قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس

دقيقة وتعالت شهقتها رغمًا عنها تحررت عن أسر الصمت، إلتفت لها كلاهما منصدمين من وجودها تحديدًا الان!
توتر عز ولم يدري ماذا يفعل، وكأن شظايا تفرقت بين ثنايا روحه!
اسرع يقترب منها حتى أصبح امامها فهمس متعلثمًا:
-تمارا، آآ أنا...
اشباه ابتسامة سخيفة ارتسمت على ثغرها الوردي وهي ترص حروفًا متقلبة وسط الجمود بمهارة:
-أسفة على المقاطعة بس كنت جاية أجيب كوباية مياه، لو كنت قولتلي مكنتش قاطعتكم!

هز رأسه نافيًا، وبدا كغريق يحاول التوضيح:
-لأ إنتِ مش فاهمة دي تولين آآ
ولكن هذه المرة تدخلت تولين التي قالت بنبرة خبيثة تقازفها المكر:
-طلعتي بتفهمي والله يا تمارا، امال بيقولوا عليكِ قليلة ذوق لية!؟
نظرت لها تمارا بصمت دقيقة تحكم تلك الوحوش التي كادت تقتلها في اللحظة والتو...
وبحركة مباغتة دفعتها بيدها بقوة لتسقط تولين على الأرض متأوهه، مما جعل تمارا تهتف بانتصار خبيث:.

-سوري يا توتو! بس بأكدلك إني بفهم كويس اوي
إحتقن وجه تولين وقد رُسمت ألوانًا مختلفة من الحقد طفت على وجهها قبل أن تصرخ فيها:
-أنتِ مجنونة أنتِ ازاي تعملي كدة! شايف يا عز؟
زفر عز بقوة وهو يخبرها آمرًا:
-روحي إنتِ يا تولين
حاولت الاعتراض والغيظ دفين داخلها:
-يعني آآ...
ولكنه قاطعها بحدة سيف خُصص لقص أطراف الحروف المتناقضة حد الخسارة:
-قولت روحي يا تولين، روحي يلا
اومأت تولين موافقة ثم همست بعصبية:.

-ماشي يا عز مااااشي
وبالفعل خلال دقيقتان كانت تغادر، أمسك عز يد تمارا وهو يسألها بحدة غطت على قلقه نوعًا ما:
-أنتِ اية اللي نزلك من اوضتك؟! أنتِ مجنونة ولا مضحية بحياتك!
نفضت يده عنها وهي تردف ساخرة:
-سوري قطعت خلوتكم!
ضغطت على يدها بقوة ثم أكمل متنهدًا بخبث حاد كطرف التيار:.

-اسمعي يا تمارا، أنا هاتجوز تولين! وأما اني اختلي بيها ولا لا دي حاجة بتاعتي بس ريحي نفسك لان عاجلاً او آجلاً هانكون في خلوة فعلا ومش هاتقطعيها!
كزت على أسنانه بقوة حتى اصدرت صريرًا عاليًا حادًا ثم قالت:
-في داهية، أنا اصلاً مش فارقه معايا
جذبها من يدها بقوة حتى إلتصقت به، ثم همس امام وجهها بحدة متساءلاً:
-مش فارقة معاكِ؟!
اغمضت عيناها بقوة متجاهلة صوت الألم الذي يرن داخلها، ثم اومأت مؤكدة وهي تخبره:.

-ايوة، وعمرك ما هتفرق معايا، لاني بكرهك يا عز!
سحبها من يدها بقوة ثم اتجه للأعلى، دلف بها إلى الغرفة ثم اغلق الباب بعده ليجذبها من خصرها له بقوة فتأوهت بصوت عالي من الألم الذي احاط بخصرها، ولكنه لم يعيره انتباه وهو يمسك فكها يضغط عليه مغمغمًا:
-هيجي يوم هتفرق معاكِ، هتفرق أوي يا تمارا وهتبقي ملكي!
تنفست بتوتر وهي تعترض بخفوت:
-بس احنا متجوزيت عشان حاجة معينة يا عز.

نظر في عيناها مباشرةً وبدا كالمغيب وهو يهمس:
-ومين قالك كدة، أنا متجوزك عشان بحبك، وعايزك!
عادت للخلف ببطء وهو ظل يتقدم منها، والمسافة بينهما تتراهن!
حتى مد يده يملس على وجنتاها برقة متناهية، ثم بدأ يتشدق ب:
-لو تعرفي اد أية بحبك، لو تعرفي إني بحبك من ساعة ما شوفتك في القسم قبل ما تيجي هنا، عمرك ما هتقولي كدة
أبعدت يده عنها عنوةً وقالت:
-وفر حبك لواحدة تانية انا مش محتاجاه، حبك دا ابتدى يخنقني..!

أمسكها من كتفيها دون شعور بكم الآه التي احاطت بها في تلك الثواني كالظل، ثم استطرد بخشونة صلبة:
-طالما كدة، يبقى هيفضل يخنقك، بس برضه مش هاسيبك لحد غيري يا تمارا!
ثم دفعها بقوة حتى اصطدمت بالحائط صارخة ليغادر هو...
سقطت على الارض تبكي من كتفها الذي بدأت الدماء تنزف منه بغزارة، وتأوهاتها تعلو شيئً فشيئ حتى عادت تنخفض تمامًا وهي تهفو بأسمه:
-ع عز، الحقني!

ثم بلحظات فقدت وعيها من قوة شعورها بالألم الذي بدأت طعناته المسددة لروحها تزداد...!

منذ اخر مرة لم يقترب يوسف من رودين، كان منعزل عنها تمامًا وكأنه يمنع وحش روحه الذي ربته الأيام عنها بصعوبة!
كان يقف في غرفته يسير يمينًا ويسارًا وهو يتذكر حديث صاحب ذلك العمل عن رودين
اسمع يا يوسف، انا سبتها لك كتير، لكن مش هينفع اكتر، أنت لازم تسبها بقا عشان تشتغل وتعمل بحق لقمتها فالايام اللي فاتت واللي جايه !
ولكنه رفض...
لا يعلم ما الذي جعله يرفض ولكنه رفض، لن يتركها..

هكذا قرر دون مبرر، دون تفكير ودون تدخل العقل في تلك المحاسبة ايضًا...!
وكأن شمسًا قوية تعج الروح بشيئً خفيٌا..!
اتجه للخارج فوجدها في المرحاض وصوت تأوهاتها يعلو، تنهد بقوة قبل أن يقترب منها مغمغمًا:
-مالك؟!
امسكت ببطنها التي تؤلمها ولم تجيب، فاقترب منها ليمسكها من كتفها بهدوء وهو يهمس:
-قومي معايا
أبعدت يداه عنها بقوة رغم الوهن الذي يُقيد ثورتها، ثم قالت بازدراء:.

-أبعد عني ملكش دعوة بيا، ومتحاولش تلمسني لاني بقرف من مجرد لمستك دي!
جعلها تنهض بالقوة، ولم يدري لمَ قال بصوت أجش:
-أنا مادتهمش الفيديو!
دفعته بقوة وهي تصرخ بهيسترية:
-ابعد عني، في جهنم أنت وفيديوهاتك يا زبااااالة
اقترب منها فجأة حتى إلتصق بها ثم أمسك رأسها بيداه ليُقبلها فجأة بعنف، حاولت دفعه عنها ولكنه كان متشبثًا بخصرها بقوة لا تستطع كسرها هي!

كانت قبلته شرسة وعنيفة، ومتطلبة في آنٍ واحد، الي أن شعر بدموعها بين شفتاه، عندها تركها لاهثًا!
استغلت هي الفرصة فدفعته بكل قوتها لتركض من امامه مسرعة ولحسن حظها نسى يوم الباب مفتوحًا!
ظلت تركض بكل قوتها، وما إن هبطت الي الشارع حتى اسرعت اكثر..
ركضت مسافة معقولة، وكانت تلهث بعنف، وطرقات قلبها تزداد توترًا حتى فجأة اصطدمت بصدره امامها فشهقت مصدومة..
بينما حاوط هو خصرها بعنف مرددًا من بين لهاثه:.

-انسي انك تهربي مني! أنا من النهاردة قدرك، قدرك اللي مش ممكن تغيريه، ومش هاتعرفي تهربي منه ابدًا يا رودين!

في غرفة تمارا...
انتهى الطبيب من علاج جرحها الذي أوقف نزيفه بعد فترة..!
كانت تبكي بصمت تام إلى أن انتهى فأخرج مرهم واوشك على إن يضعه لها، فأسرع عز يهز رأسه نافيًا:
-لا يا دكتور انا هحطه لها، شكرا لتعبك
ابتسم الطبيب بأحراج ثم بدأ يلملم اشياءه ليغادر...
انتهى ثم وقف امامه ليخبره بهدوء جاد:
-ادهنلها المرهم دا يوميًا عشان الجرح يلم بسرعة ومترهقهاش
اومأ عز بإيجاب:
-ان شاء الله! متشكر يا دكتور.

ثم غادر الطبيب بهدوء ليغلق عز بعده الباب ثم اقترب من تمارا المتمددة، جلس لجوارها ثم همس متوجسًا:
-تمارا، أنتِ كويسة!
اومأت دون رد، بدأ يبعد التيشرت ببطئ فأمسكت هي يده بحياء تهمس:
-لأ لو سمحت
تحسس يدها ببطئ حاني هامسًا في المقابل:
-هششش، لازم ادهنهولك اهدي.

وبالفعل استرخت ببطئ ليبدأ هو برفع التيشرت حتى يظهر جسدها الأبيض، تحسس مكان الجرح بإصبعه برقة ثم هبطت ليقبل مكانه بشفتاه بخفة، ثانية ونهض ليبدأ بوضع المرهم لها وهي صامتة تبكي من الألم...
انتهى وغطى جسدها مرة اخرى، ليتمدد لجوارها بخفة، مسح دموعها في حنو ثم بدأ يقربها منه حتى أصبحت بين أحضانه، تشبثت بياقة قميصه وهي تهمس متألمة:
-عز، مش قادرة أنا موجوعة اووي!

قبل جبينها بعمق، وبنبرة لفحها شعوره بالذنب قال:
-أسف، اسف يا حبيبتي أني اتسببت لك بوجع!
ثم كاد ينهض لتمسك هي به بيدها السليمة مغمغمة:
-لأ! خليك، ماتقومش
ابتسم هو بصمت، فيما دفنت هي رأسها بأحضانه كالقط الذي يخشى شيئ ما...
ليقبل هو وجنتها بهمس:
-مش هقوم، ارتاحي
دفنها جيدًا بين أحضانه وذراعاه محبطة بخصرها بتملك، لتغمض هي عيناها ببطئ، فيما ظل هو يهمس بإصرار:.

-هيجي اليوم اللي هتكوني فيه في حضني بمزاجك وبكامل رغبتك يا تمارا!

صباحًا، كان عز يصعد بصينية الافطار لتمارا في الاعلى...
طرق الباب بهدوء ولكن لم يأتيه الرد، فعاد يطرقه مرة اخرى وايضًا لم يسمع صوتها، فتح الباب ببطئ ليسقط قلبه صريع الرؤية!
رأها لا ترتدي التيشرت الخاص بها وإنما أخر قصير جدًا دون أكمام، تحاول ارتداء ذاك التيشرت ولكن فشلت، وما إن رأته حتى دارت جسدها شاهقة بخجل:
-أنت بتعمل أية اطلع بره يا عز.

كان مستوى الضخ بين دماؤوه أعلى من اي شيئ، وهج من نوع اخر اشتعل بين محاجر عينيه!
ولهفة خفية من الرغبة بها لوحت في سماء حلكة ليل مظلمة حد الخفاء...
اقترب منها ببطئ حتى اصبح خلفها تمامًا، مد يده يتحسس مكان جرحها ببطئ شديد هامسًا بتساؤل:
-لسة واجعك؟!
هزت رأسها نافية بتوتر:
-لأ، المسكن آآ، عمل مفعوله
وكعادته مثل أمس تفرقت شفتاه تقبل مكان جرحها فاقشعر بدنها من ملمس شفتاه على جسدها...

كانت مشاعره كالحقل الذي اُشعل اللهب فيه بلا رحمة!
ولكن لم يبتعد مثل أمس بل تفرقت قبلاته على باقي رقبتها الي اخرها...
حاولت التحرك ولكن يداه كسلاسل تجلبك لمرقدًا فارغ حد الجنون دون هيبة تغطيه!
جذبها من خصرها حتى إلتصقت به ولم تتركها قبلاته بل ازدادت اشتعالاً، استدارت له فأصبحت في مقابلته وما إن كادت تعترض حتى فاجئها بقبلة عاصفة دمرت تماسكها الواهي...
الي أن ابتعد اخيرًا يهمس بصوت لاهث:.

-بحبك، بحبك اووي يا تمارا لدرجة مش بقدر اتحكم في نفسي ادامك!
تنهدت بقوة ثم دفعته بقوة عنها وهي تلهث، ثم تابعت:
-ابعد عني يا عز، مينفعش اي حاجة تحصل بينا!
ابتلع ريقه بصعوبة، ثم تنهد تنهيدة تحمل في طياتها الكثير والكثير ليخبرها ؛
-تعالي، السايس جهز لنا الخيل تحت
اومأت موافقة بصمت، ليخرج من الغرفة واضعًا يده على صدره يحاول تهدأة انفاسه المحترقة عبثًا...!

بعد قليل خرجت له تمارا ترتدي بنطال جينز وتيشرت ذو اكمام خفيف وتركت شعرها يتطاير مع الهواء...
وما إن رآها حتى أشار لها بهدوء حاني:
-يلا؟
اومأت بإيجاب:
-يلا يا عز
وبالفعل خلال دقائق كانوا قد وصلا، ساعدها حتى تصعد على الخيل ثم فجأة صعد ليصبح خلفها عليه...
شهقت هي بتوتر هامسة:
-أنت بتعمل أية انزل يا عز!
ولكنه هز رأسه نفيًا وبإصرار تشدق:
-تؤ تؤ، مأقدرش اسيبك تركبيه لوحدك وأنتِ كدة.

ثم احتضنها ببطئ من الخلف ليزداد توترها، بدأوا يسيروا به وبعد فترة سألها بهدوء:
-بتحبي الخيل؟
اومأت مؤكدة وهي تبتسم تتذكر:
-كنت بركبه مع بابا زمان وانا صغيرة اوي، دي الحاجة الوحيدة اللي فكراها وهو عايش
ابتسم هو الاخر وشدد من احتضانه لها، ليتشنج جسدها من قربه فسألها بخفوت:
-مالك يا تمارا؟! بترتعشي لية!
وبعد صمت أجابت بصوت مرتجف شابه التوتر والشرود:.

-بقيت بحس بالامان وانا، وانا في حضنك، واحساسي دا بقى قلقني اوووي!

كان فهد مع والدته وشقيقته في منزل العروس الجديدة
فهد، الذنب يتآكله حيًا كالوحش المفترس!
الان ستتم الخطبة وعقد قرآنه على تلك العروس التي اختارتها والدته، لقد اقنعت والدته اهلها أن تكن الخطبة وكتب الكتاب في يومًا واحدًا وليتعجلوا قليلاً!
وكان فهد مُجبر على الموافقة من أجل والدته التي اقسمت بمقاطعته إن رفض..
وبالفعل تم عقد قرآنهم بنجاح وصدحت الزغاريد تغطي سكون الارواح المشحون بالتوتر...

الي أن جاء وقت الاختلاء للحديث مع زوجته قليلاً..
جلس امامها وبعد فترة سألها بهدوء:
-ازيك يا هند؟
اجابت بابتسامة خجلة:
-تمام، وآآ أنت؟
اومأ برأسه بإيجاز ثم سألها:
-طبعًا أحنا اتعرفنا قبل كدة لكن برضه منعرفش بعض اوي، وأكيد أنتِ عارفه إن كتب الكتاب عشان نزيد القرب مش اكتر
اومأت مؤكدة:
-ايوة، عارفه
ظلا يتحدثا في امور مختلفة وغالبًا فهد يجيب ب ايوة، نعم، صح، ماشي على مضض!

ولكنها لم تعير ذلك اهتمام وامسكت بيده بين كفيها تهمس بهدوء فاتر:
-ان شاء الله ربنا يقدرني وابقى خير زوجة ليك...!

هكذا انتهت مقابلتهم، وعاد إلى منزله بعد إلحاحه امام اصرار والدته على العودة معها، وما إن رآى كلارا التي كانت تجلس على الأريكة تسند رأسها، وقد كانت معدة الطعام على المنضدة بشكل لطيف، ترتدي ملابس مثيرة تظهر اكثر مما تخفي!
تضاخم شعوره بالذنب نحوها فأسرع يقترب منها هامسًا:
-كلارا، قومي يا حبيبي أنتِ قاعدة هنا لية!
رفعت رأسها له لترد بغضب جلي:
-كنت مستنية حضرتك لكن الظاهر انك مشغول اوي مع اهلك.

قبل جبينها مرددًا بأسف:
-حقك عليا يا حبيبي انشغلت عشان بقالي كتير ماشفتهمش بس
اومأت ثم نهضت تنوي لملمة كل الطعام وهي تكمل بغيظ دفين:
-وأكيد كلت معاهم، فمش هتاكل
عض على شفتاه اسفًا، بينما اكملت هي حتى انتهت لتتجه لغرفتها، ركض هو خلفها يناديها بهدوء:
-كلارا، استني بس
واخيرًا امسك بها ليحيط وجهها بين يداه قائلاً لها:
-اسف يا حبيبي، خلاص بقا
اومأت موافقة بصمت، ليغمز لها بعبث:
-بس أية الجمال دا.

نظرت له ولم تجب، فمال عليها يقبل قرب شفتاها وهو يهمس:
-وحشتيني على فكرة
ولكنها دفعته عنها بهدوء وهي تقول:
-فهد، انا عايزة أنام لو سمحت عشان تعبت
وبالفعل ازاحته من امامها لتتجه نحو الفراش تغطي نفسها به وتنام بهدوء...
فيما ظل هو يمسح شعره بقوة وهو يردد داخليًا:
-اهو بدأنا من اولها!
تأفف اكثر من مرة ثم اتجه الي المرحاض يبدل ملابسه متجهًا للنوم استعدادًا لمقابلة تلك الفتاة هند في الغد!..

بعد مرور أسبوعان...
دلف عز إلى المنزل مغتاظًا يصرخ بكل من يقابله، كان صوت نفسه عاليًا، جلس على الأريكة يكاد يختلع خصلاته السوداء...
تقدمت منه تمارا تسأله مستفسرة:
-مالك يا عز؟
ضغط بكفه على الأريكة بقوة قبل أن يخبرها بصوت أجش:
-القاتل، القاتل اللي بدور عليه، ارتكب جريمة تاني!
ثم نهض يصرخ بهيسترية غاضبة:
-مش عارف امسكه بقالي شهور! انا بقيت فااااااشل
وضعت يدها على كتفه تهمس له في حنو:.

-اهدى يا عز، اكيد هاتمسكه مع الوقت لو ركزت في الادلة
رفع كتفيه ساخرًا يستطرد:
-المشكلة ان مفيش ادلة وراه!
جاء حسن على صوته يسألهم مستفسرًا:
-في أية يا عز
هز رأسه نافيًا بهدوء:
-مفيش
ثم انصرف متجهًا لغرفته...

مر يومان آخران...
وفي الليلة الثالثة تحديدًا على المائدة، كانوا يجلسون جميعهم يتناولون عشاءهم، حتى دلفت تولين فجأة بعد أن فتحت لها الخادمة لتهتف:
-عز، عز
نهض متعجبًا من مجيئها فسألها:
-مالك؟
بدأت تذرف دموعها بشدة ثم بدأت تقول من بين شهقاتها المتقطعة:
-خلاص، اللي قولتلك عليه حصل، احنا لازم نتجوز يا عز، النهارده يا عز!
نظر لها صامتًا، ثم تنهدت وهو يومئ موافقًا:
-تمام..
ثم نظر ل حسن يقول بجدية:.

-اتصل بالمأذون لو سمحت يا جدي خليه يجي دلوقتي...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة