قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع

لم تجد حروفها. ، هربت من لسانها لتترك جسدها الهزيل وحده يُعاني مرارة الهزيمة الحتمية!..
نظرت لعيناه التي تُدرك معنى ظلمتها تلك جيدًا، فحاولت النطق فكانت حروفها متقطعة شريدة:
-ادم انا آآ...
ولكنه لم يعطها الفرصة، بلحظة اصبح امامها ليحملها بين ذراعيه وكأنها ريشة خفيفة، ثم وضعها على الاريكة ممدة على بطنها ليمسك يداها الاثنان ويمسك بأحدى الحبال ويربط يداها معًا متجاهلًا صراخها الذي هز ارجاء المكان:.

-انت بتعمل ايه انت مجنون ابعد عني!
ولكنه كان كالأصم. ، وكأن مرض الصم ذاك لم يصيبه الا بتهورها وجنونها هي..!
ربط قدماها ايضًا وبلحظة كان يُمسك بالحزام في يد ويمسك قدماها المربوطتان باليد الاخرى ليبدأ بجلد قدمها بالحزام...
تلوت اكثر من مرة تحاول تحرير قدمها من بين يداه وتعالت صرخاتها اكثر فأكثر ولكن بالطبع لن يجرؤ اي شخص على انقاذها من بين يداه..!

صرخت وصرخت حتى ملت الصراخ فبدأت تبكي بعنف وهي تشعر بالألم كالصدئ الذي ينهش في الحديد يفتك بقدماها حتى لم تعد تشعر بهما...
حينها تركها وهو يفك قدماها لينهض وهو يرمي حزامه ارضًا يلهث بعنف محدقًا بها...
مرت دقيقة او اثنان تقريبًا قبل ان يتوجه لها يمسكها من خصلاتها ليرفع وجهها الباكي له، ولكن قبل ان ينطق بأي حرف وجدها تغلق عيناها فجأة وقد فقدت وعيها!

صرخ بأسمها بخوف وهو يعدلها لتتمدد بأريحية على الاريكة:
-أسيا، أسيا يا طفلتي قومي!
ولكن ما من مجيب، ركض مسرعًا يصرخ آمرًا بحدة:
-انتوا يا بهايم ياللي برا حد يجيب مايه بسرعة!
وبالفعل خلال ثلاث ثواني كانت الخادمة تُحضر له الزجاجة بخوف..
بدأ ادم يرش بعض القطرات على وجهها وحروفه متململة تُصارع كهئيته ويردد:
-اسيا قومي، حقك عليا، بس ارجوكِ قومي ماتسبينيش انا مليش غيرك يا اسيا قومي يا طفلتي متعمليش فيا كدة!

بدأت تستعيد وعيها ببطء، وما إن فتحت عيناها واخترقت صورته رؤيتها حتى حاولت النهوض وهي تضربه على صدره بعشوائية صارخة بصوت مبحوح:
-ابعد عني ملكش دعوة بيا انا بكرررررهك بكررررهك سبني اوعى
حاول تطويقها بين يداه ولكنها كانت ك من فقدت عقلها بالفعل، فكان يمس وجنتها برقة وهو يهمس نادمًا:
-حقك عليا يا طفلتي بس مقدرتش امسك اعصابي وانتِ عارفة اني عصبي!
لم تهدأ بل ازداد لهب جنونها وهي تصرخ به بانهيار ؛.

-ربنا ياخدك اوعى بقا انا بكررررهك افهم بقا
امسكها من ذراعيها بالقوة وهو يغمض عيناه مانعًا نفسه بصعوبة من صفعها ثم سألها مستنكرًا:
-كنتي عايزة تروحي فين!
زمجرت دون تردد:
-رايحة ف داهية انت مالك ابعد عني
حاول ان يضمها له وهو يهمس بصوت أجش:
-طب انا حضني داهية، تعالي!
نظرت لعيناه بشراسة لمعت بين لؤلؤة عيناها وهي تردف بنبرة فاح منها الكره:.

-حضنك ده جهنم بالنسبالي، انا ممكن اعيش ف حضن اي راجل ف الدنيا. ، الا أنت يا ادم صفوان...!
ما إن انهت جملتها حتى تلقت صفعة جعلتها ترتمي على الاريكة لتمسح دمعتها التي فرت منها وهي تسمعه يصرخ بعصبية مفرطة:
-اخرسي. ، حذرتك الف مرة ومفيش فايدة، قولتلك متذكريش سيرة الرجالة تاني وبرضه بتقولي نفس ***** ام الكلام!
بينما هي لمحت سكين مرمي على الارض فركضت فجأة لتمسك ذلك السكين، وضعته امام بطنها وهي تهمس بجنون:.

-ابعد عني. ، امشي مش عايزة اشوفك
هز رأسه بسرعة مرددًا بخوف حقيقي:
-اسيا اهدي، ارجوووكِ انا اسف اسف بس سيبي السكينة
عندها صرخت هي وهي تقربها منها اكثر:
-والله العظيم هموت نفسي
ضغطت بها اكثر عند بطنها وتألمت بالفعل عندما كان يقترب منها ببطء فتراجع على الفور يترجاها:
-اسيا، اسيا وحياة اغلى حاجة عندك ماتأذيش نفسك، طب اسمعيني، مش انا ضربتك تعالي اعملي فيا اللي انتِ عايزاه ووعد شرف مني مش هعترض حتى!

بدأت تهدأ بالفعل وهي تحدق به...
ليومئ بسرعة مؤكدًا كلامه السابق:
-والله العظيم ما هتكلم هسيبك تعملي اللي يشفي غليلك المهم ماتأذيش نفسك!
اقتربت منه بالفعل وهو ساكن مكانه، ومن دون مقدمات كان تُدمي ذراعه الظاهر بالسكين بعمق فأغمض هو عيناه يجز على أسنانه بصمت دون ان يأن بألم حتى!..
حينها رمت هي السكين وهي تحدق بذراعه الذي بدأ ينزف بذهول..
متى اصبحت دموية هكذا؟!..
متى جرحت شخص وبعمق وعن عمد هكذا؟!..

لا تذكر لا تذكر..
ولكن الغل والحقد عندما يمسكا زمام الامور لا يعود للعقل مكان بينهما!
اقتربت منه بسرعة تمسك ذراعه وهي تردد بقلق وكأنها ليس من فعلها:
-فين الاسعافات الاولية بسرعة خلينا نعالج الجرح ده قبل ما يلتهب
ولكنه لم يكن ينظر لجرحه حتى، كان مبتسم يراقبها بشغف، وعندما قالت ذلك احتضنها رغم رفضها ليضمها له بقوة ويداه تحيطان خصرها، ثم دفن وجهه عند رقبتها وهو يهمس مغمض العينين:.

-علاجي ف حضنك. ، انا مهوس بيكِ يا اسيا اوعي تسبيني ارجوكِ!
فلم يكن منها الا ان صمتت، لا تدري أ تحسد نفسها على عشقه الواضح لها ام تندب حظها العسير!..

دلفت شروق إلى منزلها بعد عودتها من البحث عن عمل...!
لم تمر دقيقة حتى وجدت الباب يُطرق بقوة، وضعت طرحتها بعناية على شعرها لتفتح الباب...
وما إن فتحته حتى شهقت بعنف وهي ترى أدهم ذراعه مُصاب وهو يمسكه متأوهًا والألم يلفح بذراعه..!
صرخت بذعر وهي تسنده بسرعة:
-مالك يا ادهم في ايه؟
ضغط بأسنانه على شفتاه يهمس لها بصوت يكاد يسمع:
-ادخلي يا شروق واقفلي الباب.

امتثلت لأوامره بسرعة ليجلس على الاريكة وهو يقول بصوت أجش:
-طلعي موبايلي واتصلي بأدم خليه يجيب دكتور ويجي
اومأت بسرعة وهي تمسك هاتفه لتتصل بأدم الذي اجاب بعد دقيقة بصوت هادئ:
-ايه يا ادهم
-ادم انا شروق، هات دكتور وتعالى بسرعة ادهم مضروب بالنار!
-ايه! هو كويس طب؟
-مش عارفة ارجوك تعالى بسرعة
-طيب ماشي يلا سلام
اغلقت الهاتف تنظر لأدهم الذي كان ذراعه ينزف بغزارة...

كانت تشعر مع كل قطرة دم تهبط منه أن روحها تكاد تنسلخ من بين جلدها..!
ألم رؤيته بهذا المنظر كان أقوى من غضبها منه بمراحل، فلم يكن منها الا أن احتضنته بسرعة وهي تهمس بخوف:
-ادهم انت كويس؟ ادهم ايه اللي حصل رد عليا
حاول إحاطتها بذراعه السليم، وخرج صوته هادئًا ولكنه يندرج تحت مسمى الهمس وهو يخبرها:
-الناس اللي مسكونا ف اليوم اياه، حرقتلهم المخزن كله، بس وانا بهرب رجالتهم شافوني وضربوا نار عليا.

شهقت بعنف وهي تضع يدها على فاهها بغير تصديق، ثم أردفت تنهره:
-لية يا ادهم لية؟ لية رايحلهم تاني برجلك
صرخ بها بعصبية كانت تجلد جرحه أكثر:
-امال كنتي عايزاني أسيبهم وأنسى عادي بعد اللي عملوه؟!
كادت تجادله بعدم رضا ولكنه وضع إصبعه على شفتاها واستطرد بحزم:
-لو كانوا جم عليا انا بس كنت ممكن انسى وخلاص اللي حصل حصل، لكن الا إنتِ، إنتِ مابقبلش العوض فيكِ!
احتضنته بسرعة وقد بدأت دموعها تلخط وجنتاها البيضاء...

لتمر دقائق معدودة يتألم فيها ادهم الذي قد بدأ يفقد وعيه من كثرة الألم..!
حينها سمعت شروق طرقات سريعة على الباب لتهب واقفة تفتحه لتجد ادم والطبيب..
اشارت نحو ادهم المتسطح وقالت بلهفة متشبعة بالبكاء:
-اهو، اعمل حاجة والنبي
أشار لها ادم محذرًا:
-اهدي يا شروق عشان محدش من الجيران يحس بينا، الدكتور عارف شغله كويس
اومأت بصمت وبدأ الطبيب عمله بالفعل فكُتمت تأوهات ادهم بسبب المخدر الذي أعطاه له الطبيب...

ومر بعض الوقت وانتهى الطبيب من عمله بعدما اخرج الرصاصة من ذراع ادهم وضمده له مع الوصاية بالعناية التامة..!
خرج الطبيب يتبعه ادم الذي هتف بصوت خشن رجولي موجهًا حديثه لشروق:
-خلي بالك منه الدكتور قال مش هيفوق قبل ساعتين تلاتة، خليكِ معاه وانا هبقى اكلمه الصبح عشان اعرف مين عمل فيه كدة
اومأت موافقة برأسها ليغادر ادم بهدوء كما أتى لتزفر هي بعمق حامدة الله...
لاول مرة تستشعر الرهبة الحقيقية لفقدانه!

فقدانه...؟!
وهل تستطع هي فقدانه؟!
هل تستطع الابتعاد عنه وتجاوزه كما اخبرته؟!..
والاجابة كانت واضحة ساطعة كشمس نختبئ من سطوتها تحت ظلال الرفض..!

مرت ساعات وهي تجلس جوار ادهم تعتني به. ، حتى وجدته يفتح عيناه ببطء فاقتربت منه مسرعة تهمس بأسمه لتجده يبتسم بضعف مغمغمًا:
-مالك يا شروق هو انا بموت ولا ايه؟! دي رصاصة بس
لم تشعر بنفسها سوى وهي ترتمي بأحضانه باكية..
تبكي تلك اللحظات المُميتة التي عاشتها!
ضمها له بقوة يغمض عيناه متأوهًا بصوت مكتوم..
ورغمًا عنه تمنى إن كان مرضه قربانًا لقربها ليمرض اذن!؟..
رفعت وجهها لتنهض ولكنه قال بهدوء:.

-خليكِ ف حضني
هزت رأسها نافية لتعترض ولكنه قاطعها يضغط على قلبه وهو يقول بمرح ظاهري:
-يابت انتِ خايفة تنامي جمبي دا إنتِ اختي؟!
ابتسمت بخفة وتمددت جواره بالفعل. ، ليضمها له بكل قوته وهو يتنهد بعمق متمنيًا ان تظل هكذا طيلة العمر...

مرت ساعات طويلة...
استيقظت شروق تفتح عيناها البنية لتجد الفراش فارغ!
نهضت بفزع تبحث عن ادهم فوجدته في الصالة يتحدث في الهاتف، وقبل ان تنطق بحرف سمعته يقول بصوت هادئ هيأه لها شيطانها انه حنون:
-متقلقيش يا حبيبتي انا كويس
استدار وكاد يكمل حديثه ولكن وجد شروق امامه تحدق به بجمود أخفى بين ثناياه غيظ وحنق كالنيران تشتعل بعيناها!..
وقبل ان يتحدث تمتمت شروق بسخرية:.

-حبيبتك! طب مش كنت تقول لاختك برضه يا ادهم
حاول الابتسام وهو يخبرها صراحةً:
-منا كنت هفاتحك ف الموضوع لما تصحي، اصل انا هخطب منار!..
تجمدت شروق مكانها وهي تحدق به بعينان متسعتان وقلب توقفت نبضاته تقريبًا!..

بعد اسبوع...
وصلت سيليا العمارة التي يقطن بها جواد...
لا تدري لم تشعر بتلك الزوبعة العنيف ترتج داخلها. ، تخشى شيء ولكن لا تدري ما ماهيته!.
وصلت امام الشقة فطرقت الباب بهدوء، دقيقة ووجدت جواد يفتح لها الباب مشيرًا لها أن تدلف...
دلفت بالفعل وما إن دلفت حتى قالت له:
-فين الفلوس عايزة امشي؟!
رفع حاجبه الأيسر متهكمًا:.

-مالك متسربعه على ايه هو انا هاكلك! مش كفاية متأخرة بقالك اسبوع، اقعدي اشربي حاجة على الاقل
كتفت يداها الاثنان وهي تخبره بجدية:
-لا معلش ورايا حاجات مهمة عايزة اعملها، ممكن الفلوس عشان امشي!؟
امسك ذراعها بتلقائية ليجدها انتفضت تبعده عنها...
شعر وكأن تلك الرجفة اصابت كيانه هو فسألها بصدق:
-مالك يا سيليا فيكِ حاجة؟
هزت رأسها نافية بصمت، فأجلسها وهو يتنهد مرددًا بنبرة حاسمة أصابتها برتوش بعض القلق:.

-طب اقعدي، عندي ليكِ عرض جواز
رفعت عيناها فور سماعها ذلك الكلام. ، حروفه أصابت نقطة حساسة تقمعها هي بحسم العقل!..
ظلت عيناهم مُعلقة ببعضها مدة دقيقة او اكثر..
لا يدري لمَ قرأ بين سطور عيناها ما لم تنطقه. ، شعور أنها تنتظر منه شيء أربكه!
تنحنح وهو يعود لرشده نافضًا تلك الهراءات عن عقله، ليستطرد بسخرية ألمتها:
-اكيد مش انا يعني، انا كنت بقضي يومين متعة ف السرير، انما جواز! لا خلاص مش سكتي!

سألت نفسها بتخبط بين تراس صدمتها وألمها. ، وجزعها منه!
كنتي منتظرة منه ايه؟! انه يكون معجب بيكِ زي ما أنتِ معجبة بيه مثلاً
سألت نفسها بحيرة لم يُشرق الامل بها عندما سمعته يكمل:
-عاوزك تتجوزي واحد قريبي، بس مش زي ما أنتِ متخيله، هيبقى جواز بهدف
عقدت ما بين حاجبيها وخرج صوتها بصعوبة وهي تسأله:
-مش فاهمة؟!
اومأ مشجعًا نفسه ليتشدق ب:.

-ابن مرات ابويا أذاني، ف انا عايز انتقم، أنتِ هتتجوزيه وهتخليه يحبك وانا واثق انه مش هياخد ف ايدك غلوة
سألتها بنبرة لم تتخفى منها السخرية:
-اشمعنا انا؟! عشان رخيصة صح!
هز رأسه نافيًا وبدأ يشرح لها بعملية:
-لا؛ لانك جميلة، دمك خفيف وتتحبي بسرعة، وهتوافقي على عرضي
وقبل ان تنطق بشيء قال بجمود:.

-والجواز هيكون صوري وهديكِ المبلغ اللي تطلبيه وهيكون منه سكن ومنه شغلانه حلوة وهجيب لاختك شقة جمبك، ما أظنش في احلى من كدة؟!
رفعت حاجبها الايسر ساخرة:
-وانت بأمارة ايه قررت انه صوري؟! ما يمكن الباشا التاني اعجبه اللعبة ويقرر يخليه حقيقي، وانا كدة كدة مش فارقة معايا!
ضغط على يداها بكل قوته دون ان يشعر وقال بصوت لفحه التملك والغيرة:.

-لأ، الجواز هيبقى صوري، مش هيلمسك يا سيليا! سامعة؟ اياكِ تخليه يلمسك، لو لمسك هقتله واقتلك
نهضت مسرعة وقد أعماها غضبها منه عن المصلحة التي تكمن في ذلك العرض المُغري!
لتردف بحدة:
-لا سوري عرضك مرفوض، هات الفلوس عايزة امشي
امسك ذراعها بقوة ألمتها، ليقول بصوت أجش محذرًا:.

-سيليا، ماتخلينيش أوريكِ وش مكنتش اتمنى انك تشوفيه! انا معايا حاجات ممكن تفضحك وفيديوهات وانتِ ف حضني ممكن تخليكِ تتكسفي تدخلي القاهرة تاني اصلًا!
كان قلبها ينبض بعنف. ، يهتز ويهتز في حلقة دموية كادت تجعلها صريعة في التو واللحظة!..
لتغمض عيناها التي امتلأت بالدموع هامسة:
-موافقة
ابتسم بانتصار وهو يقترب منها ببطء، شفتاها منفرجة امامه تثيره بطريقة غير طبيعية!
وكأنه لم يرى نساء يومًا!؟..

نظر لشفتاها باشتياق ورغبة لم يشعر بهما سابقًا. ، ولكن قبل ان تلتصق شفتاه بشفتاها وجدها تدفعه بقوة وتضع يدها على فاهها لتركض نحو المرحاض تفرغ ما في معدتها بينما هو يراقب مكانها بذهول!
ألهذه الدرجة اصبحت تتقزز منه؟!..

الاسبوع مر على أسيا كاليومان...
تغير روتينها تمامًا فلم تعد تجلس كل الوقت بغرفتها، احيانًا تسير شاردة في الحديقة، واحيانًا تذهب للأسطبل تجلس مع الخيل، واحيانًا تجلس على اللابتوب الذي اشتراه لها ادم ليُملي فراغها!

وفي احدى الايام ليلاً...
كانت تسير شاردة في أسطبل الخيل، ترتدي بنطال وتيشرت دون اكمام ضيق ولكن تضع عليه شال اسود طويل بعد تحذير ادم لها..
بينما خصلاتها تتطاير برقة من اسفل القبعة التي ترتديها لتخفي شعرها الاسود الطويل وبالطبع بأمر من ادم...
حينها ابتسمت وهي تتذكر كلامه
عارفة يا اسيا لو شعرك بان ادام جنس راجل هعمل ايه؟ هحرقهولك يا حبيبتي.

لا تُنكر أن تلك التحكمات تُشعرها أنها شيء ثمين، شيء غالي. ، جوهرة يحافظ عليها بضلوعه ليحتفظ بلمعانها!

ولن تنكر ايضًا انها بدأت تعتاده في حياتها، بدأت تعتاد تدخله الدائم في ادق تفاصيلها. ، وخوفه الهيستيري ان يُصيبها مكروه، قلقه عندما تخدشها نسمة هواء، وعشقه المجنون الذي يُثير دهشة من حولهم!

تنهدت بقوة وهي تعدل شالها، وفجأة لاح بذاكرتها يوم اخذت هاتف ادم دون ان يشعر بها، لتحدث والدها الحبيب...!
او هكذا ظنت هي، ف أدم لا يُخفى عنه شيء!

فلاش باك###
ما إن أجاب والدها على اتصالها حتى قالت بلهفة سطعت بين حروفها:
-بابا حبيبي وحشتني اوي
-اسيا، وانتِ وحشتيني اكتر يا طفلتي
-انت ماجيتش لية يا بابا؟ سايبني هنا لية؟!
-ما تخافيش يا حبيبتي، ادم خلاص بقا جوزك وبيخاف عليكِ يمكن اكتر مني انا شخصيًا
-ايوة بس انا عايزاك انت!

-اسمعيني يا اسيا، عشان انا ممنوع اكلمكم اصلًا عشان ممكن يكونوا مراقبين التليفونات بس هحكيلك باختصار، ادم زمان طلب ايدك مني، بس انا رفضت، المهم حصل واتدبست مع ناس كبار اوووي، وبقيت اتنقل من بلد لبلد لحد ما أعرف اظبط اموري معاهم والله اعلم ده هيحصل ف قد ايه، المهم اني روحت لادم وقولتله انت لسه عايزها ولا لا، رد عليا بكل صراحة وقالي انا مش عايز غيرها، وبكدة جوزتك ليه، حماية ليكِ ولاني واثق انك مش هتلاقي حد يحبك زيي، انا مش اول مرة اتعامل مع ادم وهو مش وحش يا اسيا.

-بس يا بابا...
-ريحيني يا اسيا، انا كدة متطمن عليكِ يا بنتي، محدش عارف هيحصل ايه! يمكن اموت يا اسيا
-بعيد الشر عنك يا حبيبي
-خلاص يا حبيبتي المهم اقفلي دلوقتي انا هكسر الخط عشان لو مراقبينه، سلام يا حبيبتي
-سلام يا بابتي!
باك###.

ومنذ ذلك اليوم قررت الوثوق في رأي أبيها...
أباها كان كالسد المنيع بالنسبة لها، وذلك السد هي على اتم الاستعداد للأحتماء به وبظله. ، حتى اشعار اخر؟!
فجأة وجدت من يضع يداه على كتفها فكادت تصرخ ولكن وجدته ادم الذي ابتسم يشاكسها:
-كنتي متوقعة ان حد يقدر يقرب من حته انتِ فيها اصلًا؟!
هزت رأسها نافية بابتسامة صغيرة، ليمد كفه العريض لها متمتمًا وعيناه مُسلطة على عيناها تحارب تمردها:
-هركب الخيل، تيجي؟

همست بقلق:
-بخاف
جذبها فجأة من يدها لتصطدم بصدره الصلب، كان صدرها يعلو ويهبط بتوتر وهي تستعشر سخونة صدره الذي ازداد إلتهابه باقترابه القاتل منه...!
فرفعت رأسها حتى كادت تصطدم بوجهه عندما هتف بحسم حاني:
-هششش، الخوف ميعرفش حضن ادم صفوان! فمينفعش تخافي طول ما انا معاكِ...
اومأت دون ارادة منها وهي تحدق بعيناه، اصبح انجذابها الواضح له ولشخصيته يُقلقها...

لا بل يُرعبها وكأنه يشن هجومًا كاسح على قلعة جوارحها!
سحبها من يدها ببطء نحو الخيل المفضل لديه، وضع كرسي صغير امامه وجعلها تعتلي الخيل هي اولًا...
ثم وبحركة رشيقة مباغتة أعتلاه خلفها لتصبح في احضانه حرفيًا!..
سار هو بالخيل ببطء وهي متشبثة بيده التي تحيطها وترتجف برعب..
كان يحيطها بجسده كله من الخلف وأنفاسه الساخنة تلفح رقبتها حتى أصابتها قشعريرة باردة...

دقات قلبها اصبحت اعنف وأسرع، بينما تمنى هو ان يتوقف الزمن عند تلك اللحظات!
لم يستطع مقاومة تلك النيران داخله فهبط برأسه ببطء يلثم رقبتها وكتفها بعمق..
إنتفضت وهي تشهق بصوت مكتوم ليُحيط خصرها برفق بيداه واللجام بين يداه، بينما شفتاه تعزف أرق سيمفونية على جلدها الناعم...
اصبحت تتنفس بصوت عالي وهي تهمس بأسمه في الوقت الخاطيء تمامًا:
-ادم. ، ادم لو. ، سمحت!

فكان ادم في عالم اخر، يُقبل رقبتها قبلات متفرقة متلهفة ثم ينتقل لكتفها فينال نصيبه...
قبلاته كادت تجعلها تنهار فلم يكن منها الا ان قالت بصوت عالي متقطع:
-ادم كفاية عايزة انزل
دفعت نفسها ودفعته بعشوائية فكاد يسقط ولكنه تمالك نفسه فقفز من اعلى الخيل، ودون تردد كان يحملها من خصرها لتهبط هي ايضًا...
ظلت تعود للخلف بتوتر وهي تراقب عيناه التي أظلمت باشتياق ورغبة..
فابتلعت ريقها تهمس بتوتر:.

-ادم. ، آآ ب بلاش..
لم يرد عليها، إلتصقت بالحائط خلفها ليحيطها هو بين ذراعاه، يكاد يكون ملتصق بها، ليهمس امام وجهها بهدوء متساءلًا:
-انتِ بتحبيني صح؟ او بتكني لي مشاعر؟
ردت دون ان تفكر:
-شكلي هحبك!
اغمضت عيناها بخوف عندما اقترب منها ببطء يعطيها فرصة الهرب ولكنها لم تهرب!؟
قبل عيناها المغلقة ببطء أذابها. ، ثم اكمل همسه:
-وانا بعشقك، بحبك بجنون، بعشق عينكِ
ثم قبل وجنتاها بنعوما واستطرد:.

-بعشق خدودك اللي بتحمر كل ما اجي جمبك
وعند شفتاها. ، توقف وقد عجزت الحروف عن وصف شعوره!
قبل جانب فكها برقة جعلتها ترتعش بين يداه، خاصةً وهي تسمعه يهمس ؛
-اما شفايفك. ، دول كريز بيستفز رجولتي عشان أكله أكل!
ثانية واحدة وشعرت بشفتاه تتحرك ببطء على شفتاها. ، ثم اصبح يلتهم شفتاها بنهم متناغم بينهما!..
ابتعد عنها بعد دقائق عديدة، يبتسم بقوة وهو يستشع استجابتها البدائية..

رفع يداه بخفة ليُزيح ذلك الشال عن ذراعيها ليفتتن بها اكثر بذلك التيشرت المفصل...
ضمها له بيداه بينما يلتهم عنقها بقبلاته التي تركت اثرًا واضحًا عليها..
لتشعر بيداه التي بدأت تتحسس جسدها لتهز رأسها مبتعدة عن مرمى شفتاه بينما هو يقبل كتفيها ورقبتها بعمق متلهف مجنون:
-ادم كفاية، كفاية يا ادم..

دفعته ببطء عنها وما إن نظر لها حتى قالت بتوتر:
-احنا ف الجنينه يا ادم!
كان يلهث بصوت عالي، فأغمض عيناه يحاول تهدأة نفسه بصعوبة...
وضعت اسيا الشال على كتفها بسرعة، ودون كلمة اخرى كان يسحبها من يداها معه متجهًا نحو القصر مرة اخرى...!

دلفا فوجد جمانة امامه تبتسم وهي تقول بنعومة:
-ادم، النهاردة المفروض هتبات عندي صح؟! انا مجهزالك ليلة جنان!
ودون ان يفكر كان يخبرها بجدية:
-لا، الليلة هبات مع اسيا
لم ينتظر ردها وكان يسحب اسيا معه متجهين لغرفتها...
بينما ظلت هي تجز على اسنانها بعنف..
ألا يكفي أنه بسببها حبسها في تلك الغرفة الممتلئة بالفئران رغم انه يعلم انها لديها فوبيا من الفئران؟!..
والان يتركها في يومها وايضًا من اجل اسيا!؟

يجب ان تضع حدًا لتلك الاسيا!
تذكرت مياة النار التي اشترتها ولكنها كانت مترددة نوعًا ما...
ولكن بكل الغل الذي يغلي بين خلاياها اتجهت للمرحاض الخاص ب اسيا بعدما اخذت الزجاجة..
امسكت بعلبة البلسم التي تضعها اسيا يوميًا على وجهها. ، لتبدأ بوضع مياة النار في الزجاجة ببطء متشفي وهي تتخيل منظر اسيا وهي مشوهة..
وهمست بحقد واضح:.

-وادي اول حاجة هدمرها من ضمن الحاجات اللي بيحبها فيكِ، هخليه مش طايق يبص ف وشك حتى!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة