قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لمن يهوى القلب الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث عشر

رواية لمن يهوى القلب الجزء الأول بقلم فاطمة حمدي

رواية لمن يهوى القلب الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث عشر

( رواية بونسوار سابقا )

خرجت إلى حديقة القصر تاركة نفسها لمداعبة الهواء الحُر مغلقة عيناها،تفتحهما تارة وتغلقهما تارة أخرى،إلى أن وقعتا على "أدهم" الجالس هناك تحت شجرة كبيرة،مستندّا إلى جزعها ويغلق عيناه أيضاً، بينما يبدو على وجهه الإرهاق الشديد والحزن الواضح ...
اقتربت بحذرٍ وتمهل في اتجاهه وقلبها ينبض بوجل واشتياق كبير ..
أهذا أدهم حبيبها ؟!

ماذا فعلت به وذاتها؟ ..الآن تخاف لمسه فيثور ويغضب ويشمئز منها!
تتوق للمسة واحدة منه وعناق حنون يحتويها ويشعرها بالأمان ..أنه هُنا مازال جوارها ...مازال أمانها والسند ..

تنهدت بعمق تنهيدا ممدودا وراحت تقترب أكثر، ثم نزلت على ركبتيها أمامه مباشرة وانطلقت دموعها تسيل على خديها بألم، كتمت آهات خرجت من صدرها رغما عنها وهي تحاول مد يدها إليه، أتتها الجرأة ووضعت يدها على وجنته مرورا بذقنه في اشتياق بالغ، ثم اقتربت أكثر إلى أن قبلت جبينه بعمق، ففتح عينيه الجامدتين بلا أي تعبير ..تقابلت عيناه بعينيها في نظرة ...

ابتعدت "ملك" قليلا عنه بحذر كي تتمكن من رؤيته، ليطل أدهم النظر إليها بصمت قاتل ..فقالت هي بلوعةٍ:
-أدهم ...
تحركت شفتيه ناطقا بكلمة واحدة ..كلمة واحدة فقط كانت بمثابة خنجر:
-بكرهــك ..

حينها صرخت فجأة بأعلى صوت وتندى جبينها،يبدو أنه كابوس مزعج للغاية،لتجد نفسها جالسة على الفراش وسط ظلام الغُرفة،وشخص ما يفتح بابها ويدخل في تلهف بعد أن أشعل الإضاءة،لقد كان هو ..
-أدهــم- ..أدهم هنا وفي عينيه نظرة قلق وخوف،يقترب منها ويسألها باهتمام:
-أنتِ كويسة ؟!

نهضت عن السرير في سرعة وبحركة واحدة كانت تعانقه بقوة، تدفن وجهها عند كتفه،تتوسل وتعتذر وتعترف!
تعترف بذنبها في حقه ..وتتوسل كي يعفو ويصفح ..كلمات كثيرة غير منظمة خرجت منها وسط دموعها الأليمة المتوسلة، فما كان منه إلا أن بادلها العناق،وضمها بقوة إليه ..بشوقٍ اجتاح قلبه اجتياح.. لم يعد قادرا على هذا الوجه الصلب ..هذه حبيبة القلب ..وحدها من تسكن فؤاده ..
طال عناقهما ..بينما ذراعه في صعود وهبوط على طول ظهرها من شدة شوقه وانفاسه !

أنفاسه راحت تعبر عن كل ما يحمل من احتياجٍ لها ..لكنه تركها فجأة وكأنه تذكر ما فعلته به،تركها وابتعد قليلاً وأنفاسه في تصارع،لتقترب هي ولم تبتعد بل قالت برفق وهي تمسح دموعها:
-سامحني ..وتعالى نبدأ من جديد ..أرجوك ..
حرك رأسه رافضاً لما تقول ...ليقول:
-معدش ينفع ..خلاص كله انتهى يا ملك !

-لا منتهاش ومتحكمش عليا بالموت ..أرجوك أديني فرصة تانية،دا ربنا بيسامح يا أدهم ليه أنت مش راضي تسامحني ؟!
صاح فجأة بحدة عارمة:
-عشان بسببك أنتِ..إبني اللي بتمناه من الدنيا ..أمه هتبقى تمارا ! اللي هتربيه تمارا ..اللي حامل فيه دلوقتي تمارا ..عارفة يعني إيه تمارا ؟ تمارا اللي عمري ما توقعت إني ألمسها مجرد لمسة ... دلوقتي حامل مني وكله بسببك ..كنت مصدوم ومجروح منك وكنت عايز أقهرك زي ما قهرتيني ..بس للأسف أنا اللي اتقهرت لأن ماكنتش أحب أبدا إن إبني يكون له أم زي تمارا ..يا خسارة يا ملك فات الآوان !

وضعت يديها على ذراعيه قائلة برجاء:
-لا ..لا مفاتش الآوان ..لسة في أمل إحنا ممكن نخلف ليه بتقفلها في وشي ليه يا أدهم ...
-عشان هي كدا مقفولة بضبة ومفتاح .. أنتِ دمرتيني لا أنا قادر أسامحك ولا قادر أبعد عنك !
ابتعد عنها بعنف ذاهبا إلى باب الغرفة، نظر لها قبل أن يخرج من الغرفة وقال بحزن:
-أنا اللي بتمنى أسامحك أكتر منك يا ملك!
وخرج دون أي إضافة أخرى ذاهبا إلى غرفة تمــارا، بينما جلست ملك وشيء ما يُخبرها أن جملته الأخيرة تلك ما هي إلا بصيص أمل بينهما ...

"في صبيحة اليوم الموالي"
استيقظ "حازم" من نومه, فلم يجد "سانــدرا" جواره ككل يوم، سمع صوت يأتي من خارج الغرفة يبدو أنها بالخارج وتحديدا في المطبخ ..
نهض عن الفراش بهدوء واتجه إلى الخارج قاصدًا إياها، بالفعل دخل المطبخ واتجه نحوها قائلة وهو يمسد شعر رأسه:
-صباح الخير يا ساندرا ..
فأجابت عليه باقتضاب وهي تسكب طعام الفطار في الأطباق:
-صباح الخير ..

تنهد بصوت عالي وقد علم أنها غاضبة، فقال بمراوغة:
-المفروض يكون فيه حاجة اسمها صباحك هنا يا حبيبي، صباح القشطة،صباح السكر... كدا يعني يا ساسو!
-ساسو!
هكذا قالت بنبرة تهكمية, وخرجت من المطبخ وهي تحمل الاطباق قائلة:
-الفطار جاهز ..

زفر زفرة عنيفة وتبعها حيث صالون المنزل، وضعت هي الأطباق على الطاولة وكادت تذهب لولا يده القوية التي جذبتها إليه مع قوله:
-خلاص يا ساندرا ..مش لازم تنكدي ..
قالت بلا تردد:
-لازم ..وهنكد عليك عيشتك طول ما أنت كمان بتنكد عليا ..
-أنا مش بنكد عليكِ يا ساندرا دا أنتِ على فكرة ..
ردت بنظرة ثاقبة:
-لما حضرتك تيجي شارب يبقى بتنكد عليا ولا لا ؟!

أجاب بجدية:
-بس دا شئ ميخصكيش يا ساندرا .. ودي حاجة متنكدش عليكي !
-عيبك إنك مش قادر تفهم إني شريكة حياتك ...عارفة يعني إيه ؟ يعني كل تفاصيلك زي ما أنت مشاركني كل تفاصيلي ...أنا ماحبش جوزي يكون بيشرب. .
-ساندرا أنا مش بشرب خمرة دا كل الحكاية سيجارة حشيش يعني...

-كله زي بعضه ..وكله بيغضب ربنا،أنا نفسي أعرف إزاي بتصلي وبتشرب ؟, إزاي حجبتني وبتشرب, إزاي دايما بتدافع عن المظلوم في الحارة وأنت بتشرب, إيه يا حازم في إيه متبقاش متناقض !
رفع حاجبه مع قوله'
-مش تناقض،بس يا ستي مافيش حد كامل، كلنا فينا عيوب وكلنا بنغلط!
-وأنا مقولتش حاجة يا حازم، اغلط بس اتعلم من غلطك ..مينفعش تستمر فيه ..
-ما أنا قلت بحاول يا ستي أنتِ هتصدعيني على الصبح ليه ...

أشارت له قائلة بغيظ:
-شوفت هتقلب عليا إزاي ؟!
اقترب منها ممسكا برأسها وراح يقبله مع قوله:
-يا ستي لا هقلب ولا حاجة وبعدين متنسيش انك غلطتي فيا امبارح برضوه وأنا عديت بمزاجي ..ها!
-أنت اللي استفزتني بسبب كلامك ..
-طب خلاص يا ساندرا خلاص ..ممكن نفطر بقى ولا إيه ؟!
هزت رأسها بهدوء لكنها أردفت بعناد:
-مش قبل ما توعدني إنك هتبطل ...
تنهد قائلا:
-ماشي يا ستي أوعدك !

انسابت دمعاتها واحدة تلو الأخرى وهي تُشاهد صور والدها عبر هاتفها المحمول، لتهمس من بين دموعها:
-ربنا يرحمك يا بابا.
توجه "علي" إليها وجاورها قائلا بخفوت وهو يمسح على شعرها:
-الله يرحمه ..
ردت بحزن:
-يارب ..كل لما بفتكره يا علي بحزن جدا،مات فجأة كدا وأثر فيا أوي ..
-الله يرحمه ويغفر له يا حبيبتي كلنا هنحصل بعض ..

اومأت برأسها قائلة:
-فعلا ..ربنا يرحمنا جميعاً.. عاوزة أعمله صدقة جارية يا علي ..
-نعمله يا حبيبتي، بس متزعليش عشان خاطري..الزعل وحش عشانك يا ريمو ..
ابتسمت وهي تمسح دموعها العالقة مع قولها:
-أنا مش بزعل طول ما أنا معاك يا علي، ربنا يديمك نعمة في حياتي يا حبيبي ..
ثم صمتت قليلاً قبيل أن تضيف بحذر:
-علي ...

رد عليها مهتما:
-نعم يا ريمو ..
أرجعت خصلة من خصلات شعرها خلف أذنها، وقد قالت برقة:
-نفسي أبقى أم ..
تنهد علـي وقربها منه قائلا بهدوء:
-عارف ..بس للأسف مينفعش ...خطر جدا وأنتِ عارفة!
-بس أنت ذنبك إيه يا علي ..أنا دايما بعاتب نفسي و...
قاطعها بجدية قائلا:
-إيه الكلام دا؟! وأنتِ كمان ذنبك إيه يعني؟!

-ذنبي إني حبيتك وفضلت وراك لحد ما اتجوزتك يا علي ..
ضحك علي مقهقها ..ثم قال من بين ضحكاته:
-والله؟ ..دا على أساس إني مكنتش بحبك وبموت فيكي مثلا ؟! يا حبيبي دي إرادة ربنا وأنا راضي ومبسوط كدا بحياتي ...
-بس أنا خايفة يا علي..
-من إيه بس.
أخبرته وعيناها تتلألأن بعبرات حارقة:
-من يوم ..تكون فيه زهقت ..نفسك تكون أب ..زهقت مني شخصيا ومن مرضي ..

ابتسم ممسكا بذقنها وقد أخبرها بصدق:
-هو أنا كل شوية أزعق وأقول إني بحبك جدا ؟! وإنك ست البنات كلهم؟! ميرال بلاش بقى الكلام دا أنتي كدا متعرفيش غلاوتك عندي وكدا بجد هزعل واخر مرة هقولك انسي الكلام دا وإلا هزعل فعلا والله ..
تعلقت في عنقه وقد قالت بدلال راق له:
-ماقدرش على زعل "علي" كله إلا علي ..
-طب كدا الامتحان هيروح عليكي ولا أنا متهيألي ؟!

هبت واقفة وركضت إلى خزانة ملابسها مع قولها المرتبك:
-كدا يا علي كنت هتنسيني الامتحان ..
-أنا برضوه! ماشي!
عادت إليه وهي تحمل الثياب ثم ألقتهم على السرير واقتربت من المرآة تنوي تزيين شفتيها ووضع القليل من مستحضرات التجميل..لكنها ألقتهم على الفور ما أن آتاها صوته الجهوري وهو يقول بعصبية:
-بتعملي إيه ؟

ابتلعت ريقها وابتعدت عن المرآة بهدوء قائلة بحزن:
-ولا حاجة مش بعمل ..
هو بصلابة:
-أها بحسب !
مطت شفتيها بطريقة طفولية وشرعت في ارتداء ملابسها بخجل، ليبتسم وهو يقول يحاول ارضائها:
-أنتِ زي القمر لوحدك فمينفعش تحطي أي حاجة أنا مش هستحمل !

راحت تمشط شعرها الطويل المُهلك أمام المرآة بضيق وهي تقول بتذمر:
-اوف معنديش وقت أسرح شعري، لو سمحت يا علي متتكلمش خالص دلوقتي أسكت ..
قهقه ضاحكا وهو ينهض متجها نحوها وقد عانقها مستندا بذقنه على كتفها قائلا:
-بتزعقيلي؟
حركت رأسها سلبا بخجل، فأخذ منها ممشط الشعر ليقوم هو بتصفيف شعرها بحب شديد،ثم ألقى كل تركيزه على خصلات شعرها العسلي قائلا بتنهيدة حارة:
-شعرك حلو اوي يا ريمو ..

فقالت بلا اكتراث:
-بفكر أقصه بيضايقني كتير ..
رفع حاجبه محذرا:
-اوعي ..والله ازعل وأجيب ناس تزعل!
ضحكت برقة واكتفت بالصمت، ليقول باهتمام:
-أعملك ضفيرة؟
-أيوة بس بسرعة بقى عاوزة الحق ألف الطرحة وألحق الامتحان يلا علي بسرعة يا علي ..
-عنيا حاضر عنيا!
قالها مقلدا إياها فضحكت مرة أخرى وهي تقول:
-كدا يا علي!
انتهى أخيرا من عمل الجديلة ..ليقول وكأنه قام بإنجاز هام:
-أخيرا ! ..

بعد مرور الوقت ..
طُرق الباب في منزل "علي"،فتوجهت "چنا" كي تفتح الباب،قالت ما ٱن فتحت بتساؤل:
-حضرتك مين؟!
فأجابت سيدة عجوز بشوشة الوجه:
-إزيك يا حبيبتي أنا جارتكم الجديدة ..
چنا مبتسمة بهدوء:
-اه أهلا وسهلا
-أهلا بيكي يا حبيبتي، ماما موجودة ..

دخلت چنا كي تنادي والدتها، وبالفعل بعد قليل قد حضرت السيدة سميرة قائلة بابتسامة:
-اتفضلي ..
فقالت السيدة مبادلة إياها الابتسامة:
-صباح الخير،أنا أسفة إني بخبط عليكم ..
-لا متقوليش كدا تنوري ..

-النور نوركم والله، أنا بس كنت جاية أعتذر عشان إبني خبط عليكم امبارح وطلب حاجات يصلح بيها حاجات في الشقة، أحنا أسفين لو سببنا لكم أي إزعاج ..
فقالت سميرة بهدوء:
-لا أبدا دا حتى الجيران لبعضها يا حبيبتي..
-تشكري كلك ذوق والله ..متؤمرنيش بحاجة؟!
-يا حبيبتي الامر لله تسلمي
-سلام عليكم ..

انصرفت السيدة ..وأغلقت سميرة الباب،قائلة لإبنتها:
-شكلها ست طيبة أوي ..وبيني وبينك يا چنا علي أحرج الولد أوي ..
چنا بتأكيد:
-أيوة بصراحة ..بس هو عمل كل دا عشان بيغير على الست ميرال بتاعته ..
-مش مراته يا چنا،كل راجل بيغير على حبيبته يا بت ..

ضحكت خاتمة جملتها،ومن ثم استأنفت:
-عقبالك لما ربنا يرزقك بابن الحلال يا چنا وأطمن عليكي ويحبك كدا زي ما علي بيحب مراته ويخاف عليكي ..
ابتسمت چنا قائلة بسخرية:
-ابن حلال إيه يا ماما أنا خلاص كبرت وكمان مبقتش أفكر في الموضوع دا ..
-حرام عليكي متقوليش كدا في وشي أنا عشمي في ربنا كبير.. بكرة يجيلك نصيبك ..
-إن شاء الله يا ماما ...

ولجت "رغدة" إلى محل الملابس الذي تعمل به، وهي تبتسم كعادتها حينما تدخل هذا المكان، لينهض رجل في عقده الستين ناظرا لها مبتسما أيضاً قائلا بغمزة من عينيه:
-صباح الفُل ..
بينما يتابع بغزل صريح:
-والجمال والحلاوة على زينة البنات ..

ابتسمت رغدة بخجل وقالت:
-أسفة اتأخرت النهاردة شوية معلش أصل رحت الجامعة الأول وبعدين رجعت تاني على بيتنا عشان أدي لمرات أخويا المحاضرات أصلها بتروح على الامتحانات بس وأنا اللي طالع عيني بجد ..
ختمت جملتها بضحكة ناعمة، ليقول ضاحكا::
-حنين اوي ..
جعلها تضحك مرة ثانية بصوت أكثر نعومة ودلال، لكنها ابتلعت باقي ضحكاتها هذه فجأة عندما وجدته أمامها !

نعم شقيقها حـازم ..الذي دخل الآن إلى المكان ووجه محتقن بدماء الغضب، فيما يهتف بصرامة قاتلة:
-ويا ترى بقى يا حاج سعيد أنت بتشغل بنات الناس عندك عشان المسخرة دي ؟
-جرى إيه يا حازم حاسب على كلامك يا أخي!
-أحاسب على كلامي؟!
هكذا قال وهو يقترب منه، بينما يتابع بغضب:
-طب ما تحاسب أنت على بنات الناس، يا أخي عيب على سنك دا والله!

-حازم..أنت بتتكلم كدا ليه! أختك في الحفظ والصون!
-حفظ وصون! هو فين دا يا معلم؟! انا كل اللي شوفته دلوقتي ضحك ومسخرة!
تنهد الرجل وقال بجدية شديدة:
-طب من الآخر كدا أنا عاوز أختك في الحلال يا حازم ..

حازم وقد نظر إلى شقيقته بصرامة, ثم عاد ينظر إلى سعيدة بعينين حادتين قائلا بلا تجميل للكلمات:
-طلبك مرفوض، معندناش بنات الجواز، ولا كمان فيه شغل بعد النهاردة ...يلا يابت ..
شدها معه من ذراعها وخرج بها خارج المحل قائلا:
-أقسم بالله لأعلمك الأدب يا رغدة ..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة