قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال كاملة

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع

حد من الأمن طلع بلّغ مالك و هو نزل: و هتجبينى لعندك ازاى بقا ؟
حِلم بمنتهى التلقائيه غمضت عينيها و جسمها إتهز بقشعره ع الصوت اللى رغم البُعد ده كله إتأكدت إنها لسه حافظه نغماته ..
فتّحت ببطئ و لفّت بجسمها بشئ من الترقّب و هنا لمحته قدامها و هو اه كان شافها من اول ما نزل لهم و اه كان بيحاول يقنع نفسه من وقت ما قرا اسم الشركه إنه مالهوش علاقه بيها و مجرد تشابه اسماء بس بمجرد ما لمحها عينيه غمضت لوحدها بدون إرادته ..

و الاتنين عيونهم لمعت لمعه غريبه من نوعها و غريبه ع الموقف و لو كان حضن العيون بيتجسد كان بقا الموقف اللى جمعهم ده ..
حلم بصّتله للحظات و إكتشفت إنه واحشها .. هى مش عارفه ازاى .. بس واحشها .. مجرد شوفته تانى اكدت ده ..
مالك بص ف عينيها قوى بيحاول يقرا المكتوب فيهم .. قدر يقرا بسهوله لغبطة إحساسها ده .. بس اللى مقدرش يفهمه هو النظره اللى شافها منها .. حاجه كده اشبه بخيبة الامل و مقدرش يفسرها و ده ضايقُه جدا ..
مالك رفع حاجبه: خيير ؟

حلم إنتبهت لنفسها ف إرتبكت للحظات و معرفتش تقول ايه ..
مالك ضحك بصوت عالى: ده جر شَكل بقا
حلم و كإنها إفتكرت: ايه اللى حصل ده ؟ انت فاكر البلد سايبه ليك و للى زيك .. مفهاش قانون
مالك للحظه مستوعبش كلامها ف سابها تكمّل عشان يفهم و هى إندفعت باللى متعرفش قالته ازاى: انت ايه مبتتعلمش ؟ غلطت مره بسبب عِندك ع الغلط و تهورك و شوفت النتيجه و راجع عشان تكرر الغلط تانى ؟ تعيد ظلمك تانى ؟

مالك إتجمد مكانه و هى سكتت للحظات تستوعب هى قالت ايه بس كان خلاص الكلام خرج ..
مالك حاول يلجّم غضبه: انتى بتقولى ايه يا متخلفه انتى ؟ غلط ايه و ظلم ايه ؟ يلا غورى من هنا
حلم إتنرفزت بس مش من كلامه .. يمكن من كلامها هى: امال تسمّى اللى حصل ده ايه ؟ و اوعى تقول صدفه .. ان تفتح شركاتك هنا و يومين تلاته و الدنيا تتقلب و البلطجه و القرف يملوا المكان اللى من سنين محصلش فيه قرف من ده ..
مالك إتلجلج من الموقف: انا ماليش علاقه باللى حصل .. فااهمه ؟

حلم بصتله بخيبه واضحه قوى: ذنبهم ايه الناس اللى إتصابوا ؟ و الناس اللى زمانها ماتت و بتموت كانوا عاملولك ايه ؟ انت مشكلتك واضحه قدامك سواء بقا مع نفسك .. مع شغلك .. مع اى بلا ازرق على دماغك .. الناس تدفع تمنها ليه ؟ البلد اللى انت عيشت فيها تحميها و دلوقت بقت هى اللى عايزه اللى يحميها منك ذنبها ايه ؟

مالك مش عارف ليه حس ان ورا كلامها كلام تانى حتى لو متقصدهوش .. حس بحاجه غريبه كإنها رساله و جياله .. معرفش ينطق للحظات .. بس عيونه نطقت نيابة عنه .. فى حاجه جواه عايزاها تخرس و حاجه بتترجاها تكمل كلام و تتكلم و تتكلم يمكن يفوق .. و ما بين الحاجتين هو تايه ..
حلم إنتبهت لشروده و إنتبهت لعينيه اللى كإنها بتترجاها لحاجه هى مش فاهماها و حست فيهم بصدق غريب ..
و الاتنين فضلوا ساكتين للحظات لحد ما مالك من غير حتى ما يفوق من شروده سابها و مشى ..

حلم وقّفته بسؤالها: هو انت خرجت ليه ؟ امتى اصلا ؟
مالك إلتفت ليها و بصّلها ف نظره غريبه: حسن سير و سلوك تخيلى ؟
سابها و مشى كإنه بيهرب و هى حست للحظات إنها زوّدتها من غير حتى ما تتناقش معاه .. بس هتتناقش معاه ف ايه ؟ كان هيقولها ايه ؟ الامور واضحه

مشيت و بعد ما كانت هتطلع ع الشركه حست إنها عايزه تبقا لوحدها ف اخدت عربيتها و مشيت ..
مالك طلع ع الشركه دخل مكتبه بضيق و قعد او تقريبا إتحدف ع الكرسى بشئ من التوهان .. صراع بين عقله و قلبه مش عارف يحسمه .. عقله بيوهمه ان ده الصح .. هو بياخد حقه مش اكتر .. و بعدين مكنش قدامه فرصه من الاساس .. محدش مدّله إيده .. مسابلهوش الباب حتى موارب ..

عارف ده بس اللى مش عارفُه ليه قلبه معارض .. و دلوقت بالذات .. يمكن عشان كلامها لغبطُه بين نفسه دلوقتى و نفسه القديمه .. او هو اقنع نفسه بكده ..
بس هو مالهوش دعوه ابداا باللى حصل .. لاء هو فاهم كويس بس عامل نفسه مش واخد باله ..
قام خرج بسرعه نزل برا الشركه و لفّ المكان بعينيه بسرعه و حاول يلقط الاماكن اللى حواليهم حاطه كاميرات خارجيه ..
و فعلا لمح كذا محل و كذا شركه ف الشارع العمومى كله عليهم كاميرات مراقبه ..
مالك رن على يونس اللى كان لسه واصل له و إستناه لحد ما جاه و شاورله يروح وراه و فعلا دخلوا اول محل و مالك طلب حد من المسئول عنه و اللى خرجله بخوف ..
الراجل: يا باشا احنا اه قريبين من البنك بس مالناش دعوه باللى حصل .. دى عربيات وقفت فجأه و ضربت نار و

مالك شاورله يسكت و هو بيبص ع الكاميرات بترقّب: يونس كلم حد يفكلنا الكاميرات دى
يونس اخد موبايله و كلم حد و فعلا جاله و إبتدوا يفكوا الكاميرات و وصّلها بجهاز ..
مالك بترقّب: يعنى ايه ؟
احمد: زى ما قولتلك الكاميرات متعطله يا باشا .. فى حد موقّفها من ساعتين تقريبا
يونس: يعنى تقريبا قبل اللى حصل بدقايق
مالك بصّله بحذر و رجع بص للراجل صاحب المحل اللى رفع إيده بقلق: و الله يا باشا ما اعرف .. هى من ساعة ما فتحت هنا و حطيتها و هى شغاله و انا اصلا اللى حاططها عشان السرقه هوقّفها ليه بس ؟
مالك بص ليونس و شاور لاحمد و خرج ع الشارع برا ..

مالك بص حواليه بتفكير و بص ع المستشفى و شاورلهم و راحوا عليها ..
طلب حد من المسؤلين و قابل الامن هناك و شاور لاحمد يفك الكاميرات .. اختار المستشفى لإنه حتى لو المحل مشترك ف اللى حصل و عطّل الكاميرات ف مش معقول المستشفى هتشترك ف ده ..
احمد فك الكاميرات و إبتدى يفرّغها و بعدها بص لمالك بأسف ..
مالك نفخ لإنه تقريبا كان خلاص فهم و نوعا ما قدّر موقف حلم لإنها تقريبا فهمت حتى لو مش بالتفصيل ..
مالك بضيق: خلاص
احمد: هنفك الباقى ؟
مالك مشى من غير يرد و يونس راح مع احمد: تعالى نكمل الباقى يمكن نلاقى حاجه

مالك رجع مكتبه بياخد حاجته و نازل وقّفه السكيرتر بتردد: مالك باشا فى حاجه كده و
مالك بزهق: مش دلوقت
كامل شاورله بورقه ف إيده: بس
مالك زعق: قولتلك مش دلوقت
مالك خرج بضيق و مشى و كامل إتصل على صفوت بلّغه ..

مالك مشى مش عارف يروح فين و لا لمين .. حاسس إنه تايه .. مش عارف ليه عايز يشوفها تانى .. بيقنع نفسه إنه محتاج بس لكلامها ..
وقف للحظات قدام الشركه تبعها بس بسرعه إتدارك الموقف و مشى .. ساق بسرعه كإنه بيجرى من حد .. او يمكن حاجه .. او يمكن هى .. مش عارف !
هو اللى عارفُه ان رجله بتغرق ف سكه هو مش قدها و مش عايزها .. لكن انهى سكه بالظبط لسه مش مستوعب ..
عايز حد ينفّس فيه غضبه ...مسك موبايله و إتصل على صفوت اللى تقريبا كان مستنى تليفونه ..
صفوت ببرود: انت زعلان ليه دلوقت انا مش فاهم ؟

مالك بعنف: عشان احنا متفقناش على كده
صفوت: امال إتفقنا على ايه فكرنى كده ؟
مالك للحظات معرفش يقول ايه: ع الاقل مش هتورطنى معاك
صفوت: و مين قالك إنك إتورطت ؟
مالك زعق بشكل غير مبرر ع الاقل لموقفه: امال اللى حصل ده تسميه ايه ؟
صفوت ببرود: و ليكن دعايا
مالك إتصدم: نعمم ؟
صفوت: مثلا يعنى .. انت مش انقذت الموقف و لميت اللى حصل انت و صاحبك ده.. مش اسمه يونس بردوا ؟

مالك قلق: ملكش دعوه بيه
صفوت: كويس ان علاقتك بصحابك هناك لسه زى ماهى ..هتنفعك بعدين
مالك بحده: قولتلك ملكش دعوه بيه او بغيره
صفوت: هنتكلم ف ده بعدين .. المهم متقلقش .. لو غضبك ده كله عشان القضيه إعتبرها يا سيدى خلصت .. ده كلام تافه من واحده تافهه و هيخلص
مالك للحظه قلبه دق قوى ف سكت بترقّب: قضية ايه ؟ و واحده مين ؟
صفوت: ماهو انت لو سمعت كنت فهمت .. شركة الدينارى رافعه قضيه على شركتك و جالك اعلان فورى عشان التحقيق .. متقلقش المحامى هيروح معاك يخلّص كل حاجه
مالك سكت ثوانى يستوعب: انت ايش عرّفك ؟

صفوت: جالك اعلان و انت مستنتش تشوفه .. و عموما مفيش مشكله لده كله .. دى حتة بت شايفه نفسها متشغلش بالك بيها
مالك قلبه إتقبض و لسه هيتكلم صفوت قاطعه: المحاميه بتاعة الشركه تقريبا اللى رفعتها .. ماهى بردوا لها نصيب ف الشركه و اللى ماسكها عيل كده ابن عمها تقريبا و جوز امها

مالك مفهمش هو بس مركز مع حِلم و اللى ممكن رجلها توديها لنفس الحته معاه: ملكش دعوه بالموضوع ده
صفوت: انا بس هبعت
مالك بحده عاد كلامه: ملكش دعوه بالموضوع ده .. انا هخلصه
صفوت: اللى تشوفه .. عموما هى جوز أمها يبقا لوا عندكم ف المخابرات إسمه ثروت الدينارى و يبقا عمها بردوا .. هى إسمها حلم صح ؟ لاء حلو
مالك بتحذير: ملكش دعوه بيها .. مش هسمحلك
صفوت: عموما خد بالك منها مش سهله .. شوف هتعمل ايه و كلمنى
مالك سكت شويه: معتقدش إنها سرقه .. مين كان المقصود بالحركه دى ؟

صفوت عادله جملته اللى لسه مالك رادد بيها عليه: ملكش دعوه
مالك شبه فهم و الاتنين سكتوا و هيقفلوا السكه صفوت وقّفه بكلامه: مالك .. عجبتنى حركة الكاميرات دى .. إنك تفتش و تدوّر و تلف و كده .. ع الاقل بعدت الشبهه عنك و هتفيدك ف التحقيق خاصة ان معاك شهود .. هى حلوه بس متتكررش .. ابقى خد بالك المره الجايه إنها متنفعش .. اصل مش كل مره هتتصدّق إنك اويت و ملكش دعوه ف ابعد نفسك ..

مالك ضيّق عينيه: الا مين معلمهالك دى ؟ الحركه دى بتاعتنا انت ليك حد جوه ؟
صفوت ضحك: ملكش دعوه
مالك بنص ابتسامه: يبقا لك
مالك قفل معاه و كمل طريقه للبيت ..

عند حلم ف البيت ..
حلم بغيظ: انت مين سمحلك تتصرف كده ؟ و بإسمى و من غير ما ترجعلى ؟
مروان ببرود: و هو انا امتى برجعلك ف الحاجات الهايفه اللى زى دى ؟ و امتى اصلا بتبقى موجوده عشان ارجعلك ؟
حلم بغيظ: اه بس انا كنت عندك إنهارده
مروان بلامبالاه: و مشيتى و مرجعتيش و معرفش روحتى فين ؟ انا حتى نزلتلك اما إتأخّرتى و عرفت إنك روحتى للزفت ده شركته و مشيتى من عنده على طول من غير حتى ما تقوليلى حصل ايه
حلم إتنرفزت: بردوا ده ميدكش الحق إنك تتصرف من دماغك .. مش يمكن مالهوش علاقه ؟ إننا غلط مثلا ؟ مش يمكن إتفقنا ؟ انت ايه مفيش مخ خالص ؟

مروان زعق: إتفقتوا على ايه يا حلم ؟ على ايه بالظبط عشان ابقا فاهم
حلم إتوترت: على إنه فى سوء فهم مننا مثلا
مروان بغيظ: سوء فهم ايه ؟ انتى مصدقه نفسك ؟ و لا يكونش مصدقاه هو و ده كلامه ؟
حلم خبطت ع السفره بعصبيه: بردوا ف كل ده ملكش الحق تتصرف من دماغك .. لازم ترجعلى ..

مروان: ارجعلك ف ايه ؟ انتى عارفه كام واحد إتصاب ف اللى حصل و اللى الله اعلم فى منهم اللى مات ؟ عارفه إنه هو المستفيد الوحيد بشركته ؟ فاكره حصله ايه و إتحبس قبل كده ليه ؟ ده واحد قاتل و بدم بارد كمان و بمنتهى البرود و من اللى حصله واضح إن ده إسلوبه ده غير إنه طالع يكمل بلطجه او الله اعلم ينتقم ..
حلم إتنرفزت و هى مش عارفه تقول ايه: انت عارف هيحصلك ايه لو بلاغك ده إتثبت إنه كاذب و هو طلع برئ او حتى قدر يثبت و لو بالزور إنه مالهوش علاقه باللى حصل ؟ ده انت ممكن تتحبس فيها
مروان بصّلها بطرف عينيه: و ده بقا خوف عليا و لا عليه ؟

حلم إتنرفزت اكتر: انت غبى و انا ماليش علاقه باللى هببته ده و الصبح هروح الحق الهبل ده
قامت مشيت بغيظ و مروان علّى صوته: هو عموما راحله الإستدعاء ف لو عنده حاجه بقا يبقى يقولها
حلم لفّت له بغيظ: كمان ؟ منك لله يا شيخ .. يارب يطلع منها عشان تلبس انت
الحوار ده كان داير قدام عمها ثروت و ده لوا ف الجهاز و يبقا أبو مروان ..
مروان بغيظ: هو كمان ممكن يطلع منها ؟

هنا أبوه اللى رد و هو بيبص لحلم بطرف عينيه: و الله هو من ناحية ممكن يخرج ف اه هيخرج و بسرعه كمان .. و مش ممكن ده اكيد
حلم إتنفست بصوت عالى و مروان نفخ بغيظ: ده ليه ان شاء الله ؟
أبوه: و الله واحد زى ده بعلاقاته اللى اكيد عملها من شغله مش هيغلب
مروان: اه شغله اللى طردوه منه .. انا مش عارف ازاى سايبينه ؟

أبوه بغموض: لحد ما يقع بنفسه .. كان متهم و اخد عقوبته و خرج و مش مدان بحاجه تانيه ف اعتقد سايبينه اما يقع بنفسه و ساعتها هيصفّوه
حلم بتلقائيه إتخضت و عمها بصّلها بتدقيق: يعنى اعتقد واحد زى ده و إتمكن فتره من الشغل معانا مش هيسيبوه كده إلا اذا عينيهم عليه و مستنينه يقع عشان يبقا فى مقابل لتصفيته طالما نفد من جريمته .. و اعتقد ان ده هيبقا قريب جدا و من الواضح إنه بغبائه بيعجّل بده

حلم بصّتله بقلق واضح قوى عليها و مشيت من غير كلام تانى ...
دخلت اوضتها متلخبطه و مش فاهمه ليه .. غيظ و ضيق و غضب و حيره و لهفه و مشاعر كتير بتتزاحم جواها و من بين كل دول قلق مُبهم مش عارفه مصدره ..

مالك قفل مع صفوت و كمل طريقه للبيت .. دخل بمنتهى التعب مش قادر حتى يتنفس .. إستغرب نفسه إنه نام لحد الصبح اما صحى على تليفون من كامل ف المجموعه ..

كامل بحذر: مالك باشا فى حد عايزك و
مالك: شويه و جاى
كامل: بس لازم ضرورى عشان
مالك بزهق: قولت هلبس و جاى
مالك مستناش يسمع و قفل و شويه و نزل .. راح ع المجموعه و إتفاجئ بالمنظر من برا .. عساكر بعدد كبير هو إستغربه ..
هو اه كان عرف بحوار القضيه بس متخيلش العدد ده !
دخل و لسه هيتكلم إتفاجئ بفهد ..
مالك إبتسم: حبيبى انت هنا ؟

فهد إتكلم بطريقه غريبه: اه .. مش قولتلك هنتقابل قريب و من غير معاد .. مكنتش عامل حسابك صح ؟
مالك بص حواليه بهدوء و رجع بصّله و بلمحه للوضع حواليه تقريبا فهم ..
فهد بجمود: انا معايا امر بالقبض عليك يا مالك باشا .. هتيجى معايا و لا
مالك حاول يهزر برغم غصّة الموقف على نفسه ف إبتسم: إسمه إستدعاء يا عبقرينو مكانك
فهد بحده: لاء قبض و عموما مش هنختلف كتير ع المسميات .. نتحرك بقا و لا ايه ؟
مالك حاول يبتسم: يلا
مالك سبقه و فهد بعد ما إتحرك خطوتين وراه وقف و إتكلم من غير ما يبصّله: مسألتنيش يعنى ليه ؟

مالك حاول يستفزه بغيظ: انت بتنفذ الاوامر .. جايلك امر و بتنفذه و معتقدش إنك عندك اكتر من كده ف لما هحب اسأل انا عارف هسأل فين و مين
فهد كتم ضيقه: ااه بس خد بالك بقا عشان المرادى ضهرك و الهوا
مالك بنفس لهجته كتم إبتسامه مستفزه على وشه: عيب عليك تبقى ورايا و تقول ضهرى و الهوا .. و لا ده اصلا إعتراف منك بقيمتك ؟ رحم الله امرئ عرف قدر نفسه.

فهد منطقش بس خبط الكرسى اللى قدامه برجله و سبقه و مالك رفع حاجبه بغيظ و نزل معاه ..
مالك راح بتلقائيه وراه على عربيته و فهد سبق إيده ع الباب شدّ عليه: وراا
مالك بص لمكان ما بيشاور ف شاف البوكس بصّله قوى بنظره مش مفهومه: ايه ده مش خايف اهرب ؟
فهد إتعدل قصاده و قبل ما ينطق مالك سابه و راح ع البوكس ركب بهدوء و فهد وقف للحظات مش مستوعب هدوء مالك بالشكل ده و لا إستفزازه .. بيقنع نفسه إنه لأول مره مش عارف يفهمه !
إنتبه على صوت حد من العساكر ف شاورله يتحرك و هو اخد عربيته و إتحرك وراهم ..

راحوا ع القسم .. مالك الكل بيتعامل معاه بحزازيه و بنوع من الحذر .. للدرجادى المظاهر و المناصب و الشكليات بتفرق ؟ ماهو هو نفس الشخص مع إختلاف الظروف !
اخدوا مالك على مكتب و فهد حاول يدخل بس اللوا مدحت بعتله ف راحله و ساب مالك ..
مالك جوه لوحده .. شريط ذكرياته مع المكان بيعدّى زى العرض قدامه .. ذكريات اول لمحه ف الحدوته .. ذكريات اول مقابله له مع حلم .. هروبه معاها .. حس بخنقه ف مسك سيجارته ولعها و إنتظر ف المكتب ..
شويه و دخل اللوا مدحت و الرائد محمد ظابط القسم و اللى كان حاضر قضية مالك قبل كده و فهد اللى اصر يبقا موجود ..

فهد بحده: إطفى سيجارتك
ف نفس اللحظه اللى مالك كان بيطفيها اصلا و وقف إحترام للوا مدحت ..
اللوا مدحت بلهجه غريبه: ازيك يا مالك
مالك إبتسم بهزار: الحمد لله .. كنت عارف إنى واحشك بس ينفع كده ؟ تبعتلى واد من عندك حتى مش فاهم الفرق بين الإستدعاء و القبض
اللوا مدحت فهم ف ضحك بغموض: معلش بقا .. عندى انا دى
فهد وشه إتضايق: احنا هنقضيها سلامات ؟
اللوا مدحت رفع وشه له و فهد نفخ: انا قصدى ننجز .. الباشا جاى هنا متهم مش كافتريا سلامات و سجاير و زفت

الرائد محمد: مالك فى بلاغ متقدم ضدك و كان لازم نستدعيك
ف الجهاز يونس رايح جاى بضيق ..
اللوا صالح إتنرفز: ما تترزع يالا
يونس بضيق: اترزع ايه و اتزفّت ايه ؟ بقولك إتقبض عليه و متهم ف اللى حصل و هو مالهوش علاقه بيه و انت عارف ده كويس .. ع الاقل لإنك عارف مالك .. و لا هى تلاكيك و خلاص ؟

اللوا صالح تهته: انت مش بتقول مالهوش علاقه ؟ يبقا هيخرج منها
يونس إتنرفز: لوحده صعب و انت عارف، خاصة ف ظروفه دى .. احنا مش هنتخلى عنه
اللوا صالح زعّق بضيق: اصبر اما نشوف هيتنيل ايه
يونس زعّق: انتوا اللى حدفتوه ف النار و إتخليتوا عنه و لسه بتتخلوا عنه .. لازم تعرف ان الواحد اما بيقع و يمد إيده لأى حد يساعده يقف على رجله تانى و يتخلى عنه يوم ما يقف لوحده بيبقى اول حد يدوس عليه برجله
اللوا صالح دوّر وشه بضيق و يونس خرج و رزع الباب وراه ..

عند مالك ف القسم ..
اللوا مدحت وضّحله عن بلاغ حلم اللى قدمته و عشان مالك كان عارف بيه قبل ما يجى متكلمش بس مط شفايفه ببرود و هزّ راسه ..
فهد إتريق: من الواضح إنه متوقع او عارف اللى حصل بالظبط
اللوا مدحت شاورله يسكت: التحقيق ف اللى حصل ف البنك إحنا من غير إتهامات او بلاغات روحنا و عاينا المكان و فتحنا التحقيق و هناخد اقوالك زى شهود العيان اللى كانوا موجودين وقت اللى حصل .. اما البلاغ لازم يتحقق فيه مش مجرد شهاده
مالك: و هو فين بقا صاحبة البلاغ ؟ مش المفروض تبقا هنا؟

فهد إتريق تانى: ماشاء الله و عرفتها لوحدك ؟ بتنجّم بتنجّم عاارف
اللوا مدحت خبط بحده ع المكتب: فههد
مالك ضحك غصب عنه و اللوا مدحت بص لمالك بترقّب: استاذه حلم المحاميه القانونيه لشركات الدينارى رفعت بلاغ .. افراد الامن ع الشركه إتصابوا ف اللى حصل و حصل خساير للشركه من كسر قزاز و كذا عربيه من اللى كانوا تبع الشركه برا ..
مالك ببرود: و انا دخلى ايه بده كله ؟
هنا خبطت حلم و دخلت و اللوا مدحت شاورلها ف دخلت قعدت و قعدتها جات قصد مالك تقريبا ..

عند صفوت السكرتير بتاع مالك كلّمه حكاله اللى حصل بالتفصيل ..
صفوت بتفكير: مممم يعنى اخوه اللى جاه خده
كامل: اه و الموقف بينهم كان صعب جدا .. الواد اخوه ده شايف نفسه و شكله هيعطلنا
صفوت: لاء مش وقته .. بعدين مش عايزين مشاكل مع مالك دلوقت .. احنا ما صدقنا إنه دخل الشبكه برجليه.

كامل: انا تابعته زى ما قولتلى و فعلا الواد جاى لابس وش الخشب و مستحضر .. ده صمم ياخده ف البوكس و الكلام بينهم كان اشبه بالضرب
صفوت إبتسم: يبقا كويس
كامل: هتسيبه زى ما إتفقتوا إنه اى وقعه هو اللى هيخرّج نفسه منها ؟
صفوت: لاء المرادى لاء .. الوقعات الخفيفه شدّه منها طالما نعرف بالذات بعد حكاية اخوه دى بدل ما ينخرب وراه
كامل: طب إتصرف ؟
صفوت: خليك انت متابع اللى بيحصل اول باول و بلغنى و سيب التصرّف عليا

عند مالك ف القسم ..
حلم دخلت بتوتر حاولت تداريه و مش عارفه ليه قلبها زى اللى بيطبّل بجنون .. مش عارفه القلق ده كله من ايه .. خوف لا التحقيق ياخد مجراه و البلاغ يتثبت صحته و لا خوف من ان البلاغ اللى بإسمها يطلع كاذب !
مش عارفه بالظبط .. بس اللى عارفاه ان كلام عمها مش راضى يبطّل يتردد جواها و يمكن ده سبب القلق .. بس لاء هى هتقلق عليه ليه ؟ ميخصهاش ! هى بس خايفه تتورط ف بلاغ كاذب .. او هى اقنعت نفسها بكده ..
مالك بيبصّلها بتدقيق قوى و عشان مكنتش مركزه معرفتش تدارى ده كله و مالك قدر يقراه بسهوله ف عينيها ..

فهد لاحظ نظراتهم لبعض و ان فى حاجه غامضه بينهم ف إتضايق من فكرة ان حلم تتراجع و قبل ما ينطق الباب خبط و يونس دخل بإندفاع و الكل إنتبه ..
يونس: مالك حصل ايه ؟
فهد دوّر وشه بقرف: اهلا بزعيم الليله
مالك سمعه و بصّله بذهول و رفع حاجبه و يونس لسه هيلتفت له مالك ضغط على إيديه قوى و سحبه ناحية الكرسى جنبه و يونس قعد بغيظ بس بيتمنى لو يقوم على فهد يديله قلمين ..
مالك مط شفايفه ببرود: قولتلى بقا استاذه حلم كانت عايزه ايه ؟

حلم لسه هتنطق فهد سبقها: فى إتهام مباشر منها ان البلطجيه اللى هجمت ع البنك تبعك و عشان شركتها إتضررت من اللى حصل قدمت بلاغ
مالك ببرود مستفز: و هى بقا استاذه حلم عرفت منين إنى انا اللى باعت بلطجيه للبنك ؟ و هبعتهم ليه اصلا ؟
فهد بحده: هو اللى بيحدف بلطجيه لحد بيبعتهم ليه ؟
مالك إتريق: و انا بردوا اللى هطاردهم ؟ طب ليه طالما انا اللى باعتهم ؟ رجعت ف كلامى مثلا و لا كنت بزغزغكوا ؟

فهد بحده: و ليه متكونش حملة دعايا مثلا لشركاتك ؟ عن البطل اللى انقذ البنك من البلطجيه و الاعلام يتكلم و الصحافه تصوّر و تشهر نفسك و تلمّع شركاتك
مالك سكت للحظات بعدها ضحك بصوت عالى جدا: ده بجد ؟ انت مصدق نفسك ؟ سامع اللى انت بتقوله اصلا ؟ انا هعمل حركة المراهقين دى اللى يبعت حبة عيال لحبيبته و يروح ينقذها منهم عشان يبان قدامها راجل ؟ ايه هجر ناعم مع الداخليه مثلا ؟
فهد إتعصب من بروده و الاكتر تريقته: إحترم نفسك و إتعدل و انت بتتكلم .. و بعدين ليه لاء ؟ متعملهاش ؟ مقتلتش قبل كده ؟
مالك لسه هينطق فهد سبقه بصوت عالى بإستفزاز: و لو افترضنا صدقنا فيلم التسمم ده ف ده مش معناه برائتك .. كان عندك نية القتل و الحظ سعفك
يونس رفع حاجبه: فيلم التسمم ؟ انت عبيط يالا و لا حاجه ؟

مالك بروده بيزيد: و انت بقا دخلت ف نيتى و لا القانون اللى إتغير و بقا بيحاسب ع النوايا ؟
فهد لسه هيتعصّب هنا كان الدور على مالك يسبقه بإستفزاز: هو انا سيبتكوا من كتير للدرجادى ؟ و القانون بقا يمشى ع النوايا
فهد زعق: لو فاكر ببرودك ده إنك مسنود على حد او حاجه ف متحلمش .. عشان مش هتعدّى منها المرادى .. البلد مش سايبه و لا هتسيب ليك و لا للى زيك
مالك هنا فقد بروده و زعق قصاده: و اما انا ذباله كده لحقت الزفت البنك ليه ؟ حققت و دوّرت ف اللى حصل ليه ؟
هنا سالم المحامى وصل و سمحوله يدخل و اللوا مدحت موبايله رن ف اخده و خرج ..

سالم بهدوء: ده تقارير بتقول ان مالك باشا راح ع الاماكن المحيطه بالبنك و بشركاته و فتّش كاميراتها بما فيهم الكاميرات تبعنا و هو اللى إبتدى يدوّر ورا اللى حصل حتى قبل ما النيابه تحقق
فهد ضحك بإستهزاء: و هو كان مين اللى عطّلها من الاول ؟ مين اصلا عنده القدره و المهاره يعمل ده غير واحد متدرب كويس قوى و فاهم قوى هو بيعمل ايه مش بيتصرف بعشوائيه .. يعنى مش بلطجيه و السلام .. هو انتوا بردوا مش بيدرّبوكوا ع الحركات دى ؟
مالك بصّله بذهول و صدمته ف الكلام إنه من آخوه كانت اكبر من إنه يرد عليه ..

سالم إتدخّل ف الحوار: كمان شهادة الناس اللى هناك ان مالك كان ف مبنى المجموعه لحظة اللى حصل و منزلش إلا بعد الهجوم و اعتقد ان الرائد محمد شهد بكده إنه كان عند مالك باشا و خرج قبله و سابه ف المجموعه و ان الضرب إشتغل بعد ما نزل بدقايق .. اعتقد إنه مش وقت كافى يعمل فيه كل ده !
فهد: و اما نزل و شافهم محاولش يقف لهم ليه ؟
سالم: ايوه ماهو طاردهم بضرب النار لحد ما إختفوا ف لو تبعه هيضرب عليهم نار عشان يقعوا و يتكشفوا و يكشفوه ؟

فهد مش مقتنع و بيحاول يطلع اى ثغره: و مروحتش وراهم ليه ؟
سالم رد بسرعه: عشان عربيته مكنتش حواليه و ده لإنه إتحرك بعيد عشان يلحق اللى حصل و طبعا عقبال ما رجع لمكانها كانوا إختفوا
يونس شرد شويه و إفتكر نرفزة مالك عليه و مالك لاحظه و تقرييا فهم اللى دماغه حاولت توريهوله ف نفخ بضيق و يونس هز راسه بسرعه و إنتبه ..
فهد بضيق: و ليه مش وقتها ؟ ليه مدوّرش الا بعدها ؟
سالم بإستغراب: انت بتكلم متهم مش ظابط على فكره .. متنساش ان اللى قدامك ده مالك صاحب مجموعة الامن و الحراسه مش ظابط المخابرات بتاعكم ..

فهيدوّر ليه بقا ؟ ده شغلكوا
مالك ببرود: الاستاذه اللى جات ترمى بلاها من غير ما تفهم إتهمتنى نفس الإتهام فنزلت اشوف فى ايه ..
سالم المحامى إتدخل ف الحوار: بما إن البلاغ مش مستند بأى ادله او شهود و مقدرش يثبت إدانته ف انا بطالب إنه يخرج و بدون كفاله

فهد مش عارف يقول ايه: اكيد احنا محتاجين وقت نتأكد من ده
يونس إتنرفز: وقت لأيه ؟ انت معاك تقارير بتقول إنه كان ف شركته وقت اللى حصل و إنه هو اللى طاردهم و إنه نزل بنفسه دوّر مع ان ده مش شغله .. ده غير إنى شاهد على ده كله .. عايز ايه تانى يآكدلك و تدوّر فيه ؟
فهد بإستفزاز: و الله التقارير لوحدها كان ممكن تكفى .. بس حكاية إنك شاهد دى اللى يتدوّر فيها.

يونس وقف و زعّق: انت زوّدتها قوى .. و اذا كنت سايبك ف ده عشان اخوك اللى يوم ما تعلى و تعلى و تحس إنك بقيت حاجه فيدوب هتوصل لتحت رجله
فهد وقف بغيظ و بص ف ساعته: و الله ؟ طيب كويس .. كان نفسى اكمل كلامنا و اشوف ايه حكاية تحت رجله دى بس للأسف معنديش وقت ( بص لمالك بقرف ) و لا اعتقد إنه الباشا بتاعك عنده وقت .. هو عنده حجز و شكله كده رجله خدت ع السكه
يونس قرّب زقّه بعنف: انت فاكر نفسك هتعمل ايه ؟ انت إتجننت ؟
الرائد محمد إتدخل فصل بينهم و فهد رسم على وشه إبتسامه مستفزه و ضرب الجرس لعسكرى دخل ..
فهد ببرود: يُحجز على ذمة القضية لحين إستكمال التحقيق و التأكد من الشهود و الادله
شاور للعسكرى: خده

مالك وقف يمشى مع العسكرى و يونس وقف و زقّه: رايح فين انت كمان ؟
قرّب من فهد بهجوم ضربه ف وشه و فهد زقّه بعنف و الاتنين إشتبكوا و اللوا مدحت دخل على صوتهم و الرائد محمد و بيحاولوا يفصلوهم و مالك زى المتلجم قدامهم متدخلش ف اللى بيحصل بينهم و لا حتى بالكلام ..
حلم قرّبت منه خطوات و لسه هتتكلم لمحت دمعه بيجاهد يحبسها بالعافيه و لسه هتتكلم مالك راح للعسكرى اللى اخده و خرج و يونس خرج وراه و رزع الباب بعنف ..

اخدوا مالك على زنزانه و إتحبس و يونس رايح جاى بغيظ و ماسك موبايله ..
فهد من وراه ببرود: ريّح دماغك و خد بعضك و روّح لإنك مش هتعرف تعمله حاجه
يونس لفّ وشه له بقرف: نعمم ؟
فهد إتكى على كلامه بإستفزاز: بقول امشى عشان المرادى مش هينفع
يونس كزّ على سنانه بحده: غور من وشى بدل ما انا اللى اخليك مش هتنفع لحاجه تانى
فهد لاحظ حلم خارجه ف ساب يونس ببرود و مشى ..
حلم خلصت و بتلف لقت فهد واقف و كإنه مستنيها: هو انا ممكن اسألك سؤال ؟
فهد هز راسه: اه اخويا للأسف .. مش ده اللى عايزه تسألى عنه ؟

حلم إتصدمت للحظات و معرفتش تقول ايه: انت ليه مش جنبه ؟ ليه مش معاه ؟
فهد اخد نَفس طويل خرّجه بعنف: معاه فين ؟ ف اللى هو فيه ده ؟ تعرفى ايه انتى عنه و عن اللى هو فيه عشان مستغربه إنى مش معاه فيه ؟ انتى حتى شوفتيه بعينك بيقتل و بدم بارد و عشان اللى عملوه و اللى بيحاولوا يعملوه دلوقت الموضوع عدّى
حلم: و ليه هيعدّوه ؟

فهد مط شفايفه: اللى زينا له ف كل سكه الف سكه يحود منها .. و السالك بس هو اللى سكته واحده و اعتقد ان مالك عرف يحود من سكته و ده عشان مش سالك
حلم إفتكرت كلام عمها ف شردت و فهد بصّلها بغموض: هتندمى
حلم إنتبهت: نعمم ؟
فهد ببرود: بقول هتندمى .. امشى و متبصيش وراكى عشان متقعيش وقعه زى دى
حلم صوتها إتهز: و ليه متاخدش بإيده ؟

فهد ببرود: مالك وقع و هو اللى بإيده مصمم يفضل ف الارض و عشان حد ياخد بإيده لازم ينزل و يوطى و يطاطى
حلم عيونها لمعت بدموع: انت ازاى بتتكلم عنه كده ؟ مش زعلان حتى عليه ؟
فهد سكت كتير: علمونا ف شغلنا ان حياتنا ارخص هديه ممكن تتقدم للبلد .. حياتنا احنا مش بس حياة اللى حوالينا .. يمكن عشان زرعوا فينا حب البلد بتوغّل ف مبقيناش نقبل الغلط ف حقها حتى لو السكينه على رقبتنا مش رقبة حد عزيز علينا
حلم معرفتش تقول ايه ف مشيت زى التايهه بس جواها مش عارفه تقتنع بولا حرف .. حتى البلاغ و اللى الكلام اللى إتقال فيه و لا ان مالك ممكن يبقا وحش كده او يعمل ده .. ده حتى مش عارفه تشوفه قاتل رغم إنه حصل قدامها !

فهد: انتى عارفه ان مالك حاول يهرب برا البلد لصالح منظمه تانيه .. و واحد زى مالك بقدراته لولا إنه إتكشف على اخر لحظه الله اعلم كان ممكن يكون فين او بيعمل ايه ..
حلم بصتله كتير بعيون شارده: انت عارف إنه حتى ف عز محنته و هو هربان دافع عن شرف واحده متخصهوش، رفض يجيب سيرتها ف التحقيقات عشان ميأذهاش، يعنى اعتقد لو كان هرب من البلد زى ما بتقول مبادئه واضحه و مش هتتجزّء
فهد إتريق: و إتجزّئت بقا لمجرد إنه عايز يهرب تانى و معرفش ؟ يعنى مبادئه ثبتت و هو هربان و إتجزّئت دلوقت ؟ انتى سامعه نفسك ؟

حلم هزّت راسها بخيبه فيه: بمجرد ما سمع إسمك ف محنه جه جرى و بمجرد ما انت سمعت إسمه ف بلاغ جيت جرى بردوا بس الفرق إنه جاه جرى جنبك و انت جيت جرى دوست عليه .. طب انت عارف إنى سمعت يومها يونس بيقوله إنه مجهّزله كل حاجه و هيخرّجه برا البلد ؟ تفتكر اللى رفض فرصة الهروب وقتها و إنه ينفد من الموت و هو مش عارف يثبت برائته و هيتعدم ايه اللى يجبره للهروب تانى ؟ مش يمكن انت ؟
فهد إتريق: جايز
حلم غمضت عينيها بتلقائيه و من غير ما تلتفت له مشيت بهدوء ..

فهد حس بحيرتها و من عينيها قدر يقرا التردد اللى هى فيه و حس إنها هتسحب بلاغها ..
راح على مكتبه و شويه و اللوا مدحت راحله: انت مش هتمشى ؟
فهد بضيق: لاء
اللوا مدحت: فهد انت لازم تبقا
فهد بإختصار: عايز ابقى لوحدى شويه .. و بعدين فى شوية حاجات هنا لازم تخلص ف مسهّر شويه
اللوا مدحت: هتدخل لمالك ؟

فهد بقرف: ربنا يسهل
اللوا مدحت: لو إحتاجت حاجه كلمنى
مشى و سابه و فهد حدف القلم اللى ف إيده بعنف ع المكتب و قام وقف .. فضل رايح جاى بغضب حابسُه جواه لحد ما خرج من المكتب راح على زنزانة مالك ..
شاور لكذا حد راحوا وراه و شاور للعسكرى فتحله باب الزنزانه كان مالك قاعد ف الارض و ساند راسه ع الحيطه و مغمض عينيه بس صاحى ..

فهد وقف ع الباب بجمود: ضيّعت نفسك و ضيّعت أمى و أبويا معاك .. بس مش هسمحلك تضيّع الكل معاك
مالك بتلقائيه إتكى على تغميضة عينيه قفلهم بعنف و فهد خبط الباب برجله بعنف: عملت كده ليه ؟ وصلت للمرحله دى ليه ؟ لا انت اول و لا اخر واحد يسيب شغله .. الظروف عمرها ما كانت دافع ابدا للغلط و لو كانت دافع كان الكل بقا معجون ف الغلط
مالك من غير ما يفتّح: انا مش هسألك ليه مكنتش جنبى و لا ليه مسألتش نفسك ايه اللى وصلّنى لكده .. انا بس عايز اعرف انت ليه شايفنى وحش قوى كده يا فهد ؟ رغم إنك عمرك ما شوفت منى حاجه وحشه .. عشنا مع بعض فوق الخمسه و عشرين سنه امتى شوفتنى بعمل غلط ؟ امتى شوفتنى ليه فيه اصلا ؟

فهد إتنرفز: و يوم ما بقى ليك فيه ابدا مش هبقا جنبك و لا هبقا الإيد اللى بتطبطب
مالك مره واحده قام وقف قصاده و زعّق بصوت عالى كإنه بيجاهد يجيب طاقه حتى للكلام: و انتى امتى كنت جنبى ؟ انا يوم ما إتحبست كنت اول حد يتخلى عنى حتى قبل احلام اللى هى مش من اهلى اصلا .. انت وقفت قصادى تحاسبنى قبل ما تسمعنى .. روحتلك محتاجلك زقتنى بمسدسك و انت واخد قرارك .. و اول ما وقعت كنت اول اللى إتلموا حواليا يتفرجوا .. ده انت يا أخى روحت تتابع كشف الزيارات اللى بتجيلى عشان بس تشوف مين هيحاول يوقّفنى من تانى على رجلى و اذا كان حد ورايا و لا لاء .. و يوم ما خرجت كنت اول واحد يتهمنى إنى هربت .. و يوم ما الظروف زنقتنى سيبتنى امد إيدى استلف و كنت اول واحد يحاسبنى جيبت الفلوس منين .. و يوم ما جيت احاول اخلق لنفسى فرصه و لو مؤقته لحد ما اقف على رجلى كنت اول واحد بيبلّغ عنى حتى من قبل ما يسمعنى ..

امتى كنت جنبى قبل كده عشان تحكم عليا اما اغلط مش هتقف جنبى ؟
فهد ملقاش حاجه يقولها ف شاور للى وراه دخلوا و مالك بصّله بترقب و على وشه صدمه جمّدت كل ملامحه ف لحظه ..
فهد خرج بجمود و اللى سابهم مع مالك كانوا عارفين كويس قوى هيعملوا ايه .. قرّبوا من مالك و واحد منهم إستغل فرصة صدمة مالك و ضربه بوكس ف وشه و بسرعه كان واحد تانى لفّ وراه كتّف دراعاته و إتكاتروا عليه ..

مالك هنا الغل إتملك منه و كل اللى حصل معاه و عدّى و اخرهم كلامه مع فهد بقا يروح و يجى قدام عينيه زى الفلاش كإنه بيفوّقه .. المكان و منظر الزنزانه فكّروه بيوم قتل أبوه و أمه و اما جه لخليل .. فكّروه بقتل خليل نفسه اللى كان زى العاصفه اللى طيّرت كل اللى كانوا جنبه كإنهم ورق !
مالك جمّد دراعاته بحده و قدّمهم قدام و ف حركه سريعه رجّعهم لورا بعنف ف اللى ماسكُه من وراه إتحدف ع الارض .. ف لحظات كان اللى قدامه إتفاجأوا من مقاومته اللى ظهرت عليه فجأه ف أخدوا خطوات لورا ..

مالك مكنش معاه حاجه يضرب بيها و مكنش عارف هيعمل ايه بس اللى عارفُه كويس إنه مش هيقبل اى إهانه تانيه من اى نوع و لا من اى حد ..
هجم عليهم و اه مكنش بيضرب بشكل حيوى يموّت بس كان الغل مسيطر عليه ..
ثوانى و باب الزنزانه إتفتح و دخل الرائد محمد اللى إتفاجئ بالوضع و حاول ينهيه ..
الرائد محمد و هو بيخلّص الرجاله من قدامه و يخرّجهم واحد ورا واحد: انت إتجننت ؟ ايه اللى بتعمله ده ؟ انت ايه مبتتعلمش ؟ الموقف ده مفكركش بحاجه ؟ مفوّقكش ؟ و لا مصمم تبقا بلطجى بالعافيه .. انت إستحليتها ؟

مالك زقّه بعنف لزقه ف باب الزنزانه: غوور من وشى انت كمان
محمد بعنف: هستنى منك ايه ؟ انت واحد شوفته بيقتل قدامى و بمنتهى البرود بس عارف واضح إنه طبع و إنك واخدها بالدراع .. يا خساره كنت بوهم نفسى إنك غير كده و كان نفسى اصدق
مالك مسكه من هدومه حدفه برا الزنزانه و من كتر ما بينهج من الغل اللى إتملك منه كلامه كان بيطلع متقاطع: اطلع ... براا ... محدش له دعوه .. هى الضحيه اما بتقع بتكتر سكاكينها ؟ كنتوا فين من الاول ؟ فييين ؟

فهد طلع من مكتبه على صوتهم .. هو كان سامع مالك من الاول بس اما سمع صوت محمد خرج و إتفاجئ بمالك زى الثور الهايج و بيحدفه برا الزنزانه ..
فهد لسه بيقرّب محمد راح عليه رجّعه و شاور للعساكر قفلوا عليه الزنزانه: محدش يدخله
العسكرى بتردد: بس فهد باشا
محمد بضيق: قولت محدش يدخله .. لا فهد و لا غيره لحد ما نشوف هيحصل ايه
اخد فهد و مشى و سابهم و هما قفلوا الزنزانه على مالك اللى قعد ف الارض و غصب عنه دموعه خانته من صوت أمه اللى عمال يتردد زى الصدى قدامه و كإنه الدنيا فضيت بيه: انت و أخوك زى الإيدين ف الجسم الواحد و زى ما إيد لوحدها متسقفش بردوا واحد فيكم لوحده مينفعش و مش هيقدر على اى حاجه .. ربنا يخليكوا لبعض و تفضلوا دايما إيد واحده مفيش حاجه تفرقكوا

مالك حط إيده على ودنه كإنه سامع الصوت حقيقى و صوت دموعه إتنبح بوجع لحد ما جسمه رخى مكانه بتعب ..

محمد اخد فهد مكتبه و بصّله بعتاب: مكنش ينفع اللى عملته ده ؟
فهد بزهق: و حياة اهلك ما ناقصه مواعظ .. خليك ف حالك
محمد سكت شويه: انا مقدر موقفك و عارف انت ممكن تكون حاسس بإيه .. بس فى حاجات كتير لسه متعرفتش ع الاقل التحقيق ف اللى إتقال .. و اعتقد واحد بغموض مالك و شخصيته المُبهمه مبيحكيش كل حاجه
فهد إتريق: هيحكى يقول ايه ؟ اسكت و النبى .. ده .. ده..

محمد: انا قولتله اللى اكتر من كده .. و يمكن ده اللى خلّاه إتعصب كده و يمكن ده بردوا اللى شككنى ان فى حاجه مش مظبوطه .. الغلط اما بيقع مبيقاوحش .. مبيحسش بمرارة الظلم .. بيتقبّل اى اهانه عشان عارف من جواه غلطُه
فهد إتريق اكتر: الغلط مبيقاوحش ؟ مين قالك كده ؟ ده الدبيحه بتقاوح مع الموت نفسه لحد اخر نَفس .. و بعدين واحد زى مالك مقبلش يتعاقب على غلطه قبل كده انت متأكد إنه عملها يقوم هيجى دلوقت و يقبل ؟

محمد: ما تقعد معاه و
فهد نفخ بزهق: انا لا عايز اسمعه و لا اسمع حد
محمد وقف و هو خارج: براحتك انا بس من موقفه حسيت إنى محتاج اراجع نفسى من ناحيته تانى فقولتلك

تانى يوم الصبح يونس راح القسم و أخد حاجات لمالك و طلب يشوفه ..
فهد راحله ببرود و شاور لعسكرى: فتّش الحاجات دى
يونس بذهول: لا دى قنابل هنفجّر المرادى القسم باللى فيه ياكشى نخلص من غبائك .. حاجه بسيطه يعنى
فهد رسم على وشه إبتسامه مصطنعه بإستفزاز و شاور للعسكرى يكمّل اللى خلّص و بصّله: تمام
فهد شاورله على اخر الطرقه ببرود و يونس بعد ما مشى خطوتين لف وشه له و عض على شفايفه بغيظ و فهد ضم بوقه بإستفزاز و مشى على مكتبه ..
يونس راح لمالك الزنزانه و إتفاجئ بشكله: ايه ده ؟ فى ايه ؟

مالك متكلمش بس غمض عينيه بمنتهى الوجع و يونس إتعصب: اوعى تقول ان ... يا ابن ال...
مالك زعّق: اخرس بقاا
يونس سكت بعصبيه: تقارير المعمل الجنائى طلعت و هتخرج
مالك بصّله و غصب عنه ظهر على وشه ذهول يونس إستغربه: انت مالك مستغرب كده ؟ انت برا القرف ده و اى قرف من النوع ده مهما حصل و مهما محدش صدق .. صح و لا ايه ؟
مالك مردش و يونس بصّله كتير بترقّب ..

شويه و اللوا مدحت راح القسم و إتفاجئ بالوضع اللى عرف بيه من محمد ف دخل لفهد بعصبيه ..
اللوا مدحت زعّق: انت ايه اللى عملته ده ؟ انت إتجننت ؟ امتى كان ده إسلوبنا و لا دى طريقتنا مع متهم معلهوش حتى دليل إدانه واحد غير مجرد حتة بلاغ سهل يثبت كذبه
فهد بزهق: و هو انت فاكر اللى زى مالك هيجى يقولك اه انا عملت و عملت و سورى مكنتش اقصد ؟
اللوا مدحت بغيظ: و لو البلاغ طلع فشنك تقدر تقولى هتعمل ايه ؟ ده ممكن ساعتها تلاقى نفسك برا انت كمان .. متعلمتش من اللى حصله ؟

اللوا مدحت جاله تليفون ف خرج و سابهم بغضب و رجع و إبتسم لفهد بإستفزاز: و ادى البلاغ طلع كاذب و هيطلع منها .. عشان تبقا تتسرّع تانى
فهد إتصدم للحظات و مستوعبش ف نطق بشئ من التوهان: بلاغ ايه اللى طلع كاذب ؟ طب و اللى حصل ؟ و .. و
اللوا مدحت بغيظ منه: اللى حصل إتثبت إنه مالهوش دعوه بيه و لا له علاقه
فهد تهته: انت فاكرنى هصدق الهبل ده ؟
اللوا مدحت إتنرفز و حدف الملف اللى ف إيده ف وشه: لو عندك دليل واحد يثبت عكس ده تعالى ناقشنى .. غير كده شكوكك و مشاكلك الشخصيه مع أخوك تخرج برا نطاق الشغل
فهد فتح الملف بتوهان و إتكلم بلهجه غريبه متتعرفش اذا كانت فرحه او امل او غيظ او زعل او تكذيب .. هى مشاعر متلغبطه من واحد متلغبط: يعنى هو برئ فعلا ؟

اللوا مدحت بضيق: ده اللى وصلنى و انت اللى هتخلصله إجراءات خروجه و نقفل ع الموضوع ده نهائى .. فاهم ؟
فهد بصّله بغموض و حدف الملف و مشى على مكتبه ..

إستدعوا حلم ف القسم عشان البلاغ بإسم شركتها و من قبل ما يكلموها كانت رايحه و وصلت و دخلت مكتب اللوا مدحت و شويه و مالك دخل مع يونس ..
حلم وقفت و إتصدمت من منظره و معرفتش تنطق و مكنتش متخيله اصلا ان الامور توصل لكده ..
مالك شاف ده ف عينيها و ده زاد من قهرته و الغل اللى جواه إنه إتهان بالشكل ده حتى لو مسمحش لحد يمد إيده عليه ..

اللوا مدحت ملاحظ الوضع ف إتكلم: استاذه حلم المعمل الجنائى اثبت ان فى كاميرا ف المكان كانت شغاله .. هى اه بعيده شويه عن اللى حصل بس قدرت تثبت ان مالك كان ف شركته و لقطته و هو خارج ع الصوت و هو كمان بيطاردهم و بيتصدّى للى حصل
حِلم إتنفست بصوت عالى و كإن الكلام ده بيبرّئها هى مش بيورّطها و اللوا مدحت إستغرب رد فعلها: ده معناه ان بلاغك كاذب و ده يحاسب عليه القانون
حلم إنتبهت و معرفتش تقول ايه و بصّت لمالك ..

اللوا مدحت: يعنى لو مالك حب يرفع قضية تعويض عليكى بشكل شخصى او على شركتك هيبقا حقه و قانونا هتتحاسبى
حِلم باصّه لمالك قوى و بتحاول تقرا عينيه و مش مركزه و لا فارق معاها حتى اللى بيتقال ..
مالك ملاحظها رغم إنه مش باصصلها بس عارف هى بتحاول توصل من عينيه لأيه ..
الكل سكت و اما طال سكوتهم مالك إتكلم و حاول يرسم البرود: الموضوع مش مستاهل .. دى حتة عيله فرحانه بنفسها مش فاهمه هى بتعمل ايه ..
اللوا مدحت إستغرب رده اللى كان متوقعه هيبقا غير كده نهائى: يعنى ايه ؟
مالك ببرود مصطنع: سوء تفاهم و عدّى و ياريت ننجز
اللوا مدحت شاور لفهد: خلصت اجراءات خروجه ؟

فهد إتكلم بقرف: اه
و حدف ورقه ع المكتب قدامهم و اللوا مدحت شاور لمالك بهدوء: تقدر تمضى هنا و تمشى
مالك يمكن خروجه بالغموض ده و بالسرعه دى كان متوقعه رغم حزازية الموقف بس اللى مكنش متوقعه ابدا هو اللى سمعه من فهد ..
مالك مضى ع المحضر و اخد حاجته و قام يخرج و قبل ما يفتح الباب فهد وقف من على مكتبه و قرّب من جنب ودنه: خد بالك عشان الاوامر المرادى مجاتليش انا دى جات لغيرى .. لكن لحد عندى و انا مبنفذش الاوامر اللى بالقذاره دى
مالك بتلقائيه غمض عينيه اللى راحت لوحدها عند حلم اللى بتحاول تفهم نظراتهم لبعض و اللى ورا كلامهم ..

وقع معاها ف نظره طويله هى لتانى مره تلمح جواها نفس الشئ و متقدرش تفهمه .. الإحتياج !
مالك بص للإتنين بنظره هما إستغربوا خيبة الامل اللى فيها .. و لا مين اللى المفروض يبصّها للتانى !
مالك سابهم و مشى و لأول مره بيتمنى لو يمشى من الدنيا بحالها اللى عماله تضيق و تضيق بيه ..
حلم مضت هى كمان و خرجت بسرعه حاولت تلحقه لحد ما لمحته ..
بتتكلم و هى شبه بتجرى عشان تلحق خطواته: مالك .. مالك إستنى .. لو سمحت .. ما تقف يا بنى ادم انا مش بكلمك ؟

مالك كان خرج و وصل عند عربيته اللى يونس كان مستنيه فيها برا ف بيفتحها و هيمشى ..
حلم مش عارفه تعمل ايه توقّفه ف حاولت تستفزه: انت معندكش ذوق على فكره و لا بتعرف فيه .. بس هقولك ايه اذا كنت لا عندك اخلاق و لا مبادئ و لا بتعرف ربنا حتى ؟ واحد زيك هستنى منه ايه ؟
مالك إتجمد مكانه للحظات و هى إبتسمت بإنتصار إنها قدرت تستفزه و توقّفه و متعرفش إنها عشان تعمل ده ضغطت على جرحه بعنف ..
مالك حاول يتمالك نفسه و نطق من غير ما يبصّلها حتى: غوورى من وشى عشان اللى ميعرفش ربنا ده لو وقف هيدوس عليكى تحت رجله
حلم للحظه إتخضّت من لهجته و حاولت تنطق بس هو كان ركب و إتحرك بعربيته و يونس معاه ..

يونس طول الطريق ساكت و مالك لا عقله و لا شيطانه راضيين يرحموه من افكارهم لحد ما إنتبه ليونس ف حاول يتكلم ..
مالك بترقّب: انت ساكت ليه ؟
يونس سكت كتير جدا: هقول ايه ؟
مالك: اى حاجه .. اى حاجه ف دماغك بتفكر فيها فكر بصوت عالى
يونس كان بيسكت كتير قبل اى رد: مالك انت ليه منعتنى الحقهم بعربيتى ؟ هى اه عربياتنا كانت بعيد قدام المجموعه بس انت عارف كان ممكن ..
مالك لفّ وشه له بسرعه و بصّله و قبل ما ينطق يونس إتكلم: انا مش بشك فيك .. انا زى ما انت قولت ده تفكيرى بس بصوت عالى او بحاول اوصل لتفكيرك انت
مالك إتكلم بضيق: و لو جرالك حاجه ؟ و لو لحقتهم و دخلت ف دوامه شبه اللى انا دخلت فيها و حطوك ف دماغهم ؟

يونس حس من لهجة مالك ان ورا كلامه كلام
و مالك إنتبه ف دوّر وشه: و لو خسرتك زى ما خسرت كل حاجه و اخرهم فهد زى ما انت شوفت هعمل ايه انا ؟
يونس حاول يبتسم و حاول يقنع عقله بكلامه و مالك من عينيه قدر يفهم ده ..
مالك: انا رايح ع الشركه هتروح على فين اخدك ف طريقى ؟

يونس إتكلم بغموض: و الله انت عارف طريقى فلو طريقنا واحد خدنى ف سكتك و لو مش واحد ف انا بردوا هستناك تجيلى تطمنى عليك اما تفوق
مالك متكلمش بس خد فرامل فجأه و وقف من غير ما ينطق و يونس نزل: هستناك يا صاحبى

مالك كل حاجه و كل لحظه غلّه بيزيد و يتملك منه .. لحد اللحظه دى كانت الدنيا هى اللى معلنه عصيانها عليه .. بس من النقطه دى هو اللى قرر يعلن عصيانها عليها ..
شيطانه إتملك منه و مبقاش عارف يلجّمه و كإنه خرج عن سيطرته خلاص ..

 

من بكره اقدر اقول إبتدت روايتنا بجد .. انا اما كنت كاتباها ف اجندتى كانت بدايتها من حلقه بكره و اللى فات ده كله كان هيجى فلاش مالك بيفتكره اما يتغير و يفتكر اللى حصله و السبب ف تغييره .. بس حسيت إنكوا هتتلغبطوا ف جيبتها بتسلسل احسن من إنه يفتكر ..

 

المهم إستعدوا للشقلبه من بكره...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة