قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لروحك عطر لا ينسى للكاتبة مي علاء فصل ما بعد الخاتمة

رواية لروحك عطر لا ينسى للكاتبة مي علاء فصل ما بعد الخاتمة

رواية لروحك عطر لا ينسى للكاتبة مي علاء فصل ما بعد الخاتمة

صرخت ملك وهي تُلقي بالتاج على الارض غير مُكترثة بمحاولة والدتها لتهدأتها حتى لا تُفضح لكن هيهات، الامر اصبح مُزعج لحد خانق، انفجرت بهم دون وعي بِما تقوله
- مش هتجوز، مش عايزة اتجوز وبابا عايش، لما يموت هتجوز
ثم نقلت بصرها ل يارا تخبرها بجدية ونفس نبرتها المرتفعة الغاضبة
- قولي للضيوف مفيش زفت فرح، قول...

توقفت عن إكمال جملتها حين دلف والدها الذي زاد استفزازه لها، عينيه التي تضحك ببرود تُريد فقعهما.
- سامع صوتك برة لية؟
ردت ملك مُباشرةً لتلقي هذه القنبلة الغير معقولة في وجهه
- هنلغي الفرح
اتسعت مقلتي والدها قائلاً بغضب بدأ يتصاعد اليه تدريجياً
- قرار مين دة ان شا الله؟ هي لعبة!
صرخت بثورة احمر وجهها منها
- اة لعبة انت بدأتها وسايق فيها، عشان كدة انا هنهيها.

كاد يرد والدها لكن اسرعت يارا لتتدخل حتى لا يغضب هو الاخر ويخرج الموقف عن السيطرة
- متاخدش بكلامها يا عمو، ملك...
لكن يبدو أن ملك لا تريد ان يمر الموقف مرور الكرام، فقد قاطعت يارا بهتافها
- انت لية بتعمل كدة؟ لية بترخصني، مش اتفقنا انك متطلبش من إياد حاجة!
رد والدها ببساطة مُناقضة لنبرته الحادة
- مش جوز بنتي! فلية مستفدش منه!
بداخلها يتآكل من الغيظ، رغم ذلك قالت بتحدي
- عشان كدة هلغي الفرح.

استدار حول نفسه بنفاذ صبر، انفجر بعدها موجهاً حديثه لوالدتها
- دي غبية مش ناصحة، مش عايزة تفهم اني بعمل كدة عشان تعيش حياة احسن من اللي عشناها وترتاح من الشقا، طلباتي في الاول الفيلا والمؤخر الغالي عشانها عشان تكون غالية
سخرت بخشونة
- غالية بالفلوس!
تخطى قولها واكمل
- ومش مشكلة لما يبقى ليا نصيب في اللي ببنيه ليكِ.

ضحكت ملك بقوة، ضحكة تخفي بها حسرتها وقهرها من تفكير والدها الأناني، انه يضرب عصفورين بحجر واحد، قالت بصوت قد ارتفع مرة اخرى
- وانا مش عايزة ابقى غالية، متغلنيش ماشي!
قبل ان يرد عادت لتقول بيأس وقهر
- انت عارف انك لو طلبت مني حاجة مش هردك، يبقى لية تطلب منه!
هتف والدها بجنون
- هو انا طلبت منه اية! دي حتة عربية عشان اشتغل عليها
استنكرت لمسة البساطة التي تداخلت بين نبرته الجنونية
- وهي العربيات رخيصة!

ضم قبضته مُحاولاً التحكم بأعصابه التي افلتتها ابنته الغبية، قال لوالدتها بتحذير
- عقلي بنتك قبل ما انا اغير رأيي وألغي الفرح دة
- ايوة غيره، ألغي الفرح وانا موافقة
دلف إياد في هذه اللحظة، نقل نظراته بينهم وهو عاقد حاجبيه مُردداً قولها الاخير بإستنكار
- نلغي الفرح؟
اسرعت يارا لتوضح بتوتر
- ملك بتهزر
أنكرت ملك ذلك بحزم وهي تنظر لوالدها
- لا مبهزرش.

تقدم إياد ليقف امامها مُباشرةً وعينيه لم تبتعد عنها لثانية، يراقب انفعالاتها وكل شيء فيها، ومن نظرتها لوالدها فهم، قال بتهذيب ومازالت حدقتيه مُعلقة بها
- ممكن اتكلم معاها على انفراد!
- طبعاً طبعاً
قالتها والدتها وأسرعت لتأخذ والد ملك للخارج وكذلك يارا التي تبعتهم للخارج فأصبح كل من إياد و ملك بمفردهما.
- ينفع تقولي الكلمة دي او تفكري فيها حتى!

عاتبها بنبرته التي بدى فيها الحزن كعينيه تماماً، ظلت حدقتيها مُعلقة بعيداً عنه، لا تريد مواجهتها يكفي صوته المُعاتب الذي أشعرها بالذنب، زاد من إخفاء نبرته وهو يُضيف
- مش اتفقنا على موضوع والدِك؟ مش قولت انا هتصرف معاه! مش بتثقي فيا لية؟
اندفعت لترد عليه بضيق لكنها مازالت لم تنظر له
- انت مبتتصرفش، انت بتوافق على طلباته وبس
رد ببساطة
- عشان دي حاجة بسيطة وأقدر اعملها
اردف بشيء اول مرة يخبرها به.

- تعرفي انه طلب مني مية الف وموافقتش؟
- مقولتليش
مد كفه ليمسك بذقنها ويجبرها لتنظر له بلطف، اجابها بخفوت
- مش لازم اقولك حاجة عارف انها هتضايقك
- لا لازم
رمقها بأن تصمت ففعلت، قال بحزم بعد صمت قليل
- هعمل كأني مسمعتش اللي قولتيه اول ما دخلت..
قاطعته مؤكدة له
- مش هيتكرر
- طبعا مش هيتكرر لاني هاخدك في ايدي للقاعة حالاً
إبتسمت وقالت وهي تصم كفيها لبعضهما
- متوترة اوي.

مد يده الدافئة ليضعها على كفيها قائلاً بهيام سيطر عليه فجأة
- بس طالعة قمر، سرقتي قلبي
ابتسمت بخجل، رغم ذلك ردت بثقة ورضا
- ما هو معايا من بدري
ابتسم واقترب ليضع شفتيه على جبينها وهو يهمس
- وهيفضل معاكِ
ثم قبلها قُبلة عميقة بعثت لها شعوره الداخلي الناري، انتفضت مُبتعدة دافعة اياه بعيداً عنها حين طرق احدهم على الباب، فأرتفع حاجبيه بذهول من رد فعلها، انها ستصبح زوجته فمن ماذا تفزع وتخجل!

بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في الخير
وتعالت الزغاريط واشتعلت الاجواء بسعادة، قبّل إياد جبينها قُبلة أعمق من السابقة.
اخذها لمنتصف القاعة ليرقص معها رقصة اخيرة هادئة خاصة بهم فقط، تمايلت بين ذراعيه بسعادة لم يستطع الخجل نزعها، بينما هو يتأملها بعين عاشق لها، عينيها التي تلمع بسعادة تُزهِر بداخله، عاهد نفسه في هذه اللحظة ان يجعلها سعيدة دائماً، ألا تزول هذه الضحكة ابداً.

رفعت يارا هاتفها لتصويرهما وعلى شفتيها ابتسامة حزينة، تمنت ان يكون عمر معها في هذا اليوم السعيد، تمنت ان يستطع ان يخرج من حالته ويعود من السفر بعد مرور شهرين من وفاة والده، رغم تأجيل إياد لحفل الزفاف لمدة الشهرين على امل استطاعة عمر الحضور، لكن الاخير اعتذر.

اخذ إياد كفها ليضعه على مفتاح الشقة وكفه فوقه، أدارا المفتاح معاً ودلفا لشقتهما والتي اختارتها ملك بسعادة، توقفت للحظة تستنشق رائحتها الجديدة، نقلت بصرها حولها، هنا ستبني حياة جديدة معه، حياة جديدة تتمنى ان تكون السعادة بها فقط.
اتجهت لغرفة النوم وتوقفت قبل ان تدخلها حين رأته خلفها، سألته بإستنكار
- رايح فين؟ عايزة اغير الفستان
ارتفعا حاجبيه وهو يقول ببراءة
- كنت فاكر هنقعد شوية نتكلم.

- عايزة اقلعه خنقني
اومأ برأسه وقال بخبث
- طب تعالي اساعدك
قبل ان تدرك قوله كان قد احاط خصرها بذراعه دافعاً اياها للداخل، شهقت حين بدأ في فك خيوط فستانها الخلفية، انتفضت مُتبعدة وهي تهمس بريبة، لا تعلم اين ذهب صوتها لتهمس
- بتعمل اية!
إبتسم ببساطة كقوله
- بساعدك
اخذ يقترب منها خطوة وهي تبتعدها، خرج صوتها وهي تقول بعجلة
- انا هعمله لوحدي.

قبل ان تبتعد اكثر كان قد التقطها من خصرها لتلتصق به، انقطعت انفاسها وهو بهذا القُرب الغير مُعتادة عليه وعينيها متسعتين على مصرعيهما، شعر وكأنه شبح امامها، قال بإستنكار
- هو انا عفريت ولا اية!
ادارت حدقتيها بتوتر، محاولة السيطرة على اندفاعتها الغبية، وضع كفه على ظهرها ليربت عليه وهو يقول بضحك
- اتنفسي طيب لتموتي
لم تستجب، مد يده الأخرى ليمسك بذقنها وجعلها تنظر له، أسر حدقتيها بخاصته وهو يهمس لها بحنان.

- متتوتريش، خدي شهيق، زفير
استجابت هذه المرة وفعلت ما قاله، ابتسم برضا وهو يداعب وجنتها وكأنها طفلة امامها
- شطورة
ابتسمت ببلاهة، فأقترب اكثر بوجهه حتى استند بجبينه على جبينها وهمس امام شفتيها بسعادة
- بقيتي ليا خلاص
ازدرت ريقها بتوتر اصبح مُزعج بالنسبة لها، فهو ينزع سعادتها واللحظات الرومانسية التي تعيشها.

شعرت بكفه الموضوعة على ظهرها تُكمِل فك خيوط الفستان، قبل ان تُعلِق كان قد طبع قُبلة على وجنتها لامست جزء من شفتيها، فأصبح قلبها يدق بجنون، انها مشاعر جديدة عليها لكنها جميلة، طبقت جفونها بخجل بينما ابعد إياد وجهه قليلاً عنها ليتأملها بعينين تصرخ بالحب، ابتسم واقترب من اذنها هامساً فيها
- هستناكِ برة، خلصي واتوضي عشان نصلي.

ثم طبع قُبلة ساخنة اسفل اذنها وتركها مُغادراً الغرفة، ففتحت عينها وهي تضع كفها على صدرها الذي يعلو ويهبط من سرعة تنفسها، وابتسمت.

في الفيلا
اغلقت يارا باب غرفة سهام بعد ان تأكدت انها نامت، اخرجت هاتفها لتتصل ب عمر اثناء دخولها لغرفتها لكنه لم يُجيب عليها كالعادة.
تنهدت بحزن، تعلم انه يعمل بجهد ويأخذ اكبر عدد من الرحلات حتى يُشغل نفسه ويبتعد عن التفكير بوالده، لكنه لا يفكر بأن هذا يُحزِنها ويؤلم قلبها، ليست هي بمفردها حتى والدته.

وفاة والده إبراهيم قد اثر عليه وبقوة، تعتقد انه يشعر بالذنب لانه تركه بمفرده، مات بمفرده، خائفة من ان تفكيره يُدينها هي، فهي من كشفت الأمور له، هزت رأسها بعنف من الفكرة الاخيرة، عمر ليس هكذا ولن يفكر بهده الطريقة ابداً.

استلقت على الفراش وهي تنظر للسقف بشرود، لقد كان شهرين مؤلمين عليها هي أيضاً، فالأجواء كانت تُذكرها بوالدتها كوثر، فلم يُشفى جرح فُقدانها، رغم ذلك كانت قوية وتحاول مواساة سهام كما حاولت ان تفعل مع عمر لكنه لم يسمح لها بذلك فقد كان بتهرب من ألمه، وحتى الان يهرب.
هل حزِنت على إبراهيم؟، لا تعلم لكنها لم تكن شامتة او سعيدة بموته.

بعد مرور اسبوعين
وضعت يارا أطباق الطعام على السفرة امام سهام، ما كادت ان تجلس حتى تسمرت مكانها حين لمحت قدوم احدهم من شرفة الصالون التي تطل على بوابة الفيلا، هل هذا عمر ام انها تتخيل!، دلكت عينيها وعادت لتنظر من جديد، انه هو! هو؟
تسارعت انفاسها وهي تهمس بلهفة
- عمر!
اسرعت لتركض مُغادرة الصالون لتذهب للخارج، بينما ارتفع حاجبي سهام بعدم فهم، حتى انها نادت عليها لكن الاخرى لم تسمعها.

فتحت الباب وتوقفت للحظة وعينيها تبتسم بسعادة، لقد عاد!، ركضت اليه لتقفز وتضمه بقوة وهي تبكي، بينما التقطها هو بين ذراعيه فلم تعد تلامس قدمها الارض.
- اخيراً رجعت، اخيراً
قالتها بصوتها الباكي، فضمها اليه اكثر وهو يستنشق رائحتها، كم اشتاق لها، همس مُعتذراً
- اسف
ابتعدت قليلاً فأنزلها لتقف، رمقته بعتاب وهي تضرب صدره بخفة
- مكنتش معبرني، مكنتش بترد عليا عشان اطمن عليك حتى.

مسح دموعها بكفيه وهو يعتذر مرة اخرى
- اسف
ابعدت ذراعيه التي حاوطت خصرها وقالت بضيق
- هصرفها فين دي!
مد كفه ليضعه على مؤخرة رأسها ويقربها منه ليقبل جبينها، نظر لعينيها واعتذر للمرة الاخيرة
- حقك عليا، سامحيني
ذاب ضيقها وابتسمت، لقد قبِلت اعتذاره، ضمت كفه بين كفها بقوة حتى لا يهرب منها ابداً، سارت به لداخل الفيلا بخطوات مُتعجلة اثناء قولها
- ماما سهام هتتبسط اوي لما تشوفك.

شهقت سهام حين رأته امامها واخذت تبكي بقوة، فضمها عمر بقوة مُعتذراً عن تركها كل هذه الفترة، يعلم انه كان من المفترض ان يظل مع والدته ومساندتها في هذه المحنة لكن احتياجه للبقاء بمفرده كان أشد.
اخذ يُقبل رأسها ويديها عدة مرات ويضمها كما تفعل، بينما يارا تشاهد هذا المشهد المؤثر بعينين دامعتين.

حل المساء
في حديقة الفيلا..
- ودلوقتي؟ نفسيتك بقت احسن؟
سألته يارا بهدوء، فأومأ عمر برأسه وهو يبتسم، نظر بعيداً عنها وهو يتحدث بتأثر
- رغم اللي عمله كنت عايز ابقى جمبه، مكنتش عايزه يموت ومحدش جمبه، هو ابويا في الاول والآخر
امسكت يارا كفه بحنان ووافقته قوله الاخير
- دة اكيد
ثم اضافت وهي تعانق وجهه بكفيها
- دة قدره، ادعيله بس وافتكره دايماً وهو هيبقى مبسوط.

تعلق بحدقتيها، لا يُريد قطع هذا الاتصال ابداً، قال بخفوت
- شكراً لأنِك جمبي وموجودة في حياتي
اتسعت إبتسامتها وهي ترد بمشاكسة
- دة انت مكنتش طايقني، دلوقتي بتشكرني لاني في حياتك!
ضحك وهو يتذكر تلك الايام، هدأت ضحكاته مع نهوضها بعد ان نظرت لساعة يدها، قالت
- هروح البيت بقى
نهض وامسك بكفها مانعها من المغادرة، عرض عليها دون اي مقدمات
- تتجوزيني!

اتسعت مقلتيها بعدم تصديق، هل يعرض عليها الزواج حقاً!، أضاف حين طال صمتها
- ملك خلاص اتجوزت ومش هتقدر تيجي تقعد معاكِ، وانتِ مش هترضي تيجي تعيشي معانا في الفيلا وانا مش عايزك تبقي لوحدك، فأنا عايزِك جمبي ومعايا
اتى قول إياد من اين لا يعلمون!
- نقول مبروك!
استدارا لينظرا له، كانت معه ملك أيضاً والتي اتسعت ابتسامتها وهي تحث يارا على الموافقة
- وافقي، بسررعة
سألهم عمر بفضول
- جيتوا امتى؟
- لسة دلوقتي حالاً.

رد إياد عليه، بينما قالت ملك بحماس
- مستنين نسمع ردك يا انسة يارا
نظرت يارا ل عمر وحدقتيها تلمع بحب، همست بخجل
- طبعاً موافقة
عانقها ثم حملها ليدور بها بسعادة، فصفقت ملك بحماس و إياد يُصفِر، توقف عمر وانزلها لكنه لم يتركها، سأله إياد بفضول
- وامتى الفرح بقى؟
نظرت يارا ل عمر مُتسائلة
- اكيد مش دلوقتي، صح!
- طبعاً، نبقى نقرر
اومأت برأسها، ثم نظرت ل ملك وسألتها
- رجعتوا امتى من شهر العسل؟

- النهاردة، بعد ما قولتيلي ان عمر رجع
هزت رأسها مرة اخرى، عادت لتنظر ل عمر لتخبره
- صحيح، ليا عندك رقصة فرح ملك وإياد
رفع حاجبيه وقال مُرحِباً
- بس كدة!
وضع إحدى كفيها على كتفه والأخرى امسك بها، ووضع كفه الاخر على خصرها، قال قبل ان يبدأ في التمايل معها
- اعتبري ان الموسيقى شغالة.

اومأت برأسها موافقة وهي تبتسم، وأخذا يتمايلان، فشاركهم إياد و ملك ذلك الجنون، فتعالت الضحكات التي جذبت انتباه سهام لتخرج وتشاهدهم بسعادة هي أيضاً.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة