رواية كيف أغفر؟ للكاتبة يارا رشدي الفصل السابع عشر
خرج الطبيب من الغرفه وهتف:
متقلقوش يا جماعه الاصابه بسيطه
تنهد سليم بارتياح وهتف:
ينفع ندخل نشوفه؟
اه بس هو دلوقتي لسه تحت تاثير البنج ومش هيقدر يتكلم معاكم
دلف كلاهما إلى الغرفه الموجود بها فادي وصل اليهم صوت همسات منه وهو ينادي علي نيره.
قطب سليم حاجبيه قائلا بتساؤل وهو يشير ناحيه فادي:
ايه النظام مش فاهم؟
لتقول ناديه:
ياريني اعرف يا سليم
سامحيني يا نيره سامحيني انا السبب.
قالها فادي بصوت هامس وهو غارق في النوم.
وفي صباح يوم جديد
هتف فادي بتعب وهو ينظر إلى والده ووالدته:
انا عايز اتكلم مع سليم لوحدنا
كلام ايه وانت تعبان كده؟!
قالها شريف ليقول فادي برجاء:
ارجوكم اطلعوا براه خمس دقايق بس انا محتاج اتكلم مع سليم ارجوكم
لتقول ناديه:
يلا احنا يا شريف ونسيبه يتكلم مع اخوه
وبالفعل غادر كلاهما ليقول سليم:
في ايه يا فادي؟
نيره ملهاش ذنب يا سليم
تنهد سليم وهتف:.
مش عارف ايه حكايتك انت وبنت عمك بقيتوا تعيدو وتزيدو في الكلام كتير ليه!
ما هو انت لازم تسمع انا مش هقدر استحمل تانيب الضمير اكتر من كده مش هقدر اشوفك بتعذب نيره وهي ملهاش ذنب في اي حاجه
قالها فادي وهو يصرخ به.
هتفت نيره إلى عايده:
هو انتي معندكيش عيله عيال وكده يعني؟!
اجابتها عايده باستغراب:
لا عندي بس ليه السؤال الغريب ده؟!
حركت كتفيها إلى اعلي وهي تقول:.
يعني بشوف اصلك قاعده معايا ومش بتمشي خالص يعني عيالك دلوقتي قاعدين لوحدهم ازاي؟
ابتسمت عايده واجابتها:
ولادي كلهم متجوزين يا ستي وكل واحد منهم مشغول في دنيته تقدري تقولي كده نسيوا ان عندهم ام
ياااربي
قالتها نيره بحزن ثم اكملت:
ملهمش حق، عارفه يا طنط انا لو مامتي كانت عايشه كنت هفضل طول الوقت جمبها مش هروح اي مكان هقضي يومي كله وانا قاعده جمبها ياريتها كانت عايشه.
قالت جملتها الاخيره بحسره واضحه، انتبهت إلى سليم الذي دلف إلى الشقه توءآ لتقول هي بسخريه وهي تنظر إلى سليم:
علي الاقل مكنتش هبقي ملطشه للي يسوي والي ميسواش
ويا تري انا اسوي ولا مسواش؟
قالها سليم وهي يجلس بجانبها لتقول هي:
محدش جاب سيرتك كلام خاص بيني وبين طنط بتحشر نفسك ليه؟!
نيره فطرت يا عايده ولا لسه؟!
حركت راسها بالنفي قائله:
لا بقالها مده مانعه كل حاجه عايشه علي الميه
طيب روحي جهزي الفطار لينا.
هتفت نيره:
جهزيه له هو انا مش هاكل اي حاجه
اشار سليم إلى عايده براسه ان ترحل وبالفعل غادرت عايده ليقول سليم:
كل ده علشان تنزلي الجامعه؟!
لم تجيبه بشئ تناولت جهاز تحكم التلفاز ثم قامت بالضغط علي الزار وتشغيله ليقول سليم:
هعمل معاكي ديل ايه رايك؟!
نظرت له باستفهام ليقول هو:
هنزلك الجامعه وهبطل اقفل عليكي بس بشرط
ايوه اتفضل اتشرط اتفضل
قالتها بخنق ليقول هو:.
تطلعي الحب وكلام ده من دماغك تركزي في مستقبلك بس وتشوفيني ابن عمك الكبير وبس شوفيني اي حاجه انتي عايزاها ماعدا الحب والهبل ده ابوس ايدك يا شيخه طلعيني انا والحب من دماغك
وايه كمان؟!
- بس مفيش حاجه تانيه قولتي ايه؟!
موافقه بس انا عايزه ارجع الفيلا تاني مش حابه قعدتي هنا
هرجعك الفيلا حاضر بس مش دلوقتي
اقبلت عليهم عايده ثم وضعت صنيه الطعام علي الطاوله ليقول سليم:
اظن كده نفطر سوا صح؟!
ابتسمت له نيره ثم حركت راسها بنعم.
هتف إلى فرح التي تقف في الشرفه:
معرفش فجاه اتغير كده وقالي انه مش هيحبسني تاني واني انزل الجامعه احضر
جميل، انا دعيتلك كتير والله ان ربنا يهدي اخوكي عليكي
ابتسمت لها نيره ثم قالت:
سليم اداني فلوس وقالي انزل اشتري بيهم لبس للجامعه واي حاجه انا محتاجها ينفع تيجي معايا؟!
اه طبعا من عنيا اديني ربع ساعه كده ابلغ ماما واجهز
حركت نيره راسها بالموافقه.
ثم دلفت إلى الداخل وبدات في تبديل ملابسها نظرت إلى هيئتها في المراه وهتفت:
سليم لو شاف اللبس ده مش هيعجبه ويقول عريان
زفرت بقوه ثم بدلت ثيابها تلك وارتدت شئ اخر.
انتبهت إلى رنين جرس الباب تناولت حقيبتها واتجهت إلى الخارج لتجد عايده قامت بفتح الباب إلى فرح.
خلصتي ولا لسه؟!
قالتها فرح بتساؤل لتجيبها نيره:
خلصت تمام
متتاخريش يا نيره علشان استاذ سليم ميزعلش منك ويرجع يقفل عليكي تاني.
قالتها عايده بتنبيه لتقول نيره:
حاضر
غادر الفتيات الشقه لتقول فرح:
بصي اخويا هيوصلنا بالعربيه بتاعته وبعدين هيمشي
طب ما نروح لوحدنا ليه اخوكي؟!
هو صمم ولو كنت رفضت مكنش هيوافق يخرجني معلش يا نيره علشان خاطري
طيب يا ستي حاضر
اتجه كلاهما إلى السياره استقل الفتيات المقعد الخلفي ليقول مازن:
عايزين تروحوا فين الاول؟!
المول يا مازن وصلنا المول وامشي شوف حالك
ادار محرك السياره هاتفآ:.
هستناكم في العربيه لحد ما تخلصوا علشان اوصلكم
احنا هنعرف نروح لوحدنا
قالتها نيره باندفاع ليقول مازن وهو يحرك راسه باستغراب مزيف:
بتقولي ايه مش سامع؟
بقول احنا هنعرف نروح لوحدنا سمعتها كده؟
قالتها نيره بصوت مرتفع ليقول مازن:
ااه اه سمعت بس معلش مش هينفع انا دايما رجلي علي رجل اختي
كشرت وجهها بعدم رضا لتقول فرح بهمس لنيره:
وحياتك دايما بتحايل عليه يوصلني وهو ولا بيعبرني
سليم انا بكلمك ارجوك رد عليا.
قالها فادي برجاء وهو ينظر إلى اخيه ليجيبه هو:
إلى انقذك مني انك متكسر ميت حته ضيعت بنت عمك يا غبي
وانا قولتلك اهو وحكيتلك كل حاجه لاني تعبت مش قادر استحمل كل ده لوحدي.
ياريتك ما حكيت ولا عرفتني حاجه يا شيخ جاي تقولي دلوقتي؟ بعد ايه الواد وهرب ومحدش عارفله طريق وصحابك طلع محدش قربلها اروح امسك في مين؟ واحنا اصلا مش متاكدين اذا كان حازم لمسها اخر مره ولا لا ما يمكن بيشتغلك وبيقولك ملمسهاش ويكون لمسها وهي سكرانه
مش عارف يا سليم مش عارف بس علي اقل تعرفوا انها مظلومه وهي كمان تعرف انها مسلمتش نفسها لحد.
ااه وتفتح علينا ابواب احنا مش قدها نيره لو عرفت انها ضحيه هتتفرعن علينا ومحدش هيعرف يلمها بعد كده ده غير بابا وماما إلى عمرهم ما هيسامحوك، خلي كل حاجه ماشيه زي ما هي يا فادي وتبقي فاهمه ان إلى حصل غلطتها هي
ابتسم فادي ساخرآ وهو يقول:
كنت فاكر لو عرفت هتقوم الدنيا.
لو قومت الدنيا انت الوحيد إلى هيتاذي نيره عمرها ما هتسامحك وهتشوف نفسها الضحيه يا حرام وبابا وماما هيقفوا في صفها وعمي مش هيسكت، نيره مهما كانت بنسبالي عمرها ما هتكون اهم من اخويا، انسي يا فادي كل حاجه حصلت وخلاص كده انا هخلي نيره تنزل جامعتها وتخرج براحتها وكام شهر هطلقها وهترجع الفيلا وكل حاجه هترجع طبيعي زي ما كانت
تنهد فادي باسي وهو يغمض عينيه..
ليس هو فقط الندل في تلك العائله بل واخيه ايضآ..
اخوكي بارد شوفي لفينا كام ساعه وهو بردو واقف بالعربيه ومستني.
قالتها نيره بضيق لتجيبها فرح ضاحكه:
مش عارفه تصرفاته غريبه النهارده كده ليه يلا يا بنتي نركت انا رجلي وجعاني مش قادره اقف
اقترب كلاهما من السياره ليقول مازن:
اخيرااا
لما انت زهقت كده واقف ليه كنت مشيت واحنا كنا هنيجي لوحدنا عادي
حرك راسه بنفي هاتفآ:
تؤ تؤ مقدرش لازم اوصلكم يلا اركبوا يا بنات
استقلت نيره السياره وصفعت الباب يقوه ليقول مازن:.
براحه علي العربيه من فضلك
ضغطت علي شفتيها بضيق ليقول مازن:
هاخدكم في مكان لطيف كده نتعشي
لا شكرا مش هينفع انا اتاخرت جدا
قالها نيره ليقول مازن:
انا مش باخد اذن علي فكره
يا عم بطل تناحه دي انت كده تنح مش روش خالص
قالتها نيره بعصبيه ليقول مازن:
شكرا لذوقك
ظل يقود السياره ثم توقف امام المنزل هبطت نيره من السياره لم تننظر فرح ثم استقلت المصعد ووصلت إلى شقتها.
وفي الاسفل
هتفت فرح:.
مش ملاحظ ان تصرفاتك غريبه النهارده؟!
ازاي؟!
قالها مازن بدهشه مزيفه لتقول فرح:
مالك بنيره في ايه؟!
صحبتك عصبيه اووي
قالها وهو يسير برفقه فرح لتقول هي:
وانت مالك مركز معاها ليه!؟
ليقول مازن وهو يدلف إلى المصعد بابتسامه:
بصراحه عينها حلوه، عارفه لو كانت كبيره شويه كنت خطبتها بس يلا مش مهم استني كام سنه ايه رايك اخطبها علي سنه تالته ونتجوز بعد ما تخلص رابعه؟