رواية لقاؤنا صدفة للكاتبة مي علاء الفصل الثاني
اليوم التالي، صباحا
في الشركة خصيصا في مكتب مراد
مراد ع الهاتف: جيبيلي قهوة سادة يا هبة راسي بتلف
هبة: حاضر يا فندم
واقفل الخط و اغمض عينة و اعاد رأسة للخلف، بعد دقائق رن هاتفة، نظر للشاشة وجدها والدتة
مراد: زيزي هانم بتتصل بيا مخصوصسوزان: ازيك يا مراد يا حبيبي؟مراد: الحمدالله، متصلة عشان زي كل مرة
سوزان: لا، بس باباك تعبان شووية فمش هيجي الشركة فألغي كل الإجتماعات و المقابلات.
مراد: اممم حاضر، و انا اول ما اخلص شغلي هاجي اطمن علية
سوزان بحزن: علية بس؟
مراد بإبتسامة دافئة: و انتي كمان طبعا
سوزان: ماشي يا حبيبي، متتأخرش، سلام
مراد: سلامدخلت هبة و قدمت لة القهوة و خرجت للتابع عملها.
في الملجأ فتحت عينيها بألم و نهضت من فراشها ببطئ و اتجهت للحمام الصغير جدا و دخلت، خلعت ملابسها و فتحت الماء لتنزل ع جسمها العاري المجروح، كانت تتألم بسبب الجروح الموجودة ع ظهرها، دموعها الامها و قهرها اختلطت مع الماء وضعت يدها ع وجهها و اصبحت تبكي بمرارة و تناجي ربها في سرها: ياارب ارحمني من العيشة دي، انا كبرت بدون ام و لا اب و عشت مع واحدة عجوزة قااسية عليا و معندهاش قلب، يارب ريحني بقى يااارب.
اقفلت السنبور و ارتدت ملابسها و خرجت من الحمام، وجدت بسنت و ريم و فتيات آخرى متجمعين يتحدثون بهمس عن شيء فأقتربت منهم لتشاركهم
بسنت: انا سمعت النهارضة الصبح الولية رجاء دي كانت بتتكلم في التليفون
ياسمين: عن الراجل العجوز دة برضوا
بسنت: اة، و عرفت حاجة، هيجي النهارضة هنا
ريم بخوف: هيختار واحدة مننا
بسنت: لاا، دة حاطت واحدة في دماغوا
ياسمين: مين؟
بسنت: مريم
مريم بفزع: انا، لا لا مستحيل.
بسنت: اة انتي، ففكري في طريقة بقى تخلعي، او اعملي زي ما البت سمية عملت
ريم: اه اه اعملي زي اللي عملتوا سمية، مثلت انها ماشية مع واحد و كدة فطردتها رجاء
مريم: بس لو عملت كدة هروح فين بعدها؟
بسنت: ارض الله وااسعةسمعوا صوت رجاء
بسنت بسرعة: فكري بسررعة
و بعها نهضوا جميعا و انشغل كل شخص بما املت علية العجوز رجاء من اعمال
رجاء ل مريم: البسي و انزلي السوق تشتري شوية حاجات ليا.
اومأت مريم برأسها و اردت عباء و خرجت متجهة للسوق.
نهض من كرسي مكتبة و خرج
مراد ل هبة: انا هروح عشان مش قادر، الغيلي إجتماع النهارضة
هبة: حاضر يا فندم، وسلامة حضرتك
مراد: شكرا يا هبة
وغادر الشركة و ركب سيارتة اتصل مراد ب والدته
مراد: ازيك يا سوزي؟
سوزان: مراد حبيبي، انت جي دلوقتي صح؟
مراد: هي هبة لحقت خبرتك؟
سوزان: اها، المهم عايزة منك خدمة و انت جي
مراد: اممم
سوزان: هاتلي و انت جي علبة شوكولاتة و ورد
مراد: لية؟
سوزان: هنروح النهارضة ل خالك عشان موضوعك انت و الاء
مراد بضيق: مش إحنا قفلنا الموضوع دة
سوزان: دة لمصلحتك ي، قاطعها بنفاذ صبر: عارف هتقولي اية، ماشي هجيب الحاجة بس مش اكيد اجي معاكوا
سوزان: لما تيجي نبقى نتكلم، انت جيب الحاجة الأول
مرد: اوكي، سلام
بعد دقائق اتصل بة امير
مراد: كويس انك اتصلت، كنت لسه هتصل بيك
امير بمرح: القلوب عند بعضها، ها كنت عايز اية؟
مراد: عايز محل ورود كويس
امير: لية؟
مراد: انت عارف موضوع الاء و الأرتباط
امير: اهااا، و لية بتسألني انا يعني
مراد: اصل انت كل يوم و التاني بتجيب لواحدة شكل
امير: هاهاهاها ماشي، بص هقولك ع المحل اللي بجيب منوا، هو في السوق و الراجل عارفني انا هكلمو و احجزلك و انت روح و خدوا
مراد: اوووكي كدة احسن و اريحلي
امير: عد الجماايل، يلى اقفل عشان الحق اكلموا و هبعتلك عنوان المكان بظبط
مراد: ماشي، سلام.
وصلت مريم للسوق و اشترت الأغراض التي طلبتاها منها العجوز رجاء و لكن ظل غرض واحد لم تجدة فسألت العجوز الجالسة ع الأرض تبيع العنب
مريم: لوسمحتي كان في هنا صبانة راحت فين؟ قفلت؟
العجوز: اها صبانة يوسف
مريم: ايوة هيا
العجوز: نقلها الحج يوسف لأول السوق هتلاقيها جمب بياع الورد
مريم: ماشي شكراو عادت لبداية السوق.
في فيلة آل محمود
سوزان: جهز نفسك هنروح النهارضة عند اخوك عشان الاء
محمود بضيق: ابنك مش عايزها سيبية براحتة يختار اللي يميل ليها
سوزان بغضب: لا طبعا، ابني طيب و ممكن اي واحدة من الشارع تضحك علية و توهمة بالحب و تسرقوا مني
محمود بنفاذ صبر: خلي ابنك يختار اللي هيكمل معاها حياتوا عشان مش تجبرية ع واحدة و بعدين يخذلك و يجبلك اللي عايز يتجوزها
سوزان وهي تنهض بضيق: انا هسيبك ترتاح احسن.
في محل الورد
بائع الورد: اتفضل امير بية وصاني ع الباقة دي
مراد: اممم لا مش عايز ورد ابيض و بنفسجي، هاتلي الورد الأحمر دة
بائع الور: حاضر
بعد دقائق علا صوت المرأة العجوز بإهاناتهم و إتهام احدهم بالسرقة
بائع الورد: حسبي الله و نعم الوكيل فيها، كل يوم تعمل نفس الفصل في البنت الغلبانة دي
مراد بفضول: هو في اية برة؟
بائع الورد: الولية دي حاطة البنت اليتيمة دي اللي اسمها مريم حاطاها في دماغها فكل يوم بتنزل فية السوق بتعملها مشكلة و تبهدلها قدام الناس
مراد: محدش حاول يساعد البنت دي اللي اسمها مريم؟
بائع الورد: صراحة محدش بيدخل عشان نتقي شر الولية دي
مراد: امممم
ثم خرج من المحل و اصبح يشاهد ما يحدث لا يرى إلا ظهر هصة الفتاة
العجوز: انتي سرااقة يلة هااتي الفلووس يا حرمية
مريم ببكاء: ممعيش فلوس واللهي، انا مسرقتش حاجة.
العجوز امسك بشعرها و تتألم مريم
العجوز: هربيكي من اول و جديد، يا حرمية يا كذابة
و هنا سمعوا صوتة الأجش: بسس
نظرت العجوز لمصدر الصوت وقالت بغضب: انت بتكلمني انا؟ انت واعي لنفسك يا انت
مراد وبدأ علية الغضب: اسمي مراد، و اتكلمي معايا عدل
ثم تقدم تحت انظار الجميع و ابعد يد العجوز عن شعر الفتاة و خبأها خلفة دون ان يرى وجهها، اخرج المحفظة من جيبة
مراد: عايزة كام؟
العجوز: الف.
مراد وهو يخرج الف جنية: ماشي هديكي الفلوس اللي عايزاها بس توعدي انك متضايقيش البنت دي
العجوز بعد تفكير: امممم ماشي، وعد
و اعطاها الألف جنية
العجوز ل مريم: ها رحمك يا مريم مني
نظر لها بإستحقار ثم امسك بيد الفتاة و اتجة خارج مجمع الناس هذا، و وقف امام سيارتة
مراد: كويسة؟
اومأت برأسها مراد: طب بصيلي
رفعت ناظريها و نظرت لةمراد بإستنكار: انتي؟
دققت بة و تذكرتة، عادت للوراء بخوف
امسكها من ذراعها فشعر بإرتعاشها.
مراد: مش هعملك حاجة اطمأنت قليلا
مراد: حاليا
مريم بخفوت: شكرا لحضرتك لأنك ساعدني
مراد: و لو كنت اعرف انك انتي مكنتش هساعدك، عموما اركبي اوصلك عشان حالتك صعبة
نظرت لة بإمتنان و ركبت و هو اتجهة للمحل و اخذ سلة الورد و عاد للسيارة
مراد: حطي حزام الأمان
نظرت لة بإستغراب
مريم بإحراج: يعني اية؟
نظر لها بسخرية و اقترب منها فأنكمشت هي، و وضع الحزام حولها و اقفلة
مراد وهو يشغل السيارة: فين بيتك؟
قالت لة العنوان لم يعرفة بالتأكيد فكانت ترشدة.
رجاء: تعالي يا بت يا ريم و بسنت
ريم و بسنت: نعم
رجاء: تعالو ارموا الزبالة
ريم بأرف: حاضر
بسنت في سرها: ياارب صبرني ع الأرف.
وصلوا امام البي
تمريم بإبتسامة رقيقة: شكرا، و اسفة تعبتك
ثم رأت ريم وبسنت ينظرون لها من بعيدة و يشيرون لها بإشارات
بسنت: شطوورة بنت الأية جابتوا منين دة، لازم تستغل
ريم: حلوو اووي، استغلي الموقف يا مريم
بعد ثواني كانت خلفة رجاءرجاء بغضب: كل دة بترموا الزبالة
بسنت بخبث: الحقي مريم في السيارة مع واحد
رجاء: نعم؟
نظرت للسيارة
امسكت مريم بيد مراد وقالت مريم: اسفة، بس معلش ممكن تكمل التمسيلية دي.
نظر لها بإستغراب
ثم اقتربت منة و وضعت يدها خلف رقبتة و مثلت كأنها تقبلة
مريم امام شفتية بخجل: اسفة اني بحطك في موقف زي دة، بس خليك كدة دقيقة
رجاء مصدووومة و ريم و بسنت ع شفتيهم إبتسامة خبيثة
لمعت فكرة في ذهن مراد
مراد في سره: اممممم يلى نتسلى شووية
وضع شفتية ع شفتيها و قبلها، وهي مصدوومة.