قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والعشرون

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والعشرون

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والعشرون

لم يشعر بنفسه سوى وهو يجذبها من ذراعاها النحيفان يهزها بعنف حتى اصبحت تصطدم بالفراش خلفها بقوة وهو يصيح كالمجنون الذي أطلق عقدة جنونه:
-قولتلك مليون مره ماتنطقيش كلمة الطلاق دي على لسانك، إنتِ ايه مابتزهقيش كل شوية عايزه اطلق عايزه اطلق
اصبحت تصرخ بصوت عالي هي الاخرى والالم يتقافز بين حروفها:
-اوعى بقا سبني
لم يُعير اعتراضها اهتمام فازداد من هزته العنيفة وهو يكمل بصوت أرعبها ؛.

-إنتِ ايه يا شيخه؟ كل دا عشان انا بحبك ومتمسك بيكي، قولتلك لا فوقي انا ممكن اقولك في ستين داهية
ثم أمسك ذراعها يضغط عليه بقوته حتى أنت بألم واضح، ليهمس بهسيس خطير:
-بس برضه مش هسيبك يا أسيا مهما حاولتي!
حاولت نفضه عنها وهي تزمجر بحنق:
-اوعى يا ادم سبني انت اتجننت ولا ايه؟
جن؟!..
هي سلبت عقله منذ وقعت عيناه عليها اصلاً. ، لم يعد يسمع سوى صوت نبضات ذاك القلب اللعين!

نظر في عيناها وهو يقول بأصرار مدمن على رفض علاج العقل:
-ايوه اتجننت، انا مجنون اصلاً وانتِ اللي جننتيني من ساعة ما شوفتك!
دموعها تحاربها بقوة لتهبط من بين مقلتيها. ، وكلماته تصفع كرامتها الانثوية بقسوة فتزيد مطالبة تلك الدموع الحارقة...!
وفجأة صرخت عندما جذبها من خصلاتها بعنف ليتابع صارخًا فيها:
-كل شوية طلقني طلقني هي لبانه ف بُقك، قولتلك مفيش طلاق ولو مش عاجبك اخبطي دماغك في اتخن حيطه!

عضت على شفتاها والألم لم يعد يُحتمل فصدرت عنها آآه مكبوتة ملكومة بقسوة كلماته. ، تليها دموعها التي اصبحت تتسابق على وجنتاها!
ليتركها مبتسمًا بتهكم وهو يتشدق ب:
-كل دا عشان ابن خالك ال*، عايزه تطلقي عشانه وانا اللي بتمنالك الرضا ترضي؟!
هزت رأسها نافية بسرعة، ليوقفها هو مغمغمًا بخشونة:.

-بس خلاص يا اسيا انسي، انا هعرفك إن الله حق، طلاق ومش هطلق ومعاملة حلوة مفيش ورجلك دي هكسرهالك قبل ما تفكري ترفعي قضية خلع، سامعة ولا مش سامعة؟
عندها إرتمت بأحضانه بسرعة تدفن وجهها عند رقبتها وشهقاتها تغطي ذلك السكون العميق الذي يحوي بين ثناياه الكثير...
بدت وكأنها تحتمي منه فيه؟!
فظلت تهمس من وسط بكاءها:
-انا اسفه، اسفه يا أدم
أغمض عيناه وهو يضغط على شيطانه لينسحب مرة اخرى...

لف ذراعه حول خصرها ببطء وهو يهمس بتعب:
-انا تعبت منك يا أسيا
فسارعت هي تردف:
-لأ، اوعى تزهق مفيش أب بيزهق من طفلته!
رغم كل شيء، ورغم غضبه الذي استوطن ارض جوارحه الا انه ابتسم وهو يتنهد اكثر من مرة ليضمها له بحنان وهو يتحسس خصلاتها ويدلك لها الاجزاء التي ألمتها بسبب قبضته!..

كان جواد في طريقه للعودة الى المنزل عندما وجد من يقطع طريقه فجأة ليقف امامه مرددًا بابتسامة سمجة تعبر عن شخصيته:
-ازيك يا جواد؟ ايه ماوحشتكش ولا ايه!
لم يُصدق جواد عيناه عندما رأى ذلك الحقير مصطفى أمامه...
وصلت به الجرأة ليأتي له بقدماه وكأنه يصك قربان موته باستعجال!؟..
كاد يهجم عليه ليضربه وهو يسبه بجنون:
-يا بجاحتك يا * وكمان جايلي برجلك!
عاد مصطفى خطوتان للخلف بسرعة وهو يهز رأسه نافيًا ببرود:.

-تؤ تؤ كدا هتلم الناس علينا ودا مش في مصلحتك بخصوص اللي هقوله
نظر له جواد بعدم فهم ينتظر التكملة، ليتنهد مصطفى بعمق قبل ان يسأله:
-اخبار تيا ايه؟
رد جواد باندفاع:
-وانت مال اهلك ب تيا؟!
رفع حاجباه بدهشة مصطنعة، وهنا تحديدًا شعر أن تلك اللحظة هي مفتاح لكل لك الأبواب المغلقة...
فضيق عيناه بخبث وهو يهتف:
-ايه دا معقول سيليا حبيبتك ماقالتلكش؟!
سأله جواد متوجسًا:
-قالتلي ايه؟

صمت مصطفى برهه يثبت عيناه على رد الفعل الذي سيحتل جوارح جواد الان بمجرد ان يفجر قنبلته ودون سابق انذار، ثم قال:
-اصل تيا تبقى بنتي انا مش انت، وانا لما جيت اعرفك سيليا رفضت وقالتلي هشوفك عشان نتفاهم! مع ان قولتلها انا مش عايز الا بنتي وبس
أسوء تخيلات جواد حتى لم تصل لتلك المرحلة من صدمات الواقع المرير...!
لم يعد يرى امامه سوى سواد، ظلمة حالكة ابتلعته ترفض اخراجه لحين اشعار اخر!

عاد من صدمته ليمسك مصطفى من تلابيبه صارخًا بهيسترية:
-كداب، انت كداب وابن * وبرضه مش هانولك اللي في بالك!
تعالت ضحكات مصطفى التي اذابت صبر جواد خاصة وهو يخبره بخشونة:
-كداب؟! كنت متوقع، على العموم في معمل قريب هنا تقدر تعمل تحليل بسيط وتعرف اذا كانت بنتك ولا انت كداب زي ما بتقول!
ظل جواد يتنفس بصوت مسموع بينما ذلك الشيطان يغادر بهدوء تام...
امسك جواد هاتفه ليتصل بسيليا التي اجابت بعد ثواني ؛.

-ايوه يا جواد
-هاتي تيا وانزلي انا تحت
-حاضر بس في حاجة؟
-لا يلا متتأخريش
-طب سلام
اغلق الخط وهو يحدق بالاشيء، سيجعل تلك الدنيا تحمل شعار الجحيم بالنسبة ل سيليا ومصطفى وتلك الخائنة إن كان كلامه صدق!..

وبالفعل بعد حوالي خمس ساعات كان يستلم نتائج التحليل وسيليا تجلس بقلب ينبض بعنف مرتعدًا...

سحب سيليا وطفلته بهدوء تام دون ان ينطق بحرف حتى وصلوا المنزل وبمجرد ان دلفوا ودون مقدمات كان يجذب سيليا من شعرها بعنف صارخًا بصوت زلزل اركان المنزل:
-ماقولتليش لية؟ خبيتي عني لية وكمان طلبتي منه مايعرفنيش!
بدأت سيليا تتراجع للخلف بذعر ووجهها متشنج بألم، ليزداد ذعرها وهي ترى تلك النظرة التي تعلمها جيدًا بعيناه...

كانت أسيا تسير في القصر عندما سمعت صوت جرس الباب فاتجهت له لفتحه...
ولكن تجهمت ملامحها المبهجة بمجرد ان رأت كابوس حياتها ليلي وهي تهتف بسماجة:
-هاي ازيك يا اسيا؟!
ردت اسيا ببرود:
-كويسه، خير ايه سبب الزيارة الكريمة؟!
اتسعت ابتسامة ليلي عند ذكر تلك السيرة التي كانت بمثابة جرعة تزيد نشوتها لذلك الادمان...
لتتابع بنعومة:
-أدم هو اللي طلب مني اجي...
عقدت أسيا ما بين حاجبيها وهي تسأله مباشرة بحنق واضح:.

-وأدم هيطلبك هنا لية؟ ما الشغل في الشركة!
عضت ليلي على شفتاها وبدأ الخبث يوزع شظاياه بين تلك الحروف المغموسة بالمكر وهي تخبرها:
-تؤ تؤ هو قال مش عايزني في شغل عايزني في حاجة تاني
ثم اقتربت من أسيا لتهمس عند اذنها بصوت اشبه لفحيح الافعى تضمن نتيجته المنيرة لطريق شيطانها:
-صدقيني انا حاسه بأعجابه بيا زي منا معجبه بيه بالظبط
ولم تعطي اسيا فرصة الرد بل اتجهت للاعلى نحو غرفة ادم...

تاركة الك ال أسيا عيناها تشتعل بحمرة الغيرة مطلية بالجنون والغضب..
وشيطانها يزرع داخلها جملة واحدة
هو مل منكِ كما اخبرك. ، مل ذلك العشق البائس !

بلحظات كان العشق فيها هو قائد القوى والروح، ركضت أسيا نحو مكتب أدم، فتحت الباب فجأة بعنف وهي تصرخ بتلقائية:
-أدم!
ونظرة من أدم نالتها جعلتها تبتلع باقي الهراءات داخلها، لتدس الصمت غصبًا وسط حسبانها!
تجاهلها وهو ينظر ل ليلي مغمغمًا بصوت هادئ:
-اقعدي يا ليلي عشان نتكلم
إتسعت ابتسامة ليلي، نقلت عيناها لأسيا التي كانت تُسوى على نار هادئة كما يقولون...
لتردد ببرود واضح:.

-خلاص يا أسيا ممكن تروحي تقعدي لحد ما نخلص كلامنا عشان مانزعجكيش بكلام ملكيش فيه
اومأ أدم مؤيدًا. ، وقتلت أسيا حروفه عندما قاطعته جازة على أسنانها بعنف:
-أنت موافق على كلامها دا؟
أغمض أدم عيناه يستغفر، تلك الصغيرة ستفقده تعقله وهدوءه عاجلًا ام اجلًا!؟
فتح عيناه التي شكلتها لؤلؤة سوداء لامعة بالحدة وهو يقول موجهًا حديثه ل ليلي:
-فعلاً انا رأي كدا برضه.

ثم أشار لأسيا التي اقتربت ليسحبها من خصرها ببطء حتى اصبحت بين أحضانه، وضع شفتاه على وجنتها يُقبلها بعمق ثم يتابع بصوت أجش:
-خلاص يا ليلي ممكن تروحي بيتك لحد ما أروح الشركة وأفض عقد الشراكة وتشوفي اي حته تشتغلي فيها برا القاهرة!
الصدمة صفعت الاثتنان اللاتي حدقن فيه بذهول، ولكن شعور عن شعور يختلف...

شعور يُولد ليتشابك بالبهجة التي خُلقت بين حدقتي أسيا. ، يختلف عن شعور مات ليحل محله الجنون في كافة خلايا ليلي التي زمجرت بعصبية:
-نعم هو لعب عيال ولا إيه يا ادم؟
أبعد أدم أسيا عن احضانه، ومن دون تردد كان يصفع تلك ال ليلي وهو يصرخ بصوت زرع رعبًا داميًا بين ثنايا روحها:.

-صوتك ميعلاش عليا متنسيش نفسك، دا لعب * أنا مليش فيه، وانتِ واحدة زبالة ميشرفنيش اني اتعامل معاها، ولو فكرتي تعارضي كلامي قسمًا بالله اخليكِ متعرفيش تشتغلي في اي شركة في مصر حتى، وانتِ عارفه اني قادر اعملها
ضمت شفتاها بخزي وهي تحاول لملمة شتات نفسها المبعثرة، لتستطرد بسرعة وهي تلملم اشياءها:
-طيب، ماشي يا ادم زي ما تحب انا مش فارق معايا كتير هشتغل مع مين المهم اشتغل وشكرا جدًا على الاهانة.

كادت تخرج من الغرفة ولكن اوقفها ادم عندما قال بصوت ساخر:
-ياريت تبقي تركزي في الشغل مش مع صاحب الشغل يا آآ. ، يا لولا!
أغمضت الاخرى عيناها وكأنها تدفن ذلك الشيطان الذي يدفعها نحو حافة لا مفر من جحيمها!..
لتغادر على الفور دون كلمة اخرى، فهي تعرف جيدًا من هو أدم صفوان
تفاجئ أدم عندما وجد طفلته تقفز بين أحضانه والسعادة تضيء حروفها وهي تردد:
-بجد بجد مبسوووطة أوووي يا أدم، كان فين التصرف دا من بدري.

ضغط على خصرها بيداه برفق يقول مؤنبًا:
-كان جاي في السكة بس إنتِ اللي ماعندكيش صبر!
لا تعرف من أين أتتها تلك الجرأة التي جعلتها تردد بعبث:
-مش لوحدي يا بيبي، أنت كمان ماعندكش صبر ف حاجات تانية، يعني كل واحد مابيصبرش على اللي يخصه
تعالت ضحكات أدم الرجولية لتُدغدغ مسام الأنثى داخلها فترمم ذلك الشعور بالنشوة والاكتفاء...!
ضمها له بقوة، يشعر بملمس جلدها الساخن الذي يفعل به الافاعيل...

تكويه نارها فينبض عشقها. ، فيصبح هو متيمًا بها!
كانت شفتاه تتناقل على وجنتاها كالفراشات التي تُداعبها وهو يهمس بصوت رجولي:
-فعلاً، في حاجات بفقد الصبر فيها تمامًا، زي دلوقتي مثلاً...
ثم حملها فجأة لتصبح قدماها في الهواء، حينها صدحت ضحكاتها الخافتة وهي تردد بحرج:
-لا لا نزلني عشان خاطري
هز رأسه نافيًا بابتسامة عابثة. ، بينما هي جنينها يجعلها مشمئزة من رائحته التي كانت تعشقها..!

حاولت أن تبتعد عنه وهي تغمض عيناها. ، فرفع هو احد حاجبيه مغمغمًا:
-انتِ قرفانة مني يا أسيا ولا إيه؟!
-اه
ردت بتلقائية لتهز رأسها بسرعة تستكمل علها تغطي خطأها الفادح:
-قصدي لا بس يعني آآ. ، أنا حامل وأنت عارف الحامل و...
قاطعها عندما وضعها على الفراش واصبح هو فوقها يطل عليها. ، نظراته العابثة تخلق قطة مشاكسة بين نظراتها الساكنة..!
ليقترب منها ببطء وهو يقول بخبث:.

-عارف الحامل ممكن تتوحم على قرب جوزها، مش تقرف منه! ولا الواد دا هيقطع عليا من قبل ما يجي؟!
ولم تستطع النطق مرة اخرى إذ استحوذ على شفتاها في قبلة شغوفة مفعمة بالاحاسيس التي اوشكت ان تٌرهق كلاهما...
رفع رأسه بعد لحظة يهمس لها بصوت أجش من فرط رغبته بها:
-بعشقك يا طفلتي
ردت هي كالبلهاء المغيبة وكأنها ليست هي من كانت تشمئز منه منذ دقائق معدودة:
-وانا بعشقك يا قلب طفلتك...!

دلف أدهم للغرفة بعد عودته من عمله ليجد شروق في فراشها ترتجف بردًا. ، ركض نحوها يتفحصها بقلق ليجد حرارتها مرتفعة جدًا..
كان يحدق بها للحظات وهو يفكر ومن دون تردد كان يحملها بين ذراعيه ويتجه بها نحو المرحاض...
وجدها تهمس بصوت واهن:
-لية كدا، لأ، ياااربي!
عقد ما بين حاجييه دون فهم، وضعها أسفل المياه وفتح المياه الباردة عليهما سويًا...

شهقت شروق وهي تمسك بطرف التيشرت الخاص به، لتسمعه يهمس لها بصوت حاني:
-هشششش معلش يا حبيبي استحملي وهتبقي كويسه!
هزت رأسها نافية كالطفلة وهي ترد دون ان تنظر له:
-لا، مش هبقى كويسه خالص
دفنت نفسها بأحضانه، وكأنها تستمد الدفء من ذلك الحضن الذي هو اسمى تعاويذ للعشق...!
اغمض ادهم عيناه باستكانة وهو يضمها له اكثر، يربت على ظهرها برفق بينما هي تكمل بصوت مبحوح:
-كان. ، آآ انا نفسي نجيب طفل.

تنهد ادهم تنهيدة تحمل في طياتها الكثير والكثير، ثم رد بعد فترة قصيرة من الصمت:
-انا نفسي اوي في بنوته شبهك، ياااه مش هبقى عاوظ حاجة تاني من الدنيا
حينها بدأت شروق ترفع رأسها ببطء حتى تعلقت عيناها بعيناه، ثم رمته بتلك الرصاصة عندما قالت:
-لأ
تجمدت عيناه واستطرد:
-لأ ايه يا شروق؟
رفعت كتفاها ببساطة ثم اردفت بنبرة اختلط البكاء بآخرها:
-يعني انا مش هخلف، لا بنات ولا صبيان!

قالت اخر كلمة وهي تنهار في بكاء حاد. ، بكاد قطع نياط قلب ذلك المصدوم الذي كان يراقبها دون صدور رد فعل يُحتسب!..

بعد مرور ساعات...
وعندما كانت أسيا تجلس في احدى الحدائق الخاصة في انتظار شروق كما اتفقتا اخر مرة على الهاتف...

وجدت من يربت على كتفها فانتفضت وهي تحدق به لتجده شخص غريب لأول مرة تراه!
عادت للخلف عدة خطوات وهي تهمس بخوف:
-انت مين؟!
وضع إصبعه على فاهه بابتسامة لعوب يخبرها:
-هششش خليكِ هادية احسن لينا احنا الاتنين، أنا جاي اقولك كلمتين وماشي
ابتلعت ريقها بتوتر وكانت انظارها مُعلقة بحراس ذاك الرجل المحاوطين بهم، لتهمس:
-عايز ايه؟
اقترب منها ببطء وهو يقول بصوت منخفض:
-انا عارف اللي انتوا مخبينوا عن كل الناس!

ارتجف قلبها رغمًا عنها فرد بتلقائية هامسة:
-بابا!
ثم حاولت استعادة توازنها وهي تسأله:
-عارف ايه؟!
حاول هو إخفاء دهشته، حاول كتم تلك السعادة التي اخترقته لمعرفته أن والدها مازال على قيد الحياة!

استعاد نفسه سريعًا ثم همس لها بصوت ناعم اشبه لفحيح الافعى:
-عارف ان ابوكِ لسه عايش
اهتز فك أسيا بعنف بينما هو اكمل:
-وممكن بكل بساطه اقول للي فكروه ميت انه عايش، قدامك حل من اتنين يا هتجبيلي كل اخبار أدم صفوان من اكبرها لأصغرها وهتأكد منها بنفسي، يا هنشر الخبر بكل بساطه!
كانت أسيا جامدة امامه وكأنها صنم، لا تشعر لا تتحدث لا تنظر!
فقط جامدة هكذا وكأن تلك الصدمة انتشلتها لبقعة اخرى من الزمن...!

انتبهت له عندما زمجر فيها بنبرة شيطانية:
-هااا مفيش وقت، قرري حالاً. ، ابوكِ ولا جوزك؟!
ظلت تتنفس بصوت عالي، تود الصراخ لتنادي مُنقذها. ، تود الرفض، تود الكثير والكثير ولكنها امامه عاجزة ؛!
نطقت اخيرًا دون تعبير واضح:
-بابا، موافقه
اتسعت ابتسامته وهو يتابع محذرًا بخبث:
-وخدي بالك لو ادم شم خبر عن اللي حصل اوعدك مش بس هقولهم لا دا انا هقتل ابوكِ بنفسي كمان! واظن انتِ عارفه انتِ بتتعاملي مع مين...

ثم تركها ليذهب هكذا وكأن شيء لم يكن!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة