قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لروحك عطر لا ينسى للكاتبة مي علاء الفصل الخامس

رواية لروحك عطر لا ينسى للكاتبة مي علاء الفصل الخامس

رواية لروحك عطر لا ينسى للكاتبة مي علاء الفصل الخامس

كانت تعلم اثر ذِكر حبيبته عليه جيداً، لقد اخبرتها سهام حينها انه يتجنب الحديث عنها رغم تمسكه بها.
نظر لها عمر بصدمة، من اين تعلم!، خمن انها والدته، اظلمت حدقتيه وبدت مخيفة للحظة، كيف تذكر امر حساس بتلك العشوائية!، كيف تحكم عليه بالأنانية في هذا الامر خاصةً وهي لا تعلم اي شيء!، ليس لأحد الحق في إبداء رأيه حول هذا الامر.

أتت ان تبتعد من جديد لكنه لم يسمح لها، جذبها من ذراعها بخشونة مُعتصر ذراعها، تأوهت بألم ونظراتها تصطدم بعينيه القاتمة.
- انتِ مين وتعرفي اية عشان تحكمي عليا!
واجهته بنفس نبرته الجهورية العنيفة
- وانت مين عشان تخبي عليا تعب امي وتقرر اني ابقى بعيدة عنها في وقت تعبها!
خلصت ذراعها من قبضته بشراسة غير عابئة بالألم الذي سببه لها، سحبتها ملك برجاء وهي تهمس لها
- كفاية كدة الناس بتتفرج.

وأخذتها بعيداً عنه، هتفت يارا له وهي تبتعد
- شوفلك واحدة غيري تمثل، مبقاش في شغل مابينا
اتى ان يلحق بها لكن إياد منعه، نظر له عمر بخشونة هاتفاً بحنق
- هي فاكرة بمزاجها!
- بتقول كدة عشان تضايقك، اهدى بس
اخذه للسيارة وانطلقا بعيداً عن المستشفى.

مساءً
نظرت يارا لهاتفها بإستياء، لم تكف سهام عن الاتصال بها، تُريد ان تُجيب عليها فهي متأكدة انها تشعر بالقلق عليها، لا تُريد تعذيبها، أجابت بعد ان اخدت نفساً عميقاً
- الو
- اخيرا يا سلمى رديتي
قالتها سهام بصوتها الباكي، شعرت يارا بالحزن عليها، اعتذرت بصدق
- آسفة يا ماما معرفتش ارد
- بس في الاخر رديتي، دة اهم حاجة
استطردت بإهتمام.

- قوليلي اية اخبار كوثر؟ كويسة؟، عمر قالي انها تعبت وانتِ معاها في المستشفى
رفعت يارا زاوية فمها بسخرية، انه ذكي، اجابتها بهدوء
- الحمدالله كويسة، هفضل معاها كام يوم
صمتت سهام للحظات شعرت بها يارا، سألتها بتردد وضيق
- يعني مش هتيجي؟
ثم اردفت سريعاً بلهفة
- مش مشكلة، بس هترجعي امتى؟
انها تضعها امام الامر الواقع، تنهدت مُجيبة
- اول ما تبقى كويسة هرجع، ادعيلها بس.

شعرت بعدم رضا سهام ورغبتها في الاعتراض لكنها تمنع نفسها بصعوبة، غيرت مجرى الحديث لتسألها عن حالها وهل تناولت الطعام!، ثم انهت المكالمة.
مسحت يارا وجهها بكفيها منحنية قليلاً لتستند بمرفقيها على قدميها، تشعر بضغط كبير من كل شيء.

فتحت والدة ملك الباب للأخيرة، رحبت بها بسخرية
- أهلا أهلا، ما لسة بدري
- لسة مخلصة شغل يا ماما
دلفت للصالون لتجلس على الأريكة بتعب، قال والدها بحنق
- اية يارا راحت لأمها اخيراً!
- قولت لك يا بابا انها معرفتش تسيب الشغل وتيجي
اندفع قائلاً بإنفعال
- وانتِ تتمرمطي كدة وتطبقي لدلوقتي!، مش وراكِ شغل يعني ولازم ترتاحي!
زمت شفتيها بضيق، وضحكت والدتها بهدوء.

- انتِ عارفة يا ملك ان احنا مش معترضين على انك تروحي وتشقي على ام يارا واقعدي معاها كمان، المعترضين عليه انك تتعبي نفسك كدة وتقلبي يومك، وكمان تباتي برة
نبهها والدها بحزم
- انا عديتها المرة دي بس، مفيش مرة تانية عشان تبقى عارفة
اومأت ملك برأسها بخضوع، تركتهم واتجهت لغرفتها لتأخذ قسطاً من الراحة التي تحتاجها وبشدة.

بعد مرور اسبوع، عصر اليوم، في شقة يارا
- يلا بقى قومي روحي لشغلك لتتأخري، انا بقيت كويسة يلا روحي
دفعتها كوثر بخفة وهي تحثها على المغادرة، اخفضت يارا رأسها بسخط موافقة، نظرت ل ام محمد لتخبرها
- لو حصل حاجة اتصلي بيا، وآسفة اننا بنتقل عليكِ
- عيب تقولي كدة يا يارا، طنط كوثر دي امي
ابتسمت يارا بإمتنان وهي تشكرها بحرارة، قبلت كوثر وعانقتها ثم غادرت.

في فيلا إبراهيم السويفي حيث غرفة الطعام
تركت سهام الملعقة على الطاولة بحزم وهي تفصح عما يدور في رأسها
- بقالها اسبوع معاها مش كفاية؟، انا هروح اخد سلمى وارجع بيها، كفاية عليها اسبوع بعيدة عني
- انا جيت.

صدح صوت يارا المرح من خلف سهام التي تهللت أساريرها حين رأتها ونست ضيقها، عانقتها بإشتياق والقت التحية على البقية، جلست بجوار عمر والتقطت رغيف من الخبز لتأكل بشراهة، نظر لها عمر و إبراهيم بذهول، بينما ابتسمت سهام برضا وقالت بحنان
- كلي براحة للأكل يقف في زورك
اومأت يارا برأسها وهي تتمتم
- حاضر حاضر.

تقاذف رداد الطعام من فمها، رمقها عمر بتقزز، استأذن ليصعد لغرفته دون ان يُكمِل غداءه، فأبتسمت بإنتصار وأصحبت تأكل بتمهل.
بعد ان انتهت صعدت درجات السلم بهدوء مع ابتسامة عابثة على شفتيها، هل يعتقد انها ستعود بسلام!، لكل فعل رد فعل ورد فعلها سيراه بعينه.
اتجهت لغرفته واقتحمتها، اتجهت للاريكة لتجلس عليها ببرود تحت نظراته النارية لها، وضعت قدم فوق الأخرى بتعجرف وهي تتطلع اليه في تحدي.

- مش هتسألني رجعت لية!
ردت بسخرية قبل ان يفكر في تفريق شفتيه
- اكيد مش عشان جمال عيونك الخضرا
اتسعت ابتسامتها وقد اشتعلت حدقتيها بخبث وهي تقر بإستمتاع وتوعد
- رجعت لسببين، عشان ماما سهام، وعشان اطلع عينك
قهقه بتهكم وقال بين ضحكاته بإستخفاف
- تطلعي عيني!، انتِ!
اندفع جسدها للأمام بإنفعال وهي تضيق عينيها، نبهته بثقة
- متستخفش بيا، دة انا...

قاطعها بعدم اكتراث وهو يقابل نظراتها الواثقة بتحدي مع نبرته المتهكمة
- وريني اللي تقدري عليه
- هوريك، هوريك اوي كمان
ثم نهضت واتجهت للباب لتضع كفها على المقبض دون ان تبرمه لتستدير وتنظر له، التقطت المنشفة الصغيرة المُلقاة على الطاولة المجاورة للباب وألقتها عليه فأصطدمت برأسه، ابتسمت بمشاكسة وهي تهتف بتوعد
- هتشوف
فرت هاربة بعد فعلتها، لعنها بغيظ وهو يُلقي بالمنشفة على الارض بغضب.

قبل ان تبرم يارا مقبض الباب وتدلف لغرفتها كان قد خرج إبراهيم من الجناح المقابل وطلب منها برسمية
- سلمى، تعالي ورايا للمكتب
شعرت بالتوتر، سألته بخفوت
- في حاجة؟
- هندردش بس
اجابها ثم تخطاها ليهبط درجات السلم؛ فتبعته.

دلفت خلفه لغرفة مكتبه، وأي غرفة!، لقد ذُهِلت من اتساعها وامتلائها بالكُتب المرصوصة على الأرفف بترتيب، لقد سرقت انفاسها من كثرة إعجابها، انها عاشقة للقراءة لكنها لم تجد الوقت لتقرأ بسبب سعيها المستمر خلف لُقمة العيش.
- اية كمية الكتب دي؟، دة انا هعيش هنا
تطلعت ل إبراهيم الذي كان يراقبها بعيون ضيقة وطلبت منه بود
- ممكن!
ابتسم مُرحِباً
- طبعاً في اي وقت.

اتسعت ابتسامتها بسعادة لامست قلبها ثم اتجهت لتجلس على الأريكة المريحة بينما جلس إبراهيم خلف طاولة مكتبه، قال بحزن مصطنع
- متكلمناش من اول ما جيتي ومقضناش وقت لوحدنا، مفهاش حاجة لو خدت منك نصاية كدة النهاردة ولا سهام هتفضل مخداكِ ليها وبس!
ضحكت وقد نست توترها الذي لم يكن له اي داع سابقاً، اومأت برأسها مُعتذرة
- أنا آسفة كان لازم افكر بأني اقضي وقت معاك اكتر من كدة.

ابتسم بسماحة سانداً بمرفقيه على الطاولة، سألها بفضول
- فاكرة حاجة عن زمان؟، عندك اي ذكريات عننا؟
- مش اوي
- ازاي؟ المفروض في السن دة بتبقى ذاكرة الطفل قوية وانتِ كنتِ ذكية، المهم، فاكرة كنت بدلعك اية؟
صمتت للحظة، تشعر بأنها في اختبار ويجب ان تأتي بالإجابة الصحيحة، لم يخبرها عمر بتلك التفاصيل الصغيرة فكيف ستتصرف الان!، نقلت نظراتها ل إبراهيم الذي قال بتحذير مُمازحاً
- اياكِ تكوني نسيتي!، ازعل.

ابتسمت يارا وقالت بثقة مزيفة، إنما بداخلها ترتجف، كيف تتصرف!
- لا طبعا ازاي أنسى حاجة زي دي!
لقد قررت تجربة حظها، فرقت بين شفتيها وقبل ان تخرج حروفها طرق احدهم على الباب وكان عمر، حمدت الله بداخلها لمجيئه، أشعر بحاجتها اليه؟، وجدته يسألها في غيظ
- كل دة مستنيكِ وانتِ هنا؟
- في اية؟
سأله إبراهيم، انهضها من ذراعها وضغط عليه بخفة ففهمت، ضربت جبينها بكفها لتُكمِل معه التمثيلية.

- اية دة نسيت!، معلش بابا كان عايزني فنسيت اتفاقنا
استأذن عمر من والده
- معلش يا بابا هاخد سلمى دلوقتي عشان كنا متفقين نعمل حاجة سوا وبعدين ترجعلك
صمت إبراهيم لوهلة ينقل نظراته بينهما، اومأ برأسه موافقاً، ترك عمر ذراعها وسارا معاً للخارج، توقفت عند بداية درجات السلم واضعة كفها على صدرها وهي تتنفس الصعداء، نظرت ل عمر براحة وهي تقول.

- كويس انك جيت في الوقت المناسب، دة كان سؤال واحد بس ومعرفتش اجاوبه، كان هيحصل اية لو مجيتش!، بس عرفت منين؟
- سمعت كلامكم وانا في الاوضة، وقولت أتأخر شوية واجي اخدك
- كويس انك عملت كدة
نظر لها بطرف بعينيه وقال بإقتضاب
- خلي بالك من بابا
عقدت حاجبيها بفضول
- لية؟ دة طيب
- مش موضوع طيب، هو شاكك في الموضوع اصلاً
- فيا؟ اني ممكن مكن...

تساقطت بقية حروفها حين رأته يُكمِل صعود السلم وكأنها لا تتحدث!، سبته بداخلها وصعدت خلفه لتذهب لغرفتها.

اليوم التالي
خرج عمر من غرفته وتوقف، عقد حاجبيه بإنزعاج وهو يضع كفه على انفه مانعاً تلك الرائحة المستفزة المنتشرة في الارجاء تتسلل لأنفه، من الذي لديه هذا الذوق السيء!، انتقلت نظراته للغرفة المجاورة، لا يوجد غيرها، ابتسم في حنق وهبط درجات السلم وقد تصنع الهدوء، لن تصل لأنتصار استفزازه.

اتجه مُباشرةً للخارج مُتجنباً مقابلتها لكنها هل ستتركه!، وجدها تستند على سيارته وما يبدو انها تنتظره!، قالت بهدوء وهي تلوك الحلوى في فمها
- يلا بسرعة عشان توصلني
- لية كنت السواق بتاعك؟
وتخطاها، نظرت له من فوق كتفها مُهددة اياه ببراءة مصطنعة
- هقول لماما سهام يا عمر يا وحش
صفق باب السيارة بغضب من اسلوبها المستفز وسألها في استنكار
- بتهدديني؟

التفّت لتفتح باب السيارة وتجلس بجوار مقعده، تنفس بعمق مُحاولاً تحمل تصرفاتها السمجة، اتخذ مكانه خلف المقود مُشغلاً السيارة، سألها بإقتضاب
- هتتنيلي تروحي فين؟
- اتكلم بأسلوب احسن من دة
- لو مش عاجبك انزلي
يُريد التخلص منها بهذه السهولة!، ابتسمت بلامبالاة وهي تُجيب
- البيت، بس هتنزلني على المحطة.

في المطعم، حيث مكان عمل ملك
اخذت ملك الصينية واتجهت خارج المطبخ لتسير بين الطاولات حتى تقف عند المقصودة وتضع عليها الطلبات.
- يا صباح الفل!
رفعت نظراتها لصاحب تلك الجملة، كان إياد، ابتسمت برسمية وردت
- صباح النور، محتاج حاجة تانية حضرتك؟
رفع حاجبيه بذهول من اسلوبها، تجاهل ذلك وسألها
- من امتى بتشتغلي شيفت الصبح؟، دايما باجي افطر هنا ومش بتبقي موجودة!

ادارت حدقتيها بضجر في مقلتيها، تنفست بعمق قبل ان تستأذن بإقتضاب
- عن إذنك
وابتعدت عنه عائدة للمطبخ.

غابت الشمس في استحياء ليحل الظلام بأناقة نجومه اللامعة، كانت قد ودعت يارا والدتها وغادرت، سارت بين الحارات لتصل للمحطة، توقفت في منتصف طريقها، شعرت بأحد يلاحقها، استدارت لتتأكد لكن لا احد خلفها!، حركت حدقتيها حولها بشك، فهذه المرة الثانية التي تشعر بها انها مُلاحقة ومراقبة من قِبل احدهم، كانت مرتها الاولى في ايام مكوثها مع والدتها في المستشفى، هزت رأسها طاردة ذلك الشك عنها يبدو انها تتوهم، أكملت طريقها حتى وصلت للمحطة.

اعتلت الدهشة وجهها حين رأت اسم المستفز على شاشة هاتفها، انها المرة الاولى الذي يهاتفها بها، وضعت الهاتف على اذنها قائلة بتهكم
- غريبة بتتصل بيا؟، ماما سهام جمبك ولا اية!
تخطى سخريتها ليسألها بصوته الأجش
- مشيتي؟
- اهو في المحطة، لية؟
- استني هاجي اخدك
- نعم!، لا هي جمبك ولا اية!
ابعدت الهاتف لتنظر للشاشة بحنق، لقد اغلق الخط في وجهها!

مرت خمس دقائق ووجدته امامها، صعدت بجواره وانطلق، اتت بقولها بنبرتها المُستمتعة في استفزازه
- شكلك هتبقى السواق بتاعي خلاص
لم تنجح، كان متجهم الوجه ناظراً للطريق بتحفظ، سألته بفضول
- رايحين فين؟
- قولت لماما انِك معايا وهنتأخر فعشان كدة هنروح في اي حتة لساعتين كدة ونرجع
- وانت قولتلها كدة لية اصلا؟
اجابها بإنفعال، بدى غاضباً لسبب تجهله.

- عشان حضرِتك مش بتردي عليها على الزفت موبايلك فقلقِت واتصلت بيا، فقولت كدة
رمقته بإنزعاج وهي تُبرر بشراسة
- معرفتش ارد عليها قدام ماما، وغير كدة انت متعصب لية!، اهدى عليا شوية.

ساد الصمت بعد قولها، مرت فترة وجيزة ووصلا امام المقهى، تابعته وهو يترجل مُتجهاً للداخل تاركاً اياها داخل السيارة، زفرت بحنق وترجلت لتذهب خلفه، توقفت للحظات وهي تضرب الارض بقدمها بسخط لرؤيتها لذلك السمج الذي يُدعى مروان من ضمن تلك المجموعة الصغيرة، انه شخص وقح مستفز، ضحكت بسخرية ماذا تتوقع ان يكون حال صديق عمر!، تقدمت لتجلس دون ان تلقي التحية على احدهم، سمعت همس الفتاة الحائر التي تجلس بجوار إياد.

- مين دي؟
- انا سلمى، أخت البية
اجابتها قبل إياد وأشارت ل عمر مع نهاية جملتها، صُدِمت الفتاة هاتفة بعدم تصديق
- اخته!، اخته اخته!
- موضوع طويل، ابقى افهمهولك بعدين
تدخل اياد قائلاً لصديقتهم ليوقف أسألتها التي ستتدفق لاحقاً، قال مروان مع نظراته الوقحة
- يلا عشان تلعبي معانا الصراحة
كانت سترفض، لكن تدخل عمر ليقرر عنها، مما ازعجها
- لا مش هتلعب، العبوا انتم
- لا هلعب.

قالتها بثبات وهي تتحداه بنظراتها، قابل نظراتها بخاصته المنزعجة، كل هدفها إثارة غيظه في حين ان منعها الأسلم.
ادار مروان الزجاجة لتستقر على إياد الذي سيسأل يارا
- نبدأ بسؤال خفيف، لونك المفضل؟
- معنديش لون معين
عاد مروان ليُدير الزجاجة ليصبح له الدور في ان يسأل عمر الذي رفض ان ينضم لهم لكنهم أصروا
- لو طلبت منك اني أصاحب اختك، هتوافق؟

قذفت مروان بنظرات حادة، تكاد ان تقتلع عينيه من مقلتيهما وهي تندفع هاتفة بنفور
- عمري ما اقبل بِك، واحترم نفسك
زمجر عمر بخشونة
- اتلم يا مروان
ضحكت الفتاة التي معهم مُعلقة
- مروان بيهزر يا جماعة، مش عارفين انه بيحب الهزار ازاي!
ادار إياد الزجاجة لتستقر على مروان و يارا التي تطلعت اليه ببغض مع قولها الصريح
- مش هسألك بس عايزة اعرفك انك واحد دمك تقيل جدا ومش بقبلك.

رفع مروان حاجبيه بشيء من الصدمة ثم ضحك بقوة على صراحتها التي راقت له، بينما كتم عمر ضحكته، انها جريئة بحق، قال إياد من بين ضحكاته
- والله عندك حق متطيقهوش
وعاد ليُدير الزجاجة لتسأل صديقتهم يارا
- عيشتي قصة حب قبل كدة؟، حبيتي حد يعني!
اجابتها وهي تدير حدقتيها في مقلتيها بملل
- مش فاضية للكلام المبيأكلش عيش دة
ضحكت الفتاة وهي تستنكر قولها
- مبيأكلش عيش؟، انتِ غريبة.

رفعت زاوية فمها بسخرية لاذعة على قلبها وهي تردد بهمس
- انا غريبة!
غامت حدقتاها بحزن دفين لاحظه عمر قبل ان تخفيه بمهارة، فهي لم تعش مثل البقية، لم يكن لديها الوقت لتلك المتعة بأشكالها المختلفة.
- دوري اني اسألِك
قالها إياد وهو يشير للزجاجة، سألها بجرأة
- صاحبتك ملك...
قاطعته بإستغراب وهي ترمقه بشك
- ملك!، مالك بصاحبتي؟
- عجباني و...
اندفع بجسدها للأمام رافعة إبهامها بتحذير له
- متفكرش تقرب من صاحبتي وإلا...

ابتسم بسخرية قائلاً بمرارة
- متقلقيش هي قايمة بالواجب ومتجهلاني
تراقصت الابتسامة على شفتيها وهي تعود بظهرها للخلف هامسة بفخر
- تربيتي
- عمر!، اخيرا
انتشلهم الصوت الأنثوي من الصمت الذي ساد لوهلة، نقل الجميع نظراته لتلك التي تتقدم منهم بتنورتها الرصاصية القصيرة الضيقة وقميصها النبيتي الشبه شفاف.
عقد عمر حاجبيه بإستنكار وظهر الضيق على ملامح وجهه وهو يتابعها تتقدم منه
- كنت عارفة اني هلاقيك هنا.

مالت عليه لتطبع قُبلة على وجنته لكنه تراجع هاتفاً بخشونة
- ميرنا
كانت يارا تتابع تصرفاتها الغير لائقة ب ازدراء، انتقلت نظراتها ل مروان الذي اطلق صفير وهو يلتهم جسدها بنظراته الشهوانية المقززة، قال الاخير بعبث
- ملناش دور في البوس!
ضحكت ميرنا بمياعة وهي تهز رأسها رافضة بدلع
- الطيار بس
انفجرت يارا ضاحكة رغماً عنها، نظر لها الجميع بدهشة، لماذا تضحك؟، نقلت نظراتها ل عمر مُستفهمة من بين ضحكاتها.

- دي حبيبتك الجديدة ولا اية؟
اجابتها ميرنا بثقة
- لا، بس هبقى قريب
هزت رأسها قائلة بهزء
- هتبقوا تحفة مع بعض
- Thanks يا قمر
التقطت يارا حقيبتها ونهضت، نظرت ل ميرنا الملتصقة ب عمر، تمتمت بسخرية
- ما تقعدي فوقه احسن!

نظر لها الجميع بذهول، ثم انفجروا ضاحكين، لم تدرك ان صوتها كان مرتفع لدرجة الوصول لهم، شعرت بالغباء لتفوهها لِما يدور بداخلها، رمقهم عمر بغضب فأنقطعت ضحكاتهم، سعلت بخفة وهي تقول مُبتعدة، انها مُصِرة على اغاظته.
- انا مروحة البيت يا اخويا، متقلقش هقول لماما انك مشغول اوي اوي.

دفع ميرنا بعيداً عنه وهو ينهض ليغادر، خرج من المقهى وكانت يارا تبعد عنه ببضع خطوات فقط، اتجه لها بخطوات غاضبة، سخريتها اللاذعة التي اطلقتها منذ لحظات جعلته يكتفي من حماقتها التي تتخذها عمداً، طبق على ذراعها بقبضته ليُديرها له بعنف، قائلاً بخفوت حاد النبرة متوعداً
- هقطعلك لسانك دة قريب.

ثم سحبها للسيارة، تفاجئت به، حاولت التخلص من قبضته بغضب جنوني، تكره ان تُعمال بعنف من قِبله، اخذت تضرب ذراعه بقوة هاتفة بإنفعال خشن
- قولتلك متعاملنيش بالطريقة دي اكتر من مرة، انت مبتفهمش!

تركها مُتألماً حين شعر بأظافرها تُغرس في جلد ظهر رقبته، استدار لها وهو يزمجر وعينيه تستشيطان غضباً، علِمت ان مواجهته ستكون خسارة لها لذا ركضت هاربة منه لتتوقف فجأة وهي تنظر للسيارة التي تكاد تصطدم بها، فتسقط ارضاً فاقدة الوعي!، لتتسع عينيه الى مصرعيها بصدمة قبل ان يركض اليها هاتفاً بإسمها بجزع.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة