قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والسبعون والأخير

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والسبعون والأخير

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والسبعون والأخير

ركضت عليه، راته يسير على قدميه بانكسار وحزن فهو لا يريد ان يركب السيارة بل فضل ان يسير على قدميه، حتى تتجاوب معه نسمات الهواء العليل وتشعر بمدى وجعه والمه، حقا اسفا والف اسفا لقد فقدها لابد ولا يوجد طريق لعودتها مرة اخرى، تحدثت بصوت عالى. قطعت عليه كل الوجع والالم.

- قائلة باعتراف. وهي تنهج. انا من فترة قابلت شاب وحبيته من اول نظرة، لكن هو محبنيش بالعكس كان بيكرهنى جدا، يشوف العمى ومايشوفنيش. كان عنيد وعصبى ودايما عيونه تدق شرار. وكان اول ما يلمحنى لازم يمسك فيا ويتعصب عليا، حاولت اتخلص من حبه لكن فشلت لان كل دقة من قلبى بتصرخ باسمه. انا حبيت كل حاجة فيك برغم ان الاختلاف مابينا كبير. لكن حبيتك وبقيت بصلى زى المسلمين وادعى ربنا انك تكون ليا.

التفت لها والاندهاش واضحا على وجهه.
هى واصلت حديثها
- اه بقيت بصلى كل يوم وبفكر في ربنا كتير هو والنبى محمد.
- عليه افضل الصلاة والسلام.
- خلاص هعترف انا بحبك ومقدرش من غيرك.
- ورود انتى...
- اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد عبده و رسول الله.
اتسعت عينيه بصدمة.
- قائلا بعدم تصديق. انتى بتقولى ايه.
- خلاص يا ادم كل الوجع انتهى.
- انا حبيتك من غير ما احسبها او افكر ازاى حبيتك. حبيتك وبس بدون سابق انذار.

- احنا الاتنين عيشنا ندور على بعض واخيرا القدر جمعنا.
- كان في وقت غلط.
- والغلط اتصلح.
- بحبك يا ورود.
- وانا بعشقك.
قال بندم. وهو يركض اليها لياخذها بين احضانه.
- انا اسف.
قالت بعشق. وهي تتعمق بين احضانه.
- انا بحبك. اخيرا رضيت عنى يا ربى، وارسلت لى الشخص الذي ظليت اتخيله في احلامى، وارسم معه اجمل الاحلام وارقها، اخيرا بكيت دموعى من رضا ربى على، اخيرا.

اريد ان اخبره بانه كان حلم اريد الوصول له، اريد ان اخبره باننى كنت صورة جميلة ينقصها ما يكملها، اريد ان اخبره باننى كنت اعيش عمرى خوف تحت رحمة الظروف، كنت قصة ناقصة تكمل او كلام ناقص حروف، كنت اريد ان اخبره باننى كنت وردة مهملة حتى اتى وتفتحت اوراقها، اريد ان اخبره اسمى اصبح مريحا بالنسبة لى، حياتى كانت صعبة بدونك مثل طفل رضيع ضل طريقه حتى وصل اليك، لقد تغير كل شىء معك واصبحت الاحلام حقيقة.

مر من العمر ما مر مازالت طرقنا متخبطة واحلامنا طائرة في السماء، حافظنا على بعض من كبريائنا في رحلة الحياة، تغيرت ملامحنا من قسوة ما عشناه، ولكن القلوب مازالت تنبض بحب الاخرين، مازالنا نقدم العطاء ونتمنى المزيد من الاحبة، ونقف بجوار بعضنا البعض، اطلت ورود بفستانها الابيض ومتشابكة اليد مع زوجها ادم كارم النوار و شذى واحسان حاملين ذيل الفستان يساعدوها في هبوط الدرج المزين بالزهور البيضاء الرقيقة، وسط حضور الجميع والتصفيق الحار لسعادتهم بها...

الام تصفق بحرارة.
- قائلة بفرحة. مبروك يا ورود مبروك.
صافى ايضا تصفق.
- قائلة بسعادة. مبروك يا ادم...
قال كريم الذي يقف بجوار زوجته.
- مبروك يا ولاد.
الجميع يصفق والكل سعيد بهما والابتسامة لا تفارق وجههما، لقد دعى ادم جميع من كان في الكلية وعلى راسهم ماييفا التي تقف بجوار خطيبها وتصفق ايضا انبهار بجمال العروسة وسعادة لاجل ادم، وسراج وزوجته نورين واحسان ومالك الذان ينتظران زفافهما بفارغ الصبر...

منذ اسبوع وهي تقلب في الهاتف رات لينك الشهادة على الفيس بوك، دخلت عليه وادخلت الرقم السرى الخاص بها. ظهر اسمها انها من الناجحين فرحت بشدة، ولكن فرحتها لم تكتمل الا عندما ترى اسم خطيبها ادم، فهو اخيرا اصبح خطيبها بعد ان اجتازوا جميع المراحل الصعبة، وجدت اسمه من الناجحين ركضت من فراشها على شقته تطرق الباب في سعادة وحماس. فتح لها.
- قائلا بابتسامة. في ايه.
قالت بسعادة. وهي تصرخ بحماس.

- نجحنا يا ادم نجحنا.
- بجد.
- هي دى فيها كدب.
قال بحب وهو يخطف الى حضنه.
- يا حبيبتى يا ورود.
قالت بعشق، وهي تبادله الحضن.
- حبيبى.
- اخيرا عملتها ونجحت.
- اه يا حبيبي عملتها وخلصت التعليم.
- قال بعشق. وهو ينظر في عينيها. انا بس مابحبكيش انا بعشقك.
قالت بعشق. وهي تنظر داخل عينيه.
- يا حلم عمرى وفارس احلامى.
- انا مش قد الكلام ده.
- حياتى بقي ليها طعم واحلوت في وجودك.
- الحمد لله نقتى وضوئى وهضطر اتوضى تانى.

- انا اسفة.
قال بحب وهو يداعب وجنتيها بيده.
- عادى ولا يهمك يا حياتى.
- انت اللى حياتى.
- بحبك وبعشق كل نفس منك. امتى يجى اليوم اللى تكونى في حضنى.
- انت اللى اجلت جوزانا.
- لازم اجبلك بيت من فلوسى انا.
- وانت واديم ايه؟
- اخويا وحتة منى بس برضو.
- براحتك اللى انت عايزه.
قال باعتراف. وهي يمسك يدها التي يحاوطها خاتم الخطبة.
- عارفة لم جبت ليكى الدبلة دى من شغلى بقيت بحس انى راجل بجد.
- انت راجل وسيد الرجالة.

- الراجل هو اللى يصرف على اللى بيحبها من فلوسه واحساسها انها مرتبطة بواحد يعتمد عليه.
- على قد ما انى حزينة انك مهتقدرش نتجوز بسرعة بس كبرت في نظرى لم اشتريت دبلة الخطوبة من فلوسك.
- انا قربت اجمع المبلغ اللى محتاجينه في جوزانا.
- ان شاء الله خير.
ترن ترن قطع عليهم الحديث هاتفه. استاذنها ودلف الى الداخل وهي ورائه. خطفه من على الطاولة وفتح عليه.
- قائلا بسعادة. حبيبي اللى واحشانى.

- قلب اخوه. عملت ايه في النتيجة؟
- زى كل سنة.
- زى كل سنة بتاع زمان ولا الشكل الحديث.
- لا الشكل الحديث انا نجحت نجحت.
- مبروك مليار مبروك. واخيرا خلصت التعليم.
- شوفت ازاى.
- الحمد لله نشكر ورود على مجهودتها الخاصة.
ردت عليه ورود برقة. وهي تقف خلف ادم تسمع حديثهما.
- هو انا عملت ايه يا اديم.
- عملتى المستحيل ان ادم ينصلح حاله ويخلص التعليم وده كان شىء غير متوقع.
- هو انتوا كنتوا فاقدين في الامل للدرجة دى.

- دى امل ماتت منتحرة يا ابنى.
- يا ستار يارب.
- ده كله يرجع لورود.
- معملتش حاجة هو اللى مجتهد.
- مين يشهد لى.
- دى حقيقة ادم اجتهد الفترة الاخيرة جدا.
- خلاص هصدقك انك مالقيش علاقة بتفوقه. انتى تقديرك كام السنادى.
- تقدير امتياز.
- برافو يا حبيبتى.
هب فيه ادم بانفعال.
- قائلا بعصبية. مين اللى حبيبتك؟!
- يا ابنى بطل غيرة.
- هو انت ترضى اقول لنسمة يا حبيبتى.
- ارضى وبالجامد كمان.
- لانها اختى الكبيرة.

- ما هي ورود بنتى الكبيرة.
- الوضع مختلف تماما.
- مهما تحاول يا اديم هو هيفضل كدة.
- انتى مستحملى ازاى.
- زى ما انت استحملتنى سته وعشرين سنة.
- كانوا على قلبى زى العسل.
- فين ادم الصغير.
قال اديم بايجاب. وهو ينظر الى زوجته التي تجلس على الاريكة. وعلى قدميها ادم الذي يبلغ من العمر سنتين.
- بيقلع شعره امه قدامى.
قالت نسمة بانفعال، وهي تتخلص من يد ادم من شعرها.
- يا ابنى حرام عليك.
- ماما.

- ماما ايه انت خلاص هتخلص شعرى.
- المعركة هنا محتدمة بين الاتنين.
- وانت واقف تتفرج. والله كنت لسى واخده من نصيب الاسد دلوقتى بس قولت اكلمك واشوف نتيجتك.
- الحمد لله نجحت.
- طلعت المرتبة الكام.
- هو حد كان قالك انى احمد زويل.
- طب ورود خدت المرتبة كام.
- التانية.
- هو مين الاول.
- قصدك هي مين.
- متقولش.
- اه احسان خطيبة الزفت مالك.

علي الجانب الاخر كان يجلس مالك هو ووالده بجوار بعضهم البعض، في غرفة الليفنج روم في انتظار والد احسان. قال بطلب. وهو ينظر الى والداه.
- انا عايزاك تقنعه ان فرحنا الشهر الجاى.
- ان شاء الله.
- ما هو ان شاء الله بس تقنعه.
- حاضر يا مالك.
- هو مابقاش لى حجة تخرج واتخرجنا شغل وشغال معاك من يوم ما اتخطبت ليها.
- لازم يوافق لان البنت خلصت تعليمها.
قال بغيظ. وهو يجز على اسنانه بضيق.

- الجاحد خلانى اربع سنين خاطبها. ولا حتى نظرة ولا ابتسامة ولا لقاء حسبي الله ونعم الوكيل فى.
اقتحم عليهم الغرفة بكبرياء وثقة. فالتقطت اذنه كلمة مالك. فقال وهي يجلس قبالته على المقعد.
- بتحسبنا على مين يا مالك.
قال مالك بضيق.
- بتحسبن على نفسي.
قال كامل ببرود عندا فيه.
- ليه يا ابنى دى انت ناجح وجايب مجموع كويس.
قال عمر باختصار. وهو ينزل قدميه من قدمه الاخرى.
- بص يا فرغل عايزين نجوز العيال.

- ماعنديش مانع بس هسافر كدة كام شهر ولم ارجع نتكلم في كل حاجة.
- كاااااااااااااام شهر.
- اه عايز افسحها هي ورقية.
هب فيه مالك بانفعال.
- قائلا بعصبية. هو انت ماشبعتش فسح مع طنط رقية.
قال بايجاب. وهو يتجاهل نبرة العصبية التي يتحدث بها.
- بعوضها على السنين اللى فاتت انا مصدقت انها رجعت ليا.
- ياريتها ما كانت رجعت.
قال بتحذير. وهو يرفع يده في وجهه بتهديد.
- الكلام ده غلط في حقك.

- ارحمنى بقالك اربع سنين ممرمطنى.
- عملت معاك ايه.
- حارمنى من الانسانة اللى بحبها ولا اقدر اكلمها ولا اقابلها.
- ما انت خطبتها وهي صغيرة.
- مش ذنبي انى حبيتها.
تدخل اباه بهدوء.
- قائلا بتوضيح. لا ذنبك يا مالك. لان ابوها رافض فكرة بعد البنت عنه فكل شوية بيدور على حجة.
- هو انا هاخدها منه.
- اه هتاخدها ومهقدرش اشوفها وقت ما انا عايز.
- يعنى انت دى كله كنت ذللنى علشان فاكرنى هحرمك منها.

- على قد ما كنت قاسي معاها وفي بعض الاحيان بتفتكر انى مابحبهاش بس قسوتى كانت خوف عليها. احسان كل حاجة في حياتى. فكرة انها هتكون مع حد تانى صعبة عليا.
- انت عارف كويس انى بحبها الا ماكنتش خطبتها ليا.
- دى ماعنديش شك فيها.
- يبقي خلاص شيل الخوف والقلق من قلبك. وبيتى مفتوح في اى وقت دى بنتك ماحدش في الكون يقدر يفرق عنك.
دلفت الى الداخل برقى.
- قائلة باحترام. وهي تسلم عليه بترحاب. البيت نور يا اونكل عمر.

قال بسعادة. وهو يسلم عليها بحنية.
- يا حبيبة قلب اونكل عمر مبروك النجاح.
- الله يبارك فيك.
قال مالك باستفهام. وهو ينظر لها بعتاب.
- مافيش ازيك يا مالك.
- لا في. ازيك.
قال بايجاب. وهو يقوم من على مقعده ليسلم عليها.
- بقيت كويس لم شوفتك.
- مالك لم نفسك.
قال بغزل وهو ينظر لها بوقاحة وسط خجلها.
- اكتر من كدة يبقي حرام.
- مبروك عليك النجاح.
- دى اقل حاجة.
- على اساس انك الاول.
- اه طبعا مش انا وانتى واحد.

- ولد يا مالك.
ما تجوزنا واريحك خالص من طلتى البهية.
- مش عارف يا مالك وجودك في حياتنا بالدنيا.
- من قلبك.
- انت ابنى وفرحة كبيرة دخلت قلب بنتى.
- ماتكمل فرحتنا وتخلى الفرح الشهر الجاى.
سكت قليلا. ثم تحدث بعد تفكير.
- ماشى.
قال بحماس وعدم تصديق.
- اه يعنى بجد موافق.
- اه خلاص هطلق صراحكوا.
قال بسعادة. وهو يركض اليه وياخذه في حضنه.
- الله اكبر انا بموت فيك.
قال بضحك. وهو يبادله الحضن.
- الواد اتجنن.

قال بسعادة مفرطة. وهو يخرج من حضنه.
- انت مش عارف انت بتقول ايه. يعنى انا واحسان خلاص هنتجوز.
- اه خلاص.
- انا بحبك اوى اوى.
- احسان كدة هتزعل.
- لا هي عارفة انا بحبها قد ايه.
هبت فيه احسان بمزح.
- مالك انت اتجننت.
التفت اليها وذهب اليها.
- قائلا بتحسر. اربع سنين اربع سنين بحبك من بعيد للبعيد. ودى كله علشان اعرف قيمتك. اكتر من الاول.
- وعرفتها.
- دى انا حفظتها.
مبروك يا ولاد.
- الله يبارك فيك يا اونكل.

قالت رقية بابتسامة. وهي تدلف اليهم برقي.
- بتباركوا على ايه.
علي نجاح وجواز العيال.
قالت بسعادة. وهي تذهب الى احضان زوجها.
- اخيرا اطلقت صراحهم يا كامل.
قال مالك بايجاب. وهو يلتفت لها.
- اه اخيرا يا طنط رقية.
- ربنا يتتم ليكوا بالخير يا حبايبي.

فى تلك اللحظة، دخلت الى الام ؛ لتخبرها بنتيجتها في الكلية. طرقت الباب بادب فاذنت لها، دلفت الى الداخل اتسعت عينيه بصدمة عندما راته امامها.
- قائلة باستفهام. ايه اللى جابك هنا؟
قال بايجاب. وهو ينظر الى داخل عينيها بجراة.
- بتهربى منى ومش عارف اتكلم معاكى.
- جيت وشوفت المكان اللى انا عايشة فى.
- ماله انا حبيتك علشان انتى شذى.
- وياترى بقى اهلك موافقين على الكلام ده.

- شذى انا اهلى ناس عاديين بدؤوا من الصفر.
- ايا كان بس مهرجعش عن كلامى.
تعصب من طريقة رفضها التام.
- قائلا بانفعال. انا تعبت بقالى اربع سنين بحاول معاكى.
- ماحدش قالك حاول.
هبت فيها الام بانفعال.
- قائلة بحزم. اسكتى يا شذى.
قالت بتعجب. وهي تنظر الى الام
- نعم يا امى!
- اسكتى. واحد بيحبك وعايزك وانتى كمان بتحبى. ليه بترفضى وتعذبى وتعذبى نفسك.
- برفضه قبل ما المجتمع ما يرفضنى.

مجتمع ايه اللى يرفضك؟ انتى ذنبك ايه؟
- واحدة منبوذة اتربت في ملجا.
هبت من على مقعدها.
- قائلة بعصبية. انتى مجنونة ازاى تفكرى بالشكل ده والرب موجود.
- يا امى هي دى الحقيقة.
- مافيش حقيقة غير ان الانسان ده بيحبك.
- طلبه مرفوض.
قالت بادب وهي تنظر الى جورج متجاهلة شذى تماما. اتفضل يا استاذ جورج هنكون في انتظارك انت واهلك النهاردة نعمل جبنيوت.
قام من مقعده بحماس.
- قائلا بشكر. انا ممنون جدا ليك يا امى.

- دى اقل واجب يا ابنى.
- اسئذنك. هشوفك بالليل. قالها بتوعد. وهو ينظر من امامها.
نظرت الى الام بانفعال.
- قائلة برفض. انا مش موافقة.
- هجوزهولك غصب عنك.
قالت نسرين باستفهام. وهي تفتح باب الغرفة من غير استئذان.
- هو في حد بيتجوز من ورايا.
- تعالى يا نسرين شوفى الهبلة بتاعتنا.
- مالها الهبلة؟
- بطلى غلط يا نسرين.
- في ايه يا امى.
- الدكتور جورج بقاله اربع سنين هيموت عليها وهي رافضة.

- ليه مستنية يتقدملها رئيس الجامعة نفسه.
- بطلى رخامة.
- والله ماحد رخم الا انتى.
- ماهردش عليكى. جبتى ميكل ولا لا؟
- البنات خدته مش راضين يسبوه ابدا.
قالت بحماس. وهي تذهب الى ذلك الصغير الذي يبلغ من العمر سنة.
- هروح اشوفه.
بعد ان ذهبت جلست الام على مقعدها بوقار.
- قائلة باستفهام لابنتها المشاغبة. عاملة ايه يا نسرين في حياتك.
قالت بايجاب. وهي تجلس قبالتها على مقعد مكتبها.
- نحمد الرب كل حاجة تمام.

- وحماتك لسى بتخانق فيك ولا سكتت من اخر مرة كلمتها.
- والله يا امى يوسف بعدها عنى خالص قالها هو انتى عايزة تخربى بيتى دى مراتى وبحبها.
- طب كويس.
- اسئذنك يا امى اشوف ميكل.
- روحى يا بنتى.
رمقتها نظرة امتنان ثم دلفت من امامها. في تلك اللحظة كانت تحمله شذى وتقبله على وجنتيه الوردتين.
- قائلة بحب. واحشتنى اوى يا ميكل
قال ميكل بطفولة.
- شى. - يا قلب وعيون شى.
اردف ميكل بطفولة.
- قائلا بوداعة. ماما.

- اعتبرنى انا ماما دى انا حتى احلى منها.
قالت نسرين باستغراب. وهي تذهب اليها.
- ليه يعتبرك مامته هو انا موت.
- هو انتى جيتى يا بومة.
- بقي يا هبلة رافضة عريس لقطة زى ده.
- سيبتلك العقل. عاملة ايه؟
- نفس سؤال الام كويسة ويوسف معايا كويس.
- والله ما عارفة اتجوزك على ايه؟
- بيحبنى وبيموت فيا.
- حبك برص.
- مامى.
- مش عارفة الملاك ده جايبه منين.
قالت بايجاب. وهي تشير على بطنها.
- من بطنى من هنا.

- تلاقى طالع لطيبة قلبى؟
- هو ان كان طيب فهيكون لورود.
- ورود الله يرحم.
قالت بصدق. وهي تاخذ منها الصغير.
- خلاص كبرت وعقلت وبقيت ام.
- اشك.
- خليكى في شكك. جوزك جيه.
اقترب منهما يوسف.
- قائلا باستفهام. وهو يقف بينهما. كل ده تاخير.
هبت فيه شذى بعتاب.
- قائلة باستغراب. اى يا يوسف مافيش ازيك يا شذى شفافة انا.
قال باعتذار.
- معلشى يا شذى اى اخبارك.
- الحمد لله.
- المكوسه رايح ليها عريس كويس ورافض.

- وانتى مالك يا حشرية؟
- وترفضى ليه هو في مانع؟
- هو انت كمان هتبقى زى مراتك.
- البنات كلهم اتجوزوا ورود اتخطبت هتقعدى لمين؟
- الام هتجوزها غصب عنها.
- مافيش جوز بالغصب يا نسرين.
- هي الكائن ده هيتجوز غصب عنها.
- هو انا ماليش راى.
- في اقرب زبالة يا حبيبتى.
- نسرين ماتخلنيش اتعصب عليكى.
- يلا يا نسرين نمشى وسبيها براحتها.
- يقل راحتها الغبية اللى مبتفهمش.
- امشى مع جوزك يا حمارة بدل ما اضربك.

قالت بحب، وهي تقبلها على وجنتيها.
- سلام يا قلبى.
- خلى بالك من نفسك.
- حاضر يا عيونى.
قال يوسف باستغراب. وهو يضرب كف على كف.
- والله انتو ما طبيعين.
- احنا كدة عمرنا ماهنتغير.
- هنفضل نشتم بعض ونتعصب على بعض. بس منقدرش نستغنى عن بعض.
- ربنا يخليكوا لبعض.
قال الاثنتان في نفس واحد.
- يارب.
- نمشى بقي.
- دى اكيد. سلام يا مصيبة. قالتها وهي تذهب هي وابنها.
- سلام يا كلبة.

فتحت لهم الخادمة باب الفيلا، دلفت تارا وابنتيها وزوجها يسالوا على نتيجة ادم. ردت عليهم صافى برقى، وهي تهبط درجات السلم.
- نجح اخيرا.
قالت تارا بعدم تصديق. وهي تلتفت لها بحماس.
- اكيد بتهزرى.
قالت بايجاب. وهي تقف امامها.
- هي دى حاجة فيها هزار.
قال زين بتوضيح.
- لازم ينجح يا بنتى دى ورود بنفسها كانت بتذاكر لى.
- على رايك.
- ورود او غيرها المهم ان هو نجح.
- فعلا.
- اخيرا خلص التعليم.

- لقد هرمنا من اجل تلك اللحظة.
- انا كنت بتقول ادم ده مستحيل ينحج او ينصلح حاله.
- الحب بيعمل المعجزات. قال زين تاكيد على كلام زوجته. وهو يرمقها نظرة عاشقة.
- فعلا بيعمل معجزات.
- قالت خديجة ابنته التي تبلغ من العمر التسع سنوات. بابا نحن هنا.
- هعارف ان انتوا هنا يا لميضة. العيال ماتسبنيش استفرد بامهما نهائى.
قالت عائشة بعدم فهم.
- يعنى ايه تستفرد.
- قابل اسئلة بناتك.
- الرحمة يارب.
- ما تجاوب يا بابا.

قالت خديجة لاختها بنصح.
- خلاص انسى يا عائشة لان بابا معندوش جواب.
قال باستغراب. وهو يضرب كف على كف.
- البنات دى بتجيب الكلام ده منين.
قالت عاءشة بتوضيح.
- من انك مابتجاوبش على اسئلتنا.
- اكيد هيجى يوم واجاوب عليكوا في انى بحب امكوا مثلا وبعشق التراب اللى بتمشى على.
رمقوه نظرة حب وشعور بالامان بان اباهم عاشق لامهما واصبحت الحياة بينهما سلسلة وواضح.
قالت عائشة باستفهام، وهي تسال على الصغير.
- ادم فين.

قال زين بايجاب، وهو يرى نسمة تحمل الصغير وتهبط درجات السلم.
- اهو ادم جيه.
التفت لتراه ثم قالت بسعادة، وهي تركض عليه وتاخذه من احضان امه.
- واحشتينى جدا.
قالت بعتاب. وهي تعطيها ادم.
- هو اللى وحشك بس وانا مبقتش موجودة خلاص.
- اعمل ايه يا نسمة بحبه.
- ماحدش هيبوظ الواد ده الا انتى يا عائشة.
- ماترميش الذنب على بنتى يا نسمة ابنك بايظ بايظ.
قالت بضحك وهي تذهب اليهم لتسلم عليهم.
- هيطلع مؤدب لمين.

- فين زوجك العزيز.
- في اوضة المكتب بيفكر في التصاميم الجديدة.
- اسيبكوا تنموا على خلق الله واطلع اشوف صحبى.
- قصدك ايه؟! و ايه ننم دى.
- انتوا ملايكة يا عيونى.
- بتلحق نفسك بسرعة.
- مقدرش على نوم الكنبة.
- اذا كان كدة ماشى.
- اهدى شوية يا بنتى على جوزك.
- قوليلها يا صافى.
- في ثوانى كدة بتبعنى.
- هو انا اقدر.
- ولا انا اقدر على زعلك.
- صافي ما تخلى خديجة وعائشة يناموا عندكوا النهاردة.
- والبنات.
- هم هيضيعوا.

قالت نسمة باقتراح.
- خليهم عندنا النهاردة ويلعبوا مع ادم.
قال بسعادة. وهو يلتفت لها بانبهار.
- اديم عرف يختار.
- فعلا.
- مش محتاجة كلام اختيار موفق.
- ميرسى.
- طب انا طالع لاديم. قالها وانصرف من امامهما.

وهما يخرجوا من الكلية بعد ان علموا بنجاحهم. والسعادة تملا قلوبهم.
- قال سراج بسعادة، وهو ينظر الى زوجته نورين بحب. اخيرا خلصنا التعليم.
قالت بسعادة. وهي تنظر له بحزن.
- على قد ما انا فرحانة ان احنا خلصنا بس اصحابى هيوحشونى.
- هيوحشوكى فين؟ اى وقت محتاجة تشوفيهم هجيبك ليهم.
- بس بعيد عن الكلية والسفر.
- لم توحشك هبقى اجيبك ليهم.
قالت بحب، وهي ترمقه نظرة امتنان. ربنا يخليك ليا.

قالت ماييفا بسخرية، وهي تقف بينهما، وتقطع الحديث عليهما.
- روميو وجوليت عملوا ايه؟
ردت عليها نورين بايجاب.
- الحمد لله نجحنا وانتى يا ماييفا؟
- طلعت بمادة.
- عادى ولا يهمك مصيرك تمتحنى فيها وتنجحى.
قالت بكبرياء معتاد منها.
- يا بنتى انا مش مهتمة كفاية على بطلة العالم في الاسكواش.
- كلامك صح انت واحدة بطلة هتستنى ايه من النجاح.
- بقية العيال عملوا ايه.
رد عليها سراج.

- قائلا بصدق. والله مانعرف احنا لسى جايبين النتيجة.
- هتسافروا امتى؟
- الاسبوع اللى جاى.
- متخليكوا البلد دى احسن من غيرها.
رد عليها سراج بتوضيح.
- البزنيس في امريكا احسن من هنا بكتير.
- كلام يحترم بس الغربة وحشة اوى.
- احنا مش في اخر الدنيا طايرة واجاى عندكو.
قالت بحزن على فراقهما.
- كله كلام وقت الجد مافيش حاجة من دى.
- طب كويس انك بتلاقى كلام.
- انتى كدة يا نورين اكدتى ليا بانى ماهشوفكيش بعد كدة مستحيل.

- متقوليش كدة يا ماييفا انتى عندك بطولات امريكا هنبقى نتقابل.
- لم نتقابل بقى.
- قالت بصدق، وهي تمسك يدها بحب.
- مافيش حاجة هتقدر تفرقنا.
- تفتكرى؟
- اى جو العشاق ده؟
- اصلك متعرفش معزتها عندى.
- ما احنا قولنا ناخد طياره ونكون عندك في ثانية.
- اتمنى ما يكونش كلام.
- لا هيكون فعل.
اقتحمت عليهما الحديث جيداء.
- قائلة بود. هاى.
ردت عليها نورين.
- اهلا يا جيداء. اخبارك.
- زفت.
- منجحتيش.

- مع الاسف اه. وبابا عرف وبهدلنى.
- انتى عاملة زى ادم ومالك.
- اه بس تلاقيهم نجحوا.
- عارفة يا جيداء انتى هتنجحى لم تحبى.
- هو فين الحب ده؟
- مصيرك تقابلى زينا.
- مش كل الناس زيكوا.
عقبت عليها ماييفا من واقعها الذي تعيشه.
- في ناس بتعيش وتموت وهي لسه مقابلتش الحب.
- انتى اللى قافلة الطريق.
- بس مش شبهى.
- قربى منه ممكن يكون في نقاط متشابهة.
رد عليها سراج بتوضيح.
- ولو مافيش الاختلاف نعمة من ربنا.

قال ابراهيم بنداء.
- ماييفا.
التفت اليه راته يقف بعيدا عنها. قالت بادب وهي تلتف الى اصدقائها باستذان.
- عن اذنكوا يا جماعة اتفضلى.
- روحى يا حبيبتى.
هزات راسها ايجابا. وذهبت اليه سريعا وسلمت عليه.
- قائلة باستفهام. اى الاخبار.
- الحمد لله. وانتى.
- تمام.
- عملتى ايه في النتيجة؟
- شيلت مادة.
- عادى ولا يهمك كفاية عليكى انك بطلة العالم في الاسكواش.
تسمرت في مكانها من الدهشة. فسالها بفضول.
- مالك يا بنتى.

- اصل قولت الكلام اللى انا قولته لصحابى.
- طب كويس. عامة مافيش حد ناجح في كل حاجة.
- لا انت ناجح. خلصت دراستك بتفوق وفتحت اكبر شركة برمجة في الشرق الاوسط.
- ده الجانب العملى لكن الجانب الاجتماعى فاشل.
- ومين قال انك فاشل.
- افهم من كدة انك موافقة على ارتباطنا.
- هناكل ايه النهاردة؟
- جاوبينى على سؤالى.
- اللى هو.
- ماييفا.
قالت بخجل، وهي تمسك يده.
- عايزة اكل بيتزا.

رمق يدها نظرة حب، ثم قال بسعادة، وهو ينظر في عينيها.
- هعتبر دى موافقة مؤقتا لحد ما اجى بيتكوا.
- انت تنور في اى وقت.
قال بحماس.
- الساعة 8 كويس.
هزات راسها ايجابا. ثم قالت بطفولة.
- يلا ناكل بيتزا.
قال بفرح. وهما يذهبوا.
- هاكلك احلى بيتزا في العالم.

امسك يدها وركض بها الى ممشى السفينة التي تصطف في اول الصفوف، وسط تهليل وتصفيق الجميع والبعض منهم ركض اليهم، وصلوا امام السفينة دخل فيها وفك حبلها، ثم التفت اليها وحملها من خصرها وسط خوفها، عندما حطت قدميها في السفينة. التفت تشاور لكل الاحبة الام انجلينا جابرى ومريم صموئيل وملاك بوليس، الخ كل هؤلاء الاشخاص ساهموا في تربيتها وتعليمها كل شىء عن الحياة وعن الرب يسوع، وعندما ارادت الاسلام كدين لها لم يعترضوا او يرفضوا قرارها بل طلقوها حرة في افكارها، خلال الاربع سنوات كانت تاتى اليهم وتسال عن اخبارهم، وبعد ذلك تذهب الى الكنيسة وتصلي فيها، وعندما نسالها لا مانع لدى فالاديان جميعها واحد موسي وعيسى ومحمد جميعهم انبياء الله والله واحد احد فرد صمد، احتضنها ادم من خصرها بتملك. ونظر الى عينيها بعشق جارف، والسفينة تبعد عن الاحبة وتترك العشاق يقضون ثلاثين يوما في حب وامان، لقد طار الطائر الى مكانه الذي فقده منذ زمن، اجتمعت الكلمات في اجمل سمفونية الحب، التحمت القلوب بعد تعثرات كثيرة، اليوم اصبح كل واحدا معه نصفه الثانى، نعم تعبنا كثيرا وتعثرت خطواتنا ولكن لا مانع فانه اخيرا تجمعت كل اوراق الشجر وعادت الى مكانها الطبيعى، كما مرت ايام وليالي قاسية كنا نعنقد بان نور الامل انضفا نهائيا ولا يوجد له بديل، بكيت جوراحنا بشدة ودموعنا نزفت دم من كثرة الوجع والتحسر، بعد عنا الكثير من البشر ورغم الالم حاولنا بمفردنا، كنا لقمة سائغة لكثير من الحيوانات ركضنا في غابات مظلمة. حتى نرى النور الذي فقدناه من سنين، دائما كان يتسائل الوجع اين العوض، من كثرة تكرار العوض، لم يتحقق غير الوجع والالم والتحسر والبكاء على ماضى منتهى اوانه، ولكن حاولنا وحاولنا حاولنا حتى صرخت محاولاتنا كفى فالامل لا يوجد في ظلمات الياس، واين الياس وانا مازالت احاول مازالت احاول، ربما يرضى عنى القدر ولو مرة واحدة، واخيرا رضى عنى واصبح كل حلم محقق.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة