قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل السادس عشر

رواية لعبة في يده بقلم يسرا مسعد جميع الفصول

رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل السادس عشر

عاد جاسر الى القصر وصعد الى غرفته استحم وغير ملابسه واتجه الى غرفه والدته التى كانت تجلس تحتسى فنجانا من الشاى بتلذذ تشاهد مسرحيه" العيال كبرت "
طالع جاسر شاشه التلفاز وامسك بأداه التحكم عن بعد وضغط على زر الايقاف نظرت له والدته وقالت باستخفاف: خير ?

جاسر بهدوء: كل خير... بس حابب اوضحلك نقطه مهمه عشان اللى حصل النهارده مش عاوزه يتكرر
سوسن: اتفضل يا استاذ جاسر هات ما عندك
جاسر: جوازى من سالى امر واقع وضرورى كمان ضرورى عشان عن طريقه هرجع ابنى وابنى لما يرجع لازم يلاقى اللى تعوضه عن امه ولو كنت واثق انك هتديله الحنان الكافى كان زمانى اتجوزت اى واحده وطلقتها بعد كده لكن فاقد الشىء لا يعطيه
سوسن غاضبه: اتكلم معايا بأدب انت نسيت انى امك
جاسر: انا بقول الحقيقه والواقع وعامه دى مش نقطه الخلاف اللى هنقف عنده


سوسن: اوك عاوز تتجوز السكرتيره ماشى... لكن على شرط تيجى انت وهيا تعيشوا هنا وسليم يبقى تحت عينى طول الوقت من حقى اتمتع بيه العمر اللى فاضلى
جاسر: لاء
سوسن: يبقى خلاص هقولها اول ماتتجوزوا انك متجوزها عشان ترجع سليم وورينى هتعيش فى تبات ونبات معاها ازاى بعد كده
جاسر بتهكم: ام بتلوى دراع ابنها ونعم الحنان فعلا.

سوسن بغضب: انت اللى خلى فى قلبك رحمه ..ده حفيدى انا استحملت كتير قصاد انى اشوف احفادى اللى هما منكم لو ماكنتش بحبك انت واخواتك وانت اكترهم ماكنتش احب ولادك خلينى اعيش الكام يوم اللى فاضلينلى وانتو جنبى
جاسر: ماما ارجوكى ماتعشيش دور امينه رزق ...الكام يوم اللى فاضلين والكلام ده انتى هتعيشى لحد ماتشوفى ولادهم كمان
ابتسمت سوسن بمراره وقالت: بيتهيألك ...تعرف انا كنت فى فرنسا ليه الشهر اللى فات ؟

جاسر: اخر خطوط الموضه والشنط اللى رجعتى بيها تشهد
سوسن: الشنط دى جبتها اخر يوم قبل ما ارجع على مصر عشان ماتشكوش
جاسر: مانشكش في ايه ...اتجوزتى هناك؟
سوسن بحنق: لاء يا غبى ...من سنتين اكتشفت ان عندى سرطان فى المخ وكنت باخد العلاج من وراكم واشتريت كام باروكه تحسبا لكن العلاج الحمد لله ماوقعش شعرى بدرجه ملحوظه
السنه دى لما روحت الورم وصل للمرحله الرابعه وحتى الجراحه نسبه نجاحها ماتزيدش عن 3 %
شعر جاسر ان قلبه قد قبض ونظر لامه كأنما يراها لاول مره تأمل ملامحها التى نال منها الزمن فترك لها بقايا جمال ايام الصبا على استحياء وفرت دمعه من عينيه اجتهد كثيرا ليمنعها من النزول.

ثم صرخ فيها: ليه؟سكتى ليه ؟ماقولتيش ليه من زمان ؟كنا ممكن نعمل حاجه ...
ثم لم يتمالك دموعه فسقطت بغزاره وقال:ماكونتيش وصلتى انك تحتاجى عمليه وكمان ماتنجحش
قامت سوسن وامسكت برأس ابنها بقوه وقالت: وانا كنت استحاله اسيبكم تفكرونى انى خلاص هموت ...كان لازم اكون متماسكه عشان اجمعكم على قد ماقدر... عايزه اموت وانا مطمنه انك انت واخواتك هتفضلو ايد واحده ومهما حصل بينكم اياكو تتفرقوا فاهمنى ..اعرف انى بحملك مسئوليه ده كويس اووى ..انت وبس ...ولو حصل حاجه غير كده هبقى غضبانه عليك حتى وانا فى قبرى.

اغمض جاسر عينيه واحتضن امه بقوه حتى دفعته وقالت: دلوقتى اخرج عايزه ارتاح
جاسر بتأثر: اجيبلك دكتور
نظرت له امه وقالت بقسوه: وانا مش عيانه ...فاهمنى ؟
جاسر: تصبحى على خير
مر الاسبوعان سريعا وحل يوم الزفاف واكراما لامه عزم جاسر على اقامه حفل الزفاف فى القصر وجعله مقتصرا على افراد العائله المقربون.

وقد فاجأته امه بشراء فستان زفاف لسالى من باريس يلائم جسمها وحجابها الملتزم كعربون محبه اولى
ساهمت تلك اللفته فى كسر بعضا من قشور الجليد التى تراكمت على علاقه سالى بحماتها والتى ما ان علمت انها ستعيش مع حماتها لبعض الوقت حتى يستقلو بحياتهم بعيدا حتى شعرت بعدم الارتياح ولكنها لم تود ازعاج جاسر بشكواها خاصه وانه وعدها ان امه ستحسن معاملتها وان لم تفعل فستغادر القصر على الفور
صبيحه يوم الزفاف استيقظت سالى مبكرا جدا على غير العاده شاعره بالتوتر يسرى فى اوصالها فخرجت من غرفتها لتجد ان والدها بالاعلى يعتنى بأزهاره
صعدت سالى السلم وكانت لا تزال مرتديه ملابس النوم ووضعت على كتفها شالا اضافيا يقيها بروده الصباح.

قالت سالى فى حبور: صباح الخير يا بابا
التفت محسن فى دهشه ونظر مليا الى ابنته وقال: صباح الخير ياعروسه
ابتسم محسن واتبع: يااه العمر عدى لسه فاكر لما كنتى بنت بشرايط بترجعى من المدرسه وتطلعى جرى على السلم ده وتقفى مكان ما انتى واقفه دلوقتى
وبعديها تيجى تجرى عليا تترمى فى حضنى
ابتسمت سالى بحزن وارتمت فى حضن ابيها كما اعتادت واحتضنته بقوه
محسن: مبروك ياحبيبتى الف مبروك ...سالى عايز اطلب منك طلب ممكن
سالى: انت تأمرنى يا بابا

محسن: الامر لله يابنتى ...عايزك تكونى طيبه اللسان وخاصه مع حماتك اوعى يوم تنسى انها ام جاسر وهيا الست اليومين اللى فاتو اظن انها لانت شويه ولما تعيشى معاها اكيد هتقربى منها وبالاحترام والموده كل شىء هيبقى تمام واوعى اوعى فى يوم تشتكي منها لجاسر ولا العكس اوعى فى يوم تشتكى من جوزك ومهما حصل بينك وبينه من خلافات وده شىء وارد اوعى يطلع بره اوضتكم بفضل الله هتلاقى مسافه الليل ولا تانى كل الخلافات اتحلت لان الشيطان يابنتى هوه اللى بيكبر قدامنا المشاكل وهى ولااا حاجه.

سالى: حاضر يا بابا
محسن: كمان تسمعى كلام جوزك اللى يقولك عليه تعمليه طالما معاه حق فيه وخليكى دايما حنينه معاه وخدى الامور براحه اما يتنرفز اوعى تستفزيه استنيه لما يهدى وبعد كده هتلاقيه هوه جه صالحك وساعتها ماتجبيش القديم والجديد ارمى وره ضهرك دايما
سالى: هوه فعلا لما بزعل منه بيصالحنى ربنا يهديه على طول ويفضل كده
محسن: بس ده مش معنى ان مايكونش ليكى شخصيه وكيان الراجل بيحترم الست اللى ليها رأى مش كل حاجه حاضر ونعم ...فاهمه يا سالى
سالى: ادعيلى يا بابا.

محسن: بدعيلك على طول يا حبيبتى ربنا يسترها معاكى ويحفظك انتى واختك من كل سوء ودلوقتى تعالى ننزل نفطر سوا ونصحى ماما تفطر معانا
اعد محسن الافطار لابنته وزوجته وجلست العائله الصغيره على طاوله الطعام
مجيده: ياما نفسى يجى اليوم اللى ااقعد مع ولادك ياحبيبتى على تربيزه واحده كده
سالى: ان شاء الله يا ماما
محسن: جاسر ماقلكيش هيجيب ابنه امتى من امريكا؟

سالى: كان الاول قايلى اننا هنروح شهر العسل فى فرنسا الاول وبعديها نطلع على امريكا بس المحامى اتصل بيه من يومين كده وقاله ان طلقيته تعبانه اووى ومحجوزه فى مستشفى حاولت تنتحر وجده ابنه معاها وبالتالى مش بتراعى الولد كويس سيباه للبيبى سيتر على طول طبعا هنروح الاول امريكا نجيبه احتمال بكره النهارده كان حيجز السفر وماعرفش وصل لايه لسه وبعد كده ونرجع مصر وبعدين ربنا يسهل نسافر تانى.

مجيده: ياساتر ...تنتحر اعوذ بالله ..ياعينى على الولد الصغير ده ذنبه ايه تكون دى امه
محسن: ربنا يصلحلكم الحال يابنتى
مجيده: معلش يابنتى اكيد ربنا هيجازيكى خير ده فى حكم اليتيم لاء لطيم ربنا يخليله ابوه
انتهت سالى من الافطار وذهبت لترتاح قليلا فهى لم تنم الا القليل بسبب قلقها استيقظت سالى عند الظهيره على صوت والدتها
مجيده: سالى ...لولو ..اصحى ياجميل هنتأخر
سالى: طيب يا ماما قايمه اهوه
مجيده: طيب يالا جاسر اتصل وقال انه هيبعت السواق يجلنا كمان نص ساعه يادوب عشان نلحق نروح القصر بتاعهم ومنى اتصلت وقالت هتيجى بالليل على هناك ..مبروك ياحبيبتى.

سالى: الله يبارك فيكى
ماهى الا ساعه زمنيه حتى حطت قدما سالى وعائلتها ارض حديقه القصر نزلت سوسن الدرجات الرخاميه القليله واستقبلتهم بترحاب متحفظ واحتضنت سالى لاول مره ابتسمت سالى سعيده لتغير معامله سوسن لها الملحوظه وشعر محسن بالاطمئنان على ابنته اخيرا
دلتهم سوسن على غرفهم فقد امرت الخادمه بأعداد غرفه لمحسن ومجيده وغرفه اضافيه لسالى تجلس فيها برفقه صديقاتها ومن ترغب فى الجلوس معهم اثناء استعدادها لحفل المساء
استدعت سوسن خبيره التجميل الخاصه بها وثلاثه من مساعديها
ومن ان رأو سالى حتى هجموا عليها بالتعليمات والنصائح ثم استأذن ليقمن بعملهن... بالطبع تزيين العروسه بدايه من حمام مغربى الى مساج سويسرى وماسكات لا حصر لها.

دخلت سالى الغرفه برفقه والدتها مع خبيره التجميل كى تكون بمثابه العين الناقده
مر الوقت سريعا واستغرقت خبيره التجميل خمس ساعات كامله ونظرت سالى فجأه الى الساعه ولم تكد تصدق عيناها فقد حان موعد الزفاف وابتدأ المدعون فى الوفود دخلت الغرفه اختها الكبيره وما ان رأتها مرتديه فستانها وخبيره التجميل تضع اخر لمساتها حتى صرخت: بسم الله ما شاء الله يا لولو زى القمر الله الله اكبر
مجيده: ولا البدر ياختى عليها ..تسلم ايدك يا حبيبتى.

خبيره التجميل: على ايه هيا اموره منغير حاجه ماشاء الله بشرتها ولا البيبيهات احنا بس طلعنا المواهب المدفونه
سالى: سيرين ايه اللى بيحصل بره ؟
سيرين: بابا قاعد مع جاسر والمأذون خلاص وبعتلى انبه عليكم شويه وهيجى واتنين شهود عشان تقولى انك موافقه وبعدها تمضى على العقد ..مبروك ياحبيبتى
الخبيره: وانا كده خلصت
طالعت سالى نفسها فى المرآه كادت الا تعرف نفسها نظرت الى نفسها شاعره بالسعاده بفستانها الجميل وزينتها البسيطه التى ابرزت جمال وجهها ...شعرت انها لا تقل جمالا عن نجمات السينما.

بعد قليل حضر محسن وقبل رأس ابنته برفقه الشهود زياد واسامه وسمعوا موافقتها على توكيل ابيها وموافقتها على الزواج
وماهى الا دقائق معدوده حتى اطلقت احدى الخادمات "زغروطه"فرحا باتمام مراسم عقد الزواج
قبلت مجيده سالى وقالت: الف الف مبروك
وبعد قليل حضر جاسر برفقه محسن ودخل الى الغرفه بهيئته الساحره واحمرت سالى خجلا فقد كان ينظر لها بجرأه واضحه تكاد اعينه تلتهما ...احتضنها ابيها قائلا

مبرووك ياحبيبتى

ثم امسك بها جاسرمن كتفيها ثم امسك رأسها وقبل جبهتها وقال: مبروك ..ربنا يقدرنى واخلى كل يوم فى حياتك فرح
مجيده: مش ياله بقى تطلعوا للمعازيم
سالى: اطلعوا انتو انا هصلى المغرب يادوب الحقه
جاسر: انتى لسه ماصلتيش ده العشا خلاص قرب يأذن
سالى: انشغلت مع الكوافيره ربنا يغفرلى يارب
محسن: طيب يالا بينا يامجيده عشان مايصحش فى ناس كتير جايين بيسالو عننا وكمان خالتها وعمها جم نطلع نرحب بيهم
سالى: انا هروح الاوضه التانيه اللى طنط خلتها لبابا وماما اصلى فيها عشان اهدى من هنا مش هبقى مركزه والدوشه جايه من بره
جاسر: عارفه السكه
سالى: ااه

جاسر بلؤم غامزا لها بعينه: اجى معاكى؟
سالى وقد احمرت خجلا: لاء انا هصلى ومش هتأخر روح انت شوف ضيوفك
جاسر: طيب هستناكى فى الصالون اللى جنب الباب نطلع للجنينه سوا
سالى: ماشى
سارت سالى خارج الغرفه واتجهت الى الغرفه التى تقع اخر الطرقه والتى تطل على حديقه القصر الخلفيه فكانت اكثر هدوئا دخلت الغرفه واغلقت الباب واستعدت الى الصلاه بنفس خاشعه
انتهت سالى من صلاتها وجلست تدعو الله ان يسدد طريقها ويصلح حالها هى وزوجها سمعت صرير باب الشرفه الزجاجى مصدرا صوته العالى فالتفتت لتجد زياد يقف يراقبها بنظره غريبه

قامت سالى من على الارض وقالت: خير يا زياد ؟
اقترب زياد منها وانظاره معلقه بها وقال: مبروك ياسالى
سالى: الله يبارك فيك خضتنى ...وقالت باستغراب:هيا دى اوضتك؟
زياد: لاء مش اوضتى دى اوضه للضيوف اوضتى فوق
نظرت له سالى بتعجب فرد زياد ضاحكا: طبعا عايزه تسألينى بعمل ايه هنا مش كده؟
سالى: مستغربه الصراحه

زياد: جاى اسألك سؤال وعارف ان مش عندك اجابته لكن انا عندى اجابته
سالى ضاحكه: ايه؟ يعنى ايه؟ وتسألنى ليه لما انت عارف الاجابه؟
زياد بهدوء غريب لم تعهده سالى فى نبرته: عشان تعرفى الاجابه لانك مهم جدا انك تعرفيها
سالى: زياد انا مش فاهمه حاجه وعن اذنك انا طالعه
زياد بقوه: استنى ...انا لسه ماخلصتش كلامى اسمعينى للاخر من فضلك ده عشان مصلحتك
سالى بنفاذ صبر: اتفضل بس ياريت تلخص عشان شكلنا مش لطيف واحنا واقفين كده
زياد: ماسألتيش نفسك جاسر مستعجل اووى يتجوزك ليه؟

سالى: عشان بيحبنى وعاوزنى
زياد: ده اللى انتى فاهمه ...لكنه غلط
سالى بتململ: والصح ايه؟
زياد:جاسر رافع قضيه بحضانه ابنه فى امريكا
سالى بحده: عارفه
زياد: عارفه انه مش هيكسبها الا لما يتجوز ..لان القوانين فى امريكا مابتديش الراجل حق الحضانه الا اذا كان عنده زوجه تراعى معاه الولد طالما امه مش هتقدر تراعيه
خاصه وان امه معاها الجنسيه الامريكيه؟

سالى بشك: انت عاوز توصل لايه ؟
زياد: المحامى كلم جاسر قبل سفريه الاقصر بكام يوم وقاله انه فى خلال شهر يكون متجوز ويسافر امريكا عشان ياخد ابنه ...سفريه الاقصر عدى عليها اد ايه؟
سالى: يعنى ايه؟ ايه علاقه ده بده اصلا؟
زياد متجاهلا سؤالها: شهر الا 3 ايام .جاسر اتقدملك بعد مارجعتو من السفريه بسبب اللى حصل واللى كان مدبره
سالى: مدبر ايه؟
زياد: الفضيحه اللى طلعتها مروه عليكى
سالى باستنكار: ياسلام عايز تقول ان جاسر قال لمروه تقول الكلام ده؟

زياد: والله دى انا مش عارف تمت ازاى ..لكن اللى متأكد منه واحلفلك على المصحف عليه انه كان مدبرها وعارف... بدليل ان مروه ليه طلعته يومها ؟وليه فى الوقت ده بالذات؟ ومن امتى اصلا مروه ليها شغل مع جاسر؟ ...انا سمعته هوه واسامه بيتكلموا بعد ما رجعنا من الاقصر..واسامه كان متنرفز منه جدا على الى عمله وقاله انه مايصحش كان يفضحك ويبوظ سمعتك كان يروح يتقدملك من غير شوشره ولا هوه انتى لازم تجيله راكعه زى ماقال اسامه... رد جاسر انه كان لازم يعمل كده لان على حد تعبيره الوقت عدوه.

سالى بتوتر: انا مش مصدقاك ..وليه جاى تقولى الكلام ده دلوقتى ؟اشمعنا ماقولتهوش قبل كده ؟
زياد بألم: صدقينى انا بلوم نفسى انى ماتكلمتش من بدرى ...بس حطى نفسك مكانى ..اخويا وعايز ابنه وهيموت عليه ...اجى انا ابوظله ترتيباته كلها عشان خاطرك ...ااه انتى عزيزه عليا وربنا وحده عالم اد ايه ...عشان كده حبيت اقولك وانبهك للحياه اللى انتى داخلاها عشان تعرفى حقيقه جاسر ...جاسر لا بيحبك ولا حاجه ...جاسر مابيفكرش غير فى مصلحته وبس وازاى يرجع ابنه وازى يجبرك انك تتجوزيه فى اسرع وقت ..انتى واهلك ...ولما حس انى ابتديت ااقربلك ووقتها كانت الصفقه مع يسرى الطحان وبينى وبين آشرى بدايات علاقه خاف لا اتجوزك واسيب آشرى وتبوظ الصفقه عشان كده انتى بالذات اللى اختارك دونا عن الستات اللى حواليه
شعرت سالى ان الارض تميد من تحت اقدامها تكاد لا تصدق كم الطعنات التى اخذتها بقوه متناهيه فى قلبها البرئ الصغير بفعل كلمات زياد تخبرها حقيقه جاسر وما انتوى
ولم يتحمل جسدها الصغير وطأه الآم قلبها فسقطت على الارض وغابت عن الوعى.

انتفض زياد عندما رأى جسد سالى يتهاوى الى الارض جرى نحوها ونزل على ركبتيه يحاول ايقاظها قائلا: سالى ..سالى فوقى يا سالى
رفع انظاره لا يدرى كيف التصرف حتى تفاجىء ب آشرى تنظر له بغضب
قال زياد بتردد: آشرى ..الموضوع مش زى ما انتى فاكره
آشرى: هوه فعلا مش زى ما انا كنت فاكره... انا سمعت كلامك وبخاصه الجزئيه الاخيره ..تقدر تقولى انت استفدت ايه؟ ذنبها ايه المسكينه تعمل فيها كده ليله فرحها؟ كل ده عشان تنتقم من اخوك ؟ حقيقى انا كنت مخدوعه فيك
زياد: آشرى مش وقته الكلام ده انا هبقى افهمك
آشرى: انا فهمت كل حاجه ...روح انده لاخوك يجيب دكتور
زياد: مينفعش لازم افوقها الاول

آشرى ساخره: عشان مايعرفش طبعا ..ماكنتش عامل حسابك على كده صح لكن انا هطلع ارجل منك روح قوله ان انا وانت كنا داخلين نباركلها لقيناها مغمى عليها حتى عشان مايبقاش فى تساؤلات كتير... اخوك مش ناقص فضايح
زياد: حاضر ..انما انتى عرفتى منين انى هنا ؟

آشرى: سألت عليها مامتها قالتلى انها هنا ولانى عارفه ان الاوضه ليها مدخل من على الجنينه جيت من وره وشوفتك وانت داخل الصراحه كنت محضره نفسى على مشهد تانى خاالص...ثم قالت بنفاذ صبر:هتفضل واقف كتير روح انده اخوك
اطلق زياد لقدميه الرياح وخرج من الغرفه شاعرا بالتوتر والقلق الشديد مختلطا بالندم ولكن بعد فوات الاوان فى تلك الاثناء كانت آشرى تحاول ايقاظ سالى فرشت قليلا من عطرها الفاخر لتشتمه سالى وبالفعل فتحت سالى عيناها بصعوبه طالعتها صوره آشرى مشوشه حاولت سالى التحدث فقالت لها آشرى بحنان: ماتقلقيش هتبقى كويسه ...تقدرى تقومى.

دفعت سالى جسدها للاعلى وجلست على الاريكه الصغيره نظرت حولها يمينا ويسارا "أكانت تحلم " اين زياد؟ هل ما قاله صحيحا ؟
ماهى الا لحظات حتى فتح الباب ودخل جاسر جزعا على زوجته اطمأن قليلا عندما رأها واعيه جالسه الى جوار آشرى التى كان يبدو على ملامحها التأثر الشديد لحالها
امسك جاسر بيدها وقال: سالى.. خير يا حبيبتى... مالك حاسه بأيه؟
نظرت له سالى شعرت انها تحاول ترجمه مايقول "حبيبتى " ...ياله من كاذب ..سحبت يدها من يده
آشرى: خير يا جاسر ماتقلقش... شى ايز فاين
ماهى الا لحظات حتى طلت امها بوجهها القلق ووالدها ايضا برفقتهم منى صديقتها وما أن رأتهم سالى حتى انهمرت بالبكاء الشديد
مجيده: مالك يا سالى ...مالك يابنتى فيكى ايه مانتى كونتى كويسه من شويه.

محسن: تيجى نروح مستشفى يا بنتى انتى تعبانه
جاسر: لاء انا هاجيب دكتور حالا
سالى باكيه: بابا انا عاوزه اروح
سمع الجميع جملتها فنظروا لها فى تعجب ثم انطلقت ضحكاتهم وتنفسوا الصعداء... الا آشرى التى كانت تعلم ان رغبه سالى نابعه من داخلها
جاسر مداعبا انفها: ايه عايزه تهربى منى ...خلااااااااص ده كان زمان دلوقتى بقيتى مراتى وده بيتك بابا تروحيله زياره يجى هوه اهلا وسهلا فى اى وقت
مجيده: خضيتينا عليكى يا شيخه ...والله عين ...

نظرت لهم سالى واحتبست الدموع فى عيناها لا تدرى ماذا تقول او كيف تقول؟شعرت انه حتما ليس بالوقت المناسب
منى ممازحه اياها: ايه يا لولو بس انتى فاكره نفسك رايحه المدرسه خلااص يا جميل ده عش الزوجيه
تعلقت ابصار سالى بوجه صديقتها المقربه ونظرت لها كأنها طوق النجاه: تعالى معايا يا منى
جاسر: على فين يا جميل؟
تجاهلته سالى وقالت لمنى: تعالى عايزه اروح الحمام اظبط نفسى
منى: يالا يا لولو
مجيده: اجى معاكى يا لولو؟

سالى: لا يا ماما مانحرمش منى هتيجى معايا
محسن: طيب تعالى بينا يا مجيده عشان سيرين كده ممكن تقلق ومش عايزين حد من المعازيم يحس بحاجه
جاسر: انا هستناكى هنا هه عشان نخرج سوا
هزت سالى رأسها وخرجت برفقه منى
نظر جاسر الى آشرى وكأنما تذكر وجودها فقال: هوه ايه اللى حصل بالظبط ؟
آشرى: زياد يبقى يحكيلك انا مضطره استأذن دلوقتى ...مبروك يا جاسر مره تانيه
شعر جاسر ان هناك شيئا ما قد حدث فى الدقائق الاخيره ولكنه لم يدرى ان كان احساسه صادقا ام لا
فى تلك الاثناء كانت منى تسير برفقه سالى والتى ما ان دخلت الحمام الفاخر حتى اجهشت بالبكاء
فنظرت لها منى مذعوره: سالى ماينفعش تعيطى فى الحمام ..فيه ايه بس ياقمر؟ احكيلى طيب
فتحت سالى صنبور المياه ورشت على وجهها القليل من الماء غير عابئه بما قد يحدث لزينتها وقالت: اقولك ايه بس؟

منى: ايه اللى حصل ؟
سالى بحسره: طلعت بالنسباله ولا حاجه...ولا حاجه .. ولا حتى بيحبنى ولا بيفكر فيا
منى: هوا مين؟ جاسر ياشيخه حرام عليكى
سالى: ايوه جاسر طلع متجوزنى عشان يكسب قضيه الحضانه بتاعه ابنه
منى: انتى جيبتى الكلام ده منين؟
سالى: زياد حكالى على كل حاجه
منى: وانتى بتصدقى زياد؟
سالى: ماكنتش مصدقاه لحد اما قالى ان جاسر دبر الفضيحه اللى عملتهالى مروه عشان ابقى مجبره اتجوزه
منى: مش معقول اكيد بيكدب وبعدين مروه اصلا شرانيه وبتاعه فضايح

سالى: وجاسر عرف يلعبها صح
منى: خلاص خلينى معاكى للاخر ..اشمعنا انتى لو عايز يتجوز اى واحده ويرجع ابنه الف مين تتمناه
سالى: عشان زياد كان معجب بيا وكان عاوز يتقدملى وخاف جاسر لا صفقه الطحان تروح عليه فقال يضرب عصفورين بحجر
منى: مش معقول مش قادره اصدق
سالى باكيه: انا اللى كنت عبيطه ازاى قدرت اصدق ان كل الشخط والنطر والجبروت يتقلبو لحب وهيام وهدايا وجواز فى ااقل من شهر ...شهر واحد عشان يرجع ابنه
منى: وانتى هتعملى ايه دلوقتى اوعى تجيبى سيره لحد...هتتطلقى تانى وليله فرحك يبقى مره قبل الفرح ب 3 ايام ومره ليله الفرح
سالى: انا استحاله اعيش معاه انا بكرهه..بكرهه... ليه عمل فيا كده ليه؟ ذنبى انى حبيته وصدقته ..

احتضنت منى سالى بقوه وقالت: انتى مش قادره تفكرى صح انتى بس عشان مصدومه ...انا هتصل بمروه وهعرف منها بطريقتى ايه اللى حصل بالظبط وان كان اتفق معاها و لا لاء ..فى الوقت ده انتى عروسه وماينفعش تظهرى قدام الناس غير بمظهر العروسه اللى فرحانه بعريسها وده مش اى عريس ده جاسر سليم يعنى اللى زيك تبقى طايره فى سابع سما
سالى بقهره: انا مدفونه فى سابع ارض يا منى ومحدش حاسس بيا
منى: انا حاسه بيكى ..حاسه بيكى اووى وخايفه عليكى اووى لازم تمثلى الكام ساعه دوول لحد ما الحفله تخلص
سالى بعصبيه: المصيبه انها هتخلص يعنى انا وهوا هيتقفل علينا باب واحد انا مش طايقه حتى اسمع صوته ولا ابص فى وشه
منى: انتى ممكن تستغلى اللى حصل ده ..انتى تعبانه والافضل تقوليه يسيبك تنامى

سالى: وتانى يوم ولا تالت يوم.. هعمل ايه؟ هفضل ااقوله انى تعبانه؟... انا هقوله انى عرفت ومش هعيش معاه ولازم يطلقنى
منى: لاء يا سالى اووعى تقولى حاجه على الاقل دلوقتى ماشى قوليله انك مش طيقاه ومايجيش جنبك بس اوعى تنطقى كلمه الطلاق دى ...انتى عايزه تطلعى على روحك سمعه يعنى تتجوزى وتتطلقى بعدها بيومن تلاته كده انتى بترمى نفسك فى النار كمان اهلك استحاله يوافقو وبدال ما انتى هتكونى ذلاه هتكونى مذلوله ليه
سالى: وهكون ذلاه ازاى بقى؟

منى: ماهو لو طلقك مش هيعرف يجيب ابنه
سالى: ومين قالك انه هيطلقنى بالسهوله دى ؟اكيد هيجيب ابنه الاول وبعدين يطلقنى
منى: تعاملى معاه بمنطلق انك انتى الاقوى فيحس انك اقوى ...فهميه انك عرفتى واوك هتكملى معاه عشان يرجع ابنه ..بس مايجيش جنبك
وهوه هتاخده الكبرياء بتاعته وهيعمل فيها انه اصلا مش عاوزك...لحد ماتشوفى الحياه ماشيه ازاى وتقدرى تاخدى حقك منه وتخليه يحبك بجد ويجيلك راكع يتمنىالك الرضا ترضى

سالى بحسره: بتتكلمى عن شخص خيالى مش موجود ...يتمنالى الرضا ارضى ...جاسر ؟
منى: ايوه جاسر ...مش هوه اللى راح جابلك اغلى فستان واغلى شبكه وكتبلك اعلى مهر ومؤخر ..الشاطره هيا اللى تعرف تاخد اكتر ماتدى وعلى فكره جاسر كمان اختارك لانه عارف انك هتكونى ام حنينه على ابنه ودى بأه نقطه ضعفه حببى ابنه فيكى ساعتها عمره ماهيقدر يستغنى عنك
سالى: مين قالك انى عايزاه اصلا
منى: انتى اللى وافقتى تتجوزيه يا سالى بالسرعه دى.. ولازم تتحملى نتيجه غلطك يا كده يا الفضايح ...واعرفى ان ماحدش هينصرك ولو طلقك انتى الخسرانه ولو طلقك هيطلقك بعد مايرجع ابنه يبقى هوه كسب كل حاجه وانتى خسرتى كل حاجه ...فوقى لنفسك وفكرى بعقلك
خرجت سالى من الحمام وسارت مسنده الى صديقتها وقالت هامسه: للاسف معاكى حق فى كل كلمه قولتيها وعمر ماما ماهتوافق انى اطلق دى ممكن تموت فيها اصلا وبابا هيودى وشه من الناس فين ...منه لله

ربتت منى على كتفها وقالت: امسكى اعصابك عشان ماحدش يحس بحاجه الساعتين دوول الله يخليكى ..اضحكى يا سالى وفين الكلب اللى اسمه زياد وكان مستنى ليه كل ده يقولك ماقلش من زمان ليه؟
سالى: قالى اعذره ده اخوه وابن اخوه لكن انا طلعت نزلت ولا حاجه ... ولا حاجه
منى: لاء انتى حاجه ونص كمان وانا لو منك هنتقم منهم واحد وره التانى هما فاكرين نفسهم مين دوول من غير فلوسهم دى هما اللى ولا حاجه اخ بيطعن اخوه والتانى واخدها عند وتحدى مافيهومش الا اسامه
سالى: طلع عارف هوه كمان.

منى مصدومه: كده ..لكى الله يا سالى لكى الله يابنتى ادعيه ينصرك عليهم
وصلت سالى الى حيث الغرفه حيث ينتظرها جاسر ما أن رأها حتى هب واقفا ناظرا لها بعمق وتقدم منها و ملس على خدها برفق
فأبعدت سالى وجهها لا شعوريا نظرت لها منى شزرا فقالت سالى بتردد: ايدك ساقعه
جاسر: من القلق عليكى عامله ايه دلوقتى اجيبلك دكتور؟
منى: لا هيا زى الفل عروسه وبتتدلع
جاسر: ايه اللى حصل انتى مش كنتى جايه تصلى
منى: بعد ماخلصت صلاه داخت وواغمى عليها
جاسر: انتى اكلتى حاجه من الصبح
سالى: ..فطرت.

جاسر: معقول يا سالى الساعه داخله على عاشره وانتى من الفطار لحد دلوقتى ما أكلتيش حاجه
منى: ما انتو روحو بأه افتتحوا البوفيه
جاسر: طيب يالا بينا ولا عايزه تقعدى تريحى شويه؟
سالى: لاء انا كويسه
خرج جاسر وهو يتابطأ ذراع عروسه سائرا بفخر يتقبل التهانى من المدعوين استمر الحفل قرابه الساعه.

رفض جاسر دعوه مضيف الحفل بالرقص مع عروسه بحزم ومال على سالى قائلا بصوت خفيض: عبيط ده ولا ايه عايزنى ارقصك قدام كل الناس انا عايز اخطفك واطلع بيكى واداريكى من كل العيون وماتشوفكيش عيون غير عيونى انا وبس
نظرت له سالى بعمق وترجم عقلها مايريد جاسر ان يقوله ...ان يمتلكها فتصبح له وحده دونا عن العالم بأسره يفعل بها مايشاء يتلاعب بها كيف اراد ... نعم فهى لعبهُ فى يده.

لمعت عيناها واشتعل قلبها غضبا نظرت امامها قابضه على اصابعها بشده حتى تلاقت نظراتها بنظرات زياد المتعلقه بها كأنما يريد سبر اغوارها فنظرت له فى تحدى ثم اشاحت بأنظارها بعيدا فرأت والدتها تنظر لها بفرح شديد اما والدها فينظر لها بأعين قلقه فابتسمت له مطمئنه اياه ...ماذنبه؟ هو من اراد ان يؤجل الزواج حتى تتعرف على جاسر لمده اطول وهى من تعجلت عليها دفع ثمن خطئها وحدها دون الحاق الاذى بوالدها.

واخيرا انتهى الحفل وانصرف المدعون ركب جاسر السياره وركبت سالى الى جواره وانطلقت بهم السياره الى احدى الفنادق الفاخره ذات الخمس نجوم قد حجز بها جاسر جناح شهر العسل رافقهم والدى سالى واعتذرت اختها عن مرافقتها لشعورها بالتعب ورافق اسامه اخاه اما زياد فقد اختفى
ترجل جاسر من السياره اولا وفتح الباب لعروسه اقتربت مجيده منهم وقالت: ماشاء الله تبارك الله ..خدوا بالكم من بعض ...خد بالك منها ياجاسر.

وضع جاسر يده على كتفى سالى وضمها اليه وقال: فى عنيا
محسن: هاه ياسالى لسه عايزه تروحى معانا
ضحك جاسر وقال: لاااا... لايمكن اسيبها يوم واحد حتى
مجيده: ماخلاص بقى يا محسن هيا بس تلاقيها ماكنتش فايقه اووى ومش واعيه للى بتقوله
اقترب محسن من ابنته واحتضنها مقبلا اياها وقال: ربنا يهدى سرك يا حبيبتى ...خد بالك منها يا جاسر دى اخر العنقود.

نظر لها جاسر بحنان وقال: ماتخفش ياعمى دى امانه فى رقبتى
اسامه: مبروك يا جاسر ...مبروك يا سالى ...يالا نستأذن احنا بقى
ودع الاهل العروسين وصعدت سالى الى الجناح المخصص لهما برفقه زوجها والذى ما ان وصل الى الطابق وخرجت سالى من المصعد حتى حملها جاسر وبالرغم من توسلات سالى المتكرره لجاسر ان يدعها الا انه لم يرضخ لطلبها الا داخل الجناح وتحديدا فى غرفه النوم ...على السرير
وضعها جاسر برفق شديد ونظر لها فى عينها واقترب منها يريد ان يقبلها فاشاحت سالى بوجهها بسرعه وقالت بصوت جاف: جاسر انا تعبانه
قال جاسر بقلق: انتى دوختى تانى؟ ماكلتيش كويس برضه اعمل فيكى ايه من اولها هتتعبينى معاكى كده ...

سالى بصوت خافت: مش عايزه اكل انا عايزه انام
جاسر بلؤم: ما انا بقول كده برضه..حاول جاسر الاقتراب منها ثانيه فهبت سالى واقفه
نظر لها جاسر باستغراب وقال: خلاص خلاص براحتك انا هطلع بره عشان تغيرى هدومك
خرج جاسر من الغرفه واغلق الباب برفق وفك ربطه عنقه والقاها بعيدا وخلع الجاكيت وفك بعضا من ازرار القميص وخرج الى الشرفه واستنشق نسيم البحر العليل
فى تلك الاثناء مسحت سالى زينتها وهى تبكى فى صمت وحاولت فك الدبابيس المثبته فى الطرحه واستاطعت فكهم بعد عناء الى ان حاولت نزع فستانها فلم تستطع
فأخذت تشده شاعره بالاختناق حتى صرخت غاضبه باكيه فى نفس الوقت.

سمعها جاسر وانطلق الى الغرفه خائفا رأها تحاول نزع الرداء بقوه حتى قطعته
فامسك بها جاسر محاولا تهدئتها فدفعته بعيدا قائله صارخه: ماتلمسنيش
جاسر بقلق: سالى اهدى...اهدى يا حبيبتى مالك ؟
سالى بغضب: انا مش حبيبتك بطل كذب
نظر لها جاسر عاقدا حاجبيه وقال: انتى زعلانه منى فى حاجه ...طيب انا عملت ايه زعلك
سالى ناظره له بأشمئزاز: مش عارف عملت ايه؟انت انانى مابتفكرش غير فى نفسك وبس ..انا بكرهك... بكرهك ياريتنى ماكنت اتجوزتك ولا عرفتك
شعر جاسر انها قد صفعته بتلك الكلمات فقال بقسوه: انتى بتقولى ايه؟ انتى واعيه للكلام اللى انتى بتقوليه لو تعبانه اجيبلك دكتور.

سالى باكيه: ياسلام متخيل انى اتجننت ولا جرالى حاجه عشان اقولك الكلام ده ...اه بكرهك عشان انت كداب غشتنى وضحكت عليا مثلت عليا الحب والغرام وانت كل اللى هامك انك تتجوزنى عشان تعرف ترجع ابنك فضحتنى وخليت سمعتى على كل لسان عشان فى خلال شهر نكون متجوزين وتبقى كأنك كمان عامل فينا جميله انا واهلى
جاسر بهدوء: انتى جيبتى الكلام ده منين ؟

سالى صارخه: زياد قالى على كل حاجه قالى انك انت اللى سلطت مروه لاء وعامل نفسك الحمل الوديع وبتحبنى اللى بيحب عمره مايفضح اللى بيحبه
زم جاسر شفتيه وقال باستخفاف: انتى اللى فضحتى نفسك ماحدش قالك تطلعى اوضه نوم راجل غريب لكن الظاهر انك واخده على كده تنزلى لجاركم فى انصاص الليالى وتروحى معايا شاليه فى المنتزه لوحدينا ومن وره اهلك واكيد اتطلقتى بسبب استهتارك.

نظرت له سالى تكاد لاتصدق ماسمعته اذنيها ...هل وصلت به الوقاحه؟
فاستقرت يدها بعنف على وجهه لاطمه اياه بقوه
نظر لها جاسر بأعين ملتهبه ووجهه احمر من الغضب قبض على يده بقوه ومنع نفسه بصعوبه بالغه من ان يرد لها الصاع صاعين وخرج من الغرفه صافقا الباب بقوه كادت ان تنزعه من مكانه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة