قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل الثاني عشر

رواية لعبة في يده بقلم يسرا مسعد جميع الفصول

رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل الثاني عشر

وصل زياد متأخرا فى المساء واستقبلته امه استقبالا حافلا سألها عن اخويه فقلت انهما فى غرفه المكتب يتناقشان بعض الامور ذهب زياد الى غرفه المكتب
عندها سمع صوت جاسر وهو يقول لاسامه بعصبيه: وكنت عايزنى اعمل ايه وانا قدامى شهر واحد ولازم اكون اتجوزت عشان ابنى يرجع ..واخوك كان هيهد كل اللى بنيته بجريه وراها ده الحل الوحيد اللى كان قدامى.

اسامه: تقوم تسوء سمعتها هيا حصلت ؟ ليه ماتطلبتهاش للجواز عادى زى بقيه البشر على سنه الله ورسوله ولا لازم تجيلك راكعه
جاسر بقسوه: ايوه لازم...لان مافيش وقت ...الوقت هو عدوى... انا مش لسه هروح اتقدم واخطب ويسألو عنى ويقولو شبكه ومهر ...فخلال شهر لازم يكون معايا عقد الجواز شهر يعنى 30 يوم ويمكن ااقل... كان عندك حل تانى غير اخوك اللى بيقولى يحلله اربعه !

تعجب زياد ولم يدرى عما يتحدثون كيف لجاسر ان يتزوج خلال شهر ومن التى سوف يتزوجها اهى سالى وكيف ستسوء سمعتها
طرق الباب ودخل عندها توقف جاسر واسامه عن حديثهما
قال اسامه: حمدلله على السلامه يازياد
نظر زياد الى جاسر محاولا فهم مايدور ولكن مالبث وجه ان اكتسى وجه اخوه بقناعه الفولاذى مما يمنع الاخرون من استنباط مايدور فى خلده
زياد: الله يسلمك يا اسامه انا توقعت انك تكون روحت.

اسامه: انا فعلا روحت وجيت تانى
زياد: خير حصل حاجه
اسامه: لا ابدا
جاسر: وصلت آشرى ؟
زياد: ااه واتفقت معاها تفاتح يسرى الطحان وهكلمه بكره احدد معاه ميعاد وياريت انت اللى تعمل الخطوه دى باعتبار انك الكبير
جاسر: مبروك...تصبحوا على خير انا طالع انام
هكذا كانت مجريات الامور فى قصر آل سليم.

اما فى منزل سالى المتواضع فلم تكف سيرين عن البكاء رغم عوده ابيها للمنزل حاملا بعض الاخبار السعيده عن رفض والد معتصم عما بدر من ابنه ولكن والدها اصر ان تبقى ابنته فى منزله حتى يعود زوجها الى رشده او من كان زوجها فأبنته حامل ويخشى عليها التعب
مضى يوم الجمعه كئيبا الى ان حل المساء زار معتصم بيت حماه واعتذر منه وطلب ان يرد زوجته اليه وابدى ندما حقيقيا
اذعن له محسن وتركه يغادر بصحبه زوجته خاصه عندما لمس سوء الحاله التى وصل اليها معتصم بالاضافه الى زوجته وبناتهم الصغار

شعرت مجيده انها قد تنفست الصعداء ونظرت الى سالى نظره لم تفهم سالى مغزاها قالت لها امها:نفسى اتطمن عليكى انتى كمان
هزت سالى رأسها وشعرت انها كانت حمقاء عندما فكرت فى اخبار والديها عما حدث فى الاقصر الليله قبل الماضيه
صباح يوم السبت توجهت سالى الى عملها لاحظت نظرات بعض زملاء العمل الغريبه لها اثناء ركوبها الحافله الخاصه بالشركه ولكنها لم تبالى واقنعت نفسها ان هذا محض خيالها.

توجهت للطابق الاخير دخلت مكتبها وجدت الكثير والكثير من العمل المتأخر امضت سالى قرابه الثلاث ساعات منكبه على العمل حتى فؤجئت بأستاذ اسامه يطرق باب غرفتها
سالى: اتفضل
اسامه: صباح الخير يا سالى اخبارك ايه؟
سالى بابتسامه مشرقه: الحمد لله
اسامه باهتمام:انتى كويسه؟

تعجبت سالى من سؤاله فهزت رأسها وقالت: ااه
تنحنح اسامه ثم قال: طيب استأذن انا
غادر اسامه فعقدت سالى حاجبيها تعجبا وعادت الى عملها
فى تلك الاثناء كانت مروه كالحيه الرقطاء تزحف من مكتب الى الاخر فى الشركه الكبيره تبث سمومها من فضائح واشاعات عن العلاقه الغراميه المشتعله بين جاسر وسكرتيرته الحسناء.

والتى وصل بها الامر الى احضار لانجيرى ساخن معها لقضاء ليله عاطفيه كانت مروه شاهده على نهايتها عندما دخلت غرفه جاسر لتجده قد انتهى توا من حمامه البارد بعدما قضى ليله ساخنه فى احضان سالى
يقفان كلاهما يتبادلان القبلات والاحضان وعندما دخلت مروه الغرفه طردها جاسر شر طرده بعدما كشفت سرهما
انتشرت الشائعه فى جميع انحاء الشركه كانتشار النار فى الهشيم
حلت الساعه الثانيه عشرا جمعت سالى الاوراق والمستندات وذهبت بها الى غرفه جاسر طرقت الباب واخذت نفسا عميقا استشعرت بروده اطرفها ولكنها تماسكت ودخلت الغرفه الواسعه.

كان جاسر جالسا مديرا ظهره الى الباب ناظرا من النافذه الواسعه الى الفضاء الشاسع امام ناظريه
تنحنحت سالى فأدار جاسر نفسه سريعا وكأنما تفاجىء برؤيتها حتى ظهرت الصدمه على وجهه
تعجبت سالى فقد كانت امارات الحزن باديه على وجهه ولكنها لم تبالى وقالت: الاوراق اللى عايزه تتمضى
وضعت سالى الاوراق على سطح المكتب
مضى جاسر الاوراق سريعا فقالت سالى: فى ملاحظات حضرتك عايز تملهانى
جاسر: لاء
سالى: عن اذنك

غادرت سالى الغرفه مسرعه كمن يهرب من وحش خارجا من سطور الاساطير الاغريقيه عائده الى غرفتها لمتابعه بقيه عملها
حلت ساعه الغداء نزلت سالى الى قاعه الطعام ودخلت القاعه تحت نظرات وهمسات الجميع حتى وجدت منى جالسه على وجهها تعلو معالم الضيق
جلست سالى الى الطاوله وقالت: ايه يامنى خير فى ايه مالك؟
منى بأسف: ماليش يا سالى انتى كويسه
ضحكت سالى وقالت: نعم انتى كمان؟ هههههه. انتو ايه حكايتكم انتى واسامه هيكون مالى
منى: مروه طلعت اشاعه انك ...

اظلم وجهه سالى وقالت: انى ايه؟
قاطعتها احدى زميلات مروه فى المكتب وجلست فجأه الى الطاوله وقالت: يابختك وياترى كان جامد ؟
صرخت منى: احترمى نفسك اتقوا الله وبطلو سفاله
قامت الفتاه وغادرت فقالت سالى بتوتر: فهمينى قصدها ايه وليه الناس عماله تبصلى من تحت لتحت وبيتغامزو عليا ...مروه قالت ايه؟
كادت منى ان تبكى وقالت: مروه قالت انك ...انك نمتى مع جاسر

امتقع وجهه سالى وغاب الدم من وجهها وقالت: هيا حصلت دى انسانه واطيه فعلا ...
ثم اتبعت بغضب ويداها ترتعشان وقالت: وهيا فين؟
قامت سالى لتغادر باحثه عن مروه فقامت منى وجريت وراء سالى التى خرجت سريعا تحت نظرات الجميع المشمئزه منها
منى: رايحه فين انتى ولا تعبريها اصلا
سالى صارخه: فهمينى ازاى؟

استدارت لتتابع طريقها عندها رأت مروه تبتسم فى خبث ناظره الى سالى باستهزاء
فاقتربت منها سالى وصفعتها على وجهها على حين غره فحاولت مروه رد الضربه لسالى ولكن لم تمكنها منى من ضرب صديقتها
تناولت الفتيات الشتائم والالفاظ النابيه وتدخل البعض حتى فضوا النزاع القائم وعادت سالى الى غرفتها فى الطابق الاخير وتدور فى داخلها احداث الدقائق الماضيه وعادت اليها الذكرى... ذكرى الشائعات التى طاردتها لفتره طويله عقب طلاقها من ايهاب كيف كان زملائها فى العمل ينظرون لها وعيون تحمل الاتهام عنوانا واخرى التشفى مضمونا.

والان
عادت تلك النظرات تلاحقها مجددا ولم تكن هذه المره بالسهله فالفضيحه وشرفها الملوث بالعار عنوانها وهذا كان وقعه ليس بالامر اليسير عليها
خرجت سالى من المصعد تكاد لا تحملها قدامها تربت منى على كتفها وفجأه سقطت سالى مغشيا عليها
صرخت منى بصوت عال: سالى ... سالى
سمع جاسر صوت منى الباكى وصرختها
فخرج مهرولا من مكتبه ووجد جسد سالى الممد على الارض.

فخر على ركبتيه وحاول ايقاظها ربت على وجهها مره بعد الاخرى ولكن لم تستجب سالى وظلت فاقده للوعى
امر جاسر منى باستدعاء طبيب الشركه
اطاعته منى فى الحال وحمل جاسر جسد سالى الصغير الى مكتبه ومددها على الاريكه الجلديه
وامسك بيدها البارده ونظر لها فى جزع
حضر الطبيب ورأى جاسر ولهفته على سالى الفاقده الوعى نظر له نظره ذات مغزى
فكشر جاسر عن انيابه وصرخ فيه بخشونه: انت واقف عندك بتعمل ايه شوف مالها.

فعل الطبيب اللازم وبعد قليل استعادت سالى وعيها شعرت انها كانت فى عالم ضبابى وانتقلت حديثا الى عالم ضبابى اخر فتحت عيناها بصعوبه طالعتها صوره جاسر القلق مهتزه وصديقتها منى ايضا وعيون من وراء نظاره طبيه قديمه تسألها باهتمام: انسه سالى ... انسه سالى انتى كويسه
هزت سالى رأسها وقالت بذهن مشوش: حصل ايه؟
الطبيب: اغمى عليكى انتى كويسه دلوقتى
حاولت سالى النهوض شاعره بالخجل الشديد فجسدها ممد تحت انظار رجال غرباء.

ساعدتها منى على النهوض فقال الطبيب: لا طالما قدرتى تصلبى طولك يبقى بس نجيبلك فنجان قهوه وهتبقى زى الفل
غادر الطبيب وامر جاسر الساعى باحضار فنجان القهوه
واعترضت سالى بصوت منخفض: لاء انا هقوم اشربه فى مكتبى
رد جاسر بصوت قوى: لاء انتى هتشربيه هنا بعد كده هتقومى تروحى وانا هوصلك ...
ثم توجه الى منى بالحديث قائلا:وانتى يامنى هتيجى معانا
هزت منى رأسها موافقه: كده احسن ياسالى تروحى ترتاحى.

نظرت لها سالى والدموع فى عيناها: لاء انا هروح لوحدى
جاسر: بطلى مقاوحه انتى تعبانه واحنا بره اسكندريه وهبقى مطمن عليكى اكتر لما اوصلك بنفسى ..
قال جاسر لمنى: روحى يامنى هاتى حاجتها وخلى حد يقف مطرحك فى الريسبشن تحت
اطاعته منى وقالت: حاضر وانصرفت منى تاركه سالى وهى تبكى
شعر جاسر بالضياع فقد كان بكاؤها اكثر من احتماله فهو من تعمد فضحها والاساءه الى سمعتها عليه يقع اللوم وهو وحده من يحمل الذنب
جلس جاسر الى جوارها وربت على كتفاها فقزت سالى كغزال مذعور يريد الهرب من صياده
فقام جاسر وقال: انا آسف بس ااقعدى اهدى وارتاحى.

صرخت سالى فيه وقالت: وعايزنى ارتاح ازاى بعد اللى حصل انت عارف واسامه عارف والكل عارف ...عارفين كل الكلام اللى قالته مروه ومع ذلك ماوقفتهاش عند حدها
جاسر مدافعا عن نفسه: انا لسه واصلنى الكلام ده النهارده زيي زيك
سالىصارخه بغضب: وعملت ايه؟ دخلتلك المكتب لقيتك سرحان فى ملكوته ماجبتهاش ليه بهدلتها ؟ ماخصمتش منها ولا حتى ترفدها ولا فالح تخصم منى تأخير نص ساعه وتسيب واحده تخوض فى عرضى وعرضك عادى جدا
لم يجد جاسر كلمات يجيب بها على تساؤلات سالى
فاتجهت سالى الى مكتبه واخذت ورقه وامسكت بقلمه الفاخر وخطت بعنف حروف الاستقاله وغادرت الغرفه.

توجهت سالى الى مكتبها وحملت حقيبتها ونزلت للطابق الارضى وخرجت من الشركه وسارت على اقدامها فى الطريق الخالى تحت شمس الظهيره القويه
سارت سالى مسافه خمسون مترا حتى سمعت زامورا لسياره جاسر لم تستدر سالى وظلت تتابع طريقها بعند
توقفت السياره ونزل جاسر وامسك بذراع سالى وشدها اليه بقوه وقال امرا بغلظه: اركبى
شدت سالى يدها بعنف وقالت: لاء
جاسر صارخا: اركبى احسنلك بدال ما اشيلك واركبك غصب عنك
نظرت له سالى وتيقنت انه يعنى مايقول فرضخت لامره كارهه.

ركبت السياره وادارت وجهها الى الناحيه الاخرى حابسه دموعها بقوه حتى وصلت السياره الى مشارف الاسكندريه وابطأت السياره من سرعتها
قالت سالى بخشونه: نزلنى فى اى حته وانا هركب تاكسى واروح
جاسر: لاء هوصلك البيت
سالى بغضب: والله العظيم لو مانزلتنيش دلوقتى لكون فاتحه الباب وراميه نفسى من العربيه ...
نظر لها جاسر غاضبا واوقف السياره خرجت سالى من السياره صافقه الباب بعنف واستقلت اول سياره اجره اشارت لها
ظل جاسر يتبع السياره حتى اطمأن انها وصلت منزلها بأمان وانصرف بعدها.

عادت سالى الى المنزل مبكرا وما ان رأت والدتها وجهها الشاحب حتى استبد بها القلق
مجيده: خير يا لولو مالك ياحبيبتى وايه اللى رجعك بدرى كده؟
سالى: تعبت ومقدرتش اكمل فرجعت
مجيده: وماكلمتيش ابوكى ليه يجيبك جيتى ازاى؟
سالى بصوت منخفض: المدير وصلنى
مجيده: تانى تانى ركبتى مع راجل غريب
سالى: اطمنى يا ماما اخر مره لانى قدمت استقالتى.

مجيده: ايه ليه؟ حصل ايه؟
سالى:ماما انا تعبانه اووى ممكن تسيبنى اريح واما اصحى احكيلك مش انتى كان نفسك انى اسيب الشغل ادينى سيبته
مجيده: فى داهيه الشغل ياحبيبتى مش من مقامك اصلا
سالى باكيه: ياريتنى ماكنت اشتغلت
احتضنتها والدتها وشعرت ان هناك خطب ما فأدخلتها غرفتها وساعدتها فى ابدال ملابسها وخلدت سالى الى النوم او تظاهرت بالنوم حتى تدعها والدتها وشأنها واستغرقت فى بكاء طويل
خرجت مجيده واتجهت الى اعلى السلم الداخلى ونادت على زوجها
محسن: ايوه يامجيده خير
مجيده: انزل عاوزاك.

نزل محسن درجات السلم القليله وقال: ادينى نزلت خير
مجيده: سالى رجعت من الشغل وشكلها تعبان وزعلانه من حاجه وقدمت استقالتها
محسن: ايه؟ ليه؟ حصل ايه؟ مش من يومين كانت فى مأموريه والامور كانت ماشيه كويسه ايه اللى يخليها تستقيل
مجيده:اكيد فى حاجه حصلت بس هيا طبعا مش هتحكيلى المهم هيا دخلت تنام اما تصحى ابقى ااقعد معاها واتكلم وشوف فى ايه؟
محسن: ربنا يقدم اللى فيه الخير.

فى تلك الاثناء فى شركه آل سليم كان اسامه منزعجا للغايه من احداث اليوم وكاد ان يصرخ فى اخيه قائلا: هيا حصلت يفتكروا انها كانت نايمه معاك؟ افهم بقى انت دلوقتى هتتجوزها ازاى اللى هتشيل اسمك يكون الناس اتكلموا وخاضو فى عرضها بالشكل ده
جاسر: الناس بتنسى وبكره يلاقولهم حاجه تانيه يتكلمو عليها
اسامه: الا الشرف يا استاذ
جاسر بسخريه مريره: هههههه اطمن عارف كويس
اسامه: مش ذنب سالى ان سهيله خانتك ماتطلعش عقدك عليها سالى بنت طيبه وغلبانه.

جاسر غاضبا: اوووووووووه خلاص بأه يا اسامه انت هتعلقلى حبل المشنقه ؟طيب اعمل ايه دلوقتى المفترض انى اعمل ايه ؟ الحل الوحيد اننا نتجوز لو متجوزتهاش هيقولو اخد اللى عاوزه ورامها
اسامه بحده: ولو اتجوزتها يبقى عشان تدارى فضيحتها
جاسر: طيب لا كده نافع ولا كده نافع
اسامه بحده: لان من الاول ماكنش ينفع تشوه سمعتها ياحضره الاستاذ المحترم ...انا ... انت بجد مش حاسس بالمصيبه اللى انت عملتها ...ياشيخ حرام عليك انا عندى بنت بربيها انما انت.

جاسر بمراره: كمل .. هه ماتكمل كلامك ...عندى ابن... ابن ومن عمره 4 شهور ماشفتهوش ..ابن دلوقتى بقاله سنه ونص بعيد عنى ..ااه شوهت سمعه واحده مالهاش ذنب لكن هتجوزها وهعوضها وهرجع ابنى وهحافظ على الشركه... كل دى مكاسب حضرتك غافلها
اسامه: ماتبررش الغلط يا جاسر كنت تقدر تتقدملها وتحكيلها على ظروفك وهيا كانت هتقدر ان شالله تكتبو الكتاب وكنت هترجع ابنك والصفقه لو كانت راحت يبقى خلاص مالناش فيها نصيب واحنا الحمد لله معانا وربنا موسعها علينا يبقى ليه نظلم . لكن غرورك وكبريائك وعقدك عايزها هيا تيجى راكعه لحد عندك عشان تتجوزها زى مانفسك سهيله تيجى راكعه لحد عندك تطلب العفو والسماح دفعتها تمن غالى اووى هيا مالهاش ذنب فيه والتمن كان شرفها ...ياخساره ياجاسر ياخساره.

غادر اسامه الغرفه دون ان يضيف شيئا وما ان خرج حتى امسك جاسر بكأس مياه كان على المكتب والقاه بقوه الى الحائط فتهشم فى الحال محاولا التنفيس عن غضبه وفجأه رفع سماعه الهاتف وطلب مكتب شئون العاملين
ردت مدام هدى: الو
قال جاسر بصوت قاس: اطبعى قرار برفد مروه من العلاقات العامه لخوضها فى اعراض الزملا واكتبى ده فى التوصيه بتاعتها وهاتيها امضيها وتتعلق فى خلال ربع ساعه فى كل دور من ادوار الشركه . مفهوم
هدى: مفهوم يافندم.

وكانت ربع ساعه بالفعل وكان قرار اقاله مروه معلقا على كل حائط اعلانات فى شركه آل سليم واصطحبها موظفو الامن الى الخارج فى مشهد مهين ومذل
كانت مروه تشعر بالحقد الاسود وكراهيه لا مثيل لها وما ان وصلت منزلها بعد معاناه حتى ابتسمت فقد جاءتها فكره شيطانيه رفعت سماعه الهاتف واتصلت بمنزل سالى كانت قد دونت الرقم اثناء تجسسها على هاتف سالى المحمول اثناء تواجدهم بالاقصر.

اما فى منزل سالى سمعت مجيده صوت جرس الهاتف فقالت: رد يامحسن انا مشغوله فى المطبخ
محسن: طيب
امسك محسن سماعه الهاتف وقال: الو
جاءه صوت مروه عبر اثير الهاتف: الو منزل سالى
محسن:ايوه يابنتى مين عاوزها.

مروه: ايوه يا عمو انا زميلتها كنت عايزه اتطمن عليها صحتها عامله ايه
محسن: الله يكرمك يابنتى هيا رجعت تعبانه ونامت شويه
مروه: طبعا ياعمى حقها اللى حصل النهارده ماكنش شويه بجد مش قادره اصدق اللى سمعته سالى طول عمرها انسانه محترمه واكيد دى اشاعه انا ماصدقتش ان سالى تكون بالاخلاق دى
محسن: ايه؟ اشاعه؟ اشاعه ايه يابنتى؟.

مروه: اعفينى ياعمو انى اتكلم انا لحد دلوقتى مش مصدقه ودانى والله... بس هما بيقولو انهم شافوها معاه فى اوضه نومه بعد نص الليل وهوا كان ...رغم انى والله ياعمو والله حذرتها كتير ماتروحش اوضه نومه ولو عايزها فى شغل يبقى فى مكان عام بس هيا مسمعتش نصيحتى للاسف
محسن صارخا: هوا مين؟
مروه: ياخبر انا آسفه اووى ياعمو انا تصورت ان سالى حكتلكم باعتبار ان انتم اهلها يعنى وتاخدولها بحقها من جاسر مديرها وتخلوه يصلح غلطته ... اكيد هوا اللى ضحك عليها سالى بنت محترمه وطيبه وعلى نياتها اووى.

عند هذا الحد سقطت السماعه من يد محسن وشعر بأن الارض تميد من تحت قدمه
ظلت مروه تردد: الو ... الو ... وعندما ايقنت ان مجيبها قد غاب وضعت السماعه وارتسمت على وجهها ملامح انتصار شيطانيه وابتسامه متشدقه
اما محسن فسار متجها الى غرفه ابنته الصغرى مترنحا لاحظته مجيده وقالت: خير يامحسن مالك؟
امسكت مجيده ذراع زوجها فدفعها بقوه:اوعى سيبينى فين بنت الكلب دى
انطلق محسن الى غرفه ابنته وفتحها على حين غره كانت سالى مستيقظه تبكى فى صمت وعندما فتح الباب وسمعت صوت والدها الصارخ: قومى قومى وتعالى هنا.

قفزت سالى فزعه من سريرها وقالت: خير يا بابا فى ايه
تلقت سالى صفعه على وجهها من يد ابيها
فصرخت مجيده وقالت: محسن انت اتجننت حصل ايه ؟
امسكت سالى بوجهها وانخرطت فى بكاء مرير
فيما جذبت مجيده زوجها بكل ما اوتيت من قوه ليخرج ودفعته دفعا الى غرفه نومهما
وناولته كوبا من الماء شربه محسن على دفعه واحده وامسك بصدره شاعرا بألم شديد
وقال: افتحيلى الهوا يا مجيده.

نفذت مجيده ما قال وشعرت ان زوجها على وشك الاصابه بنوبه قلبيه ثالثه فجريت واتجهت الى غرفه سالى التى كانت جالسه على الارض تبكى وقالت لها: بنتى الحقى ابوكى شكل فى نوبه تالته هتجيله
قامت سالى فزعه واتجهت الى الطاوله الصغيره فى غرفه نوم والدها واخرجت علبه دواء صغيره واعطت والدها قرصا صغيرا ليضعه تحت لسانه
امسكت مجيده برأس زوجها واسندته فى حضنها فيما تهاوت سالى الى ركن بعيد فى الغرفه ذاتها سمعت ابيها وهو يتأوه فجزعت
وقالت لها مجيده: روحى لدكتور اشرف جارنا خليه يجى بسرعه
سالى: طيب ما نطلب الاسعاف.

مجيده: يابنتى مافيش وقت الاسعاف هتتأخر الجيران لبعضيها
قامت سالى واتجهت الى غرفتها وارتدت اسدالها الطويل ونزلت للطابق السفلى حيث يقطن جارها د.اشرف ووالدته تلك المرأه التى لا تطيقها سالى بعدما افصح اشرف عن رغبته فى خطبه سالى بعد طلاقها من ايهاب فقالت له والدته تلك الكلمه التى لن تنساها سالى طيله حياتها"مادام طلقها قبل فرحهم ب 3 ايام يبقى اكيد فيها ان"والتى أذاعتها بين الجيران ايضا
دقت سالى الجرس وفتح لها لحسن الحظ د. اشرف الذى ما ان رأى وجهها الباكى حتى قال: ايه خير في ايه يادكتوره؟
سالى: بابا تعبان اووى انا اديتله حبايه تحت اللسان بس خايفه عليه اووى ممكن تيجى تشوفه
اشرف: حالا بس اجيب السماعه وجهاز الضغط ثوانى.

صعد اشرف برفقه سالى وتوجهه الى غرفه النوم الرئيسيه وقام بعمل اللازم حتى مرت ساعه قد هدأ فيها الاب بعدما حقنه اشرف بماده مهدئه انصرف بعدها مودعا سالى بعينيه
نام الاب وخرجت مجيده واتجهت الى غرفه ابنتها وقالت لها: فهمينى بالراحه ايه اللى حصل ماهو انا لازم افهم عملتى ايه يخلى ابوكى يمد ايده عليكى ده عمره ماعملها وانتو عيال يقوم يعملها دلوقتى
بكت سالى وقالت: وانتى هتصدقينى ؟
مجيده: طبعا هصدقك وانتى من امتى بتكدبى
سالى: كويس انك عارفه انى عمرت ماكدبت يا ماما.

روت لها سالى احداث الايام الماضيه بالاضافه الى ماحدث اليوم كانت مجيده هادئه بطريقه لم تعتادها سالى انتهت سالى من سرد الاحداث وبعدها قالت: مصدقانى يا ماما؟
مجيده: طبعا مصداقكى انتى بنتى وتربيتى واستحاله تكونى عملتى حاجه تغضب ربنا
سالى: امال بابا ماصدقنيش ليه؟
مجيده: وهوا انتى كنتى حكيتلنا حاجه المفروض كنتى تقوليلنا اول مارجعتى للاقصر على الاقل كان يبقى عندنا خبر مش آخر من نعلم ونلاقى اللى بيتصلو بينا فى التليفونات يقولولنا
سالى: ايه؟ فى حد اتصل؟ مين.

مجيده: العلم عند الله ابوكى اللى رد بس سمعته بيقول يابنتى باين انها واحده
سالى بغضب: يبقى اكيد اللى اسمها مروه حسبى الله ونعم الوكيل مش كفايه اللى عملته فى الشركه انا مش عارفه مالها بتكرهنى كده ليه؟ هتستفاد ايه؟
مجيده: ربنا ينتقم منها يابنتى قومى اغسلى وشك وخليكى قاعده فى اوضتك وانا اول مايصحى ابوكى هبقى اتكلم معاه
بعد قليل رن هاتف سالى النقال فردت سالى لتجدها منى
سالى: الو ايوه يامنى
منى: ازيك ياسالى عامله ايه ليه يابنتى ماستنتنيش ؟

سالى: اللى حصل كنت مخنوقه اووى وقدمت استقالتى ومشيت
منى: مال صوتك انتى لسه بتعيطى
سالى: العقربه اتصلت بالبيت هنا وقالت لبابا كلامها السم كله راح بابا ضربنى وتعب بعدها اووى انا خايفه ليجراله حاجه
صرخت منى: ايه؟ هيا مش هتتهد؟ يعنى اترفدت من الشركه ومافيش فايده ؟
سالى: جاسر رفدها
منى: ااه وكتبلها توصيه زى الزفت
سالى: وانا استفدت ايه ان شاء الله منها لله منها لله ربنا ينتقم منها يارب
منى: امين يارب وانتى باباكى عامل ايه دلوقتى؟

سالى: جبناله دكتور واداه حقنه منومه
منى: الف سلامه عليه ...ياريتك كنتى حكيتلهم يا سالى ياريتنى ماكنت قولتلك ماتقوليش حاجه
سالى: يفيد بأيه الندم يا منى من ناحيه ياريت فياريت حاجات كتير اووى
دخلت سالى فى نوبه بكاء مرير فقالت لها منى: وحدى الله يسالى وقومى اتوضى وصلى ركعتين وربنا ان شاء الله هيرجعلك حقك
سالى: يارب يامنى يارب
اما فى قصر آل سليم كان جاسر يجلس وحيدا فى غرفه المكتب ممسكا بصوره ابنه الوحيد يتأملها فى أسى
حتى دخل عليه زياد ووجهه احمر من الغضب وقال: هيا حصلت؟ للدرجادى يا جاسر؟ انت ايه؟ ايه حدودك بالظبط؟ كل ده عشان ماتجوزهاش؟

رفع جاسر رأسه وقال:لاء كل ده عشان انا اللى اتجوزها عرفت فى الاخر مين اللى لسه فى اللعبه ومين اللى طلع براها
قام جاسر وغادر غرفه المكتب واتجه الى غرفته بالاعلى تاركا زياد يردد: طيب يا جاسر هنشوف .. طيب
فى اليوم التالى توجهه جاسر الى عمله استقبلته منى ولكن ليس بأبتسامتها المعهوده طلب منها ان تحضر الاوراق والملفات من مكتب سالى الى مكتبه
بعد قليل طرقت منى باب غرفه جاسر دخلت لتجده يجلس برفقه اخيه اسامه
قالت: الملفات ياجاسر بيه
جاسر: كلمتى سالى؟

رفعت منى رأسها وقالت: ايوه
جاسر باهتمام: وهيا عامله ايه دلوقتى
منى: باباها تعب امبارح وجابلوه الدكتور
اسامه: ايه؟ ليه؟ وصله الكلام؟
منى: ايوه مروه اتصلت بنفسها وبلغت باباها
نظر اسامه الى اخيه الاكبر بحده وقال: عاجبك كده ذنب الراجل المسكين ده فى رقبتك
حملق جاسر فى اخيه غاضبا وقال: مش كفايه كده ولا انت ايه رأيك؟
منى: مطلوب منى حاجه تانيه.

جاسر: اتفضلى انتى على مكتبك
اخذ جاسر يفرك وجهه بتعب حتى قال له اسامه: الموضوع اخد ابعاد كبيره اووى اكتر ماكنت متصورها لا حول ولا قوه الا بالله واللى اسمها مروه دى ايه محرات شر ياساتر يارب فى كده؟
قام جاسر فجأه وخلع ربطه عنقه والقاها دون اكتراث فى الدرج وارتدى الجاكيت المعلق جانبا
فقال له اسامه: على فين ؟

نظر له جاسر ولم يرد وانصرف
وبعد نصف ساعه كان جاسر يقف حاملا باقه زهور بيضاء طارقا باب منزل سالى
والتى فتحت له والدتها وتعجبت لمراءه فقد كان غريبا عنها
قال جاسر: منزل الدكتوره سالى محسن
مجيده: ايوه مين حضرتك
قال جاسر: جاسر سليم ...ياترى ممكن ااقابل الاستاذ محسن؟

ارتسمت امارات الدهشه على محيا مجيده وقالت: اتفضل اتفضل
ارشدته مجيده الى حيث غرفه الصالون
واتجهت الى غرفه نومها حيث كان محسن يجلس برفقه ابنته التى كانت تروى له ماحدث
قال لها محسن: طيب ممكن بقى تبطلى عياط ؟
سالى: ازاى يا بابا بعد اللى حصل بعد ماضربتنى كمان؟

محسن بأسف: لسه وقت الحساب انتى غلطتى فى حاجات كتير اووى بس قومى دلوقتى اتشطفى واغسلى وشك
مجيده: محسن قوم عايزاك
محسن: خير يا مجيده
مجيده: فى ضيف عايزك
محسن: ضيف... ضيف مين ؟
سالى: مين يا ماما ؟

مجيده: جاسر سليم
اتسعت عينا سالى وقالت: اما انسان وقح بشكل وليه عين يجى لحد هنا انا هروح اطرده واعرفه مقامه
محسن بحزم: بنت... حسك عينك اشوف طرفك بره اوضتك انتى فاهمه واتفضلى عليها دلوقتى منغير ولا كلمه
اعترضت سالى وقالت: يابابا...
محسن: هيا كلمه واحده وماتخلنيش امد ايدى عليكى تانى
خرجت سالى واتجهت الى غرفتها وجلست على السرير تفكر ...لما جاء؟ وماذا يريد؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة