قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس

رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس

رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس

ابتسم يوسف وهو يرى نور جالسة أمام حمام السباحة تضع قدميها فى الماء شاردة كعادتها وغافلة عن جمالها فى تلك اللحظة، اقترب منها قائلا فى حنان:
أدفع نص عمرى واعرف القمر سرحان فى ايه؟
انتفضت نور قائلة وهى تنهض فى ارتباك:
ولا تدفع نص عمرك ولا حاجة، خليهولك كله ياسيدى، كل الموضوع ان تيتة وحشتنى أوى وكرمة وآسر كمان ونفسى أشوفهم
ابتسم قائلا:
زهقتى منى بالسرعة دى؟
نظرت اليه فى حيرة قائلة:.

بالعكس يايوسف، الفترة اللى قضيناها هنا خليتك بالنسبة لى حد مهم، اخ، صديق، برتاح أوى فى كلامى معاه، بس ده مايمنعش ان اهلى وحشونى، احنا بقالنا هنا أسبوعين
ابتسم متأملا ملامحها التى يعشقها قائلا:
واللى هيوديكى ليهم انهاردة يستاهل ايه؟
أسرعت نور واحتضنته دون تفكير قائلة:
بجد يايوسف، انت متعرفش أنت فرحتنى أد ايه
ضمها يوسف اليه فى سعادة وهو يقول:
انا دلوقتى فرحان أكتر منك.

اضطربت نور وهى تدرك مافعلته للتو فابتعدت فى خجل وهى ترجع خصلة شعرها الى الوراء بارتباك قائلة:
انا هروح أجهز الشنط
واتجهت الى الفيلا فاستوقفها صوته قائلا:
عندى ليكى خبر حلو كمان
التفتت اليه فى تساؤل فاستطرد قائلا بابتسامة:
سبب رجوعنا هو فرح، فرح آسر وكرمة.

دلفت نادية مع عادل الى المستشفى وسألوا فى الاستقبال عن اسم الطفل الذى جاء منذ يومان فى حادث سيارة، وتبادلوا النظرات حين قالت موظفة الاستقبال اسم الطفل كاملا(سيف عمر الجمال)، وأسرعوا الى الحجرة وطرقوا الباب لتفتحه مريم وتتفاجأ بعادل وسيدة كبيرة فى السن انيقة بجواره، نظر اليها عادل يتأمل ملامحها المصدومة وهو يقول:
الف سلامة على سيف يامدام مريم
قالت فى تردد:
الله يسلمك يااستاذ عادل
قالت نادية:.

الف سلامة عليه يابنتى، انا والدة عمر، عمر قاللى على سيف، فحبيت اجى اطمن عليه بنفسى، ياترى ممكن اشوفه؟
كاد قلب مريم ان يتوقف، لقد حانت لحظة المواجهة، لذا اغمضت عيناها فى يأس وهى تقول بصوت هامس:
آه طبعا، اتفضلوا
افسحت لهم الطريق ليدخلوا لتقع عيونهم على سيف يجلس فى سريره وينظر اليهم فى براءة، وضعت نادية يدها على قلبها وأدمعت عيناها وهى تقول لعادل بصوت هامس:.

هو ياعادل، عمر ابنى وهو صغير، ده ابنه ياعادل، ابنه
ربت عادل على يدها قائلا:
اهدى ياخالتى، عشان خاطرى
نظرت نادية الى سيف وهى تقترب منه قائلة:
اذيك ياحبيبى
قال سيف فى تردد:
الحمد لله، انا كويس
تساقطت دموعها فقال سيف فى براءة:
بتعيطى ليه ياطنط؟
قالت الجدة فى حنان:
عشان مبسوطة انى شفتك ياحبيبى، دى دموع الفرح
اغمضت مريم عينيها فى الم وفتحتهما عندما شعرت بيد تربت على كتفها وصوت نادية يقول:.

ليه يابنتى. ليه خبيتى عنا؟
نظرت اليها مريم فى حيرة وقد بدأت دموعها فى النزول، فأنقذها عادل قائلا:
مش هنا ياخالتى
ثم التفت الى مريم قائلا:
احنا هنستناكى برة يامدام مريم، لما سيف ينام، ياريت تخرجيلنا، احنا لازم نتكلم
أومأت مريم برأسها فنظرت نادية مرة اخرى الى سيف وابتسمت له قائلة:
أشوفك قريب ياحبيبى
ابتسم سيف قائلا:
هتيجى تانى؟

ابتسمت فى حنان وهى تومئ برأسها ايجابا لتغادر الحجرة يتبعها عادل. وعينا مريم تتابعهما وقد أيقنت ان حياة ولدها على وشك ان تتغير.

كانت كرمة تفرك يديها فى توتر تحت نظرات نور الفاحصة لها وهى تقول:
نفسى أعرف السر ورا الجوازة دى، ده انتى مكنتيش بتطيقى أى حاجة حتى تخص آسر، تقومى دلوقتى تتجوزيه
حاولت كرمة رسم ابتسامة على شفتيها قائلة:
وفيها ايه بس يانور ماانتى مكنتيش بتطيقى يوسف واديكوا متجوزين أهو
نظرت لها نور باهتمام قائلة:
ماهو عشان كدة ياكرمة أنا بسألك، ايه السبب فى موافقتك وكمان ايه السبب فى الاستعجال بالشكل ده؟

شردت كرمة متذكرة آخر حديث لها مع آسر حين طلب منها الزواج
فلاش باك
ازاى تفكر انى ممكن اوافق على عرضك السخيف ده؟
نطقت كرمة بتلك العبارة فى غيظ فابتسم آسر فى سخرية قائلا:
وليه لأ، مش احسن ماانتى مقضياها بالطول والعرض
نظرت اليه كرمة فى غضب قائلة:
تقصد ايه بكلامك الغريب ده؟
ابتسم فى سخرية قائلا:
قصدى علاقتك بيوسف جوز صاحبتك الأنتيم ياهانم
نظرت اليه كرمة فى دهشة وهى تقول:
مش فاهمة، وضح من فضلك تقصد ايه؟

نظر آسر الى عينيها مباشرة قائلا:
الهمسات، اللمسات، الاجتماعات السرية ولا النظرات بصراحة حاجة مستفزة ع الآخر
نظرت اليه كرمة قائلة فى حزن:
لما انت شاكك فية وفى اخوك، عايز تتجوزنى ليه، عايز منى ايه بالظبط؟
ابتسم فى سخرية قائلا فى صرامة:
عايز ابعدك عن اخويا ومراته، وقبل ماترفضى أحب أحذرك انك لو موافقتيش هضطر اصارح نور بكل حاجة قولتهالك دلوقتى، وانتى عارفة نور حساسة اد ايه، والعيار اللى ميصيبش، يدوش.

قالت بتوتر:
طب سيبنى شوية افكر وارد عليك
هز كتفيه بلا مبالاة قائلا:
مفيش أدامك وقت، لازم أسمع ردك بالليل، والاحسن توافقى.

ثم تركها مبتعدا تتابعه نظراتها وهى لا تدرى ماذا تفعل فنور تكاد تخطو اولى خطواتها نحو السعادة وكلمات آسر حتى وان كانت موقنة بان نور لن تصدقها الا انها ستلفت انتباهها لمشاعر بدأت تنمو بقلب نور تجاه يوسف و التى لم تعترف بها حتى الآن لنفسها، وهى تحاول جاهدة مع يوسف جعل نور تتخطى احزانها وتشعر بحبها لذا قررت كرمة اتمام الزواج
انتهى الفلاش باك
عادت الى واقعها على صوت نور يقول فى توسل:.

بالله عليكى ياكرمة انا اختك حبيبتك اللى مبتخبيش عليها حاجة، قوليلى فيه ايه جواكى؟
ابتسمت كرمة قائلة:
بصراحة يانور آسر بالنسبة لى حالة، تحدى، لما طلب منى الجواز فكرت كتير ارفض بس لما اتكلمت مع تيتة وعرفت حكايته لقيت ان كرهه للستات مش موجه لية، بالعكس ده كره للستات عموما، و بعد ما عرفت التجربة اللى مر بيها عذرته، ونويت اقبل التحدى واحاول اشفيه وانتى عارفانى لما احط حاجة فى دماغى مبتراجعش عنها.

نظرت نور لها قائلة فى حدة:
مفيش حد بيتجوز شفقة ياكرمة او حتى عشانه حالة ومحتاجة علاج
ابتسمت كرمة قائلة:
وليه متقوليش انه شدنى، عجبنى ياستى، فحبيت اقرب منه مش شفقة عليه، لأ، اهتمام بيه، مش يمكن ينسى كرهه للستات، مش يمكن يحبنى وساعتها ابقى سعيدة معاه
لم تدر لم خفق قلبها بشدة وهى تتخيل تحقق ذلك، نظرت لها نور قائلة:
وان محصلش؟
قالت كرمة فى مزاح:.

مين ده اللى يقدر يقاومنى ياماما، ده انا كارو، اكيد هيحبنى ويموت فية كم قالت نور وهى تهز كتفيها بقلة حيلة:
أكيد طبعا
ثم تنهدت مستطردة:
ربنا يسعدك يااحلى كرمة
ضمتها كرمة قائلة:
ويسعدك ياحبى، يلا بقى ننزل قبل ما اعيط واقلبها مناحة
نظرت لها نور بحب قائلة:
يلا يا اجمل عروسة
ابتسمت كرمة وهى تمسك يد نور ليتوجهوا الى الاسفل حيث عريسها آسر، وقلب كرمة يخفق فى خوف ومشاعر أخرى تغزوها فى قوة.

أغلقت مريم باب حجرة سيف فى هدوء وهى تلتفت لتجد أمامها نادية وعادل يجلسات على الكراسى المقابلة لحجرة سيف فذهبت وجلست بجوار نادية فى استسلام وهى تقول فى حزن:
كنت خايفة كتير م اليوم ده ولفترة حسيت انه خلاص ممكن ميجيش، بس خلاص اليوم ده جه، وحقيقى مش عارفة ابتدى الكلام منين
قالت نادية فى حنان:
ابدأى م الأول يا حبيبتى، م الأول.

نظرت لها مريم فى حيرة وقد أسرتها نبرة نادية الحانية، فاندفعت تقص عليهم حكايتها، حتى وصلت الى اكتشفاها لحملها
فقال عادل فى حيرة:
لما انتى مراته على سنة الله ورسوله، مقلتيش ليه، ولما عرفتى انك حامل ليه مواجهتهوش؟
نظرت اليه مريم فى حزن قائلة وهى تمسح دموعها:.

انت بنفسك سمعت كلامه، ده افتكرنى واحدة م الشارع ومفتكرش حتى شكلى، ده لما شافنى تانى معرفنيش، انا وقت ما سمعت كلامه حسيت أد ايه أنا غلطت فى حق نفسى ورخصتها، حسيت انى استاهل كل اللى يجرالى عشان قبلت أتجوزه من غير مااحكم عقلى، يمكن عذرى انى كنت معمية بحبه بس بعدى عنه كان اكبر عقاب منى لنفسى، أنا دفعت التمن غالى ومش لوحدى، ابنى دفعه معايا بحرمانه من أبوه
كاد عادل ان يتحدث فأسرعت تقول:.

هتقوللى برده ليه ماقلتلوش لما عرفت بحملى، هقولك مكنش هيصدقنى، مكنش هيصدق انى حبيته من قبل ما أقابله، كان هيقول انى استغليت انه مكنش فى وعيه وعملت كدة عشان فلوسه، ما هو اللى حصل معانا كان شئ غريب ومحدش يقدر يستوعبه، ولما قربت اولد سيف، اترددت كتير وفكرت أجازف وأقوله، كنت خايفة أوى مقومش م الولادة، بس لغيت الفكرة من اساسها لما شفت صورة ليه فى الجرايد مع ممثلة مشهورة وكان مكتوب فى الخبر ان ممكن يكون فيه ارتباط قريب مابينهم، فخفت أخرب عليه حياته الجديدة.

اومأت نادية برأسها فى تفهم قائلة:
انا فاكرة الخبر ده فعلا، بس الخبر ده كان كلام جرايد وبس، وعمر أكد لى انه مش حقيقى
قالت مريم فى حزن:.

انا مكنش أدامى غير انى اصدق الخبر، بعدها رحت للبواب وسألته عن المأذون اللى جابه لعمر ورحت للمأذون وخدت القسيمة عشان اقدر اسجل سيف باسم والده لما يتولد، وعشت حياتى مع سيف وفكرت عمر صفحة فى حياتى وانتهت لغاية لما جمعنى بيه القدر من تانى، انا لما شفته جنب ابنه حسيت انى بنهار كنت خلاص هعترفله بس خفت ومقدرتش، خفت يعاقبنى وياخده منى، انا مقدرش اعيش من غير سيف، ومش عارفة عمر لو عرف ممكن يعمل ايه، ويتصرف معايا ازاى؟

قال عادل فى هدوء:
مع الأسف، حكايتكم غريبة فعلا، ورد فعل عمر مش ممكن نتوقعه، اللى انا مستغربله ازاى مقدرش ياخد باله من الشبه الغريب بينه وبين سيف
نظرت اليه مريم قائلة:
سيف مكنش فاق لما عمر مشى، مشفش كل ملامحه ولا شاف لون عينيه ومستحيل يربط بين سيف وبينه، عمر مكنش فى وعيه لما اتجوزنا ومش فاكرنى اصلا
قالت والدة عمر فى حيرة:
طب والحل؟عمر لازم يعرف
صمتوا جميعا ثم قالت نادية فى هدوء:.

مفيش غيرك ياعادل ممكن يقوله، انت اللى عارف الموضوع من الاول وانت اللى ممكن تتكلم معاه وتستحمل رد فعله
أومأ عادل برأسه بتفهم على حين التفتت نادية الى مريم قائلة:
قريب وقريب أوى يامريم هتنورى بيتنا انتى وسيف، وعمر مسيره هيسامح ويفهم انتى ليه خبيتى عليه ويعوضك عن كل حاجة مريتى بيها
نظرت اليها مريم فى أمل ولكن مالبث ان انطفأ داخل مقلتيها وهى تدرك صعوبة ذلك، بل استحالته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة