قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل السادس

رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد

رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل السادس

الجزء الثاني من بنت القلب

ضرب المكتب بيده بغضب شديد ثم أمسك بهاتفه وضغط عدة ضغطات على شاشته، ثم رفع الهاتف على أذنه وانتظر الرد

على الجانب الآخر كان يجاورها في غرفتهما بالفندق حينما أضيئت شاشة هاتفه برنين فالتقطه ونظر إليه بتردد قبل أن يأخذ قراره ويرد أخيرًا:
- أيوة يا بابا
أتاه صوت والده «محمد» الغاضب والذي اخترق أذنه:
- أيوة يا بابا ! يا روقانك يا أخي، سيبتلي الجمل بما حمل وسافرت مع الصيع أصحابك
لم يتأثر بكلماته بل ردد بكل هدوء:
- يا بابا أنا من حقي أخرج وأتفسح وأعيش حياتي شوية مش أتسجن فى الشغل ليل نهار...

أتاه الرد بنفس النبرة الغاضبة:
- اه أنت تخرج وتتفسح واللي ما تتسمي خطيبتك دي تاخد كل حاجة مننا وتبوظ علينا الصفقة
اعتدل «يوسف» بعدما انتبه لحديث والده والذي ذكر خطيبته، ضيق عينيه وهو يقول متسائلًا:
- ياسمين ! عملت ايه يا بابا ؟
- الهانم اتفقت مع شركة "GW" وخطفت مننا صفقة أدوات التجميل الجديدة وبنفس السعر اللي كنا محددينه كمان، أنا كنت أخدت منهم كلمة امبارح إننا نقعد ونمضي العقود بس فوجئت باعتذارهم النهاردة وإنهم مضوا مع شركة الجيار..

ضغط على شفتيه بغضب وهو يتوعد لتلك الحقيرة كما يُطلق عليها هو ثم هز رأسه وهو يقول بجدية:
- تمام يا بابا أنا نازل بكرا القاهرة واعتبرها آخر صفقة هتروح منك وأنا هوريك هعمل فيها ايه بنت الجيار، إن ما خليت الشركة دي تفلس وأرميها فى الشارع ماأبقاش أنا يوسف محمد الهواري

مر على تلك الصيدلية قبل عودته إلى منزله، دلف إلى الداخل وألقى السلام فقام «هاني» برد السلام وهنا مد «نائل» يده بالنقود وهو يقول بابتسامة:
- اتفضل يا دكتور ده تمن العلاج اللى أخدته
نظر إليه بعتاب ودفع يده بخفة وهو يقول:
- ايه ده يا نائل قلتلك والدتك هي والدتي وخلي الفلوس أنا مش محتاجها دلوقتى خالص، لما ربنا يفرجها عليك ابقى هاتها..

ابتسم بلطف وهو يمد يده بالنقود مرة أخرى وأردف:
- الحمدلله ربنا فرجها ولقيت شغل وأخدت نص المرتب النهارده الحمدلله ومعايا فلوس، اتفضل يا دكتور .. تسلم
مد يده وأخذ النقود من يده ثم ردد بابتسامة:
- طيب يا نائل ربنا يرزقنا ويرزقك يارب
- يارب..

مر على تاجر الفاكهة وقام بشراء القليل من الفاكهة لأمه ولشقيقته الصغرى وهو يتخيل هذا اللقاء الحافل فهم لم يتذوقوا طعم الفاكهة منذ وقت طويل، حمل الفاكهة وتوجه إلى المنزل وبعد عدة طرقات على الباب فتحت له شقيقته الباب لتتفاجأ بحقيبة الفاكهة التي بيده فصاحت بسعادة:
- ايه ده يا نائل ! موز ؟ الله..

قفزت بسعادة فضمها إلى صدره بحب وأردف:
- ذاكرتِ؟
أومأت رأسها بالإيجاب وهي تقول مبتسمة وقلبها يرقص فرحًا:
- أيوة ذاكرت وعملت الواجب المطلوب مني كمان وخلصت الأكل واديت لماما العلاج
مسح بيده على رأسها بحب ثم ردد:
- برافو عليكي يا يويو
تركته وتراجعت للتجه للمطبخ وهي تقول:
- هحضرلك الأكل حالا..

هز رأسه بابتسامة ثم اتجه لغرفة والدته فوجدها نائمة ولكن الغطاء ليس عليها بالكامل، تقدم وقام برفع الغطاء ليغطي كل جسدها ويقوم بتدفئتها ففتحت عينيها ونظرت إليه بشوق قائلة:
- نائل حبيبي أنت جيت امتى من الشغل ؟
ابتسم وهو يجلس على طرف السرير بجوارها ثم أجابها:
- لسة جاي دلوقتي يا أمى، كويس إنك صحيتي..

نهض وسحب حقيبة الفاكهة التي قام بإحضارها ثم قام بتقشير تلك "الموزة" إلى والدته ومد يده بها إليها وهو يقول:
- خدي يا ماما، أنا عارف إنك بتحبي الموز .. أنا أخدت نص المرتب النهاردة الحمدلله، ربنا رزقني
تناولت منه ثمرة الفاكهة وقطمت منها قبل أن تربت على كتفه بحنو شديد وتقول:
- الحمدلله، قلتلك ربنا هيفرجها .. ربنا يسعدك ياابنى وأشوفك فرحان على طول، ربنا يرزقك من نعيمه..

خفض رأسه ليقبل يديها وفي تلك اللحظة حضرت شقيقته الصغرى «يارا» وأردفت:
- أنا جهزتلك الأكل في أوضتك يا نائل
رفع رأسه ثم قام بسحب ثمرة ومد يده بها لشقيقته وهو يقول:
- خدي يا يويو، تعالي كلي الموز ده كله

نظرت إليه والدته وأشارت إليه وهي تقول:
- طب خدلك اتنين أو تلاتة كلهم بعد الأكل
نهض عن جلسته ثم رمقها بابتسامة وتراجع وهو يقول برضا:
- أنا جايبهم علشانكم وماليش نفس، المهم عندي تاكلوا أنتوا وتشبعوا
ثم رحل على الفور، على الرغم من رغبته الشديدة في ثمار الفاكهة إلا أنه رفض تناولها حتى يتركها كلها لوالدته وشقيقته فهو قد شبع من تلك الفاكهة برؤيته لهن في تلك السعادة وهم يتناولونها

ظلت مسلطة نظرها عليه لأكثر من دقيقة فسألها سؤاله المعتاد والذي يعرف إجابته لكنه يعشق تلك الإجابة:
- بتبصيلي كدا ليه
رفعت كلتا يديها وحاوطت وجهه وهي تجاوب الإجابة التي لم يتوقعها:
- تعرف إنك فيك شبه كبير من القطة بتاعتي
قطب جبينه بدهشة من ردها وأردف بتلقائية:
- شبه القطة بتاعتك ؟ ده اللي ربنا قدرك عليه !

ضحكت من رد فعله وأمسكت بوجنتيه وأخذت تداعبهما وهي تقول:
- يااختشي كميلة أنتِ بتتقمصي
أبعد يدها عنه بخفة ووقف وهو يقول باعتراض:
- ايه يا نيران أنتِ بتلاعبي ابن أختك مالك النهارده هو بابا سلطك عليا ولا ايه
وقفت هي الأخرى وحاوطت عنقه بيديها لتخفف ضيقه وقالت بحب:
- بقى برضه أنا أقدر أزعلك ! ده أنت حبيبي وقلبي وكل حياتي ده أنت حتى الدكتور بتاعي وأنا المريضة اللي مجنونة بحبك..

ابتسم رغمًا عنه بعدما أثرت فيه كلماتها فقرب رأسه منها وطبع قبلة على شفتيها ثم أبعد رأسه وقال:
- هو انا برضه ينفع أزعل من حبيبة قلبي وروحي نيران ! اعتبري وشي ساحة تدريب واتدربي ملاكمة عليه
قبل أن ترد على كلامه سمعا طرقات على باب الغرفة فابتعد عنها كي يفتح الباب ويعرف من الطارق وما إن فتحه حتى فوجئ ب «غارم» أمامه وبجواره النادل الذي كان مُمسكًا بعربة صغيرة موضوع عليها أنواع مختلفة من الطعام والشراب، ابتسم بلطف وهو يقول:
- ياريت ماكنتش أزعجتك يا طيف باشا..

رسم «طيف» ابتسامة مصطنعة وهو يهز رأسه قائلًا:
- لا أبدا يا يوسف بس فهمني ايه ده
أشار إلى الطعام وأجابه:
- دي هدية بسيطة من الفندق للعرسان الجداد .. عشاء مطبوخ مخصوص علشانكم، بالهنا والشفا
نظر إلى الطعام ثم رفع رأسه وأردف:
- ماكانش له لزوم التعب ده والله
تقدم «غارم» خطوتين وربت على كتفه قائلًا:
- تعب ايه يا راجل، يلا أسيبك أنا..

ثم أشار إلى النادل الذي توجه بالطعام إلى داخل الغرفة ثم عاد إلى الخارج مرة أخرى ورحل بصحبته، نظر طيف إلى الطعام وصمت لبعض الوقت فتحدثت «نيران» قائلة:
- غريبة يعني ! جايب العشاء لغاية هنا بنفسه
- يا إما عامل كدا علشان يكسبني في صفه ويعرف أنا عارف عنه حاجة ولا لا يا إما الأكل ده مسموم
اتسعت حدقتيها وتقدمت خطوتين حتى أصبحت مجاورة له ورددت بصدمة:
- ايه مسموم !

- معقول يا فندم قدرت تقنعهم ؟ دول كانوا رافضين المبدأ نهائي
قالها «رماح» للواء أيمن الذي ابتسم وأجابه:
- مفيش حاجة صعبة يا رماح، أنا بس فكرتهم بحياتهم قبل كدا وقارنتها بحياتهم دلوقتي وفكرتهم هما مين ويقدروا يعملوا ايه وكنت واثق إنهم هيغيروا رأيهم ويوافقوا يشتغلوا معانا المهم دلوقتي زي ما فهمتك أنت وفاطمة مسئولين عن تدريبهم على أسلوبنا وطريقتنا علشان هنحتاج ليهم قريب أوي يعني في شهر تكون خلصت مهمتك مفهوم ؟

أومأ رأسه بالإيجاب ووقف وهو يقول:
- مفهوم سعادتك .. أنا هروح أبلغ فاطمة بالكلام ده
- تمام
رحل «رماح» ورفع اللواء «أيمن» سماعة هاتفه وانتظر قليلًا قبل أن يقول:
- عايزك دلوقتي في مكتبي يا فهد
ما هي إلا ثوانٍ حتى حضر «فهد» إلى المكتب وأدى التحية قائلًا:
- تمام سعادتك
أشار إلى المقعد المقابل له وردد:
- اقعد يا فهد
جلس «فهد» وهز رأسه متسائلًا:
- اتفضل يا فندم فيه حاجة ؟

أغلق المستند الذي كان مفتوحًا أمامه وشبك أصابعه قبل أن يرفع رأسه ويقول بجدية:
- أنت أثبت نفسك في مكانك يا فهد ومن القليلين اللي بعتمد عليهم في أي مهمة أو عملية علشان كدا قررت أضمك للمجموعة السرية بتاعتي .. أنا فهمتك كل حاجة امبارح ودلوقتي جه وقت العملية اللي عايز أكلفك بيها
- أنا جاهز لأي حاجة .. سعادتك تؤمر وأنا أنفذ..

أمسك بالمستند الموضوع أمامه ومد يده به إليه قائلًا:
- الملف ده فيه كل حاجة عن طبيعة المهمة وعن الناس اللي هتعمل تحريات عنهم بس ده هيتم في سرية تامة وكل حاجة أعرفها أول بأول تمام
استلم المستند من يده وهز رأسه بالإيجاب قائلًا:
- تمام يا فندم

مضي اليوم وجاء يوم جديد وكالعادة حضرت «ياسمين» إلى الشركة وقدّم لها «وحيد» القهوة الخاصة بها ثم رحل وبقت هي تتابع عملها حتى حضر «يوسف» ودلف إلى المكتب دون أن يطرق الباب فرفعت هي بصرها لتتفاجأ به:
- ايه ده يوسف ؟ أنت مش قلت الشغل هياخد يومين
ابتسم إليها بمكر ثم تقدم ليجلس على المقعد المقابل لها وردد بكذب:
- خلصت باقي الشغل امبارح وجيت على طول طالما أنتِ عايزاني..

ضغطت على الزر وطلبت منهم إعداد القهوة لـ «يوسف» ثم رفعت بصرها وأردفت بابتسامة حب:
- ماكنتش تتعب نفسك وتيجى، أنا خلاص خلصت الموضوع
- طيب الحمدلله إنك خلصتي الموضوع، ااا..صحيح بابا كلمني الصبح وأنا جاي وكان زعلان منك جامد
عقدت ما بين حاجبيها بتعجب ثم نهضت من مكانها واتجهت لتجلس على الكرسى المقابل له ورددت بتساؤل:
- زعلان مني أنا ؟ لية حصل ايه..

حاول سرد ما حدث ولكن بطريقته الخاصة كي لا تشك بشيء:
- كان متفق مع شركة "GW" والمفروض كانوا يمضوا العقود امبارح لكنه اتفاجأ إنك مضيتي معاهم وده ضايقه
وضعت يدها على يده بحب ثم رددت بابتسامة محاولة إرضاءه:
- معلش يا حبيبي ماكنتش أعرف إن والدك هو اللي كان بينافسني علشان يتعاقد معاهم، لو كنت أعرف كنت سيبتله الصفقة طبعًا..

لم يعلق هو على هذا الموضوع لفترة طويلة وغير مجرى الحديث كي يستمر في خطته ضدها دون أن يثير ريبتها منه، أطبق على يدها بحب وأردف بابتسامة:
- ولا يهمك يا حبيبتي، احنا الاتنين واحد ونجاحك هو نجاحي
في تلك اللحظة طرق أحد الباب فهتفت لتقول بعدما سحبت يدها:
- ادخل..

فتح «نائل» الباب ودلف إلى الداخل وهو يحمل فنجان القهوة لـ «يوسف»، رفع رأسه برفق فتفاجأ به يجلس على المقعد أمامها فاتسعت عينيه وهو يرمقه قائلًا:
- أنت ؟
هنا انتبه «يوسف» له ووقف من شدة صدمته وردد بصوت منفعل:
- أنت ؟ بتهبب ايه هنا ؟

أنهى سرد ما أخبره به اللواء «أيمن» وختم حديثه قائلًا:
- والمطلوب مننا إننا ندربهم على طريقتنا وأسلوبنا علشان هنحتاجهم قريب
لوت ثغرها وعادت بظهرها إلى الخلف وهي تقول متسائلة:
- واللواء أيمن عايزهم ليه ؟ ما هو طالما عايزهم هما مخصوص يبقى في حاجة مهمة أو عملية جديدة بيخطط ليها
مط شفتيه قبل أن يجيبها بحيرة:
- معرفش والله بس فعلا شكل الموضوع كبير ومش عارف اللواء أيمن بيخطط لايه بالظبط بس كل اللي علينا إننا ننفذ الأوامر وبعد كدا هنفهم..

على الجانب الآخر نظر «طيف» إلى الطعام ثم نظر إلى «نيران» وردد:
- أيوة زي ما بقولك ممكن يكون مسموم، مش عارف أتصرف ازاي ولا أعمل ايه
اقترب من الطعام وأمسك بالشوكة ثم وضع قطعة من اللحم بها وقربها من فمه فصرخت «نيران» قائلة:
- أنت بتعمل ايه متاكلش منه..

أبعد قطعة اللحم عن فمه وسحب رغيف من الخبز ووضع به قطعتين من اللحم ونظر إليها قائلًا:
- لو مسموم مش هيرضى يقبل مني الرغيف ده ولا ياكله
أسرعت وأجابته:
- بس لو مش مسموم هياكله وهيعرف إنك كشفته
ترك الطعام من يده وجلس يفكر في حل لتلك المعضلة فهو لا يعرف ما الذي يحدث، أغلق عينيه وأطبق عليها بقوة لكي يستطيع التفكير بالأمر فاقتربت منه ووضعت يدها على كتفه ورددت:
- ماأظنش إنه مسموم علشان لو عايز يموتنا مش هيعمل ده في الفندق بتاعه ولو كان عايز يموتنا كان حط السم في الفطار اللي بيطلعلنا كل يوم..

نظر إليها ثم نظر إلى الطعام وردد:
- فعلا عندك حق، بس متاكليش من الأكل .. هاكل منه الأول ونستنى شوية لو ماحصلش حاجة نكمل أكل مع بعض
ودت لو كانت تمنعه عن فعل ذلك لكن ما طمأنها هو تفكيرها بالأمر واستحالة ارتكابه جريمة كتلك في الفندق الخاص به، أومأت برأسها واقترب هو وبدأ في تناول الطعام، تناول القليل ثم جلس ونظر إليها في صمت منتظرًا ما سيحدث وأثناء نظره إليها أمسك بطنه وتألم قليلا فلاحظت هي ما حدث فاقتربت منه ورددت بخوف وتوتر:
- أنت كويس ؟
رفع صوت تألمه وضغط بيده على بطنه وهو يقول:
- اه مش قادر .. بطني بتتقطع هموت !

نظرات مشتعلة وأنفس متوهجة بينهما، كلٍ منهم يحمل الحقد والكره بداخله للآخر، تقدم وترك فنجان القهوة من يده ثم رجع بظهره للخلف ولم ينطق بكلمة واحدة ومازالت تلك النظرات المشتعلة بينهما

قطع هذا الصمت صوتها، نظرت إلى كلٍ منهم بتعجب وهتفت بتساؤل:
- أنتوا تعرفوا بعض ؟
انتبه «نائل» لسؤالها وردد وهو ينظر إلى عينيه بغضب شديد:
- للأسف أيوة، يبقى أخويا
شعرت بالصدمة واتسعت حدقتيها بعدم تصديق، بدلت نظراتها بينهما وهي عاجزة عن الكلام حتى نطق «يوسف» بغضب ليقطع هذا الصمت:
- للأسف زي ما قال، بس تفرق أنا ابن ناس وهو ابن خدامة..

ضغط «نائل» على أسنانه بقوة وغضب شديدين، كور يديه استعدادًا للكمه بكل قواه لكنه تراجع في الثواني الأخيرة حتى لا يفقد عمله في ثاني يوم له به فهو في أشد الحاجة لهذا العمل ولن يضيعه لأجل كره بقلبه لأخيه والذي يكون من أم ثانية...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة