قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس

هل شعرت يومًا أن لوحًا من الثلج سقط فوق مسرى نبضاتك فلم تعد قادر على المداومة في مسرحية الحياة ...!؟
تقريبًا كان هذا شعور أسيا وهي تحدق ب أدم الذي أغمض عيناه باستكانة غريبة!
فظنت هي أن الدنيا إنتهت عند تلك النقطة...!
ولكن فجاة وجدت ادم يستقيم مرة اخرى بسرعة ليُطلق عدة رصاصات على الرجل فيسقط قتيلًا!
حدقت به وهي تهمس بعدم استيعاب:
-أنت كويس يا ادم؟

اومأ مؤكدًا وهو يسحبها من يدها وكاد يسير ولكن فجأة وجد احدهم يقترب منهم راكضًا وهو يُصوب سلاحه نحوهم فقام ادم بجذب أسيا من ذراعها لتصبح بين احضانه ثم أحاطها بجسده ودفعها بقوة لتتسطح على الارض وهو فوقها وبحركة لا ارادية كانا يتقلبا ليقعا بين احضان بعضهما اولى درجات السلم، فنهض ادم مسرعًا يسحبها من يداها خلفه راكضًا...
وصراخها يدوي كالجرس الذي يدوي معلنًا بداية الحرب العالمية الثالثة!..

واخيرًا استطاع الوصول بها لغرفة مثل القبو في الاسفل، فدلف وأغلقها عليهم بمفتاح بقوة...
حينها نظرت له بذهول، فاهها مفتوح وعيناها لم تبتلع الصدمات بعد وهي تردد:
-احيييه عليكِ يا اسيا، كنت حاسه اني ف فيلم أكشن اجنبي؟!
لم يرد عليها وإنما ضمها له بقوة، يود إدخالها بين ضلوعه فتصبح ظلالها الأمنية طيلة حياتها وحياته...!

فأغمضت هي الاخرى عيناها وهي تلف يداها على ظهره...
نبض قلبه بعنف من حركتها التي كانت موافقة مبدئية او اجتياز لأول خطوة في سبيل عشقهم العسير..!
دفن وجهه عند خصلاتها يتنشقها بعمق مغمض العينان، لتقطع هي الصمت بقولها المستنكر:
-ازاي اتضربت بالرصاص وما حصلش ليك حاجة؟
تنهد وهو يبتعد عنها ببطء ليخبرها:
-انا لابس واقي من الرصاص
حدقته بحدة تلقائية وهي تتشدق ب:
-نعم! هو انت كنت عارف إن ده هيحصل؟

هز رأسه نافيًا دون تردد:
-لا طبعا بس انا دايمًا بلبس الواقي ده ك إحتياط، اصل مش كل مرة هتسلم الجرة!
صمتت برهه وهي تراقب بحذر الصراع الذي يدور بين مجحري عيناه...
ليصيب سهمها هدفه عندما سألته بكل هدوء:
-أنت بتشتغل أيه يا أدم؟
الأجابة كانت شريدة بعيدة كل البُعد عن مرمى لسانه...
لم يدري ماذا يخبرها!
هل يخبرها بكل بساطة أنه تاجر سلاح فقط؟!..
ولكن مهلًا. ، منذ متى وأدم صفوان يخشى شخصًا ما؟!

إن كان العشق ضعف، خوف، وهدم لمَ بناه لسنوات طويلة. ، فاليردم ذلك العشق من الان وصاعدًا!
نظر في عيناها مباشرةً وأخبرها بخشونة ذكرتها مَن يكون:
-عندي شركة خاصة، وبتاجر ف السلاح جمبها!
شهقت بعنف وهي تحملق به متسعة العينان...
كانت جملته كتعويذة صنمتها مكانه..!
فلم تنطق إلا بعد صمت صارخة بهيسترية:
-ايه! أنت متخيل إن دي حاجة عادية؟ تاجر سلاح. ، اااه وانا اقول ايه جو أحمد السقا ده!

وقبل ان تكمل المزيد كانت يده تقبض على فكها بعنف جعلها تصرخ بألم، ليزمجر بعصبية:
-قولتلك مليون مرة ماتعليش صوتك عليا، ولا أنتِ مابتفهميش عربي
إنتفضت بخوف عندما ربطت عنفه وخشونته بالعمل الذي يتفاخر به بكل بساطة!..
فابتعدت عنه بسرعة وهي تردد بصوت مبحوح:
-انا عايزة أ. ، أت...
صك على أسنانه بعنف وهو يحذرها:
-اتجرأي وانطقيها!
نظرت له بصمت تتنفس بصوت عالي، لتردف بعدها بحسم:.

-ادم انا وانت ماننفعش مع بعض ابدًا، اوعى تفكر إن انا بنسى إهاناتك وضربك المستمر ليا كل ما اعمل حاجة! انا بس مضطرة اعصر على نفسي لمونة زي ما بيقولوا واستحمل لحد ما بابي يجي ياخدني من هنا. ، ومن هنا لحد ما بابي يجي أنا مجرد لاجئة هنا مليش علاقة بيك وانت مش هتلمسني ولو بعد شهور!
ابتسم ابتسامته المستفزة، تلك التي تشعرها أن الشيطان قد حضر في هيئته، خاصة وهو يقول بهسيس خطير:.

-اوعي تفكري إني مش قادر أخد منك اللي أنا عايزه، انا ممكن اغتصبك دلوقتي وحالاً كمان...
ثم اقترب منها فعادت هي للخلف بتلقائية ولكنه اقترب اكثر حتى تحسس خصلاتها المتمردة وهو يستطرد بصوت جاد:
-بس مش ادم صفوان اللي يجبر واحدة عليه، انا ممكن اجيب ألف واحدة ترضي حاجتي وتكيفني اوي كمان
تنفست أسيا بعمق عندما اكمل كلامه، وعندما وجدت صوت الطلق الناري انتهى...!

ليستغل هو الفرصة مقتربًا منها يلتهم رقبتها الناعمة بقبلة حارة مشتاقة، لتبعد هي بسرعة متمتمة:
-ادم ابعد عني
ابتعد عنها بالفعل ليبتسم ساخرًا وهو يردد بخبث:
-براحتك، على رأي المثل اللي بيقول بكره تجيلي ملط وأقولك بطلت !
زحفت الحمرة الخجلة لوجنتاها وهي تضربه مرددة بحرج واضح:
-سافل وامثالك سافله زيك...
تنهد هو بجدية، ليتابع بعد دقيقة قاطعًا ذلك الصمت:.

-انا عمري ما بستخبى من حد، دايمًا بفضل قدامه لحد ما اقسمه نصين! بس النهاردة ادم صفوان استخبى عشانك، ما اعتقدش إن في حاجة تانية تثبتلك إني...
سألته هامسة:
-إنك ايه؟!
اقترب منها يطبع قبلة رقيقة عند فكها الذي اهتز بفضل قبلته، وهمس بصوت رجولي مثير:
-إني بعشقك..
ردت بتلقائية بما يجيش بصدرها ؛
-وانت للاسف عشقك لعنة!
تنهد ولم يرد وإنما استدار ليغادر بهدوء وهو يُخرج سلاحه مرة اخرى...

بينما تنهدت هي بقوة تنهيدة تحمل في طياتها الكثير والكثير. ، ثم همست:
-وانا شكلي هبقى اسيرة لعنتك دي يا ادم!..

بعد يومان...
كان أدم مشغولًا فيهم بمحاسبة ذلك اللعين الذي تجرأ على إقتحام جحر الشيطان بقدماه!..
بينما أسيا تقضي معظم يومها في غرفتها وتتحاشى لقاء أدم تمامًا..
أدم الذي كاد يجن من تجاهلها الملحوظ ولكنه لم يكن متفرغًا بقدر كافي لدلالها!..
ولكن في اليوم الثالث وعندما عاد من عمله وايضًا وجدهت سجينة غرفتها طفح به الكيل فاتجه لغرفتها على الفور يطرق الباب بقوة...
دقيقة ووجدها تفتح بسرعة لتسأله بقلق:.

-في مصيبة حصلت تاني يا أدم؟
دلف إلى الغرفة وهو يجز على أسنانه بعنف مرددًا:
-في إنك شايفه نفسك عليا وبتتجاهليني عن قصد
عقدت ذراعيها وهي تجادله ببرود:
-مش هو ده اللي أتفقنا عليه؟!
وجدته فجأة يسحبها من ذراعها بقوة لتلتصق بصدره. ، عيناه مُسلطة على عيناها وهنا دارت حرب العيون بعيدًا عن سلطة العقل...
تفجر شوق أسيا له، لسواد عيناه الحالكة التي تُرعبها احيانًا!

وبالطبع هو لم يكن أقل بل كان عصبي وبجنون حتى مع صديقه وابن عمه. ، مما أكد له شيء واحد...
أن أسيا اصبحت جزءًا لا يتجزء من كيانه!
فقال بصوت حاد:
-بس انا موافقتش على العبط ده!
قاطعت شروده بسؤالها:
-هو بابي متورط مع مين لدرجة انه خايف منهم اوي كدة؟!
زفر بعمق ليجيبها بجدية:
-متورط مع مافيا، مافيا الحرب معاهم مابتنتهيش الا بموت حد من الطرفين!
حينها صرخت بجزع:
-لية هو ابليس!

هز رأسه نافيًا وقد تملكت السخرية من حروفه وهو يخبرها:
-لأ مش ابليس، بس اخو إبليس، ده عزت الابراهيمي! اكبر تاجر مافيا ف مصر وله علاقات بالمافيا برا مصر كمان...!
نطقت بما أملاه عليها عقلها وانت ترمقه بتوتر:
-طب وأنت متقدرش تساعده؟
رد ب:.

-وهو انا كدة مابساعدهوش؟ لولا مساعدتي دي كان زمانك بتقري الفاتحة عند قبر ابوكِ، وكانوا ممكن يوصلولك انتِ كمان ويجيبوا ابوكِ من خلالك، لكن مش هينفع أحاربهم علنًا ده كدة غباء مني، اني ادخل حرب واخلي الدنيا تقوم عليا يبقى انا بقضي على نفسي ببطء، لان انا برضه مش سهل حد يقضي عليا!

وأمام الغرفة كانت جمانة تقف متنصتة على كل حرف يصدر منهم...
فهي لن يهدأ لها بال حتى تبعد ادم عن تلك الساحرة التي جعلته كالخاتم في إصبعها!..
وعندما أنهى أدم اخر كلمة لم تنتظر اكثر وركضت نحو غرفتها...
لم يدري ادم أنه قدم لها سلاح لقتل معشوقته على طبق من فضة!..

أمسكت هاتفها تتصل بأحد الرجال الذين تثق بهم، لتسمع صوته الاجش يجيب بعد دقيقة:
-ايوة يا هانم
-خالد اسمعني كويس، هو انت تقدر تخليني اتواصل مع واحد اسمه. ، عز الابراهيمي او عزيز الابراهيمي او...
ليصحح لها هو بسرعة:
-عزت الابراهيمي، تاجر المافيا؟
-ايوة هو ده، عاوزة رقمه بأي طريقة
-بس ده خطر اووي يا هانم
-الخطر مش هيبقى عليا انا، المهم تتصرف انا عارفة ان محدش هيساعدني غيرك
-حاضر حاضر يا هانم تحت امرك
-باي.

-مع السلامة يا هانم.

أغلقت الهاتف وهي تنظر للمرآة بانتصار، فظهرت ابتسامة شيطانية تتراقص على ثغرها وهي تهمس بحقد:
-لو عزت الابراهيمي اللي هيخلصني منك يا أسيا يبقى لازم يعرف إنك مستخبيه هنا!..

بعد مرور ثلاث أسابيع...
ليلة كتب كتاب سيليا ومصطفى. ، لا بل ليلة صك قربان ل جواد الذي كان يراقبهم بصمت كان كالنيران بين احشاؤه...!
وما يزيد إلتهابها أنه هو من أقنع مصطفى بعقد القرآن ليصبح كلاً منهم بحريته بعدما تعارفوا بشكل كافي...!

كان الشيخ يجلس امامهم وهم يجلسون باجتماع بعض الاصدقاء المقربين..
بدأت مراسم عقد القرآن وسيليا كانت صامتة. ، شاحبة كمن على عتبة الموت!
ولكن دومًا تكتم اعتراضها بكونها مُسيرة لا مُخيرة...!

انتهى عقد القرآن بسلام وتعالت الزغاريد...
حينها نهض جواد يهتف بصوت أجش:
-معلش انا مضطر استأذن ربع ساعة وجاي يا جماعة
ابتسم له الجميع باحترام ليغادر مسرعًا ليقضي عمله المتعجل قبل رحيل الاصدقاء، وحينها لن يتركهم بمفردهم ابدًا!
ولكن بمجرد ان رحل وعلى عكس توقعاته نهض مصطفى هو الاخر ليهتف بعبث:
-معلش يا اصدقائي بس عايز انفرد بمراتي شوية واباركلها.

ضحك الجميع بصخب ثم نهضوا يباركوا لهم وغادر الجميع بهدوء...
حينها أقترب مصطفى من سيليا التي كان قلبها يرتجف بعنف طلبًا للنجاة، خاصةً ومصطفى يطبع قبلة ناعمة على شفتاها هامسًا ؛
-مبروووك يا حبيبتي
ابتسمت بتوتر متمتمة:
-الله يبارك فيك
فاتسعت ابتسامة مصطفى وهو يكمل بصوت فرح:
-يااه اخيرا هبقى براحتي معاكِ من غير حواجز، مش مصدق امتى نتجوز بقا
عضت سيليا على شفتاها بحرج، وخرج صوتها مبحوحًا وهي تهمس له:.

-لسة بدري، انا وافقت على كتب الكتاب بس عشان اخد راحتي ولو ماتفقناش هننفصل بهدو...
ولكنه قاطعها وهو يضع شفتاه على شفتاها يُقبلها بلهفة واضحة وهو يحيط بها..
حاولت التملص من بين يداه اكثر من مرة ولكنه كان مُحكم قبضته حولها، وفجأة حملها بين ذراعيه، وقبلاته المحمومة تنتقل ما بين شفتاها ووجهها كله متجاهلًا رجاءها المرتعد:
-مصطفى سبني لو سمحت.

ولكنه لم يرد. ، استمر فيما يفعل حتى دلف بها الى غرفته ليغلق الباب بقدمه كاتمًا اعتراضتها بشفتاه الراغبة...!

بعد نصف ساعة...
خرجت سيليا تسير في الطابق شريدة، وفجأة وجدت من يجذبها من يدها بعنف نحو غرفة ما ويُغلق الباب عليهما قبل ان يخرج مصطفى من غرفته ويجدها اختفت، فبدأ يبحث عنها...

بينما شهقت سيليا بعنف وهي تشعر أن الهواء قد سُرق من بين رئتاها عندما رأت الاحمرار المتوهج بعينا جواد وكأنه على وشك قتلها...
فأشار بعيناه للورقة والقلم الموضوعان على المنضدة يأمرها:
-امضي
سارعت تنفذ ما قال دون ان ترى ما توقع عليه حتى...
وقبل أن تنطق بحرف كان يهزها بعنف مزمجرًا بجنون:
-كنتي ف اوضته بتعملي ايه لوحدكم؟!

كادت تُبرر لها بسرعة خشية انفجاره ولكن فجأة وجدت نفسها تُبدل اقوالها فردت ببرود قاتل:
-جوزي واخدني اوضته، متهيألي المراهق هيفهم كنا بنعمل ايه؟!
ولأول مرة يرفع جواد يده ليصفعها بكل قوته...
انتقامًا لكل آآه لم يستطع أن يصرخ بها وهو يتخيلها بين احضان اخر يفعل معها كما فعل هو!..

إرتمت سيليا على الفراش تكتم دموعها بصعوبة وفجأة وجدت جواد يميل عليها ليمسكها من خصلاتها بقوة حتى يرفع رأسها فأصبحت شفتاها امامه، لم ينتظر وهو ينقض على شفتاها يلتهمها بقسوة أدمت شفتاها وهي تأن بصوت مكتوم...
كان يأكل شفتاها بلا توقف ولكن تلك المرة كان عنفه وجنونه هم المسيطران!
فرفع يده فجأة ليشق فستانها بقوة لتظهر اجزاء من جسدها وصدرها...

حينها ترك شفتاها ليهبط وهو يلثم عنقها بجنون. ، يصك ملكيته الأبدية على كل جزء يظهر منها، بل يلتهمه بجوع إختلط بقسوته وجنونه!
وظل يردد بلا توقف:
-أنتِ بتاعتي، أنتِ بتاعتي انا بس!
حاولت هي إبعاده وهي تهمس بصوت مبحوح يكاد يُسمع:
-جواد. ، جواد كفاية. ، جواد...
ولكن جواد كان في عالم اخر. ، عالم هو مُخطتف فيه من قبل غيرته المجنونة!

يريد الاثبات فيه أنها ملكه. ، ملكه وحده، أنها تستسلم له وحده وتهمس بأسمه هو وحده...!
بدأت يداه تزداد جرأة وهو يتحسس منحنياتها برغبة أظهرت اشتياقه المشوب بها رغمًا عنه...
ولكن فجأة دفعته هي بقوة صارخة ؛
-كفاية لا ابعد عني
نهض وهو يحدق بهيئتها المزرية، اللوحة التي رسمها بسبب جنونه!
لم ينطق بحرف وإنما استدار، حينها قال بجمود:
- مضطر اوري استسلامك الرائع ف شقتي وانتِ ف حضني لجوزك المصون!

نهضت بسرعة تركض خلفه مغمغمة بخوف:
-بس مش ده اللي احنا اتفقنا عليه، ده ممكن يقتلني!
رفع كتفاه بلامبالاة وهو يتشدق ببرود:
-سوري!
فتح الباب ولكن قبل أن يتحرك خطوة وجد مصطفى امامه يحدق بجواد المفتوحة اولى ازرار قميصه وسيليا التي يُغني مظهرها عن اي وصف!

فصرخ فجأة بجنون وهو يحاول الوصول لسيليا التي اختبأت خلف ظهر جواد بخوف:
-يابنت ال* بتخونيني! بتخونيني ليلة كتب الكتاب؟ طب اتجوزتيني ليييية؟! ده انا. ، آآ ده انا كنت حبيتك!
لم ترد سيليا بينما قال جواد بكل هدوء:
-سوري يا مصطفى بس اكيد انا عجبتها اكتر يعني..
إتسعت حدقتاه بذهول وقد بدأت الحقيقة تتسرب لعقله شيئًا فشيء...
فهمس بحروف متقطعة:.

-انتوا كنتوا متفقين؟ انتوا خليتوني لعبة ف ايدكم وخرونج مراته كانت مع غيره ليلة كتب كتابه؟!
مط جواد شفتاه بأسف مصطنع، فبرقت عينا مصطفى بالشر وهو يهز رأسه نافيًا:
-لا لا انا مش هسكت، انا هرفع قضية زنا وهوديكم ف ستين داهية وهفضحكم!

حينها صدرت ضحكات متقطعة من جواد تنفي الغليان الذي يحرق اوردته كلما تخيل ذلك المعتوه يقترب من سيليا!، ،
فاستطرد مصطفى بعصبية مفرطة:
-انت بتضحك؟ طب انا هوريكم
تأفف جواد متابعًا بسخرية:
-ورينا، بس مش لما تبقى مراتك اصلًا تبقى تورينا؟!
تجمد مصطفى مكانه يحاول الاستيعاب وهو يردد:
-يعني. ، يعني ايه؟
إحتدت نبرة جواد وظهرت شظايا جنونه التي خلقتها الغيرة المتملكة فقال بصوت خشن:.

-يعني كل اللي حصل ده كان تمثيليه، وسيليا مضت على ورقة جوازنا يعني هي دلوقتي مراتي انا!

حينها فقط. ، شعرت سيليا أن مصطفى ليس وحده الذي كان لعبة يُحركها جواد بأرادته على ذلك المسرح...
بل كانت هي، عروس ماريونت بلا قيمة يضعها هو في النقاط التي تناسبها ضمن خطته الخبيثة!..

في مكان آخر مختلف تمامًا...
دلف شاب تخطى الثلاثين من عمره، يرتدي حلة رسمية وملامحه متجهمة وكأنه سيتلقى حتفه!..
دلف إلى احدى الغرف وهو يتنهد بعمق كتهيئة لمقابلة ملك المافيا عزت الابراهيمي
وما إن دلف حتى قال بهدوء:
-طلبنتي؟
اومأ المدعو عزت مؤكدًا، ليبدأ الحديث بخشونة دون أن ينظر له:
-اسمع يا مدحت، حد من قصر ادم صفوان اتصل بيا وقالي إن بنت خالك أسيا موجودة عن ادم صفوان.

وميض لامع كان يستوطن نظرات مدحت الذي إحتدت عيناه وهو يسأله:
-انا اللي هجيبها هخليها عندي، انت عارف إني اتدخلت عشان اخدها هي!
اومأ عزت وهو يردف بلامبالاة:
-انا بعتلك عشان كدة، هتاخدها وهتبعت لابوها خبر، بس ساعتها انا اللي هستلم ابوها لما يجي...!
اومأ موافقًا وهو يشرد فيما حدث...
يُحدث نفسه بسخرية مريرة.

فيها أيه يا أسيا لو مكنتيش سمعتي كلام ابوكِ وفسختي خطوبتك مني، اهو ابوكِ أتعاقب على حركته دي واتدبس بفضلي مع تجار المافيا، اما انتِ هتفضلي ليا انا بس مهما دارت وطالت الايام.

أستفاق من شروده على صوت عزت وهو يحذره:
-بس خد بالك، هتخطفوها مش هتاخدوها علني! انا مش عايز حرب تقوم عشان حتة بت ملهاش لازمة، ده أدم صفوان مش واحد بيلعب ف الشارع!؟
اومأ مدحت بسرعة يطمئنه:
-متقلقش يا باشا محدش هيحس الا بعد اختفاءها
ثم همس لنفسه بمكر متوعدًا:
-ده انا هخلي حرب القطبين تقوم!..

في حديقة قصر آدم صفوان...
ليلاً وعندما كان أدم خارج القصر يقضي بعض أعماله...
كانت أسيا تسير كعادتها عندما تمل في الحديقة...!
طيلة الثلاث أسابيع وهي لم تختلط بأدم إلا قليلاً...!
وكأنها تُشعل النيران وتشعلها دون أن تمسها..!
وبعد دقائق معدودة وفجأة وجدت من يُكبلها من الخلف، أرادت الصراخ. ، ارادت التملص من بين قبضتاه. ، ولكنه وأد محاولاتها عندما خدرها فسقطت بين ذراعيه فاقدة الوعي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة