قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر

كانت أسيا تتسطح جوار أدم. ، تستمع لضخات صدره التي اصبحت وكأنها في سباق، سباق كان الحكم فيه هو العشق!
نظرت له بطرف عيناها لتجده يحدق في اللاشيء دون تركيز. ، فتنهدت بعمق والافكار تتشابك كالعجين اللين داخل ثنايا عقلها...!
لا تدري هل تسرعت بقول تلك الكلمة ام لا..
ولكن ما هي متيقنة منه أنها تكن مشاعر واضحة لأدم. ، تخشى فقدانه. ، وتغار عليه بجنون!؟
تململت وهي تهمس بأسمه بخفوت:
-أدم...

همهم بصوت خفيض وهو يضغط على خصرها برفق:
-امممم؟
استقامت لتستند على صدره بيداها وتغطي جسدها بإحكام. ، ثم همست بابتسامة ماكرة:
-هو ده عقابك؟ عشان تعرف بس انا ماحدش بيقدر يقسى عليا اصلًا..!
نظر في عيناها التي يتوه في كل مرة بينهما!..
لتتشكل ابتسامة عابثة على ثغره وهو يقول:
-لا منا حبيت العقاب ده اكتر، وبعدين مش عايزك تقلقي انا مش بنسى!
عضت على شفتاها بتوتر وهي تخفي وجهها في احضانه. ، لتتنهد بعدها مرددة:.

-خايفه اندم يا أدم، حاسه اني اتسرعت!
تجمدت قبضته على خصرها. ، اذا كانت هي تشعر بالندم، ماذا يشعر هو؟!
يشعر بالنيران تلتهم ما تبقى من كرامته امامها لتتركه كالمُعرى يبتلعه الخزي!..
نهض فجأة يبعدها عنه لتسأله بهدوء:
-انت رايح فين؟!
كان يرتدي ملابسه وهو يجيب على مضض:
-ورايا حاجات أهم...
وبعدما انتهى نظر لها ليتابع ببرود:
-معلش، دي كانت غلطه ولحظة ضعف مني!

اعتدلت في جلستها بسرعة كالذي لدغها ثعبان، لتزمجر فيه بحنق واضح:
-انت مُدرك إن الغلطه دي ممكن يحصل حمل بسببها؟!
رفع كتفاه بلامبالاة ظاهرية وتشدق ب ؛
-ياريت، بس ماعتقدش!
صرخت بجنون تناديه قبل ان يخرج:
-أدم، يا أدم
نظر لها بطرف عيناه لترى العبث كالأشواك التي غُرزت بعيناه وهو يغمغم غامزًا لها بطرف عيناه:
- أدم كمان بطريقتك دي وهفهم انها دعوة صريحة عشان أجي ونعيد امجاد الليلة اللي فاتت تاني!

عندها كُتمت أنفاسها بصمت لتتعالى ضحكاته الرجولية التي دغدغت حواسها...!
ثم غادر الغرفة ببرود تام تاركًا إياها تشتعل من الغيظ وهي تسبه وتلعنه في كل لحظة...
مرت حوالي عشر دقائق لتسمع صراخ چمانة يملأ اركان القصر...
فنهضت فزعة تركض لتلحق بهم!..

خرجت شروق خلف أدهم مباشرةً وكأنها تختبئ خلفه من أعينهم...
أعينهم التي كانت تجلدها في كل لحظة تقع فيها عليها حتى فقدت قدرتها على الاستمرار!..
جلسا أمام الشيخ الذي من المفترض أنه سيُطلقهم رسميًا...
كانت شروق متشبثة بقميص أدهم تهمس بصوت مبحوح مرتعد:
-ادهم ماتعملش كدة، انا مش عايزة اطلق انا عايزة افضل مراتك يا ادهم
ربت أدهم على يدها في حنو يُقبل باطنها وهو يبادلها الهمس المتملك ؛.

-وانا مستحيل أسيبك لراجل تاني اصلاً يا قلب ادهم!
جلسا أمام ذلك الشيخ وأدهم يُهيء نفسه للحظة الفاصلة التي ستقلب صفحات حياتهم...
وعندما قال الشيخ:
-يلا أمضوا هنا
نظر أدهم له يهتف بصوت أجش تماوجت بينه الحدة ؛
-هو مش الطلاق لا يصح في حالة الأجبار برضه يا شيخنا؟! هو مش المُطلقة لها عدة برضه!
سمع همسة شروق المتهكمة جواره:
-إنهم يدعون لدينًا جديدًا...
كاد أدهم يضحك ولكنه تمالك نفسه بصعوبة ليكمل بخشونة تليق به:.

-ده الدين اللي انا اعرفه، يعني شروق مراتي وانا مش عايز أطلقها!
كان الشيخ ينقل نظراته المترددة ما بين أدهم و الجد الذي كان يُطلق نظراته النارية التي كانت كالسهام المشتعلة التي تود أختراق صدر العدو...!
فصاح الجد بصوت عالٍ مستنكرًا ما يحدث بشدة:
-ايه ده يا أدهم؟ هو لعب عيال ولا ايه!؟
هز رأسه نافيًا ببساطة:.

-لا، ده جد الجد كمان، وعشان اثبتلك قد ايه انا جاد مش بلعب. ، البوليس زمانه على وصول واوعدك هبقى ازورك واجبلك عيش وحلاوة عشان تعرف اني اصيل بس!
إنتفخت اوداجه وهو يشعر بصفعة عنيفة أطاحت بأحلامه التي كان يبنيها ارضًا...
بينما أدهم يراقبه بتشفي مبتسمًا وهو يضم شروق له، حينها ظهر ابن عمها مراد وهو يُمسك بسلاحه صارخًا كالمجنون في أدهم:.

-انت مفكر انك هتدخل البوليس بيتنا ولاول مرة وهتخرب كل حاجة وهسيبك؟! لا عليا وعلى اعدائي...!
ولم ينتظر اكثر بل أطلق النار بعشوائية تجاه أدهم الذي لم تسعفه المفاجأة للفرار من بين قبضة. ، الموت!

دلف مصطفى إلى احد المنازل بهدوء تام...
ليجد فتاة ما تجلس امام الشرفة بشرود تعطيه ظهرها ليظهر نحالة جسدها..
تنحنح مصطفى بصوت عالي يناديها:
-نشوى!
استدارت حينها بسرعة تنظر له، لتحدق به بنظرة تصرخ بالحنق والعجز وهي تتمتم:
-ياااه واخيرًا افتكرت نشوى يا مصطفى!؟ بقالك شهر ما بتسألش فيا حابسني ف الشقه دي من ساعة اللي حصل، بسرعة كدة نسيت نشوى اللي سابت كل حاجة عشانك حتى انها خانت جوزها عشانك!؟

تأفف من الاسطوانة المتكررة التي تلقيها على مسامعه في كل مرة يأتي ليزورها فيها...
جلس أمامها يضع يداه في جيبه ليخبرها بجدية:
-سيبك من كل ده، انا جايلك ف حاجة مهمة
هزت رأسها بعدم فهم:
-حاجة ايه؟ انت مش قولت اني هختفي عشان جواد مايعرفش اني لسه عايشه!؟
هز رأسه نافيًا. ، لتسيطر الظلمة على جحري عيناه كسيطرتها على غابة موحشة مشبعة بالشراسة وهو يردف:.

-لا. ، آن الآوان بقا انك تظهري وتعرفي جواد انك لسه عايشه وتحاولي تقنعيه انك ماخونتيهوش لانه تقريبا عرف حقيقتك، وتبتدي تطالبي ببنتك
سارعت تمسك يداه وهي تهمس بوله:
-بس انا مش عايزة جواد وبنتي انا عايزاك انت!
نفض يداها عنه وكأنها وباء، ثم بدأ يزمجر فيها بجنون:
-بس انا بقا عايز انتقم، هتنفذي اللي قولت عليه ولا اروح انا اعرفه انك لسه عايشه واعرفه بالمرة ان البت مش بنته؟!

كانت أسيا في غرفتها تجلس شاردة في اللاشيء عندما رن هاتفها معلنًا عن وصول رسالة جديدة...!
فتحت هاتفها لتجد رسالة من رقم غريب مكتوب بها
انا مدحت ابن خالك، انزلي قدام بوابة القصر في حارس هيساعدك تخرجي لازم اشوفك
انتفضت بسرعة تتصل به لتجده يجيب مرددًا بصوت أجش:
-ايوة يا حبيبتي، يلا تعالي مستنيه ايه؟!
صرخت فيه أسيا بغيظ:
-انت جبت الرقم ده منين وعايز ايه مني؟!

-مش عايز حاجة انا هتكلم معاكِ وهسيبك ترجعي على طول
-لا مش جايه
-يبقى انا اللي هجيلك واوعدك مش همشي الا اما اضمن ان ادم صفوان يدفنك هنا!
حينها ابتلعت ريقها بتوتر ثم اومأت وكأنه يراها وردت:
-انا جايه حالا
ثم اغلقت الخط لترتدي اي شيء يُقابلها بسرعة وركضت نحو الاسفل...
وجدت الحارس الذي أشار لها وبالفعل وجدت نفسها في الخارج امام مدحت الذي كان كذئب يركض وراء فريسته!..

اقتربت منه حتى اصبحت امامه لتهمس بحنق واضح:
-انت عايز مني ايه تاني سبني في حالي بقا!
مد يداه ليحيط كتفاها ولكن قبل ان ينطق أخترق مسامعها صوت أدم الذي يصرخ بأسمها بجنون متقدمًا منهم وبيده سلاحه...
حينها أدركت ان الحرب اشتعلت لا محالة!

دقائق معدودة كانت مُهلة أسيا لتستوعب الأعصار الذي أقتحم فصل السكينة المظلمة ليحل محله عاصفة بيضاء ظاهرة ولكنها مؤذية!..
أستدارت تعطي ظهرها لمدحت الذي تجمد مكانه يحاول استيعاب كيفية ظهور أدم الان وكأنه -عفريت العلبة-!
أصبح أدم امامهم مباشرة يصيح في مدحت بصوت جعل أسيا تكاد ترتجف من الخوف:
-انت بتعمل ايه هنا يا مدحت؟ جاي للموت برجليك؟!
حاول مدحت عزل التوتر عن مرمى تعبيراته وهو يقول:.

-جاي اشوف بنت عمتي يا ادم!
رفع أدم سلاحه في وجهه لتركض أسيا ناحيته تمسك يداه وهي ترجوه بصوت مبحوح:
-ادم ارجوووك اوعى تعملها، مهما استفزك اوعى تقتله!
ولكن الاخر كان متشبثًا في تلك الفرصة التي أتته كنجدة من وسط الامواج العاتية لتشويه صورة أدم، فأكمل وهو يتلاعب بحاجبيه ليستفزه:
-هو اصلاً مايقدرش يعملها يا أسيا متخافيش عليا!
عندها لم يستطع أدم السيطرة على ذلك الشعور الذي أحتل كيانه كوباء يجري في الدم...!

فأطلق الرصاصة لتُصيب قدم مدحت الذي سقط ارضًا يصرخ من الالم...
حينها شهقت أسيا بعنف وهي تحدق بأدم الذي لم تهتز ملامحه ولو ثانية...
كانت باردة وثقيلة كما اعتادته ذئب ينل شرف التخلص من فريسته ثم يقف ليراقب صعود روحها!.
أشار أدم لرجاله أن يحملوه وهو يردد بصوت متهكم قاسٍ:.

-دي مجرد قرصة ودن بس، عشان مراتي حبيبتي طلبت مني ما أقتلكش، لكن قسمًا بالله لو رجلك خطت القصر ده تاني لايكون اخر يوم ف عمرك، يلا ارمووووه برا!
دقيقة أخرى مرت قبل ان يسحبها أدم من ذراعها. ، فركضت معه بسرعة لاهثة تفكر...
تشعر بشيء كالزلزال يهز كيانها كله بعنف!.
وصلا غرفة أسيا فدفعها أدم بقوة يزمجر فيها صارخًا بجنون ؛
-كنتي بتعملي ايه معاه؟! روحتي تقابليه لية يا أسيا؟

رفعت كتفاها بقلة حيلة تحاول الدفاع عن نفسها امام اعصاره:
-طلب يشوفني وهددني وانا كنت خايفه!
بمجرد أن أنهت كلماتها وجدت سبابه يخرج كالأعيرة النارية التي تُلقح جوفها وهو يردد:
-خايفه خايفه خايفه انتِ مابتبطليش خوف، على طزل الخوف مسيطر عليكِ، في كل مرة بقولك ماينفعش تخافي ماتخافيش لكن برضه مش قادرة تثقي فيا بعد كل ده!
صرخت هي الاخرى بالمقابل بصوت مرتجف رغم علوه:.

-اعملك ايه مش ذنبي بقا انك مش عارف تخليني اثق فيك يا ادم باشا!
صمت برهه. ، برهه كانت كنقطة إنتقال فاصلة...!
نقطة انتقال ولكنها شاذة..!
فهي قد عادت بهم لأقل من منتصف الطريق، طريق استنزفهم روحيًا ليسلكوه!..
وفجأة وجدته يقبض على ذراعها بعنف وهو يتشدق بنبرة فاحت منها رائحة الغيرة ؛
-وعدم ثقتك فيا هي اللي خلتك خايفه عليه برضه؟!
هزت رأسها نافية، ثم قالت بصراحة:.

-لأ مش خوف عليه، بس مكنتش هقدر اكمل حياتي مع واحد قاتل
ضيق عيناه وكلماتها تجعل عشقه المُهيمن ينكمش شيءً فشيء. ، ليعود كما كان...
وتعود للظلمة سلطة واضحة!..
ليسألها بصوت اشبه للهمس:
-يعني ايه؟!
رفعت رأسها بنبرة تحدي استفزت جبروته ك أدم صفوان:
-يعني يا أنا يا شغلك والعالم الاسود ده يا أدم؟!

تأوهت بصوت عالي عندما لف ذراعها بعنف خلف ظهرها لتستند بظهرها على صدره العريض، وهمساته تُقيم الحد على جوارحها فتقشعر بدنها من أنفاسه على رقبتها التي ظهرت. ، ثم قال بصوت خشن رجولي:
-مش أدم صفوان اللي واحدة تلوي دراعه!
نطقت بحروف حاولت تشكيل ملتقى بينهم:
-مش لوي دراع، بحاول أخلصك من جبروتك اللي بقى مسيطر عليك ومش مخليك شايف حاجة، حتى مابقتش شايف ربنا ومابقاش ف حسبانك!

شعرت بيداه ترتخي رويدًا رويدًا، لتستدير تمد يدها لتتحسس ذقنه النامية وهي تتابع بهمس ناعم:
-انا حبيتك يا أدم، عشان كدة بخيرك!
أبعدها عنه فجأة يصيح:
-انتِ مش بتخيريني انتِ بتحاولي تجبريني، وطالما حطيتي نفسك ف مقارنه واختيار
ثم خفت صوته وهو يكمل بجمود:
-يبقى هختار شغلي وحياتي وعالمي الاسود زي ما قولتي يا أسيا!
ثم استدار ليغادر تلك الغرفة صافعًا الباب خلفه بعنف جعلها تنتفض!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة