قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل الثامن عشر

رواية لعبة في يده بقلم يسرا مسعد جميع الفصول

رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل الثامن عشر

استيقظت كعادتها فى تمام الخامسه صباحا وارتدت ملابسها الرياضيه وانطلقت الى النادى الرياضى الاجتماعى الشهير دخلت قاعه الايروبكس وبدأت تمريناتها بحيويه مفرطه انتهت منها فى حدود السابعه والنصف وهمت بالخروج حتى اعترضها زياد.

زياد: صباح الخير يا آشرى
آشرى ممتعضه:عن اذنك
زياد معترضا: آشرى ماينفعش كده احنا لازم نتكلم بقالك كتير مش بتردى على تليفوناتى وجيت عندكم البودى جارد بيمنعونى ادخل
آشرى بتهديد: lucky u انهم مش معايا دلوقتى

زياد: ما انا عارف انك بتيجى النادى الصبح منغيرهم عشان كده صحيت من الفجر وجيتلك ...كل ده وما استهلش 5 دقايق بس من وقتك اشرحلك فيه اللى حصل
آشرى: تشرح ايه ...انت انسان ب 2 faces وانا خلاص نهيت ارتباطى بيك ..تعرف الغريبه اووى انى قولتلك قبل كده بيزنس ايز بيزنس ومع ذلك برضه فضلت ماشى فى ال plane بتاعتك وcool اووى انك تخدعنى.

زياد: انتى بالذات انا ماخدعتكيش فى حاجه
آشرى: realy ...ده على اساس ايه انى زى مابيقولوا لابسه العمه
زياد: ماهو تعالى نقعد فى مكان افهمك فيه كل حاجه وبعدها انتى حره ولا خايفه تيجى معايا وتصدقنى وانتى مش مقتنعه
آشرى: انت مغرور اووى وانا مش خايفه من حاجه وسمعتك بودنى
زياد: لكن ماعرفتيش انا عملت كده ليه؟

آشرى: عشان اخوك اتجوز البنت اللى انت كنت حاطط عينك عليها فلما اتجوزها قلت تبوظله الجوازه فى نفس الوقت كنت واعدنى بالجواز ...مش بس انك شخص حقير عينه على مرات اخوه كمان خاين وغشاش
زياد: انتى على فكره كلامك صعب اووى اى راجل يقف يسمعه ويستحمله وانا مافيش حاجه تمنعنى انى امشى غير انى فعلا بحبك وانتى اللى عاوزك ومن اول يوم كمان ااه مانكرش انى اعجبت بسالى فتره صغيره كده بس ده كان قبل ما اقرب اووى منك ولقيت ان شتان واستحاله هكون سعيد معاها ولا اسعدها... كمان هيا وجاسر بيحبوا بعض اووى.

آشرى: ولما انت عارف انهم بيحبوا بعض ..ليه تخرب عليهم ...حرام عليك البنت اغمى عليها واتصدمت فيه ...انا مش متخيله ازاى تطلع بالقسوه دى كلها ...مالقتش غير يوم فرحهم ماكانت عندك قبل كده كنت تقدر تقولها ده يعنى لو كان لازم تقول ...ولا كنت سكت وخلاص
زياد: ماكانش ينفع اسكت يا آشرى ..والا اخويا كان هيضيع روحه للمره التانيه ..انا عملت كده عشان جوازته المره دى تنجح
قهقهت آشرى بقوه: انت بجد مش ممكن ...انت مصدق روحك.

زياد بضيق: اضحكى ...انا واقف مستحمل كلامك وضحكك ونظرات الناس ليا وانتى واقفه تهزأنى بس خلاص طالما انتى مش عاجبك كلامى للدرجه فأنا ماشى ...سلام آشرى ...دلوقتى بس اتأكدت انك استحاله فى يوم تكونى حبيتينى... واحده غيرك كان زمانها دلوقتى مفلوقه من العياط على حبها اللى راح... لكن واضح انك عايشه حياتك بيس اووى ومافيش مشكله... والانسان اللى كنتى مرتبطه بيه واقف قصادك بيقولك بحبك وعايزك تفهمى اللى حصل وانتى ولا هامك لانك ماحبتنيش... وانا استاهل واحده تحبنى وتستوعبنى فى الحلو بتاعى والمر كمان.

مشى زياد بضعه خطوات حتى قالت له آشرى باستجداء: زياد wait ...بليز انا آسفه فعلا ..اوك تعالى نقعد فى اى مكان
استدار زياد وابتسم ابتسامه صغيره: بس عشان اسمى طالع من بوقك زى العسل
توجهوا سويا لاحدى الكافيهات الموجوده داخل النادى وجلسوا سويا على طاوله صغيره مستديره سألها زياد: تشربى ايه؟
آشرى: ميرسى لسه ساعه بعد التمرين
زياد: ماشى يا عم الرشيق ..انا هاطلب قهوه لانى مش متعود اصحى بدرى اووى كده خاصه و انا بقالى كام يوم مابنامش
آشرى: ادخل فى الموضوع على طوول

زياد: ايه انتى متخيله انى محضر سيمنار وجاى اعرضه عليكى
نظرت له آشرى وقالت: وبعدين؟
زياد: طيب طيب خلاص هاحكيلك ..طبعا انتى عارفه قصه جواز جاسر الاولانيه واللى حصل وابنه اللى هربت بيه طليقته
آشرى: yeah I know بس ربك مش بيسيب خسروا فى الفتره اللى فاتت دى كتير وسعر السهم نزل لااقل من ربع تمنه دا غير القضايا والاستدانه للبنوك ومش عارفين يسددوا الديون اللى عليهم اظن ان مامتها هربت وسابت جوزها هنا يشيل الليله بقى
زياد: ايه؟ انتى جبتى الكلام ده منين ؟

آشرى: انا ليا مصادرى
زياد: يستاهلو ...المهم اللى عايزه اوصلهولك ان من ساعتها وجاسر اتغير 180 درجه بأه مش بس ماعندوش ثقه فى الستات كلها لاء وواقرب الناس ليه ومش من السهل ابدا يحكى على اللى جواه ولا اللى بيحصل معاه الا لما يقابل مشكله جامده اووى ونبدأ نعرف وساعتها برضه مايحكيش الا لو اسامه ضغط عليه شويه وساعتها ممكن يحكى وممكن لاء
آشرى: عادى يعنى كل كل الرجاله كده ..الخيانه شىء مش سهل على الراجل او الست.

زياد: تمام ..لحد ماظهرت سالى وبدأ يقرب منها كنت فى الاول حاسس بتوتر مابينهم ...هيا كانت على طول بتقاوحه وجاسر بيعجبه كده لحد ماعمل لعبته دى عشان يضمن يتجوزها وفضل مش عاوز يعترف انه حتى غلط فى طريقته ...كان فيها ايه يحكيلها يطلع اللى جواه يفك شويه من عقده ..وهيا للاسف اول ما خطبها تخلت عن مقاومتها وبقت عامله زى الخاتم فى صباعه وهو هيفضل زى ماهو... جاسر بشكه وغيرته وطريقته فى تنفيذ الامور ومش هيتعلم انه يثق تانى بالست اللى معاه ويفتحلها قلبه لانها بقت لعبه فى ايده روحى روحى تعالى تعالى كان لازم اصحيها واقولها عشان تعرف هيا داخله على ايه وماكنش ينفع ااقول قبلها لان جاسر بيحبها وكان ممكن يخسرها كمان عشان يرجع ابنه ...فهمتى بأه.

آشرى: امال ايه حكايه انه جاسر اختارها عشان حضرتك كنت معجب بيها وخاف لا الصفقه ماتمش
زياد: دى حقيقه ..انا مانكرش انى كنت معجب بيها... بس اى حد ممكن تعجبه النجوم لكن فى وجود القمر مين يبص للنجوم اصلا ...وفعلا انا استفزيت جاسر بس على ظنى كنت فاكر انه هيصارحها بحبه مش هيعملها فضيحه فاتضطر انها تتجوزه
آشرى: يعنى انت عاوزنى عشان انا آشرى مش عشان الصفقه.

زياد: اكيد
آشرى: طيب لو انت فعلا كده فأنا هغير فى شروط الصفقه وهيزل من ربح مجموعتكم 30%..ايه رأيك ؟
زياد: وانا موافق بس سيبى الشغل على جنب وال 30% دوول انا هدفعهوملك من حر مالى ...ايه رأيك؟
آشرى: قصاد ايه؟
زياد: مهرك...قولتى ايه؟
آشرى بهدوء: افكر
زياد: ماشى ومستنى منك الرد.

انصرفت آشرى برفقه زياد واطمأن انها قد وصلت بسلام الى مقر عملها وانطلق ذاهبا الى الشركه ليباشر عمله هو الاخر
اما فى نصف الكره الارضيه الاخر حيث جاسر وسالى يمكثان سويا منفصلين كلاهما كل على حدى فى غرفته كان جاسر يذرع الغرفه ذهابا وايابا فى قلق فحتى الان لم يتصل به المحامى
فيما تجلس سالى فى غرفتها شاعره بالسأم تطالع شاشه التلفاز تدير وجهها عند كل مشهد ساخن مستغفره الله حتى قالت: ايه ده ايه القرف ده انا تقريبا مدوره وشى بقالى ساعه اما اقفل اوف يا ساتر.

نزلت سالى الى الطابق السفلى فى هدوء مرتديه توب بحمالات رفيعه بلون ابيض يعلوه رسمه لشفاه مغريه بلون احمر قانى مكتوب تحتها بحروف كبيره كلمه LOVEبلون فضى وبانتاكور قصير بلون احمر ..دخلت المطبخ كانت تشعر بالسأم وتود فى اكل بعضا من الحلوى اخرجت بعضا من الايس كريم وتوجهت الى الحديقه لتستمتع به وعند مرورها رن الهاتف.

ردت سالى: الو
كان المتصل المحامى فرد قائلا: مساء الخير معاكى مجدى المحامى ممكن اكلم جاسر لو سمحتى
سالى: حاضر ثوانى وضعت سالى كأس الايس كريم على الطاوله المقابله للهاتف وصعدت الى غرفه جاسر وطرقتها
سمعها جاسر كان ممدا على السرير عاري الصدر وتجاهل طرقها.

طرقت سالى الباب مره اخرى ولكن ما من مجيب فدخلت لتجده ناظرا لها بسخريه وقال: ان ما اذنتلكيش تدخلى
هزت سالى كتفها العارى دون اهتمام وقالت: اوك هروح اقول اللى بيتصل بيك انك مش عاوز ترد سلام
هب جاسر واقفا على قدميه واتجه سريعا للباب وقال لها فى عصبيه: مين على التليفون ؟

سالى بهدوء: المحامى
نزل جاسر درجات السلم بسرعه فائقه واتجه الى الهاتف وقال: ايوه يا مجدى ماكلمتنيش على الموبايل ليه؟
مجدى: المكان اللى انا فيه مافيهوش شبكه للاسف المهم انا لسه مخلص اجتماع معاهم وساعه واجيلك فاضى
جاسر: طبعا فاضى تعالى
مجدى: وهو كذلك سلام دلوقت.

نزلت سالى درجات السلم واتجهت الى كأس الايس الكريم واخذته وتذوقت منه القليل وهمت بالانصراف الى الحديقه
فبادرها جاسر بالسؤال بعصبيه: احنا مش هناكل ولا ايه؟
سالى: انا مش جعانه لو جعان طلعلك اكل من التلاجه ولا اطلب دليفرى
رفع جاسر حاجبيه دهشه: ياسلام ..وانتى ماتعمليش اكلى ليه؟
سالى بلامبالاه: احنا اتفقنا انى اكون ام لسليم مش ليك
جاسر:انتى مش امى لكن انتى مراتى.

سالى: شيل ده من ده يرتاح ده عن ده ..وبعدين انا قولتهالك من الاول تنسى انى مراتك انا ام لسليم ابنك وبس
جاسر بسخريه: وانا مقولتش انى عايز انام معاكى انا بقولك عايز آكل
سالى بحده: وانا مش خدامه عندك
تركته سالى واتجهت الى الحديقه لتسمتع بكأس الايس كريم عله يمنحها مزيدا من البرود لتواجه جاسر دون اى انفعال
تركها جاسر شاعرا بالغيظ من افعالها وذهب ليستعد للقاء المحامى واعد بعض المشروبات والاكلات الخفيفه لمقابله المحامى ثم دخل الحديقه وجدها جالسه على الارجوحه المعلقه بين شجرتين الليمون تتأرجح بهدوء ناظره الى السماء واضعه سماعات المسجل الصغيره فى اذنيها فشد احدى السماعات بقسوه نظرت له سال غاضبه وقالت: ايه ده؟

جاسر ببرود: قومى ادخلى جوه بالعريان اللى انتى لابساه ده المحامى زمانه جاى
سالى بلامبالاه: طيب لما يبقى يجى
جاسر بعنف: وانا مش لسه هستنى لما يجى ويشوفك وانتى كده
سالى بسأم: ماهو لما يجى هسمع الجرس وهطلع على فوق
جاسر: وتسمعيه ازاى وانتى حاطه الزفت ده فى ودانك ؟

سالى: خلاص ابقى نبهنى انه جه
عندها امسكها جاسر من ذراعها العارى وشدها لتقف قباله بقوه وقال بصوت حاد: هيا كلمه واحده اطلعى فوق
سالى: وانا قلت لاء مش كل حاجه اومر تقولها وانا انفذها ومش كل حاجه بكيفك من هنا ورايح
نظر لها جاسر بأعين تبعث شرارا وفجأه قربها منه بقوه وقبلها بعنف فابتعدت عنه سالى وصفعته على وجهه دون تفكير منها فى عاقبه هذا الفعل نظر لها جاسر بغضب شديد وسمعت صوت انفاسه العاليه فشعرت سالى بالخوف وجريت الى الداخل
فأتبعها جاسر بخطوات واسعه وامسك بها عند مدخل الباب واسندها بقوه الى الحائط خلفها وانهال عليها بالقبلات ..لم تستطع مقاومته حاولت ولم تستطع فما زاده رفضها الا رغبه واصرارا.

فاستسلمت له سالى حتى تركها وامسك بذقنها ونظر لها بعمق وقال بابتسامه ساخره: كل حاجه بكيفى وكل اللى بقوله بيتنفذ ...عندها رن جرس البيت فتراجع جاسر خطوه للخلف
وقال لها بصوت هامس: فوق
مرت سالى من امامه مطأطأه رأسها تشعر بالذل وغضب عارم صعدت السلم جريا واتجهت الى غرفتها وصفقت الباب بعنف واتجهت تنظر لنفسها فى المرأه فوجهها احمر وشعرها قد بعثرت خصلاته وشفاها متورمتين تساقطت العبرات من مقلتيها فمسحتها بقوه وقالت بصوت باك مقهور: والله لاوريك ...والله لاعرفك مقامك ...وانا يا انت يا جاسر سليم... يا انا يا انت.

توجه جاسر سريعا الى المطبخ ورش قليلا من الماء على وجهه ليبرد قليلا واتجه الى الباب وفتحه رحب بالمحامى: يا اهلا يا مجدى ..اتفضل
ابتسم مجدى بمكر: معلش كان حقى اتصل قبل كده بشويه
ابتسم جاسر شاعرا بالزهو المزيف فهاهو المحامى يظنه قد اقضى وقتا حميما وقد انتهى لتوه وقال: لاء بيتك يا مجدى ..خير وصلت لايه ؟
مجدى: كل خير يا سيدى اولا احنا نقدر نقرص عليهم بالاوى كمان وده اللى انا عملته النهارده ..عرفت ان شركاتهم فى مصر خسرت مبالغ مهوله والست جايه لبنتها هنا هربانه مش عشان تساعد بنتها وفى اغلب الظن هتسيب سهيله فى المصحه وهتاخد هيا الفلوس ليها ...فكتير عليها ال5 مليون وانا واجهتها طبعا ماقولتلهاش انى عرفت وكده قلت اشوف مايتها ايه المهم كلمه منى كلمه من المحامى بتاعها وصلم 3 ونص مليون وعملت نفسى لسه هفكر واقولك ونرد عليهم ..انت رأيك ايه؟
جاسر: كلمها بكره واقولها انى جاهز بتلاته وحولهم لحاسبها ده لو عايزاهم يأما احنا حناخد سكه المحكمه.

مجدى: وحياتك انا كنت هقولها اتنين
جاسر: الست دى طماعه وممكن تقرفنا بعد كده.. تغور بيهم المهم اننا نخلص
مجدى: ااقولك انا هضغط عليها هكلمها دلوقتى وااقولها 2 ونص ولو استنت لبكره ترد هيبقو 2 ولو بعد كده يبقى المحكمه... احنا بنعمل كده بس عشان كنا اهل
جاسر: وانت ايه اللى يضمنلك انها توافق ؟
مجدى: مكتب المحاماه بيبقى ليه نسبه طبعا من اى مبلغ بتاخده لو اتفقت معاها هيبقى بيور ليها فهترد عليا النهارده ..من مصلحتها
جاسر: بس انا عايز الكلام ده يتوثق.

مجدى: احنا هنمضيها على ورقنا وبعدين انت هترجع بأبنك على مصر ودول ناس هربانه وعليهم ديون واكيد الانتربول هيلاحقهم مش حيخاطروا انهم يرفعوا عليك قضيه تثبت مكان وجودهم
جاسر: تصدق معاك حق خلاص اتصل بيها دلوقتى
مجدى: طيب ..قوم هاتلى حاجه اشربها
جاسر: انت مش عايزنى اسمع المكالمه
مجدى: الصراحه الست بجحه وخايف تستفزنى ااقولها كلام يجرحك ويدايقك خلينى انا مع الاشكال الزباله دى
جاسر: انا هقوم عشان بس ما اخدتش الضيافه بتاعتك المره اللى فاتت مش لان الكلام هيدايقنى
مجدى: خلاص.

ذهب جاسر ونظر الى الاعلى ولكن لم يجد اى حركه تدل على وجود سالى ودخل الى المطبخ واعد صينيه بالمشروبات وحملها واتجه الى حيث يجلس المحامى الذى انهى حواره وقد علت وجهه علامات النصر
مجدى: انت ربنا بيحبك يا جاسر
جاسر: طمنى
مجدى: اول ماسمعت صوتى قالتلى هات 2 وانا امضيلك على اللى انت عاوزه بعيد عن المكتب وتعالى كمان خد الولد النهارده
المهم انا اخدت منها حسابها فى بنك فى البرازيل انت اتصل على البنك فى مصر عشان يحولو المبلغ وقبل ما يدوك الاوكيه بالتحويل تكون هيا ماضيه وخليهم على التليفون تمضى اوك وتاخد ابنك ايه رأيك ؟

جاسر: طيب اشرب ويالا بينا على هناك عبال ما اعمل اتصالاتى بس كده الساعه تكون كام فى مصر ؟
مجدى: الساعه دلوقتى 4 يعنى فى مصر تجيلها 11 بالليل البنوك بتفتح 8 الصبح شكلنا هنستنى لبكره
جاسر: مش قادر استنى لبكره
مجدى: بقالك سنه ونص ياجاسر عدى الليله دى بالطول ولا بالعرض دول هما 11 ساعه بالظبط
زفر جاسر انفاسه وقال: امرى الى الله
مجدى محاولا تخفيف معاناته وشوقه لابنه: كل تأخيره وفيها خيره ..استأذن انا
جاسر: ماشربتش
مجدى: معلش المره الجايه مافيش نصيب

جاسر: هتشرب يعنى هتشرب ...بقولك تعرف مطاعم هنا ..انا اصلى مانزلتش الف حوالين المكان
نظر له مجدى غامزا بعينيه: ماشى ياعم هنيالك ههههههههه ...ده المكان هنا تحفه حرام عليك كل ده ماخرجتهاش
ده فى شويه محلات ملابس وهدايا هنا تحفه ومطاعم ايطالى وفرنساوى وجناين خدها واتمشوا فى الجنينه اللى على الهضبه اللى هناك دى
جاسر: لا تمشيه ايه انا ماليش خلق على التمشيه انا بس كنت عايز مطاعم... كافيتريات وكده يعنى ..
مجدى: خد ده كارت مطعم ايطالى قريب من هنا الطالاينه اكلهم شبهنا شويه وبيوصلو ديليفرى كمان
جاسر: ماشى حلو كده.

مجدى: يالا استأذن انا ...وانت الساعه تيجى 1 عندك اتصل بيهم عشان ياخدوا اجراءات التحويل و7 الصبح ححود عليك نروحلها سوا
جاسر: خليها سته يا مجدى
مجدى: سته... سته ماشى ياسيدى
انصرف المحامى اخيرا وودعه جاسر وخرج الى الحديقه ناظرا الى نافذه سالى المغلقه شاعرا بالحنق من نفسه
فى الاونه الاخيره لم يعد يشعر انه نفسه كما اعتاد ان يكون ...صلبا لا يهزه شىء ...تتعمد هي استفزازه فيرد عليها بأفعال ليست من شيمه
دخل واتصل بالمطعم وطلب طعاما يكفيهما سويا لم يدرى مايطلب فلم يكن يعرف اى نوع طعام تفضله فطلب البيتزا الايطاليه فهو صنف محبب للجميع
وصل الطعام فوضعه جاسر فى المطبخ وصعد الى غرفه سالى طرقها بضعه مرات ولم ترد سالى عليه ..

لم يكن راغبا بسماع توجيهاتها بالاستئذان قبل الدخول فانصرف بكبرياء الى غرفته بعد ان قال لها بصوت خشن: انا طلبتلك بيتزا لو جعانه
فقد جاسر رغبته بالاكل ومرت ساعتين انتظر خلالهم ان يسمع حركه لسالى خارج غرفتها ولكنها لم تخرج فساوره القلق عليها
فطرق غرفتها مره اخرى وعندما لم ترد فتح الباب ودخل ليجدها تتحدث فى الهاتف بصوت ضاحك نظر لها بغضب وقال: بتكلمى مين ؟
وضعت سالى الهاتف على كتفها وقالت بصوت هادىء ملول:واحده صحبتى
شعر جاسر بالحنق من نفسه فخرج صافقا الباب خلفه واتجه الى المطبخ واعد له الطعام.

مضت الساعات واخيرا نزلت سالى الى المطبخ بعدما انهت محادثتها مع منى واعدت لها قدحا من الشاى الساخن مع قطعه من الكيك الصغيره
وتجاهلت العلبه الكرتونيه الكبيره للبيتزا المستقره على الطاوله رغم شعورها بالجوع واشتمامها لرائحه البيتزا الرائعه الا انها قاومت بعند وغادرت لاعنه جاسر فى سرها
صعدت سالى الى غرفتها ونامت اثناء متابعتها للتلفاز فيما كان جاسر يجلس قلقا فى غرفته ينفث سيجارا تلو الاخر
الى ان حلت الواحده بعد منتصف الليل وامسك بهاتفه واتصل بأخيه اسامه يبلغه تطورات الامور ثم اتصل بمدير البنك طالبا منه تحويل المبلغ واتمام التحويل لدى اتصاله به مره اخرى.

ظل جاسر مستيقظا طوال الليل لم يذق جفنه النوم الى ان حلت الخامسه والنصف صباحا وجد سالى قد استيقظت لاداء فريضه الفجر فصلى هو الاخر وتوجه الى حجرتها بعدما انتهى وقال لها: انا نازل
تعجبت سالى فالساعه السادسه فجرا وقالت: على فين؟
جاسر: رايح اجيب ابنى ...ثم قال بعد تردد:ادعيلى
سكتت سالى ولم ترد فقال لها: ياااه للدرجادى
سالى: وانت عارف انا جويا ايه مش يمكن دعيتلك ؟

جاسر: انا عارف انك طيبه
سالى: بس مش هبله
جاسر: انا مقولتش كده
سالى: مش وقته روح جيب ابنك
جاسر: تيجى معايا؟
دهشت سالى لطلبه ولكنها لم تشأ ان تخذله فقالت: عشر دقايق والبس
ابتسم جاسر وقال: هستناكى تحت
فى تمام السادسه والربع غادر جاسر برفقه سالى والمحامى يسبقهم بسيارته وتوجهوا جميعهم الى بيت الجده حيث سليم الصغير
واخيرا وصلو بعدما قطعوا مسافه لا بأس بها ركن جاسر السياره وقال لسالى بتوتر: خليكى هنا ..واقفلى على روحك كويس هدخل ومش هتأخر عشر دقايق بالكتير
سالى: طيب.

نزل جاسر وسار بجوار محاميه وتعالت دقات قلبه حتى طغت على صوت طرق مجدى لباب الجده الشمطاء فتحت لهما الخادمه ممسكه بسليم الصغير الباكى
نظر له جاسر بحنان جارف وكادت ان تتساقط دموعه وخطفه من يد الخادمه وحمله برفق
دخل مجدى ووضع حقيبته على الطاوله الصغيره قباله الباب واخرج الاوراق اللازمه وقلما
نزلت الجده بضعه درجات السلم ونظرت الى جاسر بكراهيه وامسكت بالقلم الذى اعطاه لها مجدى ووقعت على اول ورقه وقالت: الفلوس فين
اخرج جاسر هاتفه واتصل بمدير البنك وقال له بحزم: حول دلوقت.

انتظرت مفيده هانم حتى رن جرس الهاتف بمنزلها فردت لتسمع تأكيدا بتحويل المبلغ الى حسابها فمضت بقيه الاوراق بابتسامه واسعه
خرج جاسر تاركا مجدى يجمع اوراقه وما ان رأته سالى حاملا طفله الصغير الباكى حتى ترجلت من السياره واقتربت منه سائره على المرج الاخضر ناظره لطفل جاسر  سليم
لم يكن سليم بل كان نسخه مصغره من جاسر بملامح وجهه كلها حتى عيناه الا انها كانت اكثر براءه ...براءه الاطفال
ما ان رأى سليم الصغير سالى حتى توقف عن البكاء ومد ذراعيه الصغيرتين لسالى كى تحمله
افلته جاسر بلطف الى احضان سالى التى بكت وابتسمت فى آن واحد ونظرت له عن قرب وقالت بصوت فرح: ده شبهك اووى
رد عليها جاسر بقوه: اعرفك سليم جاسر سليم ..ابنى ...من صلبى

خرج المحامى حاملا حقيبته وحقيبه متوسطه تحوى اشياء الصغير وخرجت وراءه الخادمه جريا ممسكه بلعبه محشوه على هيئه فيل صغير قالت له:wait u forgot his toy, he loves it
مد جاسر يده واخذ لعبه ابنه الصغير واقتربت الخادمه من سالى وقالت: can I kiss him goodbye please
نظرت سالى الى جاسر فأومأ لها بالموافقه
قبلته الخادمه الحنون وفرت دمعه منها لوداعه
وقالت: take good care of him he deserves a better mom,bye sleem I will miss u
اخذته سالى مره اخرى واخرج جاسر بعض النقود ليعطيها للخادمه رفضت بقوه وانصرفت الى المنزل مره اخرى
مجدى: طيب ايه مش هنمشى بأه
جاسر: يالا بينا

ركبت سالى السياره ووضعت سليم الصغير على قدميها واسندت رأسه الى صدرها استكان الصغير اثناء متابعته للطريق
قال لها جاسر: ديريه
سالى: نعم؟
جاسر: ديرى وشه انتى مديانى قفاه ...ديريه خلينى اشوفه
نظرت له سالى بحنان وشعرت بداخلها بالشفقه عليه الهذا الحد افتقده..ادرات سالى الصغير فى مواجهه والده الذى ابتسم له حملق به سليم بعينه الكبيرتين فداعبه جاسر بوجهه
حتى اصدر سليم ضحكه صغيره ابتهاجا
وصل جاسر الى المنزل وترجل سريعا ودار حول السياره وفتح الباب لسالى واخذ منها سليم الذى تململ معترضا
نزلت سالى ومدت له يدها فحملته مره اخرى نظر له جاسر شاعرا بالحزن فقالت له سالى: هوا شكله جعان الاطفال لما بيبقوا جعانين خلقهم بيضيق
جاسر: شكلك عارفه طباع العيال كويس ؟

سالى: انت ناسى ان اختى عندها 3 بنات ده غير اللى جايه فى السكه وف كل خلفه تيجى تقعد عندنا بال3 شهور
وصل المحامى وترجل من سيارته وتوجه الى جاسر فدعاه للدخول
دخلت سالى اولا واتجهت الى المطبخ واخرجت علبه اللبن من الثلاجه ووضعت قليل من اللبن فى كوب صغير ليدفىء قليلا فى الميكروويف حادثت الصغير:بص ادى اللبن حطيناه يدفى وهتشربه حالا بالا ...ماشى يا سولم ..ياخلاصى ..انت عسوله خااالص
كان سليم الصغير يدير عينيه الواسعتين فى ارجاء المكان الغريب عنه بفم فارغ متشبثا بكتفى سالى بقوه
دخل جاسر المطبخ ليجدها تغنى لسليم: هم المم ياروحى يالا جيبالك مم كل واكبرلى ياروحى ياله هم المم ...
التفت سالى لتشاهد جاسر يراقبها مبتسما قالت بخجل: المحامى مشى؟

جاسر: ااه
سالى: طيب فين الشنطه ؟
جاسر: عايزه منها ايه؟
سالى: الببرونه بتاعته او كوبايه اللى بيشرب بيها
ذهب جاسر وتفحص محتويات الشنطه واخرج متعلقات ابنه القليله نظر الى ملابسه الرثه بغضب وادوات طعامه المخدوشه والتى تنم عن اهمال واضح فى الاستخدام
خرجت سالى لتسأل جاسر: ايه كل ده مالقتهاش ؟

جاسر: لاء لقيتها بس شكلها مش عاجبنى
سالى: ايه ده ؟ده كده غلط عليه والتيتنا بتاعتها قديمه اووى مافيش واحده تانيه؟
جاسر بضيق: لاء دى وبس
استشعرت سالى ضيقه وقالت: خلاص انا هشربه من الكوبايه حبه حبه او احطله شاليموه هيعرف يشرب بيه
نفذت سالى اقتراحها وشرب الصغير كوب اللبن بكثير من اللهفه من فرط جوعه وعندما انتهى قال لها جاسر: هاتيه بقى اشيله
سالى: استنى بس اغيرله الاول
جاسر: هتغيرليه ايه؟

سالى: البامبرز ...
شعر جاسر بالمفاجأه فلم يكن فى حسبانه ان تتطوع سالى لتلك المهمه ونظر لها بامتنان وقال: اساعدك؟
سالى: هاتلى الشنطه بس فوق عشان اطلع منها الحاجه
افرغ جاسر محتويات الشنطه القليله لحسن الحظ وجد عبوه الحفاضات بها 6 قطع
فقال لها جاسر: يكفوا لحد كام يوم
ضحكت سالى وقالت: قلبك ابيض ده يخلصو النهارده بكره الصبح بالكتير
جاسر: احنا كده محتاجين حاجات كتير ليه
سالى: شويه كده على 10 اظن المحلات تكون فتحت ننزل نجيب كل حاجته كمان اللبس مش عاجبنى اووى
جاسر: ايه الريحه دى

سالى: ماتسألش ههههههههههه
ثم نظرت الى سليم وقالت له مداعبه: تعالى يا جميل ندخل الحمام عشان ريحتنا طلعت افف
بعد قليل خرجت سالى والبست سليم ملابس اخرى واعطته لجاسر المتلهف لحمل ابنه الوحيد
حمله جاسر واحتضنه وسكن الى دقات صدر والده ونام فى هدوء ظل جاسر يحمله قالت له سالى هامسه: طيب حطه على السرير بدال ما انت شايله كده
رفض جاسر: بقالى كتير ماشلتوش ...كتير اووى اووى
سالى: طيب ااقعد هتفضل واقف

جاسر: لا اناهروح اوضتى عشان تاخدى راحتك ...وغيرى هدومك
سالى: لا انا هخلينى لابسه وهمدد على السرير والافضل انك تنام انت كمان هما الاطفال كده ننام معاهم ونصحى معاهم والا احنا مش هنام
جاسر: طيب هروح انام بيه هناك
غادر جاسر الغرفه واتجه الى غرفته وما ان جلس على السرير ووضع ابنه الى جواره حتى استيقظ باكيا فحمله جاسر وظل يجوب به الحجره ومع ذلك ظل يبكى
فقرعت سالى باب الغرفه ففتح لها جاسر تعلو وجه علامات الاستجداء
سالى: ماله؟

جاسر: مش عارف اول ماحطيته على السرير صرخ وقاعد يعيط
مدت سالى يدها وقالت: طيب هاته ..بسم الله الرحمن الرحيم
حملته سالى لقليل من الوقت حتى اطمأن الصغير وسكت عن البكاء
فنظر له جاسر فى غيظ وقال: يعنى انا اللى كوخه يعنى ماشى يا سليم
ابتسمت سالى وقالت: هوه تلاقيه حس انه ساب حضنك
جاسر: ما انا قومت وقعدت اهزه وامشى بيه مافيش فايده
سالى: طيب سمى كده.

اخذه جاسر وتململ الصغير ووضعه جاسر على السرير ونام بجانبه فبكى سليم مره اخرى فجلست سالى الى جواره وتملست شعره وجبهته ونام الصغير مره اخرى
تثائب جاسر وقال: وبعدين بقى احنا مش هنام شكلنا
سالى: لاء انا ماشيه خلاص نام بقى
نظر لها جاسر وقال: انا ماكنتش ااقصد على فكره
سالى: عادى يعنى
وما ان رفعت سالى يدها عن رأسه حتى بكى سليم مره اخرى فقال لها جاسر: انتى الاحسن تنامى جنبه شكله اتعلق بيكى خلاص
هزت سالى رأسها وقالت: ماشى وانت هتنام فين؟

نظر لها جاسر وقال بتمهل: على السرير جنبه من الناحيه التانيه ولا ده يدايقك؟
احمرت وجنتا سالى وقالت: لا عادى براحتك
جاسر: طيب نامى بأه قبل مايصحى يعيط تانى
تمددت سالى خجله بجوار جاسر يفصلها عنه سليم الصغير وسرعان ما استسلم جاسر لسلطان النوم فهو لم يذق طعمه ليله كامله
نام الجميع بعمق وماهى الا ساعه زمنيه ونصف حتى استيقظ سليم الذى ظل يلاعب نفسه رافعا قدميه الى الاعلى محركا اياها فى الهواء
ثم قام محاولا التحرك والنزول من على السرير فاستيقظت سالى وابتسمت له وقالت له هامسه: انت عاوز تروح فين؟ هه خلاص صحيت وفوقت وقايم تكمل نشاطك بقى ..تعالى يالا.

نزلت سالى واعدت له شطيره من الجبن الخفيف فأكلها الصغير بنهم لاحظت سالى انه لا يتحدث ابدا فقالت محاوله جعله يتحدث: قول بابا ...ببببابا ببابا
نظر لها سليم بتعجب فهو لم يتعود سماع تلك الكلمه مطلقا نظرت له سالى بحنان وقالت: بابا.. بابا جاسر... جاسر ..بابا
...طيب انا سالى... سااااالى
عندها نطق سليم: آااالى
ضحكت سالى بفرح: لاء سالى سسسس سالى
ظل سليم مصمما: ااالى ..ااالى ...االى
سالى ضاحكه: بالتلاته ااالى ...مافيش فايده راسك ناشفه طالع لابوك.

ثم حملته وخرجت به الى الحديقه حيث شمس الصبح وجلست على المرج الاخضر ودعته يتجول بقدميه الصغيرتين فى ارجاء المكان تحت ملاحظتها ثم ظل يردد: كومبا ..كومبا... وظل يجذبها من يديها مرددا كلمته الوحيده "كومبا"
فتذكرت سالى لعبته التى اعطتها اياهم الخادمه فخمنت ان هذا مايبحث عنه فصعدت به الى الطابق الاعلى واحضرته لها وامسكها بفرح وقال: كومبا.. اااالى ..كومبا
عندها خرج جاسر من غرفته واتجه اليهم وقال له:انت بتقول ايه؟

ابتسمت سالى وقالت كان عاوز لعبته ...كومبا
جاسر: امال االى دى تبقى ايه
سالى: اسمى بلافخر
نظر لها جاسر بغيظ وقال: لحقتى تعلميه اسمك طيب واسمى
سالى: علمهوله انت ...انا قعدت ااقولهوله مرضاش ينطقه
نظر له جاسر عابسا: كده يا سليم ...قول جاااسر
سالى: ما انت لما هتكشر فى وشه مش هيفرح بيك على فكره الاطفال دول اكتر ناس مابتحبش لا التكشيره ولا الشخط ولا النطر
ابتسم جاسر وقال لابنه: انا بابا ...بابا
نطقها سليم اخيرا: بابا

ابتسم جاسر بفرح كبير: اهوه بيقول بتطلعى اشاعات انتى على الولد
سالى بضيق: هكذب يعنى
جاسر: انا مش قصدى بهزر معاكى ولا بلاش اهزر
سالى: طيب تعالى عشان نفطر وننزل نشوف اللى ورانا
جاسر ممازحا اياها: ايه ده هتعمليلى فطار .؟.لاء انا عازمك تعالى نفطر بره ونخرج سوا كلنا
سالى: طيب نشرب حاجه الاول
جاسر: هوه بياكل عادى دلوقتى زينا

سالى: ااه كل حاجه وياكل طبيخ كمان مش عنده سنه و10 شهور خلاص كده عدى مرحله الرضاعه وبس
جاسر: انتى متأكده
ابتسمت سالى: لسه واكل ساندويتش جبنه من شويه
جاسر: امال ايه حكايه الببرونه دى
سالى: الاطفال بيستسهلو طالما مش لاقيين اللى يغيرلهم عادتهم
جاسر: منها لله امه لا سيبته ليا اراعيه ولا اخدته واخدت بالها منه
سالى: عود نفسك من هنا ورايح ماتجيبش سيرتها الا بالخير ولو مش هتقدر يبقى ماتجيبش سيرتها خالص وده لمصلحته
جاسر: معاكى حق ..يالا بينا طيب

سالى: استنى اجيبله الكاب مش ضامنين الجو بره يكون عامل ازاى
بعد قليل خرج جاسر برفقه سالى تحمل سليم الصغير وركبوا السياره سويا واتجه زياد بفضل جهاز ال G P S
الى احد مراكز التسوق الضخمه ترجل جاسر السياره وحمل ابنه الذى كان مستمتعا بالنزهه للغايه
دخل الجميع الى احدى محلات مستلزمات الاطفال فيها كل المنتجات التى قد يحتاجها الصغار وانتابت جاسر حمى الشراء فظل يعبأ العربه بكل ماوقعت عليه عيناه من اشياء لفتت انتباهه من ضمنها اشياء لم تكن لها ضروره لاستخدامها
قالت له سالى: ايه كل اللى انت جايبه ده ..طيب العضاضه دى لزمتها ايه الولد سنانه كلها طلعت ماشاء الله
نظر لها جاسر وقال ممازحا: يمكن يكون لسه هيطلع تانى

سالى: لاء خلاص كده الفكين اتملو ماشاء الله واللبس ده صغير اووى عليه
جاسر: مكتوب عليه سنتين
سالى: ده يلبس سنه هات الحاجه اللى مكتوب عليها من 2 ل 3 مثلا لكن 2 وبس دى اخرها 2 يعنى كمان شهرين ماتدخلش فيه ده غير لما تتغسل هتكش فهيبقى مش مرتاح فى لبسها
جاسر بنفاذ صبر: بصى اتعاملى انتى انا معنديش درايه بالامور دى

انتقت سالى جميع مستلزمات سليم بحكم خبرتها السابقه وبعد حوالى ساعه خرجت برفقه جاسر الذى كان ينظر لها بامتنان كبير فلولا وجودها لما كان يدرى شيئا ولا يستطيع فعل شىء لابنه الصغير اراد جاسر شراء هديه لها ولاهلها ولاهله ايضا فقال لها: انا فى حاجه عايز اعملها بصى استنينى فى الكورت اللى هناك ده ماشى
سالى: ماشى ..مش نيجى معاك احسن.

جاسر: لاء مش هتأخر ولا خايفه
سالى: لاء اخاف من ايه
جاسر: طيب انا هروح احط الحاجه فى العربيه الاول واجيلكم بعد ما اخلص وخدى نمرتى اهيه عشان لو حصل اى حاجه ترنيلى على طول وخدى خلى دوول معاكى ..واخرج من جيبه بضعه مئات من الدولارات
سالى:ايه دوول ...دول كتير انا معايا
جاسر: خلىهم معاكى يمكن تحتاجو حاجه
قبل جاسر ابنه وانصرف وجلست سالى على الطاوله الصغيره تدور عيناها فى المكان وتداعب الصغير
حتى قاطعها صوت لطالما عرفته واحبته وكرهته قائلا: مش معقول ...سالى !
ادارت سالى وجهها كان هو ...ضيف احلامها الثقيل لسنه ماضيه ...ايهاب

نظرت له سالى بأعين جاحظه نعم هو ..ايهاب من طلقها قبل فرحهم بثلاثه ايام ليتزوج حبيبته نظرت له سالى بكراهيه وادارت وجهها ومنعت عيناها من البكاء بشده ..اقترب ايهاب منها وقال بندم: ليكى حق تبوصيلى كده وتكرهينى ..انا ظلمتك واستاهل كل اللى جرالى ...ذنبك ربنا بيخلصه منى
جلس على الكرسى المقابل لها ثم توسل اليها: ارجوكى يا سالى ردى عليا
ردت سالى بكراهيه شديده: عايز ايه؟

ايهاب بصوت باك: عايزك تسامحينى ..انا ظلمتك وربنا غضبان عليا من ساعتها ..البعثه راحت منى ...سقطت تخيلى انا اسقط كله منها... منها لله سهى هيا السبب من ساعه ما اتجوزتها وانا عايش فى جحيم مابقتش مركز فى شغلى ولا مذاكرتى واخرتها سقطت وخلصت كل الفلوس اللى معايا ...راحت الهانم سيبانى ونزلت على مصر غضبانه عند اهلها وسابتنى فى كندا لوحدى وطلبت الطلاق ...واحد صاحب بابا الله يرحمه ربنا يكرمه ساعدنى انى ادخل امريكا ودلوقتى بشتغل عامل نظافه فى المول هنا تخيلى دكتور ايهاب يبقى عامل نظافه ...بس اعمل ايه ماقدرش انزل على مصر الهانم رافعه عليا قواضى تبديد مسكن الزوجيه ونفقه ومتعه وانا صرفت كل اللى حيلتى واستلفت كمان عشان اجيبلها الشبكه وادفع المهر اللى طلبوه دا انا حتى ماعييش تمن تذكره الطياره ...سامحينى يا سالى ارجوكى تسامحينى ذنبك ربنا بيخلصه منى.

نظرت له سالى شاعره بالشفقه عليه: مسمحاك بس من فضلك قوم ..جوزى لو جه شافك هتبقى مشكله
هز رأسه وقال:بجد من قلبك
سالى: ايوه من قلبى ..والحمد لله انا ربنى عوضنى باللى احسن منك
ايهاب: انتى تستاهلى كل خير انا ماعرفتش قيمتك عشان كده اتحرمت منك بغبائى
سالى متوسله: من فضلك قوم دلوقتى انا مش ناقصه مشاكل من تحت راسك كفايه اللى حصلى ..ااقولك انا اللى قايمه
عندها قال ايهاب بسرعه: لاء لاء خلاص انا قايم ...ثم نظر الى الصغير الذى يداعب اصبع سالى بتركيز وقال: ابنك ده؟
ردت سالى بتأكيد: ااه ابنى.

ايهاب: مش شبهك خالص
سالى: شبه باباه
ايهاب: ربنا يخليهولكم وتفرحوا بيه
سالى بلطف: متشكره ...معاك فلوس ؟
ايهاب بتردد: ااه اااه الحمد لله مستوره
اخرجت سالى المبلغ المالى الذى اعطاه لها جاسر وقالت: خد دوول ..دوول اللى معايا مشى بيهم حالك
نظر لها ايهاب وقد شعر بالذل والمهانه: مايصحش ياسالى انا مش جاى اشحت منك
سالى: خدهم وابقى رجعهم لما ربنا يفتحها عليك ..امسك بأه

مد ايهاب يده بتردد فقد كان محتاجا للمال وبشده وقال: متشكر يا سالى اوعدك اول ما ظروفى تتحسن هبعتلك الفلوس
سالى: براحتك خالص.. مع السلامه بقى
قام ايهاب ونظر لها ممتنا وغادر مودعا اياها: مع السلامه يا اطيب قلب
غادر ايهاب الطاوله وتنفست سالى الصعداء اخيرا وانشغلت بمداعبه الصغير دون ان تدرى ان عينا جاسر تراقبها بغضب جم ملىء جوانحه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة