قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الختامي الثاني والأخير

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الختامي الثاني والأخير

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الختامي الثاني والأخير

دعيني أُخبِرك شيئًا. إن روحي لا تُزهِر أبدًا سوي معكِ لذا فإن كان طريق الوصول اليكِ مُستحيل فأخبري ذلك المستحيل أنني قادم..

لا اعلم عدد المرات التي جادلتك بها و لا عدد المرات التي أخبرتك بها بأنني لا انتمي اليك و بأن المستحيل اقرب اليك من جنتي و لكني اعلم علم اليقين بأن الرفض الذي كان يخرج من بين شفتاي يقابله الف قبول من قلبي..

تلك كانت حالة غرام التي كانت ترتجف منذ أن استقلت السيارة بجانبه متجهين الي ذلك الكوخ الذي أصر أدهم بأن يقضيان به ليله زفافهم و الذي ما أن خطت أقدامها بابه حتي تفاجئت من ذلك المشهد البديع أمامها فقد كان مُزين بالورود الحمراء المنتشرة في كل مكان حولهم بشكل رائع أبهر انظارها للحد الذي جعلها تتقدم بخطً هادئه تتأمل الجمال الذي يحاوطها و خاصتا عندما شاهدت صورها المُعلقه علي الحائط يحيط بها الزهور الجميله من كل جانب و جذب انتباهها أيضا تلك الورود المرسومه علي شكل قلب فوق السرير يزينها اسمها و بآخره ياء الملكيه التي لم تفشل أبدا في بعثرة مشاعرها.

غرامي.

هكذا خرج اسمها من بين شفتيه بنبرة مثيرة خافته بجانب اذنيها تزامنا مع التفاف ذراعيه حول خصرها النحيل الذي ارتجف إثر لمساته فشعر هو برجفتها بين يديه فقام بإدارتها إليه برقه لتصبح في مواجهته و مازالت يده تحتجز خصرها بتملك لم يكن يخفيه بل قال بتأكيد
أيوا غرامي. و ملكي و حبيبتي.

كانت كلماته رائعه مثيرة جعلتها تحبس أنفاسها و جنت دقات قلبها و زحف الخجل الي وجنتيها التي تلونت بحمرة قانيه جعلتها كالتفاح الشهي الذي كان بيوم من الأيام محرما عليه و اليوم حدثت معجزتة و اصبح ملكا له.
خرجت نبرتها خافته و هيا تقول
بتحبني اوي كدا يا أدهم؟

أدهم بصدق
مرحله الحب دي عدت من زمان يا غرام. انا حبيتك من اول لحظه شفتك فيها. كل يوم كان بيعدي عليا كنت بحبك اكتر واكتر. لحد ما وصلت لمرحله انك بقيتي بتجري في دمي. معرفش الي بحسه من ناحيتك دا يتقال عليه ايه بس كلمه حب دي قليله اوي عليه.

شددت يداه حول خصرها كثيرا و نظر إلي داخل عيناها يقول بصوت أجش
انتي معجزتي الي مكنتش مؤمن أبدا بوجودها. و الي اكتشفت اني أضعف كتير من اني اقاومها. بعشقك يا غرامي..

تجلي عشقه بنظراته التي جعلت كل خليه بها ترتجف بين يديه فقد كان لكلماته مفعول السحر علي قلبها الذي جعل كفوفها المرتعشة تحتوي وجهه بين يديها و هيا تقول بتأثر
و انا بحبك اوي يا أدهم.

كان كناسك ظل يتعبد طوال حياته طامعا بالفوز بالجنه التي أعطته مفتاحها في تلك اللحظه فأنقض علي شفتيها بقبله قويه أخذ يعمقها أكثر فأكثر يمتص رحيقها العذب و يتذوق حلاوة ريقها و يداه تتجول بشغف فوق جسدها البض و الذي كان يرتجف بشده بين ذراعيه فقد كانت تشتاقه مثلما يشتاقها تعشقه بقدر ما يعشقها تتمني قربه مثلما يتلهف هو الي قربها لذا تركت العنان لقلبها الذي كان خاضعا لأفعاله الجنونيه التي راقت لها كثيرا حتي أنها لم تلحظ تمزق فستانها الذي أصبح اشلاء أسفل قدميها التي كانت تتبع خطواته كالمسحورة بتلك السيمفونيه الرائعه التي كانت تعذفها شفتيه فوق جسدها و كللتها آهات العشق التي كانت تصدر من شفتيها فتضيف الوقود الي نيران رغبته الممزوجة بعشق كبير فاق حدود الخيال فخرج صوته أجشا و هو يقول بأنفاس مقطوعه.

كدا بقيتي غرامي قولا و فعلا. و اتختمتي بختم أدهم الحسيني يا مدام أدهم الحسيني و احلي حاجه في حياته.

أخذ يبثها أشواقه طوال الليل و كان بكل جوله من جولات عشقهم يؤكد لها قولا و فعلا بأنها اغلي ما يمتلك في تلك الحياة حتي ان عذوبه أفعاله و رقه لمساته انستها ألمها بل و جعلتها تشعر بالسعادة التي ليس لها مثيل و التي انتهت عند مطلع الفجر بعد ما ارتمت فوق صدره بتعب جعلها تغمض عيناها فورا و بسمه جميله مرتسمه علي شفتيها حين سمعته يقول
بعشقك يا غرامي..

دعوت الله بيقين الإجابة أن تجتمع قلوبنا ذات يوم بعد كل هذا العذاب، أن تجد سفينة عشقنا بر الأمان الخاص بها بعد أن اهلكتها كثرة العواصف و الأعاصير التي خلفت الكثير من الخراب بداخلنا و الذي انمحي بيوم اتحدت ارواحنا و اجتمعت أنفاسنا بعناق دافئ ازال غبار الماضي و أعلن شروق شمس المستقبل الذي يتوجه وجودنا معا.

هكذا كان لسان حالها و هيا تشاهده يقوم بخلع جاكيت بذلته و يلقيه بإهمال علي الأريكه أمامه و قام بفك الازرار العلويه لقميصه بعد أن نزع رابطه العنق خاصته و التفت ليكمل خلع ملابسه فوجد تلك التي كانت تستند علي الباب و تناظره بنظرات يغلفها الإعجاب الذي جعل بركان مشاعره يثور لذا أشار إليها بيديه قائلا بأمر.

تعالي هنا.

فرفعت أحدي حاجبيها بدلال و حركت كتفها رفضا لطلبه فزادت فعلتها من جنون ثورته فقام بعض شفتيه و هو يقول بتوعد
لو جيت انا هتندمي.

واصلت اللعب علي اوتار قلبه إذ قالت بتحدي راق له كثيرا
تؤ مبندمش.

ابتسم بمكر قبل أن يقطع المسافه الفاضله بينهم بخطوتان و قام بإمساك معصمها يقربها إليه بعنف حتي اصطدمت بسياج صدره و حاوط خصرها بذراعيه فيما كان أنفه ملتصقا بانفها و قد كانت نظراتها المتحديه تثير جنونه فقال بلهجه متوعدة
متأكدة من كلامك دا؟

كانت تحرك أنفها مقابل أنفه و عيناها لا تفارق عيناه حين قالت بخفوت
متأكدة مليون في الميه. في حد يندم بردو علي احلي حاجه في حياته.

رايد بلهحه مبحوحه
الي هيا ايه؟
هند بخفوت
انت.

بلحظه غيرت مسار مشاعره من الرغبه القويه الي العشق الجارف الذي جعل يده تمتد تمسك بخصلات شعرها برفق تضعها خلف أذنها و هو يقول بصوت أجش
اعمل فيكي ايه دلوقتي؟

هند بخفوت
خدني لجنتك.

لم ينتظر أكثر من ذلك و إنما قام بأخذها في جوله محمومه من جولات عشقهم المجنونه و التي كان ينافس كلا منها الآخر في جنونه فقد كانت له مثلما يتمني و أكثر و كأنها تري ما بداخله لتفعله دون أي يطلب كانت ترضيه كثيرا للحد الذي جعله ينسي اي امرأة قبلها و لا يستطيع النظر لأي امرأة بعدها هيا فقط. من تستحوذ علي مشاعره بطرق خفيه لا يستطيع تفسيرها. تُلهِب حواسه بنظرة واحده تجعله يهيم بها عشقا و يتذوق الجنه بين أحضانها. تبثه الحنان و الأمان و العشق بآن واحد. امرأة خلقت له و من أجله فقط. كل شئ بها يتناسب معه كثيرا حتي منحنيات جسدها كانت مفصله تماما كي تناسبه و قد كان كل ذلك أقصي ما يتمني بحياته لذا كان يعاملها و كأنها لؤلؤته الثمينه التي يخشي عليها من نسمه الهواء فحتي عندما تقسو يداه تحنو شفتاه ليشكلا شعورا هائلا من التناقضات التي تجعلها في قمه سعادتها معه و التي كانت تستمر كل ليله الي أن تبصر نور النهار و تغمض هيا عيناها بين ذراعيه لتغفو بسعادة و هناء..

ان يُحِبك أحدهم أمر رائع للغايه و لكن أن تُصبِح انت أهله و عائلته و جدران بيته فهذا يعني أنك حصلت علي أثمن شئ في هذه الحياة العشق.

نعم فهيا عشقه و بيته و عائلته التي و اخيرًا ظفر بها من تلك الحياة التي قست عليه كثيرا و لكنها اشفقت عليه أخيرا و أعطته جائزته التي لطالما حلم بها منذ أن كانت طفله صغيرة و هاهي الآن أمامه بجمالها و رقتها التي خطفت أنفاسه تطالعه بنظرات حانيه و كأنها تشعر بما يجول بخاطره و الذي جعل الدموع تلمع بعيناه و هو يتقدم منها و لدهشته وجدها تتقدم هيا الآخري تجاهه الي أن وصلت أمامه و مدت اصبعها الرقيق تمسح برفق تلك الدمعه الهاربه من طرف عيناه قائله بحنان كان يشع من نظراتها.

مش لوحدك الي كنت بتتمني اليوم دا. انا كمان عشت بتمناه طول حياتي. كنت بتمني اغمض عيني و افتحها الاقيني معاك في بيت واحد. بيت يكون دافي زي حضنك. و حنين زي قلبك. و يكون حوالينا ولاد كتير اوي مني و منك يملوه حب و فرح و سعادة و نبقي عيله واحده.

تسابقت قطراته في الهطول تأثرا بحديثها و اقترب منها يحتتوي وجهها بيديه و هو يقول بنبرة مبحوحه
انتي عيلتي يا كارما. اهلي و بيتي. دفايا في وسط برد الحياة الي كان محاوطني من يوم وفاة ابويا و امي. الفرحه الي قعدت سنين ادعي ربنا بيها عشان تيجي تنور ضلمتي.

زادت من اقترابها منه و هيا تقول من بين قطراتها
معدش في ضلمه خلاص. انا موجوده جمبك و هفضل موجودة طول عمري. مش هسيبك و لا لحظه. انا ممتك و باباك و بنتك و مراتك و حبيبتك. مش هخليك تحتاج لحد أبدا طول مانا موجوده خليك متأكد من كدا. ارمي كل العذاب ورا ضهرك الي جاي فرح. فرح و سعادة و بس.

اقترب منها مازن يعتصرها بين ذراعيه تاركا العنان. لعبراته التي و بأول مرة يكن مصدرها الفرح بقلبه فصارت تمرر يدها فوق ظهره برقه و حب كأم حنون تهدهد طفلها الصغير الذي كان في اشد الإحتياج لحنانها حتي يطمئن قلبه و قد كانت هيا أكثر من مرحبه بذلك فظلوا علي هذا الوضع لدقائق قبل أن يستطع مازن السيطرة علي نفسه و استعادة اتزانها ففصل عناقهم و لكن يداه لم تفلت خصرها بل قام بإسناد جبهته علي خاصتها و هو يقول بصوت أجش بعد أن أخذ نفسا طويلا يمتلئ برائحتها العذبة.

المفروض في يوم زي دا انا الي اطمنك مش انتي.

إجابته برقه اذابته
مش محتجاك تطمني عشان أنا عمري ما خوفت و أنا معاك. انا مطمنه بيك اوي يا مازن. و عمري ما قلبي هيخاف طول مانتا جمبه.

مازن بقوة
انا جمبك عمري كله يا اغلي حاجه في دنيتي.
كارما برقه
يبقي مش عايزة حاجه من الدنيا بعد كدا.

مازن بتخابث و يداه تعرف طريقها الي سحاب فستانها
بس انا عايز.

دق قلبها بعنف فقد أدركت مغزي كلماته فابتلعت ريقها قبل أن تقول بتلعثم
عا. عايز ايه؟

اقترب منها للحد الذي تلامست أنوفهم و قال بشغف و شفتيه تلامس وجهها
عايز اكل التوت الي جنن امي دا.
تلاشت كل جرءتها منذ قليل و اخذتها قدماها خطوة للخلف فسارع هو بضمها و إلصاقها بصدره و هو يقول بلهفه
راحه فين؟ مفيش مكان تاني. غير حضني تهربي ليه.

كانت كلماته تُدغدغ مشاعرها و لكن دونا عنها كان خوفها فطري لذا اخفضت رأسها قليلا فشعر هو بما يدور بداخلها فأخذت يداه تتحرك ببطء فوق جدار عنقها و قام بتقريب شفتيه من أذنيها قائلا بنبرة خافته مثيرة
لو هربتي لآخر الدنيا قلبك هيجيبك لعندي. قلبك الي بيعشقني قد ما بعشقه و حاسس بالنار الي جوايا و الي مش هيطفيها غير قربك.

ما أن انهي كلماته حتي اقتربت شفتيه تضع قُبل صغيرة فوق ثغرها الشهي جعلت مقاومتها تنهار و رفع قلبها رايه التسليم فامتدت يداها تطوق عنقه برقه تتنافي مع عنفه حين اقتنص شفتيها بقبله قويه شغوفه عنيفه تارة و رقيقه تارة آخري تمام كلمساته التي اطلق لها العنان لتمارس فنون العبث فوق جسدها الذي كان متجاوبا معه كثيرا مما جعله يكاد يجن من فرط شوقه الضاري لها و الذي كان أضعاف ما يتخيل فصار يجردها من كل شئ يعوقه عنها حتي أصبحت ثمرته الشهيه جاهزة للإلتهام فاقترب ينهل من جمالها الذي أفقده عقله و أخذ يلتهم كل ما يقابله حتي تحول جسدها الي لوحه فنيه بديعه تعكس مقدر جنونه بها الذي انتقل إليها فصارت لا تفرق بين الألم و السعاده التي تشعر بها فقد امتزج كل شئ بداخلها ليولد شعور لا يوصف من المتعه الغامرة التي حولت أكثر اللحظات ألما الي امتع لحظات انطبعت بذاكرتهماا للأبد و خاصتا حين وضع تلك القبله القويه فوق جبهتها قبل يقول بصوت أجش.

يابووي دا التوت طلع حلو بشكل. جننتي امي يخربيتك.

وضعت يدها فوق عينيها تحجبها عن نظراته الوقحه و هيا تقول بخجل
مازن بطل بقي.

مازن بوقاحه
ابطل ايه. هو انا لسه ابتديت. دانا لو عمري خلص جمبك مش هحس بيه.

اختتم كلماته و اخذها مرة أخري إلي عالم الخيال خاصته المليئ بالمتعه و السعادة و العشق الذي كان يغلف ليلتهم التي كانت شاقه كثيرا عليها و لكن كان لعشقه مذاق خاص جعلها لا تتذكر شئ سوي ذراعيه التي احتضنتها بقوة و هيا مستلقيه فوق صدره بكامل جسدها و الذي احتواه جسده بكل حب و تملك و كان آخر ما رأته هو ضوء الشمس التي استقرت في منتصف السماء تعلن بداية يوم جديد مليئ بالحب و السعادة للجميع..

أن استيقظ صباحا كل يوم علي دفء ذراعيك و جمال ملامحك و رقه لمساتك لهيا نعمه كبيرة لا يسعني عمري بأكمله لوصفها.

كان يوسف يتأمل ملامحها الجميله بحب كبير كان يشع من زرقاوتيه التي كانت دائما هادئه لا يحرك أمواجها سوي تلك الجميله النائمه التي تذيب جليده لينصهر متحولا الي براكين عشق و هيا بين احضانه التي لا يريد أن تفارقها أبدا فهيا اغلي ما يمتلك في هذه الحياة وحدها من تملك سلطه علي قلبه الذي لا يستطيع الإرتواء منها ابدا فكلما نهل من شهدها تصيبه لعنه الإشتهاء و التي تحولت البارحه بلمح البصر الي حنان جارف حين وجدها متعبه كثيرا و قد تجلي تعبها في إصفرار لونها و ذبول عيناها حين فتحتها برويه لتجده يناظرها بإهتمام فبادلته بإبتسامه بسيطه و هيا تقول بصوت مبحوح من أثر النوم.

صباح الخير.

طافت عيناه وجهها و توقفت عند شفتيها قائلا بنبرة خفيضه.

صباح الفراوله يا فراولتي
غزا الخجل وجنتيها فتحولت للون الوردي الذي لم يستطع اخفاء تعبها مما جعله يقول بإهتمام
عامله ايه دلوقتي؟ لسه تعبانه؟

كاميليا بتعب حاولت إخفاؤه
لا يا حبيبي بقيت احسن بعد ما نمت حلو. تقريبا كنت مرهقه بسبب مجهود ترتيبات الفرح و كدا.

لم يقتنع بحديثها و كأن قلبه يشعر بتعبها لذا اقترب يضع قبله رقيقه بجانب شفتيها و رفع رأسه قائلا بنبرة يتخللها الصرامة
التعب باين في عنيكي يا كاميليا فمتحاوليش تداريه عني.

امتدت يدها تتلمس برفق ذقنه الناميه و. ملامحه الوسيمه و خاصتا صفاء عيناه التي كانت السماء ترتسم بلونهم و فجأة توقفت أصابعها فوق شفتيه و كمن أشتهي فاكهته المفضله قالت
تعالي في حضني. عايزة اشم ريحتك اوي.

تفاجئ قليلا من حديثها و لكنه لبي نداء عيناها بلهفه و قام بإحتضانها برفق يتنافي مع شوقه لها و صارت هيا تقربه إليها كثيرا و أنفها يستنشق رائحته بنهم تجلي في ذلك الصوت المستمتع الذي خرج من بين شفتيها و كأنه تتلذذ بتذوق رائحته مما جعل حواسه كلها تتنبه الي فعلتها التي أيقظت بصدره نيران الرغبه الممزوجة بعشق كبير حاول التحكم به نظرا لتعبها الواضح حين فصل عناقهم و طالع عيناها بتفحص قبل أن يقول و هو يحبس أنفاسه.

شكلك تعبان يا كاميليا فبلاش تجننيني.

أغمضت عيناها و هيا مازالت تأخذ اكبر قدر ممكن من رائحته بداخلها و قالت بخفوت مثير
و اعمل ايه إذا كان جنانك دا احلي حاجه في الدنيا..

حاول يوسف التحكم بنفسه قدر المستطاع و قال بنبرة مبحوحه
جناني دا ممكن يأذيكي خصوصا و انتي تعبانه كدا.

كاميليا بلهجه مغويه
حتي لو تعبت حضنك هيداويني.

للحظه كاد ان يفقد بها تحكمه في نفسه و لكن انقلاب وجهها جعل الخوف يتسلل الي قلبه خاصتا عندما هبت من مكانها تتوجه الي المرحاض و هيا تضع يدها فوق فمها فهرول هو خلفها ليجدها تجلس أمام المرحاض تخرج ما بجوفها و تخرج آنات الألم من بين شفتيها لتلتف حول قلبه المذعور كأسلاك شائكه ادمته من فرط الخوف عليها فهرول إليها يجلس خلفها و يده تحتضنها من الخلف و باليد الآخري أخذ يربت برفق فوق خصلات شعرها المبتله من أثر العرق الذي اغرق جبهتها. ظلت علي حالها الي أن هدأت ثورة غثيانها فقام بحملها متوجها إلي صنبور المياة و أخذ يغسل برفق وجهها و فمها ثم قام بحملها و وضعها علي السرير و قام بتقريب كوب من الماء الي فمها لترتشف بعض قطرات منه فأسندت رأسها للخلف و ظلت علي هذه الحال لدقائق و قد تسارعت أنفاسه بخوف من مظهرها فخرج صوته مرتجفا حين قال.

عامله ايه دلوقت؟

كاميليا بخفوت
احسن الحمد لله. شكلي خدت برد
هنعرف دلوقتي
قالها يوسف و هو يتوجه الي هاتفه و يقوم بإجراء اتصال ما و قد كان يستدعي الطبيب لفحصها حتي يطمئن قلبه الذي كان ينتفض بين ضلوعه رعبا عليها.

بعد مرور نصف ساعه كان يأخذها بين أحضانه بعد أن قام بتغيبر ملابسها لآخري محتشمه و دثرها جيدا بين ذراعيه ينتظر وصول الطبيب الذي كان وصل لتوه مع صفيه التي أخبرها يوسف بمرض كاميليا لتأتي بالطبيب فور وصوله و هاهي تدق باب الغرفه ليقوم يوسف بوضع رأسها برفق علي الوسادة خلفها و توجه لفتح باب الغرفه ليدلف الأثنان الي الداخل و علي مضض قام بالخروج بعد أن الحت عليه والدته ليقف أمام الباب مكتفا ذراعيه و حوله الجميع من بينهم رحيم الذي كان قلقا من مظهر حفيده كثيرا. فقد كانت الدقائق تمر عليه دهرا من شدة القلق عليها إلي أن انفتح باب الغرفه أخيرا و خرج منه الطبيب فتوجه إليه بلهفه تجلت في نبرته حين قال.

خير يا دكتور كاميليا مالها؟

الطبيب بطمأنه
متقلقش هيا كويسه. تقدر تدخل تطمن عليها
يوسف بإستفهام
طب عندها ايه طمني؟
الطبيب بإبتسامه
ادخلها هيا هتقولك.

لم يزيد في الحديث بل توجه إليها فوجد والدته التي كانت السعادة ترتسم علي ملامحها و هيا تقوم بإحكام الغطاء حولها جيدا و توجهت إليه تحتضنه بفرحه لا يعرف سببها و لكنها فاجأته حين توجهت للخارج دون أي حديث لتتركه مع تلك التي تحول ذبولها الي بهجه كبيرة أعادت الجمال إلي وجهها و قد ارتسمت ابتسامه خجوله فوق ملامحها جذبته ليقترب منها بخطً سُلحفيه و قد مر بباله خاطر جعل جميع حواسه تتأهب حين جلس قبالتها و هو يقول بترقب.

هو، هو الي في بالي صح؟

كانت ابتسامتها خير إجابه علي سؤاله و لكنها قامت بإمساك إحدي كفيه و وضعها فوق بطنها و عيناها لم تفارق عيناه و قالت بصوت يرتجف فرحا
بقي في جوايا حته منك يا يوسف.

قامت بهز رأسها تأكيدا علي حديثها الذي جعله لوهله يناظرها بصدمه تحولت إلي فرحه كبيرة ارتسمت بعيناه حين نظر إلي موضع يده فوق معدتها و من ثم رفع رأسه يطالعها بفرح تجلي في نبرته حين قال
حامل، ولي العهد جاي. معقول أخيرا حلمي اكتمل..

هزت رأسها بشدة و قد تساقط الفرح من عيناها علي هيئه قطرات و قامت بفتح ذراعيها ليندفع نحوهما و قد تغلب علي صدمته و حل محلها الفرح الشديد فأخذ يعتصرها بقوة جعلتها تتألم قليلا فخرجت منها آه بسيطه جعلته يتراجع فورا و هو يقول بلهفه
فيكي ايه. تعبانه. انا وجعتك صح؟

لأول مرة تراه بتلك اللهفه و الخوف فاقتربت منه تحتوي وجهه بين يديها و هيا تقول بطمأنه
ماتخفش يا حبيبي انا كويسه. انت اتكيت شويه بس.

ابتسم يوسف علي حديثها و قال يمازحها
ايه دا يعني أنا مش هعرف اتك تاني بعد كدا؟
كاميليا بدلال
تؤ تؤ. هو الدكتور مقالكش التحذيرات الي قالهالي و لا ايه؟

يوسف بجهل
لا مقاليش و ايه بقي التحذيرات دي؟
اقتربت كاميليا من أذنيه و أخذت تخبره بضرورة الإبتعاد عنها في شهور الحمل الأولي حفاظا علي الجنين فذم يوسف شفتيه و قال بغيظ مكتوم
و انتي متخيله أنه كان يقدر يقولي كدا. دانا كنت طقمتله. ابن التيت قال ايه ادخل و هيا هتقولك. الواطي نفد من تحت ايدي.

قهقهت كاميليا علي مظهره الغاضب و قالت تبرر
يا حبيبي هو ذنبه ايه مش لازم نحافظ عالبيبي الصغنون بتاعنا؟

اقترب يوسف أمام شفتيها و قال هامسا بوقاحه
طب بالنسبه لابو البيبي الصغنون ينفع يتحرم من فراولته كل دا. دا حتي غلط علي صحته.

أطلقت ضحكه قويه زلزلت مشاعر ذلك الذي كان غارقا بعشقها حتي أذنيه و تجلي عشقه بهمساته حين قال
ضحكتك حلوة اوي. بتحلي كل حاجه في دنيتي. افضلي اضحكي كدا علي طول.

لم تكد تجيبه حتي جاء الطرق علي الباب الذي سرعان ما انفتح و دخل رحيم الغرفه بخطوات متلهفه و فرحته لا يسعها الكون بأكمله حين عرف ذلك الخبر فقال مهللا
الف مبروك يا يوسف. أخيرا ولي العهد هيشرف.

هب يوسف من مكانه يقابل رحيم الذي أخذه بين أحضانه بفرحه كبيرة لم تزر ملامحه منذ وقت كبير فشدد يوسف من عناقه و هو يقول بفرحه
الحمد لله يا جدي. رحيم الصغير جاي في الطريق.

رحيم بفرحه
الحمد لله الف الحمد لله. مش مصدق نفسي. دا احلي خبر سمعته في حياتي.

أخذ يوسف يربت فوق كتفه بحب ثم فصل رحيم العناق و توجه إلي كاميليا بنظرات تحمل من الندم و الإعتذار الكثير و قام بالجلوس قبالتها و هو يقول بلهجه مرتجفه و عينان تمتلئان بالدمع
الف مبروك يا ست البنات. فرحتي راجل عجوز زيي و ادتيله اجمل هديه ممكن يتمناها في حياته.

تأثرت كاميليا كثيرا من حديثه و خاصتا حين قال
انا عارف انك لسه مش صفيالي و مش زعلان أبدا منك. بالعكس أنا عارف انك مبتعرفيش تمثلي و لا تتصنعي. بس عارفه يا بت يا كاميليا رحيم الصغير دا لما ييجي بالسلامه هو الي هيشفعلي عندك و هيقولك يا ماما سامحي جدو.

لم تستطع الصمود أكثر فاندفعت تعانقه بحب و هيا تقول من بين دموعها
سامحتك يا جدو والله سامحتك انتي اغلي حاجه في حياتنا. ربنا يخليك لينا.

احتضنها رحيم بحب كبير و قال من بين قطراته
ربنا يفرح قلبك يا بنتي زي ما فرحتي قلبي..

أخذ يوسف تنهيده ارتياح فاخيرا استطاعت حوريته الجميله اعلان رايات الصفح و السماح و الفضل في ذلك يرجع الي ملاكه الصغير الذي لم يأت الي هذه الحياة بعد و لكنه أصبح مدينا له بتلك اللحظات الرائعه..

****************.

بعد مرور ٦ أشهر كان الجميع يجلسون حول مائدة الطعام يتناولون طعام الفطور في جو مليئ بالفرح و السعادة و قد كانت كلا من غرام و كارما و روفان في شهرهم الخامس من الحمل تسبقهم هند التي كانت في شهرها السابع و كانت أمامهم كاميليا التي وصلت منتصف شهرها التاسع و تنتظر وصول مولودها بأي لحظه و كان يوسف مرتعب من ذلك اليوم الموعود لولادتها كان يخشي عليها كثيرا من الألم و من كل شئ و لكنه كالعادة لا يظهر ما يجول بخاطره و لكن كانت عيناه لا تفارقانها بكل لحظه حتي أنه اوكل معظم أعماله الي رائد الذي كان يتولي القيادة من بعده بعد أن قام رحيم بتقسيم نصيب الجميع من ثروتة و قام بتغيير كنيه رائد ليحمل اسم والده و عائلته حتي أنه كان يعيش معهم بالقصر هو و هند بعد أن سافرت والدته مع محمود الي الخارج لإستكمال علاجه وقد كان رائد يزورهم بين الفينه و الآخري.

و قد كان ذلك أكثر ما يتمني رحيم أن يري جميع أحفاده حوله هانئون بحياتهم تتعالي ضحكاتهم هنا و هناك و لكن فجأة اخترقت ضحكاتهم صرخه قويه كانت لكاميليا التي باغتتها آلام المخاض لتشعر بنيران حارقه أسفل بطنها فصرخت بقوة فهب الجميع اليها و كان أولهم يوسف الذي قال بلهفه
كاميليا حبيبتي مالك انتي بتولدي ولا ايه؟

كاميليا من بين دموعها
شكلي كدا يا يوسف الألم صعب اوي
قام بحملهابرفق و هو يصرخ بهم قائلا
حد يجهز العربيه بسرعه لازم انقلها المستشفى.

لبي مازن ندائه و صرخت صفيه في الفتيات قائله بصرامه
خليكوا هنا محدش ييجي ورانا. انا هروح معاها و أن شاء الله هنطمنكوا لما تقوم بالسلامه.

حاولوا الإعتراض و لكنها رفضت بشدة و هرولت خلف يوسف الذي كان يحتضنها بيد و باليد الاخرى يمسح قطرات العرق التي تجمعت فوق جبينها يستمع إلي صراخها الذي يمزق نياط قلبه و يحاول تهدئتها قائلا برفق
معلش يا حبيبتي خلاص قربنا اهوة.

كانت صفيه تجلس في المقعد الأمامي بجانب مازن و أخذت تلتفت حولها الي أن وقعت عيناها علي جاكت مازن المعلق علي المقعد خلفه فقامت بجذبه و إعطاؤه لكاميليا و هيا تقول بلهفه
خدي يا كاميليا عضي في دا. كل ما تجيلك الطلقه.

تدخل مازن قائلا بصياح
تعض في ايه دا الجاكت بتاعي
ذجرته صفيه قائله بتوبيخ
ياخويا اتنيل يعني جاكت سبع البرومبه.

ثم وجهت نظراتها الي كاميليا و هيا تقول
بصي يا حبيبتي كل ما تجيلك الطلقه اكتميها خلي ربنا يسهل و الواد ينزل.

صرخ مازن بذعر
لااااااا اوعي تسمعي كلامها يا كاميليا. اوعي تخلي الواد ينزل في عربيتي.

تدخل يوسف قائلا بصياح
اخرس يا حيوان ابني ينزل في المكان الي يعجبه
مازن بتوسل
لا والنبي خليه يتأخر شويه. ياد يا ابن الكلب انت أمسك نفسك خلاص قربنا.

لم يكد ينهي حديثه حتي سمع صرخه قويه خرجت من فم كاميليا التي مزقها الوجع تلاها صوت ذلك الرضيع الذي تلقفته يد يوسف المتلهفه و التي كانت ترتجف و هو يري صغيره الذي ولد لتوه ليكون هو اول يد تتلقاه فشهقت صفيه من هول المنظر و بتلك اللحظه كان مازن يتوقف امام المشفي فهرول طاقم الطوارئ لإستقبالهم و قد كانت كاميليا قد ذهبت الي عالم آخر فلم تشعر بأي شئ مما يدور حولها و قد كان هناك من أوشك قلبه عن الخفقان رعبا عليها حتي أنه لم يلتفت عندما أخذته منه والدته بل هرول خلفها و قلبه يرتجف رعبا عندما وجدها تغلق عيناها و أخذت يداه تعتصر يدها و قال بصوت جهوري خرج من اعماق فؤاده.

كاميليا فتحي عنيكي. اوعي تغمضيها أبدا.

حاولت فتح عيناها فلم تستطع سوي ان ترسم ابتسامه بسيطه علي شفتيها كانت آخر ما رآه فقد ادخلوها الي غرفه العمليات و ظل هو في الخارج لبعض الوقت الذي مر ثقيلا علي قلبه الذي أخذ يناجي ربنه بأن يحميها له و كل خليه بجسده ترتجف خوفا عليها إلي أن فُتِح الباب و خرج الطبيب الذي طمأنه قائلا
الحمد لله كل شئ بخير المدام و الطفل كمان.

أخيرا استطاع استرداد أنفاسه الهاربه و خرج صوته متحشرجا حين قال بلهفه
عايز اشوفها.

الطبيب بعمليه
خمس دقائق هيودوها اوضه عاديه تقدر تشوفها. الف مبروك و حمد لله علي سلامتهم.

بعد مرور عشر دقائق كان يوسف يتقدم تجاهها يسبقه قلبه الذي كان يتلهف لرؤيتها و إمتاع عينيه بالنظر إليها فقد كان يشعر بأن روحه قد فارقته عند رؤيتها غارقه بدمائها و عينيها مغلقه و الآن ردت إليه حين رآها نائمه امامه تناظره بحب كان اضعافه بقلبه فاقترب منها يضع قبله قويه فوق جبهتها و آخري فوق كفها الذي امسكه يربت فوقه برفق و هو يقول بفرحه
حمد لله على سلامتك يا روح قلبي.

كاميليا بوهن
الله يسلمك يا حبيبي
يوسف بخفوت
كنت هموت من القلق عليكي. ينفع الي عملتيه فيا دا؟
كاميليا بلهفه و نبرة واهنه
بعد الشر عنك يا حبيبي. انا اهوة قدامك زي الفل.

لم يكد يجيبها حتي وجد الباب يفتح و والدته تدخل و بجانبها أحدي الممرضات التي تجر سرير صغير يرقد به صغيرهما فشعرت كاميليا بالسعادة و كانت تتلهف كثيرا لرؤيته فحاولت الحركه لتعتدل في جلستها فشعرت بالألم فهب يوسف إليها و هو يقول بلهفه
خليكي نايمه رايحه فين؟

كاميليا بلهفه
ابني يا يوسف عايزة اشوفه.
توجهت صفيه إليها و هيا تحمل الصبي و قامت بوضعه بين أحضانها و وضعت قبله فوق جبهتها و قالت بحنان
حمد لله علي سلامتك يا ام رحيم..

اهتز قلبها لحديث صفيه و لذلك اللقب و قامت بمد يدها لتلتقط ذلك الصغير الذي كان يمط شفتيه الحمراء التي تتوسط وجه ابيض مستدير و قد كان جميل للحد الذي جعل الدمع يتساقط من عيناها تأثرا برؤيته فرفعت انظارها الي يوسف الذي التف يحتضنها برفق و يناظر طفله الجميل فقالت من بين قطراتها
شوف يا يوسف ابننا جميل ازاي.

امتدت يداه تلمس بشرته الحريه و قد كانت دقات قلبه تدق بعنف و لكنه حاول التماسك أمامها فخرج صوته متحشرجا حين قال
جميل زيك يا روحي.

كاميليا بلهفه
لا زيي ايه دا شبهك تمام..
رفعت رأسها تطالعه بعدم تصديق و الدمع يتساقط من عينيها و هيا تقول بتأثر
انا مش بحلم يا يوسف صح! انا و انت و ابننا دي حقيقه مش كدا؟
قام يوسف بتشديد ذراعيه حولها و اقترب يضع قبله قويه بين عيناها قبل أن يقول بحب
لا يا قلب يوسف مش بتحلمي. دي حقيقه انا و انتي و واخدين ابننا في حضننا.

اقتربت صفيه تربت علي كتفه و هيا تقول بحب
أذن في ودنه يا يوسف..

اطاعها يوسف و قام بحمله و وضع قبله قويه علي كف والدته و قام بتقريبه إليه يشتم رائحته الجميله و التي دغدغت قلبه من الداخل و أخذ يردد الاذان في أذنه اليمني و باليسري ردد الإقامه و ما أن انتهي حتي وضع قبله رقيقه فوق جبهته ثم انتقلت عيناه الي محبوبته التي أخذ الدمع يتساقط بغزاره من عيناها و وضعت رأسها فوق صدره و أخذت تردد عبارات الحمد من بين شفتيها و قد كانت صفيه تناظرهما بفرح خرج علي هيئه دموع من عينيها لرؤيتها أخيرا سعادة ذلك الثنائي الذي ذاق الويلات حتي يصل لتلك اللحظه الرائعه فأخذت تدعو الله أن يحفظهم و لا يريها بهم اي مكروه..

بعد اسبوع كانت التجهيزات علي قدم و ساق لإستقبال ولي العهد لعائله الحسيني القادم اليوم فيوسف قد أصر علي مكوث كاميليا و الطفل في المشفي حتي يطمأن علي حالتهم و قد اتي اليوم الموعود لعودتهم فأمر رحيم بان يقوموا بذبح الذبائح احتفالا بقدوم حفيده و اعداد المآدب و قامت الفتيات بتجهيز القصر و تزيينه بالبلالين و الزينه الجميله لمفاجأة كاميليا التي قد وصلت لتوها الي القصر لتتفاجئ بكل تلك الزينه الجميله المعلقه احتفالا بها و بمولودها الذي أخذه رحيم منها يحمله بكل رقه و قد ارتجف قلبه عند رؤيته فهاهو الحفيد الذي لطالما كان يحلم به الآن بين ذراعيه فأخذ يحمد الله كثيرا علي هذه المنه.

توجه الجميع الي الداخل و بدأت مراسم السبوع وسط غنائهم و ضحكاتهم التي تردد صداها في أرجاء القصر الذي ترممت جدرانه بأصوات ضحكاتهم..
بعد انتهاء مراسم السبوع توجه الرجال الي الخارج و قد كان رائد يجلس بجانب على و أمامه كلا من أدهم و مازن الذي كان يرتشف العصير و هو يقول بإمتعاض
الله يرحمك يا هيبه بقي انا الرائد مازن المنشاوي علي سن و رمح البس تيشيرت مكتوب عليه انا عم رحيم..

ابتسم أدهم بسخرية قبل أن يقول
مش لوحدك ياخويا كلنا ذيك.

مازن بتذمر
تخيل بقي بعد ما كنت خلاص فاضل فسوة و اترقي و ابقي مقدم حد يشوفني بالمنظر دا! عليا النعمه الصبح هكون بضرب الجرس علي باب الكليه.

قهقه الرجال علي مظهره و تحدث رائد قائلا بشماته
تستاهل مش انت الي قعدت تصيح طلعتها في دماغه و بعد ما كان نسي عملتكوا المهببه انت و هو فكرتوا بيها تاني اشرب بقي.

مازن بقهر
هقول ايه ماهو تبت هو و ابنه. الواد أقوله امسك نفسك ياد اوعي تنزل في العربيه. ثواني ونكون قدام المستشفى. يدوب مكملتش الكلمه لقيت الباشا ازفلط و هاتك يا عياط نسكت فيه أبدا. زي ما يكون بيعاندني. هقول ايه ابن يوسف الحسيني.

تفاجئ بلكمه قويه علي كتفه و صوت ساخر من الخلف يقول
ماله يقي يوسف الحسيني. مش عاجب سيادتك و لا حاجه.

كان هذا صوت يوسف الذي اتي من الخلف ليجلس بجانب رائد أمام مازن الذي قال بتهكم
اهلا ياخويا ضميرك مرتاح كدا و احنا بلبس الالعاب دا.

أخذ يوسف يطالعهم قبل أن ينفجر ضاحكا ثم قال من بين ضحكاته
والله شكلكوا تحفه. تعالي يا ابني صور هنا
أدهم بتهكم
أن شاء الله تكون مبسوط بالمسخرة دي حضرتك.

يوسف بلهجه ذات مغزي
اهي المسخرة دي تحطوها قدام عنيكوا قبل ما تفكروا و تخططوا و ترسموا تاني انت و هو هاه. اظن فاهمين قصدي كويس.

طالعه الإثنان بحنق و لكن لم يستطيع أحد أن يتفوه بحرف ليقطع حديثهم قدوم الخادمه التي أخبرتهم بأن الطعام بٱنتظارهم و الذي كان علي طاوله تتوسط الحديقه فالتف الجميع حولها كلا بجانبه حبيبته في جو من المرح والألفه و السعادة و أخذت ضحكاتهم تصدح هنا و هناك تعلن عن بدأ عصر جديد تملؤه السعادة و الفرح..

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة