قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشر

بعد مرور شهر كان يوسف قد تماثل للشفاء وشفيت كل جروحه وقام بفك الجبس حيث كان الكسر بسيطا، وعاد الى المنزل مع أخيه، رحبت بهم الجدة فى حفاوة، وتلاقت عيناه مع عينى نور فى شوق وكادت ان تسرع الى احتضانه لولا خجلها، فتقدمت اليه فى خجل تتأمله فى حنان ويتأملها فى شوق حتى تلاقت ايديهم ليسرى تيارا كهربيا بينهما وعبرت عيناهما عن اشواقهما الملتاعة واوقف تواصل العينان اصرار الجدة على الاحتفال برجوع يوسف الى المنزل، فاضطرت الايدى للفراق ولكن العينان والقلبان لم يفترقا، وتحول المنزل لحضن دافئ تملؤه الضحكات حتى استأذن كل من يوسف ونور ليصعدا الى الحجرة ليرتاح يوسف وما ان دلفا الى الحجرة حتى احتضنها يوسف بشوق قائلا:.

وحشتينى اوى يانور، اوى، يااااه، وأخيرا بقيتى فى حضنى
ابتسمت نور قائلة ونبرات صوتها تحمل العتاب:
مش انت اللى صممت انى مجيش أزورك فى المستشفى وانك متجيش المزرعة غير اليوم اللى هتفك فيه الجبس، هنت عليك يايوسف وهان عليك كل المدة دى مانشفش بعض؟
تراجع يضم وجهها بيديه قائلا:.

كان لازم أعمل كدة يانور، انتى فاكرة ان بعادك كان سهل علية، بس كان لازم أبعدك لأنى حبيت يوم ماأقدر أحضنك أكون قادر أضمك بايدية الاتنين ويوم ماالمسك ميكونش بينا حاجز
أخفضت نور عينيها فى خجل فرفع ذقنها بيده لتتقابل عيناهما مرة أخرى قائلا:
النهاردة مش يوم عادى يانور، ده يوم استنيته كتير، استنيتك عمرى كله يانور، عشان تكونى لية، ملكى، أكون أنا وانتى واحد.

ازدادت حمرة الخجل فى وجنتيها فقرص خدها بيده برفق قائلا:
ياحلاوتك يافراولاية انتى، يلا ياقلبى اتوضى عشان نصلى ركعتين نطلب من ربنا فيهم البركة فى جوازنا ونحمده على نعمة الحب اللى وهبهالنا
ذهبت نور لتتوضأ فى سعادة ثم صلوا سويا، وما ان انتهوا حتى التفت اليها يوسف ووضع يده على رأسها قائلا دعاء الزواج وأوقفها ملاحظا خجلها وارتباكها وبعدها عنه وانخفاض بصرها فأجلسها وأمسك يدها قائلا فى حنان:
بصيلى يانور.

رفعت اليه عينيها فقابلتها عيناه العاشقة وهو يقول فى حنان:
متتكسفيش منى يانور عينى، أنا يوسف، جوزك وحبيبك.

اغمضت عينيها فى استسلام فقبل تلك العينين المغمضتين فى نعومة ثم أزال اسدالها ليرى أجمل امرأة فى الدنيا، احتضنها مقبلا كل انش فى وجهها حتى وصل لشفتيها فقبلها قبلة رقيقة أودعها فيها كل حبه وشوقه وحنانه وبادلته اياها فى خجل ثم مالبثت ان تعمق بقبلته، يقبلها ويقبلها بشوق لا يرتوى لترتفع يداها لتضم رأسه اليها وكانت تلك هى اشارة منها ليكمل اتحادهما ويغيبا معا فى نشوة الحب ليصبحا زوجين قولا وفعلا.

ابتسمت نور وهى تضع يدها على بطنها المسطحة والتى لم يظهر عليها بعد آثار الحمل، نعم هى حامل، لقد أجرت لتوها اختبارا منزليا تأكدت منه من حملها، كم تشعر بالسعادة، وتذكرت سعادتها عندما علمت بحمل كرمة وهى الآن تسبقها بشهر، كم سيكون ممتعا ان يكملا حملهما سويا، وتساءلت فى نفسها عن رد فعل يوسف عندما يعلم بحملها هى لم تسأله ابدا ان كان يريد اطفالا أم لا، طردت نور هواجسها وهى تضع اللمسات الأخيرة على العشاء الذى جهزته لزوجها لتخبره بنبأ حملها ثم أخذت حماما وارتدت فستانا احمر قصير وتزينت وانتظرته بلهفة حتى أحست به يدلف الى الحجرة فى هدوء ظنا منه بأنها نائمة فلقد تأخر فى عمله، ولكنه ما لبثت ان اتسعت عيناه فى سعادة عندما رآها بهذا الجمال الذى يسحره دائما فاقترب منها قائلا فى حنان:.

ايه الجمال ده كله، سهرانة ومستنيانى ومحضرالى عشا رومانسى
ثم غمز لها قائلا:
أنا مش قلتلك ماما الله يرحمها كانت داعيالى
ابتسمت نور فى خجل قائلة:
الله يرحمها ياحبيبى
قبلها فى خدها قائلا:
ثوانى هاخد شاور وأرجعلك
أومأت نور برأسها ورأته يدلف الى الحمام فانتظرته فى قلق حتى عاد اليها فوجدها تفرك يدها فى توتر فعقد حاجبيه فى قلق واقترب منها وجلس بجوارها قائلا:
مالك يانور؟فيكى ايه ياحبيبتى.

نظرت اليه وقد تعبت من الانتظار ولم تعد اعصابها تحتمل قائلة:
أنا حامل
نظر اليها يوسف بدهشة ثم مالبث ان ضحك بقوة فاستشاطت نور من الغيظ قائلة:
ممكن اعرف بتضحك على ايه دلوقتى؟
توقف يوسف عن الضحك وهو ينظر اليها فى سعادة قائلا:
هو ده اللى قالقك وموترك ومخليكى مش على بعضك
نظرت اليه نور فى حيرة فاستطرد قائلا:
كنتى خايفة مقبلوش؟
اومأت براسها فقال فى حنان:.

ده حتة منى ومنك، زى مابحبك هحبه، متتصوريش دلوقتى الفرحة عاملة فية ايه
نظرت اليه نور فى لهفة قائلة:
بجد يايوسف، بجد فرحان؟
احتضن يوسف كفيها قائلا:
أكيد ياقلب يوسف
احتضنته نور فى سعادة قائلة:
ربنا مايحرمنى منك يارب
ضمها يوسف اكثر الى احضانه قائلا:
ولا يحرمنى منك ياعمرى أنا.

بعد مرور عدة اشهر.

ابتسم آسر وهو ينظر الى ليليان ابنة يوسف الذى يحملها فى ترقب وخوف شديد وقال له:
اجمد كدة يايوسف متخفش
نظر اليه يوسف فى حنق قائلا:
من حقك ياعم بقالك شهر أب واتعودت على شيل ريان، بس انا لسة بابا جديد، وبصراحة بخاف عليها من النسمة
ابتسمت كرمة قائلة:
ربنا يخليهالكوا يارب، بصراحة البنت قمر وطالعة لمامتها
قال يوسف بغيرة:
ملكش دعوة بمامتها
ثم نظر يوسف الى طفلته فى حنان قائلا:
ربنا مايحرمنى منهم ويباركلى فيهم.

قال آسر وكرمة فى نفس واحد:
يارب
ابتسمت كرمة قائلة:
هات ليليان يايوسف وروح شوف نور، اكيد فاقت
ابتسم يوسف وهو يناولها الطفلة واتجه الى حجرة نور وقبل ان يدلف اليها قال لآسر:
ابعد ابنك عن بنتى ياآسر، مفهوم
ابتسم آسر وقال مازحا:
وانت تطول ياعم يبصلها بس بعينيه الحلوة دى، الموضوع منتهى اصلا، ليليان لريان وريان لليليان.

ابتسم يوسف ودلف الى الحجرة حيث وجد حبيبته تنام كالملاك، اقترب منها فى هدوء وضم يديها بحنان ففتحت نور عينيها وتلاقت بعينى يوسف الذى قال:
حمد الله ع السلامة ياحبيبتى
ابتسمت نور قايلة:
الله يسلمك ياحبيبى، فين ليليان؟
قال يوسف:
برة مع كرمة وآسر، محبوش يقلقوكى
قالت نور بلهفة:
هاتهالى يايوسف نفسى اشوفها
اومأ برأسه فى حنان وخرج من الغرفة لينادى عليهما، وماان دلفوا حتى قالت كرمة:
حمد الله على سلامتك يانؤنؤ.

ابتسمت نور قايلة:
الله يسلمك ياكارو
قال آسر:
تتربى فى عزكم يامرات اخويا
ابتسمت نور قائلة:
الله يخليك ياآسر
ناولتها كرمة ليليان فحملتها نور فى حنان، فابتسمت كرمة قائلة:
جميلة اوى ما شاء الله، شبهك يانور
اتسعت ابتسامة نور، وابتسم يوسف بحنان وهو يتاملهما، ثم استاذن كل من كرمة وآسر ليطمئنا الجدة على اخبارهم
ضمت نور طفلتها وضمهما يوسف اليه فى عشق قائلا:
ربنا يقدرنى احققلكم كل احلامكم واسعدكم يارب.

نظرت اليه نور فى حب قائلة:
انت كل احلامنا يايوسف، ربنا يقدرنا احنا كمان ونسعدك
ابتسم يوسف وهو يضمهم اكثر لحضنه ويغمض عينيه بارتياح فقد آن للسعادة ان تطرق ابوابهم وآن للحب ان ينتصر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة