قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل السادس عشر

رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد

رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل السادس عشر

الجزء الثاني من بنت القلب

كان يتجول على شاطئ البحر وهو يضع كلتا يديه في جيب بنطاله، كان الهواء الذي يصطدم بوجهه رائعًا، أحب هذه الأجواء وأثناء سيره وجدها تنظر إلى مياه البحر وشاردة تمامًا فتقدم حتى وصل ووقف بجوارها قبل أن ينظر إليها ويقول متسائلا:
- غريبة واقفة لوحدك ليه !
أجابته وهي مازالت موجهة بصرها إلى المياه:
- المياه حلوة أوي .. لما ببص للمياه بحس براحة نفسية رهيبة .. بنسى كل مشاكلي وهمومي .. بحس إن المياه بتغسل كل همومي وتعبي..

ابتسم ونظر هو الآخر إلى المياه قبل أن يقول:
- وأنتِ برضه حاسة بهموم وتعب وأنتِ معايا !
نظر إليها وتابع:
- في حاجة مضايقاكي يا نيران ؟ حاسك شايلة هم كبير أوي .. حاسك زعلانة ومطفية مش نيران اللي على طول مبتسمة للحياة ومفيش أي حاجة تأثر فيها، احكيلي مالك يمكن أعرف أمسح همومك زي ما البحر بيعمل.

وجهت بصرها إليه ونزلت دمعة من عينيها وهي تقول:
- خايفة أوي يا طيف .. خايفة في يوم تبعد عني، أنا عارفة إنك مش هتسيبني بس خايفة يبعدوك عني بالقوة، خايفة أصحى في يوم ماألاقيش نفسي في حضنك .. خايفة ماأشوفكش تاني
زادت دموعها وتابعت:
- خايفة حلمنا الجميل يتحول لكابوس .. أنا مش عايزة أبعد عنك يا طيف بالله عليك ماتسيبنيش، احضني وخبيني جواك ماتسيبهمش يخدوني منك..

اعتدل في وقفته وحضنها بقوة وهو يقول:
- مش هسيبك يا نيران .. أنتِ كل حياتي وعمري ما هسيبك ولا هسيبهم ياخدوكي مني، أنتِ نفسي اللي بتنفسه ومن غيرك ماتبقاش حياة .. مش هسيبهم ياخدوكي .. مش هسيبهم ياخدوكي..

كانت «أسماء» تنظر إلى ابنها ببكاء وتألم وهو يكرر تلك الكلمات أثناء نومه:
- مش هسيبهم ياخدوكي يانيران .. مش هسيبهم ياخدوكي
وفجأة فتح عينيه ليجد والدته بجواره والتي أسرعت ومسحت دموعه المتساقطة وهي تقول:
- طيف حبيبي وحبة عيني طمني عليك حاسس بوجع ؟ أناديلك الدكتور..

حرك بصره ورمقها بنظرات مجهولة وكأنه يتعرف على الموقف الذي هو فيه الآن وما إن أدرك حتى رفع يديه وأمسك بكفها وقبله بحب وهو يقول بضعف:
- ماما وحشتيني أوي كنت خايف ماأشوفكيش تاني .. أنتِ كويسة ؟
رفعت هي يده وظلت تقبلها بشوق ولهفة شديدين قبل أن تجيبه بحنو:
- أنا كويسة يا نور عيني وحياتي كلها، المهم طمني أنت كويس ! حاسس بوجع أو بتعب ؟

حاول تحريك رأسه لكنه لم يستطع فاكتفي بالرد فقط:
- أنا بخير اتطمني عليا بس نيران مش بخير .. خدوها قصاد عيني وماقدرتش أعمل حاجة .. معرفتش أدافع عنها واخدها منهم، أنا فاشل في كل حاجة .. فاشل في إني أكون دكتور وفاشل إني أكون ظابط شرطة، انا فاشل فاااشل
تساقطت الدموع من عينيه فأسرعت أمه ومسحتها وهي تقول بحنو وحب شديدين:
- لا يا حبيبي أنت مش فاشل وكل اللي حصل ده غصب عنك وبعدين دول ضربوك على راسك جامد وجالك ارتجاج في المخ والدكتور قال إنها معجزة إنك خرجت منها على خير وهتقدر تقف على رجلك وكمان مافقدتش الذاكرة، كل حاجة حصلت غصب عنك يا طيف ونيران هترجع إن شاء الله..

لم يستطع الرد وظل مسلطا لبصره على سقف الغرفة إلى أن طرقت «رنّة» على باب الغرفة ودلفت إلى الداخل،فوجئت بإفاقة شقيقها فأسرعت اليه وقالت بلهفة:
- طيف أنت كويس ؟! وحشتني أوي
ابتسم بلطف وهو يمسك يدها بحب قائلًا:
- وحشتيني يا لمضة .. شوفتي آخرتها بقيت فين ؟
حاولت منع دموعها لكنها لم تستطع وأردفت:
- إن شاء الله هتقوم وتبقى كويس وأحسن من الأول كمان
حاول بث الطمأنينة في قلبها حتى تكف عن البكاء:
- إن شاء الله .. ماتعيطيش بقى أنا كويس..

في تلك اللحظة طرق الطبيب الباب وما إن دلف حتى فوجئ بطيف مستيقظا فابتسم وتقدم ناحيته:
- ما شاء الله احنا فوقنا وبقينا كويسين أهو
ابتسم بتكلف وهو يقول:
- البركة فيك يا دكتور .. ممكن أعرف أنا هقدر أقوم وأتحرك امتى ؟

اختفت ابتسامة الطبيب ورمقه بتحذير قائلًا:
- اوعى ترهق نفسك وتتحرك وماتفكرش تقوم دلوقتي خالص لأن الضربة كانت شديدة وعملت ارتجاج في المخ .. أنت اتكتبلك عمر جديد، ياريت بقى ماتحاولش ترهق نفسك بأي شكل من الأشكال لغاية ما تبقى كويس وتقدر تتحرك تاني زي الأول إن شاء الله
أغلق عينيه بتعب وفتحها مرة أخرى قبل أن يقول متسائلًا:
- طيب بابا فين !

هنا تحدثت والدته واجابته:
- هو في المديرية دلوقتي وهيخلص شغل ويجي على هنا .. متقلقش
أعد الطبيب الحقنة وأعطاها إليه ثم عاد بظهره قبل أن يقول:
- لو احتاجتوا أى حاجة بلغوني وأنا تحت أمركم .. بعد اذنكم

نظر «يوسف» إلى السكين التي بيده ولم يصدق أنه ارتكب تلك الجريمة في هذا الوقت، توقف عقله عن التفكير ونظر إلى «نائل» الذي وقع أمامه على الأرض وغطت الدماء ملابسه بالكامل، حاول التقاط أنفاسه بدرجة طبيعية كي يستطيع التفكير ونجح في ذلك، كل ما شغل باله هو كيفيه إخفاء جثة أخيه قبل أن يكتشفها أحد، ألقى بالسكين ثم مال عليه ليتأكد من وفاته فتفاجأ أنه على قيد الحياه ومازال يتنفس،

نظر إلى السكين وفكر في سحبها وإنهاء ما بدأه حتى لا يُكشف أمره وبالفعل أمسك السكين ورفع يده استعدادًا لطعنه مرة أخرى وقبل أن ينزل بها على جسده استعاد «نائل» وعيه وأمسك بيده فحاول «يوسف» دفع السكين باتجاه جسده بقوة ورغم إصابة «نائل» إلا أنه كان أكثر قوة منه واستطاع إبعادها عنه وبحركة سريعة أخذها منه وقربها من رقبته وهو يقول:
- حركة كمان وهطيرلك رقبتك..

استسلم «يوسف» ورفع يديه وهو يقول:
- أنا ... أنا ماكنتش أقصد
نظر إلى الجرح بألم ورأى كم الدماء التي سالت ثم رفع رأسه إليه وأردف:
- ماكنتش تقصد ؟ ده أنت كنت عايز تخلص عليا ! بس حسابنا مش دلوقتي ياابن الهواري .. قوم غور من هنا بدل ما أرتكب جناية، قووم !

نهض «يوسف» وتراجع بظهره بخوف وما إن وصل إلى الباب حتى أسرع وركض إلى الخراج هربًا من هذا المكان، حاول «نائل» الوقوف مرة أخرى لكنه وجد صعوبة كبيرة في ذلك، حاول عدة مرات حتى نجح لكنه شعر وكأن المكان يدور به ففقد الوعي في الحال...

مر الوقت وأصبحت الساعة التاسعة مساءً ولم يعود «نائل» إلى المنزل، ظلت شقيقته الصغرى تتحرك ذهابا وإيابا بقلق فهتفت والدتها:
- هيكون راح فين يعني ! ده أول مرة يتآخر كدا . أنا قلبي واكلني عليه أوي
ظلت الأجواء متوترة إلى أن تذكرت الأم «وحيد» فوجهت بصرها إلى طفلتها وقالت:
- أيوة نائل شغال في نفس الشركة اللي شغال فيها وحيد، اجري يا يارا روحي اسأليه أكيد يعرف مكانه..

هزت رأسها بالإيجاب وأسرعت بالفعل إلى منزل «وحيد» وطرقت الباب ففتح لها بعد عدة ثوانٍ ليقول متعجبًا:
- أيوة يا يارا .. مالك وشك مخطوف كدا هو في حاجة ؟
التقطت أنفاسها ورددت بتساؤل:
- ماشوفتش نائل ياعم وحيد ! أصله لسة مارجعش لغاية دلوقتي واحنا هنموت من القلق عليه
اتسعت حدقتيه بصدمة ليقول:
- ايه! نائل مرجعش لغاية دلوقتي ازاى يعني ؟

أنهى اللواء «أيمن» عمله واتجه إلى المستشفى، وصل إلى غرفة ابنه وتفاجأ أنه بصحة جيدة، تقدم إليه وجلس على الكرسي المجاور لسريره من الجهة الأخرى وأردف:
- حمدلله على سلامتك يا وحش .. يلا اتجدعن كدا وارجع زي الأول وأحسن
لم يعلق على ما قاله وردد متسائلًا:
- فين نيران يا بابا ؟

نظر إلى زوجته ولم يعرف بماذا يجيبه فعاود سؤاله مرة أخرى:
- رد عليا يا بابا فين نيران ! لما لقيتوني مالقيوتهاش ؟ راحت فين
ربت على كتفه بحنو قائلا:
- ماتقلقش يا طيف هنلاقيها .. الموضوع مش سهل والداخلية كلها مقلوبة خصوصا بعد اللي حصل من صاحب الفندق..

قطب جبينه بتعجب قبل أن يسأله:
- صاحب الفندق ! اللي هو غارم ؟ أنا مش فاهم حاجة خالص .. هو أنا بقالي كام يوم هنا
- أسبوع ويومين
اتسعت حدقتيه بصدمة وبدل نظراته بين والدته ووالده وهو يقول بعدم تصديق:
- يعني نيران بقالها أسبوع ونص مخطوفة ولسة محدش وصلها ! لا لا مش مصدق .. استحالة..

ربت على كتفه وحاول تهدئته قبل أن يُصاب بصدمة كما حدث بالأمس:
- اهدا بس يا طيف لو عايزني أحكيلك اللي حصل بالظبط يبقى تهدا وتاخد كل حاجة بالعقل مش على أعصابك تمام ؟
نظم أنفاسه وهتف قائلًا:
- أنا هادي أهو وكويس ممكن بقى تحكيلي حصل ايه ؟
رجع بظهره إلى الخلف وبدأ يتذكر ما حدث وما قصه عليه رجاله

"قبل اسبوع"
طرق «رماح» على باب الغرفة فلم يفتح له أحد، نظر إلى «فاطمة» بتعجب قائلًا:
- هم مش موجودين ولا ايه؟
هزت رأسها بالنفي وأجابته:
- ازاي يعني أنا قايلة لنيران امبارح إننا هنيجي النهارده وماأظنش إنهم مش هنا .. ممكن يكونوا لسة نايمين..

نظر إلى ساعته ورفع رأسه قائلًا:
- نايمين ايه يا فاطمة الساعة دلوقتي 1 بعد الضهر !
بدأ القلق يزداد عندهما فقرر «رماح» جلب مفتاح الغرفة وبالفعل جلبه بصفته رجل شرطة، فتح الباب فتفاجأ بـ «طيف» الذي كان غارقا في بركة دماء، صرخت «فاطمة» ولم تتحمل المشهد بينما تقدم هو وانخفض ليتحسس نبضه فوجده على قيد الحياة .. سحب هاتفه وأبلغ الإسعاف على الفور ونظر إليها قائلًا بحدة:
- انزلي اقبضي على ابن ال... اللي اسمه غارم ده .. حاالا..

بالفعل أسرعت إلى الأسفل بعدما أشهرت سلاحها واتجهت إلى المصعد المؤدي إلى مكتب «غارم» فأوقفها أحد رجال الأمن قائلا:
- لو سمحت ارمي السلاح اللي في ايدك ده وإلا هبلغ بقية الأمن
وجهت السلاح إلى رأسه وقالت بانفعال:
- أنا ظابط شرطة .. فين مكتب رئيس الفندق ده..

تراجع وشعر بالقلق مما دفعه لإخبارها بمكان المكتب فدلفت إلى داخل المصعد ومنه اتجهت إلى مكتب «غارم»، لم تطرق الباب بل ركلته بقوة ليقع أمامها بكل سهولة ودلفت إلى الداخل وأمسكته من لياقة قميصه ووجهت السلاح إلى رأسه قائلة:
- وحياه أمك لتندم على اللي عملته يا غارم الكلب..

رفع كلتا يديه بخوف فهو لا يعرف من تلك ولماذا هي الآن، ظهر الخوف والتوتر على وجهه وأردف:
- غارم مين ! انا كرم ومعرفش حضرتك بتتكلمي عن ايه خالص .. ممكن أفهم ؟
نظرت إلى وجهه وتراجعت على الفور عندما لم تجده هو فهي تعرف شكله الحقيقي من الصورة التي أعطاها إياها اللواء «أيمن»، كيف لم تميز شكله عندما هاجمته ! أنزلت سلاحها وتراجعت وهي تقول:
- كرم ازاي ! وفين يوسف اللي قبلك ؟

التقط أنفاسه وهدأ قليلا قبل أن يجيبها:
- هو فعلا اللي كان ماسك الفندق قبلي اسمه يوسف بس أنا اشتريته منه من أسبوع وسلمهولي النهارده الصبح
وضعت المسدس في مخمده وتقدمت مرة أخرى وهي تقول متسائلة:
- باعه ؟ طب ماتعرفش راح فين أو ساكن فين ده ؟
هز رأسه بالنفي وأجابها:
- للأسف معرفش .. ممكن أفهم في ايه وايه اللي بيحصل في الفندق ؟

"عودة للوقت الحالي"
تابع «أيمن» سرد ما حدث قائلًا:
- اختفى كأنه إبرة في كوم قش .. مالهوش أثر نهائي، بعدها الإسعاف جت وأخدتك وأنا روحت الفندق بنفسي وفتحت تحقيق مع كل اللي شغالين وجبت كل الفيدباك بتاع الكاميرات لكن ملوصلتش لحاجة..

قاطعه «طيف» قائلا:
- أكيد كرم ده يعرفه يا بابا .. أكيد تبعه وحطه في الصورة مكانه علشان يعرف يهرب .. أكيد يعرف حاجة عن غارم
نظر إلى الأسفل بأسى قبل أن يجيبه:
- أنا كنت فاكر زيك كدا في الأول لكن طلع فعلا مايعرفش أى حاجة عن الموضوع واشترى الفندق قبل الحادث بأسبوع زي ما قال، واضح إن غارم كان مخطط لكل شيء وكان سابقكم بخطوات مش خطوة واحدة..

حاول أن ينهض من نومه ويجلس وبالفعل نجح في ذلك بصعوبة مما جعل والدته تنهض مسرعة وتساعده في ذلك ووضعت خلف رأسه وسادة حتى لا يشعر بالتعب، وجه بصره إلى والده وقال بحزن:
- يعني ايه ! نيران خلاص كدا ضاعت ؟ خلاص مش هشوفها تاني ؟ رد عليا يا بابا
ربت على فخذه وقال بابتسامة خفيفة كي يبث الطمأنينة في قلبه:
- هنلاقيها إن شاء الله يا طيف، أنا متابع كل حاجة بنفسي وهنوصلها .. عايزك أنت بس تهدا ومتحاولش تتعصب علشان متأذيش نفسك

كانت تجلس على سريرها بغرفتها وتقوم بقراءة كتاب أثناء دخول شقيقتها الصغرى إلى الغرفة، اقتربت الصغيرة «رقية» منها وقالت ببراءة:
- ياسمين ممكن تلعبي معايا زي زمان ؟
تركت الكتاب من يدها وابتسمت قائلة:
- معلش يا رورو أنا تعبانة وعايزة أخلص الرواية دي قبل ما أنام، روحي أنتِ العبي في أوضتك
ثم هتفت بصوت مرتفع:
- هانم ! يا هانم ؟

حضرت «هانم» مسرعة وهي تقول:
- أيوة يا ست ياسمين
أشارت إلى شقيقتها الصغرى وقالت:
- خدي رقية تلعب في أوضتها ومتنسيش تشربيها اللبن
وقفت الصغيرة واستعدت للخروج من الغرفة وهي تقول بعدم رضا:
- أنا هروح الأوضة لوحدي ومش عايزة اللبن..

أسرعت الخادمة وتبعتها إلى غرفتها بينما أمسكت هي بالكتاب مرة أخرى وتابعت ما تقرأه فقاطعها رنين هاتفها، تأففت ضجر وهي تقول:
- اووف مش هعرف أقرأ الرواية النهارده
أمسكت بهاتفها لترى من المتصل فوجدته «وحيد»، قطبت جبينها بتعجب وأجابته:
- أيوة يا عم وحيد في حاجة ! نائل ؟ مرجعش لغاية دلوقتي ازاي يعني ؟ ازاي في الشركة ماأظنش إنه لسة هناك .. مفيش مكان يروحه ؟ اممم مش عارفة والله، خلاص هتصل بزين يشوفه ولو وصل لحاجة هبلغك .. مع السلامة..

تركت غرفتها واتجهت إلى الأسفل وجلست على الأريكة قبل أن ترفع هاتفها استعدادًا لمهاتفة شقيقها لكنها تفاجأت بدخوله إلى الفيلا فوجهت بصرها تجاهه قائلة:
- كنت لسة هتصل بيك .. كويس إنك جيت
ضيق ما بين حاجبيه متسائلًا:
- تتصلي بيا ! ليه؟

أجابته بعدم اكتراث:
- عم وحيد اتصل بيا وبيقول إن نائل لسة مرجعش البيت وإنهم قلقانين عليه جامد .. حاولت أقوله إنه استحالة يفضل في الشركة لغاية دلوقتي بس قالي إنه ماعندوش مكان يروحه والخ
كان على وشك الجلوس لكنه وقف مرة أخرى ونظر إليها قائلًا بحدة:
- ومالك قاعدة رايقة كدا ليه ! بيقولك الراجل اختفى وأنتِ قاعدة بكل بساطة كدا تحكي !
وقفت هي الأخرى وردت عليه بنفس الحدة:
- أعمل ايه يعني هو أنا كنت ولية أمره وأنا مش عارفة ولا ايه !

ضغط على شفتيه بغضب قبل أن يتجه إلى الخارج وهو يقول:
- أنا رايح الشركة أشوفه هناك .. ربنا يستر مايكنش حصل اللي في بالي
انتظرت لثوانٍ ثم أسرعت وركضت خلفه وما إن وصلت إلى سيارته حتى قالت:
- استنى أنا هاجي معاك..

بالفعل انطلق إلى الشركة بصحبة شقيقته وهو يدعي الله بأن لا يكون قد أصابه مكروه فهو توقع حدوث شيء كهذا لكنه لم يتوقع حدوثه بتلك السرعة، وصلا إلى الشركة وأسرع هو إلى الأعلى وهي من خلفه، خرج من المصعد واتجه إلى مكتبه فلم يجد بداخله أحد وأثناء خروجه لاحظ انبعاث الضوء من أسفل باب مكتب شقيقته، تقدم بخطوات متمهلة وهو يتوقع ما سيجده بداخل المكتب وبالفعل فتح الباب ليتفاجأ به على الأرض وسط دمائه..،

ما إن رأت هذا المشهد حتى صرخت وتراجعت بخوف وهي تضع كلتا يديها على وجهها بينما تقدم هو وانخفض ليتحسس نبضه فوجده على قيد الحياة، أسرع وسحب هاتفه ونقر على الشاشة ثم رفعه على أذنه قائلًا:
- أيوة يا طارق .. عايز عربية إسعاف عند الشركة حالا..

توقعاتكم هيحصل أية وهل هيقدروا ينقذوا نائل ويعرفوا مين اللي عمل فيه كدا ؟
هل اختفاء نيران وفهد هيفضل علطول ولا هيظهروا تاني !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة