قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لخبايا القلوب حكايا للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس

رواية لخبايا القلوب حكايا للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس

رواية لخبايا القلوب حكايا للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس

استغرقت دقيقة تقريبًا لتستوعب المأزق الذي ألقاها به القدر دون مقدمات هكذا مجردًا إياها من كافة الحجج الممكنة!
ثم تراجعت خطوتان للخلف، وعدلت من خصلاتها وهي تبتلع ريقها بتوتر باحثة بين أرجاء عقلها الجاف عن كذبة جديدة، ثم هزت رأسها نافية بخفوت: -مبعملش.
ازداد انعقاد حاجبيه الذي أكد لها غضبه الذي يزداد شيئًا فشيء: -امال ماسكة اللاب بتاعي ليه؟

أفصحت عن كذبتها حين رددت بهدوء قارب على الخفوت: -لاقيته طفى فقولت أشوفه عشان لو كده أحطه على الشاحن.
ثم مدت يدها نحوه تقربه تجاه فارس وهي تتابع بصوت حاولت جعله ثابت: -خده اهوه شوف معملتش حاجة.
قبض فارس على كف يدها بقوة متعمدة، واقترب منها اكثر حتى صار امامها مباشرةً، قائلًا من بين أسنانه في تحذير: -طب بعد كده إتحكمي في فضولك، عشان مبحبش أي حد يمد إيده على حاجة تخصني.

تغضنت ملامحها بألمٍ طفيف في كف يدها، وسحبت يدها من بين قبضته وهي تردف مستنكرة: -إيه المستدعي كل ده! في إيه حضرتك؟
-في إني فاهمك كويس أوي.
قالها بصوت صلب، وعيناه تستبيح عقر عينيها التي اهتزت وهي ترمش متساءلة بصوت خرج مفعمًا بالتوتر: -فاهمني إيه!؟
لم يتحرك ولو إنش، ولم تتغير ملامحه وهو يسترسل بنفس الصلابة والنظرات الغائرة: -يعني فاهمك، وعارف امتى بتقولي الحقيقة وامتى بتكذبي.

تكذب إن أنكرت الانسياب الواضح لخلاياها في غمرة طوفان كلماته التي ترصدت أعماقها المظلمة المجهولة...
ولكنها ابتلعت ريقها رافضة الاستسلام، مستطردة بشجاعة لا تمتكلها حاليًا: -أنا مش بكذب على فكرة.
مد فارس يده ورفع رأسها التي كانت تنظر في اتجاه اخر، وأردف بصوت أجش واثق: -طب اعدلي اتجاه راسك، وظبطي نَفَسك وعَلي صوتك، وبعدين قولي مش بكذب.

عقدت ما بين حاجبيها بانزعاج، ولكن ليس من استنتاجاته الدقيقة التي أكدت لها ذكاؤه الشهير، بل من لمسة أصابعه لجلد وجهها الناعم، لا تدري لما استلطفت لمسته ولم تنفر منها، بل شعرت أن تلك اللمسة الرقيقة المداعبة لباطن روحها لا تناسب كلماته التعنيفية اطلاقًا.!
وهو الاخر نبتت بسمة صغيرة لم تدم سوى ثوانٍ وهو يجدها ترفرف بأهدابها على عينينها الفيروزية الناعسة، الناعمة ككل شيء فيها!

أبعد يده واضعًا إياها في جيب بنطاله ضاغطًا عليها بقوة وكأنه يعاقبها، فحمحمت هي قائلة بشيء من الاستنكار المرح لتغير الموضوع: -هو أنت صاحب شركة ولا دكتور نفسي!
اقترب منها فارس قليلًا حتى تقارب وجيههما بابتسامة صفراء لم تظهر اسنانه، وتشدق بنبرة سمجة: -صاحب شركة الصبح، ودكتور نفسي بعد الضهر، احنا هنهزر ولا إيه؟

في تلك اللحظة قطع صمتهما فتح الباب ودخول نغم طليقته السابقة، بعد أن أفرغت شحنة غضبها الأهوج في وجه السكرتيرة التي لحقت بها تحاول منعها مرددة في حنق: -يا أستاذة مينفعش كده.
تجاهلتها نغم التي انتبهت لتقارب فارس وفيروز، اللذان تفاجئا بتواجدها، ونست سبب غضبها من تلك السكرتيرة التي دعست كبريائها المهووسة به، أشار فارس للسكرتيرة بالمغادرة: -اتفضلي انتي يا هويدا.

فيما اقتربت نغم منهما وهي تسأل دون تردد مشيرة بعينيها تجاه فيروز: -مين دي؟
رفعت فيروز حاجبها الأيسر مستنكرة سؤالها، فمَن هي لتسأل اصلًا؟! في حين رمقها فارس بنظرات حملت مقتًا مستقر داخله منذ القدم، واستحقار لسؤالها الذي لم يكلف نفسه عناء الرد عليه.
فتابعت نغم رافعة وجهها بترفع: -هنتكلم كده قدامها؟
نظر فارس تجاه فيروز، متمتمًا بهدوء وجدية: -اتفضلي يا فيروز تقدري تروحي تشوفي شغلك.

انتفخت اوداج فيروز بالغيظ الحقيقي حين طالبها بالخروج، مما يعني أنها تمثل سلطة في حياته لذلك استجاب لما تريد!؟

تحركت لتغادر على مضض، تحت أنظار نغم المنتصرة المراقبة، وداخلها شيء يخبرها أن هنالك أمر مجهول، وأن تلك الفتاة ليست مجرد موظفة!
خرجت فيروز وهي تحاول خبت لهب الغيظ الذي وجد مكانه بين ضلوعها، مَن تكون تلك المغرورة، كم ارادت أن تجذبها من خصلاتها الملونة البشعة!
ولا تدري سبب تدفق ذلك الغيظ والغضب داخلها، ولكن ربما بسبب غلاظتها معها.

حين خرجت امام السكرتيرة، لم تستطع السيطرة على السؤال الذي اندفع متحررًا من لسانها: -هي مين دي؟
اجابتها هويدا والنفور ينضح من ملامحها: -دي طليقته.
وقع المفاجأة على فيروز كان ظاهرًا للعيان، ولكنها أجبرت نفسها على التحرك، وقد أدركت سبب ثقة تلك المغرورة، وصوت خبيث منخفض داخلها يصدح أنها تكتسب تلك الثقة بسبب العشرة السابقة بينهما، وربما الحب ايضًا!

هزت رأسها تنفي المستوى الذي انحدر له تفكيرها، وتغمغم بصوت مكتوم لنفسها: -ميخصنيش، حتى لو مراته، مش من حقها تتعامل معايا كده.

كانت كارما جالسة أمام التلفاز وهي تتناول الطعام، مستغلة غياب عيسى عن المنزل، لتقضي على الملل الموحش الذي استحل حياتها مؤخرًا، وقد كانت تتحاشى مقابلته بعد ما حدث بينهما، وحين كانت تعير الفيلم انتباهها وهي تضع الطعام بفمها، فتح عيسى الباب ودخل دون مقدمات، فتصنمت مكانها فجأة لا تدري ماذا تفعل، وتوقف الطعام بحلقها وبدأت تسعل من المفاجأة.

فاقترب عيسى منها، وبدأ يربت على ظهرها بخفة متمتمًا بنبرة ماكرة ذات مغزى: -انشفي شوية روحك مش هتطلع دلوقتي اما اطلعها أنا.
نظرت له في حنق مكبوت وهي تحاول ابتلاع الطعام بفمها، لاعنة انسجامها الذي لم يجعلها تشعر بمجيئه، فتابع عيسى ساخرًا: -إيه كلامي لسعك على خدك ولا إيه؟

بتلقائية وضعت يدها على وجنتها وهي تنظر له بشيء من القلق متذكرة صفعها له، ثم ابتلعت ريقها وهتفت بحروف متلجلجة بعض الشيء: -ما هو برضو يا عيسى محدش يعمل اللي أنت عملته.
استدار للجهة المقابلة حتى أصبح أمامها، متسائلًا وهو يضغط على كل حرف من حروفه بعبث صبياني استطاعت رؤيته يتراقص بعينيه: -عملت إيه بقا؟
غمغمت مغتاظة من طريقته العبثية الشهيرة: -أنت عارف أنت عملت إيه.

هز رأسه نافيًا وأكمل مُصرًا: -لا مش عارف عرفيني.
تأففت كارما في غيظٍ: -بقولك إيه، طريقتك دي بتعصبني.
هز عيسى رأسه بلامبالاة يهاودها متسائلًا: -طريقتي اللي بعملها مع البنات صح؟
أكدت جاذبة خيوط الجراءة نحو حروفها: -ايوه، مفكر كل البنات واحد، لأ طريقتك دي مش هتأكل عيش معايا.
تهكم عيسى قاصدًا مشاكستها: -هما فين البنات دول؟

أعادها لبقاع ذكرى ذلك اليوم المُحرقة، التي جعلت احشاءها تتلوى بالغضب من جديد، فتشدقت بصوت يفوح منه دخان ذلك الغضب: -اه نسيت إن جنابك مش معتبرني بنت زيهم اصلًا، وإن مش من قلة البنات هتبص لي.
اوقفها عيسى مستنكرًا بشدة: -ثانية، أنا قولت كده؟
-أيوه قولت كده عليا إيه هتنكر؟
هز رأسه نافيًا دون تردد، وبجدية تابع: -أيوه هنكر عشان مقولتش كده عليكي اصلًا، قولت امتى؟

أجابته متحدية إياه لينكر: -قولت لما كنت في الاوضة وسمعتك بتتكلم في التليفون.
تأهبت حواس عيسى وهو يعود بذاكرته لذلك اليوم، وبدأت عيناه تلمع بالوعيد وهو يردف مدققًا في كلماتها: -ثانية بس عشان لو طلع اللي في دماغي صح هتزعلي، أنتي عملتي حركاتك الجنان دي لما سمعتيني بقول كده في التليفون؟
اماءت برأسها دون تردد هي الاخرى: -أيوه.

هدر فيها بانفعالٍ غير مصدق: -أيوه! ده أنتي ليلتك سوده انهارده، بقا أنا أتهزق وأتلطش قلم عشان شتمت داليا مقشات!
انبسط الاذبهلال على قسمات وجه كارما، التي أخذت ترمش بعينيها وكأنها تحاول تكذيب الحقيقة التي تزحف رويدًا نحو مقر استيعابها: -داليا مقشات مين؟!
أضاف موضحًا بقليلٍ من السخرية ليذكرها بتلك الفتاة التي سكبت عليها المياه: -داليا مقشات البت المايعه اللي بتقعد تنط لي في المحل زي عفريت العلبة.

رفعت كارما حاجبيها مصدومة وراحت تقول بنبرة درامية: -احلف! طب مش تقول يا راجل.
ضيق عينيه وهو يهز رأسه مرددًا من بين أسنانه بغل: -اقول، هو انتي ادتيني فرصة أقول، ده أنتي نزلتي عليا زي القضا المستعجل وهاتك يا تهزيق.
نهضت كارما مبتعدة عنه قليلًا وهي تحاول ايجاد كلماتها التي هربت منها: -يعني، يعني، يعني مهو برضو يا عيسى آآ...
قاطعها: -استاااااذ عيسى، وإلا ورحمة أمي لأخلي وشك شوارع بدل القلم اللي أخدته.

هزت رأسها نافية، ورسمت ابتسامة ظاهرية مملوئة بالتوتر: -لا لا أنت رجولتك وشهامتك مش هيسمحولك تعمل كده.
ضحك عيسى ساخرًا دون مرح، وراح يستطرد مذكرًا إياها بكلماتها السابقة: -رجولتي! اسكتي، مش أنا طلعت قواد؟
-إيه ده! متقولش على نفسك كده.
زمجر فيها مهتاجًا، يشعر أنها تدفعه دفعًا نحو هوة الجنون: -بت! أنا هرتكب فيكي جناية انهارده.
أشارت له كارما مغمغمة: -اهدى بس كده يا استاذ عيسى وعفا الله عما سلف.

-وديني ما هسيبك يا مختلة.
تراجعت راكضة بعيدًا عنه بسرعة وهي تصيح: -أنت بتتحول ولا إيه!
باغتها قائلًا بوجوم وهو يقترب منها: -اعتذري.
ابتلعت ريقها واكملت بتوتر: -أنا أسفة يا استاذ عيسى.
هزت رأسه نافيًا، معترضًا في غرور متعمد أغاظها: -لا لا مش حاسسها.
-نعم! احنا هنهزر؟
رفع حاجبه الأيسر يتحداها: -إيه عندك اعتراض؟

استعانت بنفس الابتسامة المذبذبة السمجة وقالت مجبورة من بين أسنانها: -أنا؟ لا خالص، أنا أسفة يا استاذ عيسى.
أردف عيسى مشيرًا لوجنته: -تمام بما إنك ضربتيني بالقلم على خدي، اديني بوسة على نفس الخد.
إتسعت عيناها ذهولًا من وقاحته: -نعم! دي كده قلة ادب.
جذبها عيسى نحوه بحركة مباغتة وهو يرفع يده في وجهها متظاهرًا أنه سيضربها: -صح، بلاها قلة أدب وأخد حقي بإيدي.

فسارعت تضيف دون وعي: -استنى بس أنا أصلًا بموت في قلة الأدب.
ابتسامة تقطر عبثًا ومكرًا لاحت على ثغره وهو يردد غامزًا إياها بطرف عينيه: -أنا كنت عارف يا خلبووووصة، يلا بقا.
ابتلعت كارما ريقها، وحاولت استجماع شجاعتها الهاربة، ثم اقتربت منه قائلة بصوت يكاد يسمع: -ماشي غمض عينك طيب.

استجاب عيسى دون عناء وبالفعل أغمض عينيه، وبحركة سريعة طبعت قبلة خاطفة على وجنته وركضت من أمامه قبل أن يبدي أي اعتراض، ففتح عيسى عينينه مبتسمًا رغمًا عنه على براءتها وسذاجتها اللذان صار يحبهما...

بعد خروج فيروز باغت فارس نغم بالهجوم: -مين اداكي الحق إنك تيجي هنا وبتسألي كمان بكل بجاحة مين دي؟
عاتبته برقة مستفزة: -مالك يا فارس أنت لسه متنشن مني؟ سوري لو ضايقتك ده كان سؤال عادي يعني.
-لا والله!
غمغم فارس بسخرية جمة وهو يلوي طرف فمه، فيما واصلت نغم بنبرة ذات مغزى: -بس في حاجة غريبة من امتى يعني وفارس اللي بيحط حدود مع كل الموظفين سايب موظفة واقفة معاه كده في مكتبه وبينهم كام سنتي بس.

اخشوشنت نبرته وهو يسألها محتدًا: -جايه ليه يا نغم؟
تراجعت نغم في وقفتها، ثم تنحنحت قائلة بخفوت: -بصراحة يا فارس، أنا حاسه إننا نهينا علاقتنا بطريقة ماتليقش بالعِشرة الطويلة اللي كانت بينا، عشان كده جيت أعتذرلك عشان لو لسه شايل ليا في قلبك حاجة، واتمنى إننا نقدر نكون فريند.

من خلال معرفته الطويلة بشخصيتها، يدرك جيدًا أن نغم لا تغير جلدها دون سبب قوي، لذا تعمق بالنظر لعينيها التي حافظت على ثباتهما في قوة عهدها بها، ومن ثم هتف ببرود: -لا اتطمني أنا مش شايل في قلبي ليكي أي حاجة.
اقتربت منه قليلًا، ثم أمسكت ربطة عنقه تلفها ببطء حول أصابعها وهي تسأله ببسمة صغيرة التوت بها شفتاها: -يعني بجد مش زعلان مني خلاص؟

قبل تلك اللحظات بقليل، كانت فيروز تحوم حول الغرفة في انتظار مغادرة تلك المقيتة، فاقتربت منها السكرتيرة تستمحها: -فيروز لو سمحتي ممكن تدخليلها القهوة، عشان دي ست متكبرة وأنا لسه متخانقة معاها ولو عملت أي حركة من حركاتها دي مش ضامنة رد فعلي.
بللت فيروز شفتيها وهي تفكر في القبول او الرفض، ثم اماءت برأسها موافقة على مضض: -ماشي يا هويدا هاتي، مع إني أنا كمان مش طيقاها.

-ان شاء الله تطفح قهوتها وتغور بقا.
تمتمت فيروز بحقد وهي تلتقط منها صينية القهوة: -ان شاء الله.
لحظة تقارب تلك العقربة من فارس تزامنت مع فتح فيروز الباب بتلقائية فصفعها المشهد الماثل أمامها، وتجهمت ملامح وجهها على الفور بضيق لم تسيطر على زمامه، فاقتربت منهما ثم وضعت صينية القهوة على المكتب، وغادرت دون أن تنطق بكلمة، ولكن نظراتها كانت ترشق بهما كالسهام...

خاصةً فارس الذي بوغت بفعلة نغم ثم دخول فيروز، وكاد ينفعل على نغم ولكن تسمر مكانه حين تحركت مسرعة لتضع الصينية وتغادر، ولا يدري لما شعر بالضيق، وود أن يرى رد فعلها!
أبعد نغم عنه بحدة بعد خروج فيروز، وزمجر فيها بغضب بدأ يطفو على سطح كلماته: -إيه الحركات دي أحنا في مكان شغل.
تمتمت نغم كقطة وديعة: -سوري يا فارس مش قصدي، أنا اتصرفت بتلقائية.
-طب اتفضلي بقا عشان عندي شغل.

تشدق بها وهو يتحرك متوجهًا لكرسي مكتبه ليجلس عليه وهو يزفر بعمق، فانتشلت نغم حقيبتها وهي تغادر بالفعل مغمغمة ببرود: -اوكيه، باي.
على الجهة المقابلة، وقفت فيروز في المرحاض أمام المرآة، تبحث بين جنبات وجهها عن القنبلة التي فجرت ذلك التجهم والضيق، تسأل نفسها المتلوية بالحنق، مَن الذي وهبها حق الاعتراض؟
لما انحرفت عن طريقها؟!

لا تجد أي اجوبة داخلها، تشعر أنها وسط ضوضاء كبيرة وظلمة حتى تاهت وسطها ولم تعد تدرك أي شيء.

صباح يوم جديد...
توجهت كارما نحو المتجر الخاص بعيسى، لتأخذ بعض نواقص الطعام بعد أن هرعت متلهفة للفرصة التي جاءتها لتخرج من المنزل الذي بدأت تشعر أنه سجنها الجديد.
في نفس الوقت، كان جاد يتحدث مع عيسى في المتجر، فنظر عيسى حوله جيدًا يتفحص إن كان احدهم بالجوار ام لا، ثم سأله: -إيه اخبار الشحنة الجديدة جهزت؟
أكد جاد بثقة: -طبعًا جهزت.
اقترب منه عيسى أكثر متابعًا اسئلته: -كام تمثال؟

لمعت عينا جاد بالجشع، وبرزت أنيابه خلف ابتسامته البشعة وهو يرد: -كتييير، ومش بس كده.
قاطعه عيسى بابتسامة هادئة مشابهه: -لاقيتوا مشتري؟
اومأ جاد مؤكدًا: -وخواجة تقيل.
هز عيسى رأسه وكاد ينطق، ولكن استوقفه ظهور كارما التي كانت متجمدة مكانها، ويبدو أنها قد سمعت ما تحدثوا عنه،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة