قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الختامي

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الختامي

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الختامي

أخترق حواجز بصره مظهر أسيا وهي تتمايل يمينًا ويسارًا على ألحان غنائية وتنظف المنزل، زال تعجبه عندما أخبره الخدم أن الهانم أمرت بمنع دخول الرجال القصر حاليًا...
اخذ يقترب منها رويدًا رويدًا وهي ملهية بالتنظيف، لتصرخ فجأة بعنف عندما وجدت من يقبض على خصرها ليحتضنها من الخلف...!
استدارت لتجد أدم الذي زين ثغره ابتسامة عابثة مُلكة لقلب أسير سحرها منذ حين..
فتنفست بعمق وهي تقول مؤنبة:.

-الله يسامحك قطعت الخلف يا أدم
صدرت ضحكة رجولية عميقة عنه قبل ان يرد مشاكسًا:
-تؤ تؤ هتقطعي الخلف من اول المسيره كدا؟ دا احنا لسه ورانا كفاااااااح طويل!
أردفت أسيا ضاحكة:
-كفاح ايه انت ليه محسسني اني متجوزه سعد زغلول وبيكلمني عن ثورة يوليو!
عقد يداه حول خصرها وهو يدفن وجهه عند رقبتها، يملأ رئتيه برائحتها التي كانت كالمخدر له دومًا...!
ليهمس بصوت خشن اثار القشعريرة في جسدها:.

-تؤ تؤ، مينفعش تفكري ولا مجرد تفكير انك متجوزه حد تاني
حينها حاولت أسيا ٱبعاده وهي تقلب عيناها بعدم تصديق:
-يا نهااار احوس، حتى في خيالي متملك؟
رفع ادم حاجبيه مغمغمًا بدهشة مصطنعة:
-احوس؟ احوس يا بيئه؟! ليه متجوز عم مصلحي بتاع القهوه؟!
تجاهلته أسيا وهي تشاكسه من وسط ضحكاتها التي عبأت اركان القصر:
-ابن مين انت في مصر عشان مراتك ماتتمناش الزمن يرجع بيها لورا وتتجوز واحد تاني؟!

وفجأة وجدته يحملها من خصرها ليرفعها فتصبح امامه مباشرة، انفاسها تختلط بأنفاسه فتشكل اعصار من نوع آخر...
اعصار كان حكرًا على ضبابية العشق فقط..!
شهقت هي متفاجأة ثم اصبحت ترجوه بضعف مصطنع:
-سوري يا بيبي انا فعلاً عم مصلحي بتاع القهوه، يرضيك تمرمطني كدا؟!
ولكنه كان يضحك فقط ولم يتركها بل بدأ يسير بها نحو الغرفة، لتعقد حاجباه مستطردة بمرح:
-يابني حرام عليك اللي بتعمله فيا دا انا زي ابوك!

عندها وجدته يُقرب وجهه من وجهها كثيرًا حتى صفعتها أنفاسه الساخنة، ثم قال بمكر رجولي جعلها كثمرة الطماطم امامه:
-ابويا؟ هو ابويا لو كان حلو كدا وطِعم كدا كانت امي سابته!؟ يالهوي دي كانت أكلته
قال اخر كلمة وهو يُقبل جانب فكها فبدأت هي تضربه على صدره بحرج صارخة:
-يا قليل الادب يا سافل تفكيرك كله منحط زيك، نزلنيييييي نزلنيييي ورحمة امك.

تعالت ضحكات أدم دون ان يعيرها اهتمام حتى وصل بها الغرفة فدلف بها واغلق الباب بقدمه، وضعها على الفراش وطل هو عليها بهيئته الرجولية!
فبدأت هي تتحدث بصوت منخفض مرح تقلد احدى الافلام المصرية:
-اوعى تتهور...
وعندما وجدته يزيد من اقترابه منها ارتفع صوتها فجأة وهي تكمل:
-لا لا لا، ابو رحاااااب اتهوووور يا رجاله!

حينها إنفجر أدم في الضحك وهو يحدق بعيناها التي اُغلقت عندما بدأت تشاركه الضحك بهيسترية هي الاخرى...
ليقترب فجأة حتى طبع قبلة حانية على عيناها المُغلقة بتوتر وهو يهمس:
-بعشق امك
تشبثت هي بالتيشرت الخاص به كالأطفال بينما تحولت قبلته الرقيقة لعدة قبلات متطلبة يوزعها على كامل وجهها حتى وصل لثغرها فانقض يلتهمه كثمرة فراولة شهية لا يستطع تمالك نفسه امامها...
وكالعادة هي خاضعة له...

خاضعة لعشقه وان كانت اقوى نساء الارض...!

بعد حوالي شهران...
كان جواد يحمل الچاكيت الخاص به على يداه وهو يطرق باب المنزل بهدوء، يغمض عيناه بأرهاق منتظرًا فتح الباب بفارغ الصبر!
وفُتح الباب بالفعل ليجد أمامه سيليا ولكن بهيئة مختلفة، هيئة من فجاعة اختلافها قاربت ان تصبح هيئة مرعبة!
وبلا تردد كان يصرخ بخوف مصطنع:
-عااااا ايه دا؟ ايه اللي عمل فيكِ كدا يا حبيبتي؟ ماسورة روچ طفحت في وشك ولا ايه؟!

امتعضت ملامح سيليا التي كادت تبكي وهي تضربه على صدره بغضب كالأطفال:
-بقا انا مجهزالك نفسي ومتشيكه وعملالك على جو الشموع وانت تقولي ماسورة روچ طفحت في وشي؟!
تعالت ضحكات جواد وهو يضمها متمتمًا:
-منا اتخضيت يا حبيبتي، اديني اي انذار يعني!
حاولت الإفلات من بين قبضته وهي تزمجر بعصبية مصطنعة ولكنها حانقة:.

-اوعى سبني، سبني يا عديم الرومانسيه والاحساس، انت مش بتاع عشا رومانسي اصلاً انت اخرك اقابلك بقميص نوم مقطوع واقولك اصلك مش بتديني مصروف اجيب غيره زي باقي الستات واقرط شعري واكل جزر يقوي النظر
استمر ضحك جواد الذي استفزها لاقصى درجة، خاصةً وهو يسألها بخبث:
-الا قوليلي يا حبيبتي ايه اللي خلى الروچ يطفح على شفايفك والشوارع اللي جمبها كدا؟!
ضربته سيليا بعنف هذه المره حتى تأوه بألم مصطنع وهي تهتف ب:.

-شوارع؟ ليه شايفني خريطه قدامك!؟
ثم زمت شفتاها كالأطفال تمامًا وهي تخبره ببراءة:
-اصلي كنت بحط روچ عادي وطعمه عجبني ف اكلته بقااا
ارتسمت ابتسامة حانية على ثغر جواد زينها عشقًا دفينًا يزداد عمقًا مع كل دقيقة تحلق حوله...!
ثم حملها فجأة بين ذراعيه كريشة خفيفة متناسيًا كل ارهاقه وهي بين ذراعيه...
لتشهق هي مؤنبة اياه:
-حرام عليك يا جواد والاكل اللي انا جالي أتب منه دا؟!

غمزها بعيناه والخبث يتراقص بين حروفه وهو يتابع:
-اكل ايه وبتاع ايه، سيبك من الاكل دلوقتي ركزي على الروچ اللي مفروض نشيله دا
ولم يعطها الفرصة للاعتراض بل وضعها على الفراش ليخلع قميصه بخفة ثم لحق بها...
ليبدأ في مهمة ازالة احمر الشفاه بشفتاه المتلهفة والتي تبتلع كل حروف اعتراضها في جوفه..
بل تزداد تطلبًا ونهمًا في تلك الازالة!..

كانت شروق تجلس في البلكون صامتة كعادتها في الفتره الاخيره...
كلما ذهبت لطبيب واخبرها بعدم الاستعجال ازداد اليأس داخلها اكثر انها لن تنجب ابدًا بعمرها...!
شهقت بعنف عندما وجدت من يحتضنها من الخلف فجأة لتهمس متنهدة بعمق:
-خضتني يا ادهم
طبع قبلة عميقة على رقبتها الظاهره وهو يرد بصوت اجش:
-سلامتك من الخضه يا روح ادهم
ثم سألها وهو يغمض عين ويفتح الاخرى:
-بتفكري ف ايه اعترفي!؟!

رفعت كتفاها بقلة حيلة ثم أردفت:
-هكون بفكر في ايه يعني..
غمزها بطرف عيناه وهو يقول بخبث جعل عيناها تتسع وهي تدرك مقصده:
-بتفكري في اللي انا بفكر فيه يا لئيييييمه صح
ولم يعطها الفرصة بل جذبها من يدها خلفه وامسك ب (طرحة) كانت موضوعة ليلفها على خصرها فجأة، ثم انتهى ليقول بنبرة حجز المكر بين حروفها:
-يلا هز يا وز، عايز إغراااااء يا حبيبتي اغرااااء
كانت ترفع حاجباها وهي تصرخ مستنكره:
-يلا ايه يا سافل؟

رد ببساطة بريئة ادهشتها:
-ارقصي يا بندقتي يلا مستغربه ليه؟!
ضمت قبضتاها معًا وكأنها تنوي ضربه ثم غمغم بصوت منخفض:
-انشالله يرقصوا على قبرك يا بعيد...
شدها هو من تلك (الطرحة) لتجلس على قدماه، اقترب منها ببطء مُتلف للاعصاب وهو يستطرد بخشونة مُثيرة:
-يلا يا بندقتي مش انتِ عايزه تخلفي؟ مهو الجديد بقا ان العيال بتيجي كدا يا حبيبتي ولا عاوزه تخلفي بالبلتوث؟!
ظلت تهز رأسها نافية بسرعة:.

-لا لا انا غيرت رأيي مش عايزه
هز رأسه نافيًا هو الاخر بأصرار غريب:
-لا لا مش من قلبك، احنا لازم نحاول برضو مانيأسش بسهوله
ولم يعطها الفرصة للاعتراض بل كان يكتم اعتراضها بشفتاه التي إلتهمت شفتاها في قبلة شغوفة مفعمة بالاحاسيس الدفينة في قلب كلاهما تجاه الاخر...!

بعد مرور خمس شهور وأيام...
كان صراخ أسيا يهز أركان المستشفى التي أتت لتلد فيها ولادة طبيعية ومفاجأة ايضًا...
كان ادم يدفعها مع الممرضة على -الترولي- وصراخها يصم الاذن، مما جعل ادم تتسع عيناه بذهول خاصةً عندما بدأت تزمجر فيه بجنون:
-منك لله انت السبب انا بكرهك امشييييي
ولكن تراجعت فجأة وهي تهز رأسها نافية ببكاء هيستيري مُضحك:
-لا لا ماتمشيش، اااااااه مش قادره هات ايدك.

اعطاها ادم ايده بتوتر وبلاهه دون ان ينتبه لنيتها، ليجدها تعض على يداه فجأة بقهر وتصرخ بأعلى صوتها...
اغمض عيناه التي احمرت وهو يحاول تمالك نفسه كي لا يصرخ مثلها...
لتأتي الممرضه وتفصلهم عندما وصلوا امام غرفة العمليات، حينها تنهد أدم بأعلى ما عنده وهو يردد بامتنان حقيقي اختلط به المرح:
-روحي الهي يسترك دنيا واخره ايدي كانت هتروح!

لتضحك الممرضه ليشاركها هو الاخر وهو يسمع سباب أسيا العالي من الداخل له...

مر بعض الوقت وهو يسمع صراخها المستمر، نظر ليجد جواد و سيليا يتبعهم ادهم وشروق يأتون بسرعة تجاهه...
وأولهم ادهم الذي صاح بانفعال سعيد:
-باركوووولي انا هبقى اب شروق حامل الدكتور لسه مأكد لنا
تلقى التهنئة من جواد وسيليا بابتسامات تحمل الود الحقيقي اسمى شعارًا لها، عدا ادم الذي رفع حاجبه الايسر وهو يزمجر فيه بغيظ:
-تصدق انك معندكش دم؟! انتوا جاين تطمنوا على مراتي ولا تحتفلوا هنا!؟

ضحك الجميع ليسأله ادهم بعدها بجدية:
-صحيح ايه اخبارها؟
ضرب ادم كف على كف وهو يردف متهكمًا بسخرية اضحكتهم:
-ياعم اسكت دي لو بتولد بقره صغيره كانت هتبقى اسهل من كده
وعلى ذكرها سمعوا صوت بكاء الطفل يصدح في الارجاء...
لتتسع ابتسامة ادم التي تُعد هطلت على ثغره احدى المرات الطفيفة من قلبه فعليًا...
يليها قوله المتحمس الذي حمل نوعًا من الفخر والسعادة:
-استاذ سليم ادم صفوان جاااااالك يا مصررررر!

لتتعالى ضحكات الجميع وتهنئتهم...
فتصبح خير نهاية اسطر بها اخر حروفي لصفحاتٍ ربما لا تنتهي سطور عشقها...!

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة