قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل العشرون

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل العشرون

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل العشرون

وصلا امام العيادة...
فكانت أسيا تنظر امامها للاشيء وهي تردد بصوت جامد لا حياة فيه:
-اعتبر دي اخر حاجة هنعملها مع بعض يا ادم، واوعدك مش هتشوف وشي تاني
ثم استدارت وكادت تفتح الباب لتنزل ولكنه امسك ذراعها فجأة، يسألها بقلب ينبض بالخوف من الفقدان:
-يعني ايه؟ إنتِ بتساوميني يا أسيا!؟ يا إما اسيبلك الجنين يا إما تحرميني منك!
اومأت مؤكدة ببرود:
-ايوه، زي ما أنت بتحرمني منه.

وقبل ان ينطق كانت تلتفت له ممسكة بذراعه لتشعر بواقع تأثير لمستها الملتهبة عليه، فاستطردت متوسلة:
-وقبل ما تقول اني بلوي دراعك لا والله، بس حس بيا يا أدم، ده ابننا، جزء مني ومنك، صدقني لو راح هتروح معاه حاجات كتيى اووي والحاجز بيننا هيزيد، انا عايزه الحمل ده يكمل يا أدم، بالله عليك متحرمنيش منه!
كان جامدًا. ، عيناه مُركزة على اللاشيء حتى اعتقدت أن كلامها مجرد هامش لا يُعد ولا يحسب!

ولكن قبل ان تبتعد عنع بيأس كان يلتقط قبلة عابثة ناعمة لشفتاها وهو يهمس بصوت هادئ حاني بعض الشيء:
-وانا ماقدرش أحرمك من حاجة نفسك فيها يا طفلتي!
وبالرغم من التذبذب والتردد الذي كان واضحًا بعيناه، إلا انها ابتسمت بسعادة حقيقية وهي تحتضن ذراعها مهللة بينما هو ينطلق عائدًا للمنزل...
وكأنه عاد للخلف خطوة معاكسة للجحيم...!

كانت سيليا في المنزل اثناء غياب جواد في عمله. ، تجلس بملل بعد أن خلدت الطفلة في نوم عميق، لتنتبه لصوت هاتفها يصدح معلنًا وصول إتصال جديد، كان رقم مجهول فأجابت بهدوء:
-الووو مين معايا؟
-أنا مصطفى يا سيليا
ثم اكمل مسرعًا:
-قبل ما تقفلي الخط انا هقول حاجة تهمك جدًا
-خير؟

-اسمعيني كويس، تيا مش بنت جواد، تيا بنتي انا! انا ممكن افضح جواد واعمل تحليل الDNA واثبت انها بنتي واخدها، ومش مهم بقا هو اتعلق بيها ولا لا!
صرخت سيليا فيه بذهول ؛
-انت كداب، تيا بنته
-انا مش مجبر أقنعك، انا هستناكِ في كافيه (، ) اللي في المعادي وهيكون معايا عينة دم تقدري تعملي بيها التحليل وتتأكدي، ولو ماقابلتنيش انا هقول لجواد بس مش جواد بس ده انا هقول للدنيا كلهااا انه...
ثم ضحك بسخرية متابعًا:.

-خرونج ومراته كانت مقضياها وضحكت عليه، وابقي قابليني لو عرف يبص في وش حد بعد كده
زمجرت فيه سيليا بحنق:
-اقابلك لية انت عايز مني ايه؟
-هي نص ساعة وامشي علطول، هتعرفي عايزك لية لما تيجي يا سيليا. ، سلام يا قمر!

ثم أغلق الخط...
بدأ حديث صامت يحمل واقعًا ملموسًا بين ثناياه يدور محلقًا في أفق عقلها...
وألف سؤال اولهم، هل فعلاً تيا ليست ابنة جواد؟!
ماذا يريد...؟!
هل سيفضح جواد إن لم تذهب؟!..
عند تلك النقطة التي كانت محور التحكم داخلها، نهضت بسرعة ترتدي ملابسها وهي تنوي مقابلة ذاك المعتوه والعودة قبل رجوع جواد...

تنبهت جميع حواسه للضربة القاسية التي سيتلقاها حتمًا من حظه الأسود وقضاء حياته...!
رفع وجه أسيا بين يداه يهمس بصوت متوتر بعض الشيء:
-عملتي ايه؟ قوليلي ومتخافيش
عضت شفتاها السفلية ولم تنظر له قط، لتخرج حروفها متلكأة خبيثة تعزف على وتر حساس داخله وهي تقول ببطء:
-انا آآ عملت طلب انضمام لجروب على الفيسبوك عادي، والجروب كله بنات، فالأدمن طلبت مني ريكورد عشان تتأكد اني بنت وآآ...

اومأ أدم يحثها على الإكمال بلطف:
-ايوه وبعدين كملي يا طفلتي هاا؟!
أكملت باختناق مصطنع:
-وطلبت مني صورة، وانا بعتلها صورة ليا بشعري، وفجأة لاقتها بتكلمني وبتقولي إنها راجل مش بنت وأني لو ماقابلتوش هيفضحني بصورتي اللي هو ركبها على صور مش كويسه!
إتسعت عيناه أدم وهو يجز على أسنانه بعنف حتى أصدرت صوتًا اقلق أسيا فعليًا...

كلما نظرت لعروقه التي برزت شعرت وكأن قلبها سيتوقف عن النبض معلنًا فزعه من ذلك المظهر!..
وقبل أن تنطق أسيا بأي شيء كان أدم يأمرها بحدة:
-هاتي ام الايميل بتاعه والجروب وايميلك
كادت تهتف بتوتر:
-بس بص يا أدم آآ...
ولكنه قاطعها عندما قبض على ذراعها بعنف حتى ألمها عن عمد، ويزمجر بوجهها بصورة شبه هيسترية:.

-إنتِ متخلفه ولا بتستعبطي؟! في حد يبعت صورته لأي حد كده! إنتِ من امتى بالسذاجة دي ده انا كنت مفكرك ناصحه!
نهضت من جواره بسرعة وهي تتشدق مغمضة العينين خشية إنفجاره الموحش حتمًا:
-مهو بصراحة آآ...
ولكنه صرخ فيها بعصبية:
-وريني ام الصور
استدارت تمسك بهاتفها وهي تظهر تلك الصور، ثم اخذت تقترب منه رويدًا رويدًا حتى مدت يدها له بالهاتف...
ليمسك الهاتف ويجد ان تلك الصور لم تكن سوى مجرد صور لراقصة لعبة!

أغمض عيناه وهو يلعن بصوت خفيض، لتغمغم أسيا ضاحكة وهي تود الركض من امامه:
-اصل بصراحة ده كان مقلب يا حبيبي
كاد تركض ولكن وجدته يمسك بذراعها قبل ان تستطع الفرار من امامه...
جذبها حتى سقطت على الفراش وهو فوقها، فأخذت ضحكاتها تتعالى بينما هو يحدق بها بجنون وكأنه على وشك قتلها!؟..
ظلت تردد من بين ضحكاتها التي دغدغت حواسه المتلهفة لطربها:.

-اصل بصراحة شكلك مسخره وانت متنرفز كده وبحبك اوووي لما تتعصب بتبقى عسل يا دووومي!
رفع حاجبه الأيسر وهو يقترب منها اكثر مغمغمًا بخبث:
-والله؟! مقلب يعني؟
إتسعت ابتسامتها وهي تهتف كالأطفال:
-ايوه، من حقي كمواطنه أعمل مقلب ف جوزي
أصبح وجهه ملامسًا لوجهها. ، ذقنه النامية تحتك بنعومة وجنتاها ببطء وهو يهمس بعبث فاح من نبرته:
-طب منا من حقي أعمل حاجات كتييير وإنتِ اللي منعاني.

شعرت بكيانها كله يرتجف بعنف مشاعرها في تلك اللحظة خاصة عندما شعرت بشفتاه تلثم جانب فكها ببطء رقيق وهو يتابع بلهفة:
-من حقي برضو أكلك دلوقتي
بعد محاولات عدة كانت تنطق بتشتت:
-ت آآ ت. ، ت، لا أنا عايزه أقوم، اه عايزه اقوم ورايا حاجات
وكادت تستقيم بالفعل ولكنه أعادها مكانها، ليُقبل رقبتها قبلات متفرقة جعلتها تشعر أنها تحلق في أعمق أفق وهو يستطرد بخشونة خبيثة:.

-لأ، أنا ورايا حاجات أهم ده مستقبل عيله انتِ بتهزري!؟
عندها لم تستطع مقاومته. ، صعد بشفتاه يلتقط شفتاها المزمومة في قبلة عميقة..
قبلة شغوفة متمهملة ونهمة أستهلكت أنفاس كلاهما...!
ويداه تعرف طريقها الذي يجعل جسدها يخضع له بكل بساطة..
لتلف هي يداها حول عنقه وهي تبادله قبلته التي تحولت لعدة قبلات مجنونة...
لتنتهي الليلة ككل ليلة بين أحضانه لا يوجد سوى أسمه يتردد على لسانها وهو يغرف من بحور عشقها...!

دلفت سيليا إلى المنزل بخطوات متوترة...
حتى الان لم تعرف غاية مصطفى والتي سببت لها اضطراب عام في بحثها عنها!..
كادت أن تفتح الأنوار ولكن فجأة وجدت جواد يفتحها وهو جالس على الأريكة يحدقها بنظرات لم تفهم معناها...
ولكنها كانت حادة، حارقة ومُخيفة!
اقتربت منه بتردد لتجده هو الاخر ينهض، حتى اصبح امامها فسألها بحدة لم تُخفى عنها:
-كنتي فين؟
تلعثمت كثيرًا وهي تنطق:
-كنت آآ كنت...

ولكنه قاطعها حينما رفع صورها هي ومصطفى بوجهها هامسًا بهدوء مُخيف:
-كنتي معاه؟
تجمدت مكانها للحظة، واخيرًا ادركت تلك الغاية الدنيئة التي ستجعل حياتها سوداء!..
انتبهت لصراخ جواد المجنون:
-ردي كنتي معاه؟!
اومأت سيليا عدة مرات بسرعة لتجده بحركة مباغتة يلوي ذراعها خلف ظهرها حتى اصبحت ملتصقة به وهو يضغط على ذراعها بعنف صارخًا:
-روحتي تشوفيه ليييية؟! ومن غير اذني! انتِ مابتزهقيش من الحوارات دي.

كادت سيليا تبكي من الألم الذي تشعر به، ليخرج صوتها مبحوحًا وهي ترجوه:
-جواد اهدى لو سمحت أنا ه آآ
ولكنه دفعها بعنف مزمجرًا بوجهها كالمجنون:
-متقوليليش اهدى، صدق اللي قال ديل الكلب عمره ما يتعدل
سقطت سيليا على الأرض باكية تشهق بعنف، ليتخطاها هو متجهًا للخارج ليخرج ويصفع الباب خلفه. ، ليزداد بكاءها الحاد حتى أيقظت الصغيرة...!

أستيقظت أسيا بابتسامة حالمة على وجهها، لتتحسس الفراش جوارها بتلقائية لتجده فارغ!
هبت منتصبة ترتدي ملابسها وهي تنادي بقلق:
-أدم، أدم انت ف الحمام؟
ولكن لا من مجيب، هبطت بخطى هادئة للاسفل لتسمع صوت يأتي من مكتب أدم...
فتحت الباب دون ان تطرقه بعشوائية وهي تهمس ببلاهه:
-أدم...
ولكن تجمدت باقي الحروف على حافة لسانها وهي ترى تلك المدعوة ب ليلي تجلس جوار ادم والابتسامة المتسعة تحتل ثغرها...

نظرت لأسيا وهي تقول بابتسامة متكلفة باردة:
-هاي ازيك يا أسيا، أنا بدأت اشتغل مع أدم ف هتلاقيني قاعده على قلبكم كتير
حاولت أسيا الابتسام ولكن فشلت محاولتها، فتابع أدم بصوت أجش:
-أسيا روحي وانا هخلص معاها وهاطلعلك
كادت أسيا تستدير في نفس اللحظة التي أتى فيها جواد بملامح جامدة، فهتفت أسيا بخفوت:
-ازيك يا جواد
هز رأسه بهدوء وهو يتخطاها داخلاً للمكتب:
-الحمدلله.

غادرت أسيا المكتب وهي تجز على أسنانها بعنف، بدأت تشعر بالغيرة تشعل بركان ملتهب داخلها!
وأدم يُزيد ذلك البركان بأفعاله...!
دلفت الى غرفتها وهي تدور حول نفسها يمينًا ويسارًا تحدث نفسها بعصبية:
-انا هوريك يا أدم اقسم بالله لاوريك الغيره وحشه ازاي!

مرت حوالي نصف ساعة وهي على نفس الحالة. ، لم تتحمل فركضت تعود للمكتب مرة اخرى..
وكما هي معتادة لم تطرق الباب بل فتحته مباشرةً لتُصدم بمظهر أدم الذي كان خالع قميصه وتلك الشيطانة يبدو انها تتحسس عضلات صدره. ، وجواد ليس موجودًا قد غادر! ،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة