قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

كادت تركض من أمام ذلك الذئب الذي كان على وشك الانقضاض عليها..
قدماها لم تعد تحملاها وأعلن دقات قلبها السكون لحين أصدار لحن يتفاقم وسط تلك كالنيران المشتعلة!..
ولكن كرامتها ك أسيا الشرقاوي كانت كأرض صلبة إنتشلت جاذبية الكون لتُثبتها على الارض اسفلها..
وبأقل من لحظات كان امامها يسحبها من ذراعها بعنف خلفه متجهًا لغرفتها، وهي لم تنطق بحرف..

ولكن عندما جذبها وهو يتسابق مع الريح في خطواته كادت تسقط على السلم فتأوهت بصوت عالٍ صارخة:
-استنى رجلي هتتكسر يخربيتك!..
ولكن لم يُعيرها انتباه، الجنون أطلق نيرانه في ساحة عقله فلم تتبقى ولو خلية واحدة تحثه على الهدوء!..
وصل الغرفة فدفعها بكل قوته للداخل فسقطت مصدمة في الأريكة ثم ابتلعت ريقها بقلق عندما أغلق الباب..
حاولت النهوض وهي تهمس بحروف مرتعشة:
-ادم لو سمحت اهدى، كل الموضوع إن، آآ.

ولكنه قاطعها عندما قبض على ذراعاها الاثنان بقوة حتى تأوهت من ألم قبضته، فظل يهزها بعنف حتى اصطدمت بالحائط خلفها اكثر من مرة وهو يصيح بجنون:
-ازاي عملتيها؟ ازاي اتجرأتي!، تظهري ادام راجل غريب بالمنظر ده؟ ازاي!
قال اخر كلمة بصراخ ازداد أشعره ان حباله الصوتية على وشك الأنفجار...
ليدفعها بعيدًا عنه وهو يكمل وكأنه مصدوم:.

-رغم تحذيراتي الكتيرة واني قولتلك ان الموضوع ده بالنسبالي خطير ضربتي بكل كلامي عرض الحيط وخرجتي تبيني جسمك للغريب!
وفجأة صرخت هي الاخرى بحدة لم تبالي أنها سلاح موجهة ضد من هو ضد الكسر!

-بطل جنان بقا، لو كنت مريض انا هعالجك وهتسمعني غصب عنك يا مجنون!
إرتعش جسدها كله وكأن صوته الذي خرج للتو زلزال مُخيف:
-أسيا!
ثم اقترب منها ببطء، ببطء شديد وهو يحدق بزرقة عيناها التي اختلطت بالاخضر كخلفية واضحة لقلقها منه!..
ليصبح على بُعد إنش واحد منها يهمس بصوت اشبه لفحيح الافعى:
-أنا مفيش حد على وش الدنيا يقدر يجبرني على حاجة مش عايزها، سمعتيني؟

اومأت مسرعة ليبتعد ولكن على العكس اقترب اكثر حتى شعرت بسخونة جسده فوق جسدها، ولكن تلك المرة ليس رغبةً وإنما غضبًا وجنونًا!..
وكأن ذلك الرجل سقطت حروف قاموسه جميعها الا من تلك المشاعر..
ثم قال وهو يتحسس قدمها البيضاء الظاهرة:
-لو عايزة تظهري مواهبك ف المفروض تظهريها لجوزك بقا اولى من الغريب..!
كادت تفقد توازنها عندما مس قدمها بتلك الطريقة، ولكنها تماسكت وهي تخبره ببرود:.

-بما أنك مش عايز تسمعني، ف اه انا عايزة اظهر مواهبي ادام الغريب!
اغمضت عيناها بسرعة عندما سمعت زئيره العالي الذي يشبه زئير اسد سينقض على خصمه الان، وتوقعت صفعة عنيفة تجعلها تفقد الوعي...
ولكن تلك الصفعة لم تكن لها بل كانت للمرآة المعلقة التي تهشمت لقطع صغيرة اختلطت بدماء يده التي اصبحت تنزف بغزارة...
شهقت راكضة نحوه بسرعة تصرخ بأسمه:
-كفاية جنان..
أشار لها بيده الاخرى محذرًا:.

-لو مش عايزة الضربة دي على وشك ابعدي حالًا!
عادت للخلف بسرعة وهي تفكر...
هو يتأثر بها أليس كذلك؟!..
يغلي من لمسة منها!..
فلتستغل تلك النقطة اذًا!
اقتربت منه فجأة لتحيط وجهه بيداها وتقبله هكذا دون مقدمات...
تحاول التأقلم مع الخبرة التي تكاد تكون معدومة التي تمتلكها امام جنونه وشغفه المطيح بالعقل عندما يُقبلها هو..
وفجأة وجدته يدفعها بعيدًا عنه بعنف، ثم يبصق على الارض وهو يتشدق بقسوة:.

-مش انا الراجل اللي الشهوة بتمشيه! ما تخليش رغبتي فيكِ تلهيكِ عن شخصيتي الحقيقية، انا ماحاولتش اقرب منك من يوم ما اتجوزتك الا امبارح!
استدار وكاد يسير ولكنه توقف فجأة ليكمل ساخرًا مزيدًا طنين قسوته الموجعة:
-ومابتستغلش جسمها وشفايفها زي ما عملتي دلوقتي الا العاهرات!
ثم استدار ليغادر صافعًا الباب خلفه بقوة ولكنها لم تتحرك...
ظلت مكانها نظراتها جامدة وكأن الروح سُرقت منها..
وكلمته القاسية تتردد بأذنيها.

عاهرة، عاهرة، عاهرة !،.

تأوهات سيليا التي استيقظت لتوها عبأت الغرفة...
فتحت عيناها ببطء شديد تنظر حولها، لم تكن بغرفتها، لقد كانت في غرفة تراها لأول مرة بحياتها!..
ومضات سوداء من ليلة امس تخترق ذاكرتها كڤيروس يُصر على تدميرها..!
أمسكت برأسها تصرخ من الالم الذي يلفح عقلها:
-آآه، الالم ما يُحتملش، مش كفاية جسمي!
وفجأة وجدته يدلف بهدوء تام يغلق ازرار قميصه وهو يتشدق بسخرية باردة:.

-واخيرًا صحيت الاميرة النائمة، ده انت فكرتك مش هتصحي قبل اسبوعين!
نهضت تحاول الثبات متجاهلة الألام بجسدها، وما إن وقفت حتى كادت تسقط فسارع هو يحيطها بين ذراعاه، تتعلق نظراته بنظرات عيناها الشرسة، الغاضبة التي تحمل خلفية من اللون الاحمر الذي تحبس خلفه دموعها!..
كاد يغرق بين غابات عيناها الزيتونية، فابتعد مسرعًا وهو يتمتم متهكمًا بخبث:
-اسف يا زيتونة، واضح اني كنت عنيف امبارح.

ثم نظر لها مرة اخرى رافعًا احد حاجبيه:
-بس آآ، لية متهيألي ان الليلة دي عجبتك جدا؟!
عندها لم تحتمل فتركت الحرية لدموعها تلحن صوتها الهيستيري وهي تصرخ:
-الله يلعنك يا حقير، انا ماكنتش ف وعيي، مكنتش قادرة اقاوم حتى!
ابتسم بسخرية ألمتها وهو يردف:
-يا طاهرة يا بريئة وراحت فين عذريتك؟! راحت هي كمان لما ماكنتيش ف وعيك صح؟
عضت على شفتاها بقوة، لتهمس بصوت مبحوح دون وعي:
-لما كنت طفلة!

تأفف ساخرًا وهو يرتدي الچاكيت مرددًا:
-عشت سنين مع ممثلة بارعة زيك وامباىح اكتشفت انها مجرد خاينة ف مش هتأثر ب زيتونة صغيرة بتحاول تمثل زيك!
كاد يغادر ولكن إلتفت لها للمرة الاخيرة وقد عاد لجديته، لقسوته وخشونته المعهود بها، يتابع بحدة:
-ماجبتكيش هنا الا لما فوقت، وعشان تبقي عارفة لو مكنتش سكران مكنتش قربت من واحدة بائسة زيك
ولكن قبل أن يغادر وجدها تسحبه من ذراعه بقوة وهي تصرخ بشراسة:.

-أنت مفكر ان الموضوع بالسهولة دي؟! تاخد اللي انت عايزه زي الحيوان وتمشي كدة!
وفجأة لوى ذراعها بعنف خلفها يضغط عليه مغمغمًا بجمود:
-لما تتكلمي مع جواد صفوان تلتزمي حدودك!
ثم ترك ذراعها ببطء، هبط بعيناه لجسدها الذي لا يستره سوى قميصه القصير وخصلاتها تغطي جانب وجهها، أحس بالدوار الذي داهمها كأعصار خفي كاد يختطفها منه..
ليحيط خصرها بنعومة فتستند هي على صدره بتلقائية، عندها همست بصوت هادئ بارد:.

-عايزة فلوس، ساعتها مش هتكلم لأي شخص باللي حصل، اديني بس فلوس
كانت تهبط ببطء لاسفل وأصابعها الناعمة تلمس عضلات صدره الظاهرة من الازرار المفتوحة، بينما أنفاسها تحرق جلدة متفاعلة مع لمسة غريبة منها!..
قربها منه اكثر حتى اصبحت ملتصقة به تمامًا، ليهمس بهسيس متساءلاً:
-اسمك ايه؟
اجابته بنفس الطريقة:
-سيليا
-هاديكِ الفلوس اللي إنتِ عايزاها يا سيليا.

قالها وقد بدأت اصابعه تعبث بأزرار القميص الذي ترتديه، وأصابعه تتحسس ملمس جلدها الناعم لتغمض هي عيناها ببطء مقهور منصهر...
حسنًا، هي فقدت عذريتها منذ زمن، فلا مشكلة في قضاء بعض الوقت من اجل شقيقتها الوحيدة!؟..

-قصر آدم صفوان-
كان أدهم على وشك الرحيل عندما كان يجلس أدم بصمت على كرسيه يدخن بشراهه...
فسأله ادهم متسفسرًا بهدوء:
-صحيح، تقدر تقولي فين ابن عمك المصون جواد ؟ مش عارف اوصله من امبارح
لم ينظر له أدم وهو يخبره ببرود وكأنه يمليه طقس اليوم:
-امبارح بعتله دليل خيانة المرحومة مراته، تلاقيه سكران هنا ولا هنا
شهق ادهم بعنف غير مصدقًا:
-ايه! وبتقولها كدة ببساطة؟
أكمل أدم وكأنه لم يسمعه:.

-ماقدرتش اشوفه منهار عشان واحدة خاينة، وابن مرات ابوه ال***** بيواسيه وكأنه ماخانهوش مع مراته!

ثم نهض فجأة وهو يطفئ السيجار متابعًا:
-هوصل له بطريقتي، دلوقتي يلا قوم على بيتك
ابتسم ادهم بعفوية، فعلاقته ب أدم لم تكن كصديق وصديقه، بل كانت كشقيق وشقيقه، كروح وإنقسمت بين بذرتين!..
اقترب منه يهمس بهدوء حذر:
-أدم، انا مش بحب اتدخل ف حياتك الشخصية وخاصةً اللي يخص مرات اخويا بس حاول تكون رقيق معاها دي البنت كرهت الدنيا يا راجل
تعمد ألا ينطق أسم اسيا منعًا لطفو جنون أدم الان...

فهو يغار وبجنون من أقرب الاشخاص إليه حتى!..
وما يكاد يجعل ادهم يموت حيرةً أن أدم لم يعترف بحبه لها حتى الان!..
عاد أدهم من شروده على صوت أدم الذي صعد لأعلى متمتمًا بصوت أجش:
-هحاول..
تنهد أدهم وهو يسحب اشياؤه ليغادر بهدوء، بينما أدم لم ينطفئ شعلة غضله، حتى الان يكاد يود أن يمزق احشاءها لظهورها هكذا امام اي رجل سواه!..
أوقف أدهم مردفًا بجدية:.

-ادهم، لو ماقدرتش تقول لشروق عن عشقك ليها، ابعد عنها على قد ما تقدر!
اومأ ادهم دون ان ينظر له ليغادر بهدوء، ليته يستطع إبعادها!..
ليته يستطع التغلب على داء عشقها الذي كرمش جوارحه حتى باتت معدومة...

وصل ادهم المنطقة التي يسكن بها مع معذبة قلبه...
كاد يدلف الى الشقة ولكن أوقفته منار جارتهم المهيمة به!..
تستند على كتفه بعمد وهي تهمس متلكعة في حروفها:
-اسفة يا ادهم، مش بقدر امشي متوازنة اكتر من خمس دقايق بيجيلي هبوط اصل انا لينة جدًا!
رفع حاجبه الايسر وهو ينظر لملابسها التي تظهر جزءًا واضحًا من جسدها...
ملابس مغرية...
وهيئة جبارة كاللوحة المرسومة!
ماذا يريد ليستجب لها؟!

عاد ينظر لها مرة اخرى ليقول متهكمًا:
-واضح إن هدومك لينة زيك مابتقدرش تفضل على جسمك اكتر من خمس دقايق برضه!
إنتفخت اوداجها بغيظ...
مهما فعلت معه يراها كعجوز في السبعين من عمرها ويسخر منها ويرحل!..
وهذا بالفعل ما كاد يفعله لولا أنها أحاطته بين يداها مقتربة منه بدرجة كبيرة متعمدة تحريك جسدها بأغواء، فظل يهز رأسه نافيًا بأسف مصطنع:.

-تؤ تؤ يا حسرة على الزمن اللي البنت فيه هي اللي بقت تحاوط الشاب كدة! فين الشرف؟ فين العزة؟، فين شقتك؟
عندها أطلقت ضحكة خليعة وهي تتنهد متمنية:
-ادهم، ارجووك اديني فرصة اتقرب منك يمكن تحس بيا، بس انت عمرك ما هاتحس طول ما انت قريب من شروق دي دايمًا!
ولا يدري لِمَ تذكر جملة ادم التي رنت بأذنه كقاعدة لا يمكنه تجاهلها...
قاعدة جعلت قلبه يأن معترضًا وعقله يحوم وسط تلك الكلمات متمسكًا بالحجة الحقيقية...

ولكن في النهاية أستجاب للعقل فلم يبدي رفض ككل مرة مما جعلها تتشجع لتقترب منه ببطء حتى وضعت شفتاها على شفتاه الغليظة تحاول سرقة استجابته، ولكنه كان جامدًا...
يغمض عيناه ليراها هي، يتوق لالتهام شفتاها هي!
أبعد منار عنه وهو يقول بصوت أجش:
-ممكن حد يجي يشوفنا
اومأت بلهفة وهي تمسك بكفه متجهة للأعلى حيث منزلها...
ألقى ادهم نظرة على الباب المُغلق حيث تكمن شقته هو وشروق...
عيناه يستوطنها رجاء من نوع خاص..

نداء يصرخ به القلب، والعقل أصم عنه!
وبالفعل صعد مع منار بينما قلبه هجره بقسوة رافضًا الأنصياع لمرمى العقل!

وفي الداخل كانت شروق تتنفس بصوت عالي، تشعر بشيء يجثو على دقات قلبها فيجعل رنينها مكتوم!..
ضيق وغيظ عنيف إحتلا قمة جوارحها لتزم شفتاها هامسة بتوعد:
-ماشي يا ادهم، انا هاعرفك إن الله حق
والسبب...
لم تسأل عنه، او بالأصح لم ترد أن تسأل!
ف مهما تعددت الطرقات، وتوارت الاسباب، تبقى النتيجة واحدة؟!

كانت أسيا تقف خلف باب غرفتها، تتنفس بعمق مرة بعد مرة..
إلى متى ستهرب من المواجهة؟!
المواجهة حقيقة ترفض الاعتراف بها، حقيقة رسمها واقع مؤسف تنفر هي منه بأحلام يقظتها!..
خرجت من الغرفة مرتدية ملابس محتشمة، فهي لا تحتاج جرعة اخرى من الأهانة، ...
وصلت أمام غرفة أدم فوجدت الخادمة تقترب منها بسرعة مرددة:
-يا هانم الباشا آآ...

أشارت لها أسيا بإصبعها بحدة، وبدت كأنها تتحدث عن بطل فيلم رعب وهي تستكمل بجدية مُهددة:
-تخيلي لو قولتله إنك منعتيني ادخله هيعمل فيكِ ايه!؟
وفور أن سمعت تلك الكلمات تراجعت الخادمة على الفور تُفسح لها الطريق لتبتسم أسيا ساخرة وهي تفتح الباب ببطء وتدلف مغلقة اياه خلفها دون ان تنظر لأدم الذي كان غارق بأحلامه...
وقفت امام فراشه تنظر للوشم المرسوم على ذراعه ورقبته...

سكونه مُغري للتمحص ولكن بدا الاستنكار واضحًا كعين الشمس وهي تتذكر كيف تتحول ملامحه من سكينة هكذا لطرقات تؤدي للجحيم المشتعل بعيناه!؟
اقتربت منه دون ان تشعر وهي تتفصحه، وفجأة وجدته يجذبها بقوة من ذراعها وينهض لتصبح هي ممددة على الفراش وهو فوقها يطل عليها بهيئته الجبارة ويكاد يكون ملتصقًا بها، أنفاسه تلفح رقبتها الظاهرة بقوة حتى بدأت ترتعش أسفله؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة