قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل التاسع عشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل التاسع عشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل التاسع عشر

ندور ونذهب هنا وهناك، هنا أراك وهناك ألقاك، كيف السبيل للفرار أخبرني؟!، لماذا تحاوطني وانا قد اخترت منذ زمن أنا أحارب من هم مثلك، هل تطالبني الآن أيضا بدقات يدقها قلبي لك!، اللعنه عليك وعلى ذلك القلب.
لا يمكن الفرار أعلم أنك قادر على منعي بشتي الطرق ولكن إن كان لامحال من الفرار، فلقاؤنا محال حتى وإن كنا معا ياصاحب القلب المظلم.

ارتعدت داخليا مع اصطكاك أسنانها ببعضها ثم سريعا مالمعت عيناها بنظرات الزجر والتهديد وهي تتجه له لتقف أمامه ببساله رافعه سبابتها وهي تقول بحده: لو كنت بترعش دلوقتي فااوعى تفكر ده خوف، وإن كنت مفكر برضوا إن فجأه أنا وانت هنبقى عادي وننسى اللي فات يبقى خيال، انت ملكش أي وجود في حياتي ووجودي معاك في أي مكان لازم تعرف إني مجبوره عليه و...

صمتت أمام عينيه الناعسه ونظراته المستهزئه بها وهو يقول بلهجه مستفزه: وايه كمان؟!
دار هو حولها بخطواته الواثقه وهو يقول ببرود امتهنه جيدا: اولا يا مدام أنا محبرتكيش تيجي معايا هنا، انتي اللي جيتي بنفسك ورايا، و لعلمك أنا كنت عارف انك هتيجي علشان فكرتي اني متجوز عليكي، بس الا قوليلي ياعيوش هو يضايقك في إيه اني اتجوز عليكي؟!
احتدت ملامحها وهي تقول بغضب جلي: دي إهانه وأنا مااسمحش بده.

ضحك ساخرا وهو يعيد كلمتها بطريقه لاذعه: إهانه
قبضت على يمناها بعنف وهي تنطق بضيق: أنا مبحبش الأسلوب ده في الكلام.
تحولت حالته لتصبح عيناه شديده الاحمرار وقد برزت عروقه وهو يضغط على مرفقها قائلا بعنف وصوت عال: انتي هنا لا تحبي ولاتكرهي، انتي تعملي اللي يتقالك وبس، وأظن ان كل مره بنصحك تسمعي الكلام بالزوق بس انتي بقى بتختاري اني اوريكي الوش الو اللي عندي.

ألقى عليها نظره مشمئزه ثم ترك مرفقها قائلا وهو يتجه للخارج: اشبعي بالأوضه.
سبته بصوت عال وهي تقول بغيظ: حقير ومتخلف، لو عندك دم طلقني.
خرج وغمز لها بإستفزاز قبل أن يغلق الباب خلفه قائلا بإبتسامه مستفزه: نجوم السما اقربلك.

ثم أغلق الباب ليحدث جلبه عاليه، جلست على الفراش في هذا الظلام الحالك، لعنته داخليا لقد أخذ هاتفه وانطفأ ضوئه وبقت الغرفه معتمه، ردد بعنف بعد أن شعرت ببعض الرهبه: ايه هنخيب ولا ايه، ضلمه ضلمه مش مهم.
تمددت على الفراش وقد أزالت تلك الدبابيس المثبته لحجابها لتزيله وتدثرت جيدا، ثم سريعا ماتذكرت ماحدث منذ قليل فرفعت إبهامها تتحسس شفتيها وهي تقول بغيظ: حيوان.

ليس كل مانتمناه يحدث، فحبيسة قصر الوحش لم تتمنى أن يتم أسرها، وكذلك أنا لم أتمنى لقائك على حالتك هذه، فقل ما شئت فإن القلوب بيد الله، وإن دق قلبي لك فااعلم انها الطامة الكبرى.
ذاع صوت السيده أم كلثوم من مذياع أحد المقاهي الشعبيه الموجوده في ذلك الحي، جلس عمر في هذا الوقت المتأخر يتأمل المقهى بإندهاش حتى لحظة وصول حامي الذي جذب المقعد المقابل ل عمر جالسا عليه بأريحيه.

قال عمر بلا وعي: اشمعنا نتقابل هنا، انت من امتى اصلا وانت تعرف القهاوي البلدي.
ضحك حامي بسخريه وقال بحنين: ومش هعرفها ليه يعني؟!، مش أبويا وأبوك كانوا بيقعدوا عليها زمان.
فاق عمر من شروده ورمقه بتفحص وهو يقول بإنزعاج: جبتني هنا ليه؟!، أصل غريبه اوي يعني تطلعني من القسم وكمان جايبني هنا.
استعاد حامي عزمه وقد لمعت عيناه وهو يقول بثقه: همسكك واحده من أهم الشركات في تركيا.

أبدى عمر إندهاشه الجلي وهب ليتحدث ولكن قاطعه حامي بإشاره من يده قائلا بحزم: استنى لما اخلص.

ارتشف حامي من فنجان القهوه أمامه متلذذا وتابع قائلا: أنا عارف انك محاسب شاطر وعارف برضو انك تقدر تدير شركه لوحدك، بس انا مش هسيبك لوحدك هكتب الشركه بإسمك و هتسافر تركيا علشان تديرها وهيبقى معاك واجهه خفيه يتذاع انها صاحبه الشركه وفي مقابل ده هيبقى ليك نص أرباح الشركه كل سنه والنص التاني هيتحط ودايع في البنك بااسم عائشه ونيره.

حرك عمر رأسه يمينا ويسارا دلاله على عدم الفهم وحاول الوصول إلى نتيجه قائلا: وانت بتعمل كل ده ليه؟!
نفث حامي دخان سيجارته ونظر أمامه في الفراغ بغموض قائلا: رضوان.
انتبهت حواس عمر له فاانفرجت أساريره عندما تابع حامي: انا وانت هدفنا واحد، وانت هتبقى المصيده اللي هقضي عليه بيها.
سأل عمر بإستغراب: وانت في ايه بينك وبينه.
كانت إجابته حاده وهو يقول: ميخصكش، كل واحد فينا ليه حاجه عند التاني.

تابع حامي بحزم: هتسافر الصبح في طيارتي الخاصه وفي واحد هيفهمك كل حاجه، وانا هحصلك على ميعاد الصفقة.
استفسر عمر: صفقة اي؟!
هب حامي من مقعده وقال منهيا الحوار: هتفهم كله في وقته، دلوقتي في سواق هيروحك، والصبح هتصل بيك نتمم كل حاجه.
تبعه عمر فأسرع مستقيما وهو يقول بلهفه: بس شغلي وحياتي.

سار حامي بجواره وحرك رأسه قائلا بجديه: الشركه هتكون بتاعتك بعد ماكل حاجه تخلص، ولو حسيت انك مش هتعرف تسد في المكان هجبلك اللي يساعدك في الإداره.
أوقفه عمر ليصبح أمامه وهو يقول بحذر: الشركه دي مصدر فلوسها منين؟!
صمت حامي وحاوطه بنظراته المبهمه حتى قال بسخريه: متقلقش مش من تجارة السلاح اللي انت واختك متهمني بيها.
ثم تركه ورحل وبقى عمر ينظر في أثره ثم تمتم هامسا: ربنا يعديها على خير.

في صباح اليوم التالي، كان الجميع يعمل على قدم وساق من أجل تجهيز الحي لفرح ابنتهم ريحان وقفن الفتيات في النافذه يراقبوا كل ذلك بفرحه فصرخت لينا بفرح: احنا هنحضر الفرح صح ياعيوش.
أكدت لها عائشه ببهجه: صح ياحبيبتي.

انسلت زينه من وسطهم وذهبت للداخل في إحدي الغرف، قلقت عائشه من أن تكون قد ذهبت لتعاطي المخدر، فتبعتها حتى وصلت إلى الغرفه وفتحت البوابه لتجدها جالسه تأن بصمت على الفراش، هرولت عائشه لها وربتت على كتفها قائله بفزع: في ايه؟!
نطقت من وسط نحيبها: أنا سمعت حامي امبارح بيتكلم مع واحد في الموبايل وعرفت انه حجز علشان يسفرني بره اتعالج.

مسحت دموعها لتقول بحسره ساخره: طبعا لازم ابقى بعيد عن العيون انا مشرفهوش، الصحافه لو عرفت ان اخت صاحب اكبر امبراطوريه في البلد مدمنة مخدرات وكمان كانت مختفيه هتقلب الدنيا.

احتضنتها عائشه وربتت على كتفها بحنان قائله بحب: اسمعيني. ليه متفكريش انه بعتك هناك علشان مستوى العلاج هناك افضل يازينه، وكمان علشان يحميكي من هنا، متبصيش للأمور بسلبيه ياحبيبتي وبعدين لو الموضوع مزعلك اوي كده هخلي نيره تكلمه وهنسافر معاكي.
ابتهجت ملامحها وارتفعت سريعا تقول بفرحه: بجد.
قبلتها عائشه وهي تقول بملامح حانيه: بجد، المهم القمر بتاعي ميزعلش.
احتضنتها زينه قائله بصدق: أنا بحبكم اووي.

بادلتها عائشه قائله بدعاء: ربنا يجبرك يازينه وتخلصي من اللي انتي فيه ده.
كان حامي و عمر على متن طيارة حامي الخاصه يلقي عليه تعليماته، حتى قاطعه عمر قائلا: وهما عارفين انك مسافر معايا؟!
حرك رأسه بلامبالاه قائلا بجدية: احنا هنرجع النهارد والأسبوع الجاي هتسافر انت تعمل كل حاجه ومعاك الناس بتوعي، النهارده بس هظبطلك كل حاجه.

أضاء هاتف حامي فوجده الحساب الخاص بعائشه فيسبوك، اظلمت عيناه عندما وجد رساله موجهه لها من زياد (عائشه انا عايزه اقابلك ضروري ارجوكي)
لاحظ عمر تغيره فقال بقلق: في حاجه؟!
دقيقه آخرى حتى وصلت رساله ثانيه ولكن على حساب التواصل الاجتماعي التابع لحامي من حساب مجهول ففتحها ليجد رساله دبت الذعر في روح عمر
(رحله سعيده ياحامي باشا، الطياره هتتعطل بيك في الجو بعد ربع ساعه بالظبط، اتمني تعجبك المفاجأه).

ابتلع عمر ريقه ليقول بقلق جلي: ده حد بيهزر معاك صح؟!
استدار له حامي ليرمقه بنظرات غامضه وهو يقول: انت نطيت قبل كده من طياره.
جحظت عين عمر صارخا بحسره: نعم!، حسبي الله ونعم الوكيل فيك ياابن العمري.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة