قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنتي وعذابي الجزء الأول للكاتبة منى الأسيوطي الفصل الرابع والعشرون والأخير

رواية لعنتي وعذابي الجزء الأول للكاتبة منى الأسيوطي الفصل الرابع والعشرون والأخير

رواية لعنتي وعذابي الجزء الأول للكاتبة منى الأسيوطي الفصل الرابع والعشرون والأخير

مقابر عائلة الديب...

تلك اللوحة المنقوش عليها اسم مدافن عائلة الديب المعلقة بجوار ذلك الباب الحديدى أخضر اللون المفتوح على مصرعية لاستقبال جثمان سما الديب لتصتف السيارات أمام باب المدفن وتملئ الصحافة المكان ويهبط عبيدة والياس وحربى سريعا لحمل التابوت الخاص بسما ويساعدهم شبل وسلام ويتبعهم باقى الأشخاص للداخل ليقف عبيدة بعد ان تم وضع التابوت ارضآ وقام بفتحة ليرفض أن يحمل أحد شقيقته الوحيدة. ليحملها ودموعة تشق مجراها لوجنتية ويتجة بها لذلك السلم المغطى بالتراب ليهبط علية ويضعها بالداخل باتجاة القبله ويقوم بفك الكفن الخاص بها ويتركها ويرحل صاعدا للأعلى ليبدأ عبيدة واليأس بغلق المدفن بالتراب بمساعدة ذلك الشخص المسئول عن المكان(التربى)لينتهى عبيدة و يذهب ويحتضن والدتة التي تصرخ بشدة قائلة...

مها. بنتى. اااااااااااة ياااااااسمااااااااا. لاااااااااا يارب والنبى رجعهاااالى. ياااااسماااااااا. حرقتى قلبى يا سمااااا اه يا بنتى
عبيدة. هشششششش. أهدى يا ماما. هيجرالك حاجة. أهدى. خلاص دا قضاء ربنا
مها. ونعم بالله. ياااااارب. يااااارب. بنتى ياااارب
عبيدة. يلا يا امى. يلا نروح.

مها. اروح واسيب بنتى لوحدها. جالك قلب تسيب أختك لوحدها. جالك قلب تردمها بالتراب. طب جالك قلب تتخلى عنها ازاااى. اااااة يا بنتى. ااااااة
ليرتدى عبيدة نظارته الشمسية سريعا ليحاول تخبئه دموعه خلفها ليمسك بيد والدتة ويساعدها للصعود للسيارة ليعود سريعا ويمسك بيد اسيل التي تصرخ وتبكى قهرا على رحيل ابنة عمها ورفيقتها منذ الصغر.
اسيل. ااااااة ياسما. هونت عليكى تسيبنى. ليه كده يااااارب.

عبيدة. بس بس استغفرى ربنا. متقوليش كده. يلا يا حبيبتى. يلا يا اسيل
لينظر لالياس الواقف بجوارة ويشاور على اريج التي تجلس على الارضية بجوار قبر سما وتبكى بشدة قائلا.
عبيدة. يلا يا الياس. هاتها الصحافة ملت المكان
لينحنى الياس ويحمل اريج التي تصرخ بشدة قائلة.
أريج. لاااااااااااااا. لا يا الياااااس. حراااااام نسيبهااااا لاااااااا سمااااااااااا، ااااااااااة يااااا سمااااااا.

الياس. يلا يا حبيبتى. خلاص ادعيلها يلا يا قلبى
أريج. والنبى يا الياااس والنبى خلينى جنبها والنبى سبنى معاها
الياس. أهدى يا قلبى. يلا
ليحملها الياس ويضعها بداخل السيارة لتنطلق السيارات تباعا مغادرين المكان.

أما بمنزل سراج. ب النمسا...
يمرح سراج مع صغارة باستخدام كرة القدم ليحرز صغيرة إسلام هدفا ليصرخ قائلا.
اسلام. هدف. هدف. أجل لقد ربحت يا أبى
سراج بضحك. يالك من مشاغب صغير
اسلام. حسنا يا ابى هيا نفذ شرطى
سراج. حسنا ماهو شرطك يا صغير
اسلام. أريد الذهاب لمدينة الألعاب
لينظر سراج لساعة يدية قائلا.
سراج. الآن
اسلام. أجل الآن. هيا يا ابى.

سراج باستسلام. حسنا. حسنا. هيا ابدلو ثيابكم جميعا وأخبر والدتك أن تستعد أيضا
اسلام وسيف. حسنا.

منزل الديب مساء.
بعد انتهاء مراسم العزاء
يجلسون جميعا في غرفة الجلوس ومها تحتضن حفيدتها الصغيرة وتطعمها من خلال تلك الزجاجة الخاصة بإطعام الصغار وتجلس اسيل بحضن عبيدة تبكى بصمت واريج بحضن الياس تبكى أيضا وهي تسترجع لحظاتها برفقة سما لتنتفض واقفة لينظر لها الجميع حين قال الياس.
الياس. أريج. مالك
أريج. الفلاشة
لتتركهم وتصعد سريعا لغرفتها لينظرو جميعا لبعضهم البعض ليقول منير...
منير. فلاشة اى.

الياس. معرفش فلاش...
ليبتر حديثة حين هبطت اريج وهي تلهث بسبب صعودها هبوطها الدرج سريعا قائله.
أريج. الياس. هات جهاز العرض واللاب توب
الياس. اى الفلاشة اللى معاكى دى
أريج ببكاء، ال الفلاشة دى اديتهالى سما وقالتلى أفتحها في الوقت المناسب ولما سألتها اى هو الوقت المناسب. قالتلى هتعرفى لوحدك وادينى عرفت
الياس. استنى.

ليهرول الياس سريعا إلى غرفة المكتب ويتبعة عبيدة ما هي إلا ثوانى معدودة حتى دلفو مرة اخرى للداخل وهم يحملون الحاسوب وذلك الجهاز الذي يقوم بنقل الصورة إلى تلك اللوحة البيضاء التابعة له ليقوم عبيدة بتوصيل الجهاز والياس يضع الفلاشة في الحاسوب الخاص به ليظهر له ثلاثة ملفات مكتوب عليهم.
بنتى، سراج، وصيتى.

ليقوم الياس بفتح ذلك الملف الملقب ب وصيتى. ليظهر أحد التسجيلات لسما ليقوم بالضغط علية لتظهر صورة سما وهي تتحدث قائلة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ازيكم. طبعا لو شوفتو الفيديوهات دى يبقى انا مش معاكم. هتوحشونى اوووى. انا اسفة لو كنت زعلت حد فيكم. انا مش عايزاكم تزعلو ولا تعيطو كل اللى عايزاة تخلو بالكم من بنتى الياس اكتبها سما. سميها على اسمى. عشان يفضل اسمى موجود. ماما. ربيها وخلى بالك منها طنط سناء. انا مش زعلانة من سراج ومش عايزة حد يزعل منة هتلاقو فولدر على نفس الفلاشة اسمة سراج. الفولدر دا خاص بسراج لما تعرفو مكانة ابقو خلوة يشوفوا. عبيدة. حبيبى هتوحشنى اوووى خلى بالك من بنتى يا عبيدة، سراج مش عاوزها فخليك انت والياس حنينين عليها، أريج. هتوحشينى اوووى وعشان خاطرى سامحى جدو وبطلى تقوليلو منير بية وقوليلو جدو. اسيل، وصيتك بنتى انا عايزاكم كلكم تحبوها وتقولولها انى بحبها وبموت فيها، جدو. هتوحشنى خالص حورية وحربى كمان هيوحشونى ابقى قولولهم انى بحبهم. انا عايزاكم تدعولى كلكم أريج واسيل ربو سما الصغيرة كويس وحبوها عبيدة عشان خاطرى سامح سراج انا مش زعلانة منة عشان خاطرى كلكم سامحوة. اريج على نفس الفلاشة في فولدر تانى اسمة بنتى دا لما سما تكبر وتقدر تفهم خلوها تسمعة وعرفوها انى بحبها اوووى وخلوها تتعلم كويس. واة حاجة اخيرة محدش منكم يرضعها متعرفوش النصيب فين خلوها ترضع صناعى وفي اوضتى انا سايبالها لعب كتير تنفعها لحد عشر سنين وانا سايبالها خاتم جوازى من سراج خلوها تلبسة وهتلاقو في دولابى صندوق مكتوب علية حبيبى الصندوق دا فيه كل الهدايا اللى سراج جبهالى وفية كمان سلسة دهب عليها اسمى سراج جبهالى لما دخلت الجامعة يمكن اول مرة اقول كده بس سراج كان حلم حياتى وحققتة عايزاكم تعرفو عيالكم انى بحبهم جدا واخر حاجة اوعو تنسونى هتوحشونى اوووى. باى.

لينتهى الفديو وتبدأ رحلة البكاء بالنسبة للجميع بسبب حديث سما لينتبة الياس لهاتفة الذي يصدع بالرنين ليجيب سريعا قائلا.
الياس. عرفت مكانة فين.
ايوا يا باشا
الياس. ابعتلى العنوان في رسالة
ليغلق الهاتف وينظر له عبيدة قائلا.
عبيدة. لقيتة
الياس. ايوا. انا مسافر وراجع تانى
عبيدة. انا جاى معاك
الياس. زى ما تحب. يلا أجهز
سنا. الياس والنبى ما تأذية كفاية اللى حصل لحد كده.

الياس بحدة. أذي اى. دا الأذى رحمة عن اللى هعملو فيه. انا دلعتوا زيادة عن اللزوم وجة وقت الحساب. أريج انسخيلى الفولدرات دى على اللاب وخلى فولدر سراج بس علية
لينهى حديثة وهو يترك المكان بخطى واسعة ويتبعة عبيدة للأعلى من اجل التجهيز للسفر إلى النمسا.

فى اليوم التالى مساء...
منزل سراج بالنمسا...
يجلس سراج في بهو منزلة الصغير على أحد الارائك ويحتضن كيارا وصغارة يجلسون امامة على الارضية يمرحون ببعض الألعاب وسراج وزوجتة يتابعون التلفاز لينكسر الباب بدون سابق إنذار لينتفض الجميع واقفين ويعلو صوت صراخ الصغار وكيارا لينصدم سراج من وجود أخية وابن عمة وكم هائل من الحراسة الشخصية ليقول.
سراج. ا الياس. ا ا انت عرفت مكانى ازاى
عبيدة. انا هقولك.

لينهى عبيدة حديثة وهو يسدد بعض اللكمات على وجة سراج يتبعها لكمة ببطنة ثم وجة مرة اخرى لتصرخ كيارا قائلة.
كيارا. كفى. أرجوك
إسلام. أبى. أرجوك أترك أبى
ليتصنم عبيدة والياس الذي يشاهد ما يحدث بصمت وترك عبيدة يفرغ غضبة كما يشاء ولكن هذا الصمت لم يدوم طويلا حين تحدث ذلك الصغير ليتقدم الياس منة ولكنه اختبئ خلف والدتة ليقول الياس بهدوء على عكس ذلك البركان المتأجج بداخلة...

الياس. ماذا قلت يا صغير. هيا تعال إلى هنا ولا تخف
ليجيب إسلام وهو مازال خلف كيارا قائلا.
إسلام. اترك أبى. أنه لم يفعل شيئا لكم
الياس بصدمة. ابوك. سراج الكلام دا مظبوط
سراج بألم. ايوا عيالى
عبيدة بقهر. عيالك. يعنى انت متجوز ومخلف وعايش حياتك عادى بتهزر وبتضحك وتأكل وتشرب وانا أختى ماتت
سراج بعدم فهم. انا مكنش قصدى. قولها أن انا آسف
ليجلس عبيدة على الارضية ويطلق العنان لدموعة قائلا.

عبيدة. ياريت اقدر اقولها. ياريت اقدر اشوفها تانى. خلاص سما سابتنى وراحت للى خلقها عرفت انها مش هترتاح في الدنيا فاختارت انها تسبنى وتسبها
سراج بصدمة. ماتت. بطلو هزار. عشان دا هزار سخيف و.
الياس مقاطعا. لو مش مصدق تابع الأخبار. سما ماتت وهي بتولد. ماتت لما سمعت بالغلط انك اتجوزت. قلبها مستحملش. سما كان عندها القلب ومكانش ليها حمل من الأساس.

سراج بدموع. انتو كدابين. هي عايشة ودا مقلب من مقالبها. قولها انى راجعلها وهعيش معاها قولها انى هخليها تجيب عيال زى ما هي عاوزة قولها. قولها انى بحبها
الياس. بعد اى يا ابن الديب، خلاص كل حاجة راحت
سراج. طب والعيل اللى...
الياس مقاطعا. ماقولتلك كل حاجة راحت
لينهى حديثة وهو يضع يدية في جيبة ويخرج تلك الفلاشة ويضعها على الطاولة بجوارة قائلا.
الياس. الفلاشة دى عليها رسالة من سما ليك، يلا يا عبيدة.

لينهى حديثة وهو يساعد عبيدة على النهوض ويتجة صوب الباب كى يرحلو ليتوقف فجأة وينظر للصغار ثم لكيارا ليتوقف نظرة اخيرا على شقيقة قائلا.
الياس. أظن انك مبقتش محتاجنا في حاجة. وبقى ليك عيلتك. أنت موت بالنسبالنا مع موت سما. إياك اشوف وشك تانى لأن ساعتها انا مش ضامن رد فعلى
لينهى حديثة ويتركةوويرحل لتهرول كيارا إلية وتحتضة ويعلو صوت بكاء الصغار لتقول ببكاء.
كيارا. ماذا حدث؟ ومن هؤلاء؟

سراج بألم. انة شقيقى وابن عمى. كيارا احضرى الحاسوب
كيارا. ماذا حدث. لماذا فعلو ذلك بك؟
سراج. لقد توفت زوجتى وطفلها
لتشهق كيارا بصدمة وتقول ببكاء.
كيارا. اسفة. اسفة لكل ما حدث
سراج. الحاسوب كيارا
كيارا. حسنا. حسنا.

لتتركة و تهرول إلى غرفة نومها وتعود سريعا وهي تحمل الحاسوب بيدها وتضعة على الطاولة أمام الأريكة وتساعد سراج على الجلوس على الأريكة ليقوم بعد ذلك بفتح الجهاز ووضع الفلاشة بداخلة ليجد بداخلة ملف يحمل اسمة ليضغط عليه ليظهر تسجيل لسما وهي بغرفة نومهم وحولها أشياء كثيرة...

سراج، وحشتنى. وهتوحشنى، انا مش عايزاك تزعل منى، انا بحبك، لاء بعشقك. بص انت كنت حلم حياتى وحققتة اي نعم حلمى مكملش بس انا مش زعلانة. انا دلوقت في حتة تانية خالص بس انا مراقباك اوعى تلعب بديلك يا سراج. المهم بص بقى دى صورنا مع بعض انا عملتهم في ألبوم عشان تفتكرنى ودى صور الأشعة بتاعت بنتنا. انا نسيت اقولك انا حامل في بنوتة. انا عارفة انك مش عايز عيال بس انا كده كده ميتة انا عرفت أن عندى القلب بعد الجواز تعبت فجأة وروحت المستشفى وعرفت انى لو حملت هموت بس مش مشكلة. بص انا جبتلها اى انا جبت الحاجات دى كلها ليها كان نفسى تكون معايا ونشترى الحاجات دى سوا. بس مش مهم انا هقولها انك بتحبها وانك انت اللى جايب كل الحاجات دى. اقولك جدو قالى أننا لازم نرجعك وقالى ان انا هنزل الشركة بس انا ملحقتش ارجعك انت اختفيت فجأة. انا مسمحاك ياسراج بس خلى بالك من بنتى. باى.

لينتهى المقطع وينفجر سراج باكيا كالأطفال على رحيل زوجتة وطفلتة كما اخبرة الياس لتقول كيارا.
كيارا. اهدأ يا عزيزى. اهدأ ماذا قالت
سراج ببكاء. لقد رحلت وهي توصينى بالصغيرة ولكنها ايضا رحلت. تقول انها تسامحنى على هجرى لها ولكنى لن اسامح نفسى ابدا
كيارا. اهدأ عزيزى. اهدأ
سراج بصراخ. اهدأ، كيف تطلبين منى الهدوء وكل شئ اختفى من بين يدى، لن اسامح نفسى ابدا.

فى السيارة عند الياس وعبيدة...
عبيدة. انا عايز افهم. ليه قولتلو ان البنت ماتت هي كمان
الياس. عشان خسارة فيه. وجودة تانى في حياتنا مش هيسبب غير الوجع
عبيدة. بس دا أخوك. ازاى نسيبة كده
الياس بحدة. هو اللى أختار انة يبعد عننا. هو اللى أختار أنه يكسرنا كلنا. سراج الديب مات بموت سما الديب ومش عايز حد يجيب سيرتة تانى. خلص الحوار دا.

تمت
الجزء التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة