قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث والأربعون

دراجته البخارية تلتهم الطريق كعادته، طرق خالية من المارة وهو يقود الدراجة بأقصى سرعة لديه، انتبه لظهورها، فأوقف دراجته مما جعلها تحدث احتكاكا عاليا بالأرضية.
اقتربت بابتسامة واسعة وضربت على درجاته بإعجاب ناطقة: كيف الحال عمار؟
رفع حاجبيه مردفا بضحك: جيد ميرال.

انكمشت ملامحها وهي تردد بحزن صريح: لماذا تغيرت معاملتك معي عمار؟، أنت صديقِ منذ سنوات، ألست أنا من أخبرك بإبنة رضوان حتى تسترجع حقك الذي لطالما أخبرتني أنك تبحث عنه؟، لم أشهد أي عودة حق...
همست أخيرا بنبرة خائفة خرجت من حلقها بصعوبة: عمار هل أحببتها؟
ترك دراجته النارية ونزل ليقف في مواجهة ميرال وهو ينطق بحدة لم تشهدها منه كثيرا:.

وألستِ أنتِ أيضا من كذبت علي؟، طوال سنين معرفتنا زرعتي الوهم لدي بأنكِ فتاة بسيطة ابنة صاحب مكتبة صغيرة في حيكم، أتممتي كل شيء ببراعة، قصصت لكِ كل ما مررت به بصدق وفي النهاية لم أجد سوى شيء واحد، أنكِ مخادعة ميرال.
تلون وجهها بالأحمر وهي تحاول الدفاع عن نفسها نافية تهمه: أنا من عرفتها عمار لم أتغير.

حينما سافرت إلى بلدك كي أستطيع تخدير جرح فقد كريمان، التقيت بكِ، أحببت بساطتك، أنكِ لا تشبهي من هم حولك، هذه الملابس التي لا تناسب إلا ملهى ليلي لا تخص صديقتي التي عرفتها منذ سنوات في حي بائع الكتب في الخارج، من أمامي الآن ليست الفتاة نفسها التي بحت لها بكل أسراري وعاهدتني على الدعم، أنتِ ميرال حقا ولكن ميرال بديع الصياد.

شهقت بصدمة حين نطق اسم والدها هكذا، هل علم هويتها التي لطالما أخفتها عنه، تمنت أن تعيش بهوية ليظل صديق لها ولكن الآن انكشف الأمر ولاحت الخسارة.
حسم أمره أثناء قوله الجاد: يكفي إلى هنا ميرال، هل هناك شيء اخر لم أعرفه بعد؟
نطق باخر كلماته وهو يتوجه إلى دراجته البخارية مستعدا للرحيل فمنعت رحيله بجملتها التي تخللتها البكاء:.

نهلة ليست والدتك، قمت باستغلال معلومات قديمة وهي أن نهلة كانت على علاقة قديمة بوالدك لا أعلم نوعها، فزيفت وثيقة الميلاد التي أُرسلت لك قبل نزولي إلى مصر لكي أشتت تفكيرك وتسعى للبحث خلف والدك متناسيا أمري، حتى لا تهتم عندما أخبرك بنزولي إلى مصر.

ضحك عمار وهو يحرك رأسه غير مصدقا أثناء نطقه المتهكم: يتشتت تفكيري، فتقومي بإيهامي أنكِ أتيتِ إلى مصر من أجلي لأنك شعرتِ من مراسلاتنا باحتياجي لكِ، وبالتالي لديكِ ضمان جيد أن بحثي خلف الحقيقة سيمنعني عن مقابلتك وبإضافة القليل من الحرص يتم الخداع جيدا.
التقطت كفه تقول بصدق لاح في عيون لمعت بالدموع: عمار أنا حقا في حاجة لك.
نظر لكفها الموضوع نظرة متحسرة وأبعده ناطقا بنبرة كساها الاشمئزاز من خداعها:.

وأنا لم أعد أثق بكِ.
أنهى كلماته وركب دراجته ليقودها بسرعة عالية راحلا من هنا وسط عيونها الباكية وكفها الذي وضعته على فمها وهي تذكر نفسها أن نهاية كذبها كانت محتومة من البداية، خرجت منها صرخة عالية باسمه وهي تضرب بحذائها الأرضية كطفل صغير تمرد على الجميع ويريد أن يصبح كل شيء له، المشاعر، البشر، الكل...
الكل له فقط.
كان الجميع في حالة من الفرح الذي أشعل الحماس لديهم، جذبت زينة نيرة مرددة بفرح:.

يلا تعالوا ورايا.
تحركن جميعا خلفها وسط نظرات حامي الذي احتجز زوجته ومنع خروجها فتمردت بقولها:
عايزة اتفرج وسع، عايزة اشوف عمر هيعمل ايه اول ما يشوفها.
ضحك ساخرا وهو ينطق بتهكم: هيعمل ايه يعني؟، ماهي نفس النيرة اللي بيشوفها كل يوم، حوار ال first look ده مش بتاعنا يا وحش.
حاولت التملص منه ضاحكة وهي ترجوه: عايزة ادخل معاهم بقى يلا.

أدارها بيده وتوجه ناحية خزانة ما في هذه الغرفة التي ارتدت فيها نيرة ثوبها، فتحها بهدوء ليخرج منها رداء من اللون الأسود يبدو رقيق للغاية ولكن احتوى على تدرج في اللون من الأسفل عبر عن تمردها واندمج ببعض القطع المرصعة التي برزت جماله، بزعت ضحكتها وهي تتأمله، انسيابيته التي تساعد على الحركة ولا تعيق، لا يوجد به خطأ واحد.

ابتسمت بمكر وهي تقترب منه سائلة بضحك: انت جبت فستان اسود علشان معترض على اللون اللي انا لابساه، مش هنكر اللي انت جبته أحلى بس أنا مش هغير بتاعي.
قالتها بصرامة و ابتسامة منتصرة لتشعر وكأن دلو ماء بارد سُكِب فوق رأسها أثناء قوله باستهزاء:
هو أنا قولتلك يا وحش غير بتاعك؟، أنا بفرجك بس، مش باخد رأيك علشان انا عارف كويس انه أحلى من اللي انتِ لابساه وبشهادتك.
بقى كده؟

هز رأسه مؤكدا بابتسامة مغترة أما هي فتمنت لو استطاعت ارتدائه ولكن لا، تحركت للرحيل وقبل ان تخرج استدارت تقول ببسمة ماكرة:
كان ممكن تتناقش معايا في اللون وكنا هنوصل لحل وهلبس الفستان اللي عيني هتطلع عليه ده، لكن عدم النقاش وفرض الرأي مش أسلوب على فكرة.

تحرك ناحيتها دافعا إياها نحو الخارج وهو يقول غامزا: ما قولنا بقى ديكتاتوري، ولو عاوزك تلبسيه هتلبسيه على فكرة ومش بالغصب، انا مكرهش في حياتي أد الغصب، بس أنا مليش مزاج.

ضحكت وهي تحرك رأسها بمعنى لا فائدة منه ليتوجها معا نحو تلك البوابة الموجودة في منتصف تلك البقعة الخضراء، دخلا معا فانبهرت عيناها بتجهيزات المكان وضع المقاعد والطاولات، منظر السقف الذي دُون عليه من الأعلى اسم عمر و نيرة فقطع انبهارها صوته الرخيم:
شغل يحيي ده على فكرة كله.

ضحكت قائلة بإعجاب بين: الشغل حلو اوي كل حاجة حلوة هنا، من أول ما لقيت يحيي عمال يحوم حوالين مامته وطنط صوفيا عرفت علطول انه بيعمل حاجة.
ذهبت نيرة إلى شقيقها تقطع حديثه مع زوجته بقولها القلق: هو عمر فين؟، أنا قولتله يصدمني صحيح بس اوعى تكون الصدمة انه مش جاي.
شعرت بيد تسحب كفها فاستدارت لتقع عيناها عليه فصاحت ببهجة: عمر.
قولتيلي اصدمني، في صدمة أحلى من كده؟

سألها وهو يشير على كل شيء حوله فهزت رأسها مؤكدة أن كل شيء على ما يرام.
همست عائشة في أذن حامي بهدوء: حامي معاك اسورة طنط؟
هز رأسه بالإيجاب وهو يستفسر منها عن السبب فدفعته نحو طاولة والدته وهي خلفه تردد بإلحاح:
يلا اديهالها.
كانت حركتها مباغتة فشعر بالتخبط، والحيرة، كصغير ضل الطريق بالرغم من أن الهوية محفوظة عن ظهر قلب.

احتضنت كفه لتقلل من هذا الاضطراب بابتسامة ناعمة، مرت من أمامه مقتطفات من الماضي، شهد ذات مرة تقديم والده سوار لأمه، قبل يدها وألبسها إياه، لمعت الفكرة في ذهنه.
بمجرد وصولهم إلى الطاولة ترك كف عائشة وأخرج ما بجيبه، انحنى وسط اندهاش كل من يجلس على الطاولة وجذب كف والدته فرمقته بغير تصديق حين قبل كفها سرعان ما تحولت النظرات إلى ابتسامة واسعة وهو يلف السوار حول كفها.

بمجرد ان انتهى احتضنته بحب وهي تكرر بدموع ذكرتها بماض تمنت لو بقى:
حلوة اوي اوي، والأحلى انها منك.
نظرت دنيا لعائشة بابتسامة متأثرة من وضعهما فضحكت عائشة بفرح، كانت زينة تتأمل هي الاخرى بفرح هامسة لهنا:
حامي بيحب ماما اوي صح؟
مسحت هنا على خصلاتها برفق قائلة بحنان: هي حنيته يا زينة.
سألت الصغيرة شقيقها باستفسار: كريم يعني ايه حنيته؟

لم يجبها فأعادت بغضب السؤال حتى نطق بضجر: يعني طيبة اسكتي بقى علشان نتفرج.
جذب حامي والدته لساحة الرقص جوار شقيقته وزوجها فصاحت عائشة بحماس:
بصوا.
أخرجت هاتفها لتلتقط الصور لهم، تتمايل صوفيا معه جوار عمر و نيرة أثناء قول عمر الساخط:
افتكرت ترقص مع طنط دلوقتي، اهم بيصوروك انت وسايبني انا واللي قادرة اهو.
ضحكت نيرة عاليا حين تذكرت سبب تسميته لها بهذا الإسم أما شقيقها فهتف بلا مبالاة ضاحكا:.

مش عاجبك اقعد...
تابع وهو يدير والدته مبتسما: وبعدين لازم يصوروني انا مش شايف البرنسيس اللي معايا ولا ايه؟
أكد عمر قوله بإبعاد التهمة عنه مازحا: هتلبسني جريمة ليه، أنا اقدر اتكلم برنسيس طبعا.
ارتفع صوت أغنية اخرى ولكن ليست هادئة كالسابقة بل مليئة بالحماس فاشتعل تصفيق الفتيات قطع اندماج زينة في التصفيق بفرح صوت يحيي:
زينة اتصل بالمأذون ونتجوز معاهم.

شعرت الصغيرة ببوادر عراك فمطت شفتيها بقلق وخصوصا بعد أن نطقت زينة:
يحيي المفروض اننا في فترة خطوبة حاليا، وأنا مش عاملة حسابي لأي حاجة.
اندفع يقول بغضب ونبرة مرتفعة حذرته منها بعينيها: هو ايه اللي مش حاسة، ايه اللي مش حساه بالظبط.

هتفت بانفعال غاضب مشيرة عليه: بص شوف طريقتك، اي حاجة احاول اتناقش الاقيك بتزعق وتتعصب كام مرة قولت بخاف من الزعيق والعصبية!، نيرة قالت لعمر انا مش عايزة اتجوز قبل فرحهم بيوم واحد مزعقش.
رمق الصغيرة يردد بانفعال مماثل لها: انا زعقت يا لينا.
هزت الصغيرة رأسها بتأكيد فانتشل نظارة حامي من الطاولة يلوح بها من أسفل فأسرعت تغير حركتها إلى النفي مؤكدة:
لا مزعقتش، زينة اللي زعقت.

شهقت زينة بصدمة أما هو فرفع كفيه ببراءة وهو يقبل الصغيرة ناطقا بضحكة منتصرة:
شهادة من واحدة مبتشهدش إلا بالحق.
قطع جلستهم صوت حامي يسأل: فين عائشة؟
قالت هنا تطمئنه: محمد عيط فخدت كريم وخرجت تتمشى برا شوية يمكن يسكت، متقلقش انت لو خرجت من البوابة هتلاقيها واقفة.
هناك حديقة محاوطة للقاعة بها ممر للسير يطل على البقع الخضراء وينعش السائر بالهواء ولكن اخذ الاحتياط حتى لا يضايقها احدهم فقال ليحيي:.

يحيي اخرج هاتها.
اومأ له يحيي بالموافقة وترك مقعده متوجها للخارج
في نفس التوقيت
كان كريم يحمل الصغير فضحكت مرددة أثناء سيرهما: سكتت دلوقتي لما كريم شالك بعد كده شيله علطول.
ضحك كريم وهو يوافقها بحماس، ليخترق ضحكاتهم تعركلها في شخص ما فأردفت بملامح منكمشة:
ايه ده في ايه.

استدارت لترى الفاعل، وجدته شاب يبدوا أنه في الثلاثينات من عمره يرتدى حلة رمادية، ملامحه تجعلك للوهلة الأولى تشعر بالخبث في نظراته خرج صوته اخيرا وهو يقول باعتذار:
اسف مخدتش بالي.
هزت رأسها وهي تتحرك مغادرة ليقطع مغادرتها توقفه أمامها بتبجح أثناء قوله المتذكر:
أنا فاكر اني شوفت صورتك في حتة مره، معلش اصل انا لسه راجع مصر والذاكرة مش مساعداني خالص.

هنا اتى يحيي الذي شاهد نظرات عائشة الغاضبة فتوسط بينها وبين ذلك الشاب ناطقا بلهجته التي تنتوي على العراك:
في حاجة يا عائشة.
لم ترد إفساد فرحة صديقتها فاستدار هو ماسحا على سترة الشاب أثناء سؤاله الذي دعمه ملامحه الجامدة:
في حاجة يا أستاذ!، قولي مشكلتك ايه يا باشا ونحلها هنا مع بعض سوا حتى في فرح جوا.

قالها مشيرا على القاعة الداخلية وهو يتابع: هجيب المعازيم يحلوا معانا أو يتفرجوا عليا وأنا بحل مش هتفرق كتير.
في ايه لكل ده؟، كنت بتمشى وخبطت فيها بالغلط واعتذرت.
قالها بتصنع الاستغراب، فضحك يحيي باستهزاء وهو يقول أثناء مسحه على لحيته:.

وهو اللي بيعتذر برضو يا معلم بيقف قدام واحدة يقطع عليها الطريق علشان متعديش، على العموم أنا هفوتهالك وهعتبره تنبيه ليك، علشان لو جوزها خرج وعرف بس انك خبطت فيها بالغلط هيدفنك هنا ما بالك بقى لما يعرف انك مش عايزها تعدي.
اختتم يحيي كلماته بنظرات مشمئزة وهو يقود عائشة عائدا بها نحو الداخل مرة ثانية.
كانت تجلس في غرفتها حالتها لا يرثى لها، سمعت دقات مجددا على البوابة فصرخت بضجر:.

هل أصبحت صماء يا زوجة أبي، لا أريد دخول اي شخص.
اقتحمت سمية الغرفة بغضب تردد بنفاذ صبر: ماذا حدث لتصلي إلى هذه الحالة، وأين والدك؟
أهملت إجابة الجزء الخاص بها أما عن والدها فتحدثت بسئم: لا أعلم، خرج وسيعود كالعادة.
والدك متغيب منذ الأمس، و هاتفه مغلق.
أنتشلت ميرال الهاتف من سمية تحاول الاتصال لمحت تلك الصورة التي وُضعِت كخلفية فنطقت بكره:.

ألم يحذرك والدي من تذكر هذه الفتاة مجددا، يمكنني أن اطمأنكِ عليها هي حقيرة تشبهكِ تماما، تغوي الرجال بنجاح.
قذفت سمية بالمزهرية المجاورة لها وهي تصرخ فيها بشراسة: لا تتحدثي عنها هكذا، احذري ميرال.
سمعا دقات على الباب فهرولت سمية نحو الباب وتبعتها ميرال بملامح كارهة هامسة بسخرية:
قول السوء على ابنتها أمر مكروه، ولكن تركها لها هكذا دون أم أمر محبب بالطبع.

توقفت عن الهمس وتجمدت نظراتها حين لمحت الطارق، الكثير والكثير من الكدمات في كل مكان في جسده ولم يكن سوى...
مروان.
في حفل عمر و نيرة.

استمعت عائشة لرنين هاتفها فجذبت الهاتف ترى ما به، وهي تحاول إسكات الصغير بصعوبة لفت انتباهها فيديو قصير مرسل لها فتحته بقلب خافت نبضاته فقلت، وصدق حدسها إذ وجدت أمامها والدها ووالدتها ونهلة معهم، منزل نهلة ترص الأطباق بعناية على الطاولة وتدعوهم لتناول تلك الوجبة السامة حاولت التقاط الأنفاس وانقطع فجأة الفيديو لتجد رسالة نصية أسفله زادت من ذعرها:
عايزة الباقي اخرجي.

خافت الصغيرة من مظهرها وسألتها عن ما أصابها ولكن لا إجابة، هرولت لينا إلى حامي لتجذبه، بمجرد أن اتى وبحث عنها وقع قلبه أرضا من مظهرها هذا ووقوفها في زاوية لا يراها أحد فيها، خوفها الظاهر وعيونها المليئة بالدموع والتي تدور في المكان وكأنها تبحث عن شيء وعلى حين غرة انكمشت وألقت نفسها بين يديه ليضمها بشدة أما هي استكانت بعض الشيء ولكن الارتعاد الداخلي والخارجي سيطر عليها.

اشتدت قبضته المحيطة بها وهو يجذب الهاتف ليرى ما به، نده على يحيي الذي أتاه مندهشا مما يحدث فسمع قوله الذي ظهرت فيه الشراسة بينة:
اقفلي كل حتة في المكان ده، مش عايز حد برا في المكان ده يخرج منه.
ارتفعت تنظر له وهي تحاول تجميع الكلمات من وسط نحيبها فخرجت همسة أماتته:
ماما و بابا.

لمعت زيتونيتاه بحزن دفين وحمد الله أن المقطع لم يكتمل، جذبها مجددا فتكورت بداخله وهمسة واحدة منه طعمت قبضه عليها فشعرت بالاستكانة حين مال هامسا جوار أذنها:
أنا معاكِ وأنتِ في حضني، وهما في حتة أنضف من هنا بكتير
اشتدت قبضته مع ازدياد شهقاتها وهو يتابع بنفس همسه: عمري ما هسيبك ولا هسيب حقهم.
ارتفعت عيناها تتأمل زيتونيتيه وهو يختتم بصدق: انتِ معايا، مع اللي قلبك دقله وهو معندهوش قلب، مع حامي العمري.

انتهى ليضمها مجددا وهو يؤكد لها أن وجوده سيحل الأمر، الأمر كله وكانت قبضته االمتمسكة التي لا تفلت كافية لبيان صدقه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة