قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل الحادي والأربعون

رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد

رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل الحادي والأربعون
الجزء الثاني من بنت القلب

أنهى المكالمة مع زوجته بعدما أبلغها بإخبار والده بكل شيء عرفته ثم نظر إلى «زين» وردد بتساؤل:
- محمد الهواري ! امممم، بس ايه حوار الشجرة ده ؟
أكمل طريقه ونظر إليه وهو يقول بجدية:
- ازاي مش فاهم يا طيف، محمد شجرة يوسف آسيا نائل يعني قائد عبدة الشياطين دول هو محمد الهواري وكلمة شجرة بترمز لعياله اللي من صلبه، يعني يوسف ونائل وآسيا، التلاتة عياله .. ازاي ماشكيتش فيه من الأول ! أكيد خطف رقية علشان يحرق دمي عليها بعد اللي حصل امبارح..

شرد «طيف» قليلا وفكر بالأمر قبل أن يقول بهدوء:
- ليه غارم ماقالش من الأول طالما هو عارفه ؟ ليه حط اسمه واسم عياله بشكل رموز كدا ؟ لو هو عايز يساعدنا هيساعدنا بكدا لكن مش بالغموض ده
لوى «زين» ثغره وهز رأسه وهو يقول:
- مش عارف، خلي تفكيرنا وتركيزنا دلوقتي في اللي بنعمله لأن بنسبة مية في المية محمد الهواري مش هيسيبنا نعيش لأنه حس أنه في قفص ودمه اتحرق على ابنه
تنفس «طيف» بهدوء ثم أجابه بثقة:
- هتعدي إن شاء الله، هتعدي زي ما اللي أصعب منها عدى .. سيبها على الله
- ونعم بالله

أنهت «نيران» المكالمة ونظرت إلى الصورة التي كانت بهاتفها مرة أخرى بتركيز لكنها لم تجد بها شيئا آخر فحركت أصبعها على الشاشة ونظرت إلى الورقة الأخرى وحاولت فك شفراتها لكنها كانت واضحة تمامًا حيث كانت تلك الجملة التي ليس لها علاقة بباقي الكلام موجودة بمنتصف الورقة
" صاحب العهد حين ينتهي هو وشجرته يكون العهد لمن قام بإطفاء شمعة الملائكة ".

رفعت إحدى حاجبيها وحاولت فهم تلك الجملة لكنها لم تستطع فاتجهت إلى مكتب اللواء «أيمن» ودلفت إلى الداخل بعدما أذن لها بالدخول، تقدمت وقالت بهدوء:
- شك طيف في محمد الهواري طلع صح سعادتك، حليت اللغز واسمه طلع في الورق
ابتسم ونهض من مكانه قبل أن يلتف حول مكتبه ويقول بجدية:
- كنت واثق إن كلام طيف صح، دلوقتي لازم نحدد مكانه..

أمسك سماعة هاتفه ليحضر أحد الضباط لكنها أوقفته وهي تقول:
- بس في جملة في الورقة التانية مافهمتش معناها
ترك سماعة الهاتف من يده وقال باستفسار:
- جملة ايه اللي مافهمتيش معناها ؟
رفعت هاتفها وأعادت قراءة تلك الجملة مرة أخرى عليه:
- صاحب العهد حين ينتهي هو وشجرته يكون العهد لمن قام بإطفاء شمعة الملائكة..

ضم حاجبيه بتعجب وحاول فهم تلك الجملة لكنه لم يستطع فمد يده وقال:
- وريني كدا الصورة
أعطته الهاتف وبدأ هو في قراءة الجملة مرارا وتكرارا لعله يفهم المقصود منها وأخيرا نظر إليها وقال بهدوء:
- الجملة واضحة يا نيران .. واضحة جدا كمان

وصلا أخيرا إلى هذا المنزل الذي أخبرهما المجهول بعنوانه وترجل «طيف» أولا وفحص المكان بعينيه قبل أن يتبعه «زين» ويقول بهدوء:
- البيت أهو يلا بينا
وصلا إلى الباب ووجداه مفتوحًا فنظر «زين» إليه وقال بهدوء:
- ممكن يكون المكان مزروع فيه قنابل !

نظر «طيف» إلى الباب بتردد ثم نظر إليه مرة أخرى وقال بثقة:
- ماعندناش حل تاني .. لازم ندخل
نطق الاثنان الشهادة تحسبًا لوجود أي متفجرات بالمكان وتقدما بهدوء إلى الداخل، في تلك اللحظة رن هاتفه مرة أخرى فرفعه وأجاب قائلًا:
- الخطوة التانية ايه يا محمد يا هواري
شعر «محمد» بالصدمة من كشف هويته وردد بتساؤل:
- محمد هواري ايه ! مين قالك إن ده أنا ! أنا محدش يخطر على بالك أصلا.

ابتسم «زين» بسخرية قبل أن يقول:
- بص مش هياكل معايا تغيير الصوت والشغل الفطسان ده، أنت اتكشفت خلاص وبقيت كارت محروق فلو خايف على نفسك وعايز تهرب هساعدك بس ترجعلي أختي
صمت قليلًا ليفكر في عرضه ثم نطق أخيرا:
- مابثقش في كلام الأفلام ده، زي ما أنت قلت بقيت كارت محروق وأنا خلاص دي نهايتي، ابني مات وبنتي هتموت ونائل كمان هيموت، مفيش سبب أعيش علشانه، اسمع الخطوة التانية ونفذ بدل ما تخسر أختك واه نسيت، ماتفتكرش إنك هترجع بأختك لأنك أنت وطيف مقابل أختك، أنت وهو هتموتوا وأختك ترجع فده اختيارك
نطق «زين» بثقة وبدون تردد:
- وأنا موافق .. ايه الخطوة التانية ؟

قهقه بصوت مرتفع ثم قال بحماس شديد:
- في أوضة عندك فيها حزامين متفجرات من أشد أنواع المتفجرات، هتلبس حزام وطيف هيلبس حزام وهتطلعوا على مديرية الأمن وبمجرد ما تدخلوا الحزام هيتفجر تلقائي ووعد أختك هترجع وتطمئن عليها كمان قبل الحزام ما يتفجر، اختار بنفسك يا إما أختك يا إما أنت وكل اللي معاك في المديرية..

أنهى المكالمة ونظر إلى «طيف» الذي لم يصدق ما قاله وظل صامتًا منتظرا تحدثه، ظل «زين» شاردًا ولم يصدق ما سمعه منذ قليل ونظر إلى صديقه فوجده مسلطا نظره عليه منتظرًا قراره النهائي فقال بضعف شديد:
- هضحي بأختي .. مش علشان أنقذها أقتل ناس كتير مااهاش ذنب مش هنفذ اللي قاله، مش هنفذ حاجة
اقترب منه «طيف» ووضع يده على كتفه ليهدئ من حالته قليلًا ثم قال بجدية:
- ولا أختك هتموت ولا حد هيموت..

رفع بصره ونظر إليه بضعف قائلًا:
- ازاي يا طيف ! ازاي وأختي معاه .. ازاي وده الحل الوحيد !
ابتسم بهدوء وجلس على كرسي بجواره وردد بثقة:
- اقعد وهفهمك كل حاجة
تعجب من هدوئه وابتسامته بهذا الشكل فجلس أمامه وردد بفضول:
- أنا مش فاهم حاجة ! أنت عندك خطة ؟

تنفس «طيف» بهدوء وتذكر ما حدث بالأمس ثم بدأ في سرد مخططه منذ البداية:
- محمد الهواري لما دخل الشقة علشان يشوف ابنه، وطى عليه وشاله وفضل يعيط ساعتها لمحت حاجة غريبة .. اللون الأبيض اللي كنا داهنينه على وشنا واحنا في المحفل كان فيه باقي على جنب من وشه وكانت جنب ودنه بالظبط، أنا شوفت اللون ده وافتكرت اللون اللي أنا ونيران دهناه وساعتها جه مليون فكرة في دماغي.،

شكيت فيه وفي نفس الوقت قلت ممكن أي لون جه غصب عنه لكن اشمعنا النهارده وفي الليلة دي بالذات خصوصًا إن الدهان كان كتير مش قليل مش عارف أنت ماأخدتش بالك ازاي، خبر موت ابنه دربكه وجابه قبل ما ينضف وشه، يادوب مسح اللي قدر عليه وغير هدومه وجه على طول، طبعا مليون تفكير جه في دماغي فقررت أزرع جهاز تصنت في عربيته لما كان جوا من غير ما يحس وطبعا مع جهاز التصنت جهاز GPS يعني مكان محمد الهواري معروف..،

أنا لما نيران قالتلي بقيت مصدوم ومش مصدق إن شكي طلع صح والحمدلله إني اتصرفت التصرف ده، إحنا هنعمل زي ما طلب ونلبس الحزام تحت اللبس ونخرج علشان أكيد في حد بيراقبنا وبعدها هنبعد خالص ونخلع الحزام ده ونطلع على مكانه، أنا هبعت لنيران رقم الجهاز اللي زرعته في عربيته علشان تعرف المكان بالظبط وبعدها هنطلع وبعدها القوة تيجي..

قاطعه «زين» بعدم تصديق:
- أنت ازاي عملت كل ده بسرعة كدا ومن مجرد شك ؟
ابتسم «طيف» وقال مازحًا:

- الله يمسيه بالخير رماح كانت دي نصيحته ليا لما كان بيدربني، قالي جملة عمري ما هنساها، قالي لو شكيت بنسبة واحد في المية في حد إنه عدوك ما تسيبهوش يمشي غير وأنت زارع في هدومه أو أي حاجة تخصه جهاز تصنت أو جهاز تتبع علشان ممكن يكون بيخطط لشر ومتعرفش توصله تاني وعملت كدا في آخر عملية لينا برا مصر، لما روحت لمكان رئيس المنظمة رميت جهاز تتبع في الجنينة علشان يعرفوا مكانه ومن ساعتها بقت عادة وبقيت ماشي بجهاز تتبع وجهاز تصنت واديها نفعت
ابتسم «زين» وقال بسعادة:

- مش عارف من غيرك كان ممكن يحصل ايه بجد يا طيف، أنت للمرة التالتة تنقذني والمرة دي هتنقذني وهتنقذ أختي بس مش لازم نروح بقوة، هنعرف المكان ونروح وندخل من غير ما حد يحس بينا ونخرج رقية وبعدها القوة تهجم تمام ؟
هز رأسه بالإيجاب وقال بجدية وهو ينهض من مكانه:
- تمام يلا بينا

ارتدا حزام المتفجرات وخرجا من هذا المكان قبل أن يهاتف «طيف» زوجته ويخبرها بخطته

قاد «زين» السيارة وابتعد بها كثيرا حتى وصل إلى منطقة أشبه بالصحراء ليجد «نيران» تنتظرهما أمام سيارة شرطة كانت هي بها فقط كما أمرها «طيف»، خرج الاثنان وخلعا هذا الحزام وألقوه بالسيارة، ابتعدا عن السيارة ورفع «زين» سلاحه وأطلق عدة رصاصات على منطقة معينة بالسيارة حتى انفجرت وانفجر الحزامان بداخلها، نظر «طيف» إلى «نيران» وقال بجدية:

- نيران أنا جيبتك علشان تعرفي إنك معايا على طول، جيبتك علشان واثق فيكِ وعارف إنك ادها، لازم محدش يحس بينا لما ندخل تمام ؟
رفعت إحدى حاجبيها وقالت بابتسامة:
- عيب تقولي أنا كدا .. أنا هدخلك وأخرجك من غير ما الجن الأزرق يعرف
اقترب منهما «زين» وقال بهدوء:

- يلا نتحرك قبل ما الهواري يحس بحاجة غريبة لأن المفروض نوصل المديرية بعد ربع ساعة من دلوقتي، لازم ندخل المكان اللي هو فيه ونخرج رقية
وضع «طيف» يده على كتفه وقال بطمأنينة:
- هننقذها وكل ده هينتهي إن شاء الله

قاد «طيف» السيارة وهو بجواره بينما اختبأت «نيران» بالخلف حتى وصلوا إلى هذا المكان الذي كان عبارة عن منطقة سكنية راقية ووسطها فيلا كبيرة وضخمة للغاية، أوقفوا السيارة على بعد كبير من هذة الفيلا ونظر «طيف» إليهم قائلًا:
- هي دي الفيلا، عربيته جوا وأكيد رقية جوا .. الدنيا نهار وفي أمن كتير هندخل إزاي..

نظر «زين» وفحص المكان بعينيه ليبحث عن ثغرة تدخلهم إلى الفيلا دون أن يلاحظ أحد ويعرض شقيقته للخطر فلم يجد وهنا تحدثت «نيران» بجدية:
- المكان مليان أمن للفيلا واستحالة ندخل غير بطريقة واحدة
انتبه الاثنان إليها بفضول وقالا معا:
- طريقة ايه؟

نظرت إلى الفيلا بتفكير ثم نظرت إليهما مرة أخرى وقالت بجدية:
- شايفين الاتنين اللي واقفين على جنب السور دول ؟
نظرا إلى حيث تشير ونطق «طيف» قائلًا:
- أيوة مالهم ؟
ابتسمت وقالت بحماس:
- هما اللي مراقبين جنب الفيلا ده بس ولو قدرنا نقتلهم هنقدر ندخل من غير الأمن الباقي ما ياخد باله
نظر إليها «طيف» وقال بتساؤل:

- ودول هنقتلهم إزاي ! ده بمجرد ما يشوفونا هيبلغوا بقية الأمن
أخرجت «نيران» مسدسها وقامت بتركيب كاتم للصوت قبل أن تضع منظار صغير فوق سلاحها كي تكون دقيقة في صيد هدفها، خرجت من السيارة وجلست على إحدى ركبتيها ورفعت سلاحها بهدوء وثبتت يدها وهي توجه سلاحها على الأول وبدون مقدمات أطلقت رصاصتها الأولى ليقع الاول وقبل أن ينتبه الثاني لسقوطه أطلقت رصاصتها الثانية عليه ليقع هو الآخر دون أن يشعر أحد بهما، اعتدلت ونظرت إليهما وهي تقول بجدية:

- يلا بينا ماعندناش وقت، لازم نلحق ندخل قبل ما حد تاني يجي
انطلق الثلاثة في اتجاه الفيلا وتسلقوا السور بهدوء شديد قبل أن يقول «زين»:
- خلوا بالكم في كاميرا بتلف في الجنب ده
نظر «طيف» إلى الكاميرا وقال بجدية:
- في باب أهو لازم نسحب اللي وقعوا دول قبل ما ندخل علشان لو حد جه وشافهم كدا هنموت كلنا قبل ما نعمل حاجة
هز «زين» رأسه وقال بتأكيد:

- عندك حق يلا معايا
سحب كلٌ منهم جثة وفتحت «نيران» الباب بهدوء وهي تشهر سلاحها تحسبًا لظهور أحد لكنها لم تجد فأشارت إليهم أن يتقدما وبالفعل قاما بإدخال الجثث إلى إحدى الغرف الصغيرة وأغلقا الباب، تحدث «زين» بصوت منخفض:
- الفيلا كبيرة يا ترى مخبيها فين
تحدثت «نيران» على الفور وقالت بجدية:

- أكيد الأوضة اللي واقف قدامها الاتنين دول
اختبئوا خلف الحائط وأشهرت نيران مسدسها للمرة الثانية وأطلقت الرصاص عليهما بسرعة شديدة فسقط الاثنان معا، ركضوا إلى الغرفة وقام «زين» بفتح الباب ليتفاجأ بشقيقته التي كانت تجلس في إحدى الأركان وتضم ركبتيها بخوف شديد، ركض تجاهها وحضنها بحب:
- رقية أنتِ كويسة
ابتسمت ونظرت إليه بسعادة وهي تقول:

- أنت جيت تنقذني من الأشرار يا زين ؟
ضم وجهها بين كفيه وقال بابتسامة:
- أيوة جيت أنقذك من الأشرار يا حبيبة قلبي، يلا بينا
تحركوا معا إلى الخارج بهدوء لكنهم تفاجئوا بالعديد من رجال الأمن الذين أشهروا أسلحتهم وبدأوا في إطلاق الرصاص تجاههم بقوة، اختبئوا خلف الحائط وأشهر «طيف» سلاحه بجوار نيران التي أشهرت سلاحًا آخر، أشهر «زين» مسدسه هو الآخر وأبقى شقيقته خلفه بعدما طمأنها بأن كل شيء سيكون على ما يرام.

حاولت الاتصال به مرارا وتكرارا لكن كان هاتفه مغلقا مما جعلها في حالة قلق شديدة قبل أن تصلها رسالة من رقم مجهول وكانت الرسالة تحتوي على:
"دلوقتي بس كل حاجة أنتِ مضيتِ عليها بقت بتاعتي وبما أني معايا توكيل فأنا بعت كل حاجة، اه ماأنا اتجوزتك علشان أكوش على فلوسك يا حلوة .. بقالي فترة بشوف مشتري لكل حاجة علشان لما اخد التوكيل أبيع وأخلص، مع السلامة يا قلبي .. اه نسيت أقولك أنتِ طالق"

اتسعت حدقتاها بصدمة وعادت لتقرأ الرسالة مرة أخرى بعدم تصديق ! كيف حدث هذا وكيف صدقت كذبه ؟ هزت رأسها بعدم تصديق وانهمرت الدموع من عينيها، كيف يفعل بها ذلك وهي تعشقه ؟، أمسكت هاتفها مرة أخرى وقرأت الرسالة مرارا وتكرارا بعدم تصديق، هل كل شيء انتهى ؟ هل هذا الحلم الجميل تحول إلى كابوس؟، ظلت تبكي بصوت مرتفع وبحسرة شديدة قبل أن تصمت وتتجه إلى الدولاب الخاص بها، وضعت يدها أسفل الملابس وسحبت مسدس كان يخص زوجها وتذكرت رؤيتها لهذا السلاح في البداية...

قبل أيام كانت تضع ملابسه في مكانها لكنها تفاجأت بشيء غريب أسفل ملابسه فوضعت يدها لتتفاجأ بهذا المسدس، سحبته ونظرت إليه بصدمة قبل أن يدخل هو ويجدها على حالتها تلك فاتجه إليها وسحب المسدس من يدها وهو يقول بابتسامة:
- ده غلط يا حبيبتي، غلط تمسكيه كدا
نظرت إلى المسدس ثم رفعت بصرها إليه وهي تقول بتساؤل:
- أنت شايل مسدس ليه! أنا بخاف من الحاجات دي ؟

ابتسم وسرق قبلة من شفتيها قبل أن يقول بهدوء:
- يا حبيبتي أي رجل أعمال لازم يبقى شايل سلاح تحسبًا لأي حاجة، ممكن يهجم حرامي أو يحصل أي حاجة فلازم يكون معايا حاجة تحميني وأدافع بيها عن مراتي حبيبتي

فاقت من ذكرياتها ونظرت إلى هذا السلاح بتردد شديد ...

على الجانب الآخر أطلق الجميع الرصاص من أسلحتهم على رجال «محمد» وأوقعوا الكثير منهم وفي تلك اللحظة اقتحمت قوات الشرطة المكان بقيادة «رماح» وألقوا القبض على المتبقى منهم دون مقاومة، التفت «زين» ونظر إلى الدرج ليتفاجأ بـ «محمد» الذي نزل الدرج بهدوء شديد وجلس على كرسي أمامهم فتقدموا تجاهه وقال «زين» بابتسامة:

- كش ملك يا محمد يا هواري، كل حاجة خلصت وأنت وقعت خلاص .. مين كان يصدق إنك أنت اللي ورا كل ده !
ابتسم «محمد» بهدوء وقال:
- أنا ماوقعتش .. أنا اتغدر بيا بنتي هتموت ونائل هيموت

ترددت «آسيا» كثيرا قبل أن تتخذ قرارها النهائي، وجهت المسدس الى صدرها وانهمرت الدموع من عينيها قبل أن تطلق الرصاصة وتقع على الأرض وسط دمائها ...

اقترب منه «طيف» وأمسكه من ياقة قميصه وقال بغضب شديد:
- بلاش ألغاز واتكلم، بنتك هتموت ازاي ونائل هيموت ازاي، انطق !
لم تختف ابتسامته وقال بثقة:
- أيوة اتغدر بيا بس هعتبر روحهم قربان لسيدنا الأعظم لوسيفر وروحي أنا كمان هعتبرها قربان له.

صرخ «زين» فيه بغضب:
- لسة برضه بتكرر الكلام ده ! بعت نفسك وروحك للشيطان وده كان جزاءك .. ابنك مات واتحسرت عليه واديك وقعت ولسة بتقول الكلام ده ؟ أنت ايه شيطان مش بتحس ؟
تنفس بصعوبة وقال بضعف شديد:

- أنا شربت السم، مفيش فايدة من كلامك ولو فاكر إن الحكاية خلصت فهي ابتدت، ابتدت من أول وجديد، صاحب العهد حين ينتهي هو وشجرته يكون العهد لمن قام بإطفاء شمعة الملائكة ... ليكن حاضرا وشاهدا .. كن شاهدا وحاضرا يا متقبل الأرواح .. كن شاهدا وحاضرا .. كن ملاكي
هدأت أنفاسه وأغلق عينيه فاقترب منه «زين» وتحسس نبضه قبل أن ينظر إلى «طيف» قائلًا:
- مات !

اقترب «رماح» وقال بجدية وهو ينظر إلى كلٍ منهم:
- لازم ننقذ نائل، من كلامه إن ابنه هيموت هو وبنته .. لازم ننقذهم قبل ما يحصل حاجة
نظرت إليه «نيران» وقالت بجدية:
- أنا عرفت إن نائل وأخته في خطر، سيادة اللواء أيمن كشف معنى الجملة اللي في الورقة التانية
اقترب منها «طيف» وضم حاجبيه بتعجب وهو يقول متسائلًا:
- عرفتِ ازاي ! أنتِ كل اللي بلغتيني بيه هو الاسم ؟

هزت رأسها بالإيجاب وأغلقت عينيها بإرهاق قبل أن تفتحها مرة أخرى وتقول:
- حاولت أكتشف حاجة تانية وفتحت الصورة التانية واكتشفت إن في جملة وسط الكلام مالهاش علاقة بباقي الكلام أصلا، الجملة دي هي اللي قالها محمد الهواري قبل ما يموت دلوقتي .. صاحب العهد حين ينتهي هو وشجرته يكون العهد لمن قام بإطفاء شمعة الملائكة، معنى الكلام ده إن في حد تاني دمره وكشفه وبيدمر شجرته اللي هم ولاده علشان ياخد هو السلطة منه .. ده اللي فسره سيادة اللواء أيمن، لازم نتحرك وننقذ نائل وسيادة اللواء بلغ حد في الشرطة في شرم الشيخ علشان ينقذ آسيا، هي في شهر العسل مع جوزها..

وضع «زين» السلاح في مخمده ثم انخفض وضم وجه شقيقته بحب وهو يقول:
- خليكي معاهم يا حبيبتي علشان لازم أتحرك دلوقتي وأنقذ ياسمين ونائل، مش هتآخر عليكِ وماتخافيش تمام ؟
هزت رأسها بالإيجاب ورددت بهدوء:
- مش خايفة يا زين بس خلي بلك من نفسك
ابتسم وحضنها بحب ثم وقف وقال بجدية:
- يلا بينا لازم نلحق نائل ونعرف مين اللي بيخطط علشان ينهي شجرته كلها وياخد هو السلطة

سمع طرقات على باب مكتبه فقال بصوت مرتفع:
- ادخل
دلفت «إسراء» وتقدمت خطوتين إلى الداخل قبل أن تتوقف وتقول بجدية:
- في حد عايز يقابل حضرتك برا يا مستر نائل وبيقول إنه عايزك في شغل مهم جدا
عقد ما بين حاجبيه بتعجب وقال متسائلًا:
- ماقالش هو مين ؟ اسمه يعني
حركت رأسها بالنفي وقالت:
- لا ماقالش بس بيقول إنه يعرف والد حضرتك
وقف مسرعًا وقال بجدية وهو يشير إليها:
- طيب دخليه

خرجت وبعد ثوانٍ دلف هذا الزائر إلى الداخل فتقدم «نائل» وقال بتساؤل:
- اتفضل .. السكرتيرة بتقول إن حضرتك تعرف والدي !
ابتسم وتقدم إلى الداخل حتى جلس على المقعد ثم قال بجدية:
- أنا فعلا أعرف والدك وأخوك، كان بيني وبين والدك شغل كتير جدا وهو كان رئيسي في الشغل ده لغاية ما عرفت هويته الحقيقية فقررت اخد السيادة منه
شعر بالغرابة من حديثه فتقدم وجلس على الكرسي المقابل له وردد بتساؤل:

- افندم ! هوية أية وسيادة ايه ؟ حضرتك بتهزر ولا ايه ممكن تفهمني ؟
هز رأسه بابتسامة مجهولة ثم وضع قدما فوق الأخرى وهو يقول:
- الفرع الاخير من الشجرة لازم صاحب العهد الجديد هو اللي يشيله، أنت الفرع الأخير في الشجرة وعلشان اخد أنا العهد لازم أموتك بنفسي
ثم أخرج مسدس من ملابسه ووجهه تجاهه استعدادًا لإطلاق الرصاص ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة