رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل الثامن
منزل حربى صباحا...
غرفة خديجة...
تقف أمام المرآة تصفف خصلاتها النارية وتستعد من اجل الذهاب للعمل بالشركة الجديدة التي ستجمع بين الأبناء جميعا، لتقطع صفو لحظاتها دلوف شقيقتها التوأم قائلة...
عائشة. ديجة انا خلصت
خديجة. وأنا كمان
عائشة. طيب يلا ننزل نفطر بسرعة وبعدين نروح نشوف البنات
خديجة بتنهيدة. تمام
عائشة. مالك!
خديجة. مش عارفة يمكن قلقانة من فكرة أننا كلنا متجمعين في مكان واحد.
عائشة. تقصدى اى؟ ما احنا ديما مع بعض
خديجة. لاء اقصد أن. أن ولاد اونكل سراج يعنى...
عائشة مقاطعة. تقصدى سيف وإسلام يعنى
خديجة توتر. لاء. آه، يوووة خلاص يلا ننزل
عائشة. اى الجنان دا. استنى
خديجة. عايزة اى
عائشة. انتى بتحبى سيف؟
خديجة بصدمة. انا! لاء لاء مفيش الكلام دا بس...
عائشة. ههههههههه والله بتحبية
خديجة. وافرض. بس مينفعش
عائشة. مينفعش ليه؟ انتى محسسانى أننا هنعمل جريمة
خديجة باندهاش. أننا!
عائشة. احم اه أننا أصل بعيد عن السامعين شكلى كده بحب إسلام
خديجة. بتهزرى
عائشة. لا مش بهزر ودى فيها اى
خديجة. فيها أنه جد اوووى وردودة مستفزة ومغرور
عائشة. ودى احلى حاجة فيه
خديجة. بتتكلمى جد، دا رخم جدا
عائشة. بقولك اى خليكى في المجنون اللى بتحبية
خديجة. طب والعمل
عائشة بعدم فهم. العمل في اى ؛مش فاهمة.
خديجة. تفتكرى هما كمان بيحبونا ولو بيحبونا تفتكرى هيتجوزونا ولا بيتسلو ولو هيتجوزونا بابى ومامى هيوافقو ولو...
عائشة مقاطعة. بااااااس اى كمية الأسئلة دى، بقولك اى بطلى تعقديها في وشى هما بس يحبونا وبعدين يحلها ربنا. ويلا بقى عشان اتأخرنا
خديجة. يلا ياختى.
منزل الديب. غرفة سما...
تقف أمام المرآة تستعرض زيها الرسمى ذو اللون الأسود وتلتفت يمينا ويسارا قائلة.
سما. اجمدى كده يا سما. خدى نفس. شكلى حلو. انا شكلى حلو. انا البشمهندسة سما الديب. اكيد الموضوع سهل. لالالا انا هبوظ الدنيا. لاء مش هبوظ حاجة. انا هادية خالص وريلاكس. لاء انا مش هادية. انا متوترة جدا. انا كان مالى انا ومال الهم دا و.
لتبتر حديثها حين استمعت لصوت صفير إعجاب لتلتفت سريعا وتنظر حيث مصدر الصوت لتجد أسر يستند على حافة الباب وينظر لها تلك النظرة الرائعة وكأن عينية تتحدث قائلة. أعشقك يا فاتنة قلبى، ليزداد توترها لتقول.
سما. ب بطل تبصلى كده
أسر. يخربيت حلاوتك. اى الجمال دا
سما بتوتر. حلوة بجد
أسر. حلوة بس. دا انتى تجننى
سما. اقولك على حاجة؟
أسر. ياريت
سما. انا خايفة. وحاسة انى هعك الدنيا. و. وخايفة ابوظ كل حاجة.
ليقترب منها أسر ويحتضنها من الخلف ويلتفت بها للمرآة المعلقة على الحائط قائلا.
أسر. بصى كده لشكلك في المرايا. انتى جميلة اوووى. انتى احلى حاجة في حياتى وانا متأكد انك هتنجحى وبكرة كمان تعدلى على شغلى
سما. النهاردة اول يوم في الشركة دى و...
اسر. مالك يا روحى
سما. اونكل الياس قال ان الشركة دى هتبدأ بعد شهرين. ازاى خلصت في يومين.
أسر. هههههههههههه انتى كنتى عايزانى اسيبك قاعدة شهرين. اكيد بتهزرى.
سما. أنت عملت كل دا عشانى!
أسر. انا مستعد اعمل اى حاجة بس انتى تكونى مبسوطة
سما. ربنا يخليك ليا
اسر. ويخليكى ليا يا قلبى. ممكن بقى نحدد ميعاد الفرح
سما بخجل. ممكن
أسر. امتى؟
سما. بعد شهرين
لتنهى حديثها وتهرول سريعا من امامة ليضحك على فعلتها تلك قائلا.
أسر. هههههههههههه والله مجنونة وهتجننينى معاكى.
أما في الأسفل...
تهبط سما الدرج وتدلف لغرفة الطعام حيث يتواجد الجميع ليطلق الشباب صفيرا حين دخلت ليقول زين...
زين. اى الجمال دا
سيف. شيك جدا
إسلام. مهندسة صغيرة وزى القمر
مازن. صاروخ أرض جو
حبيبة. انتى كده هتغطى علينا
روايدا. بصراحة احنا ولا حاجة جنبها
ليقول أسر الذي دلف للتو واستمع لحديث شقيقتة.
أسر. طبعا ولا حاجة. هو في زى قمرى
الياس. الواد دا طالعلى
أريج. لاء مش طالعلك. ابنى رومانسى وقمر.
الياس بصدمة. يعنى انا مش رومانسى
عبيدة. رومانسى بس وقح
اسيل. هههههههه فعلا دا انت كنت رهيب
الياس. انا غلبان
سناء. على ايدى
الياس. حتى انتى يا ماما
مها. مش دى الحقيقة. داانت كنت مربيلنا الرعب بسببها
اسيل. هههههههه بت يا أريج فاكرة لما كنا بنرقص عشان فرحى والبت سما اتخضت لما الياس برقلها وطلعت تجرى
أريج. لا ولما كنا في المنحل وسما اول ما شافته اترعبت وقالتلو حرام عليك يا أبية خضتنى.
اسيل. سراج فاكر لما سما اختارت فستان الفرح
سراج. ومقتنعتش بكلامى غير لما الياس كلمها
الياس. دماغها كانت ناشفة و...
ليبتر حديثة حين قال أسر.
أسر. بابا
لينتبهو جميعا لوجود سما التي أفسدت زينة وجهها بسبب دموعها التي اغرقت وجنتيها حين استمعت حديثهم عن والدتها فهم دائما يتجنبو الحديث عن سما الراحلة، ليقول الياس.
الياس. سما
سما ببسمة. كمل يا اونكل انا حابة اعرف عنها كل حاجة.
عبيدة. اطلعى ظبتى نفسك وانزلى يلا. ونكمل كلامنا بعدين
سما. ديما ياخالو مش بتتكلم عنها. انا معرفش عنها حاجة غير الفديو اللى سابتهولى. وطلبت منى فيه انى ازورها ديما واحكيلها كل حاجة بتحصل و انتو مش بتجيبو سيرتها
لينهض إلياس ويقترب منها ويجفف دموعها قائلا.
الياس. وعد منى لو بطلتى تعيطى هحكيلك كل حاجة
سما بسعادة. بجد
الياس. بجد. بس يلا اغسلي وشك واجهزى وتعالى افطرى عشان هتتاخرى و النهاردة اول يوم
سما. حاضر.
منزل حربى.
يجتمع حربى بابنائة من اجل تناول طعام الفطور قبل الذهاب للعمل ليقول سليم لشقيقاتة...
سليم. اطلعو على الفرع الجديد وانا هبقى اعدى عليكم كمان ساعتين
عائشة. متقلقش احنا مسيطرين
حورية. يا بنتى اى مسيطرين دى. هو انتى راجل. خليكى رقيقة شوية
خديجة. يا ماما فكيها بقى وسيبك منها دى مفيش أمل منها
حورية. فكيها! اى يا بنتى انتى كمان مالك قلبتى كده ليه.
حربى. والله الحيوان دا السبب
سليم. أد اى ببقى فخور بانجازاتى
عائشة. حبيبى يا أبو الصحاب
سليم. عاش يا وحش
حورية. انا حاسة انى هتشل
حربى. منك لله
سليم. شكرا.
بعد مرور أربع ساعات. شركة الديب...
، مكتب الياس...
يجلس الياس على مكتبة وهو يمسك بعض الأوراق من اجل مراجعتها ليستمع لطرق خفيف على باب مكتبة ويأذن للطارق قائلا.
الياس. ادخل
ليدلف أسر قائلا...
أسر. فاضى يا بابا
الياس. تعالى يا حبيبى. عاوز اى
أسر. انا عايز اتكلم معاك شوية
الياس. خير
أسر. انا اتفقت مع سما على ميعاد الفرح.
الياس بسعادة. الف مبروك يا ابنى. امتى بقى
أسر. بعد شهرين
الياس. خلاص ماشى وانا هرتب كل حاجة
أسر. ربنا يخليك ليا ويباركلنا في عمرك
الياس. انا عاوز اقولك كلمتين يا بنى. حطهم حلقة في ودانك
أسر. اتفضل يا بابا.
الياس. انا لما اتجوزت أمك كانت يتيمة زى سما. وكنت مجنون بيها. وعينى ما شافتش ولا هتشوف غيرها. الراجل لازم يملى عين مراتة من كل حاجة. أمك كانت مشيبانى من مصايبها بس المشكلة انى مكنتش بعرف اتعصب عليها، لازم تتحكم ف عصبيتك وتبقى حنين عليها. خليك انت ديما ملجأها وقت الضيق والفرح. خليك انت كل حياتها. ساعدها في كل حاجة. خليها تعرف ان وجودك مهم جدا في حياتها
أسر. واضح انك كنت بتموت في ماما.
الياس بهيام. وما زلت. أريج دى مفيش منها اتنين
أسر. ربنا يخليكم لينا يارب
الياس. تسلم يا حبيبى. يلا روح مكتبك
أسر. لا انا رايح اشوف قمرى في الشغل الجديد
الياس ببسمة. روح يا حبيبى. ربنا يهنيكم
أسر. يااارب.
فى الشركة الجديدة حيث تتواجد الفتايات...
فى غرفة الاجتماعات، تجلس سما برفقة الفتايات والبعض من الموظفين من اجل التخطيط لمشروعات جديدة ويقطع لحظاتهم انضمام سليم لهم لتقول خديجة.
خديجة. يبقى متفقين، سما بكرة تروحى تعاينى الأرض
سما. ماشى. طب وانتم هتعملو اى
عائشة. انا بكرة هكلم بابا عشان نوفر العمال وهطلع على مصنع الأسمنت.
خديجة. وحبيبة ورويدا هيهتمو بالمعدات وانا هشوف مصنع الحديد
سليم. طب وريم
سما. ليه السيرة دى
حبيبة. لما تخف وتيجى يبقى ربنا يسهل
خديجة. خلاص كل واحد على شغلة وعايزة باقى التصميمات عندى
عائشة، وورق المشروع كلة هخلصة واجيبهولك
سما. تمام. اتفضلو
ليرحل الجميع وتبقى بالداخل سما وهي تجمع اشيائها وايضا كان يوجد احد الموظفين وهو يدعى هشام ليقول.
هشام. احم يا بشمهندسة.
سما. افندم
هشام. حضرتك فاضية النهاردة
سما. ليه
هشام. لو ممكن اعزمك على قهوة في وقت الغدا
لتنتفض سما حين استمعت لصوت أسر الحاد خلفها قائلا...
أسر. سماااااااا.