قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل السادس عشر

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل السادس عشر

دلكت ليله يده بنفاذ صبر من كثره آهاته المستمره لتقول بضيق: يابنى انت بقالك اسبوعين على الوضع ده خنقتنا.
لكزها بيده السليمه قائلاً بحنق: دلكي يابت، الوجع هايموتني..
ضغطت بيدها بقوتها على يده فصرخ بها، دلفت ماجى على صراخه قائلة: انت يا مجنون بتجعر ليه!.

نهضت ليله تقف على الفراش متذمره: انا زهقت ياماما انا بقالي اسبوعين بعمله علاج طبيعي في ايده والبعيد مبيحسش حتى مفيش كلمه شكر..
اقتربت ماجي منه قائلة بشك: انا قلبي مش مريحني من ناحيتك يا عمرو، دي مش وقعه سلم ابداً، انت اتخانقت مع حد في الشارع.
هز رأسه نافياً ليقول: كان هايبقى ارحم من العذاب ده، انا جسمي كله متكسر، كان يوم اسود لما فكرت اعمل كده .
جلست ليله بجانبه لتقول بفضول: اه ايه بقى الي انت عملته، الوحي قالك نط من على السلم، فانت نطيت.
زمجر بوجهها ثم جذبها من خصلات شعرها قائلاً: لا بيقولي اقتلك واخلص منك.

صرخت ليله مستنجده بماجي: ماما خليه يسيب شعري.
ابعدتها ماجى عنه قائله: بس بقى، ابعدي يالا..غيري هدومك علشان جايلنا ضيوف..
فركت شعرها بقوه قائلة: مين..
اتجهت صوب الباب قائلة: انكل شريف ومريم، وسراج ومامته...
انتفض عمرو قائلاً بفرحه: ايه ده، مريم جايه..

هزت ماجي رأسها قائلة: الهى ابوها يقفشك ياعمرو هاتبقى ليلتك سوده.
غادرت الغرفه وخلفها ليله، اما هو فتحامل على نفسه وكتم الالامه المبرحه متجهاً صوب خزانته يخرج ثياب ليقول: اه ما هى لازم تيجي تلاقيني قمر معقول تلاقيني معفن كده..
تنهد باشتياق، لقد مر اسبوعان منذ تلك الواقعه، عندما قرر المجازفه والقفز من الشرفه، اسبوعان لم يراها، حتى مكالمتها التى تبكي بها باستمرار لاشتياقها له تزيده لوعه، اخيراً لقد وافق والدها على مجئيها معه..أخيراً سيرى من جعلته يفعل أشياءا مجنونه لمجرد ان يملئ صدره بحنينها ويزيد شغفه بنظراتها المحببه له.

راقب بعينيه انتهاء البرنامج الذي يعمل عليه مؤخرا لاحدى الشركات، وفور انتهائه أطلق تنهيده قويه وأغلق الحاسوب، لاحظ اضاءه هاتفهه، نظر فيه وجد العديد من اتصالات ليله..اجرى بها اتصالاً .
_ ليله، اتصلتي كتير..
ليله: ايوه يا ابييه، كنت عاوزه اقولك ان سراج جاي هو ومامته انهارده.
انتفض ليقول بصوت حاد: ليه في ايه؟!.

ليله: معرفش بس ممكن علشان يزورو عمرو اخويا..
دلف غرفته يحضر ثيابه قائلاً: طيب يا ليله متقوليش لحد زي ما اتفقنا ولا كإنك بلغتني ولا كاني عرفت، انا هاجى ازور عمرو عادي.
هتفت ليله مؤكده: اكيد يا ابيه، انا بساعدك علشان انا بكره سراج ده أوي ومتمناش يارا اختى تبقى مراته.
هتف مشاكساً: ويا ترى بتتمنى مين ليارا اختك؟!.

ضحكت بخفه قائلة: حد أول من حرف من اسمه فارس، يالا سلام قبل ما حد يقفشني.
أغلق الهاتف، وتلك البسمه على وجهه، تذكر ما حدث منذ اسبوعان عندما عقد اتفاق مع ليله تخبره ما يحدث فيما يخص يارا وسراج معللاً لها بحبه وعشقه ليارا والبارده لا تشعر، وكالعاده رق قلب ليله وعقدت معه ذلك الاتفاق بصدر رحب، دلف للمرحاض يأخذ حماماً سريع ليفيق لذلك المعتوه وتربيته من جديد...

قبض على تلك الورقه بضيق بالغ، ناظراً بحنق لكثره الطلبات المكتوبه بها هامساً لنفسه: ايه ده كله يا ندى..
نظر حوله يميناً ويساراً وشعر كانه تائه في بحر من العلم، عاد ينظر للورقه قائلاً بتذمر: ايه ده، هاعرف انواع الدقيق دي منين، ياريتني خليتها تنزل معايا، كان لازم اتشك في لساني واتهبب اقول لا هانزل انا..
انتفض عندما وجد سيدتان يتحدثون بالقرب منه: انت تايهه كده ليه!.
هتف ببلاهه: نعم!.

عادت الاخرى لتؤكد على حديثها: بقولك انت مالك متوتر كده ليه، بقالنا ساعه واقفين وراك عاوزين نوصل للمربى دي وانت واقف معطلنا...
حمحم بحرج ليقول: اه اسف معلش.
تحرك للامام قليلاً، ولكنه عاد واتجه نحوهم يسئلهم: هو انا اعرف انواع الدقيق ازاي..
التقطت منه احدى السيدتان الورقه تقرأها بتمعن، حتى انتهت واشارت له لكى يأتى خلفها قائلة: ورايا تعال..

تحرك خلفها مالك يجر العربه ويراها تنتقل من هنا الى هناك برشاقه وخفه وبعد عشر دقائق، كانت قد انتهت تماماً من الورقه: اتفضل كده كل الطلبات خلصت.
ابتسم مالك ليقول باامتنان: بجد متشكر جداً لذوقك.
بادلته السيده الابتسامه قائلة: عادي انت فكرتني باخويا لما مراته بتطلب منه حاجاات بيضرب لخمه كده ..
ودع السيده ثم غادر الماركت متجهاً صوب سيارته ينقل الاشياء بها حتى رن هاتفه، نظر به وجده رأفت دق قلبه بعنف قائلاً: يارب استر، معقوله خلص القضيه..
‏أجاب على اتصاله: اهلا يا باشا .

‏رأفت: اخباركوا يا مالك، ندى فين،تليفونها مقفول ؟!.
‏مالك بهدوء: كويسين، هى في البيت، ممكن يكون فصل شحن..
‏رأفت بضيق: خليها تفتحه، كنت عاوز اقولها كل سنه وهى طيبه عيد ميلادها انهارده
وقبل ان يتحدث مالك قاطعه رأفت في عجاله: طيب سلام يا مالك، معايا مكالمه مهمه.
‏اغلق الهاتف معه هامساً: عيد ميلادهاا.

‏استقل سيارته سريعاً مقرراً جلب كعكعه والاحتفال بها.. فهى تستحق ذلك،تستحق ان يغمرها بالسعاده، بريئه ونقيه جداً، لقد نجح في تشبيه لها قطعه سكر أضافت على حياته فجعلت منها حلاوه صعب ان يتذوقها مع امراه اخرى، فهى فريده من نوعها صعب ان تتكرر او يكن لها شبيها حتى، اكثر من اسبوعان مروا على زواجهم ويوميا يكتشف شئ جديد بها، شيئاً يجعله دوما يتمنى ان يصبح ذلك الزواج حقيقاً..

_ بس بس، بت يا ليله، انتي يا كلبه تعالي هنا.
التفت بجسدها الصغير ترمقه بتعالى، تملك منه الغيظ فاتكأ على تلك العصا متقدماً منها قائلاً: انتي يابت مبتكلمنيش ليه..
التفت له تعقد ذراعيها متحدثه كسيده في عقدها الثالث: علشان انت عاوزني انزل تحت واعمل اي حجه واطلع البت مريم هنا.
ضربها بخفه على رأسها ناظراً لها بمكر: طب مانتي طلعتي بتفهمي اهو، يالا روحي بسرعه وليكي عليا لما اخف من اللي انا فيه هاوديكي دريم بارك..
أشارت بيديها بنفي قائله: لا خليلك دريم بارك انا لايمكن اعمل كده، انت عاوز ماما تزغرلي بعينها ولا عمو شريف يالهوى ده احتمال يخنقني هو اصلا شايف ان مستهتره ف كفايه اوي فكرته عنى.

جز على اسنانه وهتف بتوبيخ: ياعني يا متخلفه انتي بقى بذمتك هاقولك هاتيها اوضتي، لا طبعا هاتيها اوضتك واقعدى معانا يا ستى ...
رفعت رأسها قائلة برفض تام: بردوا لأ.
أرسل اليها ابتسامه خبيثه قائلاً: براحتك، انا بقى هاقول لماما ان بسمعك وانتي بتملي فارس اخبار يارا..تخيلي كده معايا يا ليله لما ماما ويارا يعرفوا، لا وبالاخص يارا..
اتسعت عيناها رعباً: ايه ده انت سمعتني!.

هز رأسه بتأكيد، فقالت مبرره: ابيه فارس غرضه شريف، بيحب يارا ونفسه يخطبها بس هى دماغها جايه غلط، وانا حقيقي نفسي يخطبها..
تنهد عمرو: كلنا يا حبيبتي نفسنا يخطبها، كلنا مش انتي بس، يالا بقى نادي مريم واقعدى في الاوضه ورنيلي ماشي.
زمت شفتاها بضيق: وان ابوها رفض ولا ماما بصتلي..
زفر عمرو قائلاً: محدش هاياخد باله مشغولين مع فارس وسراج وامه..يالا بقى.

دبدبت قدمها أرضاً ونزلت الدرج تمتم بكلمات غير مفهومه .. بحثت بعيناها الصغرتين عن مريم وجدتها تجلس بجانب يارا تنظر بحنق لذلك السمج سراج، اتجهت صوبها تجذبها من يديها..
مريم: ايه في ايه..
ليله: تعالي معايا فوق اوريكي حاجات جميله ابيه فارس جبهالي اخر مره وهو مسافر...

رفعت نبره صوتها في حديثها الاخير، راقبت رده فعلهم فوجدتهم منتبهين مع حديث سراج عن مشاكله مع اعمامه على ميراثه الضخم..
بينما يارا كانت تنظر له بملل، لقد سمعت تلك الاسطوانه مئات المرات منه، اغلقت عيناها بنفاذ صبر، فتحتها فوجدت فارس يجلس بمقابلها يحدق بها بصمت، ارتبكت من نظراته التى شعرت بها تخترقها بسهوله فتجعل قلبها يزيد من وتيره نبضاته، ارتفع صدرها وهبط بسرعه كبيره، وضعت يديها على جبينها وهى توبخ نفسها على سهوله سيطرته عليها بمجرد ان نظر اليها فقط..

رفعت وجهها عندما وجدته يتحدث لهم: هاقوم اعملي قهوه عن اذنكو..
راقبته بعيناها وهو يدلف للمطبخ شامخاً، تنهدت بخفوت فمازالت تلك الغبيه تعشقه وتعشق تفاصيله، انتبهت الى لكزات والدتها وهى تقول: يارا، عمو شريف بيقولك عاوز شاي من ايدك بسرعه يالا.

فكرت بداخلها هى وفارس معاً وحدهم بالمطبخ حتمًا ستنهار امامه، ضغطت على شفتيها بقوه وهى ترسم قناع الجمود على وجهها..دلفت للمطبخ تصدر صوتً بكعب حذائها العالى فانتبه فارس لها انزل بصره على حذائها وركز بصره عليه، زدات من ضغط شفتيها عندما لمحته بطرف عيناها يركز بصره على قدمها وهى تتحرك هنا وهناك، ارتبكت منه فكادت ان تتعثر اكثر من مره التفت له قائلة: ايه في ايه، شوز عاجبك لدرجاتي..

اعتدل بوقفته وسند بظهره على أساس المطبخ، ماسكاً للملعقه وقلب بهدوء البن في المياه حتى يمتزج كلياً فيها، ابتسم بثقه ليقول: بيقولوا لما تحس انك مسيطر على حد، بص عليه وشوف مشيته وانت هاتعرف مسيطر عليه قد ايه..
ضحكت بسخريه واقتربت منه تتصنع الثقه: كلام فارغ، طبعا اللي بتقوله كلام فارغ، محدش قال كده.
أشار على نفسه قائلاً بثقه: مش انا قولت يبقى فيه..

وقفت بجانبه تجذب مسحوق الشاي وتضعه في الكوب، تسرب لانفها الصغير رائحته القويه، فشعرت بدوران الارض من حولها، خرجت منها تنهيده خفيفه، لاحظها فارس فاقترب منها اكثر يهمس لها: وحشتيني اوي.

تمسكت بالكوب بقوه وهى تغلق عيناها مستمتعه بنبرته ورائحته وطغيانه القوي عليها، استغل هو تلك الفرصه ليهمس ما بداخله: لو تعرفي انا بحبك قد ايه، مش هاتعملي فيا كده، والله بحبك وعمري ما حبيت حد غيرك، انتي كبرتي قدامي وعلى ايدي، انا حافظك زي ماحافظ نفسي، يارا متعمليش فيا كده، بالله عليكي، ارفضي الحمار الي بره ده ويالا نتجوز، انت مكانك معايا وجنب قلبي..

فتحت عيناها تستشف صدق حديثه فوجدته ينظر لها بعشق، فقالت بنفس همسه: هاتقولي سبب جوازك منها الاول..
ضغط على اسنانه بقوه قائلاً: عاوزه تعرفي سببه ليه، بتفتحى في القديم ليه، القديم فات وانتهى يا حبيبتي، كفايه اللي حصل زمان، كفايه عمري اللي ضاع .
هبطت عبارات ساخنه على صفحه وجهها هتفت بنبره مبحوحه: مينفعش يا فارس، انا قلبي ده اتكسر منك، عشت ايام وليالي بعيط، مفيش ليله واحده نمت زي اي بنت طبيعيه، قولي على اسبابك القويه الي تخيلك تسببني وتتجوز صاحبتك، انت متعرفش ياعني ايه وجع بنت مجروحه، متعرفش ياعني كسره قلب، متعرفش ياعني ايه...

صمتت لبرهه وعادت تكمل وشهقااتها تقطعها بين كل جمله والاخرى: ياعني ايه الاقيها هى لابسه فستان فرحي، اللي انت المفروض جبته في سفريه علشان لما تخطبني ونتجوز البسه، انا لسه فاكره كل حاجه نظرتها ليك وفرحتها بيك، لسه فاكره ازاي كانت بتمسك ايدك بتملك، كنت بقعد اقول ده كله من حقي، انا معرفش عملتلك ايه علشان تكسرني كده، انا عملتلك حاجه يا فارس، طب انت شايفني وحشه، شايفني مستحقش افرح زي اي بنت، انت ازاي بتطلب منى اتخطى فتره كنت بموت فيها بدل المره الف، ازاي اتخطي ده كله من غير سبب مقنع واحد يبرد نار قلبي..

مد طرف ابهامه يمسح عباراتها، فابتعدت خطوه للوراء:. مش من حقك، مش من حقك تلمسني، ولا من حقك كل ما تشوفني تقولي حبيبتي ووحشتيني، انا خلاص قررت اكمل حياتي وافتح قلبي لسراج، بيحبنني ومُصر عليا..عنده استعداد يحارب علشاني، استعداد انت معندكش ربعه..
التفت تحمل كوب الشاي وقبل ان تغادر المطبخ كان هو يهتف بشراسه: هاقتله قبل ما دبلته تبقي في ايدك..
التفت بنصف جسدها ورمقته بسخريه، فقال هو بنفس شراسته: معنديش حاجه اخسرها يا يارا، صدقيني ممكن اقتله.

مطت شفتيها للامام قائلة: كنت زمان بصدقك، بس حاليا عرفت انك بوء..
غادرت من المطبخ، فالتفت هو نحو الحوض يلقي به الفنجان، تسارعت انفاسه فبدى كمصارع دخل للتو حلبه المصارعه يريد ان يفتك بخصمه، همس بشر ليقول: ماشي يا يارا ماشي..

بشقه خديجه
وضعت ندى كوب العصير امامها وهى تنهض قائلة: انا مبسوطه اوي ان اتعرفت عليكي ياخديجه...
هتفت ايلين بحزن: وانا لأ.
ضحكت ندى قائلة وهى تقترب منها ترفعها لمستوها: لا طبعا انتى قبل خديجه...
طبعت ايلين قبله صغيره على احدى وجنيتي ندى قائلة: انا حبيتك زي ما حبيت عمار..
اقتربت منها خديجه قائله بحزن مصطتنع: امم وانا بقى اتركنت على الرف.
قالت ندى: لا ازاي ده انتي حتى مامي الخير والبركه،المهم انا هامشي بقى..

اتجهت صوب الباب فقالت خديجه: مش هاتبقى اخر زياره يا ندى، لازم نجتمع تاني.
هزت ندى رأسها قائلة: اكيد طبعا لما مالك ينزل،وانتي جوزك لو مش موجود قوليلي من شباك المطبخ..
هتفت خديجه بتسرع: متقلقيش عمار مش موجود اصلاً.
رمقتها ندى بعد فهم، فتعلثمت وهى تصحح حديثها: اقصد اغلب الوقت بسبب شغله..

هزت ندى رأسها بتفهم واتجهت صوب شقتها.. دلفت وجدت الاضاءه مغلقه، ماعدا اضاءه واحده فقط في منتصف الشقه، قطبت جبينها وتقدمت بخطوات بطيئه نحو الاضاءه، لفت نظرها تلك الطاوله الصغيره المزينه بورود حمراء وتتوسطها كعكه موضوع امامها ورقه من اللون الوردي، التقطتها تفتحها ببطء وقرأت بخفوت:
انهارده عيد ميلادك كل سنه وانتي طيبه، في فستان جوه انا متأكد انك هاتبقى زي النجمه فيه..

ابتسمت بسعاده رفعت وجهها تبحث عيناها عنه، لم تجده، خفضت بصرها تكمل قراءتها: ملحوظه مدوريش عليا، وادخلي البسيه مستنيكي..
وضعت الورقه مكانها واتجهت صوب الغرفه، دلفت تبحث عنه وجدت الفستان على الفراش، جذبته تتفحصه وجدته قصير من اللون الاحمر الناري، عاري الكتفين ويتوسطه شريط أسود رفيع، ضغطت على شفتيها السفلى خجلاً كيف لها ان ترتدي مثل هذا الفستان امامه، وهى منذ زواجهم ترتدي ثياب مغلقه وطويله، ضغطت عليه بيديها من فرط توترها، جلست على الفراش تنظر له بتفكير، وفي أخر الامر حسمت قرارهاا، ودلفت للمرحاض وبداخلها عزيمه ان تتغير وتصبح ناضجه فهى الان امراه متزوجه، يجب عليها ان تستوعب مثل هذه الامور..وليس من المعقول ان تحزنه في يوم مثل هذا اليوم...

شهقت ليله بصدمه: ياعني انت موقعتش من السلم، ووقعت من البلكونه لما روحت لمريم..
كتم فمها بيديه قائلاً بحنق: لسه امك وعمك شريف مسمعوش..وبعدين انتي بتصتنى علينا ليه..
نظرت له نظرات مبهمه وكانه ابله تفوه باشياءا غبيه: انت مجنون انتوا قاعدين في اوضتي وانا قاعده في وسطكوا فلازم اسمع كلامكوا..
قالت مريم بارتباك: والله يا ليله ما كنت اعرف انه هايعمل كده، انا يومها كنت هاموت من الخوف.
ابتسم عمرو وهو يقول بغمزه خفيفه من عينيه: على مين، خايفه على مين يا مريومه قلبي.

ابتسمت بخجل وهى تقول بلهفه بصوتها: عليك طبعا..
نهرتهم ليله قائله: بس بقى، بس،رومانسيتكو صايصه زيكو.
وقبل ان يتحدث سمع صوت شريف يقترب من غرفه ليله، ليتنفض برعب قائلاً: يالهوى عمو شريف..
اهتزت صوت مريم بخوف: بابا، هايزعقلي، لو لاقاك هنا..
اراحت جسدها على الفراش قائله: لما انتو مش قد الحب، بتحبوا ليه يا خوافين.

تمنى لو القى تلك العصا برأسها فيكسرها لنصفين تلك الفظه سليطه اللسان، بحث حوله بسرعه، وجد خزانتها اتجه صوبها بسرعه يفتحها ثم دلف لها وساعده ذلك كبر حجمها، اغلق عليه الباب فانفجرت ليله ضاحكه على هيئته، طرق شريف الباب بهدوء حتى فتحت له ليله قائلة: خير ياعمو..
شريف بهدوء: نادي مريم علشان هانروح، انا طلعت اطمن على عمرو قبل ما امشي، بس مش لاقيته.
جاءت مريم من خلفها قائله: انا جهزت يا بابا، يالا..

غادرت مريم وشريف، فاغلقت ليله الباب، ففتح عمرو الباب وهو يتنفس بصعوبه قائلاً: يالهوي كنت هاموت.
هتفت ليله وابتسامه واسعه تحتل ثغرها: مشيوا..
نهض عمرو بصعوبه: أحسن كنت هاموت، انت بتستخدمي مزيل عفن الليالي..
تقلصت ملامحها بغضب وهمت ان تتجه نحوه تضربه، حتى أشار اليها قائلاً: بهزر والله بهزر...

بشقه مالك.
خرجت من الغرفه، مدت قدماها ذو الحذاء الاسود متناسقاً مع لون فستانها الناري، مدت يديها تجذب طرف الفستان للاسفل قليلاً خجلاً من قصره الحاد، فتناثر خصلات شعرها الحريري على وجهها وهى تنظر للاسفل، سمعت همسه باسمها: ندى.
رفعت وجهها بسرعه، فحبس هو انفاسه لهيئتها الجميله، كما تخيلها تماماً به، تمنى وقتها ان يراها لو لحظه به، وها هى الان تقف امامه ترتدي فستان من اختياره..اقتربت منه ورؤيته تتضح لها بسبب الاضاءه الخافته.. قميصه الابيض وبنطاله الاسود خجلت عندما وجدته قد حل اول ازرار من قميصه فظهرت عضلاته تحته... رجل مافيا بجسده وهيئته تلك..لاحظت اقترابه منها فاردات ان تعود للخلف ولكنها على أخر لحظه وقفت ثابته حتى لا تفسد الليله بتوترها وقلقها..

راقبت يده وهى ترتفع تدريجياً حتى وضعها على وجنيتها، نظرت بعينيه مباشرةً، فوجدت مجدداً تلك النظره اللامعه بهم، نظره لم تحدد هوايتها، لم تقو على تفسيرها، تحركت اصابعه برقه على صفحات وجهها فاغلقت عيناها لتستمع بتلك الهاله التى غرقت بها، كم من المشاعر الدافئه كانت تقفزها من هنا لهناك وهى لاحول لها ولا قوه مسلوبه الاراده تحت لمساته الحنونه تلك، كتمت انفاسها للحظه حتى شعرت بانفاسه الحاره تلفح وجهها عن قرب، ف توقعت نهايه تلك الخطوه وكما توقعت كانت شفتاه تلثم ثغرها بقبله رقيقه حنونه في بدايتها زدات حدتها شئ فشئ حتى وضعت هى يديها تدفعه برقه عنها، ابتعد عنها ببطء يتأمل ملامحها، فتحت عيناها بتمهل فبدت كعصفور صغير كان يتعلم الطيران لتو وعندما وطأت قدماه ارضاً أخذ انفاسه التى كتمها بداخله وها هى تأخذ انفاسها ببطء بعدما كتمتها تحت سطوه قبلته..تحركت يداه بحريه على خصلات شعرها تعيده للخلف وهو يقول: كل سنه وانتي طيبه.

همست بعد دقيقه من الصمت الذي سيطر عليها كلياً نتيجه للمساته وحديثه ونبره صوته الرجوليه: وانت طيب..
جذبها خلفه ثم تقدم من الطاوله، ازاح الكرسي حتى تجلس عليه فجلست كالاميره فوقه وقبل ان يتحرك صوب كرسيه كان ينحنى بجذعه العلوى خلفها يهمس باذنها: قعدت افكر كتير اجبلك ايه، واحترت، بس لسبب واحد انتي زي النجمه اللي في السما مفيش حاجه تتضاهي جمالك ورقتك، وقتها بس عرفت انا هاجبلك ايه..

ضغطت بيدها على قماش الفستان بسبب حديثه الذي بعثر مشاعرها وجعلها تتشوق للمزيد، شعرت به يجذب شعرها جانباً وقبل ان يضع برقبتها سلسال يتدلى منه نجمه صغيره، كان يطبع قبله بجيدها ثم وضعه برقه، هامساً: بحبك.
التفت له عندما نطقها ونظرت له تتأكد نطقه لتلك الكلمه التى حلمت مؤخراً بها، جعلها تقف امامه واعادها مره اخرى وخاصه عندما رأى تلك النظره الملحه بعيناها لنطقها ثانيا: بحبك يا ندايا..

ابتسمت بسعاده عندما لقبها بهذا اللقب لتقول بتعجب: ندايااا.
حاوطها بيده ليقول مؤكداً: اممم ندايا، لانك الندى االى نزل على قلبي وحوله من قلب مكنش يعرف الحب لقلب بيعشق ويحب...
أشارت على نفسها قائلة بسعاده: الكلام ده ليا أنا .
اقترب من ثغرها ينوى تذوقه قائلاً: امم ليكِ، ومينفعش يتقال غير ليكِ..

استكانت لقبلاته التى تخطت ثغرها ووجنيتنها وجيدها، استمتعت بهمساته وكلامه المعسول الذي جعلها في حاله من فوضى المشاعر والاحاسيس التى لم تمر بها من قبل الا على يده هو، لم يشعر بنفسه عندما حملها بخفه ووصل بها الى فراشه وقبل ان يضعها برقه عليه لاحت بذهنه حديث رأفت وما اتفق عليه معه، ولكن الان لم يستطيع التحكم بنفسه ولا بتلك المشاعر التى تتخبط بصدره فتجعله يتوق للمزيد والمزيد، وفي لحظات كان يضرب بكل افكاره عرض الحائط، وسلم نفسه لمشاعره وهو ينوى ان يجعلها زوجته قولاًوفعلاً ف سكتت شهرازد عن الكلام الغير المباح...

راقبه بهدوء وهو يساعد والدته ان تهبط من السياره، ادخلها البنايه ثم عاد واستقل سيارته وذهب بطريقه، ذهب خلفه فارس وملامحه تحتقن بغضب منه، وباحد الشوراع الجانبيه قرر ان يقطع عليه الطريق، فوقف سراج فاجاه واخرج رأسه من النافذه: انت متخلف..
هبط فارس من سيارته واتجه نحوه، فتح باب السياره وهو يجذبه خارجها قائلاً بغضب: اه انا متخلف، وهاوريك المتخلف ده هايعمل ايه لو مبعدتش عنها..
هتف سراج بعنف: ابعد ايدك، مش هابعد عنها واعلى ما في خيلك اركبه.

هتف فارس والشر يتطاير من عنياه: لا ده انا خيلي عالي اوي يا روح خالتك...
ارجع رأسه للخلف بسرعه ثم اعادها للامام في لحظه ضارباً جبينه بقوه فترنح سراج للخلف وسقط ارضاً، فانقض فارس عليه يسدد لكماته القويه والهوجاء في كل مكان والغضب اعمى عينيه، امامه فقط تتجسد صورتها وهى عروس وبجانبها ذلك المعتوه..استفاق على صوت سراج وكانه يصارع الموت حقاً: هاموت، كفايه.
ابتعد فارس عنه وانفاسه تتصارع مع بعضها البعض ليقول بتحذير قوي: ده اخر تحذير ليك المره الجايه هاقتلك..

ابتعد عنه ثم اتجه لسيارته وقادها باقصى سرعته، ضارباً على المقود بقوه لعناً بداخله الحب والعشق الذي يجعل من رجل سوى الى أخر مجنون على اتم الاستعداد الدخول للسجن او ان يُقتل ولن تكن حبيبته لاحداً غيره..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة