قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لروحك عطر لا ينسى للكاتبة مي علاء الفصل التاسع عشر

رواية لروحك عطر لا ينسى للكاتبة مي علاء الفصل التاسع عشر

رواية لروحك عطر لا ينسى للكاتبة مي علاء الفصل التاسع عشر

نجح في تشتيتها وإدخال الشك لقلبها، فقد شردت بعد قوله واصابتها الحيرة، وحين استيقظت منها ادركت انه قد غادر مع الشرطي، نهضت بتعجل حتى كادت ان تسقط، طلبت من الشرطي بثورة
- لسة مخلصتش كلام معاه، رجعوه
رمقها الشرطي بإستفزاز وهو يتحدث ببرود
- اهدي كدة يا انسة ومتعمليش دوشة..
واتاح لها طريق الخروج وهو يردف
- الزيارة خلصت
- بس..

ابتلعت بقية حروفها حين ظهر عمر بملامح قلقة، تقدم منها وحاوط كتفها بذراعه وهو يسألها بإهتمام
- حصل اية؟ قالك حاجة؟ ضايقك؟
أنكرت ذلك وهي تحدق به بفكر شارد تغلف بالشك.
فتح لها باب السيارة فصعدتها في صمت وظلت هكذا لمنتصف الطريق، حتى انها لم تستجب لمحاولاته في جذب أطراف الحديث معها سواء عن الزيارة او غيرها.

حركت رأسها وتركزت نظراتها له وقد خرجت سهام الإتهام له دون يقين، حتى انها لا تصدق احتمال ولو حتى واحد بالمئة، ولكن لتضعه في هذه الحسبة، ستضع ثلاثتهم امامها وستحاول ان تكتشف أياً منهم يحاول أذيتها، او ما هي غايته من ذلك!
قفز عقلها لنقطة تغيب عنها عقلها للحظة، لماذا صدقته؟، قد تكون غاية ذلك النصاب سيئة، ربما يخدعها!، لكنه قال انه اخذ اجره.
- في اية؟ مهما كان الحصل شاركيه معايا؟ متخلنيش قلقان كدة.

تنهدت وهي تخفض رأسها بعد قوله الذي يظهر به صدقه جلياً، اهتمامه وقلقه يجعلانها تستبعده.
ردت اخيراً لكن بفتور
- مفيش
اوقف السيارة جانباً بحدة ليتطلع اليها بغضب اثر قلقه، تحدث بإنفعال
- ردك مُناقض لشكلك تماماً، وباين اوي انه حصل حاجة وانتِ مع الزفت دة
هدأت نبرة صوته وأصبحت دافئة وهو يميل برأسه ليتطلع لها بنظراته التي شعرت انها تحتويها وتُطمئنها!
- قوليلي قالك اية، متخافيش، هفضل جمبك وهساعدك و..

ظهرت إبتسامة صغيرة ممتنة وهي تُقاطعه بلطف ورجاء
- هقولك بس مش دلوقتي، ممكن!
تنهد بإستياء وقال موافقاً
- ممكن
التقط كفها بحنان بين كفه وباليد الأخرى ادار المقود لينطلق من جديد.

- شكراً على النهاردة
قالتها ملك بإمتنان وهي تُعيد حزام الأمان لمكانه، فإبتسم إياد وهو يتحدث بلطف كعادته
- انا اللازم اشكرك على يوم جميل زي دة، وعلى الفرصة اللي اتديهاني، ومش هخذلك ابداً
اتخذت كلمته وعداً، ومنه تبث نفسها بالراحة والثقة، منحته إبتسامة وهي تمتم
- اتمنى..

فتحت باب السيارة وكادت ان تترجل لكن نظرات فتاة عابرة اوقفتها، تابعت خط سير نظراتها والتي أوصلتها ل إياد والتي انتهت بغمزة له، احتقن وجهها وهي تستدير للأخير بعنف، قالت بحنق وهي تجز على أسنانها
- اروح اجيبلك رقمها!
ارتفعا حاجبيه بحماقة مُطالباً بتفسير..
- نعم!، رقم مين؟
أكملت وهي تضحك في عصبية
- دة انا حتى ممشيتش!
سألها بعدم فهم، وقد كان صادق
- على اية؟

رمقته بإزدراء قبل ان تترجل وتصفق الباب خلفها، فأحتدت قسمات وجهه وأصابه الغضب من تصرفها، ترجل واسرع ليلحق بها ويوقفها بجذبه لها من ذراعها بخشونة غير مقصودة
- مش بكلِمك! ازاي تسيبيني وتمشي كدة؟
قذفته بنظراتها الغاضبة التي جعلتها تبدو كقطة شرسة لطيفة!، بينما أضاف بضيق
- شوفي مين اللي مبيحترمش التاني!
ردت بشراسة
- لما تحترم وجودي هبقى احترمك
- طب عرفيني عملت اية عشان تقلبي كدة فجأة.

- هقولك مدام مش عارف او بتمثل عليا انك مش عارف
زاد انزعاجه بعد قولها انه يمثل، قال بكبت
- مش بمثل
لم تسمع قوله، واجهته بثبات
- البنت اللي عدت وانت باصلها وهي بصالك، لسة مش عارف!
عقد حاجبيه بإستغراب
- بنت!
ثم تذكرها، اسرع ليوضح موقفه
- فهمتي غلط، عيني جت في عينها بالصدفة بس مش معناه اني..
قاطعته بقسوة ودون تفكير
- انت كداب.

صدمه قولها، انها تتهمه بالكذب!، تجهم وجهه واشتعلت حدقتيه بغضب، استدار ليعود لسيارته ويصعدها حتى لا يُخرِج غضبه عليها رغم انها السبب فيه، انطلق بسيارته بعيداً دون ان ينظر لها حتى.
تابعته وهو يبتعد، استيقظت من ثورتها حين صفق باب السيارة بعنف كاد يكسره، ضمت كفيها وقد تحول حالها للضيق.

اسفل فيلا إبراهيم السويفي
خرج عمر من الفيلا ليقابل إياد الذي اتصل به وأخبره انه سيأتي لرؤيته لدقائق حتى لا ينفجر في احدهم، صعد بجواره في سيارة الاخير.
- حصل اية؟
اخبره إياد بإنفعال بِما حدث، واضاف بثورة
- انا مبقتش فاهمها وكل ما الدنيا تمشي بينا تطلع هي وتتوهم حاجات غلط وكأنها بتدور على اي حاجة تقطع بيها الود اللي بينا
سأله عمر بتلقائية ليتأكد
- طب وانت فعلا مكنتش تقصد..
قاطعه إياد بغضب.

- انت بتتكلم ازاي يا عمر! انا من امتى ببص بواحدة غير اللي معايا؟
- ماشي ماشي اهدى بس، هكلم يارا واكيد هتساعدك
رد إياد بحزم
- تساعدني او لا مبقاش مهم، انا تخطيت الموقف الاخير ل ملك وعملت كأنه ولا حاجة حصلت بس المرة دي مش هتنازل، حتى لو اعتذرت
عاد ليهتف بكبت
- دي غريبة...
ثم هدأت نبرته وبدت مُستاءة وهو يُكمِل
- بس عجباني
ضربه عمر بذراعه قائلاً
- مدام عجباك استحمل يا حلو
- يلا انزل يلا، ولا فيدتني بحاجة.

قالها إياد بسخط، فضحك عمر قبل ان يترجل ويعود لداخل الفيلا.

دقت الساعة منتصف الليل
خرج عمر من المطبخ حاملاً صينية بها كوبين من الشاي واتجه لحديقة الفيلا، مد يده بإحدى الكوبين ل يارا التي كانت جالسة تنظر امامها بشرود.
- شكراً
تمتمت بها وهي تأخذ الكوب منه، بينما اتخذ هو المقعد المجاور لها، سألها بهدوء
- عاملة اية دلوقتي؟
تنهدت بإحباط قبل ان تُجيبه بوهن
- مش عارفة افكر او اوصل لحاجة، ودة مضايقني
- اية الشاغل تفكيرك وانا هساعدك.

نظرت له للحظة صامتة، تخيلت رد فعله والضياع الذي سيلتهمه، لن يكون بالأمر السهل ان ينتابه الشك حول عائلته، ردت بحفوت وهي تبعد نظراتها عنه
- مش هتقدر، حالتك هتبقى زيي او اكتر
- لية؟
- الشك وحش
ساد الصمت بعد قولها، وكبت هو رغبته في مساعدتها حتى لا يضغط عليها، فتطرق لحديث اخر لطالما رغب ان يتحدث فيه معها ويعلم انه سينجح في إخراجها من شرودها اللعين به.
- عارفة امتى اول مرة حسيت فيها اني مُعجب بيكِ؟

قالتها بروتينية وقبل ان يدرك عقلها سؤاله
- امتى؟
اتسعت مقلتيها وأسرعت لتنقذ نفسها
- لا لا مش بسأل...
قاطعها كاشفاً عن تلك الحقيقة وهو ينظر للسماء مُتذكراً إطلالتها التي سحرته وقتها
- يوم حفلة افتتاح ابو إياد، كانت بداية مشاعر جديدة، كنت حاسس باللي هوصله في الاخر بس تجاهلت الموضوع، حاولت أتجاهله بس مروان كان بيصحيه في كل مرة بتصرفاته.

شردت للحظة، تذكرت تلك الليلة وتأثير تصرفه عليها، لقد حاز على تفكيرها وقتها، لكنها تعتقد ان بداية مشاعرها ليست من هناك بل حين تناولت الفراولة ورأت قلقه عليها، حينها نهرت نفسها لانها فكرت بأنه قد قلق عليها لانها هي وأخذتها بحجة انه تصرف طبيعي وقد يصدر من اي شخص.
- وامتى اتأكدت؟، عايزة تعرفي؟
سألها وهو ينظر لها، فبادلته نظراته وظلت صامتة، فإبتسم وقال بفضول
- قوليلي الاول، عنك انتِ.

اشاحت بوجهها بتوتر، فهمس بإستمتاع
- تعرفي انك بتتكسفي كتير! ودة شيء غير متوقع منك
انها حقيقة اكتشفتها حديثاً بنفسها، ظهر شبح ابتسامة على شفتيها قبل ان تغير الموضوع، بل تهرب منه، واتاح لها الفرصة
- صحيح كلمت ملك...
وانشغلا في الحديث عن ملك وإياد، فلم يشعرا ب إبراهيم الذي كان يشاهدهم من شرفة غرفته، ضم الاخير قبضته بقوة، فقد طفح الكيل.

اليوم التالي -في المقهى-
- مش عارفة اوصل ل عمر يا مروان، ساعدني أوصله او كلملي إياد وخليه يساعدني
وضع مروان الفنجان على الطاولة وهو يخبرها بضجر
- بصي من الاخر عمر مش عايزك فأتقبلي الموضوع وريحي دماغك
رمقته بغيظ وهي تقول
- دة مكنش كلامك اخر مرة
رد ببساطة
- عشان مكنتش متأكد من حاجة واتأكدت منها دلوقتي
- اية هي؟
سألته بحيرة واجابها مُباشرةً
- عمر بيحب واحدة تانية
ضمت قبضتها وهي تسأله
- تعرفها؟

- طبعاً، كنت حاطط عيني عليها قبله
- وهتسيبهاله كدة؟
يعلم غايتها من سؤال خبيث كهذا، ابتسم ببرود قائلاً
- اة، عشان اتمسكت بيها عشان اضايقه مش اكتر
ثم اردف وهو يواجهها بالحقيقة
- ما انتِ عارفة اني انا وعمر مش متوافقين ابداً، وانا بحب اعانده واتحداه بس، بس شايف ان مفيش فايدة من الموضوع دة فبنسحب، فمش عايز وجع دماغ
اقتربت منه وحدقت به بحدقتين تُظهر نواياها الشريرة..
- طب قول لي هي مين!

ابتسم بثقة قائلاً بتراخي
- متقلقيش، الدنيا مش هتمشي في صالحهم
- مالك واثق كدة؟
- لو عرفتي الوضع اللي هما فيه هتبقي واثقة زيي واكتر.

في منزل ملك
- انتِ غلطانة يا ملك، مش غلطانة انك غيرتي عليه..
قاطعت ملك والدتها مُستنكرة بإنفعال
- مغيرتش عليه
اصرت والدتها على رأيها وتحدثت
- لا غيرتي، ودة حقك عشان انتِ خطيبته، بس اللي بغلطك عليه هو اسلوبك، مينفعش تكلميه بالأسلوب دة..
- يستحمل أسلوبي مدام هو اللي جابه لنفسه
وكأنها تعاند!، ردت والدتها بصبر.

- اولاً هيستحمل مرة اتنين بس مش دايماً ومش من اولها تبقي كدة، ثانياً لازم تغيري اسلوبك وإلا هتخسريه وهتخسري غيره لو فضلتي بأسلوبك دة
استكبرت ملك قائلة
- أخسره مش مهم
ضربتها والدتها على ذراعها بقوة وهي تصرخ بتذمر
- انا مش فاهمة انتِ طالعة خايبة لمين!
ثم نهضت ولتأمرها بحزم
- اتصلي بيه وصالحيه، وكفاية خيبة
ثم اتجهت لخارج الغرفة، فهتفت ملك رافضة
- طبعاً لا.

ثم تأففت وهي تستلقي على الفراش بعنف، الجميع يضع الخطأ عليها، حتى يارا، تساءلت، هل تستمع لهم!

في فيلا إبراهيم السويفي
- صباح الخير
قالها عمر حين دلف لغرفة الطعام ونظراته ثاقبة على يارا وكأنه يوجهها لها خصيصاً، ثم اتجه وجلس بجوارها، كانت هي مشغولة في الحديث مع سهام عن امور عدة حتى وصل الحديث لنقطة معينة فتحول الحديث الى عمر
- بمناسبة السيرة دي، سمعت ان في واحدة جديدة في حياتك يا عمر، هتفضل مخبي كتير!

توقف الطعام في منتصف حلق يارا واخذت تسعل، فأسرع عمر وناولها كوب ماء وهو يربت على ظهرها قائلاً بقلق
- براحة، براحة
ابتسمت سهام برضا من تصرف عمر واهتمامه بأخته، ثم انتبهت للموقف وسألتها بهدوء
- راحت؟
اومأت يارا برأسها وهي تضع كفها على وجنتيها التي شعرت انهما تحولا لفرن، بينما أكملت سهام حديثها مع عمر
- ها، مستنية
ضحك عمر مُتسائلاً بفضول
- عرفتي منين؟
- العصفورة قالتلي، مستنية رد..

مد كفه من اسفل الطاولة ليضم كف يارا وهو يُجيب
- ايوة
انقطعت انفاسها حين ضم كفها وتسارعت دقات قلبها حين اضاف
- هعرفِك عليها قريب
اخفضت رأسها وهي تعود لتلتقط انفاسها بإضطراب، حاولت سحب كفها لتنهض وتهرب لكنه كان مُتمسكاً بها، ضغط على كفها وهو يقول
- متأكد انك هتحبيها زي ما انا بحبها
أسرعت سهام لتطلب منه
- طب ما تعرفني عليها دلوقتي؟
- مش هينفع، الدنيا بينا لسة ممشيتش اوي.

ستُكشف إذ ظلت اكثر من ذلك، لذا تصرفت وقامت بخربشته بكفها الثاني في كفه الممسك بها ليتألن ويضطر لتركها، ونجحت.
لاحظت سهام ملامح وجهه التي تغيرت وظهر عليها الألم، فسألته بحيرة
- في اية مالك؟
نهضت يارا وقالت بتعجل
- انا طالعة اوضتي
واختفت من امامهم دون ان تترك الفرصة لأحدهم بالتعليق، بينما رد عمر وهو يجز على اسنانه
- مفيش حاجة
ثم نظر لأثر خطواتها وهو يتوعد لها بداخله.

مغرب اليوم..
توقفت ملك في شرفة غرفتها وقد قررت اخيراً الاتصال به، وضعت الهاتف على اذنها وهي تستمع لدقات قلبها المُتسارعة بتوتر؛ انزلت الهاتف فور سماعها لصوته، تنفست بقوة لتستجمع شجاعتها الهشة لتعود بعدها لوضع هاتفها على اذنها.
- ايوة معاك
كانت نبرتها مُهتزة وقد لاحظ إياد ذلك، سألها بإقتضاب
- في حاجة؟
- كنت عايزة اقول...

تجد صعوبة في الاعتذار هذه المرة، حاولت اكثر من مرة إكمال جملتها لكنها تفشل في كل مرة وقد طال صمتها، قال إياد بضجر وشيء من السخرية
- متصلة عشان تفضلي ساكتة!
ضغطت على هاتفها بقوة وهي تتحدى لسانها المعقود وتخرج حروفها بإصرار، لكن خرجت حروفها مُتسارعة
- مكنش قصدي اتصرف كدة، وعارفة ان رد فعلي غلط والكل غلطني عشان كدة انا..
توقفت عند ذلك الحد وهي تلهث وكأنها خاضت سباق، عادت لتكمل بخفوت محرج
- اسفة
- ماشي.

صدمها رده الجاف، كررت قوله
- ماشي!
اردفت سريعاً بنبرة باهتة حزينة
- ماشي، سلام
واغلقت الخط دون انتظار اي رد منه، ماذا ستنتظر منه بعد رده الفارغ!، ارتمت على الكرسي القابع خلفها وقد امتلأت دموعها في مقلتيها بقهر وحنق.

اخذ عمر والدته للطبيب حيث كان لديها استشارة اليوم، كان من المفترض ان يأخذها إبراهيم لكنه اعتذر وطلب من ابنه ان يأخذها بدلاً منه فوافق الاخير.
بينما يارا كانت قد تجهزت لتذهب لوالدتها وتزورها في فترة غياب سهام لحين عودتها، اوقفها إبراهيم وهي تقف أمام باب الفيلا
- رايحة فين؟
- رايحة ازور ماما كوثر
- مفيش روحة
عقدت حاجبيها بإستغراب هامسة
- لية؟
- تعالي ورايا.

وعاد لمكتبه، فلحقت به، طلب منها تغلق الباب خلفها ففعلت، سألته بقلق وهي تتقدم منه
- في اية يا بابا؟ قلقتني
جلس على كرسيه وهو يبتسم بخشونة بجانب تمتمته الساخرة
- بابا!
- ما كفايا تمثيل يا يارا!
اتسعت مقلتيها وتراجعت خطوة للخلف بصدمة، لقد ناداها بإسمها! أيعرف حقيقتها؟، إبتسمت بإضطراب وهي تصحح له
- يارا!، انا سلمى.

صرخت فزعة حين القى فنجان القهوة بعنف ناحيتها فتهشم على الارض، اخذت تلهث وهي تنقل نظراتها من الزجاج المنكسر على الارض اليه، اهتزت حدقتيها بخوف حين نهض وتقدم منها بحدقتين فيهما كره وغضب سوداوي ناحيتها، حينها تذكرت قول ذلك النصاب والتي كذبته اليوم، الرأ..
قبل ان يُكمِل عقلها إكمال إستنتاجها كان قد صفعها إبراهيم بحقيقة صادمة
- سلمى بنتي ماتت، سلمى ماتت فمتقوليش انك سلمى
سقط فكها اثر ما قاله، بينما اكمل.

- سهام وعمر ميعرفوش الحقيقة دي، وانا مش قادر استحمل وجودك، بقيتي تستفزيني
فرقت شفتيها وحاولت التحدث
- انا..
اقترب خطوة وهو ينقل بصره لعنقها بنظرات مُخيفة، قال بخفوت حاد
- انتِ طالعة زيها، زي سلمى
رفع كفيه وفجأة طبق على عنقها خانقاً اياها وهو يصرخ بهستيرية
- موتي، موتي
لم تكن يارا من يخنقها، كان شبح سلمى الذي لاحقه كل هذه السنوات، شبح ابنته الذي قتلها دون وعي منه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة