قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني والأربعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني والأربعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني والأربعون

في كثير من الأحيان نضيع بين العقل و القلب بين الماضي و الحاضر نخلط بين الإعجاب والحب عندها يقف الإنسان عاجزا مكبل بأصفاد خياليه يخبره قلبه پأنه يملك مفتاح أقفالها و يقنعه عقله بأنه عليه تحطيمها و التخلص منها للأبد و بالمقابل يوجد ذاته التي تتمني لو ترجح كفة الميزان لأحداهما لتعرف طعم الراحه.

رفعت كاميليا عيناها لتراه يحدق بها بنظرات يملئوها الزهول فعلمت أن هلاكها قادم لا محالة فها هو اسوء كوابيسها قد تحقق الان بإنكشاف ذلك السر الذي خبئته طوال هذه المدة و احتملت فكرة فراقه القاتله لكي لا يحدث ما حدث للتو عند هذا الحد أشفق عليها جسدها الذي سحبته هوه سحيقه الي اعماق الظلام لتغمض عيناها مغشيا عليها دون أن تدري ان هناك قلب قد أوشك علي الانخلاع عند رؤيتها بتلك الحاله فامتدت يداه تربت علي خدها برفق و لهفه قائلا بصوت مرتعب من فقدها.

كاميليا، ردي عليا كاميليا ارجوكي فوقي..
كان الذهول و الصمت يخيم علي كل الحضور فما وقع علي مسامعهم الآن أقصي ما قد يمر علي خيال بشر..
لم يوقظهم من ذهولهم سوي صراخ يوسف و هو يحمل كاميليا بين أحضانه و يداه تحت ركبتها ناظرا الي نيفين بكره قد بلغ ذروته و تضمن بنبرة صوته التي اقشعرت لها ابدانهم قائلا بصراخ
ورحمه أبويا لو جرالها حاجه لهكون دافنك حيه..!

كان أول المهرولين تجاهه هو أدهم الذي اقترب منه قائلا بلهفه
مش وقت الكلام دا يا يوسف تعالي نوديها المستشفي نطمن عليها..

انصاع يوسف لحديث أدهم دون التفوه بحرف فقد كانت كل حواسه مع تلك التي ترقد بين أحضانه دون حراك و قد كان هذا أكثر من مرعب لقلبه الي لم ينسي تلك النظرة المنكسرة التي رآها في عيناها الفاتنه و التي مزقته من الداخل و حولته الي أشلاء فصار يضمها الي قلبه يود لو يدخلها إليه حتي يحميها من بشاعه هذا العالم الذي لم يرحم قلبا بريئا مثلها لا يستحق سوي السعادة و الفرح..

سقطت دمعه من طرف عيناه تحكي مقدرا الألم و العجز اللذان شعرا بهما عندما سقطت بين يديه جراء تلك الكلمات الحقيرة التي تشبه كثيرا قائلها و لكنه اقسم بداخله بأن يذيق الويلات لكل من تسبب في ألمها..

استفاق يوسف من شروده علي صوت أدهم خبره بوصولها الي المشفي فحملها مهرولا الي الداخل فاستقبله الأطباء و قاموا بوضعها علي السرير المتحرك و أدخلوها الي غرفه الطوارئ لفحصها ليظل يوسف كالطير الذبيح الذي ينتفض من شدة الغضب و الألم معا فحاول أدهم تهدئته قائلا بمواساه
اهدي يا يوسف أن شاء الله هتبقي كويسه متقلقش..
يوسف بغضب جحيمي
اقسم بالله ما هرحمها و هخليها تبكي بدل الدموع دم..

أدهم الذي كان الفضول يأكله من الداخل فتحمحم قائلا باستفهام
إحم، يوسف الكلام الي قالته نيفين هناك..
قاطعه يوسف بحده
مش وقته يا أدهم، كل حاجه هتتعرف في وقتها..
رقت نبرته كثيرا عندما قال
المهم عندي دلوقتي تقوم بالسلامه و اطمن عليها..
أخذ الأطباء وقتا ليس بقليل حتي خرج أحدهم فبادره يوسف قائلا بلهفه
طمني يا دكتور عامله ايه دلوقتي؟
الطبيب بهدوء.

من الواضح أنها اتعرضت لصدمه كبيرة فقدت بسببها الوعي، أن شاء الله كلها ساعه و تفوق اطمن..
يوسف بلهفه
انا ممكن اشوفها؟
الطبيب بتفكير
هو ممكن بس انا مش حابب اتعبها اكتر من الواضح أنها عليها ضغوطات نفسيه كتير و دي مش اول مرة يغمي عليها يا يوسف بيه..!
يوسف بنفاذ صبر
مش هتعبها نهائي انا بس هطمن عليها.
تمام اتفضل.

ما أن أتم رامي جملته حتي اندفع يوسف بلهفه الي غرفتها حاملا بقلبه جميع اعتذارات العالم التي لن تكفيها أبدا و كان قلبه المرتجف لرؤيتها شاحبه الوجه حزينه الملامح و قد تناقض ذلك مع جمالها المشع صباحا قبل أن يتركها فريسه لهؤلاء الملاعين..

اقترب يوسف منها ببطء حتي وصل إلي الكرسي بجانبها و امتدت يداه تمسك بيدها المغروز بها ذلك المغزي و قام بوضع قبله رقيقه تحمل بداخلها إعتذار كبير يعجز اللسان عن وصفه ثم قام الاقتراب من وجهها و طبع قبله حانيه عاشقه فوق مقدمه رأسها قبل أن يسند جبينه فوق جبينها مغمضا عيناه يستنشق أنفاسها التي تجعله علي قيد الحياه..

لم يستطع التفوه بحرف واحد بل لأول مرة بحياته لم يجد ما يقوله فقلبه كان مزيج من الألم و الندم و العشق الذي جعل الدمع يقطر من عيناه دون أن يستطيع أن يوقفه و هو يتذكر ما حدث و الذي جعل بركان غضبه يشتعل من جديد فقال بلهجه مبحوحه
وحياة كل دمعه نزلت من دموعك لهدفعهم التمن غالي اووي..

في الخارج كان الأمر أشبه بنمور بريه تنظر إلي بعضها البعض و كأنها علي وشك الهجوم و شن معركه داميه لا تنتهي سوي بنهاية أحدهم فقد كان كلا من رامي و أدهم ينظران الي بعضهما البعض بغضب و حنق و كلاهما ينفس النيران من أنفه الي أن تحدث رامي بإستفزاز قائلا
ايه يا أدهم بيه عنيك بتطق شرار ليه كدا تكونش لسه منولتش الرضا!
كان أدهم يغلي من شدة الغضب من هذا الكائن اللزج كما يسميه و لكنه حاول التحكم في أعصابه.

متقلقش الرضا جاي جاي، انت بقي هتموت ليه هاه؟ يمكن عشان اترميت في اقرب مقلب زباله!
تصاعد غضب رامي الذي قال بحقد
زباله! الزباله دي انا سبتهالك، ماهو اصل انا مقبلش اكون صف تاني..
ما أن انهي كلماته البزيئه حتي نال أنفه لكمه قويه من أدهم الذي أمسك به من تلابيبه حتي أوشك علي الاختناق و الذي قال بعنف و غضب
-اخرس يا كلب..! غرام دي خط احمر، اياك تفكر تجيب سيرتها بحرف واحد همحيك من على وش الدنيا، فااااهم!

كان رامي علي وشك الإختناق فجاءت كلمات فاطمه التي كانت تنظر إليهم بصدمه مما تراه
هو ايه الي بيحصل هنا؟
التفت لها أدهم الذي تفاجئ بوجود فاطمه و خلفها حبيبته و معذبه قلبه التي كانت تنظر إلي ما يحدث بصدمه فتعلقت عيناه بعيناها للحظات نسي بها الزمن و عيناه ترسل إليها مئات الأعذار التي يحملها بقلبه و تثقل كاهله فغفل عن ذلك الذي كان يختنق بين يديه الي أن تدخلت كارما و هيا تحدثه بحده.

أدهم سيبه هيموت في إيدك..
تنبه أدهم الي رامي الذي كان علي وشك لفظ أنفاسه الأخيرة بين يداه فقام أدهم بدفعه بعيدا و أنه شئ قذر يدنس يداه ليسعل رامي بقوة و هو يردد
انت مجنون والله لهندمك ندم عمرك عالي عملته دا..
زادت كلماته من جنون أدهم و الذي اقترب منه يقول بغضب
وحياة امك لهوريك الجنان علي أصله.
حالت كارما بينه و بين رامي الذي ارتعب من هذا المجنون و لكنه انتبه الي كلمات فاطمه التي قالت بحدة.

بس انت و هو، ايه في ايه مش عاملين إحترام لحد؟
أدهم بحده
انتي مسمعتيهوش بيقول ايه؟
فاطمه بنبرة صارمه
أدهم خلاص كفايه كدا..
ثم التفتت إلي ذلك الطبيب و أعطته نظره محتقرة كالهجتها تماما عندما قالت
دخلت بيتنا و كلت معانا عيش و ملح و عاملناك احسن معامله و مقدرتش دا كله و طلعت تتكلم عن بنتي بالباطل، قد كدا انت إنسان زباله و أنا مكنتش واخدة بالي؟
رامي باحراج
حضرتك فاهمه غلط..
قاطعته فاطمه بحدة.

و لا كلمه، و من اللحظه دي مش عايزة أشوفك في أي مكان احنا موجودين فيه و لو فتحت بقك بحرف علي بنتي أنا هيكونلي معاك تصرف مش هيعجبك! اظن كلامي واضح!
نظر رامي إليها بحرج ثم هز رأسه دون التفوه بحرف و غادر المكان تاركا فاطمه تشتغل غضبا فجرته عندما نظرت إلي أدهم قائلا بغضب
عجبك الي حصل دا؟!
أدهم بزهول
انتي بتقوليلي انا كدا!
فاطمه بحدة
ايوا بقولك انت، شاف منكوا ايه عشان يتكلم عنها كدا..؟

كانت صفيه قد وصلت إلي المشفي هيا و روفان و شهدا علي ما حدث لتقول صفيه بذهول
في ايه يا إدهم و مين دا؟
أدهم و قد بلغ غضبه الذروة فأصبح لا يبصر أمامه فقال بغضب
دا واحد حيوان، و قال كدا عشان أنا كسرت دماغه اول ما لقيته حاطت عينه عليها..
قال جملته الأخيرة و هو ينظر إلي فاطمه التي قالت بصراخ
و ليه عملت كدا؟
إقتبااااس
أدهم بصراخ هز أرجاء المشفي
عشان بحبهاااا.

تراجعت فاطمه بزهول من تصريحه الذي لم يخجل منه و نظرت إليه كارما فاغره فمها من جنونه بينما يوجد قلب كان الصدمه شعوره في البدايه و سرعان ما تحولت لشعور عارم بالفرحه فأصبح و كأنه خلق له جناحان ليحلق في السماء من فرط سعادته لهذا التصريح الغير متوقع منه و أمامهم جميعا دون أن يخجل أو يلقي بالا لما قد يحدث لتزداد سعادتها أضعافا عندما قال بتأكيد.

أيوا بحبها و مقدرش اعيش من غيرها لحظه واحده,, و مش هسمح لاي حد في الدنيا ياخدها مني و الزفت دا لو فكر بس يقربلها همحيه من علي وش الأرض
لم تتاح لهم الفرصه لاستيعاب الأمر ليشتت إنتباههم هذا الخروج العاصف ليوسف و الذي كانت عيناه تطلقان أعيرة نارية و من يراه يظن بأنه علي وشك إرتكاب جريمه فاندفع الجميع نحوه يتهافتن لمعرفة حالة كاميليا فما منه سوي أنه نظر لأدهم قائلا بلهجه آمرة.

خليك هنا جمب مرات أخوك اوعي تسمح لحد يقرب منها فاهم؟
امسك أدهم بذراعه قبل أن يقول بغضب
اهدي يا يوسف و فهمني ناوي تعمل ايه؟
يوسف بغموض و بلهجه حانقه
في حساب طال اوي و لازم اصفيه..!
حاول أدهم ثنيه عن المضي فيما انتواه خاصتا و هو يعلم عواقبه و لكن يوسف صرخ به قائلا
قولتلك خليك هنا لحد ما ارجع..

تركه أدهم بعدما أدرك بأنه وصل إلي نقطه اللا تراجع و أن صبره قد نفذ بالفعل فهو اليوم قرر و لاول مرة في حياته أن يعاقب المجرم الحقيقي و الذي تسبب في كل هذا العناء لعائلته بداً من والديه الي حبيبته الصغيرة التي كانت ترتجف قبل لحظات بين أحضانه كطير ذبيح دون أن يكون له القدرة علي حمايتها أو التخفيف عنها و هذا اقسي ما قد يتحمله رجل هو الشعور بالعجز من حماية إمرأة حياته..

وصل يوسف إلي مبتغاه و قام بفتح باب الغرفه بعنف لينتفض بزعر ذلك الذي كان يجلس مسترخيا في مكانه و هو ينظر إلي هيئه يوسف التي كانت لا تبشر بالخير إطلاقا فقال بلهفه
ايه يا يوسف حصل ايه؟
يوسف بصراخ
انا مش اتفقت معاك أن سر كاميليا دا يندفن معاك تحت التراب، نقضت العهد الي بيني و بينك لييييييه؟

صُدِم رحيم من كلمات يوسف التي نزلت عليه كالصاعقة فقد كان يتناسي ذلك الجرم الكبير الذي اقترفه في حق حفيده الغالي و قد ظن بأن كاميليا أضعف من أن تفشيه و لكن الان انكشفت الأمور للحد الذي جعله غير قادر علي التنفس و ماتت الكلمات فوق شفتيه ليعيد يوسف سؤاله بحده اكبر
رد عليا؟ نيفين عرفت ازاي أن كاميليا مش بنت عمي احمد؟
رحيم بذهول
نيفين!
يوسف بحزن مغلف بالغضب.

ارتحت لما كسرتها.! فكرت اني ممكن اتخلي عنها؟ فكرت اني عامر الحسيني و هبيع حب عمري عشان شويه حاجات هبله في دماغك! لاا، انا عمري ما خوفت منك و لا هخاف، طول عمري شايف كل أخطائك و بداري عليها و بسكت، كسرة امي و موت أبويا الي انت كنت السبب فيهم، و مع ذلك متعظتش و فضلت تدوس عالناس حواليك و ربنا بعتلك مصيبه اكبر خدت عمي احمد و مراته الي انت مرحمتهاش لحظه واحده و بردو متعظتش فضلت تربي في التعابين حواليك و في حضنك و سكت، لكن تيجي علي كاميليا و مش هسكتلك أبدا، فاهم! مش هسكتلك..

انهي يوسف حديثه ثم خرج صافقا الباب خلفه و قد شعر بأنه و لاول مرة في حياته علي وشك الانهيار فلم يعد يتحمل كل هذا الشر حوله و خاصتا عندما يأتي من أولئك الذين كان يفضلهم علي نفسه هم من طعنوه غدرا و قتلوا فرحته التي كان يتمناها من هذه الحياة فها هو اليوم الذي كان يتمناه مع حبيبته و يظن بأنه سيكون اسعد أيام حياتهما انقلب الي اسوء ما قد يمران به و الاسوء من ذلك أنه يقف وحده الآن يعاني العذاب دون أن يستطيع لمرة واحدة الاستناد علي كتف أحدهم و البكاء، نعم يشعر بأنه طفل صغير قد حطمت اغلي العابه أمام عيناه دون أن يستطيع فعل شئ لذلك يود لو يصرخ حتي يسمع كل هذا العالم صراخه علا ذلك يريحه قليلا..

في الجانب الآخر نجد الجميع مجتمعين عند غرفه كاميليا التي لازالت غائبه عن الوعي لا تدري شيئاً عما يدور حولها و كانت فاطمه تنظر إليها بحزن شديد و شفقه علي حالها فبعد أن علمت ما حدث من غرام التي كانت تهاتف كاميليا علي هاتفها المحمول لترد عليها الخادمه و تخبرها بأنها قد اغمي عليها و تم نقلها الي المشفي لتهرول الفتاتان و معهم فاطمه للإطمئنان عليها
كسرت فاطمه هذا الصمت قائلا بصوت خافت.

حصل ايه لكاميليا يا صفيه؟
صفيه التي كانت تشعر بالغضب و الألم معا لم تجد ما قد تقوله في مثل هذا الموقف فنظرت الي أدهم الذي قال بهدوء يتنافي مع ضجيج عقله
خلينا نأجل الكلام لبعدين يا حاجه فاطمه لما كاميليا تقوم بالسلامه..

نظرت إليه فاطمه و أوشكت علي الحديث لتوقفها نظرات أدهم المحذرة فابتلعت كلماتها مؤجله الحديث لحين الإطمئنان علي ابنه أختها التي كانت شاحبه كالأموات و التي آلم مظهرها قلب يوسف كثيرا عندما دخل الي الغرفه فوجد جميع العيون تناظره بلهفه لمعرفه ما قد حدث فتجاهلهم جميعا و اقترب منها ممسكا بيدها ناظرا إليها بحب ليأتي الطبيب بعد فترة قليله لفحصها فقال
ممكن تتفضلوا بره يا جماعه عشان اطمن عليها؟

نظر جميعهم الي يوسف الذي ظل في مكانه و كأن الحديث غير موجه إليه فانسحب جميعهم ماعدا الطبيب و الممرضه و يوسف الممسك بيدها فاقترب منه الطبيب قائلا بلهجة مهذبه
لو سمحت يا يوسف بيه عايز افحصها؟

ابتعد يوسف عنها قليلا و وقف علي الجهه المقابله للطبيب الذي شرع في تأدية عمله و بعد دقائق نظر إلي يوسف نظرة ذات مغذي فهمها يوسف علي الفور فخطا عدة خطوات حتي وصل إلي باب الغرفه و لحق به الطبيب فبادره يوسف قائلا بخفوت
فاقت صح؟!
وافقه الطبيب. قائلا
فعلا هيا فايقه و حاسه بكل حاجه..
زفر يوسف بغضب ثم قال بنبرة متعبه
طب و انت شايف نتعامل ازاي؟
الطبي بعمليه.

والله انا شايف أننا نسيبها براحتها لأن شكلها نفسيا تعبانه جدا و مش قادرة تواجه حد أو تتعامل مع حد فبلاش نضغط عليها زيادة عشان دا ممكن يكون له مضاعفات سلبيه عليها و دا احنا في غني عنه.
يوسف بتفهم
تمام يا دكتور، عايزك تقول للناس الي بره دي انها لسه مفاقتش و تمنع عنها الزيارة، مش عايز حد يدخلها خالص حتي لو كان مين، انا بس الي اقدر ادخلها لحد ما تقرر هيا تفوق وقتها الي يريحها نعمله..
الطبيب بمواقفه.

تمام و أنا أول ما تقرر تفوق هبعتلها دكتور نفسي كويس اوي يتابع معاها عشان ميحصلش مضاعفات
يوسف بنبرة قاطعه
دكتورة مش دكتور!
الطبيب بتفهم
الي تشوفه، عن إذنك.

خرج الطبيب و تبعته الممرضه بينما اقترب يوسف من حبيبته الراقدة علي السرير تتمني لو أنها تظل تدعي النوم هكذا لآخر عمرها فما حدث لم يكن بالهين عليها فقد هُدِمت حياتها و قُتِل حلمها في مهده و انطفأت شعله سعادتها قبل أن يتاح لها أن تستمتع بها و لو قليلا و كشف سرها الذي لم تكن لها يد به أبدا فأصبحت الآن في نظر حبيبها و زوجها ابنه جاءت من الحرام ما اقصي تلك الكلمات التي مرت ببالها عندما استيقظت من غفوتها القصيرة فوجدت الجميع حولها فلم يكن لديها الشجاعه لمواجهتهم ففضلت الهروب كما تفعل دائما و لكن تلك المرة أشفق قلبه عليها كثيرا فهو يعلم مدي عذابها فقد فعل المستحيل حتي لا تعلم شئ عن تلك الحقيقه و لكن للقدر رأي آخر فأخذ يتذكر هول صدمته عندما علم.

فلاش باك
و كدا نبقي ضمنا المناقصة دي في جيبنا و قضينا علي فايز المحلاوي للأبد
هكذا قال رحيم بفرحه و ضحكه قلما تظهر علي وجهه فنظر له يوسف نظرات مستغربه ثم قال بغموض
إلا قولي يا جدي هو انت ليه عايز تقضي علي فايز دا؟ هو كان عملك ايه؟
ارتبك رحيم للحظات ثم قال باختصار
أبدا، هو الي ابتدي و فكر نفسه أنه ممكن يتحدانا.
يوسف بعدم تصديق
هعتبر أني مصدقك و أن مفيش حاجه تانيه ورا كلامك دا.

حاول رحيم تغيير الموضوع فقال بمكر
سيبك انت من الكلام دا كله خلينا في المهم، انت عايز اعمل حفله كبيرة بعد ما نفوز بالمناقصه دي..
يوسف بإستغراب
حفله كبيرة عشان مناقصه!
رحيم بتخابث
مش عشان المناقصة بس، احنا في الحفله دي هنعلن فيها خبر خطوبتك.
دب القلق داخل قلبه و قد علم بأن ميعاد خوض معركته قد أزف فقال بهدوء ينافي ما يشعر به.

كويس انك فتحت الموضوع دا انا كنت ناوي افتحه معاك و اطلب منك إيد كاميليا بعد ما نكسب المناقصة دي.
جن جنون رحيم عندما سمع حديث يوسف فهب من مكانه صارخا
تطلب ايد مين؟ انت اكيد اتجننت يا يوسف..
يوسف بثبات
ايه الجنان في كدا.؟
رحيم بغضب
لما تيجي تقعد قدامي و تطلب ايد بنت زهرة مني يبقي دا منتهي الجنان..
يوسف و قد بدأ غضبه بالتصاعد
انا عارف و انت عارف من زمان اني مش هطلب ايد حد غير بنت زهرة فليه كل العصبيه دي؟

رحيم بحدة
عشان فكرتك عقلت و عرفت مصلحتك!
يوسف بهدوء
و عشان أنا عارف مصلحتي بطلب منك إيد الإنسانة الوحيدة الي حبتها..
رحيم ساخرا
حب! انا سمعت الكلمه دي قبل كدا و أنا و انت عارفين كانت نهايتها ايه و لا محتاج افكرك؟
هل يوسف من مقعده و قد بلغ غضبه الذروة.

و أنا مش زي حد و لا هقبل يكون لحياتي مع كاميليا نهايه، انا لآخر مرة بقولك مش هتجوز حد غيرها و لو علي موتي، عاوز تقتنع و تبارك الموضوع هكون ممنون ليك مش عايز تقتنع يبقي انت الي اختارت النهايه مش انا..
كانت المرة الأولي التي يقف بها أمام جده و لكن كان هذا آخر خياراته فلم يترك له خيار آخر و لكنه نسي أن جده لا يقبل بالخسارة أبدا فما أن أعطاه يوسف ظهره متوجها إلي باب الغرفه حتي فاجأة رحيم قائلا.

هتقبل علي نفسك ان ام ولادك تبقي بنت حرام!
تسمر يوسف في مكانه من هول الصدمه فظل لثوان قبل أن يلتفت إليه جده ينظر إليه بذهول ففاجأه الاخير بأن القي بعض الأوراق علي المكتب قائلا بصرامه
اتفضل تعالي شوفي بعينك الحقيقه لا تقول اني بكذب عليك.

اقترب يوسف من المكتب بخطوات سُلحفيه فقد كان بداخله يرفض تصديق هذا الادعاء الي أن قرأ تلك الأوراق التي تثبت بأن عمه أحمد قد وقعت له حادثه تجعل إحتمال أن ينجب مستحيله فسقط علي الكرسي خلفه ينظر إلي جده الذي شعر بالانتصار و قال بلهجة جامدة.

اول ما جالي و قالي أنه بيحب بنت و عايز يتجوزها فرحت حتي بعد ما عرفت انها فقيرة مكنش مهم عندي كان المهم عندي اني اشوفه مبسوط و خلاص خصوصا أنه مكنش يعرف بحالته دي و فجأة قالي أنه صرف نظر عن الموضوع و كان حزن الدنيا كله ماليه و بعدها طلب مني أنه يدير فرع الشركه الي في لندن و أنا وافقت و فعلا سافر بعد ما سافر بعتلي قالي أنه اتجوز البنت الي بيحبها و طلب مني مقفش قدام سعادته و قبلت و سمن لكن اتفاجأتي بيه بعدها بشهر بيكلمني و بيقالي أن مراته حامل طبعا أنا اتجننت و سافرتله و اول ما وصلت روحت عالبيت عشان كنت عايز اشوف البنت الحقيرة الي ضحكت عليه و روحت و شوفتها كانت وقتها حامل في الرابع أو اكتر و بهدلتها و واجهتها بحقيقه أن احمد مبيخلفش و للاسف احمد كان جه و سمعني و أنا بقولها كدا و اتصدم صدمه عمره، لكنه اتخانق معايا عشان اتهمتها انها حامل من الحرام و قالي أنها كانت متجوزة و أطلقت و مكنتش تعرف انها حامل و لما طلبت منها توريني ورقة طلاقها رفض و من هنا أتأكدت أنها بتكذب و الي في بطنها دا فعلا ابن حرام بس هيا كانت زي الحيه الي لفت حوالين رقبته و بخت سمها في ودانه خلته ميسمعش و لا يصدق غيرها و دا كل الورق الي يثبت أن كاميليا اتولدت بعد جوازهم بأقل من سبع شهور، انا قبلت اخليها في بيتي عشان دي وصيته بس مش لدرجه اجوزها حفيدي الي هيشيل اسم العيله بعدي..

كان قلبه يرتجف الما و شفقه علي حال حبيبته التي لا يعرف ما قد يحدث لها أن علمت تلك الحقائق المؤلمه و التي لم يكن لها ذنب بها أبدا فأخذ ينظر إلي تلك الأوراق بيده يود لو يحرقها في الجحيم قبل أن تصل إليها و تؤلم قلبها البرئ الذي لا يعرف شيئا عن دناءة هذا العالم المحيط بها، لم يخرجه عن شروده سوي صوت جده الخشن المتحجر و هو يقول بغطرسه.

فوق يا يوسف و انسي الأوهام الي في دماغك دي، و اعرف مين الي تستاهلك و تستاهل تشيل ولاد الحسيني، و كاميليا دي بكرة ييجي نصيبها الي ياخدها من هنا و يريحنا من وجودها زي ما ارتاحنا من وجود امها..
عند تفوه رحيم بتلك الكلمات جن جنون يوسف الذي هب من مكانه و قام برميه الاوراق التي تبعثرت حوله قائلا بغضب جحيمي و غيرة قاتله.

كاميليا دي بتاعتي انا و محدش هيقدر يقرب منها، كل الي انت قولته دا ميهمنيش و لا هيخليني افكر لحظه واحده ابعد عنها..
رحيم بصراخ
تبقي مجنون لو فاكرني هسكتلك و اسيبك تعمل الي في دماغك دا فاهم، خد وقتك و فكر و احسبها صح بلاش تمشي زي الأعمي ورا قلبك عشان ميضيعكش زي ما ضيع الي قبلك..
نظر إليه يوسف بغضب و لكنه قال بنبرة جليديه
تمام اوي ردي هيوصلك في خلال ساعتين..

انهي يوسف حديثه ثم توجه إلي باب الغرفه قبل أن توقفه كلمات رحيم الذي قال بغضب
خليك فاكر انك لو خدت القرار الغلط هتبقي خسرت كل حاجه، و انت عارف انا اقصد ايه بكل حاجه..!
التفت إليه يوسف قائلا بغموض
و أنا موافق!

قام بالخروج من غرفه المكتب صافقا الباب خلفه متوجها إلي غرفه الصالون حيث وصل إلي مسامعه اصوات حديثهم ليجد والدته و بجانبها روفان و أمامهم نيفين و سميرة و اخيرا وقعت عيناه علي تلك التي تجلس وحيده في الزاويه و كانت تنظر إليه و كأنه منقذها فقد وصل إلي قلبه تنهيدة الاطمئنان التي أطلقتها عقب رؤيتها له مع إبتسامه جميله ارتسمت علي ثغرها الشهي ليتقدم تجاهها غير مبالي بنظراتهم المستفهمه و نداء والدته لينحني أمامها واضعا يده خلف ظهرها و الأخري أسفل ركبتيها حاملا إياها متوجها إلي الخارج لتتوالي خلفه الكثير من شهقات التعجب و الاستنكار التي صدرت من سميرة تلاها قولها الغاضب.

يالهوي هو ابنك اتجنن يا صفيه ازاي يدخل يشيلها بالطريقه دي من وسطنا كدا ايه معدش فيه أدب؟!
التفت يوسف إليها قائلا في حدة
معلش بقي اصلي بحبها و بموت فيها دا لو مكنش عندك مانع يعني!
جحظت عيناها من الزهول و قالت بخجل غمرها كليا
يوسف انت بتعمل ايه نزلني..
يوسف بتهديد
اسكتي احسن ما انتي عارفه هسكتك ازاي.

اتبع كلماته بالنظر الي شفاهها المغريه فشهقت كاميليا و بحركه عفويه قامت بعض شفتها السفليه فاشتعلت نيران الرغبه الممزوجة بالعشق داخله و قال بوعيد
هربيكي عالحركه دي بس اصبري..

توالت النداءات خلفه من والدته و سميرة و نيفين التي كانت الغيرة تفترسها من مظهره و هو يحملها بمثل هذا التملك و الحب فاخذت تنادي عليه لكن دون جدوى الي أن وصل إلي باب القصر فوجد أدهم الذي كان آتيا من الخارج فنظر بذهول الي يوسف الذي يحمل كاميليا و جميع من في البيت خلفهم فقال بصدمه
يخربيتك انت واخدها و رايح فين؟
يوسف بلهجه آمرة
مش وقت رغي اركب عربيتك و تعالي ورايا..
أدهم الي مازال تحت صدمته.

ما تفهمني في ايه؟
يوسف بصراخ
ما قولنا مش وقت رغيك يالا تعالي ورايا..
امتثل أدهم لأوامر آخاه الذي يبدو و كأنه تخطي أقصي مراحل الجنون فأخذ سيارته و انطلق خلفه بعدما قام بوضع كاميليا في الكرسي المجاور لكرسي السائق و هو ينظر إلي مظهرها الخاطف للأنظار و الذي زاد من روعته تلك الحمرة التي لونت خديها خجلا من أفعاله فابتسم ابتسامه ماكرة لم تفهمها فقالت ببراءة ما أن انطلق بالسيارة
يوسف في ايه فهمني..؟

يوسف بغموض و هو يعبث بهاتفه
هتفهمي كل حاجه دلوقتي..
ما أن همت بالحديث مرة ثانيه حتي أوقفتها إشارة من إصبعه بمعني أن تلتزم الصمت حتي قام هو بالإتصال بمازن قائلا باختصار
هبعتلك عنوان تجيلي عليه دلوقتي اهوة
لم يمهله يوسف فرصه للحديث و إنما اغلق الخط و قام بإجراء إتصال آخر قائلا بغموض
هبعتلك عنوان تجيلي عليه دلوقتي مسأله حياة أو موت..

لم تعرف مع من كان يتحدث فسرعان ما اغلق الهاتف و واصل القيادة و بعد أقل من نصف ساعه كانوا قد وصلوا الي وجهتهم فنظرت إليه كاميليا عندما توقف السيارة و قالت برجاء
يوسف قولي في ايه انا مش فاهمه حاجه..
نظر إليها يوسف بعشق فقد كانت بريئه و نقيه لدرجة أنه ود لو يضعها بجوار قلبه كي يحميها من هذا العالم القاسي الذي لا يرحم أحد.

اقترب منها كثيرا للحد الذي تلامست أنوفهم و قام بفك حزام الأمان من حول خصرها واضعا يداه مكانه و قال ناظرا الي عينيها بعشق
بتحبنيي..!
آثرتها نظراته للحد الذي سلبها أنفاسها فتحدث قلبها قائلا بصدق
مابحبش حد في الدنيا غيرك اصلا!
تتجوزيني؟!

توسعت حدقت عيناها عندما نطق بتلك الحروف البسيطه فأخذت تنظر إليه غير مصدقه حتي أن الكلمات لم تسعفها للرد عليه فابتسم يوسف علي تعبيراتها الطفوليه و قد احكم يده حول خصرها و وضع قبله فوق ارنبه أنفها قائلا بهجه مثيرة
تتجوزيني!
كانت كالمنومه مغناطيسيا فقد خدرها قربه منها بهذا الشكل و تلك البحه المثيرة في صوته التي اثرت حواسها فقالت دون وعي
ادفع عمري كله و اكون مراتك ولو لحظه واحده..

اخذ يوسف يتنفس أنفاسها العطرة ممررا أنفه فوق ملامح وجهها و جاهد نفسه كثيرا حتي لا يجرفه تيار رغبته بها المخلوط بعشق جارف قد يجعله غير قادر علي الثبات أمام سحرها فقال بصوت أجش
تقولي الكلمتين دول قدام المأزون فوق و تقفلي بقك الحلو دا لحد ما افضاله..
كاميليا بصدمه
يوسف!
يوسف بلهجه مبحوحه مثيرة
و من هنا لحد ما نكتب الكتاب مسمعش صوتك عشان أنا اساسا مش ضامن نفسي..
خجلت كاميليا من تلميحاته و قالت بخفوت
حاضر.

نبرتها الرقيقه أثارته بشكل كبير فكان علي وشك إقتناص شفتيها لولا ذلك الطرق المزعج علي زجاج السيارة الذي جعل يوسف يطلق سبه نابيه اخجلتها أكثر فقام بالالتفات الي مازن الذي كان مشعث الشعر مبعثر الهيئه فقد كان نائما عندما هاتفه يوسف فهب مذعورا ليري ماذا هناك ليجد أدهم الذي كان يقف مستندا علي مقدمه سيارته واضعا يده فوق خده بملل فاقترب منه مازن قائلا بلهفه
في ايه يا أدهم و يوسف فين..

أشار إليه أدهم باتجاه سيارة يوسف قائلا بامتعاض
الاستاذ براد بيت بيحب في الست أنجلينا جولي و لاطعنا في الشمس و مش عارفين في ايه؟
غضب مازن بشدة و اتجه الي حيث تقف سيارة يوسف و قام بالخبط بعنف فوق زجاج النافذة فما أن فتح يوسف حتي قال مازن بحنق
سيادتك ممرمطنا وراك و مجرجرنا علي ملا وشنا و قاعد تحب هنا، تصدق انك معندكش .

لم يستطع مازن أن يكمل جملته حتي اتته لكمه من يوسف الذي فتح زجاج السيارة و قام بلكمه في أنفه فاندفع الدم منها ثم التفت ناظرا إليها قائلا بوعيد
هربي الكلب دا و هجيلك..
نزل يوسف من سيارته تزامنا مع وصول مراد الذي قال بلهفه
في ايه يا يوسف قلقتني.!
مازن بغضب و ألم
يوسف باينه اتجنن خلاص.
وافقه أدهم قائلا بحنق
والله عندك حق يا مازن
مراد بقلق
ما تفهمنا يا ابني في ايه؟
نظر يوسف إلي ثلاثتهم بلامبالاه ثم قال بهدوء.

خلصتوا كلامكوا، اتفضلوا معايا فوق عشان هكتب كتابي علي و كاميليا .!
نطق ثلاثتهم في آن واحد
إييييه؟
يوسف بنفاذ صبر
أظن كلامي واضح مش محتاج تفسير!
أدهم بسخريه بعدما تجاوز صدمته
لا مش واضح بصراحه محتاج توضحلنا اكتر يعني ايه تكتب كتابك علي كاميليا!
يوسف بوقاحه
يعني هتجوزها تحب اشرحلك بالتفصيل هتجوزها ازاي و لا تقطم علي كدا!
تحمحم أدهم بإحراج و لم يرد فتحدث مازن المتألم بغضب.

و الي عايز يتجوز يبهدل الناس معاه كدا و يجرجرهم علي ملا وشهم بالطريقه دي!
يوسف بفظاظه
مانا قارفني طول عمرك لما ارخم عليك مرة تستحملني و بعدين المفروض انك صاحبي يعني المفروض لما احتاجك الاقيك!
شعر مازن بالإحرج هو الآخر و لم يجب ليقول مراد ساخرا
اظن انا الوحيد الي مش ليك عليا جمايل..!
يوسف بحنق
لا انت بالذات تسكت خالص عشان أنا نفسي اخلص علي اي حد من ريحه الحسيني و احمد ربنا أن الحد دا مش هيكون انت..

مراد بمزاح
أصيل يا ابن اخويا..
يوسف بنفاذ صبر
ايه هتنجزوا و لا ادور علي حد غيركوا..
أدهم بعدم تصديق
يوسف انت بتكلم بجد، انت كدا هتولع البيت حريقه
يوسف بنبرة قاطعه
بالعكس أنا كدا هطفي الحرايق الي شغاله ليل نهار دي، انا مش هسمح لرحيم الحسيني يدمرلي حياتي و يحرمني من الإنسانه الوحيدة الي حبيتها و دا قراري النهائي كاميليا هتبقي مراتي النهاردة، حتي لو كانت دي آخر حاجه هعملها في حياتي!

مراد و قد آلمه حديث يوسف و أعاد إليه ذكريات تنخر بقلبه كل يوم فقال مؤيدا
انت صح عيش حياتك زي مانتا عايز مع الإنسانه الي حبيتها و ارمي ورا ضهرك اي حاجه تانيه يالا بينا..

انصاع مازن و أدهم لقرار يوسف ف كانا شاهدين علي عقد القران و كان مراد هو وكيل كاميليا التي كانت تنظر إلي ما يحدث غير مصدقه حتي عندما اتي يوسف إليها لتمضية الاوراق أخذت تنظر إليه بشرود فاقترب منها ممسكا بيدها واضعا قُبل رقيقه فوق أصابعها تباعا ثم قال بلهجة حانيه
خليكي واثقه فيا و متقلقيش من حاجه.

أعطته إبتسامه جميله مطمئنه و قامت بالتوقيع و من ثم أعطته الاوراق فتناولها منها قبل أن يعطيها غمزة من عينيه جعلت الحمرة تلون خديها و الابتسامه ترتسم علي شفتيها و تم عقد القران ثم توجهوا جميعهم الي المنزل ليشهدوا علي تلك المعركه التي حتما ستنشب عنما يلقي يوسف بقنبلته و بالفعل ما أن دخل يوسف إلي القصر و هو ممسك بيد حبيبته و زوجته تلك الكلمه التي كان لها مزاق خاص علي شفتيه عندما نظر إلي كل العيون التي تجمعت لمعرفة ماذا حدث فتقدم يوسف في منتصف البهو يتبعه كلا من مراد و أدهم و مازن ثم قال بفخر و تحدً.

باركولي انا و كاميليا كتبنا كتابنا النهاردة!
شهقات مستنكرة و آخري مصدومه خرجت من افواة الجميع تلاها هجوم عاصف من نيفين التي كانت أول من أستعاد وعيه قائله بغضب
انت بتقول ايه مش ممكن الكلام دا يكون صحيح..
نيفين!
التفتت نيفين لمراد الذي صرخ بها فصرخت قائله
نيفين ايه و زفت ايه! انت موافق عالكلام دا؟!
مراد بحدة
أيوا موافق و أنا الي كنت وكيل كاميليا كمان و الموضوع ميخصكيش عشان تتكلمي فيه
نيفين بحقد.

عندك حق ميخصنيش انا، بس يخص ناس تانيه
قالت كلماتها و هيا تنظر بتحد تجاه يوسف الذي قابل حديثها بسخريه و لامبالاه لتتوجه الي غرفه المكتب دون الالتفات لندائات والدها و هيا تقول بغضب صارخه
يا جدي، يا جدي، تعالي شوفي المصيبه الي حصلت!
هب رجيم من مكانه و هرول تجاهها و هو يقول بقلق
في ايه يا نيفين حصل ايه؟
تعالي شوف الكارثه الي احنا فيها..

خرج رحيم مندفعا الي الخارج ليتسمر في مكانه عندما رآي يوسف الذي كان ممسكا بيد كاميليا التي كانت ترتعب مما يحدث فاشتدت يد يوسف حول كفها تطمئنها و هو يقول بثبات
باركلنا يا جدي انا و كاميليا اتجوزنا النهاردة!
جحظت عيون رحيم من هول الصدمه التي وقعت علي رأسه حتي أنه آخذ ثوان حتي يستعيد وعيه ثم بدأ يدرك ما سمعه عندما وضع يوسف أمامه ورقه تثبت صدق حديثه فثار غضبه و برزت عروق رقبته و هو يقول بصراخ.

عملتها يا يوسف! عملتها و كسرت كلامي، ماشي اشرب بقي..
قال الأخيرة بوعيد ثم وجه أنظار لكاميليا التي كانت ترتعب من نظراته و ما أن خطا خطوة تجاهها حتي بلحظه واحده قام يوسف بجذبها خلفه و وقف لاول مرة بحياته أمام جده كند له العين بالعين و كأنه يقول احذر فأنا من سيواجهك إن اقتربت منها ليقوم رحيم بالتراجع بغضب متوجها إلي غرفة المكتب صافقا الباب خلفه و سرعان ما اندفعت نيفين قائله بغضب.

وقفت قدام جدي راس براس عشان خاطرها؟
نظر إليها يوسف بغضب و ما أن أوشك علي الحديث حتي اندفع مراد و قام بصفع نيفين علي وجهها صفعه مدويه قائلا بغضب
اخرسي بقي و كفايه الي عملتيه..
نظرت نيفين مصدومه من فعلته فلم يمهلها الوقت الحديث حتي قال بحده
اتفضلي اطلعي علي اوضتك مش عايز اشوفك وشك قدامي، يالا..

تحركت سميرة تجاهها و قامت بجرها الي الأعلي بخوف من مظهر مراد الذي توجه إلي يوسف و تمام بعبارات أسف مقتضبه قبل أن يخرج متوجها إلي مرسمه فنظر يوسف إلي والدته و أخته قائلا باستفهام
ايه يا ماما انتي و روفان مش هتباركولنا؟
توجهت روفان الي تعانقها بفرح قائله
مبروووك يا كامي، مليون مبروك يا قلبي.

بادلتها كاميليا العناق ثم توجهت تجاه يوسف عانقته فوضع قبله فوق رأسها و عيناه لا تفارق والدته التي كانت تنظر إليه بعتب فقال بهدوء
ايه يا ماما مش هتباركيلنا؟
تقدمت صفيه في صمت تجاه كاميليا التي كانت تطالعها بحرج فقامت بإحتضانها و قبلتها علي جبينها قائله
مبروك يا حبيبتي..
ترقرقت العبرات في مقلتيها و هيا تقول
انتي زعلانه من الي حصل صح؟

زفر يوسف بحنق و نظر إلي والدته معاتبا فبادلته باللامبالاه قبل أن تحتوي وجه كاميليا بين كفيها و هيا تقول بحنان
انا متمنتش غيرك للواد دا و انتي عارفه كدا و مش زعلانه من الي حصل عشان دا كان حلم حياتي انا بس زعلانه أنه حصل بالطريقه دي..
كاميليا بإعتذار و دموع
حقك عليا..
يوسف و قد غضب عندما رأي حزنها فقال حانقا
كاميليا، محدش له حق عندك لو حد مفروض يتوجهله اي لوم هو انا يا ماما، هيا ملهاش ذنب في حاجه..

نظرت إليه صفيه قائله بغضب
هو انت أن شاء الله هتعرفني اتعامل مع بنتي ازاي، كاميليا دي بنتي قبل ما تكون مراتك و اول و آخر مرة تدخل بينا..
يوسف بتذمر
مانا مش هشوفك بتلوميها و هسكت.!
صفيه مدعيه الغضب
شكلك كدا عايزني ابتدي شغل الحموات بدري، روح يا حبيبي كمل الي انت بدأته ربنا يعينك و متقلقش علي كاميليا معايا..
قالت صفيه جملتها الأخيرة ناظرة الي غرفه المكتب فزفر يوسف بتعب ثم قال بتأكيد.

خلي بالك منها يا ماما، اوعي تخلي حد يضايقها، و أنا مش هتأخر عليكوا..
نظر يوسف إلي كاميليا بابتسامه مطمئنه ثم ارسل لها قبله علي الهواء اتبعها بغمزة وقحه جعلت الخجل يسيطر عليها خاصتا عندما تحدثت صفيه باستنكار
شوف الواد و قله أدبه مش عامل إحترام لحد و بيبوسها قدامي ازاي.!
ثم نظرت إلي كاميليا و قامت بتسديد لكمه خفيفه لكتفها قائلا بغضب
و انتي يا مسهوكه انتي ازاي تسمحيله يعمل كدا؟
كاميليا باندهاش.

الله و أنا مالي انا عملت ايه؟
صفيه بسخريه
أبدا انتي بتعملي حاجه، انتي يدوب جننتيلي الواد العاقل الي حيلتي بس. كان عندي واحد متخلف و واحد عاقل دلوقتي بقي واحد مجنون و واحد متخلف عليه العوض في خلفتي يارب!
أدهم بتهكم
حبيبة قلبي يا ست الكل تسلمي والله.
تدخل مازن في الحوار قائلا بحسد
الواد اخوك دا بيضاله في القفص ياد يا أدهم خطف المزة و كتب الكتاب و علي الجواب و هيهيص بقي و احنا قاعدين زي خيبتها هنا!

أدهم بسخريه
متقلقش هيدخل يجيب البيضه من القفص هيلاقي ديناصور جوا هيبلعه هو و البيضه!
مازن بذعر
واد يا أدهم لا الديناصور يعرف أنس انا و انتي الي شهدنا علي عقد الجواز!
أدهم الذي ذُعر هو الآخر فقال بخوف
يا نهار اسود و مش فايت دا كان يعمل مننا بوفتيك، احنا هنعمل ايه في المصيبه دي؟
مازن بتفكير
بص بقولك ايه احنا لازم نخلع، منرجعش غير لما يكون نسي الموضوع..
أدهم باقتناع.

والله فكرة هو أساسا مش طايقني احنا نروح نقعد عندك لينا يومين يكون الجو هدي
مازن بتردد
كدا هنغدر عالواد يوسف و نسيبه لوحده في وش المدفع!
أدهم محاولا إقناعه
و لا هنغدر و لا حاجه هو يعني يوسف و هو بيقضي شهر العسل هياخدنا معاه! و بعدين هو الصاحب له عند صاحبه ايه؟
مازن بلامبالاه
مالوش حاجه، ابو دي صحوبيه هتودينا ورا الشمس، يالا بينا يا عم من هنا.

و بالفعل خرج الاثنان مهرولين الي الخارج ما أن صراخ رحيم الذي عندما وجد يوسف قادم إليه حتي قال بغضب
ايه عندك مصيبه تانيه جاي تقولهالي
يوسف بلامبالاة
لا ابدا و لا مصيبه و لا حاجه انا جاي اكمل اتفاقي معاك!
رحيم باستغراب
اتفاق ايه دا؟
أخرج يوسف ورقتان و أعطاهما إليه قائلا
دا تنازل مني عن حقي في ميراث الحسيني، انا مش عايز حاجه منك؟
زاد غضب رحيم و هو ينظر إلي تلك الورقه فقال بغضب.

بتتنازل عن كل حاجه عشان خاطر بنت زهرة ماشي يا يوسف انت الي ابتديت
يوسف بسخريه
انا مبتهددش يا جدي و ياريت متخلنيش عدو ليك عشان انت اكيد فاكر أني بردو حفيد عاصم الجمال و الي طول عمره نفسه استلم ورث امي و ادير شركته
صُدٌم رحيم من مغزي حديث يوسف و قال بإستنكار
انت بتهددني يا يوسف؟
يوسف بنفي
- انا مش بهددك انا هعمل معاك ديل انت الكسبان فيه
رحيم يتهكم
ديل ايه دا أن شاء الله!
يوسف بهدوء.

انا هفضل اشتغل في الشركه و هاخد مرتب زيي زي اي موظف عادي و مش هبيعك و لا هروح امسك شغل جدي و بالمقابل سر كاميليا دا يندفن معانا تحت التراب..!
بااااااااك.

ظل يوسف ينظر إليها لوقت طويل حتي تاكد انها غفت بفعل المنوم الذي طلب من الطبيب إعطاؤه لها فقرر أن يقوم بالخطوة التاليه التي توجب عليه فعلها فتوجه الي الباب و فتحه قبل أن يلقي عليها نظرة آخيرة و لحسن حظه كان الجميع في الكافيتريا الخاصه بالمشفي فتوجه مباشرة إلي سيارته قادها بسرعه كبيرة و قد كان الغضب تمكن منه بشكل كبير و ظهر ذلك في الصوت القوي الذي أصدره إحتكاك إطارات السيارة بالأرض الحجريه أمام باب القصر فدب الزعر في قلب نيفين التي كانت ترتجف من مظهره الغاضب عندما ألقت بقنبلتها و ذلك التهديد المرعب الذي تفوه به و قد كانت سميرة تلطم خديها من الرعب و الذي وصل إلي الذروة عندما سمعوا صوت يوسف الغاضب و هو ينادي باعلي صوت قائلا.

نيفييين..
صار جسدها يرتعش بفعل الخوف غير قادرة علي الرد لتنظر سميرة من الاعلي فتجده ينظر إليها بغضب و إحتقار تجلي في نبرة صوته عندما قال
بنتك فين!
هنا خرجت نيفين تقنع نفسها بأنها لم ترتكب اي خطأ و إنما فعلت الصواب و بأنه غير قادر علي أذيتها فقامت بالنزول أسفل الدرج و هيا تقول بصوت مهزوز بفعل الخوف
انا اهوه..
يوسف بوعيد
تعالي ورايا عالمكتب..

اطاعته نيفين و قد كانت أسنانها تصطق من فرط الرعب و توسعت حدقتاها عندما دخلت الي المكتب فوجدته جالسا علي الكرسي واضعا أمامه سلاحه الناري و قال بلهجة آمرة
ادخلي و اقفلي الباب وراكي..

فعلت نيفين ما طلبه منها فوجدت أنظار سميرة التي كانت تقف أمام الباب تطالعها بشفقه لأول مرة في حياتها فقد كانت تشقق عليها من غضب يوسف و لكن ذلك لا يعني بأنها لم تكن غاضبه منها من تهورها و إندفاعها و الذي قد يكلفها الكثير فظلت تدعو ربنا إلا تخطئ نيفين أمامه بشئ فهيا تعلم مقدار ذكاءه و غبائها فظلت تزرع المكان ذهابا و إيابا و فجأة تسمرت في مكانها عندما سمعت صوت ذلك الطلق الناري الذي جعلها تضرب بصدمه فوق صدرها قائله بزعر.

قتلها!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة