قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السابع والعشرون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السابع والعشرون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السابع والعشرون

أعتقد بأنه لا شئ في الحياه اجمل من أن يجد الإنسان نفسه في المكان المناسب .

دخل يوسف إلى غرفته و هو يشعر بأنه يحمل جبال من الهموم فوق عاتقه فمن جهه جده الذي يعلم أنه لم ينساق خلف أوامره إلا مجبورا و هو لأول مرة يستغل شده تعلقه به في حياته و لكن هو أيضا كان مجبرا في كسر شوكه تلك الحيه و تلك هيا البدايه فقط.

و أيضا عمه مراد فهو يعلم أنه يكره تلك المرأة كثيرا فقط ما يجعله يتحمل وجودها هيا نيفين ابنته الوحيده و هو لن يلومه علي هذا فنيفين لا ذنب لها سوي أنها ابنه أسوء إمرأة علي وجه الأرض فكيف يمكنه التخلص من تلك المرأة دون أن يؤذي عمه و ابنته.؟

و كيف يمكنه أن يعيد السلام مرة ثانيه إلى هذا المنزل.؟! فهو ممزق بين عائلته و بين قلبه فأكثر ما يتمنوه جميعهم ان يخالف هوي قلبه و أكثر ما يتمناه هو جمع شملهم جميعا و أن يسعد من المرأة الوحيده التي يحب و عند ذكرها و كالعادة شعر بدقات قلبه تزداد فجمرة إشتياقه لها مازالت مشتعله بل و تزداد أكثر و أكثر فمهما اغترف من عشقها لا يشبع و لا يمل أبدا و لكن علي قدر عشقها تحرقه نيرانها و كأن حبها هو الخطيئه التي أقسمت الحياه علي جعله يدفع ثمنها في كل لحظه تمر في عمره!

فبعدها يقتله و قربها يحرقه فهاهي تفصله عنها بعض سنتيمترات بسيطه و لكنه لا يستطيع الذهاب إليها و الإرتماء بين ذراعيها فهي الشئ الوحيد الذي يجعله يهدأ الآن.

فهو قد تنفس الصعداء عندما عادت مرة ثانيه إلى منزله و الآن هو يشعر بالإختناق فوجودها معه في نفس المنزل و لكن في غرفه منفصله عنه يقتله و لكن عليه أولا أن يجعلها تثق به و أن تتعلم أن تواجه أزماتها بدلا من الهروب منها. فهو أبدا لن يحتمل أن يستيقظ يوما علي خير رحيلها مجددا فقلبه لن يتحمل تكرار تلك المعاناه من جديد.

قاطع شروده هذا الدخول العاصف لتلك الجنيه الغاضبه ذات الخصلات الحريريه الصفراء بعينيها المتوهجة بفعل الغضب كتوهج الشمس بفعل الحرارة و تلك النبرة المختنقه في صوتها عند نطقها بتلك الكلمات البسيطه.

- إحنا لازم نتكلم.

لم تستطع كاميليا أن تسيطر علي براكين غيرتها التي ثارت عندما رأته خارج من غرفة غريمتها لتندفع الدماء إلى رأسها ضاربه بعرض الحائط كل العادات و التقاليد و لم تشعر بنفسها سوي و هيا تقتحم غرفته بعد أن عدت للعشرة حتى تسيطر علي أنهار الدموع المتجمعه في مقلتيها لتجد نفسها وجها بوجه مع حبيبها و معذب فؤادها لتضرب جسدها رجفه قويه عندما لم يقم بأي رد فعل سوي نظرات غامضه لها فهيا لا تدرك مقدار سعادته بوجودها الآن معه حتى أنه لم يستطع التفوه بحرف و قد نسي غضبه منها و ايضا قسمه الذي تقيمه داخله أن يروضها و يجعلها تدرك مدي فداحه خطأها حتى لا تعيده بل قاده قلبه إليها في خطوات لاهثه يريد أن يرتوي من عشقها الذي يعذبه و يقض مضجعه فإن كانت السماء قد أرسلتها إليه في تلك اللحظه فهو حتما لا ينوي أن يضيعها أبدا.

لتجد نفسها محتجزة بين قضبان ذراعيه التي التفت حولها تعانقها عناق ساحق سلب منها حتى أنفاسها ليتبع ذلك العناق بقبله شغوفه أطاحت بتعقلها و جميع ثباتها حتى أنها لم تدري كيف التفت يداها حول عنقه تقربه إليها أكثر و كأنها تود لو يلتحما معا إلى الأبد فلم يشعرا بتلك الطاوله التي سقطت و تلك المزهرية التي تحطمت و كأن جميع الأصوات أختفت حولهم فلم يصل إلى مسامعهم سوي آنات العشق المنبعثه من قلوب قد أضناها البعد ليستغرق الأمر دقائق حتى يستجيب كلا منهما لصراخ رئتيه مطالبه بدخول الأكسجين إليها.

أسند يوسف جبهته فوق خاصتها و صدره يعلو و يهبط من فرط الإشتعال و أنفاثه الملتهبه تحرق وجنتيها المشتعلتين بنار العشق و الخجل في آن واحد ليقوم بضمها إلى قلبه فهو مكانها الصحيح و لن يقبل أبدا بإنشقاقها عنه لتبادله الضمه بأقوي منها حتى أنه شعر بأن الأرض لم تعد تحمله من فرط السعادة ليقول بصوت أجش.

- عرفتي منين إنك وحشتيني.؟!
أجابته كاميليا بنبرة خافته مثيرة
- يمكن عشان انت كمان وحشتني يا يوسف،
أنهت كلماتها تزامنا مع نزول قطرات من دموعها التي أحرقت صدره ليمسك وجهها بين كفيه ناظراً بعشق إلى ملامحها التي تأثره ليقول بحب.

- ليه الدموع دي.؟
- مانا قولتلك وحشتني.
تحدثت كاميليا بعد أن اخفضت رأسها خوفا من أن تفضح عيناها عمق وجعها ليقترب منها واضعا بعض القبلات فوق جبهتها قائلا بحنان
- إيه إلى واجعك يا عشقي.؟!
- قلبي يا يوسف قلبي واجعني أوي،
ليندفع الرد من بين شفتيها بحرقه مع دموع هطلت من مقلتيها كالأنهار تصف له مقدار عذابها ليحتضنها يوسف مهدئا إياها هامسا بكلماته العذبه التي دائما ما تصل لمبتغاها معها.

- سلامه قلبك يا روح قلبي.
- جواه نار قايدة و مش راضيه تنطفي،
شدد يوسف من ?حتضانها فكيف لا يعلم بنارها و قد أحرقته قبلها فهو يعلم مقدار غيرتها و لكنه مجبر حتى يعيدها إلى رشدها و ايضا يضع الأمور في نصابها الصحيح لكي يعاد ترميم هذا المنزل من جديد فأخذ يربت علي ظهرها بحنان قائلا بصوته العذب
- و أنا روحت فين يا كاميليا.؟!
- أنت إلى ولعتها يا يوسف و دا إلى واجعني أكتر أنك كنت قاصد دا،.

أجابته بعد أن رفعت رأسها تطالعه بعينان معاتبه ليجيبها بلهجه متألمه كثيرا
- أنا مقصدتش اوجعك. انا بس قصدت افكرك بالي كنتي عيزاني اعمله يا كاميليا اني اعيش حياتي و اح.
قاطعته بوضع أصابعها فوق شفتيه لتمنعه من الإسترسال في هذا الحديث و تذكيرها بذنبها العظيم و هي تقول بلوعه ناتجه عن إحتراقها من الداخل.

- متكملش أوعي تكمل أرجوك انا لو كنت أطول اقطع إيدي إلى كتبت كدا كنت قطعتها والله العظيم،.

قاطعها يوسف مسندا جبهته فوق خاصتها قائلا بصوت مبحوح متأثرا بقربها
- هشششش اوعي تقولي كدا تاني.
- لا هقول يا يوسف و انت لازم تسمع.
أجابها بعشق و هو يتطلع بلهفه و إعجاب لعينيها التي انبعثت منها نظرات الكبرياء و التحدي الذي كان يعشقهم بها.

- قولي إلى جواكي يا عشق يوسف و أنا سامعك.
تجاهلت ضجيج قلبها الذي انتفض لسماعها لذلك اللقب التي كانت تعشق سماعه منه و قالت بلهجه ثابته نوعا ما.

- لو كنت مفكر انك كدا بتربيني و بتتأكد إني اتعلمت من الدرس فأنت أتأخرت اوي يا يوسف
أنا اتعلمت الدرس من اول لحظه مشيت فيها و سبتك هنا و أنا سايبي روحي معاك
اتعلمت الدرس في كل ثانيه اتمنيت بس المح طيفك حواليا عشان أحس بالأمان بس كنت بفتكر إني أنا إلى ضيعتك بإيديا.
في كل لحظه كنت بتجنن من شوقي ليك كنت بندم و اتمني أني أكون في كابوس و أصحي منه علي حضنك.

مش انت إلى هتعلمني الدرس يا يوسف قلبي إلى علمهولي
لكن لو فاكر إن كاميليا الحسيني هتقدر تكسرها بواحده تانيه و خصوصا لو كانت الواحده دي نيفين فأنت غلطان و غلطان اوي كمان عشان قلبي إلى جابني لحد عندك دلوقتي يشتكيلك منك هو بردو إلى هياخدني من إيدي و يقولي المكان دا مش مكاننا اغضب و زعق و كسر و اضرب حتى لو دا هيريحك و يخليك تتأكد إني فعلا اتعلمت من غلطي بس اوعي توجع قلبي كدا تاني.

أنهت كلماتها لاهثه فهيا تعلم أنها قد تمادت كثيرا معه و لكنها حتما لن تحتمل أبدا تلك النيران و ما تشعله بداخلها من ألم و عذاب ليفاجئها برده الهادئ.

- الإيد إلى تتمد عليكي هقطعها يا كاميليا حتى لو كانت إيدي.
لن تنكر أن كلماته الحانيه جعلت قلبها يهتز من فرط المشاعر التي أثارتها به و لكنها لن تتراجع حتى تضمن أنه لن يتعامل أبدا مع تلك الفتاة مرة ثانيه لترد بلهجه حاولت ان تبدو ثابته
- أيوا يعني إيه مفهمتش بردو. إيه ردك علي كلامي؟
- معنديش رد يا كاميليا. بس جوايا غضب كبير مش هيهدي غير في حضنك لكن !

قاطعته بوضع يديها فوق شفتيه تزامنا مع اقترابها منه خطوتان لتقف أمامه مباشرة ناظرة لعينيه بإستعطاف قائله بحب كبير.

- من غير لكن زي ما غلطت هصلح غلطتي يا يوسف و هكون قد ثقتك فيا المرادي والله، مش هسمح لحاجه و لا حد أنه يخوفني بس ارجوك سيبني اداوي الجرح إلى اتسببت فيه سيب نفسك ليا و أنا هضيع الغضب دا كله و ادي قلوبنا فرصه تانيه
رفع إحدي حاجبيه و قال مستنكرا
- تانيه.!
- عاشرة يا يوسف ايه منستحقش؟!
لم تجد منه إجابه لتتابع قائله بلوعه قد أحرقت قلبه.

- أرجوك طمني يا يوسف. أنا طول الوقت خايفه و مرعوبه من فكرة إنك تعاقبني و تبعد عني. طول الوقت عايزة اترمي في حضنك عشان عارفه إن دا الوقت الوحيد إلى قلبي هيأمن فيه من عقابك طول الوقت بدعي قلبك و قلي يشفعولي عندك، لكن أنا بجد خايفه و خوفي منك اكبر من اي خوف في الدنيا انا عارفه انك عمرك ما بتسامح و مش سهل أبدا تنسي بس أنا إستثناء يا يوسف
صح .؟!

قالت جملتها الأخيرة بنبرة أشبه بالتوسل و كانت نظرات عيناها يائسه و كأن كل حياتها متوقفه علي إجابته علي سؤالها ليظل ينظر إليها بعينان غامضه تخفي جيدا ذلك الصراع الدائر بداخله بين قلبه العاشق لها و عقله الرافض لوجودها و كلاهما يملكان الحق و هو ممزق بينهما يعلم أنه تنازل كثيرا لأجلها و دائما ما تغلبه نوبات إشتياقه إليها فيتجاهل تحذيرات عقله و يضرب بعرض الحائط كل القرارات التي يأخذها في غيابها و متي تشرق شمسها علي قلبه يصبح كالمسحور أمامها فيتحول قلبه تدريجيا إلى جمرة مشتعله من شدة لهفته إلى قربها فما أن هم بالإجابة علي سؤالها علي طريقته عله يستطيع أن يمحي تلك النظرات الحزينه من عينيها فقد إنساق للمرة التي لا يعرف عددها إلى أوامر قلبه و هو أكثر من راضي علي قراره ليفاجئه إقتحام نيفين لغرفته لتُصدم من وجود كاميليا داخلها التي لم تكن أقل صدمه لتتفاجئ بدخولها هكذا بدون أي إستئذان لغرفته و هو الشئ الذي كان من رابع المستحيلات سابقا لتشعر و كأن يد قويه امتدت تعتصر قلبها و خاصتا عندما لم يصلها أي رد منه لتشعر بوجوب إنسحابها لتباغتها نيفين بسؤالها الذي أشعرها و لأول مرة بأنها دخيله علي حياته.

- ممكن أعرف حضرتك بتعملي إيه هنا.؟
لملمت كاميليا شتات نفسها بصعوبه و قالت بصوت حاولت أن يبدو واثقا و رفعت رأسها بكبرياء بعد أن طالعتها بنظرة إستهزاء.

- إلى بعمله هنا ميخصكيش يا نيفين و عموما أنا خلصت إلى كنت جايه عشانه و كنت خارجه أصلا.

ما أن همت بالتحرك لتفاجئ بقبضه قويه امسكت بمعصمها جاذبه إياها لتصبح ملتصقه به و لم يكتفي بذلك بل التف ذراعه حول خصرها حتى أنها شعرت بدفئ يغمرها و كأنه بتلك الفعاله محي من قلبها كل تلك الجروح التي أوشكت في أن تقتلها ألما.

و لم تكن تعلم بأن حزنها هو أكثر ما يقتله و بأنه لم يسمح لأحد قط بالتجرا عليها و بأن مكانتها بينهم كونها زوجته لن يتم التعدي عليها أبدا ليرد علي نيفين بلهجه قاسيه لم يندم عليها أبدا.

- نعم يا نيفين.
كانت نيفين تغلي من الغضب من رؤيه غريمتها بين أحضان حبيبها و قد اعمتها الغيرة فبعد كل ما فعلته لإزاحتها من طريقها تأتي مرة آخري و كأن شيئا لم يحدث لتقول بحدة و غضب
عايزة اعرف هيا بتعمل ايه في أوضتك يا يوسف
رفع يوسف حاجبه و قال بلهجه ساخره
- مش ملاحظه إن سؤالك غريب اوي يا نيفين. يعني في حد يسأل واحده بتعمل إيه في أوضة جوزها؟!

أن كانت غاضبه فبعد رده هذا أصبحت مشتعله كالجحيم لتزداد ثورتها و علوم صوتها و هيا تقول بإستنكار
- بعد كل إلى حصل يا يوسف و بتقول مراتك.؟!
قاطعها بصرامه و بصوت جهوري
- نيفين. اعرفي حدودك و اوعي تتخطيها. إلى حصل دا بيني و بينها و بس فاهمه. و بعدين متقلقيش قريب اوي هكشف كل إلى حصل دا و أسبابه ادام الناس كلها فمتستعجليش اوي كدا.

أصابتها كلماته في الصميم فهل كان يهددها الآن.؟ هل أخبرته كاميليا بما فعلته والدتها؟
نفي عقلها تماما تلك التساؤلات فإن كان علم شئ لن يصمت و لو ثانيه فكان سيقيم القيامه فوق رؤوسهم.
إذن فتلك الحيه قد استخدمت سحرها عليه مرة ثانيه.
قاطع سير أفكارها سؤاله لها و خاصتا عندما تحدث بتلك النبرة و كأنه صبره عليها قد نفذ و لم يعد يحتمل وجودها كحاجز بينه و بين غريمتها.

- ها يا نيفين مش هتقولي كنتي عايزة ايه بردو و لا هنقعد طول الليل نبص لبعض هنا.؟!

- أبدا يا يوسف كنت جايه عشان نكمل كلامنا.!
- كلامنا ! احنا كلامنا خلص يا نيفين و أنا قولتلك إلى عندي و أظن انك دلوقتي شفتي و أتأكدتي أن كلامنا خلص خلاص.

لم تؤلمها كلماته و لا نظراته و لا تشبثه بغريمتها بتلك الطريقه و إنما أكثر ما آلمها تلك النظرة المنتصرة في عيناها و التي جعلتها تقسم داخليا أنها لن تجعلها تستمر طويلاً فكل ما استطاعت أن تفعله هي إيماءة بسيطه من رأسها متبوعه بكلمات بسيطه تعلن موافقتها لكلامه ثم اندفعت خارج الغرفه كالبرق.

و ما أن خرجت نيفين من الغرفه حتى فوجئ يوسف بتلك المجنونه تمسك به من مقدمه قميصه و هيا في حاله غضب جنوني قائله
- بص أنا هاديه و عاقله اهوة عايزاك بقي انت كمان تبقي عاقل كدا و تقولي بالحرف الواحد ايه الكلام إلى حصل بينك و بين البت دي عشان مولعش في البيت دا حريقه يا يوسف.

لو لم يكن يدرك علميا بأنه خطأ لظن بأن قلبه قد انسل من بين ضلوعه محلقا في السماء من فرط السعادة بتلك الغيرة الجنونيه التي تملكت محبوبته و لكنه قاوم و بصعوبه فكرة أن يريها الآن مدي عشقه لها خوفا من عدم قدرته علي التحكم بمشاعره ليقوم بحملها من خصرها ثم تقدم بها إلى باب الغرفه و قام بفتحه ثم وضعها خارجه بعد أن قام بتقبيلها بجانب فمها قبله خاطفه و قال بمشاكسه.

مش لازم كل حاجه تعرفيها و يالا قدامك عشر دقائق بالكتير عشان تجهزي عشان ميعاد العشا عايز انزل الاقيكي تحت و إياكي تتأخري يا أحلي إستثناء في حياتي.

انهي كلماته ثم قام بإغلاق الباب خلفها و دقات قلبه تقرع كالطبول فتلك المجنونه التي امتلكت قلبه قادرة علي التسبب في إحتراقه كليا بتلك المشاعر القويه التي تثيرها به فهو قد قاوم مشاعره تجاهه بصعوبه بالغه. فأي سلطه تمتلكها تلك المرأة علي قلبه لتجعله أمامها مغيبا لا يشعر بشئ سوي بأنها منه و تنتمي إليه ؟

زفره خرجت من داخله تعبر عن مدي معاناته التي يبدو أنها لن تنتهي قريبا فتوجه إلى المرحاض لعل المياه تطفئ بعض من نيران أشعلتها جنيته التي يعشقها.

???
لقاء واحد عابر قد يقلب حياتك رأسا علي عقب. قد يجعلك تشعر بأن ما مضي من عمرك لم يكن حياه، .

بعد مرور عدة أيام كانت تدور في غرفتها كالفراشه الحائرة لا تدري ماذا عليها أن تفعل حتى تهدئ قليلا من ذلك الشوق الذي يحرقها منذ آخر لقاء بينهما.

فلازالت تذكر جيدا كيف كانت نظراته إليها فقد كانت تشعر و كأن عيناه تغمرها و بأن ضلوعه تحتضنها بالرغم من عدم لمسه لها.

تشعر و كأن هناك مغناطيس يجذبهما تجاه بعضهما البعض. حاولت كثيرا الا تفكر به و لكن عبثا فما أن تحاول طرده من مخيلتها و تلجأ للنوم حتى يأتيها في الحلم كفارس بحصانه الأبيض يختطفها كما يختطف الأمير محبوبته.

تعلم في قرارة نفسها بأن هناك الكثير من العقبات أمامهما و لكن ما حيلتها أمام قلبها الذي هام به عشقا من اول لقاء برغم من رفضها لتلك المشاعر كونه لم يتخذ خطوة واحده تجاهها و لكنها تجد نفسها مجبرة علي التفكير به كل دقيقه حتى أنها في بعض الأحيان كان تتشاجر معه بداخل عقلها كي يتركها طيفه و شأنها.

قاطع شرودها صوت رنين هاتفها فقامت بإلتقاطه لتشعر و كأن تيار كهربائي قد صعقها عندما وجدت أن المتصل لم يكن سوي ذلك الفارس المطبوعه صورته علي جدران قلبها.

زادت وتيرة أنفاسها و ارتجافه يدهاا و هيا تضغط علي زر الرد لتضع الهاتف علي أذنها مجيبه بنبرة مهزوزة.

- آلوو.
أتاها ذلك الصوت الذي لطالما اشتاقته و رقص قلبها طربا لسماعه حتى ظنت بأن صوت دقاتها قد وصلت لمسامعه و لا تدري شيئا عن معاناته فقد حاول كثيرا تجاهل اشتياقه لها و رغبته الملحه في محادثتها فهو رجل غير معتاد علي اللهو و العبث و خاصة كونهما تربطهما علاقه اسريه فقد آثر التأكد من حقيقه مشاعره نحوها قبل أن يأخذ اي خطوة تجاهها لكي لا يندم لاحقا...

ليظل يقاوم ضجيج قلبه الذي كان يتوسله كثيرا بأن يروي ظمأ اشتياقه لها و التواصل معها و لكنه كان يردعه بشدة إلى أن فاض به و قرر في لحظه جنونيه أن يهاتفها بحجه الإطمئنان علي ابنة خالته و سرعان ما قام بالإتصال بها ليأتيه صوتها العذب الذي جعل ذلك الساكن علي يساره يرتجف من شدة الشوق.

- اذيك يا روفان.؟
قالها على بنبرته الواثقه التي تضفي عليه مزيدا من الجاذبيه لتحاول أن تبدو لهجتها واثقه مثله.

- الحمد لله بخير. اذيك انت يا سيادة الرائد.؟
- بخير مادام انتي بخير.
قالها على بصدق فكونها بخير هذا يجعله يشعر بأنه علي ما يرام حتى و لو كان غير ذلك
لترد عليه بلهجه خجله مرتبكه قليلا.
- يارب دايما
صمت دام لثوانٍ حتى كسره على زافرا و كأنه كان في معركه انهكته ليقول بنبرة عميقه.

- وحشتيني.
باغتتها كلماته حتى شعرت بأن قلبها قد قفز من بين ضلوعها من شدة انتفاضته فتسارعت أنفاسها و جف حلقها فأي شعور هذا الذي جعلها تحلق في السماء السابعه من مجرد كلمه لتجد صعوبه في إخراج صوتها فصمتت خوفا من أن تخبره بأنها تموت شوقا إليه ليأتيها صوته يشوبه بعض القلق من صمتها
- روفان. انتي لسه معايا.؟!
- معاك
أجابته هامسه ليسألها بلهفه
- أمال مردتيش عليا ليه.؟
- ينفع أسألك سؤال.؟
أجابها بمزاح.

- ينفع تسالي إلى انتي عيزاه من غير ما تستأذني.
فأجابته بلهفه و عتاب مبطن
- انت ليه مشيت كدا علي طول من غير حتى ما تسلم عليا. قصدي علينا.؟!
ابتسم على داخليا فقد كشفت تلك الصغيره عن اشتياقها له بذلك السؤال الذي ييبين مدي برائتها و قله خبرتها ليجيبها بلهجه حانيه.

- غصب عني والله كان نفسي أسلم عليكي اوي قبل ما امشي بس حصلت ظروف اضطرتني اني اسافر بسرعه.

لتجيبه بلهفه و بلهجه طفوليه راقت له كثيرا
- و متصلتش بيا ليه من وقت ما مشيت
ما أن أنهت جملتها حتى شعرت بمدي خطأها في البوح بمشاعرها و افتقادها له عن طريق ذلك السؤال الغبي لتحاول تصحيح خطأها قائله.

- اقصد يعني متصلتش تطمن علي كاميليا ليه هيا مش بردو بنت خالتك.
ابتسم على هذه المرة ابتسامه واسعه علي هفوتها الأكثر من محببه إليه ليجيبها بحب
- متصلتش علي كاميليا عشان بعرف أخبارها كل يوم من ماما و البنات. و متصلتش عليكي عشان مابحبش آخد خطوة غير و أنا متأكد منها.

- و أتأكدت !
- و إلا مكنتش اتصلت.!
ما أن ختم كلماته حتى أتاه صوت كارما القادم من الخارج قائله
- يالا يا لول. الناس جت تحت تعالي عشان تفتحلهم.
شعرت روفان بالحرج فقالت مسرعه.
- طب شكلك مشغول اسيبك بقي لضيوفك
- للأسف مضطر اقفل معاكي لإن الضيوف دي مينفعش تتأجل.
خربش الفضول جدار قلبها لتسأله بلهفه
- ليه هما مهمين أوي كدا.؟

- أه يا ستي دا عريس جاي لغرام أختي و جاي من آخر الدنيا عشان نقرأ الفاتحه النهاردة. انتي ممكن تكوني تعرفيه دكتور رامي إلى كان مشرف علي حاله كاميليا في المستشفي. فللأسف مقدرش اكنسل الميعاد و إلا مكنتش سيبتك.

أطمأن قلبها لكونها عرفت ماهيه ما يحدث لتقول براحه و خجل
- لا و لا يهمك. الف مبروك. عقبالك.
أجابها على متخابثا
- عقبالنا سوي. سلام دلوقتي و نكمل بعدين في كلام كتير عايز اقولهولك،.

أغلقت روفان الهاتف و وضعته فوق قلبها الذي كان يرقص طربا لتلميحاته المبطنه و ايضا تصريحه بإشتياقه لها بعد ما كانت تعاني الأمرين من افتقادها له هاهو يعيد إلى قلبها الطمأنينة و يبثها بكلمات بسيطه تلك السعادة الفريدة من نوعها التي لم تشعر بها قط طوال حياتها حتى أنها شعرت بأن الأرض لا تحملها و أخذت ترقص مغمضه العينين داخل غرفتها و تدور حول نفسها مثل الفراشه لتصدم بتلك التي كانت تستمع لحديثها من بدايته و تنظر إليها بخبث فقد فهمت علي الفور بأن صديقتها قد وقعت في العشق.

انتفضت روفان عندما اصطدمت بكاميليا التي رفعت إحدي حاجبيها قائله بتهكم
- الله. الله دا ايه الفراشه إلى طايرة في القصر بتاعنا دي أن شاء الله،؟!

- ايه يا هبابه انتي خضتيني. مش تخبطي و لا تكحي و انتي داخله.؟!
- ياتي بطه الأوزعة بتاعتي بقت بتتخض زي باقي البشر لا. لا مش مصدقه نفسي.

- خفه ايه يا بت اللطافه دي.؟!
اغمضت كاميليا عين و فتحت الآخري ثم ألقت ذراعها حول كتفي روفان قائله بنبرة ذات مغذي.

- اممم و هيبقي الطف و الطف لو قولتيلي ايه الجو إلى كان في الفون دا.؟
ارتبكت روفان من حديث كاميليا خشيه انفضاح أمرها فقالت بإرتباك
- إيه دا هو انتي واقفه هنا من امتا،؟
قامت كاميليا بافتعال ملامح حالميه علي وجهها و قالت بلهجه رومانسيه مفتعله
- من أول متصلتش بيا ليه من ساعة ما مشيت.؟ أة اقصد متصلتش تسأل علي كاميليا ليه هيا مش بردو بنت خالتك،؟! بتجيبوا سيرتي ليه ها ليه.؟

امتعضت ملامح روفان من افتضاح أمرها كليا امام صديقتها فقالت بقرف
- أهو اخيرا بقالك لازمه و الواحد هيعرف يستفاد منك بحاجه
قامت كاميليا بالعبث بشعر روفان بمزاح قائله
ا- ” أنا يا أوزعه ماليش لازمه ”
تحدثت روفان بتأفف محاوله نزع خصلاتها من يد صديقتها
- بس يا غبيه سيبي شعري.
كاميليا بعند
- مش هسيبه غير لما تقوليلي الموضوع من طأطأ لسلامو عليكوا.

برقت عين روفان من فرط الإثارة ثم قامت بإعتقال رقبة كاميليا ساحبه إياها للجلوس فوق مخدعها سويا قائله بحماس.

- تعالي هقولك دانا عندي كلام كتييييير عايزة احكيهولك يا بت يا كامي.
لتشاركها كاميليا الحماس معانقه هيا الآخرين رقبه صديقتها قائله بمرح
- أيوااا بقي عايزين نرجع أيام الرغي و النميمه بتوع زمان
و اندمجت الفتاتان في حديث شيق لا يدور سوي بين الأصدقاء.

اعتقد أن من اجمل ما يمكن أن يمتلك الإنسان في حياته هيا روح آخري تشاركه جميع أحزانه و افراحه تحنوعليه وقت إحتياجه فقد جاء الصديق من الصدق الصدق في كل شئ لذا فأنا اعتقد بأن التعريف الصحيح للصديق هو ذلك الشق الذي انشطر من روحك ليسكن جسد آخر حين تحتضنه تشعر بالإكتمال فإن كان كل البشر كاذبون فروحك أبدا لن تكذب عليك فهي دوما صادقه فهنيئا لمن وجد ذلك الشق المفقود من روحه .

في مكان آخر نجد روح تائهه لا تدري علي أي أرض تقف أو بأي مكان عليها التواجد. تشعر بأنها وضعت نفسها بين شقي الرحى بإتخاذها هذا القرار بالموافقه علي تلك الزيجه فقد اعماها بريق الإنتقام و أغرتها لذة طعمه عندما تري الهزيمه و القهر في عينان من كسر بريق روحها و أفقدها طعم الفرح و لا تدري أن تلك اللذة تحوي بداخلها مرارة لم يقوي فؤادها علي تحملها و لكنها أبت الإنهزام و فضلت الإنتصار المزيف الذي صوره لها قلبها المكسور فأخذت قرارها الذي تشعر بأنه كالحبل الذي التف حول رقبتها ما أن سمعت أصوات حولها بالغرفه تختتم الفاتحه. فاتحه الطريق لهلاكها.

و لا الضالين. آمين.

ما أن انتهت العائلتين من قراءة الفاتحه حتى توالت التبريكات علي العروس غرام و عريسها الدكتور رامي الذي كان أكثر من سعيد بإرتباطه بتلك الجنيه الجميله التي سرقت النوم من عيناه لحظه رآها. و لا يعلم شيئا عن تلك الحرب الدائرة بداخلها و التي لا يعلم عنها أحد سوي شقيقتها و والدتها التي كانت تعلم في قرارة نفسها بقرار ابنتها الخطأ فحاولت ثنيها بشتي الطرق عن ذلك الطريق الخطأ لتظل الأخيرة علي قرارها لتتركا في نهاية الأمر تتحمل نتيجه قراراتها حتى أنها عندما اقتربت كارما منها قائله بحزن علي شقيقتها.

- ماما انا حاسه إن غرام مش مبسوطه. شفتي شكلها عامل زي التايهه إزاي.؟
لتجيبها فاطمه بحزم قائله
- الموضوع دا اتقفل خلاص هيا خدت قرارها و لازم نبقي قده و تتحمل نتايجه. إلى بيشيل إربه مخرومه بتخر علي دماغه. يالا عشان نباركلهم.

اقتربت فاطمه بقلب يتألم لحال طفلتها و لكنها أبت أن تظهر شئ لتحتضنها متمتمه لها بكلمات المباركه فتفاجئت بابنتها تتشبث بها بقوة و كأنها طوق نجاتها مع سقوط بعض قطرات من الدموع من مقلتيها و كأن قلبها يشكو لوالدتها قائلا
أتألم يا أمي.

ربتت فاطمه فوق شعر طفلتها و من دون النطق بشئ فإن لم تقدر أن تشارطها حزنها علنًا فلتترك الأمر لقلبها عله يبثها بعضا من الهدوء و الأمان فطال العناق لدقائق حتى لاحظ جميعهم تشبث غرام بوالدتها ليتدخل على بمزاح قائلا.

- إيه يا جماعه في ايه انتوا قلبتوها دراما ليه كدا دي لسه قرايه فاتحه يعني قاعدة علي قلبنا لسه شويه كمان.
لترد والدة رامي التي رجحت سبب بكاء العروس لإفتقادها لوالدها فكثير من الفتيات يتمنون أن يكون أباؤهم بجوارهم في تلك اللحظات
- دي دموع الفرح يا علي واضح إن عروستنا مش جميله اوي و بس لا دي كمان رقيقه و حساسه اوي.
ارتفع حاجب على تلقائيا قائلا ببلاهه
- غرام اختي أنا رقيقه و حساسه.؟!

- قصدك ايه يعني يا سي على مش عجباك و لا حاجه.؟!
نجح على في جذب انتباه غرام و تشتيتها عن حزنها التي ما إن سمعت حديث والدة خطيبها حتى انسلت من بين أحضان والدتها لتغتاظ من دعابه أخيها و تعود لها شخصيتها المشاغبه من جديد
- لا طبعا هو انتي في زيك يا ميمو دانتي اكتر حد جميل و حساس في الدنيا.

تحدث على بصدق محتضنا شقيقته بحب ليباركلها خطبتها محاولا أن لا يلتفت لعقله الذي يخبره بأنه يوجد خطب ما بها مؤجلا النقاش في الأمر لحينا آخر.

- طب إيه يا جماعه مش نسيب العرسان يقعدوا شويه مع بعض.؟!
تحدث والد رامي ليجيبه على موافقا ليخرج الجميع تاركين العروسان بمفردهما حتى يتحدثان قليلا لتظل غرام صامته خافضه رأسها تتمني لو أنه يمكنها أن تطلق قدميها لتركض خارج الغرفه تاركه ذلك الخطيب المزعوم يحادث نفسه ليقاطع أفكارها الأخير مقتربا منها قليلا قائلا بنبرة هادئة.

- غرام.
- نعم.
أجابته غرام بإقتضاب ليتجاهل نبرتها قائلا
- هتفضلي ساكته و باصه في الأرض كدا
كتير.؟!
- أمال أعمل ايه،؟!
تحدثت غرام بنفس لهجتها المقتضبه ناظرة إلى الأمام تتحاشي النظر إليه ليسألها بلهجه ودوده
- طب مش عايزة تسأليني عن أي حاجه.؟
-. لا .
أجابتها كانت مقتضبه و مختصرة و لكن ذلك لم يشبع فضوله أو يردعه عن محادثتها و حاول تجاهل عقله و رد حديثها المقتضب إلى خجلها ليقول
- طب ينفع أنا أسألك.؟

- اتفضل.
- وافقتي عليا ليه.؟!
أصابها سؤاله في الصميم لكون إجابتها علي هذا السؤال هيا بحد ذاتها كارثه حتى أن عقلها لم يسعفها في إيجاد اي رد على سؤاله ليطول صمتها كثيرا ليقاطعه رامي واقفا و هو يغلق زر حلته التي بدا فيها في أبهي صوره قائلا بلهجه هادئه.

- مش هضغط عليكي دلوقتي و هسيبك تفكري من هنا ليوم الخطوبه يا غرام و اتمني اسمع الجواب من قلبك و تكوني مقتنعه بيه عن إذنك.

خرج رامي تاركا ورائه قلبا مهشم و روح محترقه لا تدري في أي هوه سحيقه قد أوقعت نفسها فهاهي أصرت علي قرارها و لم تحسب حساب لتلك اللحظه و لا لأمين قلبها الذي يخبرها بأن تركض خلفه توقفه لتعتذر منه آلاف المرات عن غبائها و إقحامها له في دائرة إنتقام لعينه لا شأن له بها .

اتقنت كاميليا وضع زينتها البسيطه علي وجهها لتبدو آيه في الجمال و الفتنه بذلك الشعر الذهبي الذي جعدته قليلا و تركتي حرا علي كتفيها ممتدا الأسفل ظهرها يتمايل حولها برشاقه و سحر يجبر كل من يراه علي الأنبهار به و ذلك القميص البسيط باللون الأخضر الباهت ( فسدقي ) بنصف أكمام يتوسطها حزام من المنتصف و بنطال من الجينز الذي يلتصق بجسدها ليبيين مدي رشاقته و جماله.

نظرت إلى المرآة برضا فهي قد أعلنت التحدي علي معشوقها منذ آخر حديث بينهم و عدم إخباره لها ما دار بينه و بين تلك الأفعي لتعلن الحرب الباردة بعد ما أطمئن قلبها قليلا عندما أخبرها بأنها الإستثناء الوحيد بحياته.

و بالرغم من أن كلماته قد التفت حول جدران قلبها المهترئه من فرط الوجع لترممها كما لو أنها لم تجرح من قبل و لكنها أبت التسليم أمام سحر نظراته التي كان يرمقها بها من حين لآخر عندما يجتمعان في مكان فقد كان يفتعل الإنشغال بأعماله عنها طوال الأيام الماضيه أو هكذا ظنت لتقرر هيا الآخرين تجاهله و لكن علي طريقتها .

خرجت كاميليا من غرفتها و ما أن لمحته قادم من الأسفل حتى تظاهرت بالحديث في الهاتف بيد و باليد الآخري آخذت تعبث بإحدي خصلاتها في غنج غير مفتعل فمرت بجانبه رافعه إحدي حاجبيها كتحيه عابرة له و ما أن تجاوزته حتى ضربت بجانب شعرها ليتطاير خلفها حتى لامست أطرافه ملامح وجهه لتصيبه بلعنه الإشتياق الذي كان يعاني الأمرين في إخمادها ليشعر بحريق هائل داخل صدره جراء مرورها بجانبه فرائحه شعرها التي دغدغت أنفه و ملامسه أطرافه لوجهه جعلته يشعر بالإنتشاء فتلك المرأة تمتلك من السحر ما يجعله أسير لكل إنش بها لدرجه جعلته يتبعها للأسفل دون وعي منه فكل ما يريده الآن أن يروي ظمأ قلبه من شهدها و يشعر بها بين ذراعيه فلا طاقه له بالبعد أكثر من ذلك. و ما أن هم بالنزول حتى وجد مازن يدخل من باب القصر ليخرجه من حاله السكر اللذيذة التي أدخلته إليها ساحرته الصغيرة عندما هتف ليناديه.

- يوسف يوسف.؟!
كرر مازن ندائه أكثر من مرة حتى أنه اضطر لرفع صوته حتى يجذب إنتباه ذلك العاشق الذي يأخذه قلبه رغما عنه كالمغيب خلف معشوقته إلى سبقته لتوها.
فاق يوسف من سحر طوقته به إمرأة حتى جعلته يدمن الهواء الذي تتنفسه ليرد علي صديقه بنفاذ صبر
- نعم يا مازن.
- نعم الله عليك يا خويا بقالي ساعه بنادي عليك وانت و لا انت هنا،.

تحدث مازن بسخريه. ليقترب منه يوسف موبخا إياه فقد احرجته كلمات صديقه الذي لاحظ حاله الهيام التي أخذته إليها تلك الساحرة.

- ما خلاص يا زفت انا قدامك اهوة عايز ايه.؟
- أبدا يا عمنا عايزك تجهز نفسك آخر الأسبوع عشان خطوبتي علي كارما.
تحدث مازن بسعادة ليتفاجئ يوسف من حديثه قائلا
- خطوبه علي طول كدا مش لما نروح نتفق و نقرأ الفاتحه الأول.؟
أجابه مازن بنفاذ صبر.

- لا بقولك ايه انا قارئ فتحتها من وهيا لسه في اللفه مش لسه هستني الأفلام دي كلها. مش كفايه على الواطي مرديش يخليها خطوبه و كتب كتاب و قالي لا نلبس دبل الأول و بعدين كتب الكتاب بعد ما تخلص إمتحانات.

قهقه يوسف علي غصب مازن الواضح علي ملامحه ليقول بإستفزاز
- تصدق الواد على دا بيفهم طب و ايه وجهه نظرة من التأجيل دا.؟
ليتابع مازن بقهر و غيظ
- أيوا ياخويا اضحك اضحك مانتا كاتب كتابك و المزة عايشه معاك في البيت و زمانك خاربها.

قاطعه يوسف بحدة
- ” بس ياد انت هتقر عليا و أنا أقول المصايب إلى بتجرالي دي كلها من ايه اتاريها عنيك إلى راشقه في حياتي أنجز قول على أجلها ليه.؟

أجاب مازن بنفس لهجته السابقه
- قال ايه عشان معطلهاش عن مذاكرتها علي أساس إني مش هكلمها و اقابلها و مش بعيد اتحرش بيها كمان.

- يخربيتك ياد دانتا واقع. ربنا يستر و متجبيلناش مصيبه.
تحدث يوسف بمزاح ليجيبه مازن مؤكدا
- بس متقاطعش. المصيبه جايه جايه المهم باقي العيله فين عشان اقولهم عشان يلحقوا يجهزوا نفسهم.

- هنلاقيهم في الصالون اكيد كلهم متجمعين أصلا ميعاد العشا مفضلش عليه كتير يالا عشان نتعشي كلنا سوي.

دخل كلا من مازن و يوسف إلى الصالون ليجدوا الجميع متواجد و الأحاديث الجانبيه دائرة بين كلا من روفان و كاميليا التي ما إن لمحت يوسف قادما حتى تسارعت دقات قلبها خاصتا عندما التقت شعلتيها بزقاوتيه ليجري بينهم ذلك التيار الكهربائى و الصراع الأزلي بين حرارة النيران و برودة المياة ليجلس يوسف علي الكرسي المقابل لها بعد أن ألقي التحيه دون أن تحيد عيناه عنها و لكن نظراته بدت لها غامضه كثيرا فلم تفهم اهي غضب أم إعجاب أم لهفه ام إشتياق لم تكن تدري بأن نظراته لها تحمل كل هذه المتناقضات فهو برغم غضبه منها لتجاهله إلا أنه لا ينكر إعجابه و لهفته و إشتياقه لها أيضا و لكنها كالعادة لا يظهر أمامها إلا القليل مما يدور بداخله.

قاطع مازن سيل أفكارها عندما تحدث قائلا
- إن شاء الله خطوبتي يوم الجمعه علي كارما يا جماعه و هكون مبسوط لو كنتو موجودين
معايا .
- طبعا طبعا يا مازن لازم نكون معاك
اندفعت روفان التي كانت و كأنها تنتظر الفرصه التي تجمعها بمحبوبها فهي منذ إعلان مازن لخبر خطبته و هيا تنتظر الموعد بفارغ الصبر لتشاطرها الرأي كاميليا التي أرادت مشاكسه يوسف فنظرت إليه بتحد قائله
- أنا طبعا لازم هكون موجودة.

لتمازحها صفيه قائله
- كلنا هتكون موجودين يا بت و لا عشان العروسه بنت خالتك يعني محدش هيعرف يكلمك.؟

لتقاطعها روفان بحماس
- عروستين يا ممتي مش واحده بس أصل غرام اخت كارما هيا كمان هتتخطب في نفس اليوم. و مش هتصدقي لمين،؟

اجابتها صفيه مستفهمه
- لمين يا أم لسانين.؟
- لدكتور رامي إلى كان بيتابع حاله كاميليا في المستشفي
ما أن أنهت روفان جملتها حتى انتفض الجميع علي صوت ذلك التحطم القادم من الخلف ووووووووووو.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة