قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مارد المخابرات الجزء الأول للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس عشر

رواية مارد المخابرات الجزء الأول بقلم أسماء جما

رواية مارد المخابرات ج1 للكاتبة أسماء جمال الفصل السادس عشر

ف بيت همسه هى ف اوضتها و امها جوه عندها .. و مره واحده جرس الباب رن و حد من الشغالين تحت فتح الباب
الشغاله: مين يا افندم ؟
أبو مراد بغضب: الحاج عامر العصامى ابو مراد !

الشغاله دخّلته و طلعت بلّغت همسه و امها اللى كانوا سامعين الصوت تحت و مستنيين يتأكدوا ..
و الاتنين بصّوا لبعض بإستغراب و سكتوا شويه
همسه بإستغراب: ايه اللى جابه ده ؟!
آمها: ايه ايه اللى جابُه دى ؟! ده بيت مرات إبنه اللى مشافهاش لسه .. و اللى ف بطنك دول أحفاده ايا كانت الظروف ايه .. و بعدين ينفع نقول لحد جايلنا ليه ؟!
همسه رفعت حاجبها: فجأه كده ؟! من غير إستئذان ؟ من غير ما يبلّغ حد ؟

هدى سكتت شويه: يمكن قال لابوكى و هو نسى يبلغنا
همسه بعدم إقتناع: خلاص إنزلى ضايفيه و انا هكلّم بابا يجى اما نشوف
هدى سكتت شويه بمحايله: طب ما تكلّمى مراد
همسه رفعت حاجبها و أمها اتنهّدت: مش ابوه ؟ و هنا جاى زياره لمراته و احفاده .. و اكيد مش معرّفهم حاجه عن الظروف ..
يبقا الأولى إنه يكون موجود ع الاقل إحتراما ليه

همسه سكتت و دوّرت وشها الناحيه التانيه بتردد .. أمها سابتها و نزلت تقابله و هى فضلت كتير ف مكانها بقلق اترددت شويه و قبل ما تكلم حد سمعت الكلام اللى جمّدها مكانها !

ف الصعيد عند أم مراد ..
ام مراد قاعده راسها بين إيديها و دموعها بتنزل بحُرقه .. بتدعى بصمت إن الامور تعدّى بخير بين إبنها الوحيد و أبوه .. و إنه ميكنش ناويله على حاجه .. و ميقفوش قصد بعض و إن مراد يتقبّل قرار أبوه او أبوه يقتنع بقراره !

فاطمه بقلق: طب هو مقالكيش رايح فين ؟
أمها بحزن: لاء هو بس عرفت إنه نازل مصر
فاطمه بتحاول تطمنها: طيب ماهو عادى أهو .. قلقانه ليه بس ؟! ما عنده شغل هناك ياما .. و ياما نزل عشان مصالحه هناك !
أمها بعتاب: بعد اللى جوزك قاله ..و السم اللى بخّه فيه لازم أقلق على إبنى .. نزل ليه بالسرعه دى لو مش ناوى على حاجه ؟

فاطمه ب إحراج: مش عارفه اقولك ايه بس ؟ انا قولت لمنير بلاش و كده كده أبوه هيوصل لكل حاجه .. بس بلاش يبقا عن طريقك انت بس هو مقتنعش .. و لا مراد التانى اقتنع .. ما التانى قولتله بلاش .. بلاش خالص من الحوار ده بس مقتنعش هو كمان !
أمها بعتاب: يعنى انتى كنتى عارفه ؟! و انا اللى سألتك يوم ما قالنا مرضتيش تقوليلى و قولتى هو يقولكوا اللى عايزوه ؟ لو كنتى قولتيلى بدرى كنت عرفت اتصرف
فاطمه: انا عرفت اه الاول بس مش من بدرى .. يوم ما عرّفكوا عرّفنى و حاولت معاه بس هو كان خلاص واخد قراره ف مقتنعش
أمها بحزن: طول عمره دماغه ناشفه ربنا يستر بقا !

ف بيت همسه ..
أم همسه نزلت بحسن نيه .. رغم إن جواها حته مش مقتنعه بحوار اهل مراد و خفيتهم من حوار جوازه من بنتها ..
و إن مفيش حد خالص منهم وقف معاه ..
حاولت كتير تستفهم من سليم لكن كان بيطمنها ف بتسكت لحد ما تشوف الامور هترسى على ايه ..

نزلت هدى بإبتسامه على وشها و قرّبت: اهلا وسهلا نوّرت البيت يا أبو مراد .. امال فين الحاجّه كمان ؟ شرفت

أبو مراد بغضب و صوت عالى: لا اهلا و لا زفت .. و لا سلام بينى و بين الناس اللى ربطوا حبل بنتهم ف رقبة ابنى و جرجروه وراهم زى الحمار ...و عصّوه على اهله و خلّوه يقف ف وش أبوه !
هدى بذهول: ايه يا حاج الكلام ده ؟ جرجرنا مين و عصّينا مين ؟ انا مش فاهمه حاجه
أبو مراد بقرف: مش فاهمه اه .. ليه بنت الاصول بنتك مفهّمتكيش على وساختهم هى و الحمار اللى انساق وراها !؟
هدى بضيق: ممكن حضرتك بس تقعد و خلينا نتكلم بهدوء .. كده لا انا فاهمه و لا حضرتك مفهّمنى
أبو مراد بغضب: بلاش إستعباط و شغل حريم فاضى .. انتى فاكرانى مراد هتلبّسينى زى ما لبّستوه ف بنتكوا اللى دايره بين كل راجل و التانى !
هدى اتنرفزت بغضب: لاء انت كده زوّدتها اووى .. و انا بأكتر من كده مش هسمح ..

انا لحد دلوقت محترماك لاجل خاطر مراد اللى من اول ما دخل هنا و إعتبرته ابنى .. ف يا تتكلم باحترام يا تتفضل من هنا
أبو مراد بغضب: إنتى بتطردينى ؟ ماليها حق بنتك المحترمه تلّف و تدور .. ماهى تربيتك و أهو واضحه

همسه فوق سامعه كلامهم و اتجمّدت مكانها و هى مصدومه و مش عارفه تعمل ايه و دموعها متجمّده ف عينيها من الصدمه
فضلت كتير ساكته لحد ما اتلفّتت ع الموبايل بتاعها مسكته اترددت شويه ف الاول تكلم مراد و بعدها
همسه بحزن: ايوه يا بابا إلحقنى بسرعه !

ف الشغل عند اللوا سليم ..
مراد و مهاب واقفين بيتكلموا سوا و شويه و انضملهم محمد و يحيي و بسمه
محمد بهزار: واد يا مراد هو اللى بيتجوز بيتشقلب كده و لا ايه ؟
مهاب غمزله: إنكانشى إنه جواز ورق !
يحيي ضحك: اللى متربهوش أمه يربيه ايه ؟ ايه ؟ ايه ؟
محمد بتريقه: الجيش .. اللى متربهوش أمه يربيه الجيش !
مهاب ضحك اوى: و اللى مربهوش الاتنين يربيه الجواز
بسمه ضحكت اكتر: طب و اللى زيك و مربهوش التلاته بئا
مراد بغيظ: يبقا هيفضل طول عمره مش متربى

ضحكوا كلهم بهزار و مره واحده وسط ضحكهم خرج اللوا سليم ابو همسه بضيق و هو بيتكلم ف الموبايل و خرج بسرعه عدّى من جنبهم من غير كلام ..
سليم ف التليفون: متقلقيش حبيبتى انا جاى بسرعه .. خليكى إنتى بس ف اوضتك متنزليش و اقفلى على نفسك و انا مسافة السكه و هكون عندك !

عدّى من جنبهم و نزل و مراد لقط الكام كلمه دول منه و كانوا كفايه لإنه يفهم إن فى حاجه تخص همسه !
و ده كفايه إنه يخليه يطير ورا ابوها .. و يسبقه كمان عالبيت ..
مراد حصّله و اما معرفش يوقّفه اخد عربيته و طار على عنده ع البيت و دماغه بتجيب مية فكره و فكره و كل ما افكاره تزيد سرعته معاها تزيد ..
اول ما وصل من قبل ما يدخل و لمح عربية أبوه و هو ابتدى يجمَّع و فهم الحوار ..
و هنا اخد نَفس طويل بضيق و خرّجه بغضب و دخل بيقدّم رجل و يأخّر التانيه و هو عارف إنه داخل و هيخرج من المواجهه دى خسران حد أكيد بس يا ترى هيخسر ميين؟

جوه ف بيت همسه ..
هدى بنرفزه: الموضوع كده زاد عن حدّه اووى .. انا من بدرى ساكته إحتراما ليك و لوجودك ف بيتى .. بس انت اتعدّيت حدودك قوى ف إلزم حدودك و الا

قاطعها أبو مراد بغضب و صوت عالى: و إلا ايه ؟ هااا ؟! هتعملوا ايه اكتر من اللى عملتوه ؟ بنتك عملتها و ابنى لبسها .. ايه تانى أعفش من كده هيتعمل ؟!
هدى بتحاول تتحكم ف اعصابها عشان تلم الموقف: بنتى عملت ايه هاا ؟
بنتى اتجوزت إبنك على سُنه الله و رسوله .. و حملت منه بالحلال و إبنك راضى و موافق
أبو مراد بغضب: و انا مش موافق .. روحتوا لفّيتوا و دورتوا عليه و عصّتوه عليا .. إبنى اتجوزها من تلات شهور و بنتك الله اعلم حامل من امتى و ازاى ؟!

هنا همسه مقدرتش تستحمل تسمع كلمه تانيه زياده .. حطّت طرحه على راسها و نزلت بغضب
همسه بغضب: مين انت عشان تدخل البيت من غير ما تستأذن ؟ هاا ؟ و لا تحترم البيت و صحابه ؟ مين سمحلك ؟

أبو مراد بصّلها من فوق لتحت بقرف و خمّن إنها هى: اهلا بالشريفه المحترمه اللى معرفتش تقعد و لا ليله من غير راجل
همسه بصدمه: انت تحترم نفسك و تتكلم بأدب يا تخرج من هنا
أبو مراد بغضب: واحده زيك مقضياها مع كل راجل شويه اللى هتعلّمنى الادب ..
و لا اه مانتى متعوده مع ده شويه و مع صاحبه شويه .. و أهو صاحبه مش موجود هو يسدّ .. راجل و السلام !

همسه بصدمه و غضب: قسماً بالله كلمه واحده زياده

قاطعها مراد بغضب و صوت عالى ف دخوله من الباب و هو بيبصّ لابوه: انا اللى قسماً بالله كلمه زياده و هتلاقينى واقف قصادك بجد .. و ساعتها هتعرف إنى مكنتش واقف قصادك و إنى كنت مِحترم حضرتك !
أبو مراد بصدمه: انت بتعلّى صوتك عليا و تحلف كمان عشان واحده تربيه شوارع مالهاش اللى يلمّها

مراد بغضب: و لا حرف زياده و إلا قسماً بالله هنسى إنك ابويا زى ما حضرتك نسيت إنى ابنك ..
اللى انت بتتكلم عنها دى تبقا مراتى و ام ولادى .. و احترامها من احترامى .. و سُمعِتها من رجولتى ..
ف لو مش عارف تحترمها و تحترم البيت اللى انت دخلته من غير إذن حد منهم يبقا إتفضل من هنا و نتكلم برا !

أبو مراد بصّله كتير بصدمه .. معقول ده مراد !؟ ده إبنه اللى حلم كتير يبقا ظابط عشان يفتخر بيه قدام البلد بحالها ؟
اللى بيحترمه و بيحترم ارائه ..
و برغم إنه اصغر بكتير من إنه ياخد رأيه و هو كبير البلد إلا إنه بردوا بيلجأله ف كل كبيره و صغيره تخص البلد لإنه بيقتنع برأيه !
ف الاخر تبقا حتة واحده تضحك عليه و تيجى التانيه تلعب بيه !
أبو مراد مصدوم من موقفه و مش عارف ياخد رد فعل من كلام إبنه .. و مره واحده رفع إيده و نزّلها بقوه على وشه .. مراد اتلجّم تماما من الصدمه و بصّ على مراته اللى اتجمّدت مكانها !

دقايق عدّت بصمت و صدمه عالكل قاطعها دخول سليم اللى كان برا ..
و كان لسه هيدخل ف سمع حوارهم ف تراجع خطوه عشان يدّى فرصه لمراد إنه يلّم الموقف ..
لإنه لو دخل لازم ياخد رد فعل .. و رد فعله هنا هيخسَّر كتير .. يا يحاسبه على كلامه و يطرده .. يا يطرد مراد حفظاً لكرامه بنته .. ف ساب مراد ياخد الخطوه دى و يشوف إختياره ..
بس اما الامور وصلت لكده دخل بصدمه و غضب
سليم اتنرفز: فى ايه ؟ ايه اللى بيحصل بالظبط ؟
مراد بصّله بضيق و كأنه بيترجاه يلمّ الموقف و هو تفّهم ده و بصّله يطمّنه

سليم بهدوء مصطنع: حاج عامر ممكن تتفضل جوه نتفاهم .. مراد يلا ع المكتب و نتكلم جوه و انا اللى هفهّمك ده حقك .. ع الاقل واجب ضيافتك
أبو مراد بجمود: لا جوه و لا بره .. واجب الضيافه خدناه خلاص .. مرتك و بتك قدّموه كفّوا و وفّوا ..
سليم بضيق: طب بس يلا نتكلم جوه .. اكيد مش هنقف ع الباب
أبو مراد بغضب: انا سمعت و اتكلمت بما فيه الكفايه و معنديش استعداد لكلمه واحده زياده
سليم بصدق: انا ميرضنيش انك انت و ابنك تقفوا قصد بعض كده ايا كان عشان مين
أبو مراد: إبنى عمره ما وقف قصادى و يوم ما عملها كانت بسببك و ف بيتك

و ( بص لبنته بقرف) و عشان وساخته و قلة أدبه
سليم بنفاذ صبر: طب انت عايز ايه دلوقت ؟ اللى يرضيك بس هو اللى هيحصل
أبو مراد: اللى عايزوه و يرضينى قولته لجوز بتك
و هو خلاص اختار .. و انا من إنهارده ماليش ولد هعتبره خسرته ف مهمه من شغله و عليه العوض !
سليم: طب انت متع

قطع كلمته بضيق مع خروج أبو مراد بنفس العاصفه اللى دخل بيها .. و هبد الباب وراه ..
بس قبل ما يخرج بصّ لمراد نظره عمره ما ينساها .. و دوّر وشه ل همسه اللى واقفه متابعه الحوار بصمت و مصدومه و بصّلها من فوق لتحت و خرج !

الكل ساكت و مصدوم و كأن كل واحد فيهم خايف من رد فعل التانى و مستنى التانى يقطع الصمت ده
سليم بهدوء: يلا على فوق يا همسه
و وجه كلامه لأمها: و انتى خليكى معاها و اعمليلها حاجه بارده تشربها
هدى بضيق: انت ليه مقول
قاطعها سليم و هو بيبصّلها قووى و يبصّ ل همسه اللى واقفه زى التايهه: بعديين .. بعدين هنقعد و نتكلم .. دلوقت بس اتفضلوا فوق
هدى قرّبت منها و اخدتها و طلعت على اوضتها ..
همسه مشيت معاها زى الأله اللى بتتحرك بالعافيه .. بس قبل ما تطلع بصّت لمراد و اتلاقت عينيهم ف نظره طويله قووى و عينيها فيها دموع كتيره زى المخنوقه جواها ..

نظرتها هو معرفش يفسرها .. كأنه بتترجاه بتبعده بتعنفُّه بتعاتبه بتستفهم منه ..
مقدرش يحدد بالظبط هى ايه .. بس اللى فهموه إنها كرامتها إنجرحت و مش هيتخلى عنها رغم إن التمن هيبقا غالى !

همسه امها اخدتها و طلعت قدام عيون مراد و أبوها اللى واقفين بصمت
سليم: انت هتفضل كده كتير ؟ مش وقت صدمه على فكره دلوقت .. ده وقت تنقذ الموقف
مراد بتوهان: هعمل ايه يعنى ؟! هو خلاص إختار .. هو فاكر إنه خيّرنى و انا إخترت .. بس ف الحقيقه هو اللى إختار .. براحته بئا
سليم بهدوء: انت مصدوم دلوقت .. من مجيه فجأه .. من كلامه .. من عنفه .. من مدّة إيده عليك .. من كل حاجه ..
و هو كمان اكيد إتصدم من الموقف و جوازك و حمل مراتك اللى جاه بسرعه و اللى ف نظره مش مفهوم ..
ف صدمتك فوق صدمته عملوا الموقف ده !

مراد بصّله زى التايه و ساكت و عينيه بتلقائيه بصّت لفوق مكان ما همسه طلعت
سليم بهدوء: روح انت دلوقت حصّل ابوك .. متسيبش الموقف يكبر منك عن كده ..
لو محصلتهوش و لو متكلمتوش دلوقت يبقا عمركوا ما هتتكلموا تانى و لا هتتقبّلوا بعض ..
ف اتفضل دلوقت يلا وراه .. و ملكش دعوه باللى هيحصل هنا .. انا هفهّمهم ..
مراد فضل ساكت شويه و نفخ بضيق و خرج ..
و سليم فضل واقف شويه يفكر ف اللى حصل و اللى عمله ده صح و لاغلط ..
و ايه اللى ممكن يحصل بعدها .. بعدها خرج لإن معندوش اى استعداد دلوقت للنقاش اللى عارف إنه هيحصل و الاسئله اللى هيواجهها !

ماهر سكت كتيير: انت متأكد من الكلام ده ؟
نضال: اكيييد .. هو قالى اخصصله حد يراقبهم و يتابع تحركاتهم وانقلهاله
ماهر نفخ: عاصم شكله مش هيجيبها لبر ..
نضال: عشان كده جيتلك الاول
ماهر: انت قولتله حاجه من ده كله ؟
نضال: لاء قولت اشوفك الاول و نشوف
ماهر: عاصم مش هيسكت
نضال ضحك: خاصة بكده الواد علّم عليه
ماهر: مين علّم على ميين ؟

نضال: عاصم لازم يعرف لإنه كده كده هيعرف .. لو مش منى هيبقى من غيرى و ساعتها انت عارف ايه اللى ممكن يحصل
ماهر: هيعرف بس ف الوقت اللى نبقا محتاجينوه يعرف فيه .. يا اما احنا نخلّص بهدوء و من غير شوشره لاحسن هو مش هيحكّم عقله
نضال سكت شويه: طب هقوله اييه ؟ و لا هتصرف ازاى ؟
ماهر بمكر: هقولك .. بس خد بالك عشان عاصم نابه ازرق و حامى و إحنا اللى حمّناه .. ف خلينا نظبط الموضوع عشان نوجّه نابه ناحية ما احنا عايزين
نضال: ايوه ده حتى عاصم

قطع كلمته مع دخول عاصم و ملامح وشه غامضه
عاصم بص لنضال: بس عاصم ايييه بقا ؟
نضال بصّ لماهر اللى حاول يبان عادى و رجع بص لعاصم: عادى كنا بنرغى ف استقرارك هنا و إنى سفّرت روسيليا اختك عشان لو حد حاول يدوّر وراها
عاصم هز راسه ببرود و هما سكتوا
ف رجع بصّلهم: اييه سكتوا ليه ؟
ماهر حاول يستشف من وشه هو سمعهم و لا لاء و سمع ايه بالظبط: عادى كنا بندردش ف مقابلتك لجوسير
عاصم بغموض: مالها ؟ انت كنت فاكر ان احنا مش هنتفق و لا ايه ؟ ميقدرش .. انت ناسى انا ايه و كنت بعملكوا ايه ؟
ماهر هزّ راسه ببرود
و عاصم بصّلهم كتيير بغموض و قعد يدردشوا ف اى حاجه و كل واحد دماغه ف سكه ..

مراد خرج من بيت همسه ركب عربيته و مشى ..
كان هيكلم أبوه بس بعد ما مسك الموبايل رماه بضيق و غضب و كمّل طريقه ..
فضل يلفّ و يلفّ بالعرببه لحد ما نزل ف مكان هادى .. ركن عربيته و نزل منها و وقف كتير مع نفسه يراجع نفسه بهدوء

و ياترى هيحصل ايه و هيعمل ايه و الجاى هيبقا شكله ايه ؟!
اه هو كان عارف إن أبوه كده كده هيعرف و ان المسأله مسأله وقت مش اكتر ..
بس مكنش متخيل رد فعله ده ! كان متوقع منه اى حاجه .. غير انه يروح ل همسه بيتها .. و يقول الكلام ده .. و يحطّه ف موقف زى ده .. و يمدّ ايده و يصغّره بالشكل ده ..
إهانة رجولته و كرامته قدام مراته خلّته إتراجع عن اى محاوله للتفاهم مع ابوه و اخد قراره خلاص !

فضل واقف كتير يفكر و يفكر لحد ما تليفونه رن و كانت أمه عايزه تطمن منه عن اللى بيحصل .. و تبلّغه ان ابوه نزل مصر .. و هو تقريبا كان فاهم ده ف معندوش كلام يتقال ف مردش !
رنت كتير جدا و هو مردش لحد ما موبايله رنّ تانى و المرادى كان سليم اللى عايز يتطمن على الوضع معاه عامل ازاى
مراد بقلق: خير فى حاجه و لا ايه ؟
سليم: لاء انا اللى هسألك فى حاجه عندك و لا ايه ؟! كلمتك كتير و مردتش
مراد بهدوء: كنت عايز ابقى شويه لوحدى
سليم اتنهد بضيق: يعنى ملحقتوش ؟ طب اكيد هو روّح ليه مروحتش وراه ؟
مراد بضيق: خلاص الموضوع خلص .. متشغلش بالك انت
سليم بزعل: مراد انت متس

قاطعه مراد بضيق: قولتلك متشغلش بالك .. كده كده هو كان ناوى على ده .. لوى دراع يعنى .. ف خلاص بئا
سليم: طب انت فين دلوقت ؟
مراد: برا و قدامى شويه كده .. ينفع اجى البيت عايز اتكلم مع همسه شويه .. لازم نتكلم .. اكيد محتاجه تفهم و اكيد مستنيه ده
سليم بتفّهُم: انت بتسأل ؟! هستناك يلا خلّص و تعالى هتلاقينى ف البيت

مراد قفل معاه و فضل كتير جدا مع نفسه يفكر بهدوء و الاخر اخد عربيته و مشى على بيت همسه
كلم ابوها و عرّفوه إنه برا .. و شويه و طلعله و دخلوا سوا

سليم بزعل: انت مش هتبطل عادتك دى بئا ؟! ما تدخل على طول .. افهم بس لازمتها ايه تقف ع الباب و تتصل ؟
مراد سكت بس عينيه تايهه ف المكان بتدوّر عليها و سليم ضحك بهزار: هقولك ارجع مثلا !؟
مراد حاول يهزر بنص ابتسامه: تقدر ؟!
سليم رفع حاجبه و لفّ بيه ناحية الباب تانى: يلا ياد امشى اطلع برا .. يلا اتكل من هنا انا غلطان

مراد حاول يضحك و هو كمان ..
دخلوا و قعدوا و شويه و مراد كان قاعد ف وش السلم و لمح همسه نازله بهدوء .. و شكلها يغنى عن اى كلام ..
عينيها وارمه و شها محمّر جدا .. و إيديها بتتهز بضيق و ده ضايقه جدا و وجعه ..
إنه كل ما بيحاول يقرّب حاجه بتبعده .. لمحها واقفه على بُعد كأنها متردده تدخل و ده حسسه إنها محتاجه تتكلم و كويس انه جاه ..

سليم: دلوقت خلاص اللى حصل حصل انت دلوقت ايه ؟ طب ناوى على ايه ؟
مراد بهدوء: ناوى على ايه ف ايه ؟ انا راجل متجوز و مراتى حامل و كلها كام شهر و ولادى يجوا .. و ده وضع مش هيتغير لا بمزاجى و لا غصب عنى
مراد رمى اخر كلمه و هو عارف إن همسه برا و سمعاه و اتّكى على كلمه ده وضع مش هيتغير لا بمزاجى و لا غصب عنى .. كأنه عايز يوصلّها ده و مستنى رد فعلها ..

و قبل ما سليم يرد همسه دخلت و مراد متفاجئش لإنه رمى كلامه و كان زى اللى مستنى ردها و عارف إنها هتدخل ..
ف دخلت و على وشها حزن بتحاول تداريه و ترسم مكانه برود او ع الاقل غضب
همسه ببرود: بابا ممكن نتكلم شويه بعد إذنك
و قبل ما حد فيهم يرد همسه رمت الكلمه اللى لجّمتهم الاتنين و بصّوا لبعض بصدمه
همسه ببرود مصطنع: طلقنى !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة