قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل التاسع والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل التاسع والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج2 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل التاسع والعشرون

آن الأوان الآن سنثبت أننا
الأمهر في السباق بعزمنا
الصعب هان
والفوز منا قد دنا بالإصرار حققنا المنى بالعمل
حلمنا سار معنا ووصل وفي النهاية الصعب هان
هيا
سابق لاتتردد لاحق الفوز مؤكد
لا لن يهزم أبداً من سعى بإصرار
سابق لاتتردد لاحق الفوز مؤكد
لا لن يهزم أبداً من سعى نحو الانتصار
(أسطورة سابق ولاحق ).

في هدوء المزرعة حيث صهيل الخيول وتلاحم أوراق الأشجار مع نسمات الهواء العليلة أوقف عمر سيارته ورمق شقيقته النائمة بحنان فقرب كفه ماسحا على وجهها حتى يفيقها من غفوتها ونطق بنبرة هادئة: عيوش.
لم تستجب فكرر ندائه رابتا على كتفها فانتفضت مذعورة تصرخ ب: لا ابعد ايدك.
كسى القلق وجه عمر من معالم شقيقته المذعورة فاحتضنها وحاول إعادة سكونها مردفا: اهدي ده كان كابوس.

التقطت انفاسها بعنف وتشبثت به كطفل صغير هرب من قطاع الطرق مستغيثا فوجد والدته تفتح له يديها محتضنة إياه بحب، عاد سكونها بعد دقائق ولكن جحظت عيناها فجأة بصدمة حين سمعت صياح هنا
وخفق قلب عمر بشدة فنزل مسرعا من سيارته وتبعته مهرولة نحو الداخل ليجدا الطبيبة المعالجة لصوفيا منحنية تضع يدها على رأسها بتألم في داخل المنزل و هنا التي تحاول مساعدتها أو معرفة ماذا حدث.

مالت عائشة بخوف على الطبيبة وحاولت التواصل معها: حصل ايه يادكتورة؟
أصدرت الطبيبة تأوه حين أرادت التحدث وجاهدت نفسها لتنطق بوجع: الحقيها في أوضة المدام.
لم تفهم مقصد كلماتها ولكنها هرولت مع شقيقها الذي نبه هنا: خدي الدكتورة شوفيها ومحدش يدخل منكم.

فتحت عائشة غرفة صوفيا المجاورة لهم، لتجد سيدة تعطي لهم ظهرها وترتدي جلباب واسع من اللون الأسود، وحجاب يكاد يخفي معالم وجهها، عادت الدماء لوجه صوفيا من جديد حين رأت أحد واستغاثت قائلة: الحقني يا عمر.
قبل أن يقترب عمر خطوة واحدة استدارت له نهلة ناطقة بحدة وهي تلوح بالسكين الساكن بيدها: خليك مكانك.
نطقت عائشة بعدم تصديق: نهلة.

هزت نهلة رأسها تضحك بجنون: اه نهلة وجاية هنا علشان اخد روحها زي ما خدت مني كل حاجة حتى وهي مختفية، وأخد روحك انتِ كمان علشان انتِ السبب.
ثم فجأة لمعت عيناها ببريق أمل مردفة برجاء: عايزاني امشي، هاتي كريمان اشوفها، أنا عايزة اشوف بنتِ، هما بيقولوا اني شاركت في موتها بس دول كذابين كلهم كذابين، انتِ مصدقاني صح؟

لم تكن عائشة تعي ما العلاقة بين كريمان و نهلة كيف تكون كريمان ابنة لنهلة هي آخر معلوماتها حول كريمان تلك الشكوك بأنها شقيقة لزوجها.
برعت عائشة في مجاراة الأمر معها حين أردفت بنبرة حانية: متخافيش أنا مصدقاكي، بس ارمي السكينة دي، طنط صوفيا ملهاش ذنب انتِ اللي ظلمتيها هي اللي المفروض تمسك سكينة وتواجهك بيها بس هي معملتش ده.

زادت نهلة من إحكام قبضتها على السكين وهي تردف بألم: ليه بنتِ تموت؟، ليه هي تشوفها وأنا لا؟!
نزلت دموع عائشة وهي تقول: عارفة رغم كل حاجة، كريمان سابتلك رسالة.
هزت نهلة رأسها بإنكار صارخة: انتِ كدابة.
تذكرت عائشة جيدا حين كانت في زيارة سارة وقصت لها أمر الصغيرة وأنها ليست ابنة لها بل ابنة لاخرى سلب نادر منها وليدتها.

نفت عائشة وهي تمسح دموعها المنسابة: لا أنا مش كدابة، هي سابتلك بنت زي القمر كل اللي يشوفها يحبها، بس تفتكري انتِ عملتِ ايه في حياتك صح علشان تستاهلي طفلة زي دي؟!

هنا اتسعت عيون نهلة بغير تصديق واستغل عمر فرصة انشغالها فسحب السكين من يدها على حين غرة وتخطاها ليلحق بصوفيا التي لم تستطع تجميع كل ما يحدث وهذا الكم الهائل من الذكريات الذي اندفع في وجهها فجأة فسقطت على الفراش من خلفها واقترب عمر يحاول مساعدتها بنثر قطرات من المياه على وجهها.

قبل أي ردة فعل من نهلة نطقت عائشة بعيون لمع بها التصميم، والتمسك بالأمل: قدامك فرصة تصلحي حاجة من الكتير الغلط اللي عملتيهم ليه تخسريها وتخسري نفسك؟
أردفت نهلة بدموع: هو ممكن أشوفها؟
نطقت عائشة برجاء تحاول إقناعها: هي صغيرة ومتعرفش حاجة ومش هتفهم أي حاجة من كلامنا
الكبير ده.
قام عمر من مكانه بعد أن بدأت صوفيا تستعيد وعيها تدريجيا واقترب من نهلة قائلا: تعالي معايا.
سألته بعيون دامعة: هنروح عند كريمان.

اعتصر قلب عمر على حالتها، جرمها كبير ولكنها أم ينفطر قلبها، تعاقب الآن على كل أفعالها.
حثها على السير مردفا بصدق: متخافيش محدش هيأذيكي، امشي معايا.
سارت معه طوعا نحو الخارج ليأخذها ويخرج بها متجها إلى سيارته وراحلا من المزرعة بأكملها.
في غرفة صوفيا
اقتربت عائشة منها مردفة بحنان: انتِ كويسة ياطنط؟
قالت وهي مغمضة العينين: دماغي مش قادرة الصداع هيموتني.
استأذنتها قائلة: طب استني انا هشوف الدكتورة.

خرجت من الغرفة لتجد الطبيبة جالسة على الأريكة تضع يدها على رأسها و هنا تحاول رؤية ما أصابها: طب وريني بس يابنتِ اتعورتِ فين؟
هزت رأسها نافيه وهي تؤكد: أنا متعورتش هي الضربة بس وجعاني.
سألتها عائشة بإستفسار: هو ايه حصل؟!

بدأت الطبيبة في السرد محاولة تجاهل ألم رأسها: أنا لقيت واحدة ست واقفة بره قبل بوابة المزرعة بشوية، وقفتني وطلبت المساعدة وكان باين على شكلها انها متبهدلة وكانت بتعيط، معرفتش اساعدها ازاي وكنا تقريبا خلاص بقينا قدام بوابة المزرعة، الحرس دخلني وطلبت منهم يدخلوها ودخلت مدام هنا فتحتلي الباب بس فضلت واقفة بره لأنها معايا وكنت محرجة استأذن حضرتك، حضرتك يا مدام هنا قولتيلي استنيني طيب في أوضة صوفيا هنا هشوف الولد الصغير علشان بيعيط في الأوضة وهاجي أشوفك عايزة ايه، كنت مستنية على باب الشقة ومرضتش ادخل إلا لما استأذن بس فجأة لقيتها بتضربني على دماغي ودخلت أوضة مدام صوفيا وهي تقريبا عرفتها علشان مدام هنا لما شاورتلي ادخل الأوضة، أنا اسفة والله انا كنت عايزة اساعدها.

مسحت هنا على كتفها تخبرها ألا تعتذر وأزالت عنها عائشة الحرج بقولها: خلاص حصل خير انتِ ملكيش ذنب، ممكن بس تدخلي تشوفي طنط لأنها تعبت جدا، ادخلي اعمليلها الجلسة وهي تقريبا اتذكر قدامها النهاردة حجات كتير من القديم، أنا عارفة انها افتكرت معظم الحجات تدريجيا بس اللي حصل من شوية ده صدمة.
قامت الطبيبة من مكانها واتجهت نحو الغرفة وهي تطمئن عائشة: متقلقيش بس ياريت محدش يدخل علينا.

تأكدت عائشة من دخولها فجلست على الأريكة جوار هنا التي اندفعت تسأل بقلق بين: أنا ساكتة من الصبح ومش راضية اتكلم، انتِ رابطة دماغك ليه ايه اللي حصل؟
ضمت عائشة هنا وتشبث بها هامسة: حصل انِ مبقتش قادرة خلاص، كنت فاكرة كل حاجة هتبقى حلوة بوجود محمد، كنت مفكرة ان كل مشاكلنا هتنتهي مع اول صرخة ليه بس اتاخدت حتة قلم وهو ان المشاكل بتبتدي مش بتنتهي.

رفعت هنا رأس عائشة قائلة ببسمة حانية: عائشة اللي غيرت الضلمه وخلتها نور متعرفش يعني ايه يأس، عندها سلاح أقوى منه اسمه الإيمان ومعاها قلب مليان عزيمة، اتعبي بس اوعي يا بنتِ تقفي في نص الطريق.
تنهدت عائشة عاليا وقد حلت سكينتها بكلمات هنا فسألتها بمحاولة للخروج من الحزن: امال العصابة فين؟
زينة جت من برا بتعيط و مقالتش في ايه وطلعت ونيرة كانت بتستقبل البنت اللي جت دي بس تقريبا ناموا كلهم.

لم تكمل هنا جملتها حتى وجدت اندفاع الصغيرة وهي تأكل خطوات الدرج باكية فقالت عائشة بريبة: في ايه ياليو.
أشارت الصغيرة على الأعلى قائلة ببكاء: معاهم فوق دفتر وقلم بينور بالكشاف ومش عايزين يخلونِ أشوف معاهم.
نظرا هنا و عائشة لبعضهما بإستغراب وقامت عائشة عن مكانها تتوجه إلى الأعلى لترى ماذا يفعلن.

اعترض رواد المطعم على ما يحدث وبدأن في الانصراف خوفا من عواقب هذا المكان الذي تحول إلى ساحة معركة أما عن حامي فكان يسدد اللكمات لغريمه بلا هوادة حتى سقط على الأرضية ووجهه ملئ بالدماء فجذبه حامي حتى يقف من جديد فحضر صاحب المكان والذي كان سيبدى اعتراضه وتوبيخه على ما يحدث ولكن بعد ما علم هوية الفاعل صمت ووقف يتابع بصدمة كالمتابعين، أردف السيد زيدان من خلف حامي محاولا إيقافه: يا حامي باشا هو عمل ايه بس لكل ده، كفاية كده ده هيموت في ايدك.

استدار له حامي وهو مازال يمسك بتلابيب عدنان مردفا بشراسة: مش عجبك تعالى مكانه.
رمقه بغير تصديق على عنفه اللامتناهي في حين مسك حامي برأس عدنان وتوجه به ناحية الجدار ناطقا بشر: فين اللي نتشته من ايديها.
مسك ذراعه وثناه خلفه حتى أصدر عدنان تأوه عالي صارخا ونطق من بين صراخه: في جيبي.

أخرجه بيده الاخرى فانتشله حامي منه بعنف وضرب برأسه في الحائط ناطقا: لما تيجي تلعب معايا تاني متدخلش ستات في اللعب علشان أنا عند اللي يخصني قرصتي والقبر.
وبالنسبة لإنك خدت رياض فعدم ردي ده علشان انت كلب وأنا سبتلك عضمة تتلهي بيها.
أعاد الكرة وضرب برأسه مجددا ليرد له فعلته ناطقا: علشان المرة الجاية تبقى تعرف تضرب كويس ياوحش.

انتهى وتركه ليتعركل ساقطا على الأرضية فتراجع مستندا على الحائط بألم وسط سهام حامي القاسية والذي استدار للمتواجدين ناطقا: فين صاحب المطعم ده؟
دق قلب الرجل بعنف ولم يجب إلا حين كرر: فين صاحب الزفت؟!
تحرك الرجل يؤخر خطواته أثناء تقدمه منه وقال بحذر: أنا صاحب المطعم يافندم.
أشار له حامي ناطقا بحدة وعيناه لا تفارق رضوان ومن معه: استناني برا.

توجه الرجل إلى الخارج بإضطراب وتبعه حامي وقبل خروجه النهائي همس لرضوان: العدد اللي واقف يتفرج ده قليل اوي على العدد اللي هيتفرج عليك.
ابتلع رضوان ريقه بإضطراب وقد حاول تصنع النظرات الجامدة حتى يرحل من هنا.
وقف صاحب المكان في الخارج وعندما شاهد قدومه اتى ليتحدث فأوقفه حامي قائلا: أنا عارف انك ملكش دعوة باللي حصل جوا ده، قدر الخساير وانا هبعتلك واحد من الحرس قوله خسايرك كام وهو هيدفع.

يافندم محصلش أي خساير ولا حاجة حضرتك شرفتنا والله.
دخل حامي سيارته وقال بتكرار قبل رحيله: هبعته النهارده.
ثم صمت ثوان وتابع قبل أن يقود سيارته: نسيت صحيح، ابقى نقي بعد كده الناس اللي تقعد هنا علشان أنا مش مسئول لو حصلت خناقة تانية عندك.
ابتسم الرجل على مزحته وقاد هو سيارته مغادرا وهو يختتم مشيرا بيديه: سلام ياوحش.
في غرفة نيرة.

جلست عائشة في منتصف الفراش وقالت لنيرة وزينة بغيظ: أنا تعبانة واظن انتوا شايفين دماغي اللي مربوطة دي، ياريت تقولوا ايه اللي حصل؟!
قالت نيرة بصدق: الدفتر اللي قولتي انه بتاع حامي طلعته كنت هكتب فيه حاجة انا وزينة لقيت مشبوك في سلك الدفتر من جوا قلم فيه كشاف من تحت، السوسة الصغيرة دي بقى قعدت تعيط وكانت عايزة تاخده.

أردفت الصغيرة بغضب طفولي: أنا هخلي حامي يطردك برا ومش هخليه ينيمك عند الأحصنة علشان ميبقوش وحشين زيك وتعديهم.
أوقفت عائشة شجارهم بضجر سائلة: و انتِ يازينة كنتِ بتعيطِ ليه؟!
هربت زينة من السؤال بسؤال آخر قائلة: هي مامي صاحية؟
رفعت عائشة حاجبها تخبرها علمها بهروبها، لم تود تعكير صفوهم بإخبارهم ما حدث فنطقت بهدوء: صاحية بس تعبانة شوية والدكتورة معاها وقالت محدش يدخل.

هرولا معا نحو الخارج بعد سماعهم كلمة متعبة وكأن أي كلام آخر تفوهت به عائشة هباء، حركت عائشة رأسها بمعنى لا فائدة واحتضنت الصغيرة قائلة بحب: ليو حبيبتي تيجي ننام، آمن لو صحي مش هنغمض تاني.
قالت الصغيرة بحزن: أنا زعلانة منك، احنا ليه مش بقينا نخرج كنا في الأول بنروح عند ماما وبنروح المول والمطعم وبنركب العربية دلوقتي ليه احنا مش بنروح اي مكان، وكمان يوم ما خرجنا عمر روحنا و ملحقتش العب.

مسحت عائشة على خصلاتها ناطقة بحنان: معلش ياليو، انا الصبح هخرج انا وانتِ وكلنا، ننام بقى
قالت جملتها الأخيرة بإبتسامة راجية فهزت لينا رأسها رافضة: لا هنقعد شوية.

مطت عائشة شفتيها بغيظ ثم رمقت الدفتر وذلك القلم قائلة وهي تتفحص القلم: عارفة ياليو زمان كان عندي قلم فيه كشاف كده بس كان قلم سحري، بتكتبي بيه كل الكلام اللي عايزاه ومش بيبان ان مكتوب أي حاجة غير لما تسلطي ضوء الكشاف على الورق، كنت أي حد ببقى متخانقة معاه بقعد اكتب فيه قصايد بيه.
قالت جملتها الأخيرة ضاحكة بتذكر وأشعلت ضوء الكشاف مصوبة على الورقة لتثبت عيناها.

لقد وجدت كلمات، ابتلعت ريقها بتوتر هل المكتوب هنا خاص بزوجها لأن الدفتر له أم لا.
فتحت أول صفحات الدفتر ووجهت الضوء لتجد اسم يتوسط الصفحة وكأن صاحب الدفتر يعرف بنفسه
همست بالإسم وقلبها يخفق بعنف وكأن كل شيء سكن من حولها حتى نداء الصغيرة لم تسمعه فقط همست بعدم استيعاب:
(محمد صادق العمري).

كان حسام يجلس في تلك الغرفة المتواجدة أسفل منزله والتي اتخدها مأوى بعد أن سكنت سارة وشقيقته منزله الخاص، تمدد على الأريكة ساندا رأسه على كفيه ومستندا وصولهم فاصطدم بهجوم شقيقته على الغرفة تقول بضجر: كده مش هينفع بقى يا حسام.
نطق بغيظ: اطلعي فوق يا بسنت علشان مستني حامي ومعاه ناس.
جذبت مقعد وقالت بإصرار: طب أنا عايزة حامي في موضوع مهم.

اعتدل جالسا وهتف بغضب: بسنت أنا مش فايق، وبعدين انتِ كنتِ رايحة الشركة لحامي ليه وتليفونِ سارة معاكِ ليه؟!
حاولت التهرب من الحديث وقالت وهي تحاول تجميع كلماتها: أنا هقوم اطلع بقى.
انطقي يابسنت.
وقفت واتجهت ناحية الباب تقول بحذر: بص أنا هقولك بس متزعقش.
ذفر بملل ناطقا: مش هزعق.
احلف.
صاح في وجهها محذرا بنفاذ صبر: بسنت!

نطقت مسترسلة في الحديث: ماما كلمت سارة واحنا في السبوع وادتها من المنقي خيار ومعرفش جابوا الرقم منين، بس أنا شاكة في الواد صاحبك اللي اديته رقمها علشان لو احتاجت حاجة وانت في برا أو في مأمورية يجبها ويبعتها مع البواب، قولتلك بلاش يا حسام قولتلي ده جدع أهو سيحلك اهو.
أردف بضيق: خلصي وما ترغيش.

تابعت الحديث تقول ما فعلته بحذر: بصراحة أنا قولت اروح لحامي يتصرف ويقابل أبوك يتكلم معاه هو وخصوصا أن الحاج وهدان بيحترمه وممكن يلين دماغه شوية ونعرف نقنعه بس ملقتهوش في الحفلة قالوا مشي شوية وسألت عمر قال انه راح الشركة وبعدها عمر خد عائشة وزينة ومشيوا، خدت التليفون من سارة لأن انا قولتلها تقفل والحاجة بتتكلم، فخدته علشان لو اتصلوا تاني أرد عليهم أنا وطلعت على الشركة عند حامي والباقي بقى انت عارفه.

انتظرت ردة فعله فوجدته صامت يرمقها بسهام غضبه ولا يتحرك فسألته بحذر: حسام أنت الصدمة جابتلك شلل؟
أمرها مشيرا ناحية الأعلى وهو يهتف بحدة: اطلعِ فوق يابسنت وحسابنا مع بعض لما الناس تمشي.
خرجت بضيق متمتمة بغيظ كسى تعابيرها: الحق عليا اني بساعدك، ماهو صحيح امشي في جنازة وماتمشيش في جوازة وبالذات لواحد اسمه حسام.

عاد لوضعيته على الأريكة يفكر في فعلة والدته فالفجوة بينه وبين سارة أفعالهم تزيدها، هي لن تقبله إلا بقبول أهله والأهل بالنسبة لهم الأمر مستحيل حدوثه.
قطع جلسته سماعه صوت وصولهم فقام مرحبا بهم.
جذب عمر أحد المقاعد جالسا عليها وجلس يحيي على آخر سائلا: فين حامي؟!، كلمني قالي اجيلك هنا.
قال عمر هو الآخر بضيق فهو مازال على الحياد معه منذ شجارهم الأخير: وأنا كمان قالي في حاجة مهمة.

شرد عمر يتذكر شجارهم الأخير بعد ما حدث لشقيقته في المكتب الخاص به
Flash Back
محدش هياخد عائشة من هنا ياعمر.
تفوه حامي بهذه الكلمات الصارمة رامقا عمر بتحدي ليصرخ عمر بإصرار واضح: وانا بقول هاخدها وامنعني عنها بقى، هتضربني؟!
ثم أشار على شقيقته الممددة على الأريكة متعمقة في عالم آخر: شايف حالتها، أنا هاخدها والمرة دي محدش هيمنعمي.

دفعه حامي للخلف هادرا بغضب: انا همنعك دي مراتي، مدام العمري ومحدش مهما كان مين هيحركها من هنا.
أردف عمر بألم يعتصره مشيرا عليها: دي اختي وانا مقبلهاش الكسر أنا اموت وهي متتكسرش علشان كده لازم تبعد عنك.
انقطعا حديثهما حين سمعا صوتها تأن بخفوت فهرولا معا نحو الأريكة وانحني حامي ناطقا بزيتونيتين ظهر القلق فيهما جليا: انتِ كويسة؟!

رمقته بحزن ساخر وفرت دموعها فأبعدت وجهها واقترب شقيقها وحاول ابعاد كف حامي المحاوط لكفها فشد حامي من قبضته عليها وكأنه يخبره بشراسته المعهودة أنها لن ترحل ولكن حلت الصدمة عليه حين نطقت عائشة بألم داخلي وملامح عرف الحزن طريقها: مشيني من هنا ياعمر، أنا عايزة امشي دلوقتي.
بدأت قبضته الجامدة تتراخى عن يدها وهو يرمقها بعيون صغير يستغيث بوالدته ألا ترحل، القلب نطق والعيون تحدثت أما الفم فصامت كعادته.

احتد الشجار مجددا فسعت جاهدة أن تقف محاولة التغلب على الدوار وتركت شجارهم الحاد هذا تفر إلى الخارج.
BACK
فاق عمر من شروده على دخول حامي إلى المكان فرمقه بنظرة جانبية وعاد ينظر أمامه من جديد، شعر حسام بتوتر الأجواء فقال مازحا: أنا عرفت دلوقتي يا حامي سبب انك رجعت في رأيك وقولتلي ما الحقكش على البيت وانك هتيجي على هنا، انتوا متخانقين وقولتوا تنوعوا وتيجوا تتخانقوا عندي صح؟

اتخذ حامي مقعدا وتنهد عاليا ثم أتبع تنهيدته بقوله الهادئ: أنا ما بتخانقش مع حد، بس ما بحبش اللي بيتدخل في حاجة متخصهوش.
صاح عمر بضجر وقد التفت له مستنكرا: دي أختي.
أتبعه حامي القول بحدة: ومراتي، ولو عقلك صورلك ان انا كنت مدبر الموقف اللي حصلها في المكتب ده تبقى متعرفنيش كويس يا عمر، وما تبقاش عمر اللي اتبرعلي في المستشفى بدمه ولا اللي سلمته أختي.

صمت حامي عدة دقائق ثم تابع الحديث بجدية: احنا مش جايين نتعاتب ولا نصفي حساب، أنا وصلت لخطوة مهمة جدا تقريبا هي اخر الخيط.
انتبه حسام له وأولاه كامل اهتمامه قائلا: وصلت لإيه؟
أردف حامي متأملا الفراغ أمامه وهو ينفث دخان سيجارته: بديع الصياد، رجل أعمال بس كان على أده فجأة ساب مصر وطار ومحدش عرف عنه حاجة تاني.
سأله حسام: طيب ايه علاقة ده باللي بدور وراه؟
أشار حامي ليحيي قائلا: كمل يا يحيي.

بدأ يحيي السرد قاصصا ما حدث معه يوم مقابلته لميرال والشك الذي راود قلبهم عنهم.
ثم تابع حديثه: بعدها اتفقت مع حامي اني هختفي من البيت تماما وهيظهر ان العلاقات بقت متوترة بيني وبينه وبقيت تقريبا بقضي ال 24 ساعة مع ميرال، قطعت كل حاجة ممكن تخليها تشك إن علاقتي بحامي كويسة وهي كانت بتيجي الشركة في بداية شغلها وحامي كان بيتعمد نتخانق في وجودها، لحد ما جه يوم...
Flash Back.

تأكد يحيي من لاحقها له بعد أن خرج من مكتب حامي هي تظن أنه لا يراها ولكنه يراها جيدا، ظل يسير حتى خرج من الشركة كليا ووقف خلف سيارته وأخرج هاتفه متصنعا التحدث إلى أحدهم فقال بصوت تأكد من سماعها له حيث لا يوجد سواهما: أنا عايزك في مصلحة كده، عايز اخلص من واحد بس الليلة تبان انها قضاء و قدر
صمت يحيي ثوان ثم قال الاسم: حامي العمري، هقابلك بالليل الساعة 11 في العنوان ده (، ) هستناك.
Back.

تابع يحيي بتذكر كل ما حدث من البداية: سجلت المكالمة طبعا أول ما شافتني بطلع التليفون لأنها عارفة انها مش هتفهم حاجة، هي كانت مفكرة نفسها ذكية ومستخبية ورا عربيتها بس احنا كنا قاصدين نسمعها كل حاجة، بعدها بقى طبعا أكيد راحت للمحامي بتاعها اللي مبيفرقهاش علشان يترجملها، بس كان ناقص خطوة واحدة بس.
سأله عمر بإستفهام: ايه هي؟!

ان انا اقابل حد فعلا في المكان اللي اتفقت عليه في المكالمة، حامي جاب جلال بدل ماهو مرمي في المخزن بيتضرب اهو نطلع منه بفايدة واتفقنا انه هيوصل المكان في الميعاد وهتفق معاه على القتل وكل حاجة هتمشي طبيعي واللي توقعناه حصل
Flash Back
بمجرد أن انتهى يحيي من حديثه مع جلال في هذا المكان الخالي من البشر، ظهرت ميرال تقول بضحكة عالية: مرحبا بالسيد يحيي.
تصنع يحيي الإرتباك ونطق متوترا: ماذا تفعلين هنا.

حركت هاتفها أمام وجهه ناطقة بإبتسامة ماكرة: أنا هنا من قبلك، أليس هذا هو من سينفذ اغتيال حامي العمري، يا إلهي الذراع الأيمن يخون صاحبه.
أخرج يحيي سلاحه مصوبا فوهته على رأسها فنطقت بدهاء: هدوء سيد يحيي لا يكون التعامل هكذا، أنا فقط أريد تنبيهك ما تفعله ليس بالصواب، الطريقة المثلى للتخلص لدي أنا.
ألا تخافين أن أبلغ حامي بما يحدث الآن؟

عزت رأسها نافية والإبتسامة لا تفارق وجهها: لا أخاف لأن تسجيل اتفاقك مع هذا المجرم سجلته كاملا الآن، من المؤكد أنني لم أفهم شيء ولكن أنا على يقين أن حامي سيدرك كل شيء.
أنزل يحيي سلاحه بتراجع فصفقت هي له مردفة بتشجيع: حسنا، والآن فلنتفق.
علي أي شيء؟
أردفت بتخطيط وهي تعدل من خصلاتها: ألست تريد التخلص منه، أنا سأفعل ذلك ولكن بطريقة لا تشبه طريقتك هذه، كل ما عليك هو مساعدتي.

سأل يحيي متصنعا التفكير في عرضها: ما الذي يمكنني تقديمه؟
مطت شفتيها قبل أن تقول بمكر: بطاقة ذاكرة صغيرة تُوجد مع حامي أريد الحصول عليها.
Back.

تابع يحيي ما يقصه: جبتلها الميموري بعد كده لحد ما بقت واثقة فيا لحد ما في ليلة كنا سهرانين سوا وتقلت في الشرب، وزيادة على الشرب حطتلها حبوب مفعولها يخليها في الضياع، وبعد نص ساعة بقت ولا المجانين وقعدت بقى تحكي عن جراحها وخرجت كل اللي عندها، وان ابوها مفهم الكل انها بنته بالتبني وانه مغير اسمه علشان محدش يعرفه وفهمت منها ان ابوها اسمه بديع الصياد وغير اسمه خلاه ويليام جابريل، وقعدت تقول انه هو السيد الكبير ونزلت ضحك زي المجانين.

أشار حسام على حامي قائلا بضحك: طبعا ده كله بتخطيط الباشا، يابن اللعيبة.
أردف حامي بضحكة ماكرة: ولسه نركز بقى علشان اللي جاي تقيل اوي ومش هينفع حد يتعامل فيه غير حامي العمري وفي نفس الوقت الحد الوحيد اللي المفروض ميظهرش فيه هو حامي العمري.

تبادلوا النظرات المستغربة لقوله المتناقض والذي غلفه الغموض من كل ناحية، أما عنه، واثق، ماكر. دهائه لا يقدر بثمن وضربته القادمة إذا سارت كما خُطط لها ستكون القاضية.
بعد مرور ساعتين
وقفت نيرة بحقيبتها جوار سيارة عمر تهتف بتذمر: في حد يصحي الناس من نومهم كده الساعة 1 يقولهم قوموا هنمشي من هنا دلوقتي!، متعرفش حاجة اسمها انتظار، اسمها احترام للإنسان النائم.

أردف عمر بملل من انتظارهم متجاهلا حديثها: هما فين كل ده؟!
رفعت حاجبيها وقالت بتصنع الجدية: وكمان بتتجاهلني، احنا مش هننفع لبعض خلاص يابن الناس، انت روح عند اختك وانا هروح عند أمي.
خرجت ضحكاته على حديثها فابتسمت مردفة بإستجواب: عموري زعلان ليه؟
قال بضحك: لا عمورك مش زعلان هو حد يشوف طلتك البهية ويزعل؟
هتفت بمرح: أنا قولت كده برضو، حط ايدك على العربية بقى.
احط ايدي ليه؟

نطقت بحماس: حط بس هنلعب بس ياقطة ده انا هبهرك.
تمتم بسخرية: لا هو انا شكلي لبست فعلا.
حذرته قائلة بحدة: بتقول ايه؟
وضع كفيه مردفا بتصنع حماسها: بقول ايدي اهي ياحبيبتي.
بعد قليل خرج الجميع ليجد نيرة تقول بغضب: انت بتغش وبتشيل ايدك، فيها قلع دبل خد بالك دي.
نطق بغيظ: أنا الدبلة دي هلزقهالك بأمير علشان تبطلي تقولي هقلعها.

رفع رأسه لهم يشرح لهم ما سيحدث قائلا: بصوا يا جماعة زينة ونيرة وعائشة ولينا ومحمد في عربية، وأنا وكريم وهنا وصوفيا في اللي وراكم.
اعترضت زينة قائلة: لا انا هركب جمب مامي.
تبعتها نيرة بغضب: أنا اللي هركب.
لا انتِ ولا هي أنا محدش هيركب جمب حماتي غيري، نسألها، عايزة مين ياحماتي يا حبيبتي يركب معاكِ.
ابتسمت صوفيا على مزاحهم وقالت: أنا هركب مع عمر.
قهقه عمر عاليا بشماتة وقال ساخرا: يلا على العربيات.

توجهن ناحية السيارة وقالت نيرة: تعالي ياليو جمبك.
اعترضت الصغيرة قائلة بضجر: لا انتِ بتاخدي كل المكان وأنا بقعد في مكان صغير اوي.
أحسن تعالى يا زينة يلا.
اعترضت زينة هي الآخرى تقول: لما حد يقعد جمبك في الأول وبعد كده انا هبقى اقعد.
كانت عائشة قد جلست في المقعد الأمامي بصغيرها ولم يتبق سوى دنيا التي قالت ساخرة: لا هو واضح ان نيرة مشرفة في موضوع العربيات وانا لبست فيها.

حذرهم عمر غاضبا: أنا لو مخلصتوش هطلع بالعربية واسيبكم خلصوا.
ركبت دنيا بجوار نيرة وتبعها زينة والصغيرة لتبدأ السيارات في التحرك متجهة إلى دهب التي تقع في مدينة شرم الشيخ.
كان عمار يسير في الطريق بلا هوية، ضائع، تائه، مشتت، لم يعثر على مكانها، هو متيقن أنها متواجدة عند حامي الحراس لم يخبره أحدهم ولكن صمتهم المريب أكد له، صمت حامي نفسه جعله متيقن ولكنه لن يسأل عنها هي من أرادت الرحيل.

عاد عن قراره وفتح هاتفه ليفتح حسابها الخاص ويرسل لها رسالة صوتية قائلا: دنيا انتِ عند حامي صح؟
أتبعها باخرى قائلا بحزن: براحتك يادنيا أنا مش هضغط عليكِ ولا عايز أعرف انتِ فين علشان في الآخر هترجعي وهتجوزك غصب عن أبوكِ.

أغلق هاتفه متنهدا بضيق وأكمل طريقه ليرحل من هذا الطريق المظلم فالخلق نيام الآن، ولكن على حين غرة وقبل خطوته المتقدمة تم ضرب قدمه ضربة قوية فتأوه عاليا واستدار يقول بغضب: في ايه ياعم انت.
ليجدهم مجموعة من الحوائط البشرية، حاوطوه وكيلوا له الضربات من كل ناحية ولم يجدِ دفاعه نفعا أمام عددهم، حاول ضرب أحدهم ولكن مسكه له الآخر ورفع هو عصا كبيرة من الخشب ضرب بها عمار في معدته.

جذبه أحدهم من خصلاته وألقاه أرضا وتعاونوا في تكييل الضربات له حتى صار هامدا على الأرضية تسيل الدماء من كل ناحية في جسده بل وتنهش الآلام في كل قطعة منه.
هنا تركوه وفروا إلى سيارتهم أما هو فكان ممددا على الأرضية، عيناه مفتوحة تنظر للأعلى يحاول استيعاب ما حدث، فرت الدموع من جانب عينيه وقد تجمعت عليه آلامه الجسدية والنفسية.

هنا حيث الهواء الطلق، نسمات الهواء الباردة التي تقشعر منها الأبدان سعادة، وصفاء السماء في هذه الليلة الجبال المحاوطة للمكان، والمياه أيضا المخالطة لها، اسمها دهب وهي بالفعل دهب قطعة ثمينة من أراضي مصر.
خرجت عائشة مع الصغيرة تتمتع بأجواء هذه الليلة، لم تعرف للنوم طريق، منذ وصولهم وهي تسأل عمر عنه وهو يجيب أنه لا يعرف هل سيلحقهم اليوم أم غدا.

فاقت من شرودها على صوت الصغيرة تقول بمرح: عيوش هو الجبال دي بيطلعوا عليها؟!
هزت عائشة رأسها تشرح لها: اه ياليو في ناس بتطلع هي رياضة.
دارت الصغيرة حول نفسها تقول بفرح: أنا مبسوطة اووي علشان خدتيني وسبتيهم نايمين، تيجي نغني؟
ضحكت عائشة عاليا على حماسها وهي تنطق: نغني ايه يابنتِ بس، ادخلي هاتي ازازة ماية من جوا.

هرولت الصغيرة عائدة إلى المنزل لتجلب ما طلبت فابتسمت عائشة على طفولتها ودندنت بشوق: اه يا حلو يا مسليني، ياللي بنار الهجر كاويني.
املا المدام يا جميل واسقيني، من كتر شوقي عليك ما بنام.
صمتت تلقي بالحجر أمامها بتأمل للمكان ولكن دققت السمع ليصل لأذنها صوت تعرفه جيدا، أخذت تدور حولها وتبحث عنه في أرجاء المكان ولكنها لم تجده فضحكت ساخرة: شكلي كده اتجننت.

وجدت الصغيرة أمامها فقالت برجاء: معلش يالينا هندخل وابقى اخرجك تاني الصبح، صرخت الصغيرة بضجر وعادت للداخل تتمتم غاضبة وقبل أن تتبعها عائشة تحاول مراضتها سمعت الصوت ثانيا فاستدارت بصدمة وتحركت لتقف قرب الجبل تسأل بنبرة عالية: حامي انت هنا.
لم تجد إجابة فتحركت تذهب للخلف، فتيبثت مكانها حين وجدته جالسا على الأرضية مستندا على الصخور خلفه يتابع الأغنية التي بدأتها ناظرا للسماء:.

حبِّيت جميل يا ريتني ظلُّه
حاز الجمال والحسن كلُّه
لمَّا رأيت ملك فؤادي
صَبَّرت قلبي وحملت ذله.
ثبتتها الصدمة مما أضحكه عاليا وهو يختتم غامزا: ومن الشباك لأرميلك حالي، ومن الشباك لأرميلك حالي ياعيني، اه ياحلو يا شاغل بالي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة