قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع والأربعون والأخير

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع والأربعون والأخير

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع والأربعون والأخير

دخلت الغرفة بعد ان اعلموني ان ريتشارد وسيتو في غرفة واحدة فوجدت بيتر ودريك الذان لم يكد يريانني حتى انقضا علي يحتضنانني ويطمئنان علي رغم انهما الأن يعرفان الحقيقة واني لست اختهما فعلا. فقد اخبرتهم الشرطة كل شيء مما جعلني اماطل واتباطئ في الوصول الى هنا لكي لا اواجههم فلم اكن ادري ما قد تكون ردة فعلهم نحوي. كنت قلقة. لكن من الواضح وان الحقيقة بالنسبة لهم تغير شيئا ولله الحمد. امطراني بالأسئلة والعجيب انهما لم يمنحاني الفرصة للإجابة فابتسمت. اخيرا انا بين اخوتي.

بعد ان تخلصت منهم واستطعت النظر الى الغرفة لأرى سيتو المستلقي على الفراش يرمقنا بابتسامة هادئة ثم قال:
- اهلا بعودتك
احمر وجهي بعض الشيء وابتسمت بحرج وانا اخطوا نحوه في شيء من التردد. فعلاقتي مع سيتو كانت كالقط والفأر، دائما في توتر. اقتربت منه فربت على رأسي وقال:
- لو كنا في الظروف الطبيعية لكنت الأن في ورطة كبيرة، لكن نحن لسنا في الظروف العادية لذا سأتخطى كل ما حدث الى الأن.

لماذا اشعر انه يهددني. ايا يكن. كان هناك سؤال اود ان احرف اجابته منذ فترة فقلت:
- لكن كيف عرفت اين كنت؟
- اما هذا فقصة طويلة
قالها بإبتسامة غامضة ثم اشار الى ريتشارد الغائب عن الوعي واكمل:
- هو من دلني
- همم ريتشارد؟..
الأن بعد ان انتهى كل شيء إذا فكرت في الأمر جيدا فريتشارد يعتبر. خالي! اي هو اقرب شخص بالنسبة لي الأن حتى من اخوتي فتنهدت بإرتياح قائلة:
- حمدا لله انك حي.

فجأة دخلت ممرصة المكان وقالت بخشونة:
- نريد بعض الهدوء لو سمحتم نحن في مستشفى عام
تذكرت امرا هاما فقمت مسرعة نحوها وسألت:
- كيف حال هارولد؟ هل هو. بخير؟
- لا تقلقي انه في الطابق الذي يلي هذا والعملية التي اجريت له كانت ناجحة بالكامل ولقد خرج من غرفة العمليات منذ ما يقرب من ست ساعات لذا اعتقد انه قد استعاد وعيه
- جيد
ابتسم الممرضة مشفقة على حالي وقالت:.

- لا شيء يدعو للقلق فحتى السيد الدن والسيد لوسيفر لا شيء بهما تقريبا احدهما فقد الوعي من الإرهاق الشديد والأخر من نقص طفيف في الدم مع جهد مضاعف لكنهما بخير
- حسنا اذن سأذهب لرؤية هارولد
سرت الى السلالم ثم صعدتها بسرعة حتى وصلت الى الطابق التالي بحثت في ارقام الغرف حتى وجدت ما اريد فدخلت على الفور دون ان اطرق الباب كعادتي فرأيت هارولد يفتح عينيه ببطء وينظر لي ثم بضعف قال:.

- اذن فكريستل. لدى الشرطة الأن
ثم غمغم ضاحكا او ربما هكذا ارد لأن حالته لا تسمح:
- مثير للسخرية اليس كذلك؟ ان تنجح مراهقة مثلك فيما فشلت فيه انا طوال عمري رغم ما تكبدته من عناء
جلست على مقعد مجاور للفراش وقلت:
- لكني لا افهم حقا لقد اعتقدت انك...
قاطعني قائلا:
- اني كنت شريكا لها؟
قلت بحرج:
- أ. أجل
نظر الى سقف الحجرة وقال:.

- الوليس هذا ما ظنه الجميع؟ فقد كان يجب على بالفعل اطاعتها في بعض الأمور لأني لم اضمن ما قد تفعله بأبنائي
صمت في ذهول ثم قلت:
- ماذا؟ انت تمزح!
- لا للأسف هذه هي كريستل لقد قتلت والدها وشقيقيها من قبل فما الذي يمنعها الأن إلا اني ادركت هذا متأخرا. لقد حاولت اخبارك كثر من مرة لكنك كنت تفرين هاربة مني معتقدة اني سألحق بك الأذى
قلت بإبتسامة متوترة وقد تزايد حرجي:.

- لقد بدأ الأمر كله حين سمعتك تتكلم في الهاتف فظننت انك منهم
ابتسم قليلا ثم قال:
- على كل حال لقد انتهى الكابوس اخيرا
اومأت برأسي وقلت:
- اعلم انك بحاجة الى قسط من الراحة لذا سأتركك لكن لدي سؤال اخير
- ما هو؟
- لقد كنت انت من انقذني من الغرق ذلك اليوم بعد ان دفعتني في المياه عامدا مع علمك اني لا استطيع السباحة لكي لا يراني الرجال الذين كانوا خلفي اليس كذلك؟
اومأ برأسه فقلت:.

- يا لي من حمقاء لو كنت ادركت هذا مبكرا قليلا لكنت.
لكنه استوقفني بحرجة من يده وقال:
- لا داعي لما تقولين الان كفي عن النظر الى الماضي وفكري في المستقبل فانت الأن الوريثة الوحيدة لبراين بن فلادمير اي انك اصبحت ممثلة العائلة. عائلة من اغنى واعرق العائلات في التاريخ
لا ادري لماذا لكن كلماته هزتني وليس بالفرح، بل بالخوف.

لقد مر شهر الأن على تلك الأحداث وقد عادت حياتي لطبيعتها فقد لو اضفنا الصحفين المزعجين وكوننا اصبحنا اغنى من السابق بمراحل عدة، ومع تحسن علاقتي بسيتو وهارولد كما ان هارى وهيلين اصبحا يمكثان عندنا لأوقات طويله وبالأخص هاري. كل هذا رائع لكني لم اكن قادرة على الإبتهاج على الإطلاق فمنذ ذلك اليوم وانا لم ارى سيتو وهو بالطبع لم يأتي للمدرسة. في بعض الأحيان اظن اني لن اراه مجددا. الأن فقط اندم اني لم اصارحه بمشاعري بل واتمنى في بعض الأحيان لو القاه فقط مرة واحدة لأخبره بها.

تركت القلم من يدي وتنهدت حين سمعت بيتر يصيح من الطابق السفلي:
- جوزيفين اهبطي حالا
- انا مشغولة يا بيتر
صحت بها فصرخ:
- حالا!
لا مفر اذن وقبل ان اخرج من غرفتي فتح الباب فجأه ثم دخل هاري مبتسما وهو يقول:
- هيا يا جوزفين. اسرعي. هيا هيا
ابتسمت لهاري الذي وقف بقامته القصيرة واخذ يجذب بنطالي بيديه الصغيرتين وهو يصيح في حماس لأهبط فقلت:
- حسنا حسنا
ثم هتفت لبيتر وانا اغادر الغرفة:
- ماذا هناك يا بيتر؟

لكني لم اكد استدير لأهبط الدرج حتى فهمت ما هنالك وتصلبت في مكاني بينما قال بيتر بإبتسامة عريضة:
- لدينا اليوم ضيف خاص.
نعم يا سادة اظن انكم قد خمنتم لقد كان الواقف عند مدخل المنزل والذي قال حين انظر له بدهشة قال:
- لقد مرت فترة مذ رأيتك اخر مرة
نعم لقد كان جين. تماسكت وقبضت بيدي على سور السلم مقامة رغبتي في العدو اليه واحتضانه بل قلت بحدة:
- ما. ما الذي تفعله هنا؟
قال بهدوء:.

- كالعادة حدتك وغطرستك لا يمكن ان تتغير
ثم ابتسم بسخيرة وقال:
- اهكذا تقابلين ضيفا؟
عقدت حاجباي ثم بدأت اهبط درجات السلم وانا اقول بخشونة لا ادري لها سببا:
- لما انت هنا؟
لكني لم اتوقع ردة الفعل فقد ابتسم جين ابتسامة حنون ثم قال بصوت ملئه الحنين والشوق:
- أأنا غير مرغوب في؟

لم ارد لا ادري لماذا لكني لم استطع الرد وانا اشعر بوجهي يحترق لا ادري غضبا ام حزنا وفي خطوات سريعة وقف جين في محاذاتي ثم رفع يده ليضعها على بعض خصلات شعري وقال:
- لقد جئت لجعل ما كان اكذوبة حقيقة
نظرت له متسعة العينين فاكمل:
- لقد اخذ الأمر مني بعض الوقت الأفهم لم كانت ردة فعلك هكذا في اخر لقاء لنا وقد فهمت اخيرنعم يا جوزفين انا هنا لأخطبك.

لم استطع تمالك نفسي وقد انسدلت دمعة على خدي واحتضنته بعنف وانا اقول:
- انت احمق
قال وهو يضمني اليه:
- اعلم. لكنك حيرتني بالفعل.
ام ارد فقال هامسا في اذني:
- جوزفين هل تبكين؟
قلت بحدة:
- لا
ابتسم وقال:
- انت دائما تنكرين
ثم رفع رأسي اليه وقال وهوينحني لتتلامس شفتانا:
- لقد اخبرتك من البداية. انت ملكي.

الى هنا تنتهي قصتنا وإن لم تنتهي الأكاذيب والأسرار فلا يزال هناك العديد من الأسئلة فمثلا: ما السبب في ان تبتى المدرسة كمتاهة لا اول لها ولا اخر؟ ما سبب تلك التوسيعات التي لا يبدو وكأن لها نظاما ما؟ وذلك حتى قبل ان ترثها مادلين او ان يفكر براين في تخبئة قبر شقيقته وزوجته هناك. فما السبب الحقيقي؟ ثم ماذا عن شبح المرأة الذي يجوب المدرسة ليلا؟ لطالما قيل ان لكل حكاية اصل فما اصل هذه؟

ثم هل الجثة جثة مادلين حقا؟ الجسد الذي حصلت عليه الشرطة كان لمرأة احترقتبالكامل واختفت معالمها فهل هي مادلين؟ لا يوجد دليل فعلي ملموس بأن مادلين قتلت بل اصدق الأقوال انها اختفت. وماذا عن الخاتمين الذين يحملان نفس الإسم؟ الى من يرمزان حقا؟ ام انهما مجرد خاتمين عاديين؟..

وريتشارد كيف انقذ نفسه؟ بل مما انقذ نفسه؟ لقد اقسمت كريستل انها قتلته فكيف عاد الى الحياة؟ ثم كيف علم بمكان جوزيفين بهذه الدقة؟..
اما سيتو فأين ذهب؟ ومن قابل؟ وما ذلك الجرح على ساعده؟..
اما وقد عدنا الى جوزفين فلما هذا الخوف الغير مبرر من الرعد؟ هل هو حقا بسبب موت اجنس امام عينيها؟ ام انه يوجد سبب اخر. سبب لا تعرفه لكل ذلك الخوف المبالغ فيه؟..

والمزيد من الأسئلة. اسئلة لا جواب لها ربما لم يحن وقتها بعد. لكن الأن ايا منها لا يهم جوزيفين. ام انه كما قالت مادلين لابد لظلال الماضي ان تؤثر يوما على المستقبل. كما ذكرت من قبل انها ستنتقم منهم من هم؟ الم تكن كريستل؟ لقد قالت من قبل ان هذه العائلة كانت اكبر كذبة رأتها في حياتها فأي عائلة تقصد؟، عائلة الدن؟ ام عائلتها هي؟ عائلة لوسيفر؟
ان في الأمر شيء غريب الا ترون هذا معي؟

((وضعت سماعة الهاتف وعلى شفتيها شبح ابتسامة ثم اتجهت في خطوات ثابتة الى الغرفة المجاورة لبابها ودخلت وهي تقول بهدوء لذلك الرجل الجالس خلف المكتب:
- لقد ظهر الوريث اخيرا.
ابتسم الرجل بوحشية ثم نظر لها وقال بجزل:
- لنبدأ مجددا اذن.
ثم تعالت ضحكاته في استمتاع فما اجمل ما هو قادم)).

تمت
الجزء التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة