزته بكوعها: مين دى ؟

مالك حاول يختصر: احلام و مكدبتش اما قولتلك جارتى على فكره لإننا فعلا جيران منطقه واحده
حلم عقلها بتلقائيه فكّرها اما قالتله انا حلم محصلتش حتى ابقى احلام ف كشّرت: بس كده ؟ مجرد جارتك ؟
مالك مكنش حابب يفتح الذكرى بس عايز يقولها او محتاج ده، ع الاقل من باب ميبقاش مخبى كله اللى ينفع يتقال هيقولهولها عشان يخفف الحمل: لا مش جارتى بس .. كانت خطيبتى .. كان بينا مشروع جواز بس مشروع كان فاشل بكل المقاييس و إتبنى على خرسانه واقعه ف وقع من اول خبطه
حلم كانت متوقعه و متفاجئه ف نفس الوقت: ليه مقولتليش اما سألتك عنها ؟
مالك إبتسم ف عينيها قوى: عشان كنت خايف من مشاعرى .. كنت اول مره اقابلها بعد اللى حصل ف كنت خايف يكون بابها مفتوح او حتى موارب عندى او إنى اكون لسه بحبها ف إستنيت الموضوع يتحسم جوايا
حلم إبتسمت بترقّب: و بما إنك قولتلى دلوقت ايه بقا اللى حسمه ؟

مالك إتكلم بتلقائيه من غير ما يفكر: انتى .. وجودك .. إيدك اللى إتمدتلى وقتها و لقيت نفسى بتبّت فيها و امشى معاكى و اسيبها .. كونى سيبتها و ملتفتش ورايا حتى اشوفها موجوده و لا مشيت .. كونى مهتمتش لوجودها و لا حتى شوفتها اول ما إلتفت و شوفتك واقفه .. ماشوفتهاش اصلا لحظتها .. كل دى حاجات اكتر اكدتلى ان بمجرد ما صفحه جديده إتفتحت يبقى صفحتها إتقفلت
حلم ربعت إيديها ع الترابيزه قدامها و هى لسه بصاله: و ايه هى بقا الصفحه الجديده اللى فتحتها ؟
مالك رفع حاجبه بغيظ: هو انتى إنهارده غبيه و لا بتستغبى و لا بتتغابى على اى حد ؟
حلم ضحكت بصوت مكتوم و حاولت تتكلم جد: و سيبتها ليه ؟

مالك حب يكون صادق ع الاقل تكون فى حته صدق بينهم: هى اللى سابتنى
حلم بصتله قوى و مش عارفه عشان مستغربه ان واحد زى مالك ممكن يتساب و لا عشان بتحاول تقرا عينيه يمكن تشوف فيهم ندم و هو فهمها: اه سابتنى .. مستغربه ليه ؟ بعدين انا قولتلك الاساس كان واقع فبمجرد ما إتخبط كل حاجه إتهدت .. مجرد علاقه تقليديه .. شوفتها ف المنطقه نوعا ما عجبتنى بس مش اللى هو خطفتنى و حبست انفاسى و ملكتنى كده من جوه بس قولت كل ده هيحصل مع الوقت .. كلمت امى و عشان كانت نفسها ف ده فرحت و شافتها و عجبتها و خطبتها و بس
حلم إبتسمت: معرفتش تحبها ؟

مالك هز راسه و هو بيشرب قهوته: لاء .. و بردوا قولت هيحصل بعدين .. مع الجواز و العِشره و كده .. بس كل حاجه وقعت قبلها ف إتأكدت إنه عمره ما كان هيحصل .. لمجرد ما انا وقعت كانت اول حد يتخلى عنى و يفلت إيده من إيدى ف زحمة الظروف اللى حصلت و توهنا من بعض و لمجرد ما خرجنا من الزحمه لقيتها بس كنت خلاص مش محتاجلها .. متعودتش ارجع امسك إيد سابتنى ف يوم ف عز الزحمه و لا الجأ لباب إتقفل ف وشى ف يوم
حلم مش عارفه نفسها قلقت من كلامه و لا إتطمنت بس اللى عارفاه إن علاقتها معاه هتبقى محسوسه: متعاتبتوش ؟ محاولتوش ؟
مالك هز راسه و هى إستغربت إستسلامه و عايزه تفهم هو محبهاش كفايه و لا كرامه و لا ده طبعه و لا ايه بالظبط: طب ليه ؟

مالك إترسمت قدامه ذكريات كتير مكنش حابب وجودها دلوقت: متستغربيش رد فعل حد كان ف إحتياجه عايزك و مشيتى و سيبتيه ..متسيبهوش ف البرد لوحده و ترجعى تزعلى لما تلاقيه قدر يدفي نفسه ب نفسه .. سابتنى ف وقت كنت محتاجها فيه و رجعت ف وقت هى محتاجانى فيه .. يمكن لو كانت موجوده كنت حطيتها ف حساباتى حتى لو محاولتش تعمل حاجه
حلم عايزاه يتكلم اكتر عشان تعرف ترسم خطوط واضحه لعلاقتها بيه: بس اكيد كان فى بينكم كتير بحكم الجيره و الخطوبه و الصداقه حتى لو مفيش حب .. مفيش حاجه شفعتلها ؟
مالك إتنهد: ربنا يبعد عنك شر السنده على كتف هيخذلك ..

و شر ماسكة الإيد اللى تاخدك لطريق مش كامل .. و يكفيكى شر الفوقان متأخر والعتاب مع القلوب البارده و وجع الصوت والمناهده مع اللى عمره ما سمعنا .. و هى كانت كل دول فوق بعض .. اه ممكن اكون محبتهاش كفايه او حبنا مكنش مميز بس مكنش ف حساباتى اسيبها .. لكن كنت متوقع ده و سيبته للظروف تحسمه .. العلاقه بينا كانت متعبه و مرهقه .. كل كلمه و حركه و موقف بتفكير و تخطيط .. مفيش تلقائيه خالص .. لا ده مفيش ابدا .. ف كنت عارف شكل النهايه حتى لو مكنتش عامل حسابى هتيجى ازاى .. ماهو اصل من اول الحدوته بيبان الطرف اللي فيه نفس يكمّل للاخر، بيبان الانسان اللي قادر يدي و ميملّش، بيبان اللي بيحب بجد و قادر يعافر و اللي بيستسلم من اول خبطه .. أصل اللى بيحب بيعافر .. و هى ف وسط كل ده من البدايه مكنتش بتقدر تعرف انا عايز او مستنى منها ايه بالظبط.

حلم إبتسمت غصب عنها و هى بتقلد صوته: و انت بقا عايز ايه بالظبط ؟
مالك بعتلها دعوه صريحه على شكل رد على كلامها: محتاج حد يعرف يسحب الكلام مني، يعرف يحس تعبي اللي مبحكيهوش، يفهم اللي ورا تنهيدتي الطويله، ميلومش قلة تعبيري و يقدرها ...يقولي أنا جمبك ويسكت .. يسكت من غير ما يسأل
حلم سألت سؤالها اللى بتجهزله من اول حوارهم: ليه مردتش بتلقائيه و انت بتقدمنى لهم ؟ ليه تفكير و ليه غموض ؟ اعتقد مش سكتك ف ليه حسيتك إتلغبطت ؟
مالك ضحك غصب عنه عشان كان متوقع سؤالها او فضولها: مش عارف، يمكن عشان الموقف كان محتاج تلقائيه ف إتلغبطت، او يمكن عشان متلغبط ف مردتش بتلقائيه.

بس عارفه، فى علاقات مينفعش تتسمى بأى إسم، بتكون أعظم من الحب .. و أهم من الصداقه .. وأكتر من الأعجاب بكتير ..حاجه كدا مُرتبطه بالراحه النفسيه .. حاجه شبه الهدايا الربانيه .. بيكون شخص موجود على هيئة نعمه كبيره قوى من ربنا جات ف وقت كان تعب و جاب اخر طاقته و قال فيه ياارب
حلم إبتسمت قوى على بساطة و تعقيد مفاهيمه ف نفس الوقت .. محستش بإيدها اللى مسكت ف إيده كإنها خايفه تفلت لحظه بعد اللى قاله ..
مالك تقريبا فهمها ف سابها تمسك و من جواه دعا دعوه صامته ..
قاطعهم يونس اللى كان متابعهم من حركة شفايفهم: بقالنا كتير متجمعناش .. ايه رأيكم بكره اجازه نتلم نقضى يوم
امنيه كانت اسرع واحده ترد: يااريت.

حلم بصت قوى ف عينيها المتعلقه بمالك و بصت لمالك اللى مش عارف يضحك و همست: لا و الله
مالك همس زيها: انا بقول نمشى قبل ما تفرقعى
حلم صوتها عِلى لوحده: نعم ؟
مالك ضحك بصوت براحه: تفرقعى ف حد يا روحى .. تفرقعيه
ضحكت غصب عنها معاه بغيظ و الاتنين ضحكهم بيزيد ..

حلم رفعت وشها ف شافت امنيه و نظراتها له ف إتغاظت و دوّرت وشها جنبها لبعيد لمحت احلام عينيها متعلقه عليه من مكانها ف إتغاظت .. حست إنها متحاصره و ده نوعا ما ضايقها اكتر ما غاظها ..
مالك عينيه راحت مكان ما مركزه يشوفها بتبص على ايه لمح احلام ف قام بهدوء من جنبها لدرجة محستش ثوانى و رجع شدها تقوم و هى مفهمتش إلا اما النور هِدى و المزيكا إشتغلت فلفت دراعها حواليه و هو ضمها اكتر و إندمجوا ..
فهد و روفيدا كانوا سبقوهم هما كمان بس فهد عينيه بتغيب و تروح عليهم ..

مالك ملاحظ بس مش عارف يحسم بالظبط ف بصّلها و حاول يبتسم بغموض: مقولتليش إنك إتقابلتى انتى و فهد قبل كده ؟
حلم إرتبكت لدرجة إيديها على رقبته مسكت اكتر فيه: عادى مجاتش فرصه مش اكتر
مالك كان رمى جملته يقصد بيها إنه ساعة القسم و حادثة البنك من نظرة فهد لها وقتها إنه مستنى منها حاجه .. بس من رد حلم دلوقت فهم إنه راحلها تانى او إتكلموا و ده كان كفايه يخنقه .. فهد خالف توقعاته بموقفه منه بس لحد هنا و لحد حلم ف تخطى كل توقعاته ..

مالك بتلقائيه حضنها .. ضمها بتملك كإنه للحظه دى بس إعترف إنها اخر قشايه فضلاله يتعلق بيها .. حضنها حضن بطعم الأم و الاخت و البنت و الصاحبه و هى بمجرد ما لمست دقات قلبه على صدرها من قوتها هتحرّكه شددت على ضمته قوى
مالك ف حضنها عينيه لوحدها جات ف عينين فهد قصاده و الاتنين بسرعه دوّروا وشهم ..

رفع وشه من على كتفها و رفع إيديها باسها برقه و سند راسه على جبينها و عينيه متعلقه بعينيها و لأول مره يسيبها تقول اللى لسانه مش عارف يصرّح بيه و إتمنى تكتفى حاليا بده ..
خلصت رقصتهم و خلص اليوم ع الكل و الكل مشى .. فهد خرج مع روفيدا يكملوا الليله برا و مالك و صحابه إتفقوا هيتقابلوا تانى يوم و بعدها وصّل حلم ..
حلم روحت البيت ف حالة سعاده متتوصفش .. احساس جديد بيخطفها و محاوطها و مش مديها فرصة الهرب منه و لا حتى التفكير ..
بمجرد ما دخلت لقت عمها قاعد بهدوء شكله مصطنع و مروان عينيه مليانه غيظ و أمها معاهم بس برودها طبيعى هى لا بتهتم و لا يفرق معاها و اذا فرق يبقا عشانهم ..

مروان وقف بغيظ: ايه السهره مطوّلتش ليه كمان شويه ده حتى لسه بدرى ؟
حلم إتجاهلت كلامه و دخلت و قعدت على اقرب كرسى معاهم: و الله الفرح خلص بدرى ف السهره خلصت بدرى مادام بتقول بدرى
مروان مش عارف يزعق على ايه و لا ايه على مجى مالك لها ف النهار قدام الشركه و هو شافه و لا سهرتهم اللى عارف إنها كانت معاه و لا على علاقتها بيه مش عارف فبيقول اى كلام: و طبعا طالما السهره دى مع الباشا رد السجون يبقى لازم تاخدى راحتك و لا كإن ليكى اهل ف البيت و مستنين حضرتك
حلم ببرود: و انت بقا ايش عرّفك ان السهره كانت معاه ؟ و لا بتفكر ف مصيبه جديده له و متابعه ؟ انا قولت إنى رايحه فرح معزومه عليه
مروان إتنرفز من برودها: اه فرح اخوه قصدك .. و طبعا رايحه عشانه انتى تعرفى اخوه اصلا ؟

حلم على برودها: اه اعرفه و إشتغلنا مع بعض ف اكتر من قضيه و عزمنى و روحت و بالنسبه لمالك اه روحت عشانه كمان لإنه عزمنى و يعتبر صحاب و بنشتغل مع بعض
مروان مش عارف يقول ايه بس متغاظ على متنرفز: اه إشتغلتوا مع بعض .. و طبعا شغلكم ده كان على قضية الباشا .. بس هو فاق و خد باله من قرف اخوه لكن انتى اللى عايزه تنامى بمزاجك
حلم إتنرفزت: و انت مالك ؟ انت فاكر نفسك حارسنى ما تفوق لنفسك .. انا بعتبرك اخويا مش اكتر من كده بس لو ده هيديك الحق إنك تكلمنى بالإسلوب ده و تحاسبنى على انفاسى يبقا خد بالك إنك و لا حتى اخ
مروان كان فاهم و حاسس إحساسها ناحيته إنه فعلا متخطاش ده بس بردوا إتصدم لمجرد إنها قالتها صريحه: اخوكى ؟

حلم للحظه قدرت صدمته او مشاعره بس مفيش ف إيديها حاجه تانيه ده تقولها او تعملها حتى قلبها مش ف إيديها و سابها و راح لصاحب نصيبه ف غيّرت لهجتها اشبه بالهدوء: اه اخويا يا مروان .. إتولدت ف شوفتك قدامى .. طول الوقت مع بعض .. مدارس و مذاكره و دروس و حتى فسح و خروجات .. بتتعامل بدالى مع اى حد يفكر بس يقربلى او يضايقنى .. شوفتك الاخ اللى قُربه ده طبيعى من اخته و جه جواز باباك من مامتى كمّل الصوره ف دماغى و قدام عقلى و بقيت طول الوقت بتعامل على اساسها و اما لقيتك بقيت تتضايق من اى حد يتقدملى قولت زى اى اخ بيغير على اخته بس بقيت بردوا طول الوقت بحاول اوصّلهالك إنى شايفاها كده.

مروان بصوت تايه: بس انتى مكنتيش بتوافقى على اى حد يتقدملك مش مجرد انا برفض ف بترفضى !
حلم هزّت راسها بتأكيد: ايوه كنت برفض بنفسى بس عشان نفسى مش عشانك و ده اللى كنت طول الوقت بحاول اوصّلهولك .. برفض عشان ملقتش الحد المناسب اللى ينفع اقبله .. الحد اللى شبهى و يكملنى
مروان إتكلم بتهكّم او تريقه: و مالك بقا اللى شبهك ؟
حلم بتحاول توصّلهاله بشكل خفيف: احنا مش ف مقارنه حاليا .. انت كنت محتاج تعديل لمفاهيمك و انا ببساطه نوّرتلك عليها عشان تعدّلها بنفسك .. الحكايه مالهاش علاقه بمالك
مروان بصوت مخنوق: و ﺍﺷﻤﻌﻨى ﻫو ؟
حلم بتلقائيه: ﻋﻠﺸﺎﻥ ﻭﺻل ﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﺤﺪﺵ ﻋﺮﻑ ﻳﻮﺻﻠه قبله.

مروان واقف مصدوم و تايه و متغاظ و ملغبط و مش عارف يعمل ايه و بيتمنى يضربها او يكسر دماغها يمكن يطلّع مالك منها .. بس هو مالك ف دماغها بس ؟
أبوه كان هيتدخل ف حوارهم بس إتراجع و وقف يتابعهم بصمت.. حس إن مروان محتاج يسمع الكلمتين دول ممكن يحتاجهم او يساعدوه لمجرد إنهم منها هى ..
حلم وقفت تطلع اوضتها بس أمها وقّفتها بكلامها: اوعى تكونى فاكره إنى ممكن اوافق بواحد زى مالك ده .. مش هيحصل و حطى ده ف حساباتك
مروان طاقة امل نوّرت نور بسيط قدامه بس حلم بسرعه طفتها اول ما ردت: و انا لسه مقولتش ان مالك جاه عشان توافقى او ترفضى .. بس خدى بالك عشان يوم ما يجى اللى هيرد هو انا مش حد .. زى ما انتى إختارتى حياتك انا ليا الحق اختار حياتى و هعيشها مع مين و هيحصل
سابتهم و طلعت و هما مروان و أمها بيبصوا لبعض بغيظ و أمها بصت لعمها: مقولتش حاجه يعنى ؟ انت ساكت كده ليه ؟
جوزها بصّلها بضيق و هو طالع: هقول ايه بقا ما بنتك قالت كل حاجه و مسبتش حاجه تتقال.

تانى يوم مالك إتصل بحلم عشان خروجتهم كلهم زى ما إتفقوا و إتقابلوا عنده ف المجموعه و كلّم يونس و أخدها و نزلوا يروحلهم ..
ف العربيه حلم طلعت علبه قطيفه هاديه و إدتهاله و مالك بصّلها بفضول: ايه ده ؟
حلم هزرت بتريقه: شاورما .. ما تفتحها هكون حطالك قنبله يعنى؟
مالك ضحك على بساطة تشبيهها بالنسباله: يعنى لو قنبله يعنى هخاف ؟ عموما اما نشوف
مالك فتحها بترقّب و اول ما إتفتحت بصّلها قوى: مصحف ؟ ليه ؟

حلم إستغربت سؤاله: هديه يا مالك .. ايه ده اللى ليه ؟ اللى بيحب حد بيهاديه يا عم و انا حبيت ابتدى .. بيقولوا تهادوا تحابوا
مالك إبتسم بمناغشه: ايه الإحراج ده ؟ بس الغاوى ينقط بطقيته زى ما بيقولوا
حلم عيونها لمعت: و انا نقطت بروحى يا مالك
حلم مدّت إيديها مسكت المصحف و مدتهوله: حبيت يبقى ده اول هديه منى .. عشان يبقى مباركه زى ما بيقولوا
مالك بص لحلم و بص للمصحف قوى بتحقيق كإنه بيقراه او بيقرا الرساله اللى حس إنها وراه و مش عارف الرساله دى من ربنا و لا منها .. مش عارف بس جسمه إتهز و شرد و صور كتير إترسمت زى الفلاش قدامه لذكريات كتير.

حلم إبتسمت: عارف يا مالك .. انا عارفه ان اللى نفسى فيه و عايزاه صعب يتحقق بالظبط .. بس طلبت من ربنا اللى ب إيده كل حاجه و مقلّب القلوب و اللى يطلب من ربنا لازم يبقا طماع
مالك إبتسم: و طلبتى ايه بقا من ربنا ؟
حلم بصّت ف عينيه قوى بحب: انا طلبت من ربنا إنه يدينى النص اللى مش لازم يبقا بيشبهنى بس يخلينى كامله ..
يكون اب و اخ و ابن و زوج و حبيب و عاشق و ام كمان لو عرف .. يكون كل حاجه يعنى .. النص اللى القى معاه
إحساس قلق الأب مع دلع الابن مع رخامة الأخ مع طبطبة الصديق مع حنية الحبيب من نفس ذات الشخص اللى هو انت و الله ..
مالك إبتسم: تفتكرى هقدر ؟
حلم بثقه: هتقدر
مالك إبتسم: واثقه انتى هاا ؟

حلم بتحاول تخليه يستمد ثقته ف نفسه من ثقتها فيه: طبعا عشان دى ثقه ف ربنا قبل ما تبقا فيك .. عمرى
ما طلبت منه حاجه و خذلنى و مدهاليش.. اشمعنى المرادى هيخذلنى ؟
مالك لفّ وشه ناحيتها جنبه و إبتسم: لا بجد حبتينى ازاى من قبل ما تعرفى عنى حاجه ؟ يعنى مكنش فى سبب تحبينى عشانه .. فى حد بيحب حد من غير سبب
حلم برقه: و هو فى حد بيحب حد بسبب اصلا ؟ انا حبيتك من اول لحظه شوفتك فيها .. كنت بتخانق و اتنرفز و استفز فيك من الدبله اللى كانت خانقانى و معرفش إنها كمان كانت خانقه إيدك
مالك ابتسم: بجد حبتينى بالسرعه دى ؟ طب ليه مقولتليش وقتها ؟
حلم ببساطه: هو من امتى الحب محتاج لوقت او سبب ؟

و اه مكنش ينفع اقولك عشان كان ف إيدك دبله زى ما قولتلك .. و يوم ما شوفتك تانى اه كانت إيدك فاضيه بس قلبك كمان كان فاضى منى .. مكنتش لسه مالياه .. ف خوفت يا تجيلى بقوة دفع ظروفك و محتاج لحد يسد فراغ مش اكتر يا احرجك و اشحت مشاعرك و ده مكنش هيرضينى و لا يكفينى
مالك عايز يقولها ياريتك جيتى من زمان او كنتى من الاول: ليه ؟ مش المهم كنت اسلّملك و خلاص ؟
حلم بعشق: عشان الحب عندى زى الدين و لا إكراه ف الدين يا مالك .. هو ده مفهوم الحب ببساطه عندى ..

مالك سكت كتير قوى و حس إنه عايز يقولها إتأخرتى قوى يا حلم قووى: مبحبش الضعف و انتى كنتى جيتى ف وقت مينفعش ابقى فيه ضعيف
حلم مدت إيدها و مستنتهوش يمد إيده ف مسكتها هى و ضغطت عليها قوى: لو خايف من ضعف الحب يبقا غلطان ..الحب اه ضعف .. بس الفكره كلها ف انك تضعف قدام الشخص اللي يحترم ضعفك ويحتويك.

مالك حس إنه عايز يبادلها الحب ده .. او بمعنى اصح يبادلها كلام الحب ده .. لكن القلوب إشتبكت من زمان .. بس لسه معندوش الجرأه ينطق ف معرفش يرد و إبتسم و مشيوا ..
راح و إتجمعوا هو و يونس و امنيه و دعاء و حازم و عمر و حمزه ..
إبتدوا كلهم يتكلموا ف اى حاجه و امنيه بتحاول تفكره بذكرياتهم سوا و اللى معظمها شغل و مالك متحمس لمجرد الكلام عن شغلهم مش عنهم و عينيه بتلمع و شويه و تنطفى ..

حلم متابعاه و جواها حته بتلومه على إنه ف لحظة تهور خسر كل ده و حته تانيه جواها بتعذره على اى حاجه غلط منه ممكن تكون حقيقه مش بس شك لمجرد انها شافت ف عينيه ان خسارته مكنتش سهله عليه و هى محتاره بين الحتتين مش عارفه تحسم مشاعرها ناحية مين ..
مالك من عينيها فاهم اللى هى فيه كويس بس مفيش ف إيده حاجه يقولها ممكن تطمنها .. هى دخلت قلب المالك و إمتلكته ف لازم يخاف عليها و مجرد إنه خايف عليها ف ساكت ..

امنيه إبتسمت نص إبتسامه لحلم: معلش بقا الكلام ف الشغل خدنا و نسيناكى .. بس زى مانتى شايفه احنا كنا على طول مع بعض ف ذكرياتنا سوا كتيره
حلم إبتسمت إبتسامه قصدت تطلّعها مصطنعه: اه ربنا يخليكم لبعض .. بعدين ذكريات الشغل زيها زى ذكريات الدراسه و زيهم ذكريات الطفوله .. مبيتنسوش و مبيفارقوش الواحد كلهم بيتحفروا جوه الواحد لمجرد إنه بيشاركوا فيها إخواته
امنيه بتحاول تضايقها او تستدرجها ف الكلام: انتى عارفه ان انا السبب ف كل اللى حصل مع مالك ؟

حلم بصتلها قوى بتركيز بتحاول تستشف حاجه و هى لاحظت إنتباهها اعتقدت إنها سببه: إتصابت انا ف اخر مهمه و كان المفروض يسيبونى و يمشوا زى ما علمونا ف شغلنا ان العواطف برا الشغل .. بس مالك بقا الله يسامحه رفض يسيبنى او يتخلى عنى و إستنى معايا و بناءا عليه حصل اللى حصل
حلم كشرت و هى بتفتكر كلام المحضر اللى إتعمل ف القسم ان مالك فشل ف مهمه و طلع عليه خليل اللى كان من سكان الجبل اما شك فيه ف فش غله فيه ..
مالك متابع وشها اللى بيتغير ملامحه و مش عارف هى بتفكر ف ايه بالظبط و هى بصتله بلوم ..

حلم فهمت إنها بتحاول تضايقها و شويه تتضايق و شويه تتغاظ بس اما راقبت عيون مالك و لقتها متعلقه بيها هى و بس و مش شايفه غيرها و واخد الحوار بينهم بهزار ف إتجاهلتها هى كمان ..
الانوار إنطفت مره واحده و رجعت نوّرت من تانى مره واحده و الصوت هِدى معاهم مره واحده و طلع صوت من دى جى ع الإستيدج: كل ترابيزه هتاخد رقم و هنختار عشوائى و الترابيزه اللى هيطلع معانا رقمها هيقوم منها الملك بتاعها يهدى اغنيه بصوته للكابل بتاعه
وزّعوا ارقام و اللى ماسك المايك إختار رقم و كانت ترابيزة المالك اللى عارف إنه هيتدبس ف غمض عينيه بضحك معاهم ..

يونس بحماس: اعتقد هو ف البدايه قال الملك و احنا معندناش غير ملك واحد
مالك بصّله بغيظ و شاور على نفسه و يونس هز راسه برخامه عليه و وقف بحماس صفّر و الكل صفّر معاه ..
حلم بمحايله: يلا بقا
بتاع الدى دى جابله ليسته بأغانى يختار و مالك مسكها بغيظ و حلم قرّبت جنبه رفعت دراعه على كتفها و بتختار معاه ..
مالك بعد ما إختار حاجه رجع فيها و شاور على حاجه تانيه: دى
حلم إبتسمت: كل واحد عنده سر ؟

مالك سكت بس عينيه نطقت بشويه من الدوشه اللى جواه ..
حلم بصت ف عينيه قوى و لسه هتتكلم هرب بعينيه و حاول يهرب كله بسرعه و يتحرك بس هى كانت اسرع و شدته رجّعته تانى قدامها
حاول يدوّر وشه بس هى مسكت وشه و قصدت تقابل عيونهم ببعض: و انت ايه السر اللى عندك يا مالك ؟ ايه اللى بتحاول تخبيه طول الوقت ؟
مالك سكت كتير و هى بصتله تانى و رجّعت وشه قبالها: طب اقولهالك بصيغه تانيه .. مين الاصدق ؟ انت و لا عينيك ؟

مالك إتمنى لو ...
حلم بصتله بترقب: ايه سرك يا مالك ؟ صدقنى انا معاك و هفضل معاك بإختيارى مش هزعل بس لو إكتشفت بعد كده حاجه بنفسى انت اللى هتزعل
مالك سكت كتير بشكل مرهق و ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة