قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الحادي عشر

رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الحادي عشر

رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الحادي عشر

ابتسم عمر فى اعجاب وهو يدلف الى الحجرة ليجد أميرته الجميلة تضع اللمسات الأخيرة على وجهها كانت تلبس فستانا باللون الوردى وتضع حجاب يماثله وعليه تاج صغير، كانت فعلا أميرة بل ملكة، ملكة قلبه، قال فى حنان:
هو فيه جمال بالشكل ده؟
التفتت اليه مريم قائلة فى خجل:
بجد عجبتك؟
اقترب منها قائلا بعشق وهو يتأمل ملامحها الخجولة والتى زادتها جمالا:.

عجبتنى لدرجة انى عايز أحبسك فى الأوضة دى ومحدش يشوفك ولا يلمحك غيرى
ابتسمت مريم فى حنان وهى تقول فى دلع:
يسلملى حبيبى الغيور
خلع عمر رباط عنقه قائلا:
لأ كدة رسمى خلاص، مفيش مرواح
ضحكت مريم فابتسم عمر لسماعه ضحكتها الرائعة، ولكن مالبث القلق ان عاد الى ملامحها وهى تقول:
لو مكنتش فرحانة أوى ان فرح عادل وملك الشهر الجاى. انا كنت وافقتك ومرحناش الحفلة، مش عارفة ليه قلقانة م الحفلة دى ياعمر؟

نظر اليها عمر وهو يقرص احدى وجنتيها فى نعومة قائلا:
طول ماانا جنبك مش عايزك تخافى ولا تقلقى من حاجة
اومأت مريم برأسها وهى تقبل يده التى استكانت على وجنتها قائلة:
ربنا مايحرمنيش منك، انا هروح اطمن على سيف واوصى المربية عليه لغاية مانرجع...
ابتسمت مستطردة:
اربط البتاعة دى وحصلنى، مش عارفة ازاى هسيبك تروح الحفلة وانت زى القمر كدة، حبيبى قمر ياناس.

ابتسم عمر وتابعها بعينيه وهى تغادر الحجرة لتختفى ابتسامته ويظهر القلق على ملامحه وهو يلبس رباط عنقه مجددا، فلديه شعور غريب بالقلق منذ أن رأى هيثم مجددا، نعم هو يعرف هيثم، ربما يظهر شاب مستهتر وحقود ولكن من داخله تنبت نبته طيبة تحاول والدته وأدها وهذا حقا ما يقلقه فهو لم يره منذ سنتان، هل نجحت والدته فى غرس شرها بداخله؟هل غيرته؟

وحتى لو فعلت؟فلماذا يقلق؟هو قلق منه، أم قلق من جيهان ابنة عمه؟نفض افكاره وهو يتجه الى خارج الغرفة ليذهبوا الى ذلك الحفل البغيض.

استأذن آسر وكرمة ليذهبا الى الفيلا ويحضرا بعض الملابس والطعام بعد ان اطمئنا على يوسف فى حين جلست نور بجواره تنتظر افاقته من البنج، تمسك يده بحنان وتتأمل ملامحه فى شوق ولهفة قائلة:.

وحشتنى يايوسف ووحشتنى ضحكتك، وحشنى كلامك وحنيتك علية، أنا هقولك على سر يمكن اول مرة اعترف بيه لنفسى، انت اول حب حقيقى فى حياتى، يمكن لو كنت سامعنى مكنتش هتصدقنى، انا نفسى مش مصدقة لغاية دلوقتى، انا صحيح حبيت حازم بس ده كان حب الطفولة، حب التعود والعشرة، لكن عمرى ماحسيت ناحيته بالمشاعر اللى بحسها ناحيتك، وعمرى قلبى مادق ليه زى مابيدق ليك، ولما مات كانت الحياة صعب تتعاش، بس عشت، لكن فى اللحظة اللى حسيت فيها انك ممكن تروح منى ومشوفكش تانى، حسيت ان روحى بتتسحب منى وانى بجد هموت يايوسف لو جرالك حاجة او بعدت عنى...

ونظرت الى كفه فى يدها وقبلتها قائلة:
أنا بحبك أوى يايوسف، بحبك أوى
شعرت نور بضغطة اصابع يوسف على يدها فنظرت الى كفه فى دهشة ثم انتقلت بنظراتها الى وجهه فوجدته يتأملها بعشق وهو يقول بنبرات هامسة:
وانا بموت فيكى يانور عينى
ابتسمت نور فى فرح وقالت بلهفة:
يوسف
نظر اليها بعشق قائلا:
ياعيون يوسف وقلبه وكل حاجة فى حياته
أخفضت نور عينيها فى خجل فاستطرد قائلا:.

لو اعرف انى هسمع الكلام الحلو ده منك كنت عملت حادثة من زمان
وضعت نور يدها على فمه بسرعة قائلة:
متقولش كدة يايوسف
قبل يوسف يدها فأنزلتها فى خجل فابتسم فى حب قائلا:
انا لسة مش مصدق نفسى ولا مصدق الكلام اللى قولتيهولى ونفسى اتأكد انه مش حلم وانى بجد الحب الحقيقى فى حياتك يانور
أحست نور بحاجته للاحساس بالحب والأمان من طرفها فنظرت اليه قائلة بلا تردد:.

اطمن يايوسف، الكلام اللى سمعته كان من قلبى فى لحظة صدق محستهاش من زمان، انت قدرت بحبك وصبرك علية تقربنى منك وتخلينى أحس بحبك. خليت قربك بالنسبة لى ادمان وكأنى مقابلتش حد قبلك ولا هقابل حد بعدك، بقيت حد مهم فى حياتى، لأ، أهم حد فى حياتى، انت بقيت نفسى، روحى، والنفس اللى بتنفسه، بحبك يايوسف، بحبك أوى
ابتسم يوسف فى سعادة قائلا:.

طب وده اسمه كلام، يعنى يوم مااسمع الكلام ده أسمعه وانا مش قادر اخدك فى حضنى واقول للعالم كله انك مراتى و حبيبتى
ابتسمت نور قائلة:
خف ياحبيبى وشد حيلك وانا اوعدك ان كل الناس هتعرف انى بقيت ملكك انت وبس يايوسف
نظر اليها يوسف فى حنان وربت على يدها فى سعادة وهو يضم اصابعها الى شفتيه يقبلهم فى وعد مقابل وقد اطمأن قلبه أخيرا بعد عذاب لطالما أضناه ولكن يهون العذاب اذا كان بعد عذاب الحب سيذووق شهده.

كانت مريم تدلف الى حديقة الفيلا المقام بها الحفل وهى تتأبط زراع عمر عندما رأت فتاة جميلة تلبس فستانا قصيرا عارى الزراعين أحمر اللون ذات شعر قصير تتلون خصلاته مابين الازرق والاحمر والاصفر تسرع الى زوجها تهم باحتضانه وهى تقول:
عمورى حبيبى، وحشتنى أوى
أسرعت مريم بالوقوف امام عمر ومواجهة تلك الفتاة قائلة بابتسامة باردة:
معلش ياحبيبتى، جوزى مابيسلمش على بنات.

ابتسم عمر ابتسامة جانبية سعيدا بغيرتها فى حين نظرت تلك الفتاة الى مريم من رأسها حتى أخمص قدميها قائلة فى سخرية:
والله، امممم
ثم نظرت الى عمر قائلة:
هى دى بقى مراتك ياعمورى؟
ابتسم عمر وهو يضم مريم الى جانبه محيطا اياها بذراعه فى فخر قائلا:
آه، ياجيجى، مريم تبقى مراتى حبيبتى وام ابنى سيف
ابتسمت مريم فى حب وهى تنظر الى عمر فى حين نظرت اليهم جيهان بسخرية وهى تقول موجهة حديثها لمريم:.

آه، أهلا، بس يعنى هيثم كان بيقول انك حلوة أوى وأنا شايفاكى عادية يعنى
كادت مريم ان ترد عليها لولا تدخل عمر الذى قال فى غضب:
وهو هيثم يتكلم عليها ليه؟يجيب سيرتها ليه من أصله؟
نظرت اليه جيهان فى ارتباك قائلة:
أنا اللى سألته، عادى يعنى يا عمر مفيهاش حاجة
كتم عمر غيظه وهو يمسك يد مريم قائلا:
يلا يامريم عشان نسلم على مرات عمى، حمد الله ع السلامة ياجيجى.

ذهب عمر ومريم ونظرات جيهان تتبعهما فى حقد، سمعت صوت أخيها هيثم يقول فى برود:
مش قلتلك بيحبها؟
التفتت جيهان الى هيثم قائلة فى غل:
يحب فيها ايه دى؟
نظر اليها هيثم فى سخرية قائلا:
يحب فيها ايه؟ايه يابنتى، انتى مش شايفة رقتها وبرائتها؟طب مش شايفة جمال عينيها وأخلاقها وحجابها اللى مخليها زى الملاك، ده لو مكنش الحب باين فى عيونهم والامل انهم يسيبوا بعض مستحيل كنت خطفتها ودلوقتى حالا
نظرت اليه فى غضب قائلة:.

ذوقك بقى وحش ياهيثم، زى ابن عمك بالظبط، لوكال أوى
ابتسم هيثم فى سخرية قائلا:
لوكال، طيب يااختى، قوليلى بقى لسة ناوية ع اللى هتعمليه انهاردة ولا خلاص صرفتى نظر
ابتسمت جيهان فى خبث قائلة:
لأ طبعا، صرفت نظر ايه بس؟أنا هوريها ست مريم دى، عمر لية أنا وبس، مفهوم؟
ابتسم هيثم قائلا فى برود:
احلمى ياقطة، احلمى
نظرت له فى غيظ ثم غادرت المكان لتنفذ خطتها الشريرة فهل تنجح؟

ترك عمر مريم مع والدته وذهب ليبحث عن ملك وعادل حتى يرحلوا من تلك الحفلة المقيتة فوجد زوجة عمه تنادى عليه من امام باب حجرة المكتب فاتجه اليها فقالت فى قلق:
معلش ياعمر، جيجى مغمى عليها جوة مش عارفة مالها؟خليك جنبها لغاية لما اروح اشوف اخوها واكلم الدكتور
اومأ عمر برأسه ودلف الى حجرة المكتب فوجد جيهان نائمة على الأريكة فاتجه اليها وجثا بركبتيه الى جوارها قائلا فى قلق وهو يربت على وجنتها:.

جيهان، فوقى ياجيهان
تململت جيهان قليلا ثم فتحت عينيها قائلة فى تعب مزيف:
عمر، هو حصل ايه؟
زفر عمر بارتياح قائلا:
الحمد لله ياجيجى، محصلش حاجة، انتى بس اغمى عليكى، ممكن م الارهاق، تقدرى تقومى؟

اومأت برأسها ايجابا وحاولت الوقوف ولكنها مالبثت ان تعثرت فاسرع بالتقاطها قبل ان تقع فمالت عليه تحتضنه فى نفس اللحظة التى فتح فيها الباب لتدخل مريم يتبعها عادل وملك ونادية والى جانبهم والدة جيهان وهيثم، نظروا اليه جميعا فى صدمة، نقلت مريم بصرها بين عمر وجيهان التى اعتدلت وخفضت عينيها فى خجل مزيف ثم نظرت مريم مرة أخرى الى عينى عمر وقد بدت فى عينيها الدموع الحبيسة فقال عمر فى ألم:.

متظلمنيش يامريم، والله العظيم هى كانت دايخة وانا كنت بفوقها ولما قامت كانت هتقع وانا سندتها، وحياة اغلى حاجة عندى، وحياتك انتى، وحياة سيف انا مخنتكيش وعشان خاطرى ماتعيطيش دموعك بتقتلنى، قولى انك مصدقانى أبوس ايدك، قولى يامريم.

كادت جيهان ان تبتسم ولكنها تمالكت نفسها وهى ترى توسلات عمر لمريم وصمت الجميع وقد ايقنوا من خيانته، رأوا مريم تتجه الى عمر فى ثبات وفرح قلب جيهان وهى تنتظر طلب مريم الطلاق من عمر، ولكنها تفاجأت بالتفات مريم اليها ورفع يدها لتنزل على وجه جيهان بصفعة مدوية، نظر اليها الجميع فى دهشة على حين صرخت جيهان قائلة:
انتى اتجننتى؟
نظرت مريم الى عينيها قائلة فى غضب:.

انتى احقر واحدة شفتها فى حياتى والتمثيلية اللى انتى عملتيها دى مش ممكن تفرق بينى وبين عمر، عارفة ليه؟
نظرت الى عينيها مباشرة وهى تقول:
عشان اللى ميعرفش يعمل حاجة حرام وهو مش فى وعيه ميعملهاش وهو فى كامل وعيه
تأملها هيثم فى اعجاب على حين ابتسم كل من ملك وعادل فى سعادة واخفضت جيهان عينيها فى خجل حقيقى تلك المرة، فى حين قالت نادية فى فرحة:
يسلم لسانك يامرات ابنى.

كاد قلب عمر ان يتوقف بعد سماعه لكلمات زوجته، حبيبته، والتى صدقت اخلاصه رغم ما رأته بعينيها، كان يود لو أخذها الآن بين أحضانه يبثها حبه، نظرت اليه مريم فى تلك اللحظة لتتحدث العينان فى عشق لتبتسم هى قائلة وهى تمسك يده:
يلا بينا ياعمر، احنا ملناش مكان هنا
ابتسم لها فى حنان وهو يضم يدها ليأخذها الى خارج الفيلا امام الجميع ليتبعهم عادل وملك ونادية
، اتجهت والدة جيهان اليها قائلة فى غيظ:.

عاجبك كدة ياهانم، خطتك الخايبة مفرقتش بينهم
تأففت جيهان قائلة:
يوووه بقى ياماما، وانا كنت اعرف منين انها واثقة فيه بالشكل ده، عموما أنا سايبالكم البلد دى كلها وراجعة امريكا، انا بجد اتخنقت هنا
نظر هيثم اليهم ثم هز رأسه فى يأس وهو يقول فى نفسه:
يابختك ياعمر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة