قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل السابع

رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل السابع

رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل السابع

كانت مريم تروى الزرع وهى شاردة فى افكارها، لقد جاءت الى منزل عمر منذ اسبوع، استقبلها الجميع بالترحاب، واستقبلوا سيف بحفاوة، وكم كانت سعادة سيف كبيرة عندما أخبره عمر انه ابوه، وان تلك هى عائلته وذلك المنزل الكبير منزله، ولقد اعتاد سيف على عمر بسهولة كبيرة، يقضيان معا اغلب اوقاتهما، فى حين يتجاهل عمر مريم تماما، لا يحدثها سوى للضرورة...

تألمت مريم كثيرا ولكنها اعتادت ألمها، وشغلت نفسها بأمور أخرى، تقربت مريم من حماتها وملك وتوطدت العلاقة بينهم، لاحظت مريم حزن ملك فساعدتها مريم على تخطى أحزانها، وأصبحتا افضل صديقتين، ولكن يظل حزنها يسيطر عليها من جفاء عمر معها وتساءلت مريم، لماذا لا يستطيع عمر ان يغفر لها كما غفرت له، لماذا؟
ابتسمت ملك وهى تتجه الى مريم التى تبدو شاردة فقالت لها عندما اقتربت منها:
الجميل سرحان فى ايه؟

توقفت مريم عن رى الزرع قائلة:
ملووكة، عملتى ايه فى الامتحان؟
قبلتها ملك قائلة:
حليت كويس ياروما، الحمد لله، انتى مدرسة شاطرة أوى على فكرة، فى 3 أيام لمتيلى المادة وفهمتيهالى
ابتسمت مريم قائلة:
الحمد لله
غمزتها ملك قائلة:
مقلتليش، كنتى سرحانة فى ايه؟
ابتسمت مريم ابتسامة حزينة قائلة:
مش فى أى حاجة ياقلبى، عادى يعنى
نظرت اليها ملك نظرة متفحصة وهى تقول:
لسة زى ماانتوا صح؟
تنهدت مريم قائلة:
وايه اللى ممكن يتغير؟

قالت ملك فى حماس:
كتير يامريم، متستسلميش بالشكل ده وتفضلى حزينة ومش مبسوطة، ده عذاب يابنتى
قالت مريم وهى تحاول ان تمزح وتغير الموضوع:
يااختى اتنيلى، الحال من بعضه
هزت ملك رأسها نافية وهى تقول:
لأ طبعا، الوضع مختلف خالص، انتى بتحبى عمر وعمر بيحبك...
كادت مريم ان تنفى كلام ملك فأسرعت ملك تقول:.

أيوة عمر بيحبك، وده واضح عليه خالص، من اهتمامه بيكى وسؤاله عنك اول مابيدخل البيت وميشوفكيش، فى نظراته ليكى لما تكونى مش واخدة بالك، من اصراره على انه يوصلك الشغل ويجيبك منه رغم ان عندنا سواق، من غيرته عليكى ولا نسيتى العميل اللى عاكسك أدامه، نسيتى قلتيلى ايه؟، مش اتنرفز عليه وكان هيضربه ورفض التعامل معاه، عمر مشكلته بس انه زعلان، زعلان من نفسه لأنه حاسس انه غلط لما شرب وآذاكى وخلاكى تتعذبى وزعلان منك عشان حرمتيه من ابنه كل المدة دى، محتاج بس وقت عشان يغفر ويسامح.

ابتسمت مريم فى حزن قائلة:
ياريت ياملك، انا مستعدة اصبر العمر كله، بس هو فى الآخر يسامحنى.
ثم نظرت اليها قائلة:
. وانتى ياملك؟هتفضلى كدة كتير؟
ابتسمت ملك فى حزن قائلة:
انا وضعى مختلف، انا حبيت عادل بس هو محبنيش، نقطة ومن اول السطر
قالت مريم فى خبث:
ومين قالك انه محبكيش
قالت ملك فى حيرة:
تقصدى ايه؟
ابتسمت مريم قائلة:.

الظاهر ان احنا الاتنين مبنشوفش الحب وهو أدام عنينا، فاكرة اليوم اللى جيتى فيه الشركة ووقفتى تتكلمى مع محمود محاسب الشركة واللى يبقى اخو صاحبتك وقلتيلى ان عادل شافكم وبصلك ببرود ومشى
نظرت ملك اليها متساءلة وهى تقول:
آه فاكرة
قالت مريم:.

اليوم ده عادل راح لأخوكى وكان متنرفز ع الآخر وطلب منه يرفد محمود واخوكى لما سأله عن السبب، مرضاش يقول فعمر رفض يرفد محمود من غير سبب وساعتها عادل ساب الشركة ومشى وهو على آخره
نظرت لها ملك فى أمل قائلة:
تفتكرى...
قاطعتها مريم قائلة فى سعادة:
بيغير عليكى ياملوكة، استغلى بقى النقطة دى وورينا شطارتك، خرجى اعترافه بحبك من قلبه، بس اوعى تتقلى العيار
احتضنتها ملك قائلة:
انتى احلى روما فى الدنيا.

ثم تركتها لتدلف الى المنزل تتابعها عينى مريم فى سعادة، ولم تدرى لم رفعت عينيها الى شرفة حجرة عمر فى تلك اللحظة، لتراه يقف بالشرفة تعلو ملامحه نظرة عشق اختفت حين رآها تنظر اليه وغادر الشرفة تتابعه عيناها وقد تأكدت من كلام ملك، فهل هناك أمل؟

مش شايفة عمايلها ياخالتى؟
نطق عادل بتلك العبارة فى عصبية، فابتسمت نادية قائلة فى هدوء:
وهى عملت ايه بس ياعادل؟خرجت مع اصحابها، عادى جدا
جز عادل على اسنانه قائلا:
انتى شفتى فستانها، ولا الميكب بتاعها والضحكة اللى من هنا لهنا مع البنى آدم السمج ده اللى جه خدها
ابتسمت نادية فى خبث قائلة:
وايه اللى مضايقك بقى ياابن اختى؟الفستان ولا الميكب ولا كريم؟
تلعثم عادل قائلا:.

لأ، أصل هو الفستان، يعنى الميكب، يوووه مش عارف بقى
وصمت وهو يخفض بصره فرفعت نادية ذقنه بيدها وهى تنظر الى عينيه قائلة:
بتغير عليها ياعادل؟بتحبها؟
نظر اليها عادل فى حيرة قائلا:
انا مش عارف بيجرالى ايه ياخالتى، طول عمرى وملك زى اختى بهتم بيها وبحبها بس...
صمت فقالت نادية تستحثه ع الكلام قائلة:
بس ايه؟
هز رأسه قائلا:.

من يوم مااعترفتلى بحبها وانها هتنسانى وتحب غيرى ونار قايدة فى قلبى، تجاهلها بيوجعنى، وانى اشوفها كمان انهاردة مع واحد تانى بتضحك معاه وماسك ايدها عذاب لوحده، كنت عايز اروح اشدها من ايده واقول للحيوان ده، ملك دى بتاعتى انا وبس، حسيت انى ممكن ارتكب جريمة ياخالتى فهمانى؟
ابتسمت نادية قائلة:
كل ده ومحتار؟
قال عادل فى حزن:.

مش يمكن خايف عليها ياخالتى، ماانتى عارفانى، تفتكرى ممكن اكون مخلص ليها؟تفتكرى مش هوجعها؟
نظرت اليه نادية قائلة:
وتفتكر ببعدك عنها انت مش واجعها، انت يمكن شايفها بتضحك ومبسوطة بس انا شايفة عينيها حزينة، بنتى تعبانة ياعادل ودواها فى ايديك
اغمض عادل عينيه فى الم قائلا:
يعنى اعمل ايه دلوقتى؟
ربتت نادية على كتفه قائلة:
مش انا اللى هقولك تعمل ايه، انت عارف كويس انت هتعمل ايه.

نظر لها عادل فى تردد ثم مالبث ان ظهر التصميم فى عينيه وقبل رأس نادية قائلا:
انا مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه، انتى الام اللى ربنا عوضنى بيها عن امى الله يرحمها
ابتسمت نادية فى حنان وتابعته بعينيها وهو يغادر المنزل وهى تقول:
ربنا يهديلكم الحال ويسعدكم ياولادى.

وعلى الجانب الآخر وتحديدا فى الفيوم كانت نور تتذكر كيف اختلفت معاملتها ليوسف منذ ذلك اليوم الذى اكتشفت فيه مشاعرها تجاهه، فأصبحت تعامله بجفاء وبرود وهو يتعجب منها حتى كان ذلك اليوم الذى انفجر فيه بركان غضبه عندما أراد مفاجأتها فأحاط عينيها بيده قائلا:
أنا مين؟
نفضت نور يديه بغضب قائلة:
انت مش هتبطل حركات الأطفال دى؟
فعقد حاجبيه قائلا:
مالك يانور؟
نظرت اليه قائلة فى حدة:.

انت خدت علية اوى يايوسف وانا مش حابة ده
نظر اليها قائلا وقد ازداد انعقاد حاجبيه:
تقصدى ايه؟
قالت نور دون ان تعى كلماتها:
احنا لازم يكون بينا حدود، انا بقيت بتخنق كل مااحس بقربك منى، بحس انى خاينة، فاهم يعنى ايه خاينة؟
أحس يوسف بطعنة نجلاء فى قلبه وظهر الألم جليا فى عينيه، تأملته نور وكادت ان تتراجع عن كلماتها لولا البرودة التى احتلت ملامح يوسف وظهرت فى كلماته وهو يقول:
انتى فعلا خاينة.

وأشار الى صدره قائلا فى حدة:
بس بتخونينى أنا، أنا جوزك ياهانم وهو كان حبيبك، ياريت تفهمى الكلام ده كويس، وحتى لو فهمتيه، هتفرق ايه؟
أطلق تنهيدة وتخللت ملامحه لمحة الحزن وهو يستطرد قائلا:
خلاص يانور أنا تعبت، معنتش قادر أستحمل أحارب شبح، رجولتى اتهانت وقلبى انكسر وكل مااحاول انسى بتفكرينى، آسف يانور أنا لية كرامتى اللى هحاول ألحقها
وظهر فى عينيه التصميم قائلا:
أنا هطلقك يانور.

نظرت اليه نور فى صدمة وهى مازالت تستوعب كلماته التى أصابتها فى الصميم لتفاجئها نيته فى طلاقها وللحظة توقف قلبها عن النبض ليعود الى العمل مع كلماته التالية:
مع الأسف حالة تيتة دلوقتى متسمحش بده بس قريب وقريب أوى هتكونى حرة.

ثم التفت مغادرا دون ان يلتفت وراءه تاركا اياها وقد خانتها دموعها لتتساقط على وجهها، وقد ادركت الآن والآن فقط انها خسرت، وأنها فعلا خائنة، لأن هذا القلب العنيد أحب ذلك الزوج الذى عانى وتحمل ثم ثار ورفض وها هى الآن تتحمل تبعات عندها فالطرق مسدودة والنهاية واحدة، خسارة قلب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة