قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب والكبرياء للكاتبة ياسمين عادل الفصل الخامس عشر

رواية لعنة الحب والكبرياء للكاتبة ياسمين عادل الفصل الخامس عشر

رواية لعنة الحب والكبرياء للكاتبة ياسمين عادل الفصل الخامس عشر

- أستيقظت من نومها المتقطع بتثاقل بل الاحري انها لم تذوق طعم النوم في ليلتها ظلت ساكنه في فراشها مسلطه نظرها لاعلي، بينما قضي هو ليلته قابعا خلف الباب يضم ركبتيه لصدره وساندا برأسه ومرفقيه على ركبتيه لساعات طويله حتى اشرقت الشمس وظهرت خيوطها الذهبيه داخل الغرفه فنهض من مكانه بتألم وتثاقل نتيجه وضعيته ف الجلوس. وتوجه للمرحاض بخطوات بطيئه وخرج بعد أن بلل وجهه بقطرات المياه البارده وتوجه لخزانة ملابسه وانتقي قميصا من اللون السمني وسترة وبنطال من اللون العسلي القاتم. وبعد ان ارتدي ملابسه وقف أمام المرآه يعدل من هيئته ويمشط شعرة ثم التقط اشيائه وحقيبته وانطلق للخارج...

- كانت فاتن جالسه بحجرة الطعام ع رأس الطاوله ترتشف قهوتها اليوميه وتتصفح أحدي المواقع الاخباريه من خلال جهاز ( التابلت ) وما أن رآته حتى اغلقت جهازها ونظرت له بحنان وهو يتوجه اليها. فقبل يديها
أدهم: صباح الخير
فاتن مربته ع كتفه: صباح النور ياحبيبي. شكلك منمتش
أدهم جالسا: لا نمت. المهم طمنيني عليكي انتي كويسه
فاتن بنصف عين: انا كويسه. بس في ناس تانيه مش كويسه.

أدهم بجفاف: لا كويس متقلقيش. فين ياسين هو مش رايح الشغل ولا ايه
ياسين آتيا من الخلف: انا جاهز اهو ياكبير. صباح الفل عليكوا
فاتن و أدهم: صباح النور
ياسين: زهرة. النسكافيه بلاك بتاعي الله يكرمك
فاتن: مش هتاكل حاجه مع النسكافيه بتاعك ده
ياسين: لا ياماما انتي عارفه مش بفطر انا
أدهم: انا ماشي. عايزين حاجه
ياسين: استني ياعم هوصلك معايا. مش عربيتك ازازها اتكسر
أدهم رافعا حاجبيه: عرفت منين؟

ياسين: امبارح نسيت تركن العربيه ف الجراج وركنتها قدام الفيلا فشوفتها
أدهم: هابقي اوديها التوكيل لما افضي. وانت يومك بسنه مينفعش استناك. يلا سلام
فاتن بأنتباه: أددددهم فيم دبلتك
- نظر أدهم ليديه بتألم فقبض ع عينيه واردف قائلا
أدهم: محدش يفتح معايا الموضوع ده. خلاص
فاتن بحده: يعني ايه الكلام ده؟
أدهم: يعني دي حياتي واخترت أكملها لوحدي ومحدش يضغط عليا بأي وسيله لاني مش متحمل
ياسين غامزا: سيبيه ياماما.

فاتن: ...
ياسين بخفوت: ان شاء الله الامور تتصلح ياماما
فاتن بتنهيده: ياااارب
- استقل أدهم سيارته وانطلق بها أتجاه المجموعه وما أن وصل حتى توجه للاستقبال
أدهم: لو سمحتي. عايزك تشوفيلي بنت من الارشيف ولا شئون العاملين
الاستقبال: ممكن حضرتك يافندم تقولي المهام اللي هتوكلها ليها عشان اختار الموظفه المناسبه
أدهم: هتمسك مكتبي. لاني مش فاضي اطلب موظفين جداد
الاستقبال: تمام يافندم. هشوف لحضرتك المطلوب.

أدهم: عايزها بأسرع وقت ممكن
الاستقبال: ان شاء اللع خلال ساعات هتكون جاهزة يافندم
ادهم: طيب
- توجه أدهم لمكتبه ومر ع مكتبها فنظر بطرف عينيه ليري ما أن كانت بالداخل أم لا فشعر بعدم تواجدها. فتنفس الصعداء حيث انه غير قادر ع تحمل المواجهه الان فذلك هو اليوم الاول للفراق ويحمل قلبه الكثير من الانين.

- جلست في حديقة قصرها مغمضة العينين شاردة في جميع اركان الحديقه التي جمع كل ركن فيها ذكري جميله حتى افاقت من شرودها ع صوت ابواق سيارة ما ع باب القصر حتى سمح الحلرس بالدهول فدققت النظر لتجد رامز يدلف خارج سيارته.
رامز مبتسما: صباح الخير يآنسه جيدان
جيدان: صباح النور
رامز: أتمني يكون مستر عزيز لسه موجود
جيدان: ايوة موجود. تقدر تتدخله جوة
رامز: متشكر. عن اذنك.

عزيز: كويس أنك جيت يارامز. عموما انا هسافر خلال ايام وجيدان هتكون خلصت اجازتها ونزلت
رامز: طب والورق ده يافندم.
عزيز: الفايل ده هتسلمه لجيدان وانا هفهمها ايه المطلوب وتعمله
رامز: تأمر يامستر عزيز. عن اذنك
- دلف رامز للخارج بأتجاه جيدان فرأي قطرة تسقط من عينيها وهي لا تشعر بوجوده فتنحنح للفت انتباهها
رامز: أحم أحم
جيدان بأنتباه: خير يارامز.

رامز: الفايل ده طلب مني مستر عزيز اسلمه ليكي وقال هيديكي كل التعليمات
جيدان ملتقطاه منه: طيب يارامز
رامز بترقب: ممكن أسالك سؤال. شخصي
جيدان عاقده حاجبيها: شوية مشاكل بينب وبين ادهم
رامز محدقا: عارفه كمان هقول أيه؟
جيدان: اها اكيد
رامز: طب المشاكل دي بينكوا ولا حد ادخل بينكوا. اسف ع التطفل بس يمكن اساعدك
جيدان بتنهيده: طرف تالت اتدخل بينا
رامز عاقدا حاجبيه في ضيق: رودي؟

جيدان واقفه في مكانها: انت عرفت منين؟
رامز: اصلي عارف انها من زمان عايزه تاخده منك. بس متديهاش الفرصه دي
جيدان بتهكم: واضح اني كنت غبيه زيادة عن اللزوم. الكل واخد باله وعارف وانا اللي استغبيت
رامز: أن شاء الله هتعدي كل حاجه ع خير. انا همشي بقي
جيدان: تقدر تتفضل وانا هحصلك.

- أرتدت جيدان ملابسها التي كانت مكونه من بنطال من الليجن الاسود وتعلوه كنزه قصيره من اللون النبيتي ذات فتحة صدر ضيقه واكمام حريريه شفافه. كما ارتدت حذاء عالي من اللون النبيتي وتركت شعرها الذهبي ينسدل ع كتفها واخذت حقيبتها وهاتفها وانطلق للخارج.

فأستقلت سيارتها وانطلقت نحو المجموعه. وما ان وصلت لمكتبها حتى دلفت للداخل في عجاله وفتحت حاسوبها الشخصي ودونت الكثير وقامت بتثبيت الكثير من المعلومات كما قامت بأرسال طلبات للتعاقد ع استيراد بعض الماكينات والاجهزة الحديثه وانتظرت الرد ع الفاكس الذي ارسلته...
( مكتب عزيز )
أدهم: والسفريه دي هتكون أمتي ياعمي
عزيز: خلال ايام بأذن الله. بس يردوا ع الفاكس اللي بعتناه الاول
أدهم: تمام ياعمي، فاكس!

مين بعت فاكس
عزيز بخبث: جيدان في مكتبها وزمانها بعتت الفاكس
أدهم ببرود مصطنع: طيب ياعمي. عن أذنك
عزيز مبتسما: اتفضل
- أنطلق أدهم لمكتبه وقام بمحادثه موظفي الاستقبال مرة أخري لاستعجال حضور تلك الموظفه الجديده فأخبرته الموظفه بأنها قامت بأختيار الموظفه المناسبه ولكنها باانتظار تسليم عملها لموظف أخر بديل عنها وما هي الا دقائق وحضرت اليه...
: مساء الخير
أدهم: مساء النور. أسمك؟
زمان: أسمي زمان.

أدهم محدقا: زمان! طيب مبدئيا كده انتي هتمسكي المكتب هنا وهيكون ليكي مكتب بره مؤقتا لحد ما نجهز الاوضه اللي جمبي
زمان: تمام يافندم
أدهم بتردد: آ آ اآا ومهمتك الاساسيه انك هتكوني همزة الوصل بيني وبين الاستاذة جيدان. تعرفيها؟
زمان: اه اعرفها. الاستاذة جيدان السامي
أدهم ببرود: اه هي. هتروحي عندها وتطلبي منعا نتايج الفاكس اللي اتبعت. وكمان الملف اللي تحت الترجمه بقاله اسبوع ف مكتبها.

زمان: تمام يابشمهندس. اي اوامر تانيه؟
أدهم: ، لا أتفضلي
( مكتب جيدان )
جلست جيدان بصحبة رامز يراجعون بعض الاعمال حيث دلفت عليهم زمان بعد ان قرعت ع الباب
رامز: ايوة كده كويس اوي. بس الجدوله بتاعت المعلومات دي ممكن نصلحها عشان تبقي...
زمان: صباح الخير
جيدان عاقده حاجبيها: صباح النور، انتي مين.

زمان: انا مديرة مكتب بشمهندس أدهم الجديده. والبشمهندس طالب نتايج الفاكس اللي اتبعت النهارده وكمان الفايل اللي تحت الترجمه اللي عند حضرتك من اسبوع
جيدان ببرود: اول ما يكون في حاجه جديده هبعتها لحضرته
زمان: تمام يافندم. عن اذنك
رامز: دي شكلها مش جديد عليا. متهيألي كانت شغاله ف شئون العاملين
جيدان بتهكم: جديده او قديمه مش مشكلتي
أدهم بحده: ازاي فايل في مكتبك بقاله اسبوع ومخلصش يااستاذة.

جيدان ببرود: انا قولت للسكرتيرة بتاعتك اول ما يكون في حاجه هبعتها. وبعدين ده شغلي وانا أدري بيه
أدهم بحده: شغلك ده مترتب عليه شغلي وانتي متسببه ف العطله دي
جيدان مشيرة بيدها: اولا مسمحش تكلمني بالاسلوب ده ثانيا شغلي انا أدري بيه من حد تاني
أدهم بحده وعصبيه: اولا اتكلم زي ماانا عايز وبالطريقه اللي تعجبني ثانيا لما يكون شغلك مترتب عليه شغلي يبقي من حقي ادخل
رامز بهدوء: أهدوا ياجماعه وكل حاجه هتتحل.

ادهم ناظرا اليه ببرود: بس أنت يا بابا
جيدان: مسمحلكش تكلم مدير مكتبي كده
رامز محدقا: ...
أدهم متعجبا: مدير مكتبك! تمام بما أن الاستاذ بقي مدير مكتبك انا ممكن اخصمله من مرتبه لانه مقصر في عمله ومسلمنيش فايل موجود ف مكتب المديرة بتاعته اسبوع
جيدان رافعه حاجبيها: أنت اتجننت يأدهم
أدهم رافعا احدي حاجبيه: لا يااستاذة. الجنان لسه جاي ف السكه. سلام
رامز: ياخراب بيتك ياارامز هو انا هتعك ف النص ولا ايه.

جيدان: ...
رامز ملوحا بيده: آنسه جيدان!
جيدان بأنتباه: هه. متقلقش يارامز انت معايا. وبعدين بابا مسافر بعد كام يوم وانا هخلص اجازتي وانزل وانت الطبيعي هتكون معايا طول فترة سفره
رامز ف نفسه: ياخبر اسود. دي قلبت بعند وطار وشكلها هطين عليا انا والبت الغلبانه التانيه. هوون يارب.

- انصرف أدهم لمكتبه وهو في جام غضيه وعصبيته ولا توحي ملامحه بالخير. ولكن اعتلي ثغرة ابتسامه عفويه ع اسلوبها الطفولي وعندها امامه فما زالت طفلته التي تربت ع يده ولكن...

توجهت جني لمقر مجموعة النهضه بعد أن هاتفتها جيدان وطلبت منها الحضور فورا. وعقب حضورها توجهت لاحدي موظغي الامن تتسأل عن مكتب جيدان السامي. حيث كانت تلك المرة الاولي التي تقوم فيها بزيارة المجموعه وبعد أن ادلها موظف الامن توجهت سريعا لكنها سلكت الطريق المعاكس. فأخذت تبحث عن أسمها المدون بجانب كل باب ولكنها لم تجد حتى وصلت لنهاية الطرقه فعادت مرة أخري. بينما كان مالك يتهيأ للخروج من مكتبه فصادفها أمامه ففرت شفتيها في صدمه.

مالك بأبتسامه واسعه: وانا اقول المجموعه منورة ليه. اتاري جني فيها. ازيك عامله ايه
جني: الحمد لله. عن أذنك
مالك ممسكا بيدها: استني بس رايحه فين
جني ناظرة ليده: انت ازاي تتجرأ وتمسك أيدي
- أثارت كلماتها استفزازة فجذبها لداخل مكتبه واسندها ع الباب وحاوطها بذراعيه مقتربا منها
مالك: انتي اللي جايه لحد عندي. مش انا اللي جاي
جني محاوله دفعه عنها: اوعي ايدك دي خليني اعدي
مالك بأستفزاز: تؤ مش هوعي هتعملي ايه.

جني بحده: هزعق واتعصب والم عليك الموظفين
مالك غامزا: احب شراستك. في حد يعمل كده ف حبيبه برده
جني بجديه: حبك برص ياقليل الادب. اوعي ايدك بقولك
مالك مقتربا: أموت واتربي ع ايدك يانوجا.

- فشلت محاولاتها في التخلص من ذراعيه المحاوطه لها فهجمت ع ذراعه بأسنانها الحادة حتى كادت تقتلع قطعة من لحمة بين اسنانها ولكنه انتشل يده بصعوبه من فكيها فدفعته للامام بقوة وفتحت الباب ع وجه السرعه ودلفت للخارج وهي تتنفست الصعداء، ثم توجهت للاستقبال لارشادها لمكتب جيدان مرة اخري وتوجهت اليها...

- كانت مستنده بظهرها ع كرسي مكتبها الوثير في حالة استرخاء كامل وقد تركت العنان لجسدها حتى يقطع شرودها دخول جني...
جني باابتسامه مصطنعه: يا صباح الخير
جيدان بجفاف حاد: صباح النور. أتاخرتي ليه
جني بمرح: لازم أتاخر ف المتاهه اللي داخله فيها دي المجموعه كبيرة جدا اللهم لا حسد يعني وكلها مغارات ياجيدا
جيدان: متقوليليش جيدا تاني. قوليلي، قوليلي ديدي
جني بدهشه: أقول ايه؟ ديدي!
جيدان: اه ديدي.

جني: طيب. ديدي ديدي
جيدان: طب يلا نمشي
جني محدقه: أنتي جيباني هنا عشان تقوليلي يلا نمشي. مكنتش جيت بقي
جيدان: ماانتي اللي جيتي متأخر
جني: انجزي وقولي جايباني هنا ليه
جيدان بضيق شديد: أدهم. جايب واحده تمسك مكتبه
جني لاويه فمها: امممم وانتي مالك؟
جيدان بغيظ: تصدقي فعلا ماليش علاقه. انا غلطانه اني كلمتك عشان تيجي. يلا نمشي
جني: خلاص ياست الحمئيه وهو ليه عمل كده
جيدان: اكيد عشان ميتعاملش معايا.

( في تلك اللحظه قرع ياسين باب المكتب للدخول حتى اذنت له جيدان بالدخول )
ياسين: الله الله. جيجي عندنا هنا. دي المجموعه منورة
جني بخجل: تسلم ياايسو
ياسين بضيق: وانتي ياجيدا عامله ايه. وحشاني
جيدان بأبتسامه خفيفه: ميرسي اوي يا سيسو. انا كويسه
جني بتهكم: جيدان غيرت اسمها لديدي
ياسين رافعا حاجبيه: ايييه دودا ايه وديدي ايه. مفيش اجمل من اسم جودي
جيدان باابتسامه: ...
جني: قولها ياسيسو.

ياسين: عموما. انا قولت اجي اطمن عليكي خصوصا لما عرفت انك واخده اجازة
جيدان: ميرسي أوي. أنا كنت جايه اخلص شوية شغل وماشيه دلوقتي
ياسين ناظرا لجني بترقب: طيب ابقي اكمل كلامي معاكي بعدين
جيدان ممسكه بهاتفها وحقيبتها: ان شاء الله يا ياسين وسلملي ع طنط فاتن
ياسين: حاضر
جيدان: سلام
ياسين: سلام
ياسين لجني بخفوت: عايز ابقي اتكلم معاكي شويه
جني بهدوء: حاض هابقي اكلمك
جيدان ملتفته: في حاجه ياجماعه.

ياسين: لا سلامتك يا، ديدي
- بينما اصطحبت جيدان جني معها لتوصيلها، كانت جيدان في حاله من السكون حتى ان جني شعرت بها وبحاله الشرود التي فيها دائما فحاولت كسر حاجز الصمت
جني: احم هو اونكل عزيز مسافر امتي
جيدان ناظرة للطريق: مسافر آخر الاسبوع. يعني بعد 4 أيام بالظبط
جني: وانتي طبعا هتنزلي بمجرد ما هو يسافر؟
جيدان بتنهيده: أه
جني: ، ربنا معاكي
جيدان: عايزة تقولي حاجه ياجني؟

جني: هه لا ابدا مفيش. ادينا وصلنا. اسيبك انا بقي
جيدان: مع السلامه يانوجا
جني: سلام ياحبيبتي.

- أنطلقت جيدان لمنزلها ثم صعدت غرفتها ع عجاله والقت حقيتها ودلفت للمرحاض. حيث قامت بملأ حوض المياة بالماء الدافئ ثم خلعت ملابسها واستلقت بداخله. اسندت رأسها للخلف وسلطت بصرها للاعلي. وبعد الكثير من التنهيدات الحارة التقطت نفسا طويلا وهبطت اسفل الماء. فغاصت بتفكيرها في ذكريات كثيرة جمعتم. شعرت بالشوق الجارف لوالدتها الراحله كم هي بحاجه إلى احضانها الان. ودت لو انها ذرفرت الكثير من الدموع حتى تمتزج بمياه الحوض الدافئه ولكنها شعرت ان انفاسها انقبضت وكادت تفقد حياتها دون شعور. فلقد اخذها تفكيرها للوصول لمرحلة اللاشعور فصعدت ع الفور وهي تلتقط انفاسها بصعوبه بالغه. حتى بدأت في الهدوء تدربجيا. فهبت واقفه والتقطت منشفتها القطنيه الطويله ولفتها ع جسدها وانطلقت للخارج. جلست أمام المرآه تنظر لهيئتها دقائق ثم التقطت فرشاة الشعر وبدأت في تمشيط شعرها حتى قاطعها صوت هاتفها الصاخب ليعلن عن أتصال ما...

جيدان بتوجس: الوو، مين معايا
مالك: انا مالك. ارجوكي متقفليش
جيدان: أزيك يامالك
مالك: الحمد لله كويس، المهم أنتي كويسه؟
جيدان: اه الحمد لله. خير؟
مالك بترقب: انا سمعت باللي حصل بس مصدقتش. ياتري ده حقيقي
جيدان: ...
( أنهك نفسه ف العمل حتى لا يطيل التفكير بظلها الذي يلاحقه، ولكن لا مفر فليس قلبه فقط من يفكر فيها بل اجتمع قلبه وعقله عليها وتلك الحاله نادرا ما تحدث. ).

زمان: مستر أدهم. ده وقت الانصراف بتاعي تأمر حضرتك بحاجه
أدهم: لا شكرا، اه اه ممكن تشوفي الاستاذة جيدان خلصت الفايل ولا لسه
زمان عاقده حاجبيها: الاستاذة جيدان غادرت المكتب من بدري
أدهم واقفا في مكانه: ايييييه! مشيت من أمتي
زمان بتردد: من بدري يافندم
أدهم بعصبيه: وسبع البرومبه مدير مكتبها مشي
زمان: بصراحه مش عارفه يافندم
أدهم مشيرا بيده: وسعي من سكتي كده. ولو عايزة تمشي امشي.

- أنطلق أدهم بخطوات سريعه لمكتب رامز للتأكد من معلومه انصراف جيدان...
أدهم بحده: فين الاستاذه اللي مشغلاك يابني
رامز بقلق: أستاذة جيدان مشيت من بدري. تحت ابلغها بحاجه
أدهم: وازاي تمشي من غير ما تسلمني الملف اللي طلبته منها
رامز: اصل الاستاذة ف اجازة وهي جت عشان مهمه معينه وكلت بيها وللاسف حتى المكتب مش هقدر افتحه بدون علمها
أدهم رافعا حاجبيه: انت معاك مفاتيح مكتبها؟
رامز بترقب: وو والكارت كمان.

أدهم بغيظ: دي حاجه عال قوي. لما تجيلي ليا كلام تاني مع سيادتها
رامز: ...

- أنطلق ادهم لمكتبه والتقط حقيبته وهاتفه ومفاتيحه ودلف للخارج بعصبيه وانطلق بأقصي سرعه بأتجاه منزله. فصعد لاعلي بعجاله والقي بأشيائه ع الاريكه وخلع سترته وقميصه والقاهم جانبا ثم توجهه للمرحاض للاغتسال. وبعد ان انتهي توجه لخزانة ملابسه وانتقي منها تيشيرت من اللون الازرق القاتم الذي يأخذ شكل الجسم وتفصيلاته وبنطال من الاسود الجينز وارتدي ملابسه وتوجه للخارج.

حيث هاتفته والدته واخبرته انها بالنادي وتود ان يمر عليها لاصطحابها للمنزل
( في النادي )
أدهم بأقتضاب: مساء الخير
فاتن وجميله: مساء النور
فاتن: اتاخرت كده ليه ياادهم
أدهم: أعذريني ياماما كان ورايا شويه شغل كده
جميله: اذيك ياادهم. اقعد ياحبيبي واقف ليه
أدهم: شكرا ياطنط بس انا تعبان ومحتاج انام وكنت جاي أخد ماما
جميله: ع فكرة رودي مش هنا. يعني ممكن تقعد براحتك
أدهم: لا عادي ميهمنيش.

جميله: انا عارفه انك زعلان. بس معلش مش عايزاك تزعل ده طيش بنات وانت عارف رودي بتعزك قد ايه
أدهم: طيش! اهاا طيش بوظلي حياتي
فاتن: أدهم! ملهوش لزوم فتح مواضيع
أدهم بجديه: ماما انا مفتحتش مواضيع. هي اللي فتحته
فاتن: عموما خلاص اللي حصل حصل وانت وجيدان هتكونوا مع بعض
أدهم: ، طب يلا لو سمحتي عشان محتاج انام
فاتن: تحبي تروحي ولا هتفضلي هنا ياجميله
جميله: لا اتفضلوا انتوا. شويه كده وهمشي عشان مستنيه ناس صحابي.

فاتن: طيب ياحبيبتي براحتك. سلام
- استقل أدهم سيارته بعد ان اطمئن ع وضع جلوس أمه بجواره في السيارة
أدهم: بصي ياماما عشان نكون ع نور الفترة الجايه. موضوع جيدان متفتحهوش معايا قدام حد ولا بينا حتي. ايه الجمله اللي قولتيها جوه دي
فاتن: انا مش عايزة حد يفرح فيكوا
أدهم لاويا فمه: لا اللي عايز يفرح فرح خلاص واللي كان كان يعني ملوش لزوم الكلام ده بعد أذنك.

فاتن بضيق: انا مقدرة اللي حصل وانك مضايق ومش هعاتبك ع حاجه دلوقتي بس عايزاك تعرف انها بنتي زي ما انت ابني بالضبط
أدهم: بنتك بعيد عني. اتصرفوا مع بعض انا ماليش علاقه
فاتن بنصف عين: عنيك فصحاك قبل قلبك
أدهم: ...

- وصل أدهم بوالدته لمنزلهم، صعد سريعا لغرفته قبل أن تقوم والدته بفتح أي مناقشات معه فهو في حاله لاتسمح له بالنقاش والجدال. خلع التيشرت الخاص به والقي بجسده ع الفراش وأخذ يذهب بجسده يمينا ويسارا على أمل ان يأتي النوم لعينيه ويذهب التفكير عن باله حتى غاص بنوم عميق ولم يشعر بحاله الا في صباح يوم جديد. عندما ايقظته والدته بحده وصوت مفزوع
فاتن بفزع: ادهم. قوم يابني بسرعه قوم.

أدهم بنعاس: اييييهياماما في ايه. حد يصحي حد كد
فاتن: الحق جيدان يابني. يلاااا
أدهم بفزع وخضه: مالها جيدان ايه اللي حصلها
فاتن بقلق شديد: جيدان مش ف بيتها من امبارح وعزيز كلمني وهو هيموت من الخوف عليها عشان يسالني اذا كنت شوفتها
أدهم مسيطرا ع انفعلاته: وانا مالي بتقوليلي ليه
فاتن محدقه: اييييييه، انت بتقول ايه
أدهم ببرود مصطنع: ليها أب مسؤؤل عنها وهو اللي يقدر يتصرف. انا ماليش علاقه
فاتن: ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة