قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل الثاني عشر

رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد

رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل الثاني عشر

الجزء الثاني من بنت القلب

دلف إلى المكتب ومن خلفه «نائل» وأشار إلى الداخل قائلًا بابتسامة:
- ده بقى يا سيدي مكتبك الجديد، كل حاجة جاهزة فيه وسهى هتفهمك كل حاجة عن الشغل وهتساعدك في حاجات كتير لغاية ما تبقى كأنك شغال من زمان مش قريب
ابتسم «نائل» وهز رأسه بالإيجاب وهو يفحص المكتب بعينيه وقد نال إعجابه كثيرا ثم نظر إليه وردد:
- تمام يا زين باشا، هعمل اللي أقدر عليه وربنا يقدرني وأشوف شغلي على أكمل وجه..

ربت على كتفه وردد مازحًا:
- مش عايز أقولك على تاريخ المكتب ده .. اشتغل أيام بابا واحد وعمل حادثة ومات وبعدها بفترة اتعينت بنت في نفس المنصب ونفس المكتب وعملت بعدها حادثة وماتت
اتسعت حدقتي «نائل» بصدمة وردد بقلق وتوتر:
- ماتوا !

قهقه «زين» لرؤية شكله القلق والخائف وربت على كتفه مرة أخرى قائلًا:
- متقلقش ياعم وبعدين أنت أكيد مبتصدقش في موضوع النحس والكلام ده .. صح ولا ايه
ابتسم وهز رأسه بالإيجاب قائلًا:
- لا مش بصدق في النحس بس مجرد الموقف خضني مش أكتر.. كنت عايز أسأل سؤال كدا.. اشمعنا أنا وليه حطيتني في المنصب ده، أكيد مش علشان اعتذارك ليا بسبب إهانة الأنسة ياسمين ووثقت فيا ازاى بالسرعة دي..

هز رأسه بالإيجاب واختفت ابتسامته قبل أن يقول بجدية:
- بص هو علشان أعبر عن اعتذاري وأردلك اعتبارك سبب من ضمن الأسباب والسبب التاني هو إنك تحافظ على الشركة وتحافظ على ياسمين وتحميها من أي حد .. اديك شوفت هي بتعمل ايه ويوسف عايز يعمل فيها ايه هي والشركة ومفيش غيرك هيقدر يحمي الشركة ويحميها في غيابي علشان زي ما أنت عارف أنا معظم الوقت في شغلي وده مش بيسمحلي أقعد معاها أو اجي الشركة كتير .. أنا جيت النهاردة بسبب اللي حصل وعطلت شغل مهم جدا فـ ده سبب أما السبب الرئيسي هتعرفه بعدين مش دلوقتي.. أوعدك تعرفه بعدين..

هز رأسه وابتسم بلطف قائلًا:
- إن شاء الله أكون عند حسن ظنك وأقدر أنفذ اللي عايزه مني ومتقلقش خالص .. خليك في شغلك وأنا هعمل اللي عليا
استعد للرحيل وردد:
- أنا متأكد من ده .. ربنا يعينك ومش هوصيك على ياسمين وأي حاجة تحصل كلمني على طول
- تمام إن شاء الله

اتجه إلى الداخل ووجه نظره إلى «ياسمين» التي هربت من نظراته وردد منفعلًا:
- ايه اللي أنا شوفته وسمعته ده ! نائب رئيس مجلس إدارة الشركة ؟ ازاي يعني ! أنتِ مش قلتِ طردتيه ايه اللي بيحصل بقى دلوقتي
وقفت ودافعت عن نفسها قائلة:
- أنا فعلا طردته واتهمته بالسرقة بس الظاهر عيط لزين وزين صدقه وعينه في المنصب ده وقال ايه أنا اللي غلطانة وهو برئ ومقدرتش أمنعه لأنه له نص الشركة.. بس ولا يهمك..

جلس على الكرسي ولوح بيده في الهواء وهو يقول باعتراض وقد زاد ضيقه:
- ولا يهمني ازاي بقى ده سيطر على الشركة أهو وبكرا يكوش عليها وهفكرك
جلست هي الأخرى ونظرت إلى الفراغ وهي تقول مبتسمة:
- متقلقش مش هيعرف وهطفشه من الشركة.. هكرهه في نفسه وفي الشركة، ما أبقاش ياسمين إن ما خليته يسيب الشركة بمزاجه من كتر اللي هيشوفه على ايدي..

نظر إليها ورفع حاجبيه متسائلا:
- هتعملي ايه يعني
وضعت قدمًا فوق الأخرى ورددت بتوعد:
- سيب دي عليا بقى .. أعمل اللي أعمله وهتشوف النتيجة بنفسك

دقت الساعة الثانية بعد منتصف الليل وكان «طيف» قد أنهى كل التجهيزات وارتدى بنطالا باللون الاسود وتيشيرت باللون الأسود حتى لا يلفت الانتباه في الظلام وكذلك ارتدت «نيران» ملابس سوداء تمامًا وما إن دقت الساعة الثانية حتى نظرت إليه ورددت بجدية:
- جاهز ؟

هز رأسه بالإيجاب وأمسك هاتفه، نقر على رقم «هيثم» وضغط على زر الاتصال، رفع الهاتف على أذنه وانتظر الرد .. أجابه «هيثم» قائلًا:
- ها أنفذ ؟
- نفذ
ثم نظر إليها قائلًا:
- أنا جاهز .. يلا بينا
تحرك الاثنان معا في نفس الوقت الذي دلف فيه «هيثم» إلى الفندق وأشار إلى أحد العاملين بالفندق فتقدم تجاهه قائلًا:
- افندم حضرتك تؤمر بحاجة ؟

أشهر بطاقته وهتف بصوت مرتفع وغاضب:
- الرائد هيثم خالد .. اجمع بتوع الأمن كلهم هنا دلوقتي علشان أستجوبهم
رفع حاجبيه بتعجب وحاول الاعتراض قائلًا:
- بس سعادتك كل واحد في مكانه وده خط...
قاطعه بصرامة:
- نفذ اللي بقولك عليه بدل ما أعمل مشكلة وده مش ظريف علشان المقيمين بالفندق..

رفع كفيه وتراجع عن رأيه وبالفعل نفذ ما أمره به وترك رجل الأمن مكانه أمام المصعد، أشارت «نيران» إلى «طيف» الذي تبعها على الفور ودلفا إلى داخل المصعد، ضغطت على الزر ونظرت إليه قائلة:
- قدامنا بالظبط خمس دقايق علشان أكتر من كدا هيثم مش هيقدر يتكلم معاها وربنا يستر محدش يكلم الزفت غارم ويقوله على اللي بيحصل
تجهمت تعابير وجهه وردد بعدم رضا:
- متفوليش يا حبيبتي واتفائلي خير .. غارم لو قفشنا هيعمل مننا كاتشب..

نظرت إليه وقبل أن تتحدث وصل المصعد إلى الطابق الخاص بمكتب «غارم» فأسرعت وخرجت متجهة إلى المكتب ومن خلفها «طيف» الذي راقب المكان جيدًا، حاولت فتح الباب فلم تستطع فوضعت يدها بجيب بنطالها وأخرجت قطة من الحديد وكانت صغيرة الحجم وبشكل طولي .. وضعتها مكان المفتاح وبيدها الأخرى وضعت قطعة أخرى وبعد محاولة دامت عشر ثوانٍ استطاعت فتح الباب فنظر إليها بإعجاب وردد:
- عاش يا وحش ده أنتِ لو حرامية قديمة مش هتعرفي تفتحي الباب بالسهولة دي..

وضعت يدها على فمه وسحبته إلى الداخل وهي تقول:
- ششش هتفضحنا يخربيتك وطي صوتك
دلف إلى الداخل وبحث بعينيه في المكان فوجد كاميرا فأشار إليها وأشار إلى الكاميرا قائلًا:
- اضحكي للكاميرا يا نوني .. ماعملناش حساب الكاميرا
نظرت إليها وتابعت البحث وهي تقول:
- متقلقش اتصرفت وحد متخصص في الكلام ده اخترق الكاميرات وحط تسجيلات قديمة يعني محدش شايفنا دلوقتي، يلا دور معايا مفيش وقت..

ساعدها في البحث وفتح كافة الأدراج وهي أيضا بحثت في كل الأوراق فلم تجد شيئًا، لم يتبق سوى الخزانة الموضوعة بالمكتب فاقترب «طيف» وردد متسائلًا:
- هنفتح الخزنة دي ازاى ؟
اقتربت منها وسحبت ليزر من جيب بنطالها وأنارته وأخرجت أيضًا عدسة مكبرة، سلطت الضوء على أزرار الخزانة وقربت العدسة المكبرة منها فظهرت آثار الأصابع على ثلاثة أزرار فقط فنظرت إليه قائلة:
- آثار الصوابع على الـ 3 زراير دول بس معنى كدا إن الباسورد من الأرقام دي ولازم نجرب..

على الجانب الآخر استطاع أحد رجال الأمن مهاتفة «غارم» دون أن يشعر «هيثم» وأبلغه بما يحدث فنهض مسرعًا وبدل ملابسه، أسرع إلى المصعد واتجه إلى الأسفل وما إن وصل إلى الاستقبال تذكر مكتبه وأن هذا قد يكون مخطط لكي يستطيعوا دخول مكتبه فأسرع إلى المصعد الخاص بمكتبه...

شعر بالخطر فأمسك سلاحه ووقف خلفها ليؤمن المكان بينما هي ظلت تحاول تخمين الرقم السري الصحيح ولكن كلما ضغطت على الأزرار تضيء باللون الاحمر، تأففت وتابعت تخمين الرقم السري إلى أن نجحت وظهرت الابتسامة على وجهها وأثناء ذلك استمع «طيف» لصوت بالخارج فنظر إلى «نيران» وردد قائلًا:
- في صوت برا .. ده صوت فتح الأسانسير ! أكيد هو وحد بلغه .. هنعمل ايه..

أخذت الأوراق وقامت بإغلاق الخزانة ثم نظرت حولها فوجدت النافذة الخاصة بالمكتب فأسرعت وفتحتها وهتفت بجدية:
- يلا
اتسعت حدقتيه وهو ينظر إلى الخارج ونظر إليها بخوف:
- يلا ايه احنا في الدور الرابع ومفيش حاجة نقف عليها .. هنموت يا نيران
هزت رأسها وسحبته رغمًا عنه وهي تقول:
- مفيش وقت .. لو فضلنا هنموت، في سير رفيع نقف عليه ونمسك في الحديد اللي بارز ده..

ازداد خوفه ووقف على هذا السير الذي كان رفيعًا للغاية وأمسك بالحديد البارز بينما هي أغلقت النافذة ووقفت بجواره، نظر إلى الأسفل فشعر بالدوار وأنه سيسقط فهتفت محذرة:
- متبصش لتحت علشان متدوخش وتقع
التقط أنفاسه بصعوبة وأردف بخوف:
- البتاعة اللي أنا واقف عليها دي صغيرة أوي أنا حاسس إن دي آخرتنا وهنموت..

نظرت إليه وقالت بجدية ونظرات حادة:
- انشف يا طيف واجمد كدا، أنت تقدر وبعدين مش بعد كل ده هنموت واقعين من الدور الرابع .. عايزن موتة أشيك من كدا
أغلق عينيه وردد بخوف:
- هو في موتة أشيك من كدا ! يارب استرها معانا احنا غلابة .. تعالي شوفي ابنك يااما

فتح «غارم» الباب وألقى نظرة سريعة على مكتبه فلم يجد أحدا، دلف إلى الداخل واقترب من خزانته وقبل أن يضغط على الأزرار رن هاتفه برقم رجل الأمن الذي أخبره برحيل «هيثم» فأمره بأن يوقفه واتجه إلى الخارج وأغلق الباب خلفه...

- هنفضل متشعلقين شعلقة القرود دي كتير ؟ أنا فاضلي تكة وأنزل أحضن الأسفلت
فتحت النافذة قليلًا ونظرت إلى الداخل فوجدته قد رحل، فتحت النافذة بأكملها وقفزت إلى الداخل ثم مدت يدها إلى «طيف» لكي تساعده على الدخول وبالفعل نجحت في ذلك، تنفس بأريحية وأغلق عينيه قائلًا:
- ياااه أخيرا ده .. اتكتبلنا عمر جديد، يلا بقى نرجع أوضتنا قبل ما غارم يشرف
هزت رأسها بالإيجاب وأردفت:
- تمام .. استنى هصور الورق ده بالموبايل ونمشي

وصل إلى الشقة التي حدث بها جريمة القتل والتي أتى إليها منذ ساعات، دلف إلى الداخل فوجد الأم وفوقها شرشف أبيض اللون تظهر الدماء عليه، انحنى وكشف عن وجهها ثم قام بتغطيتها مرة أخرى وتقدم إلى الأمام وعندما وقع بصره على جثة لطفلة صغيرة أسرع وتقدم ناحيتها، كشف عن وجهها فشعر بالصدمة من هذا المشهد الذي رآه .. هو تعود على تلك المشاهد لكن تلك الصغيرة استلطفها منذ ساعات عندما حضر إلى هذا المنزل ليستجوب زوجة «هاني»، غطى وجهها مرة أخرى وقبل أن يقوم حضر النقيب «طارق» من خلفه وردد قائلًا:
- زين باشا..

نهض من مكانه والتفت إليه قائلًا:
- ايه اللي حصل ولقيتوا حاجة ؟
بدأ في شرح ماحدث من وجهة نظره هو:
- تقريبًا عرفوا إن سعادتك وصلتلهم فقرروا يقتلوهم وده اللي حصل .. ومش بس ده اللي حصل
ضيق ما بين حاجبيه بتعجب وأردف متسائلا:
- هو في حاجة حصلت تاني ؟

هز رأسه بالإيجاب وأردف:
- أيوة سعادتك فيه .. المساجين المتهمين في قضية المخدرات واللي هم تبع القضية دي ماتوا كلهم مسمومين ومحدش يعرف ازاى ده حصل وامتى
شعر بالصدمة لما سمعه ومسح وجهه بكفيه بغضب قبل أن ترتسم ابتسامة خفيفة على وجهه ويقول:
- كدا كل الخيوط اتقطعت .. مفيش قضية .. مفيش متهمين .. مفيش راس كبيرة، كله باظ
نظر «طارق» إلى الأسفل ولم يتفوه بكلمة بينما استعد «زين» للرحيل وردد بجدية:
- خلص كل الإجراءات وحصلني على المكتب
- تمام سعادتك

مر أسبوع ساعدته فيه «سهى» على فهم كل شيء متعلق بالشركة والعمل كما ساعدته أيضًا على التعامل مع أجهزة الكمبيوتر وكان سريع التعلم حتى إنه أصبح مدركًا لكل شيء وكأنه يعمل بالشركة منذ وقت طويل، رددت بجدية:
- أيوة بالظبط كدا، مبروك يا نائل أنت كدا فهمت كل حاجة عن الشغل والشركة وتقدر تتابع أي حاجة بنفسك
ابتسم بسعادة ووجه الشكر لها قائلًا:
- شكرا أوي يا سهى معلش بقى تعبتك معايا..

بادلته الابتسامة وأجابته بلطف:
- مفيش تعب ولا حاجة، يلا أسيبك بقى تكمل شغل وأرجع لمكتبي
هز رأسه بالإيجاب وتركها ترحل وبقى هو يعتمد على نفسه في العمل حتى أنه فكر في جلب صفقات جديدة للشركة لكنه أجل هذا الأمر حتى يدرسه جيدًا ليحقق نجاحًا باهرًا..

على الجانب الآخر كانت «ياسمين» تفكر في ما ستفعله بـ «نائل» كي يترك الشركة فأُضيئت رأسها بفكرة ولكن قررت تنفيذها في اليوم التالي حتى تتقن عملها واستدعته إلى مكتبها فحضر على الفور وردد:
- أيوة يا أنسة ياسمين في حاجة ؟
وضعت قدمًا فوق الأخرى ورددت بجدية:
- سهى قالتلي إنها خلصت معاك وفهمت كل حاجة .. ها فهمت طبيعة الشغل وهتقدر تمشي معانا ولا ايه نظامك..

أجابها بجدية واضحة:
- هقدر إن شاء الله وفي دماغي كذا حاجة كدا هقعد النهارده أدرسها وأقولهالك بكرا بعد ما أظبطها وهتفيد الشركة والشغل جدا
هزت رأسها عدة مرات وأشارت بيدها وهي تقول:
- تمام تقدر ترجع مكتبك وتكمل شغلك

كان «هيثم» جالسا بالاستقبال بعد إبلاغ رجال الأمن له برغبة «غارم» في محادثته وما إن رآه متجهًا تجاهه حتى وقف وانتظر قدومه، وقف أمامه وردد بتساؤل:
- ممكن أعرف يا سيادة الرائد أنت بتعمل ايه في الفندق
نظر إليه «هيثم» بثقة وأجابه:
- جاي أحقق مع الأمن والعمال، اظن كان في جريمة قتل في الفندق بتاعك ولا نسيت ! أنا بشوش شغلي ولو اتكلمت بالطريقة دي تاني مع ظابط شرطة هسجنك مفهوم..

اشتعلت النظرات بينهما وسادت لحظة صمت بينهما، كلٍ منهم ينظر إلى الآخر بغضب وتحدي، قطع «هيثم» هذا الصمت ورفع أصبعه في وجهه وقال محذرًا:
- أقسم بالله لو عقلك وزك وفكرت نفسك شبح وهتقدر تضحك عليا أو تخوفني لأندمك .. وأنا بقولك أهو يا غارم مش هتلحق تقف على رجلك لأنك هتتجاب وبكرا هتشوف .. اللي مانعني أقبض عليك دلوقتي هو الرائد طيف بس متقلقش قريب أوي هقبض عليك..

في تلك الفترة خرجت «نيران» بصحبة «طيف» واتجها مسرعًا إلى المصعد الخاص بالفندق ومنه إلى غرفتهما بينما ألقى «هيثم» جملته الأخيرة وانصرف تاركًا «غارم» الذي توهج وجهه من شدة الغضب.

جلس عم «فارس» وبدأ يتذكر ما حدث في الماضي فعاود «فهد» طلبه مرة أخرى:
- ايه ياعم فارس هتفضل ساكت كتير ؟
فاق من شروده وابتسم بمجاملة قبل أن تختفي تلك الابتسامة ويبدأ في سرد ما حدث سابقًا:
- من 15 سنة فوقنا كلنا على كابوس اسمه الديب ويب.. محدش كان يعرفه أصلا بس ده كان طريق علشان يتخفوا من السلطات والشرطة، المجرمين اللي اخترعوه علشان يقدروا يتواصلوا مع بعض من غير ما حد يراقبهم وفعلا اتطور وبقى مكان للاتفاق على استلام وتسليم المخدرات ومش بس كدا ده مع الوقت اتطور وبقى مكان لتجارة الأعضاء ومكان تقدر تأجر من عليه ناس علشان تقتل أي حد أنت عايزه وبيحصل عليه بلاوي سودا أي جريمة ممكن تتخيلها بتحصل عليه..

خطف قتل سرقة تجارة مخدرات تجارة أعضاء تجارة سلاح ضرب اقتصاد دول وحتى مكان لعبدة الشياطين والدجالين والمشعوذين ومحدش عرف يراقبهم نهائي ومش أي حد يقدر يدخل على الديب ويب ده نهائي، مابيدخلش عليه غير المجرمين وبس ولو ظابط شرطة حاول يدخل بيعرفوا وبيغتالوه فورا، الديب ويب مش منظمة بس مكان بيديره ناس مجهولة وفيه مواقع كتير عليه وفي ناس اتقبض عليهم عاملين مواقع على الديب ويب في أمريكا والباقي محدش عارف يوصلهم
صمت قليلًا واستطرد:

- من 15 سنة في البدايات أمجد الجزار عمل موقع وكان شخص مهم جدا على الديب ويب ده وبمرور الوقت بقى عنده تشكيل عصابي كبير جدا وبيتواصل معاهم عن طريق الموقع ده وطبعا مفيش رقابة علشان زي ما قلتلك مش أي حد يقدر يدخل على الديب ويب ده، قدر يعمل أي حاجة وقتل ناس كتير أوي ولولا إن قيادات الديب ويب كانوا عايزينه يقع ماكانش هيقع نهائي..

هنا قاطعه «فهد» وسأله:
- اشمعنى يعني .. أنت بتقول ناجح في الإجرام وعمل اللي محدش عمله ليه يوقعوه
ابتسم «فارس» وأجابه بثقة:
- علشان محدش كان يعرف عن الديب ويب ده، عدد قليل جدا اللي كان يعرف وهم كانوا عايزين العالم كله يعرف ويبقى عندهم خلفية علشان يتشهروا أكتر وأكتر ويكسبوا مبالغ متتخيلهاش وفعلا ده اللي حصل .. بمجرد ما وقع واتقال سبب القبض عليه كله بدأ يسأل ايه الديب ويب ده ودخلوا يدوروا وفهموا وعرفوا وعدد المجرمين على المواقع دي زاد بشكل رهيب..

قيادات الديب ويب نفسهم ماكانوش متخيلين دخول العدد ده كله وعملوا نفس اللي عملوه مع أمجد بس في دول تانية على مستوى العالم لغاية ما بقى كل العالم عارف ايه هو الديب ويب ده وكل المجرمين بقوا يستعملوه بشكل أساسي في الترويج لأي حاجة غير مشروعة ونجح مخططهم بس بعد فترة أمجد محدش سمع عنه حاجة واتقال إنهم لقوه مقتول في الزنزانة بتاعته لكن الحقيقة هو مااتقتلش لأن أمجد ده هو فارس اللي قاعد قدامك دلوقتي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة