قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشر

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشر

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشر

شعرت جورى بتوقف دقات قلبها لتعيد تلك الدقات الى الحياة ابتسامة حبيبها الحانية وهو يتقدم منها دون أن تحيد نظراته عنها وهو يقول:
عايز أتكلم معاكى شوية لوحدنا ياجورى
نظرت جورى اليه بتردد ثم ما لبثت ان حسمت أمرها لتأخذ نفسا عميقا ثم تمشى بجوار أيهم تتابعهم أربعة أعين حتى غابا عن النظر لتقول ألسنتهم فى وقت واحد:
ربنا يسعدهم.

التفتت سوسن الى عادل تلاحظه لأول مرة بينما كان بدوره يتأمل ملامحها فى فضول أصابها بالخجل، ابتسم وهو يمد يده اليها قائلا:
عادل
صافحته برقة قائلة:
سوسن
نظر اليها متسائلا:
ممكن نقعد؟
أومات برأسها ليجلسا وهو يقول بفضول:
انتى صاحبة جورى من زمان؟

هزت رأسها نفيا قائلة:
مش من زمان، اتعرفت عليها فى اول يوم جامعة، بس ارتحنا لبعض علطول وبقينا اكتر من الاخوات، جورى طيبة اوى وتستاهل كل خير
قال عادل فى نفسه:
انتى كمان باين عليكى طيبة وتستاهلى كل خير، لأ وحلوة اوى كمان، يابخته اللى هتكونى من نصيبه
ليعقد حاجبيه وهو يفكر:.

ويابخته ليه، طب انا موجود أهو ولا يمكن مرتبطة، بتهيألى لأ، مفيش فى ايديها دبلة، بس مش شرط، ماهى واحدة بالحلاوة والرقة دى وباين عليها بنت ناس، معقولة مش هترتبط لغاية دلوقتى؟

طال الصمت وعادل غارق فى افكاره لتتنحنح سوسن قاطعة الصمت وهى تقول:
وانت ياعادل صاحب أيهم من زمان؟
قال عادل فى مرح:
من واحنا لسة فى اللفة
ابتسمت فقال عادل فى نفسه:
يالهوى على ابتسامتك، شكلى هحبك ياسوسن
أحس بنفسه يقول دون وعى:
هو انتى مرتبطة ياسوسن؟
ليتمنى فى نفسه:
أبوس ايدك، قولى لأ.

لتبتسم هى بخجل قائلة:
لأ
اعتدل قائلا:
طب احب اعرفك بنفسى، عادل فايز عندى 22سنة، وحدانى وبشتغل محاسب فى شركة الفيومى، نفسى اكمل نص دينى، ها، ايه رأيك؟
لم تستطع سوسن ان تمنع ضحكة خرجت منها ليقول عادل بمرح:
كدة نقول الف مبروك عليكى.

قالت سوسن ضاحكة:
حيلك حيلك، الف مبروك على ايه؟، هو سلق بيض، احنا لسة متعرفين من دقايق، انت أكيد مجنون
نظر عادل الى عينيها مباشرة وهو يقول:
لو قلتلك انى لغاية ساعة فاتت كنت أعقل حد ممكن تقابليه فى حياتك، بس من ساعة ما شفتك وانا حاسس بحاجات كتيرة مش قادر اوصفها، مش هقول حب بس هقول انى متخيل حياتى معاكى ومش شايفها مع حد غيرك ولا متخيل حياتك مع حد غيرى، وده حصلى اول عينى ماجت فى عنيكى، هتصدقينى؟

نظرت سوسن لعينيه بحيرة وهى تقول:
هصدقك لأنى حاساك بتوصفنى بالظبط، ومش عارفة أسمى اللى احنا فيه ده ايه؟
ابتسم قائلا:
سميه قدر، قدر جمعنا مع بعض وباذن الله ميفرقناش
ابتسمت سوسن قائلة:
ومتنساش جورى وأيهم
اومأ برأسه قائلا:
فعلا ربنا يحل مشاكلهم ويجمعهم تانى ببعض
نظرت الى السماء قائلة:
يااارب.

طرقت مايا الباب لتسمع صوت مهيب يسمح للطارق بالدخول، لتبتسم قائلة وهى تقف على الباب:
خلصت الاجتماع؟
قال لها بهدوء:
آه خلصت، تعالى ادخلى
دخلت مايا الحجرة وهى تغلق الباب خلفها واقتربت منه قائلة:
وحشتنى.

شعر بكلمتها تخترق كيانه وتستقر بقلبه ليقول دون ارادة منه:
انتى وحشتينى أكتر
اقتربت منه ومدت يدها تعقد له ربطة عنقه فى نعومة، أغمض عينيه ينعم بقربها ورقتها، يستنشق عبيرها الهادئ فى عشق، لقد أيقن أن لعنة العشق قد أصابته وأنه لن يستطيع التخلص منها، أفاق على صوتها الرقيق وهى تقول:
طول عمرك مبتعرفش تربطها يامهيب
قال بصوت متهدج النبرات من تأثره بها:
وطول عمرك بتربطيهالى يامايا.

نظرت اليه بعشق قائلة:
كنت كل مرة ببقى عايزة أصرخ وأقولك حس بية وخدنى فى حضنك، انا بحبك ومحتاجالك، بس كان لسانى بيقف عاجز أدامك وأنا حاسة انك مبتحبنيش ومش حاسس بية
ضمها اليه يتنفس عطرها وهو يقول بالم:
ياريتك قلتيلى على اللى فى قلبك يامايا، ياريتك فوقتينى من بدرى قبل، .
وصمت لا يدرى كيف يخبرها لتشعر مايا بألمه الصامت فتخرج من محيط ذراعيه قائلة فى قلق:
قبل ايه يامهيب؟

كاد ان ينطق ويريح قلبه من عذاب الكتمان ليقاطعه دخول ديالا المفاجئ ورؤيتهما بهذا القرب يبدوان وكأنهما خارجين للتو من عناق عاشق لتجز على أسنانها غيظا وهى تقول ببرود:
انا جيت فى وقت مش مناسب ولا ايه؟
قالت مايا وقد شعرت بغصة فى قلبها وهى تتذكر ان مهيب مازال ملكا لأخرى:
لا ابدا، اتفضلى يامدام ديالا، انا كنت ماشية، احنا تقريبا خلصنا شغلنا.

نظر اليها مهيب يشعر بها وبألمها، ولكن ليس بيده شيئا يخفف به ذلك الألم، انه القدر الذى يستمر باللعب به يبعده عن كل أحلامه التى رسمها معها، كادت مايا ان تغادر لولا ان استوقفها صوت ديالا يقول بسخرية:
مش هتباركيلنا يامايا.

التفتت مايا الى ديالا فى حيرة لتنقل نظراتها الى مهيب الذى اخفض عينيه بألم لتعود بنظراتها الى ديالا وهى تشعر بالرعب من كلمات ديالا التالية، تشعر انها لن تعجبها على الاطلاق لتقول بهدوء:
أباركلكم على ايه؟
أشارت ديالا الى بطنها قائلة:
على البيبى، أصل انا، . حامل.

أحست مايا بالصدمة تضربها بعنف، ليشحب وجهها وهى تحس بالدوار ليقول مهيب بقلق وهو يتجه اليها بسرعة:
مايا انتى كويسة؟
اشارت له بيدها وهى تنظر اليه بجمود ليتوقف فى مكانه، وهى تقول ببرود:
انا كويسة، متقلقش يامستر مهيب
شعر مهيب فى تلك اللحظة انه لأول مرة يخسر مايا للأبد، لتلتفت هى الى ديالا قائلة بصوت خال من المشاعر:
مبروك، عن اذنكم.

وخرجت من الغرفة بثبات، لتمشى بسرعة حتى خرجت من الشركة وهى تشعر بالاختناق، احست أنها لن تستطيع القيادة لتسرع بمشيتها، تتخبط فى الكثيرين دون وعى منها، تنزل دموعها بغزارة، حتى وصلت الى باب شقتها لتطرق الباب بقوة، فتحت لها علية الباب لتفاجئ بمظهرها المنهار لتقول فى قلق:
مالك يامايا؟حصل ايه؟
لم تقوى مايا على التحمل اكثر لتسقط بين يدى والدتها فاقدة الوعى.

ما ان غادرت مايا حجرة المكتب حتى التفت مهيب الى ديالا قائلا فى صرامة:
كان قصدك ايه م اللى قولتيه دلوقتى؟
قالت ديالا ببرود:
هيكون قصدى ايه يامهيب؟مش مايا بنت عمتك، قلت افرحها معانا بالخبر الحلو ده
قبض مهيب على ذراعها بقوة قائلا:
ومن امتى بتحبى مايا وعايزة تفرحيها، ها، انتى كنتى قاصدة تجرحيها بكل كلمة قولتيها؟

نزعت ذراعها من يده بغل قائلة:
آه مبحبهاش، وآه كنت قاصدة اقولها عشان أحرق دمها ولا انت فاكر انى مش عارفة انها بتحبك
نظر اليها بصدمة لتستطرد قائلة:
تعرف لولا انى عارفة انك مش بتفكر فيها بالطريقة دى انا كنت وريتها الجربوعة دى، خطافة الرجالة
أفاق مهيب من صدمته وهو يدرك ان كل من حوله شعروا بحب مايا له الا هو، ليقول بصرامة:.

لآخر مرة هسمحلك تتكلمى عن مايا بالشكل ده وخليكى فى حالك أحسنلك ياديالا، والا هتشوفى منى وش عمرك فى حياتك ما شفتيه، فاهمة ولا لأ؟

زاد الحقد فى قلب ديالا تجاه مايا التى تسلب عقل الرجال من حولها لتنتفض على صوت مهيب يقول بحدة:
فاهمة ولا لأ؟
اومات براسها ايجابا ليزفر مهيب قائلا:
كنتى جاية عايزة ايه؟
تلونت ديالا مثل الحرباء لتبتسم قائلة:
كنت عايزة فلوس
قال بجمود:
ليه؟

قالت بدلال:
عايزة اشترى هدوم وشوية لوازم يامهيب، عشان هدومى ضاقت بسبب البيبى
قال بسخرية:
انتى لسة فى الشهر الأول ياديالا، هدوم ايه اللى لحقت تضيق عليكى
قالت ديالا بضيق:
المهم انها ضاقت وخلاص وعايزة غيرها، وبعدين انت بقالك فترة بتدقق معايا فى الفلوس، انت مكنتش كدة ايه اللى غيرك؟
نظر اليها مهيب ولسان حاله يقول:
عينية فتحت ياديالا، وشفتك على حقيقتك.

ليغمض عينيه يخفى مشاعره النافرة و الواضحة على وجهه ثم يفتحهما وهو يخرج بطاقة الائتمان الخاصة به من جيبه ويمنحها اياها قائلا:
اتفضلى ياستى، آدى الفلوس اللى انتى عايزاها
أخذتها منه بسعادة وهى تقبله على وجنته وتسرع بالمغادرة ليهز راسه فى مرارة قائلا:
انا ازاى كنت اعمى بالشكل ده، ازاى؟

نظر أيهم الى جورى بثبات لا يشعر به بداخله وهو يرى عيونها الحزينة، يود لو يأخذ حزنها ويلقيه بعيدا، يعلم انه السبب به، ولكن ما بيده حيلة، فوالده سد الطريق بوجهه وداس عل قلبه بقوة، تنهد وهو يقول:
قبل ما أقول أى كلمة، احب أفكرك بوعدك لية
نظرت اليه بحيرة ليمسك يدها قائلا:.

يوم ما مسكتى ايدى، قلتلك قبلها انك لو مسكتيها يبقى بتوعدينى انك هتفضلى معايا لآخر يوم فى عمرى، وده كان اول وعد نوعده لبعض ومش مستعد حد فينا يخلف بالوعد ده ياجورى.

نزعت جورى يدها من يده وقد امتلأت عينيها بالدموع قائلة:
بس ما اتفقناش ان ماما تتهان كرامتها بسبب الوعد ده ياأيهم، اذا كانت سعادتى هتيجى على حساب أمى، فآسفة مضطرة أخلف وعدى
قال فى صدمة:
يعنى هتتخلى عن حبنا بالسهولة دى، هتقدرى ببساطة كدة تبعدى عنى؟
قالت فى مرارة:.

مين قالك انها بالبساطة دى، ربنا اللى عالم أنا بموت ازاى من جوايا، كل ما أفكر انى هبعد عنك، بحس ان روحى بتتسحب منى، بس غصب عنى مش هقدر اكون معاك وامى بتتهان وتنكسر لتانى مرة بسببى
أمسك وجهها بين يديه قائلا فى لوعة:
يبقى مفيش أدامنا غير انى آخدك انتى ووالدتك ونسافر، انا مستعد أبعد عن الناس كلها بس أكون معاكى.

قالت فى حزن:
مش هينفع، مش هتقدر تبعد عن أهلك وانت روحك فيهم، مش هقدر اكون السبب فى ده، انا عشان بحبك مستحيل أرضى بالحل ده
ترك أيهم وجهها ليمرر يده بشعره بمرارة قائلا:
بس أنا كدة هموت، انا مش هقدر أتخلى عنك، حبك بقى بيجرى فى دمى وعذابى بقى بعدك ياجورى
نزلت دموعها وهى تقول:
حتى لو اتعذبنا، هييجى يوم وننسى، محدش فينا هيقدر يتخلى عن أهله ياأيهم حتى لو قلنا العكس
قال فى حزن:
ده آخر كلام عندك؟

أومأت برأسها قائلة فى مرارة:
انسانى ياايهم واتجوز بنت عمتك، يمكن تقدر تحبها وتعوضك عنى
ابتسم بمرارة قائلا:
لو مكنتش ليكى مش هبقى لغيرك ياملاكى
وفجأة ابتعد عنها مسرعا وكأنه يخشى أن يضعف لتصاب جورى بالقلق عليه لتذهب مسرعة الى سوسن وترى عادل جالسا بجوارها لتقول بسرعة:
انت صاحب أيهم؟

اومأ برأسه وقد قلق من ملامحها الشاحبة لتقول هى بسرعة:
من فضلك روح وراه بسرعة، أصله مشى وهو متعصب وخايفة عليه من السواقة وهو فى الحالة دى.

اومأ برأسه ايجابا وهو يسرع خلف أيهم الذى انطلق بسيارته بسرعة جنونية ليركب عادل تاكسيا ويأمره بأن يمشى وراء تلك السيارة المسرعة وقلبه يدق قلقا، فى حين كان أيهم يقود شاردا بكلمات جورى التى أصابته باليأس ليزيد السرعة دون وعى منه، ليشعر فجأة بضربة قوية، ويحس بالم شديد فى جسده وصراخ المارة من حوله، ليكون آخر ما سمعه هو صراخ عادل باسمه قبل أن يسقط فاقدا الوعى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة