قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل العاشر

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل العاشر

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل العاشر

الذعر إلتهم جوارحها حينما ظنت أنها ستصبح فريسته الليلة!.
فريسته التي فرت من بين براثنه هاربة دون أن تمسها شباكه بسجن مُظلم كثناياه...!
خلع قميصه وظهرت عضلات صدره السمراء، حينها حاولت بكل جهدها اخراج حروفها التي حُذفت من قاموسها بفضل رعبها، لتغمغم بسرعة:
-أدم إياك. ، أدم لو عملتها هكرهك اوووي، لا أبعد ماتقربش!
ولكنه كان يقترب، كان يقترب وكأن حروفها مجرد وميض يلفه الذعر ممزوج بالرجاء يخترق عقله!.

رفع كتفاه بلامبالاة وهو يقول دون ان ينظر لعيناها:
-ما إنتِ اصلاً بتكرهيني، ولا نسيتي؟
كان يقترب منها ببطء وهي ترتجف، ترتجف حرفيًا واقترابه يبعث بها رعشة قوية تكاد تُسقطها...
اصبح امامها تمامًا فظلت هي تتراجع بذعر صارخة:
-لالا ابعد ارجوووووك.

لم يبتعد بل على العكس ظل يقترب حتى حشرها بجسده عند الحائط، يستشعر سخونة جسدها الناعم أسفله كما حلم به يومًا. ، همس عند أذنيها بصوت خشن لفحت به رغبة حارقة كادت تطيح صوابه:
-اهدي يا طفلتي، الموضوع مش وحش للدرجة!
دموعها الغزيرة سبقت حروفها التي جاهدت لأخراجها من شفتاها التي ترتعش:
-أدم سبني أرجوك ابعد، انا مش عايزة أكرهك
إلتصق أكثر بها، لا تدري أنها تزيد إشتعال بركان إنتقامه...!

صوته العميق الذي بدا لها مغموسًا بخمر أثمل روحه جعل جسدها ينتفض بعنف وكيانها يرتجف تأثرًا:
-آآه يا طفلتي الشرسه، لو تعرفي كام مرة كنت مشتاقلك، كام مرة اتمنيت اضمك، كام مرة فكرت اخد حقوقي منك، كام مرة حسيت بنار جوايا وانتِ قدامي ومش قادر ألمسك بس من خوفي عليكِ مع اني هموووت عليكِ وكأني ماشوفتش ستات قبلك ولا هشوف بعدك!
همست بحروف متقطعة وقلبها يكاد يتوقف:
-خلاص ك كمل جميلك وسبني ارجوووك يا أدم.

جذب خصلاتها بعنف جعلها تتأوه بألم، فارتفعت رأسها بتلقائية تجاهه، ليهمس بخشونة امام شفتيها:
-كنت خايف عليكِ وبحاول اعمل كل اللي يفرحك حتى لو هيأذيني انا، بس إنتِ ماقدرتيش ده وكنتي مفكرة إنك تقدري تكسري أدم صفوان، ماتعرفيش إني ممكن أدوس على قلبي بالجزمه وأكسرك واكسره!

وفي اللحظة التالية كان يقبلها، يلتهم شفتاها بعنف ضاري نتج عن إنتظار أحرق دواخله...
انتظتر لتلك الليلة التي تصبح فيها زوجته، شرعًا وقانونًا!..
لم يترك شفتاها رغم أنينها المتألم، حقده الان عليها كان اقوى من اي استجابة للعقل، لا هو عقله لم يعد معه منذ أن وقعت عيناه عليها اصلًا!
أحاطت يداه خصرها بقوة حتى ألصقها به، وكأنه يود الامتزاج بها روحيًا قبل جسديًا!..

مدت يدها تحاول دفعه عنها، إلا انه امسك يدها ليكبلها بيد واحدة. ، بينما شفتاه تتسابق لتلتهم رقبتها ووجنتها الناعمة، ظل يقبلها بلهفة مسرعة مجنونة أرعبتها فعليًا..
حينها تركها فجأة ليدفعها بعيدًا عنه وهو يحدق بها بنظرة أشعرتها أنها سقطت لسابع أرض:
-مش طايق أقربلك حتى!
ثم استدار يتناول قميصه وهو يكمل بقسوة ظاهرية بينما داخليًا يحاول كتم ذاك النداء الذي يطالبه بإكمال ما بدأه:.

-مش هتخرجي من البيت تاني يا أسيا، حتى الجنينه مش هخليكِ تروحيها، إنسي أدم اللي كان بيحاول يرضيكي دايمًا، دلوقتي في أدم اللي بقا يحقد عليكِ بس!
ثم إنطلق خارج الغرفة دون كلمة أخرى بينما هي تلهث بعنف...
تحاول ترطيب خلاياه التي كادت تنفجر من الخوف..!
لا تصدق أنه تركها بالفعل...
لم يكسرها كما أرادت هي، لم يؤذها كما فعلت هي!
أحاطت رقبتهت بيدها وهي تهمس بصوت مبحوح:
-رجعتي معاه لنقطة الصفر يا أسيا بسبب غبائك!

ثم أصبحت تهز رأسها نافية وهي تنهض لتهندم ملابسها بسرعة ثم إتجهت لغرفته...
يجب أن تعتذر. ، يجب أن تتوسله ليصفح عنها كما كان يفعل هو...
ولكن لمَ تفعل ذلك؟!
الاجابة مفقودة. ، حتى ٱشعار اخر..!
اصبحت امام غرفته ففتحت الباب بعد طرقة واحدة، ولكن صُدمت بمظهر چمانة التي تجلس على قدما أدم تفتح ازرار قميصه وتقبله بلهفة بينما هو مسترخي تاركًا لها الحرية!..

إشتدت قبضتها على الباب عندما نظروا لها، ولا تشعر ما ماهية ذلك الشعور بالقبضة المميتة التي اُحكمت حول قلبًا إنزاح عن طريقه المعتاد!
فتحت فاهها تود النطق:
-آآ أدم. ، أنا...
ولكنه قاطعها عندما زمجر فيها بقسوة مُخيفة:
-اطلعي برا، ده مش بيت ابوكِ عشان تدخلي اي اوضه وقت ما تحبي. ، برا انا مش فاضيلك ورايا حاجة أهم.!

ولم ينتظرها بل بدأ هو يُقبل چمانة وكأنه ينتقم من كرامتها الأنثوية بتلك الحركة...!
حينها إستدارت تمسح تلك الدمعة التي سارعت بالهبوط وهي تستشعر غليانها الذي يزداد كلما تخيلت أنه سيقضي ليلته مع تلك الحربائة، يفعل بها ما كان يفعله معها. ، وبفضلها هي!

وما زال لقسوته بقية..!

بعد فترة طويلة...
كان شروق وأدهم مع كريم في طريقهم إلى تلك المدينة...
كان أدهم شارد الذهن يتذكر مقابلته السرية مع سيليا سابقًا.

فلاش باك###
جلست سيليا أمامه بتوتر تفرك يداها بقلق بينما هو يحثها على النطق:
-ما تنطقي يابنتي في ايه! ولية ماخلتنيش أقول لشروق إني جاي اشوفك؟
ابتلعت ريقها بتوتر ثم بدأت تقول:.

-بص يا أدهم، أنت طبعا عارف إني أكبر من شروق ب 7 سنين، المهم لما هي جت الدار انا كنت هناك قبلها، شوفتها لما واحد كان بيجيبها الدار، كان راكب عربية غالية نزل منها وعطى شروق للمشرفة من غير كلام وكان باين انه متنرفز جدًا وبعدين مشي، انا ك طفله ساعتها شوفت رقم عربيته ف الرقم علق معايا وكتبته عادي كدة ف أجندة صغيرة بتاعتي، مر وقت وف مرة سمعت المشرفة بتتخانق مع واحدة بتصرخ أنها عايزة بنتها وواحد كل ضيق الدنيا مرسوم على وشه، المهم اللي فهمته ساعتها أنهم عاوزين شروق بنتهم بس المشرفة مش فاكره هي انهي بنت ونقلتها دار للأطفال تانية، المهم هما مشيوا. ، والسنين عدت سنه ورا سنه ولما أنا إتنقلت دار كانت شروق فيه بقينا صحاب، بس انا ساعتها كبرت و فهمت بقا أنه اكيد باباها اللي جابها وافتكرت رقم عربيته اللي كتبته في اجندتي وحمدت ربنا اني لسه محتفظه بالأجندة دي وبدأت اسأل عن صاحب العربية بس ماقدرتش أوصل إلا لأسمه بس، وشوفت صورته!

باك####.

ومن يومها وهو يعلم أسم والد شروق ولكنه لم يستطع الوصول له بأي شكل...!
وحينما ظهروا أولاد عمها لم تخطفه الدهشة كثيرًا فعلى حسب كلام سيليا اهل شروق ذي نفوذ!..
ٱنتبه لشروق التي كانت شاردة بصمت هي الاخرى. ، منذ ما حدث بينهما وهي لم تحادثه ابدًا وهو لم يتحدث معها...!
كان الصمت متربع بينهما!..

واخيرًا وصلوا سوهاج. ، بدأوا يهبطوا من السيارة بهدوء، فأمسك ادهم بكف شروق يحتويه بحنان وعندما أرادت الأعتراض همس لها برقة بينما عيناه غرقت بين عيناها التي كانت كالقهوة الشهية:
-هششش، اهدي، أوعي تفكري إنك تعاقبيني على اللي حصل ب بُعدك عني..
ثم اقترب منها ببطء فعادت هي للخلف بسرعة حتى إلتصقت بالسيارة، ليتلمس هو وجنتها الناعمة وهو يهمس بصوت بث رعشة عميقة بجوارحها:.

-اسف، بس ما قدرتش أسيطر على نفسي وأنتِ ف حضني
ثم أحتضنها بلهفة يغمض عيناه براحة وهو متيقن أن مأواها لا يصبح الا بين احضانه...
ليتابع بصوت خفيض:
-سامحيني لو شوقي ليكِ غلب عقلي!
نظرت هي خلفه لتجد كريم قد دلف قبلهم فتنهدت بارتياح وهي تغمس وجهها عند رقبة أدهم تتنفس بعمق، ثم بدأت تغمغم بشرود:
-أنا خايفة، خايفه اووي يا أدهم
حينها أحاط خصرها برفق حنون وهو يردف:.

-اوعي تخافي، قولتلك قبل كدة الخوف اتحرم عليكِ وأنتِ ف حضني!
ثم قبل جبينها بعمق ليسيرا معًا متجهين للداخل...

عندما دلفوا لم يجدوا سوى أولاد عم شروق و جدها الذي أستقبلها بالترحيب الحار وبدأ يحتضنها بحنان أبدع في رسمه لهم...!
وعندما جلسوا تحدثوا في امور شتى ثم قطع أدهم تلك الهراءات بقوله الجاد:
-دلوقتي يا حاج لازم تقولي ايه اللي هيحصل دلوقتي!
تنحنح الجد بقوة قبل أن يستطرد بخشونة:.

-الاول طبعا عنفتح الوصيه وشروق تاخد حقها، وتانيا في حاجة شروق مُجبرة تعملها بما انها واحدة من العيله، ولا هي بما انها واحدة من العيله هتاخد حلوها بس وتسيب مُرها!
قطب أدهم بضيق مغمغمًا:
-هتعمل ايه؟
أجاب الجد بثبات:
-عتتجوز من ابن العيله اللي بينا وبينهم تار، ساعتها هنجبربهم ان محدش يفكر ف التار منهم بما اننا بجينا جرايب قرايب!
حينها نهض أدهم صارخًا بعنف وقد أحمرت عيناه:
-نعمممم؟ أنت مجنون يا راجل أنت!

إحتدت نبرته وهو يكمل:
-لا انا مش مجنون، هي دي الاصول، وشروق الوحيدة المناسبه! يا كدة يا إما هتصرف بطريقتي
ظل أدهم يهز رأسه نافيًا وهو ينهض ساحبًا شروق معه، لينظر كريم لجده بسرعة مرددًا:
-قولتلك هي متجوزة منه ومش هينفع خلينا ف الورث بس! وانت صممت على كدة، قولي بقا هنعمل ايه؟!
لم ينظر له وهو يجيب بصوت أجش:.

-مش بمزاجها، انا سبتكم ترجعوها عشان نخلص من الموضوع ده، وطالما هما ما حبوش الكويس! يبقى تقوم تجيب بنت عمك وتراضيها وتقعدهم عشان نفتح الوصيه، وانا بقا هدبسها ف قضية شرف ويبقى يوريني مش هيطلقها غصب عنه من الفضيحه ازاي! وانا كدة كدة مش هتفضح لان محدش يعرف انها موجوده اصلاً...!

دلفت سيليا إلى قصر أدم صفوان بأقدام ترتعش...
لم يكن امامها ملجأ سواه، قضت تلك الليالي في احدى الفنادق ولكن قاربت الاموال على النفاذ!
وتظل مشكلتها الرئيسية قائمة أنها لن تستطع دفع الأموال المتراكمة عليها لصاحبة المنزل، وإن عادت للمنزل ستطردهم تلك المرأة هي وشقيقتها!..
كانت في إنتظار نزول أدم الذي أتى بعد دقائق، لتبتلع سيليا ريقها بتوتر وهي تنظر له هامسة:.

-انا مش عارفه انت فاكرني ولا لا، بس انا سيليا صاحبة شروق وأدهم، انا محتاجة مساعدتك لاني روحت لشروق بس الجيران قالولي انهم مش هنا
حدق فيها بدقة يسألها:
-ايوة فاكرك شوفتك مع شروق وأدهم قبل كده، عايزة ايه؟
هتفت بخفوت:
-عاوزه مكان اقعد فيه فترة عقبال ما ألاقي شغل، لأني مش حِمل مصاريف الفنادق ومش هقدر ارجع البيت
اومأ أدم موافقًا، ثم قال بجدية مشيرًا لها:.

-روحي الاوضه دي هتلاقي الشغاله هناك اقعدي ف الاوضه وابعتيهالي هفهمها انا
اومأت بسرعة موافقة وقد بدأت الابتسامة تتخذ مجراها على ثغرها الذابل وهمست:
-شكرا اوووي بجد شكرا
واستدارت بالفعل تسير نحو تلك الغرفة. ، وفي ذلك الوقت تذكرت ما حدث بعد إنهيارها!

فلاش باك###
نهضت بسرعة تقطع بكاءها عندما سمعت صوت مشاحنات قوية بين تلك السيدة وبين المرأة الاخرى، فنظرت تتفحص المكان بسرعة وتنظر للباب المفتوح، وبحركة لم تستغرق سوى 30 ثانية كانت تركض نحو الباب بسرعة لتهبط من تلك العمارة وهم يلاحقونها...!
دقاتها تزداد وتزداد وهي تركض، لم تعد تشعر بأي شيء، كانت تشعر أنها تحلق. ، تحلق بين السحب هاربة من جحيم يلاحقها!..

واخيرًا وجدت سيارة اجرة فأستقلتها بسرعة وهي تحثه على الٱسراع، ثم توجهت نحو احد الفنادق بعدها وهي تردد بلا توقف وكأنها لا تجيد نطق سوى تلك الكلمة
الحمدلله، الحمدلله ياااارب
باك###.

أستفاقت فزعة على تلك اليد التي أحاطت خصرها تقربها منها، تسمرت مكانها وهي تحدق ب جواد الذي كان يقربها منه بسرعة متأوهًا بصوت مكتوم...
ثم نظر في عيناها التي استوطنها الذعر كمُحتل منذ الأزل. ، ليزداد شحوب وجهها وهي تسمعه يقول بصوت أجش:
-كنتي مفكرة إنك هتعرفي تهربي من قدرك؟!..

بعد فترة في قصر أدم صفوان...

كان القصر في حالة هرج ومرج. ، أدم يدور في أنحاء القصر يعطي الأوامر استعدادًا لذلك الهجوم الذي يمكن أن يُشن عليه كما جاءته الاخبار!..
حينها ركضت جمانة نحو غرفة أسيا لتنظر للحارس الذي يقف امام غرفتها:
-أدم قالي أقولك تودي أسيا الاوضه اللي ف اخر القصر على الشمال
بدا القلق متوزعًا بوضوح بين ثنايا ذاك الرجل الذي رد بتوتر ؛
-بس يا هانم حضرتك عارفة ان الاوضه دي مش أي حد بيروحلها.

ثم انخفض صوته وهو يكمل محذرًا:
-بمعنى اصح محدش بيروحلها الا اللي الباشا بيأمر بموته!..
بدأ الشيطان يرسم لها أحلام سطعت بين غضون خيالها...
أحلام لا يُعيقها سوى حاجز مشؤم واحد وهو أسيا!..
فحلق الخبث بين حدقتي عيناها وهي تأمره بأصرار:
-انت ما تناقشنيش، نفذ وبس، او ما تنفذش بس استحمل ادم بقا!
هز رأسه باستسلام واتجه نحو اسيا يجذبها متجهًا بها نحو تلك الغرفة...

الغرفة التي كانت درجة البرودة بها أقل من الصفر بدرجات. ، فلا يتحملها بشر ولو لساعات قليلة!

أدخل أسيا التي تصرخ بخوف:
-انت موديني فين، رجعني الاوضه ابعد
ولكنه كان كالآلة الجامدة وهو يخبرها دون ان ينظر لها:
-دي اوامر الباشا...
ثم أغلق الباب بإحكام عليها، لتضم جسدها بقوة تحاول ردم تلك الرعشة التي هزت كيانها وهي تتذكر كلامه القاسي الذي ألقاه على مسامعها...
وسؤال واحد يتردد بعقلها
هل اصبح يحقد عليها لدرجة انه يود التخلص منها ؟!

ٱرتخت اعصابها وقد بدأ وجهها يشحب شيءً فشيء من كثرة البرودة. ، فكانت كمن على عتبة الموت!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة