قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لمن يهوى القلب الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الحادي عشر

رواية لمن يهوى القلب الجزء الأول بقلم فاطمة حمدي

رواية لمن يهوى القلب الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الحادي عشر

( رواية بونسوار سابقا )

دخل إلى غرفة تمارا مجددا وهو يشعر بالاختناق ..ولم يكن يريد سماع كلمة أخرى ..يكفي حواره مع ملك ..هذا قضى على ثباته الآن !
لكن "تمـارا" لم تتركه وشأنه بالطبع ..حيث هتفت بحنق:
-أنت كنت فين يا أدهم ؟!
نظر لها بجمود وأضاف قائلاً:
-كنت في الشغل هكون فين يعني ؟!
-لأ مأقصدش الشغل ..أنت جيت من بدري ودخلت عند الحيوانة دي !

بعث بها نظرة نارية وصاح بها بحزم:
-إلزمي حدودك ومتتعدهاش أحسن لك ..ولمي لسانك ونفسك لأني على أخري تمام ؟!
استكملت بلا مبالاة:
-يا سلام ؟ لدرجة زعلت إني قلت عليها حيوانة ؟،إيه يا أدهم أنت نسيت عملت فيك إيه ؟! مش دي اللي قلتلي خلاص مبقاش لها مكان في حياتك ؟
ضغط على شفتيه كاظما انفعالاته بصعوبة،ثم أضاف:
-أطفي النور دا أنا هنام ولو سمعت كلمة تانية...

قاطعته هازئة ساخرة:
-هتعمل إيه ؟!
اقترب منها ببطء أربكها ..اقترب منها للغاية للحظة ظنت أنه سيراضيها ..لكنها تفاجأت بقوله الذي أصابها:
-هطلقك ...
صدقيني هطلقك يا تمارا... الزمي حدودك معايا ودا آخر تحذير ...
غادر الغرفة ما أن أنهى الكلام وتركها في حالة ذهول عارمة وهي تردد بصدمة من بين شفتيها:
-يطلقني !

دخلت "ساندرا" إلى الشرفة وهي تحمل طبقا بيلاستكيا كبيرا يحتوى على الملابس التي قامت بغسلها منذ قليل، ومن ثم بدأت في فردها بعناية على الأحبال، وتارة ترجع خصلات شعرها الثائرة جراء مداعبة الهواء وتارة أخرى تعدل ثيابها الملتصقة والمبتلة بطريقة مثيرة جدا خاصة لـ أنثى في جمالها هي ..
غافلةً هي عن عيون المارة العابثة المخترقة لها ..متناسية تحذيرات "حــازم" المتتالية القاسية عليها في كل مرة ..وكل مرة تنسى قوله ..
فماذا سيحدث لها الآن وهو يقترب من البيت كثورٍ هائج ؟ ..يسير بخطوات عنيفة وهو يشعر بأنه يريد دفنها حية الآن !

سقطت منها قطع الملابس المبتلة حينما وجدته يندفع إلى مدخل البناية بعد أن رمقها بنظرة كانت قادرة على بث الخوف الشديد داخل قلبها ..
ولم تكد تتحرك من مكانها حتى تعالى صوت جرس الباب خرجت من الشرفة وهي تقدم قدم وتؤخر الثانية ..
وبعد عدة دقائق طويلة استطاعت فتح الباب وركضت هاربة منه ..دخل مندفعا خلفها وصوته عالي بشدة حيث يقوم بتعنيفها ..
لم يستطع الامساك بها وجعلته يلف خلفها المنزل بأكمله،صاح بضيق شديد:
-اقفي يا ساندرا كفاية بقولك اقفي...

قالت وهي تلهث بعد صعدت على السرير بخوف:
-لا مش هقف يا حازم وصدقني أنا نسيت والله نسيت ..
قال وهو يحاول مرة أخرى مسكها:
-نسيتي ! يا شيخة دا منظر تدخلي بيه البلكونة واللي رايح واللي جاي يبحلق فيكِ .. أنتِ إيه مبتحسيش معندكيش دم ؟! كام مرة أقولك قوليلي كام ؟!

أشارت له بيديها الاثنتين قائلة من بين أنفاسها اللاهثة:
-كتير والله كتير يا حازم ..والله أنا غلطانة صدقني مش هعمل كدا تاني أديني فرصة أخيرة ..
توقف عن الركض خلفها وراح ينحني ويستند بيديه على ركبتيه وهو يلهث بشدة مع قوله:
-الله يخربيتك قطعتي نفسي ..منك لله ..

توقفت هي الأخرى وظلت تأخذ أنفاسها بصعوبة،لكنها قالت بصدق:
-أنا آسفة يا حازم عشان خاطري سماح المرادي والله هاخد بالي المرة الجاية صدقني ..
رمقها بنظرة ثاقبة وهو يهز رأسه موافقا مع قوله:
-طب تعالي ..
حركت رأسها رافضة:
-لا..

جلس على السرير بارهاق ومن ثم قال بصبر:
-طب اتفضلي اعملي العشا أنا جعان وعلى لقمة الفطار من الصبح ...
هزت رأسها موافقة ونزلت من على السرير بحذر وقالت قبل أن تبرح الغرفة:
-هحضرلك الحمام الأول عشان كلك صماد ..
نظر لها بغيظ ورفع حاجبا بصمت،فابتسمت له وخرجت من الغرفة تاركا إياه يتوعد لها ولن يمرر فعلتها تلك...

طُرق الباب في منزل "علي" ..فـ راحت ميرال تركض نحو الباب وهي تردد بابتسامة:
-دا أكيد علي ..فتحت في سرعة لكنها صدمت بأن الطارق ليس "علي" ..
بل كان شخصا آخر وقف يحملق بها للحظة ...قبيل أن يتكلم وهو يبتسم لها:
-آسف إني خبطت يا أنسة في الوقت دا...
آنسة!

كانت هذه كلمة "علي" الذي صعد الآن وأتى من خلف هذا الشخص ..وراح يرمقه من أسفله إلى أعلاه بحدة وقد قال:
-نعم ؟!
تنحنح الرجل بحرج جراء نظرات علي ..ليقول بتوتر:
-أنا آسف.. بس كنت بسأل على شاكوش سلف وذردية...
علي بغضب:
-شاكوش وزردية ؟! أنت مين أصلا وإيه اللي جابك هنا !
-أنا مأجر الشقة اللي قدام حضرتك جديد يا أستاذ وكنت بعمل حاجات ووقفت على شاكوش ..

نظر له من عليائه متابعا:
-آآه .. للأسف معندناش شواكيش ..
ودخل إلى الشقة مغلقا الباب خلفه ..في حين هتف بزوجته بتعنيف لأول مرة:
-ليه فاتحة الباب وواقفة تسمعيه ؟!
ميرال وقد قالت:
-أنا مش واقفة أسمعه يا علي ..أنا ..
قاطعها بصرامة:
-لأ واقفة المفروض فتحتي ولقيتي واحد غريب يبقى تقفلي فورا بدون حتى ما تفكري ..
-إزاي يا علي الكلام دا ؟! افرض واحد عاوز حاجة مهمة يعني ولا حد محتاج مساعدة ؟

هو بتصميم:
-أنتِ تسمعي اللي بقولك عليه يا ميرال مالك أنتِ ومال مساعدة الناس ؟،لو اتكررت تاني ...
قاطعته والدته حين جاءت إليهما قائلة بحزم شديد:
-إيه يا علي مالك في إيه ..أنت داخل تقول شكل للبيع ..مراتك معملتش حاجة لكل اللي بتقوله دا !
بينما دخلت ميرال إلى غرفتها وهي تبكي برقة كعادتها حين يتشاجرا ..

لتقول والدته بعتاب:
-عاجبك كدا ؟ ليه يا علي متبقاش من الرجالة الخنيقة ..
علي وقد زفر بضيق وهو يمسح على شعر رأسه قائلا:
-يا ماما دا بيقولها يا أنسة !
ضحكت الأم بعفوية وقالت:
-يا حبيبي وهي مالها بس،وهو كمان يعرف منين إنها مدام يعني ...يا علي بلاش التفكير دا أنت كدا غلطان ..يلا أدخل راضيها وحافظ عليها دي والله بتحبك أوي أوي ..
استطاعت والدته أن تمتص غضبه وعصبيته، فانحنى مقبلا كف يدها مستأنفا:
-حاضر..

ودخل إلى غرفته..قاصدا إصلاح ما أفسده حيث لا يتحمل غضبها وهي بالفعل لم تفعل شيئا ..
لم يجدها فعلم أنها بالشرفة.. اتجه إليها وهو يبتسم بحب، لكنه صُدم ..بل أصابه الفزع !
فكانت ملقاه على أرض الشرفة وخيط رفيع من الدم يخرج من رأسها ..صاح بلا وعي منه'
-ميـــرال !

انحنى وحملها فورا ثم اتجه إلى السرير وهو يردد اسمها بوجل بينما يضعها برفق وقد علم أنها غيبوبة سكر.
دخلت والدته بصحبة شقيقته على إثر صوته...
لم يتردد علي في أن يهاتف الطبيب في الحال بيد مرتعشة وقلب ينبض بالخوف الشديد ...

دخل حازم إلى المطبخ حيث توجد زوجته ساندرا ..التي ابتعدت ما إن اقترب هو ...فعقد ساعديه أمامه قائلا بجمود:
-متخافيش يا ساندرا.. أنا مش هعملك حاجة وهكلمك بمنتهى الهدوء.. الست لما تخرج البلكونة لازم تغطي كل جزء منها ولما تفتح الباب ولما تخرج برا بيتها.. وأنتي مراتي ومن حقي عليكي إنك تسمعي الكلام دا وتعملي بيه تمام ؟ ومش دا كلامي ..دا كلام ربنا وفرض عليكي .. حياتك القديمة واللبس اللي كنتِ بتلبسيه دا انتهى ومات وحياتك دلوقتي حياة جديدة تماما ..تمام ؟

هزت رأسها في طاعة وأخبرته بهدوء:
-والله يا حازم بنسى عشان لسة متعودتش، مش قصدي إني ماسمعش كلامك أو أكسره ..أوعدك هتكون آخر مرة ..
تنهد بعمق وأخبرها باسما:
-وأنا مصدقك يا ساندرا،انسي الموضوع.. هتعشينا إيه ؟
-مكرونة بشاميل...
حك صدغه بابهامه قبيل أن يقول بتذمر:
-أمري لله مع إني مبحبهاش ...
-لا هتعجبك جدا يا حزوم صدقني ..
-مصدقك مصدقك ..

وضعت الطعام بعد قليل على الطاولة ..ليجلسا معا ويتناول منها أول قطعة داخل فمه ..
فكاد يبصقها بعد ثوان إلا أنه تحامل على نفسه وابتلعها ...لكنه لم يستطع كبح غضبه حيث قال:
-وحشة أووووي يا ساندرا ..
فغرت شفتيها بذهول وتابعت باحراج:
-بجد ... !

أغمض عينيه بضيق ثم فتحهما مجددا وهو يمسح فمه ثم ينهض عن السفرة قائلا:
-مش معقول يا ساندرا كل يوم كدا بقالنا ٦ شهور متجوزين وأنا مستحمل على أمل إنك تتعلمي بس كل يوم عك زي اليوم اللي قبله دي مش طريقة دي ...
ساندرا وقد مطت شفتيها بضجر:
-حازم ممكن اوي نجيب شغالة تطبخ كويس وقلت لك كدا كتير قبل كدا ...

التفت لها بعنف وهتف:
-أنا عاوز آكل من إيد مراتي يا هانم ..وغير كدا أنا مدخلش حد غريب بيتي ..ثالثا بقى الميزانية متسمحش لوجود شغالة... أنا مش رجل أعمال زي أبوكي مثلا !
رفعت حاجبيها بضيق شديد واستكملت ببساطة:
-بس أنا معايا فلوس وأقدر أجيب شغالة تطبخ عشان أنا مش بعرف ..
احمرت عينيه من شدة غضبه وكأنهما جمرتين من نار ليقول:
-فلوسك دي متلزمنيش وتبقي تصرفي منها لما تكوني عايشة لوحدك أو مش متجوزة راجل.. لكن أنا مقبلش أبدا كلامك دا سامعة ولا لا ؟!

تابعت تحاول تهدئته:
-في إيه يا حازم هتقلب عليا ليه ..أهدى احنا بنتناقش ..مش بنتحارب يا سيدي بلاش شغالة هعمل اللي أنت عاوزه بس مش عارفه وأنت مش راضي تستحمل..
-أستحمل إيه أكتر من كدا ؟! بتهزري يا ساندرا ؟
-حازم متكبرش الموضوع وبعدين حتى مامتك اللي ساكنة في الشقة اللي تحتينا مش بتحب تخليها تعمل لنا أكل ..
حازم وقد استأنف بنفاد صبر:
-أنتِ المسؤولة عن البيت دا مش امي ولا حد غيرها والأمر لله هستحمل لحد ما تتعلمي بس متسوقيش فيها ..

هزت رأسها بإيجاب قائلة:
-حاضر يا حازم .. وممكن تجيب أكل جاهز على فكرة اريح برضوه من كل دا ..
عض شفته السفلى بغيظ وفضل الصمت في حين أنها ضحكت بمشاكسة مع قولها:
-بهزر إيه مهزرش ..متبقاش قفوش كدا ..
-قفوش ؟
-أيوة قفوش فك كدا يا معلم حازم ..

ضحك مقهقا وقال بمزاح:
-مشافتكيش أمك وأنتي بتقولي الكلام دا كانت اتبرت منك ..متهيألي ممكن يغم عليها ..
لم تكد تتكلم حتى سمعت معه أصوات ضجيج تأتي من الحي ..فنظر حازم ليجدها مشاجرة وبدون تردد أسرع نحو الباب لتركض خلفه هاتفة بخوف:
-يا حازم ملناش دعوة ...تعالى هنا !
لكنه لم يصغ لها وأسرع إلى المشاجرة ..فهو وحش الحارة الذي يهابه الجميع !

انتهى الطبيب من حقن "ميرال" بحقنة الأنسولين ..وتلك المرة الأولى لها لقد ارتفع معدل السكر في جسدها لدرجة الاغماء كعادتها لكن تلك المرة كانت بفقدان وعي كامل ..وحيث قال الطبيب بجدية شديدة:
-واضح إنها مش ملتزمة خالص لا في العلاج ولا حتى النظام الغذائي ..مش كدا يا مدام ميرال ؟!
كانت قد عادت إلى وعيها فردت بصوت مرهق للغاية:
-باخد العلاج بس ساعات بنساه ..

-مافيش حاجة اسمها ساعات .. الكلام دا غلط على صحتك أرجوكِ التزمي عن كدا لأن ممكن تدخلي في حاجات أنتِ مش قدها ..
بينما سأل علي بقلق:
-طب والأنسولين دا خلاص هتستمر عليه !
الطبيب برسمية:
-عند اللزوم ..

انصرف بعد قليل بعد أن ألقى عليهم التعليمات الواجب فعلها ...
في حين قالت السيدة سميرة بحنان:
-ألف سلامة عليكي يا حبيبتي ربنا يشفيكي يارب
-الله يسلمك يا طنط ...
وقالت چنا بحزن بلا مبالاة:
-سلامتك يا ميرال ..
ردت ميرال بابتسامة:
-الله يسلمك ...

توجهت سميرة نحو الباب وهي تتابع:
هحضرلك الأكل اللي الدكتور قال عليه .. ثم اصطحبت ابنتها معها وأغلقت الباب خلفها.. ليندفع علي نحوها ويجاورها جالسا مقبلا جبينها المجروح جراء سقوطها على الأرض بعمق مع قوله:
-ألف سلامة يا قلب علي ..
ابتسمت له بحزن ...وبعينيها عاتبته برقة معهودة منها ..ليقول بلا تردد:
-آسف .. مكنش قصدي أزعلك ..حقك عليا ..أنا بس اتجننت لما قلك أنسة وواقف يبحلق فيكي كدا !

تنهدت طويلا وأخبرته بصدق:
-بحبك يا علي خليك جنبي ..
كانت عيناها مليئتان بالعبرات وكأنها تتوسله ..لتتابع بصوت متحشرج باك:
-أنا اللي آسفة يا علي ..
مسح على شعرها بحنان وافر وسألها باهتمام:
-أسفة على إيه ؟

حينها سقطتت دموعها في تسابق على وجنتيها وهي تخبره بمرارة:
-عشان كل شوية بتعب ..وبيغم عليا ومش قادرة أسعدك ..وخايفة أكون عبئ عليك أو تزهق م..
ابتلعت باقي حروفها حين وضع إصبعه على شفتيها مانعا إياها من الكلام ...ليرد وقد اقترب منها لاهثا ومتنفسا أنفاسها:
-كدا برضوه يا ميرال ؟ أنتِ مش واثقة من حب علـي ليكِ ولا إيه ؟ يا حبيبي أنا اختارتك بإرادتي وقلبي وعنيا،أنا كنت بنام أحلم بيكي وكنت بتمنى اليوم اللي تكوني فيه معايا وفي حضني .. دلوقتي بتقوليلي عبىء عليا ؟ أنا كدا هزعل والله ..

ابتسمت برضى وهي تحاوط عنقه بذراعيها مع همسها الحنون:
-أجمل "علـي" في الدنيا كلها ...ماعنديش كلام اقولهولك أنت أكيد حاسس بكل حاجة في قلبي ليك ..
أخذ نفسا عميقا قبل أن يستطرد بحزم رفيق:
-اه بس دا مش معناه إني مش زعلان منك ..مش كل يوم بسألك أخدتي العلاج بتقوليلي اه ؟ بتضحكي عليا يعني !
حركت رأسها نافية وقالت:
-أنا بكون نسيت أخده ولما بتسألني بخاف أقولك نسيت تزعقلي بصراحة ..

-تخافي أزعقلك ومش خايفة على صحتك ؟ لا ميرال أنتِ كدا بتهرجي على العموم من هنا ورايح أنا اللي هدهولك بنفسي كل يوم ..وارجوكِ يا ميرال متاخديش حاجة تتعبك أنا مش مستغني عنك ..
-حاضر يا علي هحاول ..
-لا مش هتحاولي هتمنعي مفهوم ؟!
-مفهــــــوم يا علي ...
ضحك وهو ينهض قائلا بحنان:
-هجيب قطن وشاش ومطهر عشان اطهرلك الجرح.

أتت من خلفه وهو يجلس على الأرجوحة في حديقة القصر وأخذت تُدلك بكفيها كتفيه بنعومة ..فزفر أنفاسه على مهل واستسلم بصمت ...
لتهمس بالقرب من آذنه:
-آسفة يا حبيبي لو كنت ضايقتك .. مكنتش أقصد والله ..
-حصل خير يا تمارا

هكذا قال وهو يشعر بالتعب والانهاك... رفع عينيه تلقائيا فوجد "ملك" في شرفتها ...
فما كان منه إلا أن جذب تمـارا من يدها برفق قائلا وهو يبتسم باتساع:
-تعالي اقعدي جنبي ..
جاورته واحتضنته ..ليقوم هو بلف ذراعه حول كتفيها ويقبل جبينها بتمهل ...

وقد كانت "ملك" في هذا الوقت تشعر كمن فقدت حياتها جراء أفعاله .. وتساؤلات عدة دارت بخلدها.. هل كرهها أدهم بالفعل ؟! ..
هل أحب تمارا أم هو متعمد جرحها كما جرحته فقط ؟!
ثم لم تشعر بجسدها إلا وهو يتهاوى على أرض الشرفة ثم تسقط بقوة ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة