قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث عشر

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جم

رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث عشر

ليليان ف غيبوبه مش عارفه تفوق و لا عارفه تخرج منها .. بتفتّح بتوهان و شرود و ترجع تغمض تانى او بمعنى اصح تتوه و يغمى عليها ..
عقلها رافض الحياه نهائى بعد اللى حصل !
فتّحت عنيها على صوت بينادى عليها .. صوت زى الهمس بس هى عارفاه كويس .. كويس اووى ..
ياما سمعته ف احلامها اللى كانت فاكراها كوابيس .. صوت الغايب المُبهَم اللى بيزورها ليلاتى ف منامها ..

حتى و هى ف عز محنتها مغابش عنها ..
كانت بتخاف تنام لمجرد إنها بتصحى على حيوانيه بتفترس جسمها من غير رحمه ..
كانت بتخاف تنام بتخاف تغمض عنيها .. الشئ الوحيد اللى بيخليها تنام هو الصوت ده اللى بيلازمها ف احلامها .. ونيسها ف ايامها الكتير اللى مرّت عليها دى !

ليليان قامت مره واحده ع الصوت .. قعدت و فضلت تتلفّت يمين و شمال ع مصدر الصوت بس مفييش .. مفيش حد .. الصوت بيقرّب .. بيهمس .. بس مالهوش مصدر..

ليليان فضلت تهز راسها بعنف و تضيّق عنيها بدموع و قهره و بتدوّر عليه كأنها اخر امل ليها عشان تعيش ..
القشيه اللى بتحاول تتشعبط فيها من الغرق !

الصوت بيقرالها قرأن بهمس و هى اما معرفتش تشوفه صرخت بصوتها كله بقهره: مغاااااااااد !

مارد فضل ف المستشفى بعد ما خيطوله جرحه اللى إتفتح نام شويه قام مخنوق و مش عارف يتنفس ..
إتنهد بقبضه و قام من ع السرير خرج .. ولّع سيجاره و طلع يتمشى ف طُرقه المستشفى ..
خطرت ف دماغه حاجه و إتفزع فجأه .. خرّج موبايله و لسه هيتكلم إتنفض بخضّه على صوت ليليان بتصرخ و حركه و جرى ناحيه العنايه !
مراد رمى السيجاره و موبايله حتى و جرى بخوف ع العنايه يشوفها .. دخل بسرعه و هنا إتفاجئ بالمنظر ..

ليليان مقطّعه الاجهزه كلها و فاصلاها من جسمها .. و متكوّمه ف ركن السرير و بتنهج و جسمها بيتنفض ..
و إيديها اللى بتترعش مقرّباها من بوقها كأنها بتاكل اضافرها بشرود !
بتبصّ قدامها ف الولا حاجه و عمّاله تهمس بتوهان: مغااد.. مغااد .. مغاااااد !

مراد قرّب منها بوجع عليها و فضل يهدّى فيها .. بس هى كأنها منفصله تماما عن العالم ..
هى ف عالم تانى لوحدها .. عالم هوس هوس مفهوش غير صوت عياطها .. و معاه همس بصوت ونيسها بيقرالها قرأن !
مراد بيتكلم و يتكلم و يتكلم بس هى مش سامعاه ..
لحد ما الصوت إختفى و إبتدت تنتبه لوجود مراد قدامها و صوته بيتكلم: حبيبتى اهدى احنا جنبك .. احنا

هنا ليليان صرخت بعنف و حطت إيديها على ودنها: بسسسس بس بس بس بس .. اسكت .. كان هنا .. كان بيكلمنى .. كنت سامعه صوته .. انت اتكلمت ليه ؟ خليته سكت !
ليليان كانت قامت من السرير و بتتكلم بعنف و هى عماله تلفّ بعشوائيه و توهان ف الاوضه: بابااا .. باباا باباااااااااا !

رؤيه و مازن و كريم و منى و محمد و البقيه دخلوا عند مراد يتطمنوا عليه ..
هما اصرّوا عليه يبات ف المستشفى و هو وافق على مضض بس يمشوا .. و هما خرجوا بس عشان يفضل .. بس فضلوا برا و باتوا معاه
دخلوا و إتفاجئوا بيه بينهج و ماسك رقبته ب إيده و بينهج بشكل مُريب كأنه بيختنق ..
قربّوا منه بحذر حاولوا يفوّقوا فيه بس مفييش ..
رؤيه بدموع: معرفش ايه حكايه الكوابيس اللى ملازماه دى ؟!

مازن بهمس: لاء كده شكله ميطمنش .. انا هخرج اجيب دكتور من برا
منى بضيق: هتجيب دكتور تقوله ايه ؟ تعالى عشان بيحلم و مش عارفين نصحّيه؟
رؤيه: امال هنسيبه كده؟ ده .. ده
قطعت كلمتها مع صوت مراد اللى هزّ المكان حواليه: بنتى .. بنتى .. بنتى ى ى !
الكل إتفزعوا على صوته و هو قام منفوض من نومته بيتلفت حواليه بدموع مكتومه و قبضة قلب مش عارفلها سبب !

قعد كتير يتنفس بسرعه و عينيه بتزوغ المكان بقهره كأنه بيدوّر على حاجه فقدها !
إتنهد بقهره كأنه اللى فقدها مش حاجه ده روحه !
مهاب قرّب منه: انسى بقا .. انسى يا مراد .. انسى عشان تعرف تعيش .. انت
قاطعه مراد بوجع: قلبى متشحتف مش عارف ليه ؟! قلبى مفطور و مقبوض و بيتنفض زى اللى فقدهم دلوقت ! حاسس بقهره محستهاش حتى يوم ما سابونى !
كلهم بصّوله بزعل عليه .. الكل بيتصعّب عليه و على جرحه اللى مش عايز يلم !
و هو لاحظ نظراتهم و زادت من خنقته: براا .. يلا كلكوا برا .. انا اصلا هلبس و امشى من هنا
( لسه مهاب هيتكلم ) قاطعه ب عِند: و من غير و لا كلمه .. اطلعوا يلا

خرجوا من عنده و هو فضل كتير قاعد على حرف السرير بخنقه .. و الاخر اتنهد بقله حيله و قام ع الحمام و اتوضى و صلى و لبس و خرج روّح عالبيت !

عند ليليان ف المستشفى ..
كانت قامت من السرير و بتتكلم بعنف و هى عماله تلف بعشوائيه و توهان ف الاوضه: بابااا .. باباا باباااااااااا !
مارد قرّب منها بدموع حاول يسيطر عليها بس مش عارف بتصرخ بهيستريا .. بابااا .. بابا !

مصطفى دخل على صوتها و من نظره قدر يفهم حالتها .. لفّ و خرج نادى ع الدكتور اللى جاه بسرعه و معاه اتنين مساعدين ..
بالعافيه و بعد معاناه إدوها مهدئ كتير و الاخر منوم لحد ما إبتدت تقع منهم بخمول و جسمها يرتخى ..
حطوها ف السرير و علقولها المحاليل تانى و سابوها و خرجوا ..
و هى بصوت مبحوح من بين دموعها: بابا .. بابااا !

مهاب صمم يروح مع مراد ع البيت .. و قدام إصراره مراد وافق بضيق ..
وصّله و مراد بنفاذ صبر: يلاا إتكّل
مهاب حاول يهزر: يا بنى امتى هيبقا عندك دم ؟ هدخل بس
قاطعه مراد بزهق: لاااء
مهاب بيستفزه: على فكره ده بيتى قبل ما يبقا بيتك .. ده بيت اختى يا جدع انت
مراد ب إصرار: بردوا لاء .. ماهو عشان اختك دى لاء .. ده بيتها .. بيتها و بيت ولادى .. و انا خدت عهد على نفسى بعدهم محدش هيدخله .. اى حد مهما كان !
مهاب إتنهد بحزن: ارحم نفسك يا مراد
مراد: ياريت ربنا اللى يرحمنى بقا

مهاب لسه هيتكلم مراد قاطعه بنفاذ صبر: انا هدخل ارتاح شويه و نتقابل اخر اليوم ف الجهاز .. يلا اتّكل
مراد دخل و مهاب إتنهد: ياريت فعلا ترتاح بجد

مراد دخل و طلع اوضه ليليان ..
مش عارف ليه حسّ إنه محتاج يبقا فيها شويه بعد الكابوس اللى شافه .. دخل بكسره و فضل يلفّها بعينيه كأنه بيدور على صاحبتها .. روحه اللى فارقته من سنين ..
روحها محاوطاه ف كل حته .. منام و احلام و كوابيس مبتنتهيش ..
إتنهد بقهره و قعد ع السرير و مدّ إيده اخد صورتهم سوا اللى ع الكومدينو و ميّل بجنبه نص واحده ع السرير .. فضل يتأملها كتير و صوته المخنوق بالدموع إترعش:
"تعالى نستخبى ف حضن بعض حبه و اما نغمض عينينا نلاقيكى بقيتى شابّه
ده انا اول يوم ف عمرى من اول ما اتولدى و عشان كده قلبى حاسس إنك امى و بنتى
تعالى نستخبى انا و انتى من الزمان  و نزرع المحبه ف جنينه الرحمن
تعالى ف حضن ابوكى ابوسك من جبينك ياريتك تاخدى قلبى تعيشى بيه سنينك
ده انا اول يوم ف عمرى من اول ما اتولدتى و عشان كده قلبى حاسس انك امى و بنتى"

 

عند ليليان ف المستشفى ..
قامت مره واحده زى التايهه .. دموعها متجمده .. مبتعيطش .. بتتلفت حواليها بزوغان !
مراد كان قاعد على كرسى جنبها و مصطفى كان ف البلكونه .. قرّبوا عليها بحذر و هى بتتلفت بلهفه: فييين ؟!هو فين ؟! مشى ليه ؟
مصطفى بحزن: هو مين يا ليليان ؟

ليليان و هى بتتلفت حواليها: بابا .. كان هنا .. انا شفته .. كلّمنى .. انا سامعه صوته !
قامت بسرعه ناحية الحيطه مره .. و رجعت عند الباب مره و ف ناحيه غيرها مره ..
و عماله تلف بعشوائيه و تخبُّط: كان قاعد هنا .. لاء هنا .. لالا جاه من هنا .. قعد هنا و كلمنى .. سمعت صوته .. شوفته .. شوفته !
حاولوا يقعدوها و اما معرفوش نادوا الدكتور تانى و إداها مهدئات تانى و رجعت ف النوم !

ليليان تحت تأثير المنوم و المهدئات راحت ف النوم و مصطفى و مراد جنبها ..
مراد قرّب منها بتلقائيه باس على راسها بقلق عليها و شاور لمصطفى بعينيه إنه خارج شويه و هو هزّ راسه
مراد خرج إتنهد بقلق ..
منظر ليليان و هى عريانه و مًغتصَبه و مضروبه بيروح و يجى قدام عنيه بتخبُّط ..

مش عارف يتوقع حاجه او سبب او حد معين .. و هل لموضوع أبوها ده علاقه ؟ هما صجيح اه مطلعوش اهلها بس مستحيل يكون لحد فيهم يد ف اللى حصلها !
طب مثلا عداوه مثلا لأهلها مع حد و إنتقموا فيها خصوصا ان نضال شغله مع عاصم كله غامض ..
حاله قلق مسيطره عليه و من وسط قلقه إفتكرها .. لمحها كأنها قدامه و ده زوّد قلقه !
مَعرِفش ليه قِلق عليها بس لمجرد التفكير ف إنها كمان بنت و ممكن يحصلها .. يحصلها ..
إتنفض من مجرد التفكير ف إنها ممكن تتحط هى كمان ف نفس الموقف !
مره واحده خرّج موبايله و لأول مره من غير تردد رن عليها !

غرام ف شغلها قاعده ع المكتب بملل .. فتحت اللاب و إبتدت تقلّب فيه بفتور ..
بقالها ايام بتحاول توصل لمراد بس مش عارفه .. من اخر مره راحتله الشقه و كانوا فيها مع بعض إختفى ..
مع إنه كان كويس و حسّت إنه إتراجع او ع الاقل متخبّط بس بعدها مفيش اخبار !
شغلت ميوزيك ع اللاب و إبتدت تقلّب ف صفحته يمكن تلاقى جديد
ريهام صاحبتها دخلت عليها و بصّتلها و بصّت للاب و رجعت بصّتلها بتريقه: ايه يا عم المجروح .. مش لسه بدرى ع المرحله دى ؟ مش شايفه إستعجلتيها شويه ؟
غرام إنتبهت و هى لسه بتقلّب ف اللاب: هاا مرحله ايه اللى إستعجلتها ؟

ريهام بنبره تريقه مضحكه قلدت الاغنيه الشغاله: كاان الحنيييين لعنيك .. و هحبك ميييين بعديك .. ده من سنين بناديك
غرام بهزار: لا عادى .. انا البنت اللي لما تسمع اغاني حزينه تحس إنها مجروووحه .. بس ماعرفش مجروحة من ايه و ربنا
ريهام ضحكت: ده حالنا كلنا ياشابه
إتلفتت ل اللاب و إنتبهت لصفحة مراد المفتوحه قدامها: ﺍﻧﺘﻰ ﺑﺘﺮﺍﻗﺒﻰ ﺑﺮﻭﻓﺎﻳﻠﻪ .. ﻭﻫﻮ تلاقيه ﺑﻴﺮﺍﻗﺐ ﺑﺮﻭﻓﺎﻳﻞ ﻭﺍﺣﺪﻩ ﺗﺎﻧﻴﻪ ﺑﺘﺮﺍﻗﺐ ﺑﺮﻭﻓﺎﻳﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺗﺎﻧﻲ ﺑﻴﺮﺍﻗﺐ ﺑﺮﻭﻓﺎﻳلك ..
ﻭﻟﻔّﻰ بينا يا ﺩﻧﻴﺂ !

 

غرام بصّتلها بغيظ: انتى بتتريقى ؟! انا هطق و انتى بتهرجى ؟ بعدين هو مبيراقبش حد .. يابنتى قولتلك ده تقيل ميجريش ورا حد
ريهام بتريقه: يا حبيبتى في رجاله تحسى إنها ماشية بمبدأ الجري ورا البنات رياضة
غرام ب ثقه هى نفسها مستغربه جايباها منين: مش ده !
ريهام: يا بنتى اللى زى ده تعصرى موبايله ينزّل نسوان
غرام بصّتلها و كزّت على سنانها و هى بصّتلها ب إبتسامه: للدرجادى حبتيه ؟!

غرام سكتت شويه: عارفه فى ناس لو غابت عِنك شويه تحسى ان النور اللى فاضل ف حياتك قَطع .. هو بقا اما بيغيب زى كده بحس ب الاحساس ده !
ريهام: إديكى قولتى بيغيب .. و اللى بيحب يا غرام مبيبعدش بمزاجه و يرجع بمزاجه .. اللى بيحب مبيغيبش و يسيب وراه البال قلقان !
غرام إتنهدت: انا إتكلمت عنى مش عنه على فكره
ريهام: و انتى هتحبيه و هو كده ؟ بيبعد و يقرب بمزاجه

غرام إتنهدت: و هو انتى فاكره الحب ايه ؟ زرار نتكى عليه يشتغل ..نتكى عليه يفصل .. إنك تحبى حد هتحبيه .. لو بطل يحبك هتحبيه .. لو مشي و سابِك هتحبيه .. لو مات هتحبيه .. لو إنشغل هتحبيه .. لو إتعصب هتحبيه .. لو قفش هتحبيه ..
غير كده لو حسيتى ان في وقت بتحبيه و وقت عادي .. او بتحبيه بس في حاله معينه و الباقي لا ...
يبقي ده مسمهوش حب اطلاقا .. إختارى ليه اسم تاني غير الحب ..
و انا حبيته و بكتفى حتى بصوته اللى اما بيغيب كده بحسّ بضلمه بخبّط فيها !

ريهام لسه هتتكلم قطع كلامها موبايل غرام اللى رن .. مسكته و بصّت فيه و برّقت بضحكه: مدد بالعدد ياارب .. بركاتك يا مارد
لسه هتاخد موبايلها و تخرج ف إتكّت عليها بعِند تتكلم قدامها ف شاورتلها على بوقها تسكت و فتحت عليه

مراد مكنش عارف يقولها ايه و لا يعمل ايه و لا هو اصلا متصل ليه ..
يمكن محنة ليليان حسسته بقلق عليها .. او يمكن لإن ليليان قريبه منه جدا و موجوع عليها جدا ف مخنوق و محتاج لحد جنبه .. او يمكن مسمعش صوتها من ايام .. او مش عايزها تفتكر إنه نسيها ..
او يمكن كل ده مع بعضه ف خلّاه إتصل من غير ما يفكر هيقول ايه !

غرام لاحظت سكوته و فهمت إنه حس إنه إندفع ف قررت تبدأ هى عشان ميندمش و يبطّل يعملها
غرام بهزار: اايه ده مراد باشا مش بيقول ( و قلدت صوته ) مممم نعممم !
مراد إبتسم غصب عنه بس بردوا فضل ساكت
و هى ضحكت: تعالى كُل ..
قالت كده و هى مش بتاكل بس قلبتها هزار عشان تكسر ضيقُه
و هو إبتسم: بردوا .. بردوا ؟

غرام بهزار: و الله نفسى اقول لبطنى انتى مش جعانه يا حبيبتى انت زهقانه بس اهمدى بقا يخروبيتك
مراد إبتسم: ع فكره اﻻكل بالليل بيتخّن هااا
غرام بطفوله: و هى معدتى هتعرف منين اننا بالليل ؟
مراد ضحك اووى و هى إبتسمت إنها عرفت تخرّجه من ضيقُه اللى هى متعرفش سببه
مراد بهدوء: هو انا لو طلبت منك تدعيلى هتدعيلى .. صح ؟ ادعيلى اووى .. ممكن

غرام إبتسمت: ‏عارف يا مراد .. في درجة حب كدا بتحس فيها إنك عايز تتنازل فيها عن كل الدعوات و الامنيات و الحاجات الحلوة اللي تقدر عليها واللي ماتقدرش عليها للي بتحبه ..لأنه عندك أولى من نفسك ومن كل الناس ..
هو ابتسم و هى سكتت شويه: انا بقا تخطيت المرحله دى معاك
مراد سكت كتير .. حس ان مش لاقى كلام إتنهد: انا بس كنت عايز اقولك خدى بالك من نفسك

هى إبتسمت و بصّت لريهام و هو سكت تانى: قصدى يعنى متأخريش برا.. و ياريت لو بلاش من خروج بالليل اصلا .. و متتحركيش كتير ف وقت متأخر .. معدش فى امان ف خدى بالك من نفسك
غرام إتكلمت بتلقائيه: انا مش هاخد بالى من نفسى .. مش مهمتى .. انا دخّلتك ف حياتى عشان تبقا دى مهمتك
مراد إبتسم لتلقائيتها: انا هقفل بئا .. سلام

غرام بهزار: ايه ده ؟ و كمان مش هتقول إتكّلى ؟
لالا قرّب كده و عملت نفسها بتحط إيديها على قورته: مممم ده انت سخن بقا .. انا قولت كده بردوا من اول ما شوفت رقمك بيرن
مراد: تصدقى انا غلطان .. يلا إتكلى بقا

غرام ضحكت اووى و هو تاه معاها: انا قولت كده بردوا.. كده انت رجعت لطبيعتك .. ايوه كده ياراجل انا كنت هقلق عليك و اجيلك ..
سكتت شويه: انت فين كده ؟ قصدى يعنى اخر مره شوفتك كنت هنا ف مصر .. انت لسه هنا ؟
مراد إتنهد: لاء ف انجلترا
غرام كشرت: انجلترا مممم
مراد إنتبه لنبرة صوتها اللى إتغيرت: جدّت ظروف كده فجأه إضطرتنى امشى بسرعه ملحقتش اقولك.

هى إبتسمت اوى لمجرد إنه بيبرر موقفه او بيلتمس منها اعذار: ممم ماشى بس ياريت متتكررش عشان مش هتعدّى تانى
مراد محبش يطوّل اكتر من كده .. حس إنه لازم يقفل الكلام على كده .. لو مش عارف يبعدها ع الاقل يحجّم الوضع !
مراد: طب انا مضطر اقفل دلوقت .. و لو حصل معاكى حاجه كلمينى على طول
غرام هنا ابتسامتها زادت اووى بس ملحقتش .. سمعت صوت جنبه
مصطفى خرج لمراد: مراد .. مراد .. ادخل ل ليليان بسرعه عشان صحيت

غرام سمعته .. معرفتش مين بس فهمت ان الكلام لمراد و ده غاظها اوى و زاد غيظها اما
مراد بسرعه: طب انا هقفل دلوقت .. سلام
و مدهاش فرصه ترد و قفل بسرعه ..
و هى برّقت للموبايل بغيظ: ليلياان ؟! و دى مين دى ؟

ريهام إنفجرت ف الضحك: ما قولناها إتقلى شويه..
يا بنتى لو احُلّت نساء الأرض جميعا لرجل ما عدا واحده لا إشتهى الواحده !
غرام بصّتلها بغيظ و كزّت على سنانها و هى رفعت إيديها ب إستسلام و ضحكت: ده مقوله لسيدنا على ابن أبي طالب على فكره ..

همسه بعد ما وقفولها نزيف المخ إتحجزت ف المستشفى و عاصم معاها مبيسيبهاش ..
إبتدت تفوق بس حالتها زى ما هى سيئه .. خاصه ان موضوع إختفاء ليليان إتنشر .. و هى عرفت بس ملحقتش تعرف اخبار بالظبط
همسه بدموع: ليلياان .. ليليان عامله ايه ؟ هى فين ؟ لقيتوها ؟!
عاصم بضيق: انتى ف ايه و لا ايه ؟ ما تخليكى ف اللى انتى فيه !
همسه بإصرار: لقيتوها ؟
عاصم بزهق: انتى اكيد مش ناقصاها زفته دى كمان

همسه قامت مره واحده بإندفاع و هو قرّب منها بسرعه: لقيتوها ؟ انطق .. لقيتوها ؟
عاصم بتهتهه: اا .. اه لقوها .. لقوها الهانم الله اعلم كانت فين و لا مع مين ؟
همسه بقلق مُبهَم: مالها ؟ فيها ايه ؟ لقيتوها فين ؟
عاصم إرتبك: الله اعلم عملت ايه و لا مع مين ؟ لقوها تعبانه و بتنزف ف شقتها ..
و اما اخدوها ع المستشفى الدكتور قال .. قال يعنى .. استغفر الله
همسه بصّتله قوى و هو بتتويه: ماهو ده اخرة دلع امها فيها .. اخرة سفرها لوحدها .. الله اعلم كانت بتهبب ايه ؟

همسه بعنف هى نفسها إستغربته: انت بتقول ايه انت ؟ اخرس .. ليليان ؟! دى ست البنات .. مستحييل .. مستحييل يكون ليها ف اى حاجه وحشه !
عاصم بغيظ: و هو انا اللى قولت الكل اللى بيتكلم .. المهم خليكى ف صحتك .. المهم انتى .. المهم تقومى بالسلامه .. انتى لازم
قاطعته همسه بقومتها: انا لازم اروحلها .. لازم اتطمن عليها و على روسيليا .. اكيد حالتهم وحشه
عاصم بغضب: تروحى فين انتى مش شايفه نفسك .. ده الدكاتره وقفولك النزيف بالعافيه
همسه بإستغراب: نزيف ؟!

عاصم: اه كان عندك نزيف عالمخ و وقّفوه بالعافيه .. نهدى بقا و نقعد و لا نناهد عشان ده و ده و نتنيل تانى؟
همسه سكتت و هو كمّل بغيظ: بعدين دى مش هنا ف روسيا .. دى ف انجلترا و الهانم امها معاها و جوز الغربان اللى عاملين فيها خواتها و رامى .. يعنى مش لوحدها

همسه بشك: و نضال ؟! انا شايفاه بيجيلك هنا المستشفى ؟ ازاى نضال هنا ؟
عاصم بتهتهه: انا محتاجه اليومين دول .. انا معاكى هنا على طول و هو شايل الشغل
همسه بذهول: على حساب بنته ؟ المفروض إنه أبوها يبقا اول واحد جنبها ف وقت زى ده .. ازاى سايبها و هنا ؟!
عاصم بتهتهه: انتى عارفه ده شغل نسوان .. هيقعد جنبها يعمل ايه؟

همسه بصّتله قوى و سكتت .. سنين معاهم و مش عارفه تفهمهم .. غموض ف كل حاجه .. كلهم غامضين و علاقتهم اغمض !
إتنهدت بضيق: و الدكتور قالك النزيف ده سببه ايه ؟
عاصم بتتويه: شدة اعصاب .. اعصابك تعبانه
همسه بإستغراب: اعصابى تعبانه انزف ؟

همسه سكتت و هو توّه و غيّر الموضوع و ده زاد شكّها .. إستنت لحد ما نزل بالليل اما لقاها نامت و نزل برا يخلص حاجه و يرجعلها ..
هو خرج و هى قامت:
انا لازم اشوف الدكتور .. ماهو انا لازم افهم اللى انا فيه ده اخرته ايه .. هيخلص امتى .. انا تعبت
لبست و نزلت سألت عالدكتور و دخلتله
همسه إندفعت بنفاذ صبر: انت هتفهمنى و حالاً انا فيا ايه .. و التعب اللى بيزيد عليا ده من ايه و إلا قسما بالله ما هيحصلك خير
الدكتور بإستغراب: مانا فهمت عاصم بيه و
قاطعته همسه: انا ماليش دعوه بزفت .. انت هتقولى و دلوقت.

الدكتور: مانتى اللى خايفه من العمليه يا مدام همسه .. و انا قولت لعاصم بيه انها اه كبيره بس مفيش حل تانى ..
ده غير إنها هتحللك مشاكل كتير زى وجع رجلك و تعب الاعصاب و الذاكره كمان
همسه بشك: ذاكرة ايه ؟ و ايه علاقه الذاكره بالعمليه ؟ و عمليه ايه دى اصلا ؟
الدكتور: طب اقعدى و نتكلم

همسه قعدت و الدكتور إبتدى يفهمها حالتها بالظبط ..
الدكتور: ده ورم عالمخ و محتاج عمليه يتشال ..
و الورم ده كان اساسه كيس دموى إتكوّن عالمخ بعد الحادثه و عشان متشالش وقتها حجمه زاد و إتحول ورم ..
و هو اللى ضاغط على مركز الذاكره و مخلّيكى فاقده الذاكره ..
و لو كان إتشال بعد الحادثه على طول من ضمن علاجها كانت ذاكرتك رجعت وقتها !
همسه بتسمعه بصدمه و هو حس إنها اول مره تسمع الكلام ده مش زى ما عاصم فهمه إنها رافضه العمليه و خايفه

الدكتور بقلق: واضح ان عاصم بيه مقالكيش حاجه عن الموضوع ده
همسه بصّتله بتوهان و هو بصّلها بقلق: ياريت ميعرفش إنى قولتلك حاجه .. ممكن هو اللى خايف و إتحرج يبين خوفه قدامى ف جابها فيكى
همسه حست ان الموضوع اكبر من إنه خايف .. و لو خايف ف هو اكيد خايف من حاجه تانيه ..
قامت بصدمه زى التايهه و طلعت اوضتها .. قعدت ع السرير بصدمه و دموعها زى اللى إتجمّدت ..
مش عارفه تعيط على ايه و لا ايه .. على سنين عمرها اللى ضاعت ف كدبه ..

و لا على حياتها اللى مشيتها على وهم .. وهم إنها كانت متطلقه و متخانه و إترمت زى ما عاصم فهّمها ..
ماهو اكيد بيكدب امال ليه خايف ذاكرتها ترجع ؟ ليه اختار وجعها و مرضها ف مقابل تفضل ف التوهه دى ؟
طب ياترى كدب ف ايه و لا ايه ؟ و لا كله كان كدب ؟
و ليه خايف من نزولى مصر ؟ ليه ممانع بقوه ؟ اكيد كان ليا بيت و حبيب و .. و .. ممكن كان ليا ولاد ؟!
سنين و هى حاسه بالغموض من عاصم بس إبتدت تربّط الحاجات البسيطه ببعض !

ايام عدت عليها ف حالتها دى اللى بقت تزيد سوء .. بقت كل يوم اسوء من اللى قبله بمراحل ..
مرضيتش تقول لعاصم حاجه و لا تواجهه باللى سمعته لمجرد إنه هيكدب و يزيد توهانها ..
عاصم ملاحظ حالتها ومراقبها بس من بعيد خاصه إنه عرف بمقابلتها للدكتور و خمن اللى قالهولها !

عدّت ايام كتير على ليليان ف المستشفى .. حالتها الصحيه بتتحسّن بالبطئ بس حالتها النفسيه بتسوء !
بتفوق على نفس الصوت بيناديها و يكلمها و بقت شويه شويه تكلمه ..
روسيليا مبتسيبهاش و رامى زيها و مصطفى و مراد ملازمينها و اما طوّلت بقوا يروحوا و يجوا عليها و الكل مستغرب حالتها !
طول الوقت متكوّمه ف ركن السرير و بتنهج و تتهته و إيديها بتترعش على وشها و زى اللى بتاكل اضافرها بتوتر
و جسمها كله بيتشنج و يتنفض !
لا بتاكل و لا بتشرب الا قليل و بالعافيه و لا بتتحرك من مكانها و ان نامت بتصحى من قلب نومها تلفّ ف الاوضه و تلف و تلف و زى اللى حد بيكلمها و بترد و تكلمه !

مراد اخد مصطفى و معاهم رامى و راحوا للدكتور يستفهموا منها عن حالتها اللى بقت قلق بالنسبالهم

مراد إتنرفز بصدمه: يعنى ايه ؟ يعنى هتفضل كده طول عمرها ؟ ما تفوق لكلامك كده و ركزّ ف اللى بتقوله
رامى بقلق: براحه بس يا مراد استنى نفهم .. يعنى ايه يا دكتور ؟ دى بتكلم نفسها !
الدكتور بهدوء: زى ما قولتلك ده انفصام ف الشخصيه ..
رامى بقلق: دى كده حالتها هتسوء اكتر و يمكن تقلب بخطر
الدكتور: بُص اللى بيعاني من الانفصام ده بيعيش في عالمه الخاص مُنعزل عن اللى حواليه
و يكون فاقد للرغبة بأي شيء و معندوش حافز كده يشجّعه ع الحياه و لا طاقة
و عشان كده هو مش بيُشكل خطر على حد و لا حتى على نفسه ..

هو بس بيبقا فقد حاجه كبيره جدا و غاليه و مش عارف يتأقلم علي غيابها .. ف بيبتدى يعمل لنفسه عالم تانى خاص بيه .. عالم غير العالم بتاعنا ..
و يبتدى يحط ف العالم بتاعه ده كل الحاجات اللى خسرها و كل الاشخاص اللى فقدهم و يبتدى يتعامل مع العالم ده على إنه الاساسى مع إنه وهمى و هو اللى حطُّه ..
بس بيلغى العالم الخارجى اللى مبقاش عايزوه و بيفقد رغبته فيه شويه شويه !

مصطفى بقلق: و كده ممكن تتعالج ؟ يعنى هتطلع من حالتها دى امتى و ازاى ؟
الدكتور: هو له علاج نفسى و ادويه و فوق ده كله إراده منها ..
هى فقدت حد غالى و مش قابله الحياه من غيره .. ف إبتدت تعمل عالم خاص بيها و حطاه لوحده ف العالم ده ..
و بناءاً على كده بتتوهّم إنها بتشوفه و بتسمع صوته ف ده بيخليها ترد عليه !
مراد بشرود: أبوهاا.

الدكتور: يبقا هو علاجها .. وجوده جنبها هو اللى هيخرّجها من حالتها دى ..
لإن ببساطه مش هتبقا محتاجه لعالم تانى تحطه فيه لإنه هيبقى ف عالمها و معاها ..و ده مش هيجبرها تهرب من واقعها !
مصطفى و مراد بصّوا لبعض بقلق
و رامى للدكتور: طب هى كده هتخرج.. هيبقا فى قلق عليها ؟ هتتعامل ازاى و لا حياتها هتمشى ازاى ؟ ازاى هتتفهم حالتها ؟
الدكتور: ليليان دكتوره و فاهمه حالتها كويس .. و عارفه هتتخطى المرحله دى ازاى ؟
و عموما انا هشرحلها

الدكتور دخل عند ليليان بعدها و إبتدى يوضحلها حالتها و يشرحلها ممكن تتعامل ازاى مع نفسها عشان تتخطى ده

الدكتور: طب هقولك على حاجه ممكن تسهّلك الموضوع شويه ..
اما تبتدى تسمعى صوت حواليكى و يتهيألك وجوده .. اعملى مثلا اى حاجه تلهيكى عنه ..
اشغلى عقلك مثلا ب اى شئ ..
طب اقولك حاجه لما تسمعى صوت بيكلمك طلّعى التسجيل و إبتدى سجّليه و بعدها شغليه لو سمعتيه ف التسجيل يبقا حقيقى ..
لو مسمعتهوش يبقا وهم مينفعش تمشى وراه و لا حتى تردى .. فهمتى

ليليان بصّتله بقهره و سكتت و الكل إبتدى يقرّب منها زى ما الدكتور فهّمهم ..

عاصم كلّم نضال اللى كان بيتابعهم من بعيد لبعيد من غير ما يتدخل و لا حتى يروح ..
خاصه و إنه عرف بحاله ليليان و انها متكلمتش !
نضال: طب اعمل ايه ؟ البت ممسمره ف المستشفى و جوز الكلاب مبيسيبوهاش و الهانم اختك و زفت رامى

عاصم بغضب: ماليش فيه .. اخلص اتصرف و إلا قسما بالله هشيّلهالك على دماغك قبل ما هى تشيلهالك
نضال: اصبر بس انا مجهزلها حاجه تقيله .. انا سمعت إنها خلاص خارجه بكره و ساعتها الهوجه اللى حواليها هتنفضّ و هعرف اتصرف
عاصم: اخلص و المرادى من غير و لا غلطه و إلا فيها رقبتك .. البت لو فاقت من اللى هى فيه هتبعبع و لو ده حصل انت عارف
نضال: لالا متقلقش ادينى كام يوم و هتسمع خبرها !

ليليان خرجت من المستشفى على شقتها و روسيليا معاها و رامى كمان ..
ايام و ليالى و اسابيع عدّت عليها و إبتدت حالتها تهدى شويه شويه بس لسه نفسيتها زى ماهى .. لسه الصوت ملازمها !
رامى إبتسم بحب: ايه بقا يا لولى قولتى ايه ؟
ليليان بدموع: الموضوع ده خلص قبل مايبتدى يا رامى
رامى: و انتى فاكره إنى هسمحلك اصلا ؟ انا قولتهالك و هقولهالك تانى .. انا بحبك و هفضل جنبك مهما حصل
ليليان بدموع: و
قاطعها رامى ب إصرار: مهما حصل
ليليان: أبوياا .. انا عايزه أبويا
رامى: هنوصلّه .. ب إذن الله هنوصله متقلقيش

سكت شويه و إتكلم بحماس: طب اقولك حاجه .. احنا بعد ما نكتب الكتاب هيبقا ليكى الحق تدخلى مصر ف اى وقت .. مانا معايا الجنسيه المصريه مانتى عارفه ..
و بحُكم إنك مراتى هتدخلى عادى ب موافقتى و مش هتحتاجى لنضال و لا هيقدر يمنعك
ليليان اول ما سمعت اسم نضال إتنفضت مكانها و جسمها إترعش و شردت

Flash baak

ليليان ف المستشفى و قاعده بشرود زى عادتها .. موبايلها رن بصّتله بفتور و سكتت بس مبطلش رن .. و الاخر جاتلها رساله فتحتها و إتهلعت مكانها !

نضال بعتلها كذا فيديو قصير ليها و هى عريانه و كل فيديو شكل مختلف ..
اخد الفيديوهات دى من كاميرات المكان اللى كان حاططها فيه !
بعتهوملها و كتبلها تحتهم
" لو نطقتى بحرف هخليكى متعرفيش تتكلمى تانى مع حد و لا تشوفى حد و لا حتى حد يبص ف وشك و لا ترفعى عينك ف حد ..
و ابقى ورينى بعد ما صورك دى تتذاع هتعرفى حتى هتنزلى شغلك ازاى .. و اوعى تفكرى ان حد من اللى حواليكى ممكن ينفعك .. ده انا بإشاره اخلص عليهم و انتى بنفسك شوفتى "

baak

ليليان فاقت من شرودها على رامى اللى لاحظ شرودها فجأه و بيبصلها بقلق و مستنيها تنتبه
ليليان إنتبهت: هااا .. كنت بتقول حاجه؟
رامى: ايه يا حبيبى قولنا ايه ؟ مش قولنا اه مش هعرف ننسى بسهوله بس ندوس ع اللى فات عشان نعدّى ؟
و سيبى كل حاجه عليا و انا هحلّها
ليليان بدموع: تفتكر هتتحل
رامى: ننزل مصر بس و بعدها كل حاجه هتيجى هتيجى بس الصبر
ليليان إنتبهت بحماس: يعنى ممكن انزل مصر فعلا بسهوله كده ؟

رامى بمكر: ايوه بس ده بعد ما نتجوز
ليليان سكتت كتير و بعدها قامت بحماس و هو بصّلها بإبتسامه
ليليان بشرود: يبقا نكتب الكتاب
ليليان كلّمت مصطفى و مراد و روسيليا و جمّعتهم و هى و معاها رامى
ليليان وقفت بقوه إستغربوها: انا و رامى هنتجوز
روسيليا إبتسمت اوى و قامت حضنتها: يا قلبى انتى .. مبروك يا حبيبتى .. ربنا يسعدكوا

ليليان قابلت حضنها بفتور .. و مصطفى و مراد بصّولها بقلق على قرارها المفاجئ ..
بس تقريبا فهموا هى بتفكر ف ايه و ده خلّاهم وافقوا من غير اسئله .. قدام روسيليا اللى لسه معندهاش فكره عن حاجه
باركولها كلهم و مراد اخدها على جنب و إستفهم منها و فهّمته إنها بالجواز ده هتقدر تدخل مصر بسهوله !

مراد: على فكره انا ممكن ادخّلك مصر من غير ده كله و انا كنت عامل حسابى على كده بس كنت محتاج المحاوله منك عشان نفهم موقف نضال .. يعنى ممكن
قاطعه رامى من وراه: اايه ده نعم ؟ احنا هنقطّع على بعض ؟
مراد بعِند: هدخلها مصر من غير جواز
رامى بغيظ: ما تخليك ف حالك بقا
مراد بصّله و بصّلها لقاها مبتسمه و رفع حاجبه: ممممم بقا هى كده ؟ إستغلال اوضاع يعنى ؟ طب مفيش جواز.

روسيليا جات عليهم: انا هكلم أبووها و اقله و خالها و
قاطعتها ليليان بحزم: انا مش عايزه حد
روسيليا بصّتلها بإستغراب و مصطفى لحق الموقف: قصدها يعنى هتكتب الكتاب ع الضيق
روسيليا بحب: ليه يا قلبى ؟ ده انا اعملك فرح و البسّك فستان و
قاطعتها ليليان ب إصرار: لاء
روسيليا تفهّمت حالتها إنها استعجال الجواز بس عشان الحادثه و مش حابه حد يتدخل او يسأل !

كلّمت نضال و بلغته و عاصم كمان و محدش فيهم اهتم يبقا موجود لإنهم لهم ترتيب تانى وخلاص حكموا بيه !

ليليان و رامى و مراد و مصطفى و روسيليا إتفقوا على يوم و إتجمّعوا و راحوا كتبوا الكتاب و خرجوا إتعشوا برا و روّحوا
رامى اخدها على شقته اللى واخدها و إتفق معاها مع الوقت هيغيّروا اللى عايزاه و هى وافقت بيها عشان الوقت

ليليان رفضت ف الاول و حبّت يبقا كتب كتاب بس .. بس رامى صمم على إنه يتم جوازه منها او ع الاقل ياخدها على بيته .. عشان تبقا ف امان و عشان يثبتلها إنه فعلا جنبها و مُتقبّْل اللى حصل و قابلها مهما حصل !

دخلوا الشقه بحب و ليليان برغم موجة الحزن المسيطره عليها إلا انها متحمسه اوى للى جاى .. مستنيه بفارغ الصبر نزولها مصر !
رامى بمكر: نوّرتى بيتك يا شااابه
ليليان بخوف مصطنع: لاء بيت مين يا عم مش لاعبه انا عايزه اروح عند أبويا
رامى ضحك: بيقولوها اروح عند امى
ليليان ب عِند: لاء انا بقا غير الكل .. عايزه أبويا
رامى بهدوء مصطنع: بسسس كده .. حااضر .. هتروحى عند أبوكى و انا كمان هنروح و كلنا هنروح سوا..
و مره واحده إتغاظ بصوت عالى: جاايلك يا ابو ليليان

ايام عدّوا عليهم .. ليليان شويه شويه بتهدى .. فرحتها بلهفتها على نزول البلد اللى هتجمعها بأبوها مغطيه عليها
رامى طول الوقت ده بيحاول يقرّب منها .. براحه و بهدوء و رقه و من غير ما يحسسها إنه واجب و لازم يتعمل

لحد ما ف يوم النور فصل .. ليليان من جوه صوتت و هو جرى عليها بخضّه
ليليان بدموع: انا بخاف من الضلمه اوى
٦خدها ف حضنه بهدوء لحد ما النور نوّر تانى .. بس هى فضلت على وضعها
رامى بخبث: مكنتش اعرف حضنى حلو كده .. ع فكره النور جاه
ليليان إبتسمت بس لسه مكلبشه ف حضنه
رامى بمكر: طب اييه ؟ حرام عليكى و ربنا انا بشر ..

ليليان إبتسمت بهدوء و هو قرّب منها اكتر: كده هضعف و انا اصلا دعييييف
لقاها مستجيبه معاه فقرّب اكتر و اكتر و كل ما بتستجيب بيقرّب اكتر
بعدها بوقت طوووويل
ليليان ف السرير بتدفن راسها ف المخده و شادّه المفرش على وشها
رامى بصّلها بترقُّب: لولى .. حبيبى .. فهمينى بس .. مالك .. سكتتى ليه كده ؟
ليليان على وضعها و ساكته و هو بقلق: طب فهمينى انا زعلتك ؟ عملت حاجه ضايقتك ؟ اتكيّت عليكى طيب ؟

رامى كان طول الوقت بيتعامل برقّه معاها زى القزاز المشروخ و بيلمسه بحذر خايف يتكّى عليه يتكسر

رامى بهزار: لاء انتى لو نيمتى قوليلى بس عشان اعمل حسابى ..
لا احسن انتى دخلتى ع الساعه كده و انا مقلّق من هدوءك ده ..
لا تكونى بتحضّرى لمفاجئات من نوع كبس عليا النوم و اغمى عليا و مش عارف مين بيودى على فين
ليليان همست بضحكه مكتومه من بين الفرش و هو إبتسم لبرائتها ..
و اما اتأكد إنها كويسه قرّب منها برقّه و مره واحده إبتدى يزغزغ فيها و هى هنا مقدرتش تتخبى تانى و إنفجرت ف الضحك

قرّب و إبتدى يتعامل برقه لحد ما إتطمنت اكتر و.كل ما بتطمن اكتر بيقرب هو اكتر
رامى بحب: بحبك
ليليان دفست راسه ف صدره: هتفضل تحبنى على طول ؟
رامى: لبعد عمرى
ليليان بدموع: مش هتسيبنى .. اوعى انت كمان تسيبنى
رامى ضحك: و لا حتى بعد موتى .. هفضل لازقلك.. هوصّى عفريتى يونسك
ليليان ضحكت اوى و هو كمان ..

رامى إبتسم: انا هقوم اخد شاور
و غمزلها: ما يلاا
ليليان بكسوف: تؤ
رامى: تعالى بس .. يعنى هيبقى زى ال
قاطعته ليليان بسرعه: ااايييه ؟ اييه انت ؟ اييييه ؟ قولت لاء
رامى بيستفزها: يعنى هتنامى كده ؟ اخييييه
ليليان بعِند: بردوا لاء

رامى ضحك اوى و سابها و خرج بيدندن و هى إتنهدت براحه و رجعت راسها لورا ع السرير ..
و شويه شويه عينيها غفيت و مره واحده إتنفضت بفزع على صوت رامى اللى هزّ الشقه كلها !
رامى صرخ بصوته كله الصرخه اللى بيها إنتهت حكايته و إبتدت من عندها حكايه تانيه خالص .. حكايه مدفونه من اكتر من 19 سنه !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة