قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ليل يا عين للكاتبة رضوى جاويش الفصل الختامي

رواية ليل يا عين للكاتبة رضوى جاويش الفصل الختامي

رواية ليل يا عين للكاتبة رضوى جاويش الفصل الختامي

دفع الباب بقدمه وهو يحملها في سعادة لداخل جناحهما الذي اصر على حجزه بأسوان لقضاء شهر العسل والسفر اليه بعد انتهاء حفل الزفاف مباشرة..
انزلها في رقة داخل الجناح بعد ان اغلق الباب دافعا إياه بقدمه من جديد..
همس لها في محبة: - هاا، ايه رأيك!؟.

تطلعت للجناح حولها في سعادة وأخيرا همست في حياء: - حلو قووي، أي مكان معاك يبقى جنة، حتى ولو كان قلب عاصفة رملية ف عز الصحرا..
اقترب منها هامسا في وجل وهو يرفع ذقنها ليتطلع لعمق عينيها الساحرة: - انتِ لسه فاكرة!؟.
جال بصرها على ملامح وجهه التي تعشق وهمست في هيام: - ولا عمري هنسى، انا عشت معاك لحظات امان ف عز الخطر، عمرى ما حستها بعد وفاة بابا الله يرحمه، ازاي ده يتنسي..!؟.

احتضن خصرها مقربا إياها لصدره هامسا بنبرة عاشق: - انتِ عارفة!؟، المهمة دي كانت المفروض تخلص قبل ميعادها بفترة وانا اللي كنت بأجل ميعاد تسليم البضاعة، تفتكري ليه!؟.
همست متسائلة: - ليه!؟.

همس وهويزيدها اقترابا منه: - عشان كان فيه واحدة كانت اول ما تبص ف عيني أنسى الدنيا وما فيها، واحدة علمتني الفضيلة وانا محرص اجي جنبها او اقرب منها بعد ما وقعت فحضني وانا بحاول أنقذها وشقلبت حالي، واحدة برجلتني وانا بشبك لها ايدي عشان تطلع عليهم فوق الجمل وتعتق قلبي لوجه الله..
دمعت عيناها عشقا وهمست: - ده بجد!؟.
ضمها بين ذراعيه هامسا في عشق: - واه من وجع حالي ف بعدك يا كل حالي..

تعلقت برقبته تسند جبينها على صدره ليستطرد في وجد هامسا بالقرب من مسامعها: - وأخيرا ليل لقي عين..
رفعت ناظريها اليه تطالع ذاك الهيام الذي فاض من نظراته وهو يعود ليضمها اليه من جديد ليجتمعا أخيرا، وتكتمل الأنشودة، أنشودة العشق وينتهي موال الغربة للأبد..

تململت موضعها جواره على فراشهما لتجده يغط في نوم عميق فتسللت في بطء وارتدت مئزرها واتجهت خارجا لبهو الجناح تقف بشرفته متطلعة لذاك الفجر الوليد بالافق غامرا إياها بسلام مخلوط بفرحة لم تكن تتخيل انها قد تعيشها يوما
ابتسمت رغما عنها وهي تتذكر لحظاتهما معا فذاك الوصل الذي ظنت انه قد استحال للأبد اصبح واقعا ما بين غمضة عين وانتباهتها..

مدت كفها تحتضن قلادته في محبة ولازالت الابتسامة تكلل محياها..
شهقت في انتفاضة عندما غمرها ضاما ظهرها لصدره مطوقا إياها بين ذراعيه هامسا بالقرب من مسامعها وهو يسند ذقنه على كتفها: - قومتي من جنبي ليه..!؟، انتِ متعرفيش ان دي مخالفة للأوامر وفيها جزا..
همست مدعية الخوف: - العفو والسماح يا فندم..
ابتسم غيث هامسا: - عفونا عنك، لكن لو اتكرر الكلام ده تاني..
هتفت تقاطعه مشاكسة: - هيحصل ايه يعني!؟.

هتف مدعيا الغضب: - هتشوفي الجزا على اصوله..
همست تحتضن كفيه لصدرها: - احلى جزا ف الدنيا طالما منك..
همس مشاكسا: - انتِ عارفة انا نفسي ف ايه دلوقتي!؟.
همهمت ليستطرد: - نفسي ف طبق مِديدة جامد..

استدارت تتطلع نحوه مدعية الحنق: - مِديدة ف فندق خمس نجوم ويوم الصباحية.!؟، اووف، استغفر الله العظيم..
انفجر ضاحكا لتقليدها جابر الذي لم يكن يكف عن الاستغفار ممتعضا لأفعاله..
وما ان هم بحملها ليعودا للداخل حتى توقف لتستدير محتضنا إياها عندما تناهى لمسامعهما شدو يتسلل اليهما عبر نسائم الصباح الاولي من احدى تلك المراكب الشراعية التي ترسو بالقرب على الجانب الاخر من الفندق: -.

سايج عليك النبي ان كنت باجيني..
تضحك بسن الرضا ساعة تلاجيني..
انا الورد يا حلو وانت الماء بترويني..
ان غبت دبلتني وان چيت بتحييني..
وسر تربة نبي زين احمد شهر دينه..
ان كان غيرك جمر ما تنضره عيني.

همس محتضنا إياها بقوة وهما يتطلعا لذاك المنظر الخلاب قبالتهما وقد هزه وقع الكلمات التي تغنى بها ذاك الرجل القابع بمركبه: - سامعة الكلام..!؟، والله صدق..
همست عين مأخوذة: - صدق ف ايه!؟.
أدارها اليه هامسا: - وان كان غيرك جمر ما تنضره عيني، ده انتِ فرحة العمر يا عين..
همست متطلعة اليه مشدوهة: - غيث، انت واخدني معاك على فين!؟.

ابتسم وجذبها للداخل هاتفا: - تعالي اقولك واخدك على فين ده انا نسيت اديكِ هدية جوازنا..
هتفت متعجبة: - وكمان هدية!؟.

وقفت على اعتاب الحجرة تتطلع الى التمثالين الموضوعين على الطاولة الملاصقة لفراشهما وهتفت في عدم تصديق: - ايه ده!؟.
امسك بكفها حتى الطاولة مشيرا للتمثالين معرفا في فخر: - ده اله المحبة والتاني اله الخصوبة والأمومة عند القدماء المصريين..
قهقهت غير قادرة على تمالك نفسها وأخيرا هتفت متذكرة: - مش دوول اللي انا خدتهم م الصندوق..

هز رأسه مؤكدا وهو يهمس في مجون محتضنا إياها: - انتِ اللي جبتيه لنفسك، حد قالك تختاري دوول بالذات، كان ماله اله الحرب!؟.
قهقت من جديد وهو يغمرها بين ذراعيه يبثها الكثير من العشق غارسا بذوره بقلبها في انتظار موسم الحصاد..

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة