قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال كاملة

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع

الرائد محمد اخد مالك و خرجوا على عربيه و لسه بيركبوا مالك مغمض عينيه بمرار و كإنه لسه حالا بيفوق من الموقف ..
كإنه لسه بياخد باله دلوقت من اللى عمله ! متخيلش إنه يتهوّر كده ! و ياريته جاب حق أبوه و آمه الا لسه مخدش حقهم، مش خليل اللى عمل كده و هو عارف و السلاح مش بتاع خليل و بردوا عارف و مع ذلك قتله !

رفع وشه للسما بدعوات صامته و بيلف وشه حواليه بعشوائيه عينيه جات على حد جنب القسم و مالك دقق ف ملامحه قوى ..
الراجل كان بيتكلم ف الموبايل و عينيه بتتنقل بين القسم و العربيه اللى بتنقل مالك و كإنه متابعهم ..
مالك ركز قوى مع حركة شفايفه و قدر يستجمع منها كلمات ..
الرائد محمد شاورله يدخل العربيه: يلا يا مالك
مالك مش معاه اصلا و مركز مع الراجل بيكمّل معاه الحوار ن حركة شفايفه و الرائد محمد عينيه راحت لمكان ما بيبص بس كان الراجل بيلتفت شاف مالك و عينيهم إتقابلت ..

الراجل إتحرك بسرعه و هو بيقفل الموبايل و بيختفى من قدامهم شويه شويه و هو بيبعد ..
الرائد محمد ملحقش يشوفه ف بص لمالك و لسه هيتكلم مالك شاورله لناحيته: إتحرك يا محمد
محمد مش شايف حد و مش فاهم و مالك بيحاول يتحرك و هو بيجرّه وراه بس الرائد محمد وقف مكانه و مالك بيشده من إيديه اللى مقفوله بالكلبش معاه ..
مالك مفيش فرصه يشرح او يتكلم .. هو بيجرى و بس عايز يلحق الراجل و الرائد محمد مش فاهم و اللوا صالح و يونس و حلم و الكل كان خارج ف شافوا الوضع قدامهم و اللى ملهوش تفسير غير تفسير واحد و بس ..

مالك حاول يحرّكه معاه مره و اتنين بس الرائد محمد بيعافر معاه .. مالك اقرب حل جاه ف دماغه نفّذه ..
شد السلاح بتاع الرائد محمد من جيبه و جمّد إيده اللى مكلبشه معاه و ضرب رصاصه ورا رصاصه على قفل الكلبش بين إيديهم لحد ما كسره .. رمى السلاح و جرى ف إتجاه الراجل اللى كان إختفى ..
مشى بسرعه مخيفه بس الراجل مفيش و لا فى حد و لا حاجه ممكن تساعده .. حلم كانت يدوب رايحه ناحية عربيتها و لمحته و هو شافها و يدوب لسه بتتحرك ناحيته
كان موتسيكل بيعدّى وسطهم مالك خبط اللى عليه نزّله و إتحدف مكانه و طار بالموتسيكل ..

اللوا صالح و الرائد محمد واقفين بيبصوا بذهول .. مش متخيلين ان دى محاولة هرب ؟ و من مين ؟ مالك ؟ لا ميعملهاش !
اللوا صالح زعّق للرائد محمد: انت واقف بتتفرج ؟ اضرب عليه
الرائد محمد لسه هيتحرك يونس سرّع خطواته ناحيته و وقف ف وشه: لو حصل هقتلك
اللوا صالح زعّق اكتر: وراه يا سيادة الرائد .. وراه و إلا مش هعتبر ده إهمال منك .. لا هتعبرك هرّبته او شاركته
يونس وشه قلب بشر للرائد محمد: متلومش إلا نفسك
الموقف مخدش اكتر من دقيقه و نص و كان إختفى مالك..

اللوا صالح زعق: غبى .. غبى و مصمم يخسر بغبائه
شاور لحد من القسم اللى خرجوا ع الصوت يروح وراه و هو عارف النتيجه كويس بس إتحركت كذا عربيه وراه و كان مالك إختفى تماما ..
كلّموا اللوا صالح بلّغوه إنه اختفى بس هيقلبوا المنطقه اللى اكيد مخرجش منها و هو قفل و شاور ليونس: حصّلنى ع الجهاز و هنتحاسب يا بيه
يونس إتنهد بإرتياح بعد ما فهم من كلامه إن مالك نفد: هنتحاسب على ايه ؟
اللوا صالح إتنرفز بتهتهه: انت منفذتش الاوامر يا سيادة المقدم
يونس ببرود: و الله انا مكنتش ف الخدمه اصلا عشان انفّذ .. انا مش ف الشغل انا جاى لصاحبى و مش شغل عشان اُلزم بأوامر .. انا ف اجازه و مرضيه كمان و لا ناسى ؟
اللوا صالح تقبّل دفاعه بمزاجه و مشى بغيظ من قدامه ع الجهاز و يونس خد عربيته و مشى ..

مفضلش غير الرائد محمد اللى بصّ لحلم بأسف: يا خساره
حِلم بحذر: هو هيجراله ايه ؟
الرائد محمد: اللى حصل كله حصل قدامك ف انتى شايفه اللى عمله و اعتقد يوم ما يقع مش هينكر و لا هيكون قدامه اصلا فرصة الإنكار ف النتيجه معروفه
حِلم بتلقائيه شهقت و الرائد محمد بصّلها شويه: على ما اعتقد هيطلبوا شهادتك انتى تحديدا ف ياريت تكونى مستعده
حلم قلبها إتنفض من غير سبب: انا ؟
الرائد محمد هز راسه بتأكيد: اناى الوحيده اللى شوفتى اللى حصل بالظبط و بالتفصيل، و اعتقد ان مالك لو وقع مش هيلاقى انسب منك محاميه ع الاقل عشان يبطل شهادتك و دى فرصه له اعتقد مش هيضيعها
حِلم بصّتله بتوهان و خرجت تقريبا بتتسنّد ع الحيطه لحد ما وقفت على موبايل الرائد محمد اللى رن و فتحه و إتكلم بسرعه ..

مالك كان خد طريقه بالموتسيكل ف إتجاه الراجل اللى ركب عربيه و بيسوق بسرعه و مالك بيحلّق عليه الطريق و الاتنين بيخبّطوا ف بعض ..
مالك زعّق: اقف يالا
الراجل بيسرّع اكتر و مالك علّى صوته بنرفزه: اقف ياا انا مش هآذيك انا عايزك ف حاجه بس
الراجل مش بيتفاهم و بيسرّع يفلت منه و بين كل حركه و التانيه بيحاول يخبط الموتيسكل بس مالك بيفاديه بسهوله ..
مالك حس ان مفيش فايده يوقّفه و خاف حد اللى يوقّفه هو و ميعرفش يوصل للراجل لإنه توقع إنهم ف القسم بعتوا اكيد حد وراه ..
مالك بحركته حاوطه بالعربيه لحد ما قرّب منه قوى و زنق عليه و ف حركه سريعه كان نط من ع الموتسيكل ع العربيه من برا مسك فيها بإيد و التانيه مدّها من الشباك بيحاول يفتح او يدخل منه ..
الراجل بياخد فرامل بسرعه و يطلع تانى بالعربيه بسرعه و يبطّئ مره واحده و يسرّع ع طول عشان يوقّعه بس مالك كان بيحاول يتفادى محاولاته لحد ما دخل العربيه معاه ..

مالك حاول يسيطر ع العربيه لحد ما ظبط حركتها بعدها بص للراجل: انت مين يالا ؟ و مين اللى باعتك ؟
الراجل بعد ما مالك الموقف بقا تحت سيطرته إبتدى يخاف: و الله انا
مالك عايز يطمنه لمجرد يوصل منه للى عايزُه: انا عارف إنك مكنتش جاى ليا انا و مكنتش متابعنى انا
الراجل هزّ راسه بسرعه: اه و الله .. انا .. انا معرفكش
مالك حاول يتكلم براحه: انا عارف إنك جاى عشان خليل .. صح ؟
الراجل هزّ راسه بخوف: اه
مالك بيتطمن من السكه اللى إتفتحت قدامه: كويس .. مين بقا اللى بعتك تتابع خليل ؟ مين اللى وراه ؟

الراجل هز راسه: معرفش
مالك زعّق: نعم يا روح امك .. انا سامعك بتبلغ حد إنه مات .. عرفت ازاى إنه مات و هو اصلا لسه جثته مخرجتش و لا حد دخل القسم و لا حد خد خبر اصلا ؟ ده انا لسه قاتله من دقايق
الراجل إستغرب بتوهان او إتخض: قتلته ؟ طب ازاى ؟
مالك منتبهش لإستغرابه: اه قتلته و هقتلك لو منطقتش .. انطق يالا مين اللى وراه ؟ مين اللى باعتك له ؟
مالك إنتبه للطريق و شاف من المرايه عربيات بتتابعه و من شكلها تبع المديريه .. هو اه مكنش هربان و لا عايز يهرب بس لو وقع ف إيديهم دلوقت مش هيعرف يوصل لحاجه .. هيكونوا اللى ورا خليل إختفوا او اخفوا اى حاجه ممكن توقّعهم .. لازم يكمّل دلوقت و إلا كل حاجه هتبوظ ..
الراجل إستغل إنشغال مالك بتفكيره و إنشغاله مع العربيات اللى وراه و مره واحده فتح الباب و إتشقلب ع الارض ..
مالك عقبال ما إلتفت له كان الراجل نزل ع الارض و هو مش هيعرف يوقف يجيبه و إلا هيقع هو كمان ف مشى كمّل طريقه ..

الرائد محمد لسه قدام القسم و موبايله رن و حلم يدوب بتتحرك ناحية عربيتها ف وقفت بلهفه غريبه ..
الرائد محمد فتح: وصلتوله ؟
اللى ع التليفون: اه .. خد عربيه من ع الطريق و بيتحرك بيها
الرائد محمد: خليك وراه و انا جايلكم و هتابع معاك لحد ما اوصلك
قفل معاه و راح بسرعه بس إفتكر ان كل العربيات الموجوده طلعت ورا مالك .. نفخ بضيق بس إنتبه لحلم اللى مكنتش إتحركت لسه و جنب عربيتها ..
راح عليها ف نفس اللحظه اللى هى رايحه عليه: فى ايه ؟ فى حاجه بخصوص مالك ؟

الرائد محمد شاورلها تدخل عربيتها و لفّ جنبها: إطلعى بسرعه
حلم ركبت و طلعت معاه بعربيتها ..
الرائد محمد موبليه رن تانى و كان اللوا صالح: انا وصلت لمالك
اللوا صالح: انا عايزُه .. فى حاجات كتير هتقع لو فضل بالحاله دى .. ده غير هو نفسه هيقع ده ان مكنش وقع .. اوعى يفلت من إيدك و إلا هحاسبك انت
الرائد محمد: متقلقش القوه وراه و محاوطاه مش هيفلت
قفل معاه و حلم إتقبضت .. متعرفش ليه حست إنها إتسرّعت اما ساعدته بعربيتها ! سرعتها هديت شويه شويه لحد ما بقت بطئ غريب و جواها دعوات صامته بتطلع لوحدها ..

مالك ماشى بعربيته مش عارف يروح فين بس لازم يتصرف .. جاه ف باله فجأه خليل و المكان اللى كان فيه و إنه حاططله فيه كاميرا ..
اكيد لقطت اى حاجه .. اى حد جاله او حتى مكالمه ..
خد طريقه لعنده وصل و دخل الفندق و طلع الغرفه بتاعته .. كسر الباب بعنف و دخل و عشان كان عارف مكان الكاميرا راح عليها على طول .. فكها و خد الشريحه منها حطها على تليفونه و إبتدى يشغّلها و يراجعها لعند التوقيت اللى قبل ما خليل ينزل ..
عمّال يعيد و يزيد و يرجع باللقطات لحد ما وصل للقطه خليل بيكلم حد ع الموبايل .. مالك مدقق فيها قوى و هنا الباب إتزق و دخل كذا حد و وراهم الرائد محمد اللى بصله بأسف و مش قادر يفهم ده واحد هربان طب ايه اللى يجيبه هنا !

مالك مش مركز معاهم اصلا و بيراجع الكاميرا و مدقق ف حركة خليل و كلامه ف التليفون و مكالمته مع عزّام و هو بياخد اوامره يحرّك الرجاله يأذى يونس و يقطعوا الطريق على مالك و اخرهم يحرقوا بيته ..
الرائد محمد شاور للعساكر ورا و راح قعد بهدوء جنبه: يلا يا مالك
مالك غمض عينيه و بيهز راسه بعنف لاء بس يقصد لاء ع الكاميرا و اللى فيها و الرائد محمد هنا فقد هدوءه و وقف و شده وقّفه: بقولك يلا يا مالك .. يلا متخلنيش استعمل العنف معاك
مالك متكلمش و الرائد محمد شدّه وقّفه و بيتلفّت حواليه ..

عايز يكلّم اللوا صالح يبعتله قوه بس مش عارف .. خايف مالك يهرب !
شاور لحد من العساكر إداله كلبش: روح هاتلى الجهاز ابعت إشاره لسيادة اللوا
العسكرى إداله الكلبش و خرج و الرائد محمد خده و حط الكلبش ف إيد مالك اللى زى التايه او تايه عن اللى حواليه بس عقله مركز ف جهه تانيه بيحاول يفكر ف حاجه .. خليل اللى عمل كل ده بس بآوامر و اللى إداله الاوامر ف المكالمه حذّره يرجع الجبل يبقى اكيد هناك !

الرائد محمد حط الكلبش ف إيد من مالك و لسه مكمّلش سمع صوت ضرب نار برا ..
مسك الحلقه التانيه من الكلبش بتوتر و مش عارف يتصرف إزاى .. لازم يخرج يشوف الوضع برا و خايف يسيب مالك يهرب تانى ف عمل اول فكره إترسمت قدامه !
شد حلم بسرعه و حط بقية الكلبش ف إيدها و قفله بسرعه: خليكى معاه عقبال ما اشوف فى ايه برا .. اوعى يتحرك
الرائد محمد خرج و مالك تقريبا مخدش باله و افكاره بتتسارع لحد ما إتقابلت عند نقطه عينيه بتلقائيه راحت عليها و هى الباب !

بص ع الباب بتوتر و بيحاول يستنجد بعقله اللى رسم قدامه كذا فكره لحظيه و قرر يمشى وراها بدون تفكير ..
بيتحرك ناحية الباب حس بحاجه بتتشد وراه .. بص وراه و إنتبه لحلم اللى الرائد محمد كلبشها ف إيده و إتفاجئ ب ده و كإنه مخدش باله وقتها !
مالك بص ف عينيها مباشرة و هى بعتتله نظرات صامته مش مفهومه اذا كانت ذهول من اللى فهمته او قلق او خوف مُبهم .. بس اللى شايفُه فيهم إنهم مفهومش تردد !

مالك حاول يتلفّت حواليه كإنه بيدوّر على حاجه و هى تقريبا فهمته إنه بيدوّر على حاجه يفك بيها الكلبش !
لمحت من بعيد حاجة الرائد محمد اللى حطّها ع الترابيزه اول ما دخل و فيهم سلاحه ..
مالك بيتحرك بيها بسرعه و بعشوائيه ف الغرفه حوالينهم و هى من غير ما تتردد لحظه مدّت رجليها وقّعت سلاح الرائد محمد نزل تحت الترابيزه و زقّته برجلها تحت الكرسى !
هى مش عارفه ليه عملت كده ! مع إن مالك لو لمحه كان هيفكها منه حتى لو هيهرب ! و مع ان وجودها معاه خطر عليها !
ليه عايزه تبقى معاه ؟ سؤال معندهاش له إجابه حاليا !

مالك حاول مره و اتنين يستنجد بأى حاجه يفك بيها الكلبش بس معرفش و الوقت مش ف صالحه ..
نقل عينيه بين الباب و بين حلم اللى مستنيه خطوته الجايه كإن مصيرهم فعلا إتربط ..
مالك شدّها و جرى ناحية الباب خرج منه .. إتفاجئ إنها حتى مقاومتش .. بس مش وقت تفكيره ده ..
خرج و شاف ناس بتجرى راح بص من شباك شاف ضرب النار قدام الفندق و الكل مشغول ..
فضل يتنقّل من دور ل دور و من مخبأ لمخبأ و يتدارى ف الكل لحد ما وصل اخر دور ف الفندق تحت و هنا شاف عساكر و القوه .. اه هما مشغولين بس مش ضامن يخرج بردوا خاصة بحلم اللى بصّلها بغيظ و هى مستسلمه تماما لحركته و بتتحرك معاه ..

مالك إتلفّت حواليه لحد ما لمح غرفه مفتوحه شدّها و دخل و شاف فيها شباك .. حاول يطلع ع الحيطه مره و اتنين لحد ما إتشعبط ف الشباك و ضربه بالكلبش اللى ف إيدهم و اما حلم صرخت ضربه بكوعه مره ورا مره ورا مره و نزل فتافيت ..
طلع و هى طلعت وراه و نظ منه نزل قدام الفندق ف شارع جانبى و هى نزلت وراه او شدّها ..
مالك إتلفّت حواليه و هى فهمته: انا معايا عربيتى برا
مالك و هو بيبص حواليه بتركيز: هيوصلولنا منها
سكت شويه و رجع بصّلها: فيين ؟

حلم شاورت على ناحيه كانت راكنه ف وسط الدربكه اللى برا .. مالك إتردد ثوانى و شدّها و راح عليها و ف حركه سريعه فتح الباب هى دخلت و هو دخل وراه و طلع بيها بسرعه ..
الرائد محمد كان ف وسط الضرب اللى قدام الفندق لمحهم و لسه هيتحرك ناحيتهم كانوا طلعوا ..
هو ببجرى عليهم و هما بيختفوا شويه شويه لحد ما إختفوا ..
نفخ بعنف: ليه يا ماالك ؟ كل مدى بتعكها لييه ؟

مالك طلع بالعربيه مع حلم بس حركته مقيّده .. الكلبش رابط إيده الشمال ف إيدها اليمين .. يعنى المفروض هى اللى تقعد تسوق عشان قعدتهم تناسب وضعهم !
ف لغبطة الموقف مالك زقّها و هما داخلين العربيه و قعد هو يسوق و هى معرفتش غير إنها تنزل ف ارضية العربيه تحت رجله !
الوضع كان غريب و ملغبط و ملغبطُه معاه و بيقنع نفسه ان اللى اللغبطه دى براه مش جواه !
مالك متوتر: معاكى موبايل ؟

حلم كإنها بتطمنه: معايا بس قفلته اول ما طلعنا و
مالك نفخ: احنا هننزل بس هاتيه دقيقه
خده منها إتصل على يونس من رقم غير رقمه المعروف ..
مالك: يونس إبعتلى عربيه على طريق (..)
يونس بخوف عليه: حاضر بس انت كويس ؟
مالك صوته إتخنق: متقلقش المهم خد بالك من فهد .. فهد يا يونس .. خد بالك منه .. اوعى حد يقرّب منه
يونس حاول يطمنه: اكيد .. بس المهم دلوقت انت .. ناوى على ايه ؟ انا معاك
مالك إبتسم إبتسامه مهزوزه ..

يونس كإنه إفتكر: و البت اللى معاك ؟ الرائد محمد قال ان المحاميه طلعت معاك .. ده بجد ؟
مالك سكت شويه: اه
يونس قلق بجد: هى امان ؟
مالك عينيه راحت مباشرة لعينيها بدون تمهيد و قال كلام كإنه بيقرا حاجه مكتوبه قدامه: سيبها على الله
يونس قفل معاه و كلّم حد بعتهوله بعربيه مأمنّه يقابله ع الطريق ..
مالك قفل معاه و بعفويه حدف الموبايل من الشباك و داس بنزين ..
حلم مكنش هاممها الفون بس بصّتله و رفعت حاجبها و مالك كإنه إنتبه ف نفخ بصوت عالى: هجيبلك غيره .. بس حاليا وجوده معانا هيضرّنى
حلم عينيها ردّت بكلام مقالهوش لسانها و هو بصّلها كتير بيحاول يقراها كويس بس مش وقته ..

الرائد محمد بعد ما مالك إتحرك من الفندق معرفش يلحقهم .. عقبال ما خرج من وسط الدربكه اللى حصلت قدام الفندق و البلطجيه و ضرب النار و إتحرك لعربية القوه كان مالك و حلم إختفوا من قدامه ..
إتصل باللوا صالح بلّغه بإختصار باللى حصل ..
اللوا صالح زعّق بنرفزه: انت عايز تقول إنه لتانى مره يفلت منك و لا انا سمعت غلط ؟
الرائد محمد نفخ بضيق و سكت ..
اللوا صالح إتنرفز: مالك لو إتصرف ف الوقت ده و ف حالته دى هيعك الدنيا اكتر على دماغه و على دماغنا .. اى تصرّف هيكون تمنه اغلى من كل اللى حصل
الرائد محمد كإنه إفتكر: إدينى ربع ساعه بالكتير و هجيبلك اخبار اكيده عنه
اللوا صالح سكت بترقّب: فى ايه ؟

الرائد محمد: مالك عربيته اللى جاه بيها لسه هنا .. هو إتحرك بعربية حلم و ده شئ ممكن نوصله منه
اللوا صالح: حلم مين ؟
الرائد محمد إختصر و هو بيتحرك بعربية القوه: المحاميه اللى كانت جايه نقفل بيها البلاغ
اللوا صالح مفهمش: و دى ايه علاقتها بمالك ؟ و ايه اللى ودّاها معاه ؟ و ايه اللى جابها القسم اصلا ؟
الرائد محمد إتجاهل كل الاسئله دى: هوصل بس لحاجه و اكلمك
اللوا صالح قفل معاه و الرائد محمد إتصل على حد إداله إسم حلم و هو جابله ارقام ملكية عربيتها ..
بعدها إتصل على لجان المرور اللى محاوطه المنطقه و بلّغ بعربية حلم و ارقامها !

مالك كان عارف خطواتهم او كان بيمشى عكس الإتجاه اللى كان هيفكر بيه لو كان مكانهم ..
وصل عند النقطه اللى إداها ليونس و لقى عربيه فعلا مستنياه و مركونه ..
مالك خد فرامل عنيف لدرجة الاتنين لبسوا ف العربيه قدامهم و ردّوا ف بعض ..
مالك إتوتر: معلش .. معلش اسف
زق الباب برجله و نزل و هى إتحركت وراه و بتلقائيه مسكت دراعه بإيدها التانيه كإنها مش مكلبشه فيه ..
مالك إستغرب رد فعلها بس متكلمش، خدها و إتحرك ع العربيه فتحها و دخل و هى هنا قعدت جنبه على شماله بحكم إيديهم المكلبشه و قعدتها جات قصاد السواقه ..

مالك لف العربيه بعينيه كإنه بيفكر بشكل سريع و لجأ لأول تفكير .. قفل الباب كويس و زنقها ف الباب و دخل عليها و الاتنين على كرسى السواقه عشان إيده الشمال مكلبشه ف إيدها اليمين بحيث هو اللى يسوق بإيده اليمين و ربط الحزام عليهم الاتنين زى ما يكون جاه الحزام يكمل كلبشتهم ف بعض و طلع بيها !
يونس بعد ما قفل مع مالك و بعتله حد و إتأكد إنه سابله العربيه و مشى طلع ع الجهاز دخل عند اللوا صالح اللى كان بيكلم الرائد محمد و سمع حوارهم لحد ما قفل..

يونس كان متطمن إنه مش هيوصل لحاجه من العربيه ف قعد بشئ من الراحه ..
اللوا صالح بصّله بحذر: مالك كلمك ؟
يونس شاور على نفسه ببرود: انا ؟ و هو حتى لو هيحتاج لحد او حاجه تفتكر هيلجألى انا ؟
اللوا صالح بغيظ: ده مش هيلجأ لغيرك
يونس مط شفايفه ببرود: جايز
امنيه و حازم و باقى فريقهم دخل و الكل بيتكلم و بيحلل اللى حصل ..
اللوا صالح بغضب: يعنى الدربكه اللى حصلت قدام الفندق دى هو عملها عشان يهرب ؟ و من ايه ؟ من جريمه عملها عينى عينك قدام الكل و ف القسم ف عز الضهر ؟

يونس زعّق: هيلحق يعمل كل ده امتى ؟ هاا ؟ ليه ان شاء الله ؟ خارق ؟
اللوا صالح سكت بتفكير منطقش بيه بصوت ..
يونس عرف إنه حطّه على بداية تفكير تانى: الدربكه اللى حصلت دى و البلطجيه اللى راحوا للفندق كانوا رايحين لمالك و انت مش بس عارف .. لاء متأكد
و ده مالهوش غير معنى واحد و هو إنهم متابعين مالك خطوه بخطوه و كل حاجه مترتبلها و هو إتاخد على غفله و موت أبوه مدهوش فرصه يرتب خطواته او يتابع خطواتهم

اللوا صالح إقتنع و مقننعش: انت مش محامى .. مش شغلتك تدافع عنه و لا البيه موكّلك عنه ؟
يونس زعّق: انا مبتكلمش عن موكلى انا بتكلم عن صاحبى اللى من اول ضربه وقع عايزين تدوسوا عليه عشان تعدّوا و تكملوا
اللوا صالح زعّق: هو اللى وقّع نفسه بنفسه .. هو اللى إتغاشم
يونس وقف بهجوم: إتغاشم ؟ و مقولتش الكلام ده من الاول ليه ؟ من لحظة ما راح يستطلع المكان و إكتشف ان العمليه اول خطوه فيها هتتم و قرر يخاطر بنفسه و حياته عشانكم و عشان ميتين ام الشغل ع البلد ؟ و للإسف اللى دفع التمن أبوه و أمه
مقولتلهوش لاء بلاش غشم ليه ؟ و لا احنا بهايم رابطينها ف ساقيه تلفّوها وقت ما عايزين و توقّفوها وقت ما عايزين ؟

اللوا صالح معرفش يقول ايه ف زعّق: انا عايز مالك هنا .. عايزُه ب أى شكل و اى طريقه حتى لو تحت الارض
يونس خد نَفس جامد و قعد ببرود: دى مش شغلانتنا
اللوا صالح إتنرفز: نعمم ؟
يونس: اعتقد دى شغلة المباحث
اللوا صالح لسه هينطق بزعيق يونس سبقه: زى ماهو الدفاع شغلة المحامى و التحقيق للنيابه
اللوا صالح بتحذير: انت لتانى مره بتكسر الاوامر يا بيه
يونس بلهجه بارده: اوامرك ليا جوه الخدمه مش براها .. و انا مش ف الخدمه اصلا حاليا
اللوا صالح بصّله بتحدى و منرفزه بروده او إنه مش عارف يصرّحله بتفكيره: كده ؟ طيب طالما مش ف الخدمه إتفضل برا لحد ما تبقى بصحتك و ترجع
يونس بصّله ببرود و لسه بيقوم موبايل اللوا صالح رن تانى و هو فتح ..

مالك كان طلع بالعربيه وحلم معاه على طريق الجبل .. كان بيسوق بسرعه مُخيفه و اما يفتكر وجود حلم معاه يهدّى و اما يندمج ف تفكيره يدوس تانى لحد ما وصل ..

اللوا صالح فتح موبايله: وصلتوا لحاجه ؟
الرائد محمد بضيق: وصلنا لعربية استاذه حلم بس
اللوا صالح بترقّب: بس ايه ؟
الرائد محمد: العربيه فاضيه و مركونه ع الطريق
اللوا صالح إتنرفز بغيظ: و هو حضرتك عايزُه يستناك فيها يا سيادة الرائد ؟ و لا يشاورلك تطلع وراه ؟ انت عقلك جرا فيه ايه ؟
الرائد محمد معرفش يوصّله اللى عايز يقوله او فهم إنه موصلهوش: قصدى ان المكان مقطوع و مفهوش حد و لا حاجه
اللوا صالح سأل سؤال متأكد من إجابته: مفيش لجان قريبه منه ؟

الرائد محمد: و لا كاميرات .. و اقرب كاميرات ع الطريق بعيده و مش لقطاهم و هما بيتحركوا من العربيه لعربيه تانيه
اللوا صالح قفل الموبايل و حدفه بعنف: يخربييتك يا مالك
يونس بصّله ببرود و كمل ف طريقه للباب يخرج بعد ما كان وقف اما اللوا صالح فتح الموبايل ..
اللوا صالح: البيه إختار مكان هو عارف كويس و متأكد مفهوش كاميرات و معنى كده ان اللى ساعده حد منكوا .. من هنا .. حد فاهم مش بينفذ و بس
امنيه إتدخلت ف كلامهم: و ده معناه ان مالك ف دماغه حاجه و مُصر يوصلها
يونس: غير الهرب .. اى حاجه غير الهرب ..مسألتش نفسك مالك اما طلع من القسم و إتحرك كده ليه طلع ع الفندق اللى كان فيه خليل ؟ واحد هربان ايه اللى يوديه لمكان زى ده؟ و ايه اللى يخليه يسيب القوه وراه و ينزل يطلع الفندق رغم إنه عارف إنهم وراه و بكده هيوصلوله ؟
اللوا صالح إتجاهل تفكيره ده او ع الاقل اخفاه و فجأه إنتبه لحاجه من كلام يونس: و ده ملهوش غير معنى واحد .. ان مالك مش هيروح غير مكان واحد

اللوا صالح كان هيتكلم ف إتراجع و خرج و يونس خرج ..

مالك وصل الجبل قريب من المكان اللى كانوا بيتابعوا منه العمليه قبل كده .. بس المكان فاضى و مهجور و كإنه إترتبله يبقى بالشكل ده ..
بص لحلم بتوتر و خدها و إتحرك ف المكان كله اللى كان دارسُه كويس بس موصلش منه لحاجه و لا لحد ممكن يوصّله لحاجه ..
إفتكر خليل اللى جاب تفاصيله اول ما رجع بيه اول مره ع القسم و عرف إنه واخد سكن إحتياطى ف المقطم قريب يدارى بيه وجوده ف الجبل ..
مكنش عارف ممكن يوصل لأيه بالظبط منه بس حس إنه لو راح ممكن يوصل لحاجه عن اللى كانوا ورا خليل او ع الاقل اللى كان بيكلمه ع الموبايل ..
ساب العربيه و إتحرك ب حلم بحذر لعنوان خليل بس البيت فاضى و مفهوش حتى الحرس و لا رجالته !
مالك نفخ بعنف و حس كإنه حبل حوالين عقله بيخنقه ..

حلم بتبصّله بذهول و مش عارفه تقرا دماغه و لا توصل لتفكيره .. ده واحد قتل و عمد و قدام الكل .. طب بيدوّر على ايه ؟
مالك إتراجع بيها لحد ما شاف مكان على بُعد زى الغرفه من الصخر كده ع الطريق .. مشى لحد ما وصلها و قعد بيها و هى عايزه تسأل مية سؤال و سؤال ..
مالك بصّلها كتير: انا مقصدتش اخدك ف سكتى و لا قصدت أذيتك
حلم ردت من غير ما تفكر: و انا مقولتش كده و لا لومتك
مالك بص ف عينيها مباشرة: امال ايه اللى عايزه تقوليه ؟
حلم: انت ليه هربت ؟

مالك إستغرب سؤالها او بمعنى اصح إستغرب ان السؤال منها .. هى متعرفهوش ف ليه مكنتش متوقعه منه ده ؟
حلم: قصدى انت عملت جريمه انت نفسك مش ناكرها و لا حتى مستغلطها .. و حتى لو مش فاهمه ليه فاللى مش فاهماه بجد انت بتدوّر على ايه ؟ و جاى هنا ليه ؟ روحت للفنق اصلا ليه ؟ عايز توصل لأيه و لا متوقع ايه بالظبط ؟ انت قتلت يا مالك .. مش قضيه و شيلتها هتدوّرلها على منفس .. هو الدم عندك سهل قوى كده؟

مالك كان هيقولها كل حاجه من اول ما طلبوها ف القسم و اللى كانوا هيقولهولها هو لحد اللحظه دى بما فيهم الراجل اللى شافه قدام القسم و ليه جاه هنا او ع الفندق بس إتراجع: ده انتى فعلا مش طيقانى و متغاظه منى و قوى كمان زى ما قولتى قبل كده.. طب اما انا كده ايه اللى جابك معايا ؟ اما انتى مش طيقانى كمّلتى المحضر ليه اول مره بمجرد ما انا دخلت بعد ما كنتى هتمشى ؟

و متقوليش عشان طلبوكى .. و لا تقوليلى إنك معايا لحد هنا رغم الخطر عشان انا اللى جيبتك ف سكتى و لا حتى القدر اللى حدفك فيها .. انتى من النوع اللى مبيعملش حاجه غصب عنه
حلم إرتبكت و قالت اقرب حاجه جات على لسانها: فضول زى ما سبق و قولتلك
مالك بص ف عينيها قوى: فضول تكملى المحضر ماشى .. فضول تيجى تانى اول ما يطلبوكى لنفس المحضر مع إنك إعترضتى من الاول إنك مبتجيش بكده و لا لبلاغات كده و بردوا ماشى .. فضول تسألى عنى القسم كله رغم إنك لا تعرفينى و لا حتى إسمى بس ماشى ..
لكن تيجى ف مكان زى ده و مع واحد هربان من جريمه و انتى شوفتيه بعينك بيقتل ؟ و مش عارفه مصيره اللى بتربطى مصيرك بيه ؟ و تقوليلى فضول ؟
حلم إتوترت لمجرد إحساسها ان كل علامات الاستفهام دى طلعت من جواها هى مش منه هو: اه .. هو تقدر تقول فضول مشيت وراه من غير ما يبقى قدامى فرصه افكر.

مالك بصّلها كتير: ع فكره انا قولتلك قبل كده إنك بتكلمى ظابط مش مبيّض محاره
حلم إتوترت اكتر و سكتت و هو سكت و كإنهم إتقابل تفكيرهم ف نقطه مش إفترقوا ف نقطه زى ما بان ف الحوار اللى إتقفل !
قطع سكوتهم صوت صريخ من واحده و اصوات كذا حد و كذا رصاصه إنضربت ..
مالك إنتبه لصوت و حلم عينيها بتتلفّت حواليها و لسه هتنطق مالك حط إيده التانيه على بوقها: ششش
حلم بصوت همس: فى حد هنا و لا ايه حوالينا ؟
مالك مركز مع الصوت: تقريبا فى حد هناك .. بس بعيد
إصتنتوا للصوت ثوانى بعدها مالك وقف بيها و هو بيتحرك ورا الصوت اللى بيعلى ..

حلم بتحاول توقّفه: انت رايح فين ؟ احنا مالنا
مالك و هو لسه بيتحرك ناحية الصوت: مالنا ايه ؟ ده صوت واحده و ف حته مقطوعه زى دى .. إستنى نشوف فى ايه
إتحركوا لحد ما قرّبوا من الصوت و هنا مالك اخد باله إنه من بيت خليل ..
واحده و كذا واحد شكلهم مُخيف كسروا الباب و دخلوا قلبوا البيت و الاخر جابوها من البدروم و خارجين بيها ..
مالك نقل عينيه ف نظرات سريعه بينها و بين الرجاله اللى محاوطينها و بين حلم اللى مكلبشه ف إيده و مش عارف يحسم خطوته لحد ما صرختها حسمت صراعه ..
مالك همس لحلم: خليكى ف ضهرى.

حلم ملحقتش تنطق و هو جابها ورا ضهره بس إيده متكتفه بالكلبش معاها و هو قرّب بيها خطوات سريعه منهم ..
الرجاله إنتبهت و لسه واحد منهم هيرفع مسدسه مالك كان رفع رجله و ضربه ف دقنه بوشه لفوق و نزل برجله على إيد الراجل وقّع منها المسدس ..
الراجل رجع لورا خطوات يستوعب الحركه المفاجئه دى و مالك قرّب منه نفس الخطوات و ف حركه برجله زق المسدس جابه قدامه ..
بيحاول ينزل يجيب المسدس بس إتكاتروا عليه و حاوطوه .. خاف يميّل حاجه تيجى ف حلم..
شد واحد منهم اللى وقّع منه السلاح و بإيد واحده لفّ دراعه حوالين ضهره و بيفادى بيه اى رصاصه تجيله ..
لحد ما الراجل وقع من إيده بكذا رصاصه بداله ..

مالك كان بيغيب و يبص وراه على حلم اللى ضهرها ف ضهره بس بتلقائيه لفّت دراعها التاني حواليه كإنها بتشدده ..
الكل قرّب منه تانى و مالك بيضرب برجله و اللى بيطوله بيلف دراعه حوالين ضهره و يمسكه بإيده المكلبشه و التانيه بيلوى بيها رقبته يقع ميت !
الضرب بينهم إستمر شويه و كذا حد محاوطينه و هو بيضرب و يفادى لحد ما قرّب منه واحد من ورا محاوطة البقيه له و رفع مسدسه ناحية مالك ..
مالك حاول يقرّب منه بإيده يجيبه او حتى يضربه برجله يوقّع مسدسه بس كل ما يتحرك خطوه ناحيته اللى حواليه يحاوطوه بالضرب !
حلم ورا ضهره بتلف بوشها تتابع تحركاتهم إنتبهت للمسدس اللى كان واقع من الراجل جنب رجله !

فكرت بسرعه و هى ضهرها ف ضهر مالك و قدّمت بيه لقدام شويه و مالك إستغرب إنها بتزقّه لقدام ناحيتهم !
حلم بحركه خفيّه طلّعت رجلها من جزمتها و لقطته بيها و رفعته لحد ما مسكته بإيديها ..
الراجل بعيد بمسدسه و رفعه و لسه هيضرب على مالك كانت حلم ف حركه سريعه جات من ورا ضهر مالك لجنبه و رفعت المسدس و ضربت طلقه بشكل عشوائى ناحية الراجل اللى رافع مسدسه على مالك و الطلقه جات ف رقبته مباشرة ف نزل ع الارض ف لحظتها ..
حلم جسمها إتنفض من المنظر و عينيها زى اللى إتجمدت او وقفت !

مالك زى اللى مكنش متوقع حركتها ف إلتفت حواليه يشوف ايه اللى حصل لحد ما هى مسكت إيده بإيدها المكلبشه فيه و هنا بصّلها و لمح المسدس ف إيدها ..
مالك شد المسدس بإيده التانيه من إيدها و شدد على مسكة إيديهم المكلبشه لبعض: ششش إهدى
إنشغل بيها لحظات و كان متبقاش غير كذا واحد و اول ما لمحوا الوضع وصل لكده و المسدس بقا ف إيد مالك إستغلوا إنشغاله و إتخفّوا ورا كذا حاجه حواليهم لحد ما طلعوا بعربيتهم و إختفوا من المكان كله ..

مالك معرفش يطلع وراهم عشان العربيه اللى معاه راكنه بعيد و ملحقش يجرى بحلم اللى نزلت ع الارض و ساكته تماما ..
مالك نفخ بعنف و حاول يتلفّت حواليه بس كل اللى حواليه جثث مش هيعرف يستفيد منهم ف حاجه او يعرف حاجه ..
نزل ع الارض بحلم و مش عارف يقولها ايه: إهدى مفيش حاجه
حلم صوره واحده بتروح و تيجى قدام عينيها، مالك هو بيقتل خليل و صوتها بيرن ف دماغها و هى بتقوله هو الدم عندك سهل كده و نوعا ما إبتدت تحطّله اعذار خفيّه ..

مالك قدر يقرا شكل افكارها من عينيها: ششش إهدى ده كلب و راح
حلم صوتها تايه: انا قتلته
مالك صححلها: ده إسمه دفاع عن النفس و ملكيش فيه حاجه .. ثم ان احنا محدش يعرف إننا هنا و هنشيل اثرنا .. ثوانى هظبط الدنيا
وقف إتحرك بيها فك الكوفيه من على رقبته و إتحرك بيها مسح بصماتهم من ع الراجل ..
و مسك المسدس شال بصماتهم من عليه .. خطر ف باله فكره و عينيه بتلقائيه راحت ع الكلبش اللى ف إيديهم .. سكت ثوانى بس حاجه جواه خلّته إتراجع .. شاف ان كده امان له او اضمن ان حلم مش هتتصرف و لا هتعرف تاخد خطوه طول ماهى ف إيده او هو اقنع نفسه بكده !
خلّص و حط السلاح جنبهم كإنهم بلطجيه و خلّصوا على بعض !

حلم بصتله و عينيها جات ف عينيه و زى اللى بتشوفه من اول و جديد .. بتشوفه بصوره تانيه ..
مالك حاول يبتسم: متقلقيش .. و بعدين المفروض إنك فاهمه و لا انتى محاميه واقعه و شايفه نفسك ع الفاضى و لا ظروفك ايه ف ليلتك النيله دى ؟
حلم إبتسمت و عيونها لسه متعلقه بيه بس دمّعت و مالك إتحرك بيها: قومى كده و انتى طلعتى سكّه
الاتنين إتفاجئوا ب البنت اللى كانت بتصرخ و كإنهم كانوا ناسينها ..
مالك إنتبه: انتى مين و هنا بتعملى ايه ؟

البنت رجعت خطوه لورا بخوف: انا .. انا اسفه يا بيه .. انا ماليش ذنب و الله .. هما اللى إتهجّموا عليا و
مالك ضيّق عينيه و افكاره تقريبا لضمت ف بعض: هما مين ؟ مين دول ؟ انتى تعرفيهم ؟
البنت هزّت راسها بخوف: لا و الله .. من ساعة ما خليل إختفى و عرفت إنه إتقبض عليه و واحد جالى قالى إنه تبع شغله و طلب منى مطلعش من البيت و انا مطلعتش .. بس دلوقت لقيت دول كسروا البيت و جابونى من البدروم بتاع بيتنا و معرفش كانوا هياخدونى على فين و لا ايه اللى هيحصلنا لولا انت جيت .. انا متشكره.

قرّبت منه تبوس إيده و مالك شرد بتفكير و بيحاول يربط بين كلامها و كل حاجه حصلت قبله ..
حلم إتدخلت: هو انتى تعرفى خليل منين ؟ انتى تقربيله ؟ إسمك ايه الاول ؟
الست هزت راسها بقلق: انا مراته إسمى حنان
مالك تقريبا قدر يجمّع الموقف .. حتى لو فى حلقه مفقوده بس قدر يفهم حاجه .. حاجه خلّت الراجل اللى شافه قدام القسم يتصل بحد يقوله ان خليل مات مع ان لسه محدش كان عرف و اللى خلاه بردوا إستغرب اما مالك قاله اه انا لسه قاتلُه و البلطجيه اللى راحت وراه الفندق و اللى تقريبا رايحين له و دلوقت اللى جوم لمرات خليل و اللى اكيد عشان يخلّصوا عليها ..

و ده معناه حاجه واحده و هو إنهم إتدخلوا ف قتل خليل .. بس ازااى ؟ فى حلقه مفقوده و لازم يوصلها !
هو كان جاى بس عشان يوصل للى ورا خليل و اللى إتسببوا ف قتل أبوه و أمه اكيد اما إتكشف قدامهم إنه متابعهم و ماسك مهمة السلاح بس بمجرد اللى حصل تفكيره راح لحته تانيه ! بس هيثبتها ازاى ؟
حلم مسكت إيده كإنها بتفوّقه: مالك
مالك إنتبه: هاا ؟ معاكى موبايل ؟
حلم هزّت راسها و هو إفتكر ..

حنان ردّت بسرعه: انا معايا بس جوه
مالك بسرعه: طيب هاتيه ثوانى
البنت دخلت و هما إتحركوا وراها لحد ما جابت الموبايل إدتهوله...
مالك أخده و بِعد عنها شويه و إتصل على يونس ..
يونس بلهفه: مالك انت كويس ؟ روحت على فين ؟ انا عملتلك كذا حاجه كده و خدت كذا خطوه و مش اكتر من يومين و هتكون برا البلد و
مالك قاطعه: إسمعنى يا يونس .. انا عايز منك حاجه تانيه ضرورى و بسرعه
يونس إنتبه: ماشى انا معاك .. بس قولى الاول البت دى لسه معاك و هتفلت منها ازاى ؟

مالك سكت شويه: اه معايا متقلقش انا كده إبتديت افهم هعمل ايه بالظبط .. بس محتاجك ف الخطوه الجايه و محتاج تتعمل من غير ما حد ياخد خبر .. هتعرف ؟
يونس بتأكيد: اكيد، بس قولى انت عايز ايه و ناوى على ايه بالظبط ؟
مالك: إسمعنى كويس و هقولك تعمل ايه بالظبط بس من غير غلطه و اول ما تخلّص هتلاقينى انا اللى بكلمك
إبتدى يشرحله هو عايز ايه بالظبط و قفل و يونس راح ينفذ ..
مالك قفل معاه و رجع للبنت و خد نَفس طويل و كإنه نوعا ما متطمن او مستنى حاجه هتطمنه ..
حنان بصتلهم بتوتر: هو المفروض اعمل ايه دلوقت ؟

مالك بصّلها بقلق: المكان هنا خطر عليكى .. اكيد هيحاولوا يوصلولك تانى و اكيد كانوا عايزين يخلصوا منك فاكرين عندك حاجه تدينهم زى خليل
حنان بصتلهم بخوف قوى و كإنها إنتبهت: هو خليل فين و جراله ايه ؟ هما عملوا فيه حاجه ؟
مالك حط إيده على وشه و حرّكها قوى و حلم ضغطت على إيده و هو إتوتر: إهدى المهم دلوقت نتحرك من هنا قبل ما حد تانى يجى
حلم همستله بصوت واطى: و دى هتبقى معانا ليه ان شاء الله ؟

مالك لسه هيرد شاف عينيها و نظرتها و لهجتها خدوا الكلام لسكه تانيه ..
حلم إتوترت بغيظ من تلقائيتها: قصدى يعنى انت واحد متنيل هربان تعك نفسك ليه زياده ؟
مالك كان هيقولها إنه محتاج وجودها ف حاجه ضرورى بس بصّلها و رفع حاجبه و بلع الكلام اللى كان هيقوله ..
حنان بعفويه: طب عايزين حاجه من البيت ضرورى قبل ما نمشى ؟
مالك بص حواليهم بشكل سريع و نفخ بتوتر و هى كملت بسرعه: انا قصدى لو مش هنعرف نطلع من هنا دلوقت او حتى هناخد الليل ع الطريق اجيب اى فرش او غطا
دخلت جابت كذا فَرش و طلعت و مالك خدهم و إبتدى يبعد عن المكان .. راح على عربيته و إتحرك بيهم لحد ما خرجوا و راحوا جانب تانى من الجبل و كان فيه زى الكهف كده مهجور نزلوا فيه ..

مالك كان جاى و مكنش مهم عنده يوصلوله و لا لاء .. كان كل اللى ف دماغه يوصل للى ورا خليل بس حاليا لازم يختفى لحد ما يثبت اللى ف دماغه !
حلم مكنتش فاهمه حاجه بس بتقلق اما يقلق و إتطمنت اما إتطمن و ده من غير كلام .. من عينيه و بس كإنها مكتفيه بإحساسها اللى ماشيه وراه ..
مالك نزل ف مكان زى الكهف و الليل إبتدى يليّل عليهم و الارهاق بان ع الكل ..
مالك سكت كتير من وضعهم الغريب ..
حنان بصتلهم بإحراج: هو انا ممكن اطلع انام برا ؟

مالك لسه هيتكلم ف هى كملت: قصدى يعنى عشان تاخد راحتك و بعدين المدام كمان شكلها عايزه تنام
مالك إتصدم من الكلمه او إتخطف و حلم ضحكت بصوت خافت ف مالك لف وشه لها و كان هيقول حاجه وقفت على لسانه من ضحكتها و ضحك غصب عنه معاها ..
حنان لسه بتقوم مالك وقف بحلم: لالا هتخرجى فين ؟ انتى مش شايفه الجو ليل و ضلمه ازاى ؟ و لا المكان عامل ازاى ؟
خد حلم و خرج برا .. فضلوا يتمشوا كتير حوالين المكان و الاتنين بيبصوا على اى حاجه حواليهم إلا على بعض ! كإنهم بيهربوا ..
فضلوا كتير لحد ما مالك حس بيها بتخمل شويه او هو شافها كده ..

رجع عند الكهف تانى و إتلفّت حواليه بس مفيش حاجه ممكن تساعدهم و لا مكان تانى ..
وقف بتوتر و حلم لاحظته: وقفت ليه ؟
مالك بضيق: شكلها نامت
حلم بصتله كتير: اكيد
مالك رجع بيها خطوات لورا و سكت و هى غصب عنها إبتسمت: اوعى تقولى إنك بتتكسف .. ازعل و الله
مالك كان بيضحك غصب عنه مع كل مره تنطق كإنها بتخطف منه الضحكه ..
حلم حست إنها بتشوف واحد جديد خالص غير القديم اللى هى اصلا مكنتش تعرف عنه حاجه .. بس مش ده ابدا اللى قتل بدم بارد قدامها لمجرد لحظه خرج فيها عن اعصابه !

بصتله كتير و بصت حواليها: تعالى براحه ورايا اجيب حاجه من الفرش اللى جابته و نفرش برا يا مولانا
مالك بصّلها بغيظ من ضحكته اللى بقت تطلع لوحدها و هى زقته بكوعها: بس ورايا و وشك ورا
مالك رفع حاجبه: و انتى مالك ؟
حلم بإستفزاز: مش ابقى المدام
إتحركت بيه و دخلت جابت فرش و خرجت فرشوا حاجه قعدوا عليها و لفّوا التانيه عليهم .. شويه و مالك طبّق باقى الفرش و حطها على حجاره وراه و سندوا عليها و المفروض بعد اليوم ده كله بغرابته و إرهاقه المفروض يناموا بس منين هيجى النوم .. فجأه الجو إتكهرب و إتملى شحنات و موجات و حراراته بتعلى ..
مالك إبتدى يتضايق من القوه الخفيه المحاوطاه و بتشده و بيحاول يتنفس زى اللى مش عارف او زى ما يكون هى سحبت انفاسه ..
حلم و هى على وضعهم: انت تعرفها ؟

مالك ضحك غصب عنه و هو مغمض: انتى شاغله نفسك بيها ليه ؟ ما تتنيلى تخليكى ف حالك
حلم ضربته برجلها تحت الفرش: ما ترد زى الناس
مالك حط إيده على وشه بغيظ: اسمع ان الفضول قاتل و اسمع ان فى ناس بيتقال عنهم فضولهم هيموّتهم و مكنتش اصدق لحد ما شوفتك .. فضولك ده مره هيموّتك
حلم بغيظ: اصلى مستغرباك .. انت على بعضك تركيبه غريبه
مالك: مستغربه ايه فيا ؟

حلم: يعنى، واحد قتل لمجرد لحظة فشل .. و المفروض إنه ظابط و متدرب يتحكم ف اعصابه و انفعالاته .. و ف نفس الوقت يدخّل نفسه ف موقف غريب و يدافع عن واحده متخصهوش اصلا .. حتى انا كنت فاكراك تعرفها إنها مرات خليل ده ف مجرد احساس بالذنب او حتى عايز توصل منها لحاجه .. بس لاحظت إنك إتفاجئت إنها تبعه .. و دلوقت مستحرم تدخل و هى راقده ! مبادئك غريبه او متناقضه !

مالك سكت شويه: مينفعش اشوف حد ف موقف زى ده و اسكت .. معرفش .. بس شغلى علمنى كده .. إحنا تقريبا طبيعة شغلنا كده .. ايا كانت الظروف بقا .. احنا بيعلمونا نبقى بنموت و نقف مكانا ثابت ف الخدمه
حلم: ايوه بس بردوا تدخّل نفسك ليه ف حوار زى ده اصلا من الاول ؟ و حصل و حشرت نفسك ما تسيبها و لا لازم تاخدها تحت جناحك ؟ ما تطبها احسن
مالك ضحك غصب عنه ضحكه خطفت إنتباهها: هو ده بقا طببعة الظباط اللى انتى بتكرهيهم .. شغلنا علمنا كده
حلم إستفزته: ممم مش مبادئ يعنى
مالك كان فاهمها ف إبتسم غصب عنه بإستفزاز: لاء.

حلم: بس متنكرش ان مفيش ظابط مش شايف نفسه
مالك: و هو انتى تعرفيهم كلهم ؟
حلم لسه هتنطق هو سبقها: و لو تعرفيهم ف بردوا متعرفيش كمية المعاناه اللى صابغه طبيعة شغلنا .. متعرفيش يعنى ايه تبقى رايح شغله و عارف إنك ممكن مترجعش منها و بردوا تروح بنفس الحماس و انت سايبها على الله .. متعرفيش يعنى ايه تنزل مع صاحبك مهمه و يتصاب و لازم تتعامل مع جرحه ببرود او يموت قدام عينيك و مطلوب منك تكمل من غيره عادى و تملى مكانك و مكانه و بردوا تكمل و انت سايبها على الله .. متعرفيش يعنى ايه واحد بينزل كل يوم بيخاف ينسى يحضن أمه لا يكون اخر حضن و بردوا بينزل كل يوم الصبح عادى و هو سايبها على الله .. متعرفيش يعنى ايه حد مطلوب منه يتنازل مره ورا مره ورا مره بسبب شغله لحد ما يجى التنازل اللى ميقدرش يشيله ف يكسره
حلم سكتت تماما و معرفتش ترد ..

عند بيت حلم مروان رايح جاى بقلق و خوف و أبوه اللوا ثروت معاه و هند أمها تبقى مراته .. بيحاول يتصل ع الموبايل بكذا حد ..
مروان بقلق: هتروح فين يعنى ؟ الارض إتشقت و بلعتها ؟
هند أمها ببرود: متقلقش الموضوع مش هيطلع اكتر من سفريه جاتلها فجأه و سافرت
ابو مروان جوزها بصّلها بذهول: بنتك غايبه عن البيت من يومين و بايته برا و حضرتك بالبرود ده ؟ ماهو انتى لو مربياها مكنتيش هتبقى بارده كده و لا كانت هى هتبات برا بالبرود ده و تسيب اللى ف البيت يخبطوا اخماس ف اسداس.

هند: حبيبى انا قصدى يعنى إن حلم زى ما انتوا عارفينها و طول الوقت شايفينها شغلها واخد كل وقتها و اهتمامها و اى قضيه بتمسكها بتبقى متحمسه قوى لها و تتنطط من مكان لمكان لحد ما تخلصها
مروان زعق بتوتر لأبوه: ما كفايه بقا انت و هى .. مش وقت زفت .. ما تشوف حضرتك اى زفت طريقه ممكن نوصلها منها .. كلم اى حد من شغلك
أبوه نفخ بغضب: مانا بحاول اتزفّت
شويه و حد دخل: فى حد طالب يقابل حضرتك
ابو مروان: مش عايز اقابل حد دلوقت
لسه هيمشى مروان وقف: يمكن حد بخصوص حلم او جاى عشانها .. انا هنزل اشوفه
نزل و قابله ..

الرائد محمد سكت شويه: انا الرائد محمد العمرى
مروان قلق و دماغه راحت لحلم: حلم فيها حاجه ؟
الرائد محمد: انتوا عرفتوا حاجه عنها ؟
مروان بخوف: هى حصلها حاجه ؟
كان أبوه نازل من فوق على كلامهم: هو فى ايه بالظبط ؟ حصل ايه ؟

الرائد محمد وقف: استاذه حلم كانت جايه للقسم ف محضر تخلصه و حصل دربكه و قلق للاسف
كلهم بصّوا لبعض بقلق و هو حكالهم اللى حصل بالتفصيل بس إستثنى الكلبش اللى ربطه بيهم خوفا من اللوا ثروت ..
مروان إفتكر مالك و إنه شافه ف المستشفى و إفتكر نظرات حلم له و شرد شويه ..
الرائد محمد بصّله بتدقيق: انت تعرفه ؟
مروان إنتبه: هاا ؟ لاء انا بس مستغرب ازاى يعنى تخرج وراه كده او هو ياخدها معاه .. ده واحد بيهرب يشبك نفسه بيها ليه إلا اذا
الرائد محمد إنتبه: إلا اذا ايه ؟

مروان: هاا ؟ لا و لا حاجه
اللوا ثروت بغضب: عموما متشكرين و انا هتصرف
الرائد محمد وقف بإحراج: عموما لو وصلتوا لحاجه عنها او كلمتكوا ياريت تبلغنى
خرج و سابهم و اللوا ثروت مسك تليفونه إتصل بكذا حد يستفهم عن اصل الموضوع ..

فهد ف المستشفى و إبتدى يقلق بجد من تآخير مالك اللى اما عدّى يوم و تانى يوم ف بقى غياب مش تأخير خاصة ان يونس خرج من المستشفى و هو ف حالته دى ..
يونس كان بيحاول اد ما يقدر ما يحسسش فهد بحاجه لحد ما الامور تهدى شويه او يشوفوا هيتصرفوا ازاى بس ف كان بيروح و يجى ع المستشفى و يتحجج بالشغل..
يونس بتتويه: يعنى افهم بس انت متضايق ليه كده ؟ ما انا معاك اهو ..
فهد إتنرفز: انا مش متضايق انا قلقان و جدا كمان و محاولتك إنك تخبى زايده قلقى بزياده
يونس: يا عم انا جنبك اهو .. هو انا مش كفايه ؟

فهد زعّق: انا مش عيل صغير بطّل الاسلوب ده بقا .. مالك فين ؟ ازاى يسيبنى لوحدى كده ؟
يونس حاول يهزر: و بتقول إنك مش عيل صغير ؟ يابنى افهم مانا قولتلك اللى فيها .. اخوك ف الشغل بيعمل فيها سبع البورمبه و مبيهمدش .. حتى ف اضيق ظروفه او تعبان خاصة لو.

فهد زقّه بعنف: و انا قولتلك إنى مش مصدقك .. يلا غور من وشى مش مضطر تكذب و ابقى قوله متشكر مش عايزك، خليك مع شغلك
فهد زقّه و خرج نزل من غرفته و خرج من المستشفى كلها و يدوب بيركب عربيته فجأه إتضربت طلقه ورا طلقه ورا طلقه و صوت الرصاص بقا زى الرعد حواليه !
يونس كان بيحاسب المستشفى و اول ما سمع الصوت حدف اللى ف إيده و خرج يجرى ..
فهد اول ما إنضرب نار ميّل راسه بجسمه جنب العربيه و فتح بابها و حاول يدخل بس الرصاص اللى مش عارف يصيبه إتوجه ع العربيه فرقع العجل !
يونس ف اللحظه دى كان خرج و لمحه و شاف الوضع حواليه و إتأكد إن فهد المقصود .. راح عليه و حاوطه بدراعه و خرّج مسدسه بإيده التانيه و إبتدى يتعامل مع الوضع و هو بيرجع بيه للمستشفى تانى !

دخلوا و فهد زقّه بحده: هو فى ايه بالظبط ؟
يونس خرّج موبايله و بيحاول يتصل على حد و فهد شد منه الموبايل رماه بزعيق: ما تنطق .. فى ايه ؟ قولتلك اللى حصل لأمى و آبويا شغل مالك له علاقه بيه او حتى اى حد ؟ قولت لاء، قولتلك مالك فى حاجه ف شغله قولت لاء ! امال مختفى ليه ؟ و حاطط حراسه هنا ليه ؟
يونس: هو انت فاكر إنه لو حتى فى خطر مالك هيتخلى عنك و يسيبك بمزاجه ؟
فهد زعّق: امال فين ؟ و متقوليش شغل ! كل اللى بيحصل حوالينا ده ليه ؟ هاا ؟ انا بدأت اتأكد ان أمى و آبويا إتقتلوا مش ماتوا .. هو ف انهى زفت ؟ مش هنا ليه؟

صوت رد من وراه: عشان هربان
فهد إتلجّم ع الكلمه و لفّ وراه شاف اللوا صالح اللى هزّ راسه يآكد على كلامه ..
فهد إتصدم: هرباان ؟
اللوا صالح لسه هيتكلم يونس زعّق: لاء مش هربان .. انت عارف مالك كويس، انت اكتر حد عارفُه ف عيب قوى اما تيجى دلوقت و تعمل نفسك متعرفهوش
اللوا صالح: و الله انا اه كنت اعرفه، او كنت فاكر نفسى اعرفه، بس بعد اللى حصل هو اللى حسسنى إنى لا عرفته و لا عاشرته .. انا لا اعرف الهمجى اللى يروح يجيب واحد من بيته بدون اى دليل لمجرد فشله .. و لا اعرف الغشيم اللى يقتل بدم بارد ف عز الضهر و بسهوله كده و ف القسم و قدام الكل و لا اعرف الغبى اللى معندوش ادنى تحكم على نفسه و لا على اعصابه و لا كإنه إتعلم حاجه.

اللوا صالح كان قاصد كلامه كويس قوى لإنه قرر إنه مش هيعرف يوصل لمالك إلا عن طريق فهد .. فهد اقرب حد له و نقطة ضعفه و هو اللى هيجيبه خاصة إنه شاكك ف يونس إنه عارف طريقه ف الضغط على فهد هيوصل لمالك و يجيبه زائد اللى حصل و ضرب النار عليه !
فهد إتسمّر مكانه زى التايه .. مش متخيل ان الكلام ده عن مالك .. مش متخيل ابدا !
فهد بصوت تايه: قتل ايه و دم مين ؟ انت بتتكلم عن مين ؟ انا بتكلم عن مالك ! مالك اخويا !

اللوا صالح لسه هيتكلم يونس إتدخل ف الكلام زى ما إتدخل بينهم و رجّع فهد ورا اللى مستسلم تماما زى الآله قدامه ..
يونس زعّق: مالك لا قاتل و لا هربان و انت عارف كده كويس .. زفت اللى كان ف القسم ده اصلا متورط ف قضية السلاح و انتوا اللى مش عايزين تكشفوا ده عشان لسه عندكوا امل القضيه تخلص ف عايزين تحاسبوا مالك و خلاص لمجرد الموضوع يتغطى قدام الكل ..
اللوا صالح: و هرب ليه ؟

يونس: قولتلك مهربش و يمكن عشان هو فاهمكوا زى ما انا وضحتلك و فاهم تفكيركوا اجبرتوه يعمل كده .. يهرب ع الاقل لحد ما يجيب حق آبوه و أمه اللى انت عارف كويس ماتوا ازاى و ليه
فهد بتلقائيه غمض عينيه بعنف قوى و فتّحهم و بص للإتنين بقرف و مشى من غير حرف زياده ..
بمجرد ما خرج رجع الضرب من تانى و كإن حد مستنيه او موجود بس عشانه !
اللوا صالح خرج و يونس جرى على برا و الاتنين إتفاجأوا بفهد بينزل ع الارض واخد رصاصه ف كتفه ..
يونس ميّل عليه بخوف رفعه و بص ف وشه بس كانت عينيه بتغرّب ... رفعه و اللوا صالح رفعه معاه و إتحركوا بيه لجوه المستشفى .. خدوه منهم ف الطوارئ و دقايق و حوّلوه ع العمليات و الاتنين واقفين قصد بعض مستنينه برا ..

موبايل يونس رن و يدوب خرّجه و بص فيه كان اللوا صالح سرّع خطواته لعنده و خده من إيده: مالك مش كده ؟
يونس حاول يشده منه بس اللوا صالح ثبّت قبضته عليه و فتح ..
مالك إتنرفز: زفت انت مبتردش ليه ؟ عملت اللى قولتلك عليه ؟ و بعدين قايلك روح طمنى على فهد .. انا قلقان عليه يا يونس
اللوا صالح سابه اما خلّص كلامه خالص و رد بلهجه غريبه مفهاش اى تعبير: لاء معملكش حاجه و مش هيعمل على فكره و لاء مش هيطمنك على فهد .. عارف ليه ؟ عشان البيه مع اخوك ف المستشفى و اكيد لازم متوقع اللى حصل
مالك زى اللى إتجمّد او إتربّط مكانه .. دماغه مش عارفه تجيب حاجه ..

اللوا صالح سكت شويه: مالك .. كفايه اللى حصل .. أبوك و أمك و إتقتلوا بدم بارد بسبب تهوّرك .. و خليل و إتقتل بردوا بسبب تهوّرك و اخوك و اهو كان هيحصّله و بردوا بسبب تهوّرك .. بس المرادى نفد منها الله اعلم المره الجايه ايه .. و مش هيسيبوك على فكره إلا اما يبقى فى تمن تانى و دم تانى .. كفايه لحد كده و ارجع .. مش هينفع حد تانى يموت بسببك !

مالك ساكت تماما و اما جاه ينطق صوته طلع مهزوز زى اللى بيتكلم ف حلاوة الروح: فهد ماله ؟ جراله ايه ؟
اللوا صالح عرف إنه وصل بيه لنقطه هو اللى عايزها: اكيد لازم تبقى متوقع اللى حصل من قبل ما يحصل و إلا تبقى ظابط غبى يا بيه .. و لو فاكر ان شوية الحراسه اللى سايبهومله و لا حتى الحمار التانى هيحموه تبقى غلطان
يونس شد منه الموبايل و اللوا صالح سابهوله اما حس ان رسالته وصلت: اوعى تسمع كلامه يا مالك . اوووعى .. اوعى ترجع .. فهد كويس .. انا معاه .. مفهوش حاجه على فكره .. حاجه بسيطه ابسط من إنك تضيّع نفسك عشانها .. انا مسيبتهوش هو اللى صمم يخرج اما عرف اللى حصل و معرفتش اوقّفه
مالك مع اخر جمله فهم ان مش فهد اللى يتسيطر عليه و إنه مش هيقتنع و مش هيعرف يقيّده ع الاقل لحد ما يوصل للى عايزُه !
يونس بترقّب: انت ساكت ليه يا مالك ؟ انت بتفكر ف ايه بالظبط ؟

مالك بلهجه غريبه: اقفل دلوقت يا يونس
من غير ما يرد مالك قفل .. إتحرك بحلم و هو شبه تايه او مُغيّب لحد ما وصل لعربيته ..
حلم كانت جنبه و سمعت كلامهم و تقريبا شبه فهمته: مالك .. لازم تفكر شويه .. إستعمل عقلك و اركن قلبك دلوقت .. مش وقت مشاعر ده
مالك بصوت مخنوق على وشك العياط: فهد ف المستشفى
حلم مفهمتش عشان ممعهاش اصل الحكايه بس مصره على رأيها ان خطوته دى غلط: يمكن حاجه بسيطه زى ما صاحبك قالك .. يمكن ده كمين و معمولك .. يمكن فى طرف تالت ف الحكايه و هيستغل نقطة رجوعك .. فى الف يمكن ف اللى حصل لازم تعمل حسابها .. مينفعش من مجرد كلمتين تلغى عقلك و متفكرش .. انا اللى هقولك ؟ انت المفروض ظابط ! اييه !

مالك قفل عقله تماما و وصل بيها عند العربيه و بيفتحها ف هى مسكت دراعه لفّته ليها و لسه هتنطق
مالك زعّق: بس بئااا .. إخرسى انا مش ناقصك
حلم مخدتش بالها من كلامه قد ما خدت بالها من هزّة صوته و رعشة إيده ف إيدها و عينيه اللى بتزوغ بحزن ..
سكتت شويه و هو سكت لحد ما قطع سكوتهم صوته المهزوم: انا أبويا و امى إتقتلوا .. عارفه يعنى ايه إتقتلوا ؟ و بسببى ! مينفعش دلوقت فهد كمان يرووح ! مينفعش ! انا معتش ليا غيره و لا هو كمان له !

حلم معرفتش ترد بس لفّت صوابع إيدها المكلبشه معاه و مسكت بيهم صوابعه .. حسّتهم متلجين و بيترعشوا .. حاول يفلتهم او يهرب من مسكتها بس معرفش ف هرب بوشه بعيد عن عينيها و هى مسكت ف إيديه جامد و ثبّتت إيده ف إيديها لحد ما حسّت رعشة إيده سكنت كإنها بتديله وعد ملموس !
حنان اللى كانت معاهم كانت سامعه صوتهم من جوه بس خايفه تطلع او مُحرجه لحد ما صوتهم هِدى ف قلقت و خرجت بترقّب ..
مالك لاحظها و كإنها كان ناسى وجودها ف شاورلها تيجى: يلا هنتحرك.

راحتلهم و ركبت و مالك فتح الباب و دخل قعد قدام السواقه و زنق حلم جنبه ناحية الباب بحكم إيده الشمال المكلبشه ف إيدها اليمين بحيث الاتنين على كرسى واحد و هى ناحية الباب و شد الحزام عليهم و طلع بسرعه شبه مُغيّبه ..
الطريق طويل و اخد وقت بس بحكم سرعته وصل ف وقت قليل ..
اللوا صالح بعد ما قفل معاه توقع بالظبط رد فعله .. مشى بعيد عمل كذا حاجه و كذا تليفون و رجع ..
فهد خرج من العمليات و حوّلوه على الرعايه ..
يونس راح ع الدكتور: هو كويس صح ؟

الدكتور سكت شويه بحذر او توتر: حاليا لازم يدخل الرعايه نطمن اكتر اما يفوق
حوّلوه و يونس حاول يدخل يشوفه بس الدكتور رفض و قدام إصراره إستنى برا .. فضل كتير بس مفيش اخبار و فهد مش بيفوق !
يونس نزل يقابل الدكتور تحت يتطمن منه ..
مالك وصل بعربيته قدام باب المستشفى الخلفى و من غير كلام قفل اللوك على حنان و خد حلم و مشى ناحية جوه ..

وصل عند الباب الخلفى و بمجرد ما دخل و بينزل السلم قابل الرائد محمد ف وشه و من شكله مستنيه ..
مالك إتجاهل وجوده و لسه هيعديه الرائد محمد مسكه من كتفه رجّعه خطوات لورا: مالك رايح فين ؟ كفايه بقا كده
مالك لمح اللوا صالح ورا ف وجّه كلامه له: قول لتلميذك يا باشا يمشى من وشى السعادى ..
اللوا صالح لسه هيرد مالك كمّل كلامه بتحذير: فهّمه إنى جاى بمزاجى لإنى وصلت خلاص للى عايزُه .. ف خليّه يغور من وشى و إلا مش هبقى مسئول عن اللى هيحصل

اللوا صالح شاور للرائد محمد بعينيه موافقه إنه يسيبه يدخل و الرائد محمد وسّعله طريقه ..
مالك عدّى بحلم خطوتين و الرائد محمد وقّفه بكلامه: لحظه يا مالك
مالك وقف و نفخ بصوت يخوّف و هو قرّب منه بحذر و شاورله بمسدسه: افك الكلبش
مالك لفّ وشه لحلم جنبه اللى تقريبا ف نفس اللحظه دارت وشها له و إتلاقت نظراتهم ف شئ من التوهان ..
الرائد محمد بيمد إيده حلم خطفت إيدها بالكلبش بحده و إتشدت إيد مالك معاها او تقريبا هو اللى بتلقائيه شدّها ..
و الاتنين إتحركوا لجوه ..

و بمجرد ما بيلفّوا لجوه إتفاجأوا بفهد قدامهم ..
مالك إبتسم بتلقائيه و لسه بيروح ناحيته فاتح حضنه إتفاجئ بفهد رافع مسدس ف وشه ..
مالك شبه مستوعبش ده .. هو بس كل اللى إستوعبه إنه جاى لفهد و متوقع فيه حاجه وحشه و بمجرد ما شافه على رجله قدامه إتطمن ..
فهد زقّه بالمسدس ف صدره بَعده عنه: اهلا بالبيه المجرم البلطجى
مالك بصوت تايه او مصدوم كإنه مسمعهوش: حبيبى .. حقك عليا .. و الله حقك عليا .. إهدى و انا هفهّمك كل حاجه .. اهدى بس دلوقت انت تعبان
فهد زعّق بتعب: انت ملكش دعوه بتعبى .. فاهم ...ملكش دعوه .. انت السبب.

مالك إتجمّد مكانه و حس إنه قدام واحد غريب ميعرفهوش: فهد انت بتقول ايه ؟ انا جاى عشانك .. انا
فهد زقّه: لا كتّر خيرك الصراحه .. و لا جاى تشوفنى موتت و لا لسه زى ابوك و امك اللى راحوا بسببك و لا اللى إتقتل بسببك
مالك مش عارف يرد من كلامه اللى ورا بعضه و فهد وقف بالعافيه و زقّه مره ورا مره ورا مره و هو بيتكلم: غور برا مش عايز اشوف وشك .. انا مش متخيل إنك بالقذاره دى .. انا ازاى كنت غبى كده !

مالك بصّله كتير و لأول مره يحس إنه إتسرّع ف قرار خده و هو إنه يرجع عشانه .. حلم بصتله بعتاب على رجوعه و هو عينيه بتلفّ حواليه ع المكان بشئ من التوهان و التركيز و صدمته بس هى اللى مسيطره عليه و فجأة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة