قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر

خرجت تمارا من غرفتها ببطء، لم تغادرها من يومان تقريبًا، بمجرد أن خطت خارجها وجدت من يقبض على ذراعها بعنف، شهقت مصدومة ثم بدأت حرب من نوع اخرى تجري داخلها...
وقعت عيناها على عز الذي كان وكأنه منتظرها، ولكن شيء عميق غامق ومخيف لم ترتح له...
شيء جعلها قلبها ينقبض بخوف..
جعلها ترتعد كطفلة شريدة لم تسقط القناع عنها بعد..!
سحبها دون كلمة نحو الغرفة ليغلق الباب خلفه، عادت للخلف خطوتان لتهمس بصوت مهزوز:.

-أنت قفلت الباب لية أنا عايزة أخرج
-وأنا عايزك
ابتلعت ريقها بخوف، النبرة التي نطق بها تلك الكلمة جعلتها رنين من نوع اخر يصدح داخلها...
جعلت أنوار كحلبة للموت تُلف حولها!
فهزت رأسها نافية بسرعة وهي تكمل همسها:
-لو سمحت أخرج، أنت مش ف وضع تمام ولا أنا
رفع حاجبه الأيسر متهكمًا ليعود ويرد:
-مين قالك كدة، بالعكس أنا تمام جدًا
ثم قدحت عيناه بشرارة ملتهبة وهو يستطرد بخشونة:.

-كلمة وقولتها، مفيش واحدة غيرك هتحمل ف أبني ياتمارا، بمزاجك...
ثم جذبها من ذراعها بحركة مباغتة ليكمل بهسيس خطير:
-او غصب عنك
رفعت عيناها له ببطء، ويا ليتها لم تفعل، نظراته كانت غابة، غابة سوداء مخيفة جعلت قلبها يهوي بين كفي الحظ!..
فلم تفعل سوى أن قالت بغيظ:
-أنت مجنون أنا مش طيقاك، ومش عايزاك وبشمئز منك ومن لمساتك و...

جذبها بعنف من شعرها ليقرب وجهها منه، أنفاسه كانت ساخنة، ملتهبة وحارة لدرجة مُقلقة...
وضع شفتاه على شفتاها التي كادت ترتجف، في البداية كان هادئًا، وبعد ذلك أصبح الامر اكثر صعوبة على الاحتمال!
بدأ يقبلها بشراسة، بقوة وعنف حتى تأوهت اكثر من مرة من ألم شفتاها التي كان يفترسها مكتسحًا نعومتها حرفيًا، حاولت إبعاده..
حاولت زجه ولكنه كان اقوى، كان أعنف من أن تروضه الان!

وببطء شديد كان يضغط على شفتاها بأسنانه حتى شعر بطعم دمائها بين شفتاه، ويداه تعزف مقطوعة من نوع اخر على جسدها..
كلها علامات حتمية لأستسلامها القهري له، ولكن المارد داخلها لم يهدئ، وشياطينه هو لم تهدئ
ظل يلثم رقبتها بعمق، يحرك شفتاه ببطء شديد على طول كتفيها بطريقة كالسهم الذي يعلم جيدًا هدفه...
فهمست هي بصوت مبحوح:
-ارجوك يا عز أبعد عني.

ولكنه لم يستمع لها، لم يأبه لكلماتها، عاد لشراسته وهو يزيح ملابسها ويقبل كل جزء يظهر منهت بعنف حتى ترك علامات واضحة على جسدها...
ازداد الامر اشتعالاً..
لم يكن مشتعلاً مثلها بقدر ذرة، كان متفنن في فقدها كامل إحساسها بينما هو آلة تُنفذ ما بعقله فقط!
اقترب من اذنيها يهمس بصوت بدا كفحيح الافعى:
-أية رأيك؟ الموضوع طلع مش مشمئز صح!؟

لم ترد عليه وأنما اغمضت عيناها بضعف، وفجأة ابتعد عنها وهو يجلب بنطاله ليقول بصوت أجش قاسي:
-كفاية كدة قرفت منك!
أخرج بعض النقود من جيب بنطاله ليرميها بوجهها حتى ظن انه أدمى وجهها، ليكمل بنفس النبرة:
-دول كفاية عليكِ، وكتير كمان لأن حتى السرير مش نافعة فيه! بس حقك وأجرتك زي اي واحدة
أنتهى من ارتداء ملابسه ليستدير متجهًا للخارج متجاهلًا شهقاتها التي صمت أذنيه، ولكنها من أصابته بذلك الصم!

كانت كلارا أمام التلفاز عندما رأت فهد يرتدي ملابسه..
لا تدري ما ذلك الشعور ولكنه شعور كالجحيم يجعلها متوترة وكأنها في مارثون عميق ومخيف..!
تعمدت ارتداء القميص الذي يعشقه، وكأنها ترغب في رؤية تأثيرها عليه ضمن الواقع..!
وفجأة شعرت بمن يحتضنها من الخلف مُقبلًا رقبتها الظاهرة، قشعر بدنها كرد فعل طبيعي وهي تهمس بأسمه:
-فهد!..
همهم وحرارة أنفاسه تلفحها من الخلف:
-عيونه
سألته بثبات:
-بتحبني؟

تجمدت شفتاه على رقبتها، وكأنه لم يعي مقصدها في البداية، ولكن سرعان ما شعرت بشفتاه التي تُفتح وتغلق على رقبتها كأجابة اكثر حرارة لسؤالها...
ابتعدت عنه وهي تعيد سؤالها بصوت أجش:
-فهد لو سمحت رد عليا وقولي رايح فين!؟
نهضت وهي تنطق بأخر كلماتها ليقع قلبه صريع جمالها، وضع يداه على قلبه وهو يقول بوقاحة:
-ملبسااايه عايزة تتاكل أكل ياخواتي
عضت على شفتها السفلية بحرج، لتعود وتحاول رسم الخشونة وهي تزمجر:.

-فهد بطل قلة ادب وركز معايا
فجأة جذبها له لتصطدم بعضلات صدره التي ظهرت من ازرار القميص المفتوحة، ليكمل بعبث ؛
-منا مركز اوي اهوو، مش هينفع اركز اكتر من كدة ورايا مشوار
وقبل أن تسأله السؤال الذي لن يستطع أجابته كان يقبض على شفتاه بشفتاها، يُقبلها بنهم ويرتوي منها عله يشبع ظمأه وجوعه لها...

ضمها له أكثر وشفتاه تنتقل بسرعة ما بين شفتاها المنتفخة ورقبتها البيضاء، ليقطع لحظاتهم الحميمية صوت هاتفه الذي بدأ يرن، ابتعد عنها مرغمًا ليرى المتصل، وقبل ان يبتعد تمامًا امسكت ذراعه هامسة:
-خليك معايا
أبعد يدها عنه متنهدًا بقوة:
-مينفعش يا كلارا، انا مش هتأخر متقلقيش
ثم استدار ليغادر بالفعل...
دقائق معدودة ووجدت رسالة على هاتفها من مجهول، محتواها جعلها كالمجنونة التي كادت تفقد أنفاسها!

ظلت تقرأها عدة مرات بلا وعي
جوزك بيحتفل بكتب كتابه الليلة، لو مش مصدقاني روحي على قاعة ، للمناسبات وانتِ تتأكدي بنفسك
وبالطبع لم تنتظر أكثر، نهضت مسرعة ترتدي ملابسها...
تفكر بصعوبة وتلاحم افكارها..
كيف فعلها؟!
ولم فعلها...!
كيف استطاع من الاساس..
حلقات ضائعة من الاسئلة لا سبيل لباب يُغلقها سواه!..
وصلت اخيرًا قاعة المناسبات لتجد حشد ليس بقليل او بكثير، كانت خطواتها شبه راكضة وهي تدلف للقاعة...

إلى أن رأتهم بالفعل يجلسوا جميعهم..
وبالفعل - تم ذبح الضحية -!
لم تشعر بنفسها سوى وهي تقترب منهم بخطى مرتعشة وبصوت يكاد يسمع همست:
-مبروووك يا عريس مش كنت تعزمنا!
الصدمة ألجمته، أحاطته بنيران من نوع اخر، نيران أماتت شعوره في تلك اللحظات!
فصرخت كلارا بصوت عالي:
-ادام الناس دي كلها أنا بقولك لو راجل وقد اللي أنت عملته طلقني حالًا!
أغمض عيناه بقوة..
صامت، نعم صامت وماذا بيده سوى الصمت المخزي؟!
فتابعت بجمود:.

-طبعا زي أي راجل خاين ف نفس موقفك مش هتقدر ترد، هترد ازاي ما أنت مش راجل اص...
ولم تستطع إكمال جملتها اذ اسكتتها صفعة مدوية تصاعدت لها شهقات الموجودين!..

كعادتها رودين عندما ينتهي منها يتركها كقطعة -قمامة- بلا قيمة مُلقاه على الفراش...
ولكن هذه المرة كان أعنف واصعب، كان اكثر صعوبة من قدرتها على التحمل!
وأي فتاة تتحمل ما تحملته هي؟!..
رفعت عيناها للسماء تهمس بصوت مبحوح:
-ياارب أنت ماترضاش بالظلم يارب، سامحني يارب انا ايماني اضعف من اني استحمل كل ده، انا ضعيفة اوي يارب!
نهضت بخطوات مرتعشة...
بثقل شديد تسير، نفس مكسورة وروح ملكومة!..

الف آهه وآه كتمتها بصعوبة بوعد بدفنها الابدي!..
وقفت على الشرفة وقدماها ترتعش، لطالما كانت تخشى الله ولكن الان لا مفر من الموت!..
وفجأة دلف يوسف لتتسع عيناه بذعر صارخًا:
-رودين انزلي من عندك
ابتسامة مميتة ظهرت على ثغرها الذابل وهي تهمس بحروف متقطعة:.

-أنا حبيتك، كنت بحبك اوي على فكرة، كنت مفكرة أني قوية كفاية عشان استحمل، لكن مش قادرة، شعور مُغتصب الروح قبل الجسم ده صعب اوي، وخصوصا لما اللي يدبحك يكون اكتر حد أنت حبيته!
انت دبحتني وانا مش قطه بسبع ارواح عشان افضل عايشة عادي وارجع احبك زي ف الافلام والمسلسلات!
هموت قبل ما اشوف فيديوهات قذرة ليا بتتباع والناس بتنهش ف جسمي بعيونها، انا بس مش طالبه من ربنا الا انه يغفرلي ذنوبي
صرخ بها بجنون:.

-اقسم بالله ما هنشر حاجة ابوس ايدك انزلي!
ومع اخر حرف لها سقطت دمعة ثلجية، وبلحظة حدث كل شيء، رمت نفسها للخلف لتسقط من الدور الخامس ويصطدم جسدها بالأرض بقسوة جعلت الدماء تضخ من كل جزء بجسدها، وتصعد الروح الى بارئها متحررة من قسوة الدنيا!

تنهيدات عميقة صدرت عن تمارا التي لم تكف عن البكاء...
لم تتخيل أن تصبح ضعيفة بهذا الشكل امامه!
نهضت ببطء بعدما ارتدت ملابسها، سمعت ضحكات خليعة تأتي من المطبخ فسارت ببطء له..
لتتجمد عيناها على ذلك المشهد الذي كان أخر خيط للخيال الذي يمكن ان ينسجه عقلها...!
كان عز يقبل الخادمة بوقاحة ويضحكا معًا غير مبالين بأي شيء!..
فصرخت تمارا بجنون:
-أنت بتعمل اية! وأنتِ يا حيوانة ابعدي عنه.

وقبل ان تبتعد الفتاة كان عز يضمها له بصلابة متمتمًا بجمود وبرود قاسي:
-اخرسي، انا حر، واحد مراته مش مكفياه طبيعي يبص للاحلى منها
وعاد يُقبل تلك الفتاة من جديد بشغف وكأنه محروم حقًا!..

يا حواء، لن يُبنى غشاءك القاسي الا بطلاء القسوة اولًا!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة