قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الثاني للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والعشرون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الثاني للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والعشرون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الثاني للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والعشرون

اردت ان اجيب بأني كذلك اشتقت اليه. اشتقت الى وجوده بجواري وان اخبره كم انا بحاجة اليه. كم اتألم. اردت ان يواسيني لكن ما خرج من فمي كان كما هي العادة متضاربا مع ما اشعر به:
-. ربما كان يجب ان تفكر في هذا قبل ان تسافر وتتركني.
سمعته يتنهد قبل ان يقول:
- ربما انت محقة.
ارتجفت شفتاي قليلا وانا اقول:
- ربما.
بصوت حنون قال:
- كيف حالك؟
عضضت على شفتي وانا اكذب قائلة:
- انا. بخير، ماذا عنك؟ كيف هي المانيا؟

ضحك قليلا ثم قال:
- مليئة بالألمان. انا بخير يا جوزيفين
عم الصمت برهة غير عالمة ما يجب ان اقول لكن جين سبقني في هذا قائلا:
- هل انت حقا بخير؟ صوتك لا يوحي بهذا.
شعرت بشيء من الغضب. هو من تركني وسافر ورغم عدم منطقية لومي له على هذا إلا اني وجدت نفسي الومه على اية حال. لا يحق له ان يتركني شهرا ثم يسأل إن كنت بخير ام لا. لا يحق له ان يهدم دفاعاتي لأنهار بسبب كلماته الأن لذا قلت وانا اضغط على اسناني:.

- لقد قلت اني بخير، اذن انا بخير
اجاب بهدوء:
- حسنا. لقد اتصلت لأطمئن عليكي وكذلك لأخبرك انني عائد خلال اليومين القادمين إن سار كل شيء على ما يرام
كدت اهتف أن حقا في سرور لكني منعت نفسي من هذا وقلت بغيظ مكتوم:
- لماذا تظن اني قد اهتم متى تعود؟
اتاني صوته مليء بالشوق سائلا:
- الن تهتمي حقا؟

صمت متوقفة عن السير عاجزة عن الرد. لكم اردت ان تكون هنا حقا. وفي تلك اللحظة من الضعف وبتأثير من كلماته وجدت نفسي اقول بخفوت:
- انا حقا بحاجة اليك الأن
اتسعت عياناي في ذهول ووضعت يدي على فمي غير مصدقة ما قلت للتو. يا لك من حمقاء يا جوزيفين. انت اقوى من هذا. على الأقل امام الناس انت اقوى من هذا.
رد جين بشك قائلا:
- ماذا قلت؟ لقد كان صوتك منخفضا وانا لم اسم.
قاطعته في سرعة حامدتا الله انه لم يسمع ما قلت:.

- لا شيء، وداعا
واغلقت المكالمة دون ان اعطيه فرصة للرد. ثم نظرت حولي محاولتا العودة الى ارض الواقع ونسيان ما حدث للتو. يجب ان اركز على خطواتي التالية. اجل هذا هو المهم الأن ولنترك المشاعر لما بعد.

نظرت الى هاتفي مرة اخرى ثم اخرجت الرقم الذي سجلته يوم مقتل كاثرين وبحثت عنه في احد تطبيقات تعريف هوية المتصل لكن ما ظهر لي كان الإسم الذي سجلته به كاثرين وهو ما لم يفدني بأي جديد. فكري يا جوزيفين من قد يمكن ان يكون هذا الشخص الذي كانت تواعده سرا وهل له علاقة حقا بمقتلها؟ هل تعني رسالته انه كان في الحفل؟ راجعت بذهني كل تصرفات كاثرين الغريبة مؤخرا. لقد كانت تتغيب بكثرة عن بعض الحصص بعد الإستراحة وكذلك حين قابلتها من قبل في المدرسة في وقت متأخر. اذن يمكن القول بشيء من الثقة ان من كانت تواعده كان طالبا في مدرستنا لكن من بالتحديد؟ هذا هو السؤال. والذي لن اجد له اجابة هنا. يجب ان اعود الى المنزل فغدا لدي يوم دراسي على اية حال.

كالعادة لم اكن بكامل تركيزي خلال الحصص بل تمركزت افكاري على كاثرين والشخص الذي كانت تواعده سرا. شخص من المدرسة. لكن من؟ لابد اني قد رأيتها مع احد الطلاب حتى ولو مرة. لحظة الم تكن كاثرين برفقة احدهم في اول العام الدراسي؟ احد الفتيان من فريق كرة السلة اليس كذلك؟ الم تكن كاثرين مديرة النادي العام الماضي؟! لقد رأيتها مرة مع احد الاعبين لكني لم ارى وجه الفتى بل رقم الجاكيت الخاص به. ماذا كان ذلك مجددا؟ حاولت التذكر دون فائدة.

انتهت الحصص فقررت الذهاب الى النادي كي القي نظرة على الاعبين علني اتذكر اي شيء وقد كان.

وقفت عند الباب اشاهد التدريبات التي ستنتهي بعد ساعتين تقريبا للأسف. هل سأنتظر كل هذا؟ عندها رأيت احد الفتيان يلتقط الكرة ويتحرك بسلاسة متخطيا اغلب الاعبين الى حيث السلة قبل ان يقفز ليسدد هدفا كان وجهه مألوفا اكاد اقسم اني رأيته من قبل. وعندها التفت فرأيت رقمه وكان 7! اليس هذا هو نفس الفتى الذي كان مع كاثرين؟ نعم انا متأكدة انه كان نفس الرقم. ثم تذكرت فجأة ان كاثرين كانت قد حدثتني في بداية العام الماضي عن اعجابه بفتى يدعى ادجر او شيء مشابهه. اجل. لقد تحدثت اليه العام الماضي لابد اني قد نسيت امره تماما يعد كل ما حدث. هذا هو بلا شك لابد ان اتحدث اليه. إذن لا مفر من الإنتظار. لكني لن انتظر هنا بل عند البوابة حتى لا يراني احد وتنتشر المزيد من الشائعات.

جلست مستندة الى جذع شجرة بالقرب من البوابة حتى ارى الخارج منها. وبعد فترة بدأت السماء تظلم ويزداد الجو برودة فشددت عليا معطفي ورفعت قنسلوته على رأسي. وتنهدت المزيد من الإنتظار.
حين انتهى التدريب وبدأ الاعبين بالرحيل. اعتدلت وانا انظر الى ساعتي لأجدها تكاد تكون الثامنة مساء. حقا؟! كل هذا الوقت لنشاطات النادي فقط. ماذا تبقى في اليوم اصلا؟

لاحظت ادجر متأخرا عن زمائله يعبث بهاتفه فانتهزت الفرصة للأقتراب منه حين رن هاتفه وفالتقطه مجيبا الإتصال وهو يتحرك الى البوابة وانا خلفه فسمعته يقول:
- الأن؟ الم يكن الإتفاق عند منتصف الليل؟ اجل اعلم لكن تلك ليست غلطتي. (سبة بذيئة).

ثم رأيته يرفع السماعة عن اذنيه وهو يلكم البوابة الحديدة في عنف فتراجعت الى الخلف قليلا بينما اطلق من فمه عددا لا بأس به من السباب البذيء جدا. قبل ان يسرع نحو دراجته النارية داخل (جراج) المدرسة. عندها قررت اني لن اتكلم معه كما خططت بل سأفعل ما هو افضل. تعجلت انا نحو الطريق محاولة ايقاف اي سيارة اجرة ولحسن حظي فخروج الاعبين في هذا الموعد قد جذب عددا لا بأس به منهم. لذا بسهولة استطعت ايقاف واحدة وفي صمت ركبتها فنظر لي السائق منتظرا ان اخبره بوجهتي لكني اشرت اليه بالإنتظار قائلة:.

- ايا كان ما تريد سأعطيك اياه فقط اتبع ما اقول في صمت
هز الرجل كتفيه في لامبالاه وانتظر في صمت. لم يمض الكثير من الوقت حتى رأيت ادجر على دراجته خارجا من بوابة المدرسة فقلت لسائق:
- اتبعه ولا تفقده مهما حدث.

لم يعترض الرجل انطلق بالسيارة تابعا ادجر. تلك المكالمة كانت مريبة جدا. من ذلك الذي كان من المفترض ان يقابله عند منتصف الليل. اشعر انه متورط بشيء ما وحدسي لم يخني قط. لذا رغم عدم منطقية ما افعله الأن إلا اني اعتقد انه ربما يقودني الى شيء ما.

تبعت ادجر الى ما يقرب من ثلث ساعة حتى ادركت انه يتجه الى خارج المدينة! حسنا لم اتوقع هذا ورأيت السائق ينظر لي منتظرا التأكيد وقد ادرك ما ادركت فأومأت وقلت بنفاذ صبر:
- ما تريد.
وبعد عشر دقائق ادركت انا والسائق اين يتجه إدجر بالضبط وهكذا وجدت السائق يبطء حتى توقف تماما وله كل الحق في الواقع ثم قال بهدوء:
- هذا اخر ما استطيع وما تبقى سيأخذ خمس دقائق سيرا لكني لن اتقدم عن هذا.

اومأت وسألته عن اجرته فقال ما قال فأعطيته ما يريد دون نقاش بل وزد عليه لانه لم يسألني ثم ترجلت نحو الغابة بحثا عن الضوء الذي اعلم جيدا اني سأجده خلال ثوان. وقد كان. من كان يتصور ان المكان الذي كان يقصده ادجر هو دائرة النار. اشهر مكان لتوزيع المخدرات بين المراهقين والشباب. ربما ما كان يخفيه الفتى بمنتهى البساطه هو انه مدمن ولا علاقة له بكاثرين واني حمقاء لكني لن اتوقف الأن بعد ان تتبعته كل هذا لو ليس لسبب حقيقي فعلى الأقل لأرضي فضولي. شددت القلنسوة على رأسي داعية الله ألا يتعرف على احد وإلا فإنها كارثة.

اقتربت من دوائر النار الصغيرة والتي وقف حول كل منها عدد لا بأس به من الشباب والشبات يدخنون ويشربون ويتعاقرون كل ما قد يخطر في بال. نظرت الى تلك الدوائر التي انتشرت مشكلة دائرة كبرى في مركزها دائرة اخرى يقف عندها عدد اقل. لذلك يسمى هذا المكان بدائرة النار وإن المرئ ليتعجب لم لم توقف الشرطة نشاط تجار المخدرات هنا.

مررت بجوارهم محاولة عدم النظر الى ما يفعلونه كذلك في حالتهم تلك محاولة العثور على ادجر وسط هذه الفوضى المقززة. ولحسن حظي لم احتج الى البحث طويلا فعند الدائرة المركزية التي يقف عندها غالبا الموزعون. لم اكن بالغباء الكافي لأقترب اكثر بل وقفت عند احدى الدوائر بحيث استطيع رؤية ما يفعله ادجر وهو غالبا سيشتري منهم ايا كان المخدر الذي يبيعونه وحين كنت على وشك الإلتفات والرحيل رأيت ما حيرني إذ أن إدجر لم يأخذ شيئا من الموزع بل فتح حقيبته ثم دفع في يد الموزع بحقيبة سوداء فتحها الرجل الأخر بينما حملق حراسه من المرتزقة بإدجر في انتظار اي خطأ ما ليفتكوا به. لكن الموزع نظر الى الحقيبه واخرج منها كيس بلاستيكي يحوي مادة ما ونظر الى إدجر في رضى ثم قال شيئا وهو يهز رأسه ويضع الحقيبة في يد احد حراسه ثم تابع حديثه مع إدجر. بينما انا احملق محاولة فهم ما قد حدث للتو دون جدوى. هل حقا إدجر اعطى الموزع مخدرات؟! وتلك ليست بكميات صغيرة بل إنما عدة من الكيلوات. ماذا يعني هذا؟ من اين اتى بها طالب في المدرسة الثانوية؟ ان الموضوع اخطر مما ظننت. إدجر لا يتعاطى المخدرات بل يتعامل مع الموزعين؟! هذا خطر فعلا. ربما يجب ان ارحل قبل ان اقع في مشكلة توضع فوق الكوارث التي اتعامل معها حاليا وانا في غنى عن هذا الأن.

لذا تحركت بهدوء بين الدوائر الى دائرة بقرب اشجار الغابة في الإتجاه الذي جئت منه ثم توقفت حين لمحت هيئة مألوفة لشخص يقف بين الحشد الصغير يرمق ما كنت اشاهده منذ قليل. فتوقفت في مقابلته للحظة ظانة مني اني ربما اخرف وقد تعالت دقات قلبي لكن ذلك الشخص التفت إلى واتسعت عيناه كما اتسعت عيناي وانا ارمقه في ذهول عاجزة عن قول اي شيء. وفي لحظة هلع استدرت واخذت اعدو نحو الغابة بلا تفكير غير مصدقة اني قد رأيت دريك للتو. والذي لابد قد رأني بدوره. سيكون من الصعب تفسير هذا من طرفه ومن طرفي. ذلك كان دريك بلا شك. لماذا هو هناك؟ هل يتعاطى المخدرات؟ كيف ولم يشعر به احد منا؟ كيف؟ لا اصدق. دريك؟! اشعر اني سأفرغ معدتي. ليتني ما تبعت إدجر. ليتني. انا لم اريد رؤية او معرفة هذا ليس الأن. شعرت بألم جديد يخط طعناته في صدري.

ظللت اعدو وقلبي يطن في اذني من شدة الصدمة والإنفعال حتى لم اعد اسمع شيئا حولي لذلك انتفضت وشهقت في جزع حين شعرت بيد احدهم تلتف حول كتفي ودون تفكير التفت وانا اسدد لكمة لأيا كان لكني تجمدت في مكاني حين رأيت وجهه دريك يحدق بي وهو يشهق بعنف محاولا اخذ نفسه بعد كل هذا العدو. فتوقفت لا مجال للهرب الأن. انتظرت حتى هدأ اخير واصبح قادرا على الكلام ليصرخ قائلا:.

- ماذا كنت تفعلين عند دائرة النار؟ هل تتعاطين شيئا يا جوزيفين؟
وضع يده الأخرى على كتفي الأخر ثم هزني في عنف صارخا في جزع ورعب:
- اخبريني!
تأوهت وقلت وانا اتخلص من قبضته:
- ماذا عنك انت؟
لكنه هزني مجددا وانفجر صائحا:
- اجيبيني الأن! ارجوكي فقط اخبريني!
ردة فعله مبالغ فيها بشكل غريب. ماذا به؟ فتركت قبضته وتنهدت:
- لا انا لا اتعاطى اي شيء وتلك كانت مرتي الأولى في ذلك المكان، هلا هدأت الأن.

اخيرا اطلق سراحي واخذ نفسا عميقا ممررا يده في شعره وهو يتمتم:
- لقد كدت اصاب بسكتة قلبية الأن. لكن هذا لا يجيب على سؤالي ماذا تفعلين هنا؟
عقد يداي على صدري وقلت بعناد:
- ماذا عنك انت؟ هل.
قاطعني نافيا في اشمئزاز:
- مستحيل ان اتعاطى ذلك القرف
بدا مقنعا لذا قلت وانا استجمع اعصابي:
- اذن ماذا تفعل هنا؟
- إن اخبرتك ستخبرينني انت ايضا
اومأت موافقة فقال بحنق وغل:.

- ذلك الموزع هو احد طلاب جامعتي يدعى ترافيس وهو السبب في وجودي هنا فأنا اعتقد ان تلك المادة الجديدة التي يقوم بتوزيعها ليس مجرد مخدر عادي بل اعتقد انها ربما تقتل اذا تعاطها المرء اكثر من مرة
نظرت له في دهشة وسألت:
- وما الذي يجعلك تقول هذا؟
اجاب بخفوت المرارة تملئ صوته:.

- لقد. لقد مات احد اصدقائي بسببها وانا عازم على معرفة ما تلك المادة ومن يوزعها وكيف ظهرت فجأة من العدم. واليوم كان ن المفترض ان يقابل ترافيس من يسلمه ذلك المخدر اللعين. لكن ما لم اتصوره ان يكون من يمده بها صبي في الثانوية. لابد ان خلفه شخص ما لكني لم استطع التحدث اليه فقد رأيتك حينها. وغالبا قد رأني ترافيس وانا اهرع خلفك وهذا يعني اني لن استطيع الوصول الى الصبي مجددا فترافيس سيحرص على هذا وهو يعلم ما افعل.

ربت على ذراعه وقلت مواسية:
- اسفة لأجل صديقك. الهذا مؤخرا لم تكن بخير؟
اومأ في صمت فتنهدت وقلت:
- لكن ما تفعله خطير جدا يا دريك.
رفع احد حاجبيه في تهكم وقال:
- ماذا عنك؟ اراهن ان ايا كان السبب لمجيئك الى دائرة النار ليس اقل خطرا فلا تحاولي اتخاذ هذا الطريق معي. بل من المفترض ان اتخذه انا معكي!
ابتسمت للحظة ثم تلاشت وانا اقول:.

- انا هنا لسبب مشابه جدا لما انت هنا بسببه. كاثرين. كاثرين كانت تواعد احد الاعبين في مدرستنا على ما اظن وقد كانت تحدثه قبل مقتلها مباشرة لذا تبعت اكثر شخص ظننت انه قد يكون هو من كانت تواعده وقد قادني الى هنا. انه ذلك الصبي الذي تتحدث عنه من سلم الموزع المخدر. ادجر براون. اعتقد ان هذا اسمه.
اتسعت عيناه وقال في ذهول:
- انت تعريف.

قاطعته بإشارة من يدي وانا انظر الى الأشجار حولنا لقد سمعت صوتا للتو ولم تمض ثوان حتى ظهر اربع رجال من بين الأشجار يحملون اسلحة بيضاء ويشبهون بشدة حراس ذلك الموزع فنظرت الى دريك الذي قال:
- لابد ان ترافيس قد امرهم بإتباعنا
تقدموا نحونا اكثر فقلت بسخرية:
- لا اظن انه قد امرهم بإتباعنا فقط. هذا الترافيس لا يفضلك كما هو واضح
ابتلع دريك لعابه بصعوبة وهمس:
- هل تظنين ان بإمكاننا الهروب؟

نظرت حولنا. اننا محاصرون تقريبا. ربما استطيع انا الهروب لكنهم سيلحقون بدريك بالتأكيد. فهززت رأسي نافية وقلت بحزم:
- للأسف سيكون علينا مواجهتم.
لم انتهي منها إلا وقد انقضوا علينا.

الفصل التالي
لم يكتب بعد...
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة